logo
كيف خسرت إيران

كيف خسرت إيران

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

*نشر هذا المقال قبل الضربة الأميركية ولكنه يسلط الضوء على مسائل بارزة
في الـ12 من يونيو (حزيران) الجاري، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات التي ألحقت أضراراً بالمنشآت النووية ومواقع الصواريخ الإيرانية، ودمرت مستودعات للغاز، وقضت، في ضربة حاسمة، على عشرات من كبار مسؤولي النظام. ما زال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على قيد الحياة، لكن أبرز نوابه، بمن فيهم محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، وحسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، قتلوا.
قبل أعوام قليلة، كان من غير الممكن تصور أن يقتل باقري وسلامي وعدد كبير من كبار القادة في وقت واحد تقريباً وبصورة مفاجئة. فعلى مدى ثلاثة عقود، بنى المتشددون الذين يسيطرون على النظام الإيراني ما بدا أنه نظام ردع هائل. فخزنوا الصواريخ الباليستية، وطوروا برنامجاً لتخصيب اليورانيوم وعملوا على رفع مستواه. والأهم من ذلك، أنهم أنشأوا شبكة من الوكلاء الأجانب القادرين على استهداف القوات الإسرائيلية والأميركية باستمرار.
لكن المتشددين الإيرانيين بالغوا في تقدير قدراتهم. بعد أن هاجمت "حماس" إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عام، اختار قادة النظام شنّ حملة عدوانية شديدة للغاية. بدلاً من ترك حركة "حماس" وإسرائيل تحسمان الصراع في ما بينهما، أطلقوا وكلاءهم لضرب أهداف إسرائيلية. وبدورها، اضطرت إسرائيل إلى توسيع هجومها خارج غزة، ونجحت في إضعاف "حزب الله"، أقوى وكلاء طهران، بصورة كبيرة، وتدمير المواقع الإيرانية في سوريا، مما أسهم على نحو غير مباشر في انهيار نظام الأسد. وردّت إيران على هذا العدوان من خلال إطلاق أكبر هجومين بصواريخ باليستية في تاريخها ضد إسرائيل. لكن هذه الأخيرة، بدعم من الجيش الأميركي وشركاء آخرين، صدت تلك الهجمات ولم تتكبد سوى أضرار طفيفة. ثم ردت بضربة مضادة.
وبذلك انهارت ركائز استراتيجية الردع الإيرانية. وأصبح النظام الحاكم في إيران أكثر ضعفاً وانكشافاً من أي وقت مضى منذ الحرب الإيرانية- العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. أما إسرائيل التي كانت تحلم منذ عقود بتوجيه ضربة إلى إيران، فوجدت فرصة لم تستطِع تجاهلها.
غطرسة ثورية
منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عمل القادة في طهران على إنشاء شبكة من الوكلاء، تشمل "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق، كما أقاموا علاقات وثيقة مع نظام الأسد في سوريا. وهذه التحالفات الإقليمية، إلى جانب برنامج طهران القوي للصواريخ الباليستية، مكّنت إيران من تهديد خصومها بصورة مباشرة وعن بعد، مما منح المتشددين في النظام مصادر قوة أساسية. ولم تكُن قيادة البلاد بمنأى عن الضغوط: فقد دخلت في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة عام 2015، على سبيل المثال، لتخفيف المعاناة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات. ومع ذلك، أسهمت هذه المحادثات نفسها في تعزيز مكانة إيران كقوة إقليمية، إذ إن الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" منحها تخفيفاً واسع النطاق للعقوبات من دون فرض قيود على قدراتها الدفاعية، سوى بعض الضوابط الموقتة على التخصيب النووي. وعام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات. لكن الاستفزازات النووية التي أقدمت عليها إيران بعد ذلك تحولت إلى وسيلة لامتصاص الضغوط الخارجية وتحصين سلوكياتها الخبيثة الأخرى من التدخل الدولي.
في أكتوبر 2023، كانت الجمهورية الإسلامية في ذروة نفوذها، إذ كانت تمتلك تأثيراً قوياً في منطقة جغرافية واسعة تمتد من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط. وفي الوقت نفسه، كان وكلاء إيران، المسلحون بالصواريخ والقذائف والطائرات المسيّرة، يمارسون ضغطاً مستمراً على إسرائيل.
في أكتوبر 2023، كانت الجمهورية الإسلامية في ذروة نفوذها
بدا هجوم السابع من أكتوبر في البداية وكأنه يعزز موقف إيران. فخصمها الإقليمي الرئيس وجد نفسه فجأة غارقاً في صراع مستنزف بالكامل. ولذا شجعت طهران وكلاءها على الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل، مما أدى إلى إنشاء جبهة إقليمية موحدة تحت قيادتها. فالقصف الصاروخي المستمر من "حزب الله" أجبر المدنيين في شمال إسرائيل على الفرار من القرى القريبة من الحدود اللبنانية. وفي اليمن، وسّع الحوثيون هجماتهم لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، مما شكل ضغطاً شديداً على التجارة العالمية وأجبر الولايات المتحدة على حشد قوة بحرية كبيرة وتكريس موارد مهمة للتصدي لعدوانهم. وبحلول منتصف عام 2024، كانت إيران ووكلاؤها يضغطون فعلياً على النظام الإقليمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
لكن في غضون أشهر قليلة، انهار تقريباً الإطار الإقليمي الذي شيّدته إيران. فسحقت العمليات العسكرية الإسرائيلية حركة "حماس" في غزة، ودمرت "حزب الله" في لبنان، وهما عنصران أساسيان في حملة الضغط الإيرانية المستمرة منذ عقود ضد إسرائيل. ثم جاء السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر (كانون الأول). وكانت سوريا تشكل ركيزة أساسية في استراتيجية الردع الإيرانية الأوسع، ليس فقط لأنها تمثل جبهة أخرى ضد إسرائيل، بل لأن أراضيها التي تشترك في حدود طويلة مع لبنان وشمال إسرائيل، كانت تمثل المعبر الرئيس الذي تستخدمه إيران لنقل السلاح إلى "حزب الله" والمقاتلين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مواجهة هذه النكسات، كان بإمكان إيران أن تختار إعادة تنظيم صفوفها. لكنها بدلاً من ذلك قررت تصعيد الصراع مع إسرائيل عن طريق شن ضربات مباشرة في أبريل (نيسان) وأكتوبر 2024. ومن خلال اتخاذ مثل هذا الإجراء، كان الحرس الثوري يأمل في إظهار قوته العسكرية وإعادة إرساء الردع. لكن النتيجة كانت عكسية، إذ كشفت تلك الضربات عن محدودية قدرات إيران الصاروخية. وعلى رغم أن هجومَي أبريل وأكتوبر كانا الأكبر من نوعهما في تاريخ الهجمات الباليستية ضد إسرائيل، فإن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي كثيراً ما يشاد بها، إلى جانب دفاعات الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين، اعترضت معظم الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية. أما العدد القليل الذي تمكن من الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، فإما أخطأ أهدافه أو تسبب في أضرار طفيفة.
وكشفت تلك الهجمات عن ضعف إيران. كما دفعت إسرائيل إلى الرد على إيران مباشرة، باستخدام تفوقها الجوي لتدمير بطاريات الدفاع الجوي الرئيسة والمنشآت العسكرية الإيرانية في أكتوبر، مما أدى إلى تحطيم الحاجز الأخير الذي كان يمنع خصوم طهران من استخدام القوة العسكرية ضد أراضيها. وبهذا، انهار الردع الإيراني.
رياح التغيير
على رغم الانتكاسات التي مُني بها النظام الإيراني، فإن قيادته العليا وقادته العسكريين كانوا بعيدين كل البعد من الاعتراف بالهزيمة في مطلع عام 2025. في خطاب ألقاه في مارس (آذار) الماضي، رفض سلامي فكرة أن إيران فقدت تفوّقها على منافسيها، معتبراً أن بقاء الجمهورية الإسلامية بحد ذاته دليل على فاعلية استراتيجيتها الكبرى. فالنظام، في نهاية المطاف، لم يكُن في حال حرب مع قوى صغيرة، بل مع قوى كبرى تمتلك أحدث الأسلحة والمعدات والجيوش. وقال سلامي: "إنها لمعجزة أن تتمكن أمتنا من الصمود في وجه القوى المتغطرسة". واعتمد نبرة مشابهة خلال خطاب ألقاه في مايو (أيار) الماضي، قائلاً: "الأمة التي لا تُستذل [تُستعبد]، الأمة التي ترفع راية المقاومة وتعمل بأقوال قائدها الأعلى بكل إخلاص، لن تهزم على الإطلاق".
لكن سلامي الآن قُتل، وأصبح من الأصعب على إيران أكثر من أي وقت مضى أن تزعم أنها خرجت منتصرة من هذه المواجهات. ففي غضون أيام قليلة فحسب، ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بالبرنامجين العسكري والنووي لطهران. وعلى رغم أن الحجم الحقيقي للدمار لا يعلمه إلا قادة إيران، فمن غير المرجح أن تتمكن البلاد من التعافي بسهولة من هذا التراجع الكبير. وربما الأهم من ذلك، أن إيران فقدت تقريباً كامل قدرتها على حماية أجوائها من الأعداء. فمنظومات الدفاع الجوي التي كانت تُعد مصدر فخر دمرت أو أصبحت عاجزة عن العمل في معظم أنحاء البلاد. كما أن مخزوناتها من الصواريخ استنزفت، ودمر كثير من منصات الإطلاق المتنقلة، وتحولت المرافق التي كانت تستخدم في تصنيع الصواريخ ومعالجة وقودها إلى أنقاض مشتعلة. وأخيراً، تضرر أو دمر جزء كبير من برنامج التخصيب النووي الإيراني. وربما لا تزال إيران تمتلك مخزوناً من اليورانيوم العالي التخصيب وبعض أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض. لكن على المدى القريب، لم يعُد التخصيب النووي يشكل وسيلة فاعلة للردع.
ويضاف إلى ذلك فقدان النخبة القيادية في المؤسسة الدفاعية. فاغتيال عدد كبير من القادة والضباط العسكريين المخضرمين، بمن فيهم اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة "الجوفضائية" في الحرس الثوري الإيراني ومهندس استراتيجيته الصاروخية، سيترك ثغرة كبيرة في النظام ويمحو رصيداً معرفياً تراكم على مدى عقود من الزمن. وعلى رغم أن النظام عيّن بدائل عن هؤلاء القادة بالفعل، فإن ما لا يمكن استبداله بسرعة هو الثقة التي اكتسبها أسلافهم من خامنئي، القائد الأعلى، والنفوذ الذي كانوا يتمتعون به في صياغة الاستراتيجية الكبرى للنظام.
فقدت إيران تقريباً كامل قدرتها على حماية أجوائها من الأعداء
أمام هزيمة بهذا الحجم، قد يختار النظام الاعتراف بالخسارة، وتقليص خسائره، والسعي نحو تسوية مع إسرائيل والولايات المتحدة. وهذا المسار سيتطلب، على أقل تقدير، تخلّي إيران عن التخصيب النووي. وقد يعني أيضاً أن تضطر طهران إلى التخلي عن برنامجها الصاروخي وإنهاء دعمها للوكلاء والتراجع عن هدفها المعلن بتدمير إسرائيل. ولكن، على رغم أن الشعب الإيراني على الأرجح يفضل هذا المخرج، فإن النظام سيعتبر ذلك بمثابة استسلام كامل، ينظر إليه على أنه حل ينذر بانهيار النظام الثيوقراطي الحاكم في نهاية المطاف.
ولتفادي هذا الاستسلام الكامل، قد يختار خامنئي مواصلة القتال. وربما يشمل ذلك السعي إلى تحقيق اختراق نووي. فإذا افترضنا أن إيران لا تزال تمتلك مخزوناً من اليورانيوم العالي التخصيب وتحتفظ بالخبرة الفنية، فقد يحاول النظام اختبار جهاز نووي، على أمل أن يؤدي تحول إيران إلى دولة نووية إلى استعادة شيء من قدرتها المفقودة على الردع. كما يمكن لطهران أن تواصل الحرب، على أمل إنهاك عزيمة إسرائيل على القتال، أو كسب مزيد من التأييد الشعبي للنظام داخل إيران. ويأمل النظام في أن توسع إسرائيل نطاق ضرباتها معتقداً بأنه إذا سقط مزيد من المدنيين، فإن المجتمع الإيراني سيزداد تعاطفاً مع المدافعين الوحيدين عن البلاد: أي النظام نفسه. هذا التأثير المعروف باسم "الالتفاف حول العلم" يعدّ في هذه المرحلة الأمل الأخير الباقي للنظام من أجل حشد التأييد الشعبي في الداخل.
لكن تصعيد العدوان رهان شديد الخطورة، وقد يؤدي إلى عزل النظام وتجريده من موارده. فكلما طال أمد الحرب، زاد حجم الدمار الذي ستتكبده البلاد، مما سيضعف قدرة النظام حتى على الاستمرار في العمل. وإذا لم يتحقق تأثير "الالتفاف حول العلم"، أو إذا تلاشى مع الوقت، فقد ينقلب المواطنون الإيرانيون في نهاية المطاف على النظام. وإذا حصلت الحكومة على سلاح نووي لضمان بقائها في السلطة، فقد تصبح إيران شبيهة بكوريا الشمالية، وهذا سيناريو لا يرغب فيه أي إيراني.
بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور، فإن النظام الإيراني خسر بلا شك صراعه الطويل مع إسرائيل. وسيتعين عليه إما أن يتخلى عن أيديولوجيته السياسية الأساسية، ويسعى إلى الاندماج مع بقية المنطقة من خلال الانفتاح الدبلوماسي والاقتصادي، أو أن يضاعف تمسكه بعقيدته ويتقوقع أكثر على ذاته. علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني خسرا؛ والوضع الإقليمي الذي أرسياه انتهى.
أفشون أوستوفار أستاذ مساعد في كلية الدراسات العليا البحرية، وزميل رفيع الشأن غير مقيم في معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومؤلف كتاب: "حروب الطموحات بين الولايات المتحدة وإيران والصراع في الشرق الأوسط".
مترجم عن "فورين أفيرز" 18 يونيو (حزيران) 2025

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة تصدر "تحذيرا عالميا" للأميركيين وتحذر من أخطار متزايدة
الولايات المتحدة تصدر "تحذيرا عالميا" للأميركيين وتحذر من أخطار متزايدة

Independent عربية

timeمنذ 25 دقائق

  • Independent عربية

الولايات المتحدة تصدر "تحذيرا عالميا" للأميركيين وتحذر من أخطار متزايدة

أصدرت الولايات المتحدة الأحد تحذيراً لمواطنيها "في كل أنحاء العالم" على خلفية النزاع في الشرق الأوسط الذي قد يعرض المسافرين الأميركيين أو المقيمين منهم في الخارج لأخطار أمنية متزايدة. وجاء في التحذير الأمني الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية "أدى النزاع بين إسرائيل وإيران إلى اضطرابات في حركة السفر وإغلاق دوري للمجالات الجوية في منطقة الشرق الأوسط. وهناك احتمال لاندلاع تظاهرات ضد المواطنين والمصالح الأميركية في الخارج". ونصحت الخارجية "المواطنين الأميركيين في كل أنحاء العالم بتوخي المزيد من الحذر". ولم يشر البيان إلى تدخل الولايات المتحدة في النزاع من خلال قصفها منشآت نووية في إيران، وهي خطوة اعتبرت طهران أن عواقبها يتعذر إصلاحها. الرد الإيراني هددت إيران الأحد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط من هجمات انتقامية رداً على الضربات الجوية غير المسبوقة التي قال البنتاغون إنها دمرت البرنامج النووي الإيراني. وبعد يوم من إلقاء الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلفها الأمر. وحثت أميركا طهران على عدم الرد، وبدأت احتجاجات صغيرة مناهضة للحرب في الخروج إلى الشوارع في مدن أميركية. في الأثناء واصلت إيران وإسرائيل تبادل القصف بالصواريخ، وذكر إعلام إيراني أن انفجار في غرب البلاد أودى بحياة ستة جنود. وفي وقت سابق الأحد أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل تسببت في إصابة العشرات وتسوية مبان بالأرض في تل أبيب. "بيئة تهديد متزايدة" من جانبها، حذرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في إشعار لها من "بيئة تهديد متزايدة في الولايات المتحدة". وعززت أجهزة إنفاذ القانون في المدن الأميركية الكبرى دورياتها ونشرت قوات إضافية في المواقع الدينية والثقافية والدبلوماسية. ولم تنفذ طهران بعد تهديداتها باستهداف القواعد الأميركية أو عرقلة إمدادات النفط العالمية، لكن هذا الأمر قد يتغير. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي تصريحات أدلى بها من إسطنبول، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها. وأضاف "أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة". وقال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الله علي خامنئي، على منصة إكس إن زمام المبادرة "بات الآن بيد الطرف الذي يتصرف بذكاء ويتجنب الضربات العشوائية. ستستمر المفاجآت!". "نجاح عسكري مذهل" وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن عن الضربات الجوية في كلمة بثها التلفزيون، ووصفها بأنها "نجاح عسكري مذهل". وقال "لقد دُمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تدميراً كاملاً وشاملاً. على إيران، التي كانت تحاول فرض هيمنتها على الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن. وإلا، فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير". لكن التقييمات التي قدمها مسؤولون أميركيون شهدت تحفظاً أكبر، ولم تُنشر أي معلومات عن حجم الأضرار، باستثناء صور أقمار صناعية تظهر على ما يبدو حفراً على الجبل الذي يعلو منشأة فوردو الإيرانية. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع بعد الغارات الأميركية. وقال المدير العام للوكالة رافاييل غروسي لشبكة (سي.إن.إن) إنه لم يتسن بعد تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشأة تحت الأرض. وذكر مصدر إيراني كبير لـ "رويترز" أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو نقل إلى مكان آخر قبل الهجوم. ولم يتسن التحقق من صحة هذا التصريح حتى الآن. وقال نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس إن واشنطن ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع "برنامجها النووي الذي أعيد للوراء سنوات طويلة بسبب التدخل الأميركي". وفي خطوة نحو ما يعتبر على نطاق واسع أنه أكبر تهديد إيراني لمصالح الغرب، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز. ويمر ما يقرب من ربع النفط المنقول حول العالم عبر الممر الحيوي الذي يقع بين إيران وسلطنة عمان والإمارات. وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان وافق على إغلاق المضيق، لكن القرار النهائي مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. طرق غير تقليدية للرد يحذر خبراء أمنيون منذ فترة طويلة من أن إيران قد تجد طرقاً غير تقليدية أخرى للرد، مثل التفجيرات أو الهجمات الإلكترونية. وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في مقابلة أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز"، إيران الأحد من الرد على القصف الأميركي، قائلاً إن مثل هذا الإجراء سيكون "أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق". وقال روبيو في حديث آخر لقناة "سي.بي.إس" الأميركية "لدينا أهداف أخرى يمكننا ضربها، لكننا حققنا هدفنا". وأضاف لاحقاً "لا توجد عمليات عسكرية مزمعة حالياً ضد إيران إلا إذا تحركوا ضدنا".

ارتفاع عدد قتلى هجوم "إرهابي" استهدف كنيسة بدمشق إلى 22
ارتفاع عدد قتلى هجوم "إرهابي" استهدف كنيسة بدمشق إلى 22

الموقع بوست

timeمنذ 28 دقائق

  • الموقع بوست

ارتفاع عدد قتلى هجوم "إرهابي" استهدف كنيسة بدمشق إلى 22

ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم "الإرهابي" الذي استهدف، الأحد، كنيسة بحي الدويلعة في العاصمة السورية دمشق إلى 22 قتيلا و63 جريحا. وفي تصريح لوكالة "سانا" السورية، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم "الإرهابي"، الذي استهدف كنيسة مار إلياس بدمشق، إلى "20 قتيلا و63 جريحا". جاءت الحصيلة الجديدة ارتفاعا من أخرى أولية تقول إن عدد ضحايا تفجير "انتحاري" لنفسه داخل كنيسة مار إلياس بلغ 20 قتيلا، و52 جريحا. وعقب الهجوم، قال الدفاع المدني، في بيان عبر منصة "تلغرام": "مجزرة دامية ضحيتها أكثر من 15 قتيلا وعدد من الجرحى في حصيلة أولية، جراء التفجير الإرهابي الذي وقع في كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة بمدينة دمشق". وتابع: "تعمل فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري على نقل الجثامين للمشافي وتأمين المكان". فيما قالت وزارة الداخلية، في بيان: "أقدم انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي على الدخول إلى كنيسة القديس مار إلياس (...)، حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة". وتتواصل إدانات عربية وغربية للهجوم الإرهابي، الذي تعرض له مصلين مسيحيين في كنيسة بدمشق، ورفض لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة. وحتى الساعة (20:30 ت.غ)، لم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم. وفي 26 مايو/ أيار الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السورية القبض على خلايا لتنظيم "داعش" الإرهابي بريف دمشق، وضبط أسلحة خفيفة ومتوسطة. ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، تواصل إدارة الأمن السوري والجهات المختصة ملاحقة المشتبه بضلوعهم في جرائم وانتهاكات وأنشطة إرهابية عامة. وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 سنة من سيطرة أسرة الأسد. وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.

استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟
استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

استعادة جثث الرهائن... هل تُعقّد الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة؟

إعلان إسرائيلي جديد عن استعادة جثث لرهائنها في قطاع غزة، وسط مسار متعثر للمفاوضات حالياً مع التصعيد الإسرائيلي - الإيراني، جاء غداة أحاديث إسرائيلية عن وصول وفد من «حماس» للقاهرة لبحث التوصل لصفقة. وشملت العملية رفات 3 رهائن بحسب إعلان إسرائيلي رسمي دون تأكيد من «حماس»، ليرتفع عدد الجثث خلال هذا الشهر إلى 8 جثث، في عدد غير مسبوق منذ اندلاع حرب غزة، وهو ما يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أنه سيعقّد نسبياً جهود التوصل لاتفاق مع تعنت محتمل من حكومة بنيامين نتنياهو، وأولويتها في التصعيد ضد إيران، مشيرين إلى أن الرهائن الأحياء لا يزالون ورقة رابحة في يد «حماس»، وسط تباين في إمكانية التوصل لصفقة قريبة. وقال الجيش الإسرائيلي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان الأحد، إن القوات استعادت رفات ثلاث رهائن احتُجزوا في قطاع غزة منذ حرب 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهم: المدنيان عوفرا كيدار ويوناتان سامرانو، والجندي شاي ليفنسون. وباستعادة رفات هؤلاء الرهائن، يتبقى الآن 50 رهينة في غزة، ويعتقد أن 20 فقط ما زالوا على قيد الحياة، كما يرتفع عدد جثث الرهائن التي استعادتها إسرائيل هذا الشهر إلى ثمانٍ، بحسب «رويترز»، وهو رقم غير مسبوق منذ بداية الحرب. رد فعل فلسطينيين على مقتل أحد أقربائهم بنيران إسرائيلية أثناء توجهه للحصول على مساعدة غذائية (أ.ف.ب) ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج، أن عثور نتنياهو المستمر على جثث للرهائن، لا سيما هذا الشهر، نتاج عمليات استخبارية متزايدة وصعوبة سيطرة «حماس» حالياً على مجريات الأمور، ولا يمثل نجاحاً له، وخاصة أنه لا يزال نحو 20 رهينة أحياء لم يُعثر عليهم بعدُ، وهم الرقم الأهم والورقة الرابحة لدى الحركة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه قد تستغل إسرائيل تلك التطورات في تعقيد المفاوضات وتعطيلها بعض الوقت دون أن يستمر ذلك طويلاً. ويوضح المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، أن جثث الرهائن لا يمكن نقلها بسهولة من مكان لمكان مثل الأحياء، فضلاً على أن جميعها حسب التقديرات فوق الأرض وليس بالأنفاق، وبالتالي فمع أي ضغوط استخباراتية واعتقالات قد تستطيع إسرائيل التوصل لها، وخاصة أن لديها مراقبة واسعة لكل فلسطين. ورجّح الرقب أن يحاول نتنياهو استغلال تلك الاستعادات ليعرقل المفاوضات لاحقاً كعادته، في ظل هذا التصعيد الإسرائيلي - الإيراني، مؤكداً أن «حماس» لا تزال بيدها الورقة الرابحة، وهي الرهائن الأحياء. في المقابل، أفاد مصدران على علم بتفاصيل مفاوضات غزة، في تصريحات الأحد، لـ«الشرق الأوسط»، بأن وفداً من حركة «حماس» وصل إلى مصر السبت، وقد يتبعه وفد إسرائيلي. وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» وقناة «i24NEWS» الإسرائيليتين أفادتا السبت، بأن وفداً من «حماس» وصل إلى مصر لاستئناف المفاوضات التي تستهدف التوصل لاتفاق، لافتة إلى أنه «نظراً للقيود الحالية على الرحلات الجوية، تم اقتراح مدينة شرم الشيخ كمكان بديل للمفاوضات». وبحسب «i24NEWS»، فإن «هناك ثلاث قضايا على جدول الأعمال: أولاً، إطلاق سراح الرهائن؛ إذ من المقرر إطلاق سراح ثماني رهائن في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، وفقاً للاتفاقيات الحالية. قضية أخرى هي الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. القضية الثالثة هي مسألة ما سيحدث في نهاية وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً». ومنذ بدء إسرائيل هجومها على إيران في 13 يونيو (حزيران) الجاري، كانت مفاوضات غزة حاضرة بشكل لافت، وقال نتنياهو في مؤتمرين صحافيين يومَي الأحد والاثنين، إن «هناك تحركات بشأن (اتفاق غزة)، وأعطيت تفويضاً واسعاً للفريق المفاوض للمضي في المفاوضات، وننتظر إجابة». ويستبعد اللواء فرج أن تثمر أي مفاوضات حالية هدنة في ظل حسابات معقدة مع استمرار التصعيد الإسرائيلي والإيراني ودخول أميركا على الخط، مؤكداً أن الأمر يحتاج مزيداً من الوقت، إلا إذا رأت واشنطن الحاجة لتلك الصفقة، فستضغط على إسرائيل وستقبلها. في حين يعتقد الرقب أن وصول وفد من «حماس» للقاهرة، وآخر إسرائيلي، قد يجعل الهدنة أمام تغيير إيجابي، فنرى مفاوضات جديدة تسمح بتنفيذ المقترح الجديد للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي يتضمن إطلاق 10 رهائن، مشيراً إلى أن الصعوبات حتى الآن أنه لا توجد ضمانات بوقف الحرب مستقبلاً، لكن «حماس» خياراتها محدودة حالياً، وقد تقبل بهدنة مؤقتة حالياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store