
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية: مسيرات انتحارية صغيرة استهدفت مواقع وقواعد عسكرية عراقية
عاجل | الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية: مسيرات انتحارية صغيرة استهدفت مواقع وقواعد عسكرية عراقية
التفاصيل بعد قليل..
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيران: أجبرنا إسرائيل على الاعتراف بالهزيمة وسنرد على أي هجوم
قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن إيران حققت تفوقا إستراتيجيا في الحرب ضد إسرائيل، وإن البلاد مستعدة للرد بحزم على أي هجوم إسرائيلي، وذلك بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب حيز التنفيذ. وقال المجلس في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، تعليقا على اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مع إسرائيل صباح اليوم، "لقد أجبرنا العدو على الندم والاعتراف بالهزيمة ووقف عدوانه من طرف واحد". وأشاد البيان بصمود الشعب الإيراني الذي "قاوم بصمود وعزيمة"، وأكد أن الهجمات الإيرانية الأخيرة رد مشروع على انتهاكات إسرائيل. وذكر أن القوات المسلحة الإيرانية تصرفت بشجاعة وردت على العدوان الإسرائيلي في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة. ما زالت على الزناد وجاء في البيان أيضا "قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للرد الحاسم والموجع على أي عمل عدائي من قبل العدو"، كما أكد أن "أيادي القوات المسلحة ما زالت على الزناد دون أن تثق في تصريحات الأعداء". وأكد مجلس الأمن القومي الإيراني أن طهران حققت تفوقا إستراتيجيا في الاشتباكات التي استمرت 12 يوما، وأن إسرائيل اضطرت إلى قبول الهزيمة ووقف إطلاق النار. وفي وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على الاتفاق. ومنذ 13 يونيو/ حزيران تستهدف إسرائيل – بدعم أميركي- منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، بينما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
احتمالات اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت مبكر من صباح اليوم التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، على أن يعلن انتهاء الحرب بعد تفعيل هذا الاتفاق لمدة 24 ساعة، واضعًا بذلك نهاية لما أسماه حرب الأيام الاثني عشر. حسنًا، لا يمنعنا هذا من السؤال: هل تندلع حرب بين تركيا وإسرائيل على غرار ما حصل مع إيران؟ دعوني أبدأ من حيث ينبغي أن أنتهي: ما دامت مراكز القرار في الولايات المتحدة وإسرائيل تضم أشخاصًا يتخذون قراراتهم استنادًا إلى مراجع لاهوتية غير عقلانية، فإن أيًا من دول العالم لن تكون في مأمن. على جميع الدول التي تظن اليوم أنها على وفاق مع ترامب، أو أنها لا تواجه مشكلات مع إسرائيل، أن تدرك أنها عرضة للخطر بسبب أولئك الذين ينظرون إلى العالم بعقلية لاهوتية غير عقلانية. هذه بالضبط هي المعضلة التي تعاني منها أوروبا. فمن لا يتحرك وفقًا للمنطق والحقائق الجيوسياسية، وتحكمه الأوهام والهواجس، فلا حدود لما قد يرتكبه من جنون. ربما كانت إسرائيل من أكثر الدول توقعًا لما تفعل؛ لأنها لم تعد تخفي حلم "أرض الميعاد"، بل حولته من يوتوبيا إلى هدف سياسي معلن. وعلى كل دولة في المنطقة ترى أن علاقاتها جيدة مع أميركا، إن كانت حدودها تمر عبر ما تعتبره إسرائيل "أرض الميعاد"، أن تدرك أنها ستتلقى مستقبلًا صفعة أميركية. ففي أميركا أيضًا تيار فكري شبيه بالعقل الإسرائيلي غير العقلاني، وله تقارب أيديولوجي معها. والمشكلة الأساسية لدول المنطقة أنها لم تدرك بعد أنها تعيش في عالم تحكمه دول لا تستند في قراراتها إلى العقل ولا إلى الحقائق الجيوسياسية. نسختان من العلاقات التركية الإسرائيلية مرت علاقات تركيا مع إسرائيل بمرحلتين. في المرحلة الأولى، كانت الحكومات التي أقامت علاقات وثيقة مع إسرائيل تنظر بعيدًا عن الشرق الأوسط نحو أوروبا. وعلى الرغم من أن أوروبا لم تقبل تركيا عضوًا كاملًا قط، فإنها ظلت تتركها على بابها وتعطيها بصيص أمل. وخلال غياب تركيا عن الشرق الأوسط وتخليها عن الدول الإسلامية، تصرفت إسرائيل بحرية تامة. وعندما رفعت تركيا صوتها قليلًا، جاءت الضغوط من أميركا، وظهرت اضطرابات داخلية. أما التحول الثاني فقد بدأ مع وصول رجب طيب أردوغان إلى الحكم. حينها أظهرت تركيا لأول مرة أن إسرائيل لا يمكنها أن تفعل ما تشاء في المنطقة، وأن تركيا لن تقول "نعم" لكل شيء. وقد تجلى ذلك بوضوح في مؤتمر دافوس عام 2009 حين قال أردوغان لرئيس إسرائيل "وان مينيت" (لحظة واحدة). كنت حينها مستشار أردوغان الإعلامي، ورافقته إلى دافوس. وعندما ركبنا الطائرة عقدنا اجتماعًا مع باقي المستشارين، وقال أردوغان: "مهما حدث، لن نتراجع عن قرارنا"، معلنًا بذلك بداية مرحلة تاريخية جديدة. منذ ذلك اليوم، تسعى إسرائيل لزعزعة استقرار تركيا. وعندما لم تفلح وحدها، حاولت تنفيذ انقلاب عسكري داخل تركيا عبر زعيم تنظيم غولن الذي كان مقيمًا في أميركا قبل وفاته هناك. ففي 15 يوليو/ تموز 2016، جرت محاولة انقلاب عسكري عبر منظمة "فيتو" بقيادة فتح الله غولن، لكنها فشلت. استشهد 251 شخصًا، وأُصيب أكثر من ألفي شخص. وتجاوزت تركيا هذه المحاولة التي حظيت بدعم أميركي وإسرائيلي خفي، وخرجت منها أقوى. هل تهاجم إسرائيل تركيا؟ ما لم تدركه دول المنطقة هو أن إسرائيل، والتي لا تحركها عقلانية أو منطق جيوسياسي، يمكنها ارتكاب أي جنون، بمساعدة تيار مماثل في أميركا. فهؤلاء لا يظهرون مواقفهم المتشددة تجاه الدول الإسلامية فحسب، بل حتى تجاه أقرب حلفائهم في أوروبا. وما دامت هذه الذهنية تتخذ قراراتها انطلاقًا من مشاعر دينية ولاهوتية، وليس من عقلانية سياسية، فإن الخطر جسيم. وعندما نضع في الحسبان ما قالته الإدارة الأميركية بحق حلفائها التقليديين في أوروبا، يمكننا تصور ما الذي قد تفعله تجاه الدول الإسلامية. لقد كانت إيران حتى وقت قريب "خطًا أحمر" بالنسبة لأميركا، ومع ذلك، ضربتها إسرائيل. واليوم، تتحدث الصحافة الإسرائيلية عن تركيا باعتبارها العدو المقبل الذي ستواجهه إسرائيل في المرحلة الأخيرة. وهذا ليس مفاجئًا لنا، لأننا نؤمن بأن ذهنية إسرائيل اللاهوتية الحالمة قادرة على ارتكاب هذه الحماقة. تركيا تستشعر التهديد من إسرائيل لقد كانت مهاجمة إيران حلمًا إسرائيليًا قديمًا، لكنها لم تتمكن من إقناع واشنطن به. وقد نجحت أخيرًا في جر أميركا إلى ضرب منشآتها النووية عسكريًا. ومن يظن أن إسرائيل ستتوقف عند هذا الحد فهو واهم. فقد رأت تركيا في سياسة إسرائيل التوسعية والعدوانية تهديدًا مباشرًا، وبدأت تعدل سياساتها الأمنية تبعًا لذلك. وبعد الهجوم على إيران، صرح الرئيس أردوغان بأن بلاده ستعيد صياغة مقارباتها الدفاعية والأمنية. ففي بيئة تحولت فيها سياسات إسرائيل العدوانية إلى هجمات عسكرية، لم تعد هناك دولة في مأمن. وخصوصًا بعد أن تحولت "أرض الميعاد" من حلم إلى سياسة قابلة للتنفيذ، رفعت تركيا مستوى إدراكها للتهديد إلى أقصاه. تركيا، التي تمتلك واحدًا من أقوى الجيوش وصناعات الدفاع في العالم، بدأت تعدل سياساتها الأمنية لمواجهة "التهديد التوسعي" الذي تمثله إسرائيل، وسنرى ذلك بشكل أوضح في المستقبل. ومن اللافت أن 96٪ من الشعب التركي يرى في إسرائيل تهديدًا ويشعر بالغضب تجاهها. والحقيقة أن لا دولة ولا أمة في الشرق الأوسط ستكون آمنة ما دامت إسرائيل متمسكة بحلم "أرض الميعاد". لكن، لماذا لا يعترفون بذلك؟ هذا ما لا أفهمه. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ركائز في الفتن والأزمات
شهد العالم أحداث حرب تسارعت خطواتها، واتسعت دائرتها، وكثر أطرافها، وهي حرب غير أخلاقية ولا إنسانية، ولا يكاد المرء يصدق ما وقع فيها وجرى على ألسنة الساسة والزعماء من تصريحات وأقوال تعود بنا إلى شريعة الغاب، التي يأكل فيها القوى الضعيف، وتسقط معها كل المواثيق والمعاهدات الدولية والأممية. والمؤلم حقا في هذا المشهد هو غياب حضارتنا الإسلامية بقيمها وأخلاقها الحربية، وغايات ومقاصد القتال فيها، وأن يختلف المسلمون اليوم حول ما يجب أن يتفقوا عليه. ومع سرعة تناقل الأخبار وسيولتها تغيب الحكمة وتُفقد البوصلة وتختلط الأمور عند الناس؛ لهذا وجب التذكير بجملة من الركائز في زمن الفتن والأزمات وأهمها ما يلي: الاجتماع على مقاومة الظلم وإقامة العدل إن من ثوابت المرحلة التي لا يجب الاختلاف حولها رفض الظلم والعدوان بغير حق على المستضعفين والأبرياء، والسعي إلى إقامة العدل ومقاومة البغي والظلم؛ فالظلم أهم سبب لهلاك الأمم وفنائها، وزوال الحضارات واندثارها. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يونس: 13] ، وقال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا﴾ [الكهف: 59]، وقال تعالى: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾ [الحج: 45]. وأشد أنواع الظلم التي نراها بأم أعيننا الآن المحاباة في تطبيق القانون؛ فالدول الكبرى التي يُفترض أن تحمي المستضعفين، وأن تُلزم الجميع باحترام القوانين والمواثيق الدولية، هي أول من يحابي في تطبيق القوانين، ويقف في صف المستكبرين القتلة، وهذا عين ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة (رضي الله عنها)، الذي أخرجه البخاري في صحيحه، وذلك "أنّ قريشًا أهمَّهم شأْن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلِّم فيها رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حِبُّ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلم؟ فكلَّمه أسامة، فقال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلم: أتشفع في حَدٍّ من حدود اللَّه؟ ثم قام فاختطب، ثم قال: إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايْمُ اللَّه لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها". ولهذا فإن أي حضارة، مهما امتلكت من أسباب القوة، إذا كانت تحابي في تطبيق القانون فحضارتها إلى أفول وزوال؛ فواجب المسلم أمام هذه الحروب والصراعات أن ينحاز دائما إلى المظلوم والمعتدى عليه، وأن لا يؤيد الظلم والبغي ولو بشطر كلمة أو حتى بقلبه، وأن لا ينشغل بظلم عن ظلم، فالحرب والقتل لم يتوقف عن أهلنا في غزة، بل وقعت لهم المجازر أثناء حصولهم على الخبز وقليل القليل من الطعام! ولا يجب أن تشغلنا الحرب على إيران عن الحرب والمذابح في غزة الأبية. حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تداول الأخبار دون توثيق، فقال في ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد: "بئس مطية الرجل زعموا"، وهو ما يفعله الناس اليوم في تداول أخبار الحرب وتسأله عن المصدر فيقول: سمعت.. كما وصلني.. وجدتها على قارعة الفيسبوك! مع هذه السيولة الإخبارية منذ بدأت الحرب، ومع تحول كل صاحب حساب خاص إلى محلل سياسي، ومع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي صار أكبر تحدٍّ معها هو التثبت من صحة الفيديو أو الصورة قبل بناء الأحكام عليها.. مع هذا الحال، نحتاج إلى التأكيد على مبدأ الثبت والتبين قبل تداول الأخبار والتحليلات، وهذا مبدأ إسلامي أصيل، خاصة في أوقات الأزمات والفتن؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]. وقد أنكر القرآن الكريم على أهل النفاق في حادثة الإفك تداولهم للأخبار دون تثبت أو تبين؛ قال تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ [النور: 15]. والتلقي عادة يكون بالأذن أولاً، لكن الآية هنا تبين أنهم لا يفكرون في ما يرددون بألسنتهم، وقد فعَّل النبي صلى الله عليه وسلم منهج التثبت والتبين عندما بلغه ما بلغه عن زوجه السيدة عائشة (رضي الله عنها) في حادثة الإفك فقال لها: "أما بعد، يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا…". وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تداول الأخبار دون توثيق، فقال في ما أخرجه البخاري في الأدب المفرد: "بئس مطية الرجل زعموا"، وهو ما يفعله الناس اليوم في تداول أخبار الحرب وتسأله عن المصدر فيقول: سمعت.. كما وصلني.. وجدتها على قارعة الفيسبوك! الإنصاف والتجرد الإنصاف كما قيل هو خير الأوصاف، وهو أمر عزيز نادر في زماننا. وإذا كان الإمام مالك (رحمه اللَّه تعالى) قال: "ما في زماننا شيء أقل من الإنصاف". يقول ذلك مالك عن زمنه وهو قد عاش في القرن الثاني الهجري، حيث كثرة التابعين والأئمة المتبوعين، فماذا عسانا أن نقول نحن اليوم عن زماننا؟! وقد وضع الإمام ابن حزم ميزانًا دقيقًا يعين على الإنصاف فقال: "من أراد الإنصاف، فليتوهّم نفسه مكان خصمه؛ فإنه يلوح له وجه تعسُّفه". وقال ابن القيِّم: "الإنصاف أَن تكتال لمُنازعك بالصاع الذي تكتال به لنفسك؛ فإن في كل شيءٍ وفاءً وتطفيفًا". وقد أُمرنا الله بالعدل والإنصاف حتى مع خصومنا وأعدائنا؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8]. ورحم الله أبا أيوب الأنصاري؛ عندما نقلت له أم أيوب ما يقال ويشاع عن السيدة عائشة (رضي الله عنها)، أثناء حادثة الإفك، قال: يا أم أيوب! أكنت فاعلة؟ قالت: لا والله، فقال: فلـعائشة خير منك، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم خير مني، وهذا من تمام عدله وإنصافه، رضي الله عنه. وقد ظهرت قلة الإنصاف في هذه الحرب الظالمة؛ فاتخذ البعض ما ارتكبه الروافض في الشام من جرم وخطيئة وسفك للدماء ذريعة للتشفي فيهم، وتمني هزيمتهم وزوالهم، والتسوية بينهم وبين من بدأ بقتالهم، وهذا ليس من الإنصاف وليس من العدل في شيء، فإن تأييدهم في موقف ظلموا فيه لا يعني تأييدهم بالمطلق، فعلينا أن ننكر ظلمهم وبغيهم، وأن نذكر حسناتهم إن كانت؛ فالحجاج بن يوسف الثقفي كان طاغية ظالمًا سفاكًا للدماء، ولكن كانت له حسنات ومواقف تذكر له مع سيئاته ومظالمه من باب الإنصاف والعدل. الوعي بالواقع والتاريخ والمآلات إن الوعي بالواقع والتاريخ والمآلات ضروري في كل الأوقات والأحوال، لكن العناية به آكد في الأزمات والفتن، وقد كشفت الحرب على إيران قلة وعي بالأمور الثلاثة، فرأينا تناقضات وتطرفًا من بعض المسلمين بشكل لا يعكس درجة الوعي المطلوبة، وصل إلى حد تمني انتصار من قتل وشرَّد أهلنا في غزة على مدار سنين في الحرب الحديثة على غزة، ولا يدري من يتبنى هذا الطرح أنه لو وقع فستمتد دائرة العدوان والحرب على دول أخرى عربية وإسلامية في المنطقة، وستُفتح أبواب ظلم ودماء لا حد لها. وقد حزن المسلمون حزنًا شديدًا لانتصار الفرس على الروم، وفرح مشركو مكة بهذا الانتصار؛ لأن الفرس كانوا مشركين يعبدون النار فهم أقرب إلى كفار قريش، وكانت الروم أهل كتاب فهم أقرب إلى المسلمين، لهذا حزنوا لهزيمتهم، وقد بشرَّهم الله تعالى بأن الروم سينتصرون عليهم في سورة سميت باسمهم "الروم".. قال تعالى: ﴿الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ [الروم: 1-5]. فهل الكيان الغاصب أقرب إلى المسلمين من إيران؟!! إن الوعي بالواقع والتاريخ والمآلات لا ينتج ما يروج في شبكات ومواقع التواصل من مواقف غير متوازنة، وغير عاقلة، وغير محسوبة العواقب والتبعات.