logo
باحث سياسي: هدنة غزة مرتبطة بطموحات ترامب وضغوط إسرائيلية داخلية… والتصعيد قادم إذا غابت الضمانات

باحث سياسي: هدنة غزة مرتبطة بطموحات ترامب وضغوط إسرائيلية داخلية… والتصعيد قادم إذا غابت الضمانات

صدى البلدمنذ 3 أيام
في ظل الجمود الذي يسيطر على مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، تتزايد مؤشرات على أن التصعيد العسكري أصبح امراً مطروحًا بقوة على طاولة صناع القرار في تل أبيب.
فقد كشفت وسائل إعلام عبرية عن استعدادات يجريها جيش الاحتلال لتنفيذ مناورة واسعة النطاق في قلب مدينة غزة، إذا لم تحرز المفاوضات أي تقدم خلال الساعات القليلة المقبلة، التي وصفها مراقبون بأنها 'حاسمة ومفصلية' في مسار الحرب.
ومع تواصل الغارات الجوية والتحركات الميدانية في عدة محاور، تلوح القيادة الإسرائيلية بفرض طوق عسكري جديد على مناطق واسعة في وسط القطاع، خاصة دير البلح والمخيمات، ما يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد قد تكون الأعنف منذ بداية العدوان.
قال محمد فوزي باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن هدنة لمدة شهرين في قطاع غزة لا يمكن فصله عن اعتبارات دولية وإقليمية، أبرزها طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام خلال شهر أكتوبر المقبل.
وأوضح فوزي أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي بدأت تضغط باتجاه تهدئة مؤقتة نتيجة ما يمكن وصفه بانتهاء بنك الأهداف داخل غزة، ودخول الجيش في حالة استنزاف ميداني طويل الأمد، دون مكاسب حقيقية على الأرض.
وأضاف في المقابل، بدأت إسرائيل تتحرك إقليميًا بشكل لافت، سواء عبر محاولات تعزيز علاقتها مع دمشق، وفتح قنوات تواصل غير معلنة مع بيروت، إلى جانب تسريبات عبر الإعلام العبري بشأن تقدم محتمل في ملف التطبيع مع السعودية، ما يشير إلى محاولة ربط إنهاء الحرب بتغيرات جذرية في موازين الإقليم.
وأكد فوزي أن التهدئة المطروحة حاليًا تأتي في ظل هذا المناخ، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات جسيمة، أبرزها نوايا إسرائيلية لالتهام ما لا يقل عن 40% من أراضي قطاع غزة، من خلال السيطرة الميدانية والتوسع العسكري، دون تقديم أي ضمانات حقيقية بشأن انسحاب دائم أو وقف نهائي لإطلاق النار.
وأشار فوزي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال الهدنة كفرصة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية والعسكرية، مع نية واضحة في استئناف القتال بمجرد انتهاء فترة التهدئة، في ظل غياب أي التزام دولي أو ضمانات فعالة للحد من تحركاته العدوانية.
وتابع الملف الأخطر هو ما يسمى بـ'اليوم التالي'، حيث لا تزال القضايا الجوهرية مثل مستقبل حكم حركة حماس، وسلاح المقاومة، وإعادة إعمار غزة، معلقة تمامًا، مما يهدد بتحويل الهدنة إلى مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد.
واختتم فوزي تصريحاته بالتأكيد على أن التحركات الجارية حاليًا تعكس تقاطعًا معقدًا بين أهداف أمريكية انتخابية وأجندة إسرائيلية توسعية، وهو ما يجعل فرص الوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ضعيفة ما لم ترفق الهدنة بخطوات سياسية واضحة، تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وتحفظ الحقوق الفلسطينية، وتمنع إعادة إنتاج الأزمة بشكل أكثر دموية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جيش الاحتلال يزعم تدميره 3.5 كيلومتر من أنفاق حماس بغزة
جيش الاحتلال يزعم تدميره 3.5 كيلومتر من أنفاق حماس بغزة

صدى البلد

timeمنذ 27 دقائق

  • صدى البلد

جيش الاحتلال يزعم تدميره 3.5 كيلومتر من أنفاق حماس بغزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، تدمير نحو 3.5 كيلومتر من أنفاق حركة "حماس" الفلسطينية في خان يونس بقطاع غزة. وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أن الجنود بالتعاون مع مهندسي وحدة "ياهالوم"، اكتشفوا مسار نفق رئيسي وقاموا بتفكيكه، وفقًا لوكالة رويترز. وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي أن النفق تضمن عدة مسارات فرعية عُثر داخلها على مخابئ يستخدمها عناصر "حماس". كما أشار إلى تدمير بنية تحتية تابعة للحركة خُصصت لتخزين المتفجرات والأسلحة.

ضمن مخطط "تقطيع غزة".. الاحتلال يعلن عن محور جديد يفصل شرق خان يونس عن غربها
ضمن مخطط "تقطيع غزة".. الاحتلال يعلن عن محور جديد يفصل شرق خان يونس عن غربها

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

ضمن مخطط "تقطيع غزة".. الاحتلال يعلن عن محور جديد يفصل شرق خان يونس عن غربها

أعلن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي شق محور جديد على مسافة نحو 15 كيلومتراً جنوبي قطاع غزة يفصل شرق خان يونس عن غربها. اليوم 09:57 اليوم 08:08 وبحسب بيان "جيش" الاحتلال، شقت قوات "اللواء 188" ولواء "غولاني" في عملية خاصة "للفرقة 36" محور "ماغين عوز" في خان يونس. وفي هذا السياق، أشار المراسل العسكري الإسرائيلي دورون كادوش إلى أن هذا المحور الجديد "يشكل جزءاً أساسياً في ممارسة الضغط على حماس". وأضاف: "ورقة المساومة الجديدة لإسرائيل في المفاوضات؟ بعد نتساريم وفيلادلفيا وموراغ، أعلن الجيش الإسرائيلي تعبيد محور جديد هو محور ماغين عوز". وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي أن "الجيش" الإسرائيلي "صعّد درجة في قطاع غزة، وأن القوات تسيطر على أراضٍ وتدمر بنى تحتية". وحينها، قال نتنياهو إن "الجيش" الإسرائيلي سيسيطر على "محور موراغ" في إطار تقطيع قطاع غزة، وسيكون هذا المحور "محور فيلادلفيا الإضافي" أو "محور فيلادلفيا الثاني"، وفق ما أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

جائزة للقتل المسالم!
جائزة للقتل المسالم!

النهار

timeمنذ 6 ساعات

  • النهار

جائزة للقتل المسالم!

أي سخرية مُرّة هذه؟ نعم، نتنياهو، المتهم بجرائم حرب، يرشّح ترامب، لنيل جائزة نوبل للسلام... في اللحظة التي لا تزال فيها رائحة البارود تتصاعد من جثث الأطفال في غزة، وطائرات المدد الأميركية لا تتوقف عن دعم الكيان الصهيوني. ربما هي لحظة مثالية لـ"نكهة الشرق الأوسط الجديد"، حيث تقام صفقات السلام على أنقاض البيوت، وتُمنح الجوائز لمن يضغط الزناد أولاً ثم يعرض الهدنة على الطاولة المحطّمة. قرابة ثمانية وخمسين ألف شهيد في غزة وحدها دون بقية فلسطين بينهم ثمانية عشر ألف طفل لم يصلوا سن البلوغ، لكنهم بلغوا القبر في توقيت واحد، بدقة قصف الطائرات الذكية. والجائزة؟ تُمنح للرجل الذي فتح النار ثم كتب على حسابه الإلكتروني "سوف نعمل هدنة". هل السلام أصبح ماركة مسجلة على يد من يشعلون الحروب ثم يُشاد بهم لأنهم أوقفوا رصاصهم عشر دقائق قبل صلاة الجمعة؟ ومنحوا الأهالي قبوراً جماعية حتى لا يحرمونهم من روح الألفة. هل نوبل فقدت بوصلتها؟ وهل كان لها بوصلة أصلاً؟ أم أن البوصلة الآن تُدار علناً باتجاه البيت الأبيض، حيث يتداولون الجوائز كما يتداولون تغريدات ترامب؟ هل كُتب علينا أن نرى القتلة وهم يصنعون من دم الضحايا قلادة تكريم توضع على أعناقهم؟وهل السلام الآن يُقاس بعدد القتلى؟ كلما زادوا، اقتربنا من "جائزة"؟ كأنك ترشّح الحطب لنيل جائزة مكافحة الحرائق. كان من الأولى بهذا الشكل أن تُمنح الجائزة وتسمى نوبل لـ"القصف الإنساني"، أو لـ"القتل الرحيم بالصواريخ"، أو لـ"الاحتلال الدامي"، أو لمبتكر عبارة: "نأسف لسقوط ضحايا مدنيين". والخشية أن نجد خطاب اللجنة الدولية إلى نتنياهو يقول شكراً لك لأنك لم تقتل الجميع بعد! جائزة نوبل، التي وُلدت من رماد الديناميت، تعود اليوم إلى أصلها، لكنها لم تعد تُمنح لصاحب الاختراع، بل لمن يجيد استخدامه بنجاح أمام الكاميرات. الجائزة التي لم يرحمنا صاحبها لا من باروده ولا من نار جائزته. هل مات ألف طفل؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز عن "الأسف"، ومؤتمر صحفي عن "التهدئة"، وتوقيع "اتفاق"… ثم صورة بابتسامة واسعة مع الكوفية والشماغ، وبينهما ترامب بـربطة عنق حمراء، يرفع الجائزة كأنه عاد لتوه من مباراة ملاكمة وليس من حلبة دم. ولأن العالم لم يعد يفرّق بين مهرجان ساخر وجنازة حقيقية، فإن كل شيء بات قابلاً للتصفيق، حتى الموت الجماعي. فلنمنح ترامب الجائزة إذاً. ولنمنح نتنياهو جائزة "أفضل مخرج لحرب معاصرة". أما غزة، فليس لها إلا ترشيح واحد، ترشيح جماعي: لجائزة الصبر التاريخي. فليأخذ ترامب جائزة نوبل، وليأخذ نتنياهو مقعده في الصفوف الأمامية، أما الصغار، فسيحفرون أسماء الشهداء على جدران البيوت المهدّمة، وسيكتبون على أنقاض غزة: هنا مرّ السلام، لكنّه لم يتوقف. وغزة لا تحتاج إلى جائزة، يكفيها شرف أنها لم تفُز، ففي هذا الزمن، الجائزة الحقيقية هي أن لا تكون على قائمة المرشحين! وسلامٌ يُقاس بعدد القتلى ليس سلاماً... بل توقيعٌ مؤقت على جريمة مستمرة. في زمنٍ تُقاس فيه الإنسانية بوزن المصالح، ليُصبح الدم خفيفاً ما لم يُلطِّخ شاشة بث مباشر. سيمضي مهرجان الترشيح للجائزة حتى منتهاه. لكن من سيوقف هذه النار التي أُشعلت في قلب أم حملت ابنها تسعة أشهر، ثم سلّمته للتراب في تسع دقائق؟ من سيعيد لفتاة صغيرة ساقها التي مزقها القصف؟ من سيشرح لطفلٍ نجا أن ترامب هو «رجل سلام» وأن نتنياهو «صانع تهدئة»؟ من سيكتب شهادة وفاة للعدالة التي لفظت أنفاسها بصمت في مجلس الأمن؟ من يعيد غزة إلى الخريطة، لا كجبهة نار، بل كمدينة تسكنها أرواح؟ فقط نريد لضبط معايير الصورة أن تُستبدل الحمامة البيضاء في شعار الجائزة بطائرة درون. فالعصر تغير، والسلام اليوم يُحلِّق على ارتفاع منخفض ويُقصف بدقة!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store