
موضوع خطبة الجمعة اليوم عن «بدايةٌ جديدةٌ وأملٌ جديد»
وتُعد موضوع خطبة الجمعة من أهم وسائل التوجيه والإرشاد في الإسلام، حيث يجتمع المسلمون في المساجد للاستماع إلى دروس دينية تُنير قلوبهم وتُرشدهم إلى الصواب.
وتتناول
موضوع خطبة الجمعة
وبناءً على ذلك حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة 27 يونيو 2025 تحت عنوان: «بدايةٌ جديدةٌ وأملٌ جديد»،، مشيرة إلى أن الهدف المنشود من هذه الخطبة والمراد توصيله للجمهور هو: توعية الجمهور بأهمية تجديد الأمل مع استقبال العام الهجري الجديد.
لا يفوتك
فيما تتناول الخطبة الثانية اليوم الجمعة تحذيرًا بالغًا من أضرار الإدمان، وأملًا في بداية جديدة مشرقة بالقوة والعافية.
ويحرص الخطباء على تقديم خطب ذات مضمون قوي، مستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، لتوعية المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، وتعزيز الروابط الاجتماعية، كما أن وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة أسبوعيًا، لضمان تناول قضايا حيوية تمس حياة الناس وتعالج مشكلاتهم بأسلوب شرعي سليم.
الموجز يرصد عبر النقاط التالية تفاصيل موضوع خطبة الجمعة مكتوبة، وإلقاء الضوء على أهم المحاور التي تناولها العلماء والخطباء.
وجاء النص كالتالي:
نص موضوع خطبة الجمعة اليوم
الحمدُ للهِ العزيزِ الحميدِ، القويِّ المجيدِ، وأشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً مَن نطق بها فهو سعيدٌ، سبحـانَه هدى العقولَ ببدائعِ حكمِه، ووسع الخلائقَ بجلائلِ نِعَمِه، أقام الكونَ بعظمةِ تجلِّيه، وأنزل الهدى على أنبيائِه ومرسلِيه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شرحَ صدرَه، ورفعَ قدرَه، وشرَّفَنا به، وجعلَنا أُمتَه، اللهم صلِّ وسلِّم وباركْ عليه، وعلى آلِه وأصحابِه، ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فمعَ بزوغِ فجرِ عامٍ هجريٍّ جديدٍ هذه رسالةُ أملٍ، وبُشـرى بمستقبلٍ مشـرقٍ، فيا أيها الكرامُ تفاءلوا، فإنَّ أيامَ خيرٍ وبركةٍ تنتظرُكم، املأوا قلوبَكم بالأملِ، فالأملُ نبراسُ الروحِ، ووقودُ العزيمةِ، الأملُ هو النورُ الذي يجعلُنا ننهضُ بعدَ كلِّ سقطةٍ، ونحاولُ بعد كل إخفاقٍ، متحققين بهذا البيانِ الإلهيِّ العظيمِ: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَوْحِ اللهِ إنَّه لا ييأسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلَّا القومُ الكَافرُون}.
أيها الكرامُ أبشِرُوا؛ فإنَّ هذا العامَ الجديدَ بمثابةِ فجرٍ جديدٍ يطلُّ علينا بنورِه وبركتِه، فهل نستقبلُ هذا الفجرَ بقلوبٍ يقظةٍ وعزائمَ متجددةٍ؟ ماذا لو علمْنا أنَّ كلَّ مَن وصل إلى القمةِ قد مرَّ بآلامٍ وعثراتٍ؟ ماذا لو كانت محنةُ اليومِ هي مفتاحَ السعادةِ غدًا؟! ألم ترَ إلى الأحوالِ النبويةِ وهي تنتقلُ من قبضٍ إلى بسطٍ، ومن شدةٍ إلى فرَجٍ؟! هل تعلمون أنَّ تأخيرَ الإمدادِ قد يكون لخيرٍ لا نعلمُه؟ فما أخرَّك إلا ليقدمَك، وحاديك قولُه تعالى: {فَإِنَّ معَ العُسر يُسرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا}، فَلَا يغلبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ!.
عبادَ اللهِ، أبشروا؛ فالأملُ قوةٌ دافعةٌ للإنسانِ على الاستمرارِ في الحياةِ، وأداةُ النجاحِ في مواجهةِ الصعابِ، فهو ليس مجردَ شعورٍ عابرٍ، بل هو صناعةٌ تحتاجُ إلى إرادةٍ وعملٍ مستمرٍّ، وتوجيهُ النفسِ نحو التفكيرِ الإيـجابيِّ، والتفاؤلُ ليس مجردَ فكرةٍ إيـجابيةٍ، بل هو مجموعةٌ من المبادئِ العمليةِ التي تتطلبُ إيمانًا عميقًا بالله، وعملًا جادًّا في أصعبِ الظروفِ، وصبرًا على مواجهةِ التحدياتِ بثقةٍ مع التوكلِ على اللهِ واليقينِ بأن الفرجَ آتٍ مهما طال الزمنُ، فأبشِرُوا وادْخُلُوا عَلى الكَرِيمِ الوَهَّابِ مِنْ بابِ المعيةِ كَمَا دخل الجنابُ المعظمُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا}، فَكُونُوا معَ اللهِ تَجِدُوا اللهَ مَعَكُم.
أيها الكرامُ، اعلموا أنَّ صناعةَ الأملِ تبدأُ من داخلِ كلِّ فردٍ منَّا وقدِ ازدادَ قلبُه يقينًا في ربِّه، لنجعلْ من كلِّ تحدٍّ فرصةً، ومن كل عقبةٍ سُلَّمًا نرتقي به، لنحولْ عقولَنا مصانعَ للأفكارِ النيِّرةِ، وأيديَنا أدواتٍ للبناءِ والتعميرِ، دعونا نطلقُ العنانَ لأحلامِنا، ونؤمنُ بقدرتِنا على التغييرِ، لنستلهم المنهجَ النبويَّ الشريفَ، فقد كان الجنابُ المعظمُ صلواتُ ربِّي وسلامُه عليه دائمَ الفألِ، محبًّا لكلِّ ما مِن شأنِه أن يبعثَ على الأمل، ويكرهُ كلَّ ما مِن شأنه أن يدعوَ إلى التشاؤمِ أو الإحباطِ أو إشاعةِ اليأسِ، كما قال سيدُنا أبوهريرةَ رضي الله عنه: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ الفألَ الحسنَ، ويكرهُ الطِّيَرَةَ».
وهذه رسالةٌ إلى بِائِسٍ خائفٍ مِن المستقبلِ: قِفْ على بابِ مولاكَ، واطلبْ منه ما تريدُ، فربُّكَ يعطيكَ فوق المزيد مزيدًا، حزنُك سيتحولُ إلى فرحٍ، وهمُّك سيصيرُ فرَجًا، وضيقُك سيتسعُ إلى مخرجٍ، أحسن الظنَّ بربِّكَ، فمن كان يصدِّقُ أن الجنابَ المحمديَّ صلوات ربي وسلامه عليه الذي خاضَ كلَّ الصعوباتِ والمحنِ سيقفُ فاتحًا منتصرًا أمام ما يزيدُ عن مائةِ ألفٍ من أصحابِه رضي اللهُ عنهم؛ ليفتحَ بابَ الأملِ للمستضعفينَ، وبابَ الرحمةِ والعفوِ والمغفرةِ للناسِ أجمعين، «مَا تَظُنُّونَ أني فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، ونظنُّ خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: «فإنِّي أقولُ كما قال أخي يوسفُ: {لا تثريبَ عليكم اليومَ يغفرُ اللهُ لكم وهو أرحمُ الراحمينَ}»، فيا أيها الناسُ، أبشِروا وأمِّلوا، وظُنُّوا بربِّكم خيرًا، فهو القائلُ: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي»، {فما ظَنُّكُم بربِّ العالمينَ}؟!
نص الخطبة الثانية
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فلنجعلْ- أيها الكرامُ- هذا العامَ بدايةَ العودةِ إلى الذاتِ، عامَ التحررِ من الأغلالِ، فإلى مَن سلكَ دروبَ الظلامِ والمخدراتِ التي تدمِّرُ الفردَ والأسرةَ، وتضيِّعُ مستقبلَ الموظَّفين ومَن يعولونهم، وتعطِّلُ خططَ التنميةِ، لنقلْ: لا للتدخينِ قبل أن نقول: لا للإدمانِ؛ فإن التدخينَ باب دُخول عالمِ المخدِّرات، ولا لإدمانِ مشروبات الطاقة التي تضرُّ وتوهن، لا لمخدرات الاغتصاب التي تسلب العقولَ والألباب وتدمر الأجساد.
وإلى كلِّ من ابتلي بالإدمانِ: لا تيأسْ! فاللهُ لم يخلقكَ لتكون أسيرًا، بل لتكونَ حُرًّا طليقًا منيرًا؛ واعلمْ أنَّ أُولَى خطواتِ الشفاءِ الإرادةُ الصلبةُ، فمُدَّ يدَك ولا تخجلْ، فكم من أيادٍ تنتظرُ لتمسكَ بها، وكم مِن قلوبٍ تتمنى أن ترى نورَك مِن جديدٍ، وتذكرْ قولَ اللهِ تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
ويا أيُّها النبلاءُ، يا مَن ابتليتُم بعزيزٍ غالٍ يصارعُ الإدمانَ، لا تتركوه وحيدًا، بلْ مُدُّوا له يدَ العونِ، احتضنوه بحبِّكم، كونوا له السندَ والعونَ، فالحبُّ أقوى من أي مخدِّر، والدعمُ الأسريُّ هو أولُ مراحلِ التعافي، طمئنوهم، وبيِّنوا لهم أنَّ قانونَ مكافحةِ المخدراتِ يحرص على علاج المتعاطين وتأهيلهم ليكونوا قبسَ نورٍ وشعلةَ نشاطٍ في المجتمعِ، ولنعمل يدًا بيد للقضاء على هذا الوباء، بالتوعيةِ، بالدعمِ، ولنفتحْ أبوابَ الأملِ لمن أرادَ العودةَ، ولنساندْ كلَّ من قرَّرَ التحدي، فمجتمعٌ خالٍ من الإدمانِ مجتمعٌ قويٌّ، منتِجٌ، مزدهرٌ.
اللهم اجعل بلادَنا سخاءً رخاءً وازرعْ في قلوبِنا الأملَ والبُشرى بكَ يا أكرمَ الأكرمينَ.
اقرأ أيضًا:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 31 دقائق
- مصرس
انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد عبد السلام عرفات بالرياض في كفر الشيخ (صور)
تابع اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، محافظ كفرالشيخ، اليوم الجمعة، فعاليات انطلاق القافلة الدعوية الكبرى من مسجد عبدالسلام عرفات بمركز الرياض، وذلك في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالمساجد مبنى ومعنى، والحرص المستمر على عمارة بيوت الله وتشييدها ومواكبة الجمهورية الجديدة، ونشر الفكر الوسطي المستنير، وتعميق الحس الإيماني لدى المواطنين، بحضور الدكتور عبدالقادر سليم، مدير عام الدعوة، والشيخ حسن عاشور، مدير إدارة الرياض غرب. جانب من القافلةوقد تحدث الجميع بصوت واحد حول موضوع 'فضائل عشر ذي الحجة'، وذكر الدكتور عبدالقادر سليم، مدير عام الدعوة، أن الهدف هو توعية الجمهور بفضائل ومنزلة العشر الأول من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات، بالإضافة إلى التأكيد على أن إنهاء الحياة يأس من رحمة الله.جانب من القافلةوقامت هذه القافلة الدعوية ببعض الأنشطة الدعوية المهمة منها عقد لقاء الجمعة للأطفال، عقد مقرأة القرآن الكريم للائمة، وعقد مقرأة القرآن الكريم للجمهور، وعقد مجلس الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.جانب من القافلةجانب من القافلةجانب من القافلةجانب من القافلةجانب من القافلة

24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
خطيب الجامع الأزهر: حب الأوطان ليس مجرد شعار بل جزء من الإيمان وغريزة فطرية
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والتي دار موضوعها حول حب الأوطان درس عظيم من دروس الهجرة، وقال إن الهجرة النبوية حدث متجدد ونهر فياض لا يتوقف عطاؤه ولا ينقطع مداه، فهي سجل حافل بالدروس والمعاني التي متى أعاد المسلمون قراءة أوراقها وتأملوا أحداثها ومواقفها، استطاعوا أن يصححوا المسار مع ربهم ومع رسولهم ومع أنفسهم، وبين أنه لو اجتمع كتاب الأرض ومفكروها منذ أن وقعت الهجرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ما استطاعوا الوصول إلى نهاية ما فيها من الدروس والعبر لأنها إرادة إلهيه. وأوضح خطيب الجامع الأزهر أنه بعد أن تنكرت مكة لدعوة الإسلام وأصبحت بيئة تأباه ويُضطهد أهلها الذين آمنوا، بحث المسلمون عن وطن جديد، لا فرارًا من وطنهم الذي يحبهم ويحبونه، ولا هروبًا من بطش أعدائهم، وإنما يبحثون عن وطن جديد لرعاية الرسالة التي كلف الله بها نبيهم أسعد الخلق محمدا ﷺ، وطن يصلح لانطلاقة دعوية تعم أرجاء العالمين لأن الرسالة الخاتمة دعوة عالمية للإنس والجن، وللأبيض والأسود من بني آدم، يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾، مضيفا أن الأنبياء السابقين كان الواحد منهم يبعث إلى قومه خاصة، لكن النبي ﷺ بُعث إلى الناس كافة، يقول ﷺ: (بعثت إلى الثقلين الإنسان والجن). هذا هو الهدف الذي من أجله أذن الله وأراد لنبيه أن يترك وطنه وبلده المحبب إلى فؤاده، والمتعمق حبه في قلبه، لكنه لم يبق أرضًا صالحه لأن يبلغ فيها رسول الله دعوة التوحيد. خطيب الجامع الازهر: حب الأوطان ليس مجرد شعار بل جزء من الإيمان وغريزة فطرية وبيَّن خطيب الجامع الأزهر أن من أهم الدروس التي نتعلمها من الهجرة النبوية حب الأوطان، ذلك لأن حب الأوطان أمر غريزي لا يحتاج إلى تكلف أو تصنع أو دعوة كاذبة. فهو ليس مجرد كلمة تلوكها الألسنة، وليس لها أثر في القلوب. ضرب الرسول ﷺ أروع الأمثلة في حب وطنه الذي نشأ فيه. بين لنا الرسول المهاجر من أجل دعوة ربه أن حب الوطن لا يساويه حب لأنه دين وجزء من العقيدة. وكيف يكون ذلك والعقيدة لا تستقر والشريعة لا تطبق، ومقاصد الشرع لا تقام إلا بوجود وطن يعبد الله فيه. فإذا فقد الوطن، كيف لأمة ومجتمع أن يطبق مقاصد الشرع وأن يحافظ على العقل والدين، والنفس، والعرض، والمال؟! فالوطن غال لا يفرط فيه إلا جاحد أو مكابر، من غُسل عقله بأحداث غريبة. الحبيب محمد ﷺ قبل أن تتوارى بيوت مكة ينظر إليها نظرة المودع وعيونه تذرف بالدمع وقلبه يتقطع أسى وكمدا على الفراق، فيناديها ويقول: (والله إنك لأحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إلىَّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت). ولكن رب العالمين يعرف حال نبيه، فأراد أن يطمئنه بأنه سيعود إلى بلده ويدخلها منتصرا. فأنزل عليه الوحي قبل أن تتوارى بيوت مكة، قال تعالى: ﴿إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد﴾، مشيرًا إلى أن الوطن قيمة غالية، وحب الإنسان لوطنه دليل وبرهان على صدق إيمانه، لذا فالمحافظة على الأوطان درس عظيم من دروس الهجرة، وتتطلب تلك المحافظة من المسلم أمورا يحيياها بقلبه وبروحه كي يتحقق هذا الحب له. فحب الإنسان للوطن عهد وميثاق أخذه الله عليه لأنه جعله غريزة فطرية أودعها الله في قلبه، فمن هجر وطنه أو قصر في حقه، أصبح منتكس الفطرة والله سوف يحاسبه على ذلك. بعد مقتل باحث بمرصد الأزهر.. خطيب الجامع الأزهر يحذر من العصبية الجاهلية: عودوا لنهج أسلافكم واحتكموا للتسامح خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها ودعا خطيب الجامع الأزهر إلى وحدة الصف، وهي أمر يتحقق بالمواطنة وحب الوطن. فلا فرقة ولا تنازع ولا شتات لأن كل هذه العوامل تؤدي إلى تقويض بنيان الوطن وانهيار قواعده وسقوط أركانه. وأمَّا الذي يحقق البقاء للوطن هو وحدة الصف، فيد الله مع الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض. ووحدة الصف لابد أن تتحقق بين أفراد المجتمع في الوطن، حتى يطمئن كل فرد يعيش فيه أن جميع أفراد الوطن يد واحدة مترابطون، ومتعاونون، وأقوياء لا يمكن أن يؤثر فيهم رأي أو فكر يريد أن يخلخل نظام هذا الوطن. محذرًا من الانسياق خلف الشائعات التي تأكل الحرث والنسل. فهي حرب يقودها أعداء الوطن لأجل التشكيك فيه وهدمه، والعمل على تخريبه. ولابد أن يكون المواطنون صادقين ممتثلين لأوامر الشرع الذي حث على الصدق وعدم الركض وراء الشائعات المغرضة يقول تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾. فحب الوطن من الإيمان، والمسلم الصادق هو الذي يحقق هذا الحب، وهو لا يكون أقوالا بلا أفعال، بل هو أفعال ترى بالعين المجردة. وذلك أمر لا ينطق به إلا من آمن بالله حق الإيمان وتأسى بالرسول الكريم ﷺ، واتبع هديه والتزم سنته فمتى تحقق الإيمان في قلوب المؤمنين وتأسوا بنبيهم ﷺ حق التأسي، تحقق حب الإيمان. وأثر ذلك يتجلى في إخلاص كل مواطن للوطن، والعمل ليل نهار من أجل رفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه ليكون الجميع يدا واحدة مترابطين ومتعاونين ويصبحوا جنودا أشاوس يقفون مدافعين عن الوطن لا يفرطون في ذرة من ترابه، بل يفدونه بأرواحهم وأنفسهم.


بوابة ماسبيرو
منذ 2 ساعات
- بوابة ماسبيرو
النبي ﷺ .. المعلم الأول والمربي الأمثل
أكد برنامج ( سُئل فأجاب ) أن النبي ﷺ كما بُعث رحمة للعالمين ، فإنه بعث كذلك معلمًا ومربيًا وموجهًا ، يرشد الصحابة والأمة بأسرها من بعدهم إلى كل ما فيه خير وصلاح لهم من أمور الدين والدنيا . دلل البرنامج على ذلك بحديث بريدة بن الحصيب الأسلمي أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الصَّلَواتِ يَومَ الفَتْحِ بوُضُوءٍ واحِدٍ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ فقالَ له عُمَرُ: "لقَدْ صَنَعْتَ اليومَ شيئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ"، قالَ: "عَمْدًا صَنَعْتُهُ يا عُمَرُ". وأشار البرنامج إلى أن في ذلك الحديث المبارك تعليم من الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ، وبيان أن دين الإسلام الحنيف ذو شريعة سمحة وأحكام مبنية على التخفيف واليسر والسهولة، لا على العنت والمشقة والضيق على العباد. يذاع برنامج (سُئل فأجاب) يوميًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، تقديم الإذاعي د.محمد مصطفى يحيى.