
مصر تعلن إحباط مخطط إرهابي لـ«الإخوان»
أعلنت وزارة الداخلية المصرية نجاحها في القضاء على عنصرين إرهابيين ينتميان إلى حركة «حسم»، الجناح المسلح لجماعة «الإخوان» الإرهابية، وذلك خلال تبادل لإطلاق النار أثناء مداهمة وكرهما في إحدى الشقق السكنية بمنطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة. وأوضحت الوزارة، في بيان نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العملية أسفرت عن استشهاد مواطن تصادف مروره بموقع الحادث، إلى جانب إصابة أحد أفراد القوة الأمنية المشاركة في العملية.
وأشارت إلى أن هذه العملية تأتي في إطار جهود قطاع الأمن الوطني، وبالتنسيق مع الجهات المعنية، لإحباط مخطط إرهابي كانت تُعد له عناصر تابعة لحركة «حسم» يستهدف زعزعة الاستقرار الأمني وإثارة الفوضى في البلاد، من خلال إعادة إحياء نشاط الحركة، وتنفيذ عمليات عدائية تستهدف منشآت أمنية واقتصادية. وشدد خبراء في شؤون الجماعات المسلحة ومكافحة الإرهاب، على أن عودة الظهور المفاجئ لحركة «حسم»، بعد غياب دام 6 سنوات، ليست مصادفة، بل تعكس محاولات بائسة لإحياء شبكات عنف فقدت التأثير والوجود الميداني.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الجماعة الإرهابية تحاول تنشيط الخلايا النائمة، أو تحفيز عناصرها، لكن ذلك لا يغير من حقيقة أن التنظيم «الإخواني» يمر بأضعف حالاته، وسط رفض شعبي شامل، ويقظة مؤسسية صارمة.
واعتبر الباحث في شؤون الجماعات المسلحة ومكافحة الإرهاب، مصطفى أمين، أن ظهور «حسم» مجدداً يُعد جزءاً من محاولات البقايا المتطرفة داخل «الإخوان» لاستعادة حضور مفقود، موضحاً أن الفيديو المتداول عن تدريبات عناصر الحركة الإرهابية لا يحتوي على مشاهد جديدة، ويُرجح تصويره في دولة مجاورة، مما يعكس ضعف الرسالة التنظيمية، وفقدان السيطرة المركزية.
وأكد أمين، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الدولة المصرية نجحت، خلال السنوات الأخيرة، في تفكيك البنية التحتية لجماعة «الإخوان»، سواء على مستوى التمويل أو الأذرع المسلحة، وأشار إلى أن «الجماعة» تحاول تنشيط الخلايا النائمة، أو تحفيز عناصرها في الخارج، لكن ذلك لا يغير من حقيقة أن التنظيم يمر بأضعف حالاته، وسط رفض شعبي شامل، ويقظة مؤسسية صارمة.
من جانبه، قال صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف، إن وصف ما جرى بأنه «ظهور مفاجئ» لحركة «حسم» قد يكون مضللاً إذا ما تم تجاهل السياق الكامل لما يُعرف بـ«حروب الجيل الرابع» أو «الحروب الهجينة»، إذ إن هذه الحركات لا تختفي بشكل عشوائي، بل تعيد تموضعها باستراتيجيات تخف وتنظيم دقيق.
وأضاف القاسمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن حركة «حسم» لم تنقطع فعلياً، بل استمرت في العمل الخفي. وشدد على أن ما نراه ليس عودة مفاجئة، بل امتداد لحرب سرية تُدار من خلف الستار، تستهدف مؤسسات مصر والمنطقة العربية، لكنها تفتقر إلى الفاعلية في ظل التحصينات الأمنية، والوعي الشعبي المتزايد.
في السياق، أكد الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، أحمد زغلول، أن حركة «حسم» كانت قد تآكلت تنظيمياً منذ سنوات، بعد الضربات الأمنية الاستباقية التي قطعت خطوط الإمداد والتمويل والتجنيد.
وأوضح زغلول، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن بعض العناصر «الإخوانية» الهاربة ربما تحاول استغلال الظروف الحالية لتقديم نفسها بوصفها «فاعلاً ثورياً»، لكنها تصطدم بواقع مغاير تماماً، وهو وجود دولة قوية ومتماسكة لا تتيح الفرصة لعودة التنظيمات المسلحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
المعركة المحسومة
لم يعد مفاجئاً الإعلان عن أية محاولة جديدة من جماعة «الإخوان المسلمين» للخروج على ثوابت الوطنية في أي بلد عربي، بل إن تكرار المحاولات في الأردن أو مصر وغيرهما تأكيدٌ على قاعدة ارتباط التشكيل الإرهابي بمصالحه الخاصة المقترنة بالضرورة بمصالح جهات أخرى وتذكير بأنه لا يمكن النظر إليه إلا من هذه الزاوية. لم يعد بوسع الجماعة أن تحرف الأنظار عن هذه الزاوية التي لم يعد ممكناً ولا مقنعاً التغطية عليها بادعاءات نصرة هذه القضية أو تلك وبات من المعلوم بالضرورة من أمور الدين والوطنية أن التستر بالشعارات الكبرى والقضايا العربية والإسلامية الملحة تجارة «الإخوان المسلمين» التي راجت طويلاً، لأسباب اجتماعية وسياسية، لكنها كسدت بعد أن بان فسادها، لكونها مجرد أدوات مسمومة لشق الصفوف، وفتح ثغرات لاختطاف مساحة. في المواجهة الأحدث مع الجماعة التي أحبطت السلطات المصرية سعيها لتنفيذ أعمال إرهابية داخل مصر، تؤكد الجماعة نهجها العنيف الساعي لاستغلال ظروف إقليمية بعينها لتحقيق ما تتصوره مكاسب ولو معنوية ثتبت به بقاءها في دائرة الفعل، هنا تكرار بتفاصيل مختلفة، لما أحبطته السلطات الأردنية مؤخراً من مخططات تستهدف إرهاب المجتمع والخروج على قواعده. والواقعتان وما قبلهما وما بعدهما، يقول بوضوح: إن جماعة «الإخوان المسلمين» تعجز عن إدراك حجم انكشافها أمام الشعوب العربية واستحالة عودتها إلى موقعها القديم الذي تخفّت فيه خلف شعارات أثبت الواقع زيفها، ملاذ الجماعة الآن، بعد مغادرتها المشهد السياسي، هو محاولة العودة إلى الجذر، أي العنف ومعظمه ضجيج إعلامي لادعاء الوجود، خاصة أنها تعلم تنامي الوعي بخطورة تحركاتها واليقظة في رصدها، لكن ذلك لا يعني التراخي وعدم الانتباه. إن أذرعاً عنيفة مثل «حسم»، التنظيم الإخواني بطل أحدث المخططات تجاه مصر وخططها الجديدة هي عنوان تشرذم داخل الجماعة التي ادعت تيارات فيها سعيها للمصالحة مع النظام المصري والتخلي المؤقت عن العمل السياسي، بينما تزعم جبهات أخرى قدرتها على مواجهته واستقطاب مؤيدين لها باستغلال وطأة بعض الظروف الاقتصادية والسياسية. ورغم هذا التشرذم، تتوحد تيارات الجماعة عند خصومتها مع الدولة الوطنية المستقرة وتتحين كل فرصة للإجهاز عليها مدعومة بأذرع إعلامية تتحرك من أكثر من عاصمة وأخرى إرهابية. وليس غريباً أن مخطط «حسم» الذي أحبطته القاهرة، مثلما كان الأمر في واقعة الأردن، يترافق مع هجوم إعلامي ضارٍ على النظام المصري يتعلل بما يجري في غزة ويبرئ إسرائيل و«حماس» من مقدماته وتبعاته، محملاً مصر ودولاً عربية المسؤولية عن مأساة الفلسطينيين في القطاع، داعياً الشعوب إلى الخروج على مقتضيات الأمن بحجة نصرتهم. إن الجماعة لم تعد فقط عارية أمام الشعوب العربية، فدوائر غربية بدأت تلفظها وتكشف خطورتها وربما تبدأ معها معركة، لكن معركتنا مع «الإخوان المسلمين» محسومة، رغم أي ثمن والنصر للدولة الوطنية.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 أيام
- سكاي نيوز عربية
عودة "حسم".. هل تتجدد تهديدات الإخوان للأمن المصري؟
التحقيقات كشفت أن المخطط تقف خلفه حركة "حسم"، التابعة لجماعة الإخوان في الخارج، وذلك في إشارة خطيرة إلى عودة هذا التنظيم إلى الواجهة بعد فترة من التراجع شبه التام منذ عام 2017. العملية الأمنية التي نفذتها السلطات المصرية أسفرت عن مقتل إرهابيين كانا متورطين في الإعداد للهجوم. وتثير هذه التطورات عدة أسئلة حول خلفيات عودة "حسم" إلى المشهد، ومدى فاعلية الإجراءات الاستخباراتية والوقائية التي حالت دون وقوع الهجوم. في مداخلة مع "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، رأى الباحث المتخصص في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب منير أديب أن هناك ثلاث مستويات رئيسية لفهم عودة "حسم" إلى الواجهة. الأول يتعلق بالبنية الفكرية للجماعة الأم، جماعة الإخوان، المنحازة تاريخيًا إلى العنف كأداة سياسية. وأشار إلى أن التنظيم أعلن صراحة منذ عام 1938 على لسان مؤسسه حسن البنا استعداده لاستخدام القوة عندما تتعطل الوسائل الأخرى. أما المستوى الثاني فيتعلق بـ"استلهام التجربة السورية"، إذ يعتقد الإخوان حسب أديب أنهم ربما يستطيعون تكرار سيناريو الفوضى الذي أدى إلى انهيار الدولة في سوريا، ما يفتح لهم الباب لإعادة التموضع والعودة إلى السلطة في مصر، رغم أن السياق المصري مختلف تمامًا من حيث البنية المؤسساتية والقدرة الأمنية والاستخباراتية. يرى أديب أن الاضطرابات الإقليمية، من حرب غزة إلى حرب السودان، مرورًا بالتوترات في ليبيا واليمن، شكلت بيئة خصبة لحركة "حسم" كي تعيد تفعيل شبكاتها. أحد القتيلين في عملية بولاق – حسب مصادر أمنية – كان قادمًا من السودان، وهو ما يؤشر إلى الاستفادة من خطوط الفوضى في المنطقة كنقاط عبور وتحشيد وتخطيط. كما أن ما سماه أديب "الهشاشة الأمنية" في بعض دول الجوار، وتحديدًا ليبيا والسودان، أتاح لجماعات العنف فرصة إعادة الانتشار. غير أن المؤشر الأبرز الذي يؤكد محدودية هذه التهديدات، هو السرعة الفائقة في تعامل أجهزة الأمن المصرية مع المعلومة، ونجاحها في إحباط المخطط قبل تحركه فعليًا على الأرض. اختبار الخبرة والجهوزية.. لماذا فشل المخطط؟ في قراءته الأمنية، يؤكد أديب أن حركة "حسم" تفتقر إلى الخبرة التنظيمية والميدانية مقارنة بجماعات مسلحة سابقة. ويضيف أن المعلومات التي تحصلت عليها أجهزة الأمن، وتحديدًا قطاع الأمن الوطني، مكّنت من تحييد الخلية قبل تحركها العملي، وهو ما يكشف عمق النفاذ الاستخباراتي المصري داخل بنية التنظيم. العملية لم تكن عشوائية. فهي – بحسب المصادر – امتدت على مدى أيام من الرصد والتتبع قبل تنفيذ الضربة الأمنية بدقة، مما يشير إلى وجود بنية معلوماتية فعالة، وأجهزة تحليل ميداني على درجة عالية من الكفاءة، استطاعت تفكيك الشبكة قبل أن تنفذ أي هجوم فعلي.


سكاي نيوز عربية
منذ 3 أيام
- سكاي نيوز عربية
ماذا تقول الضربة الأمنية المصرية لـ"حسم" عن اختراق التنظيم؟
وشهدت هذه العملية تصفية مسلحين اثنين من حركة " حسم"، بمحافظة الجيزة، أثناء مداهمة أمنية استهدفت شقة كان العنصران يختبئان فيها، بعد رصد عودتهما إلى الداخل من إحدى دول الجوار عبر دروب صحراوية غير شرعية، ووفق البيان الأمني، وكانا يخططان لارتكاب أعمال عدائية ضد منشآت حيوية ومرافق أمنية، بدعم وتنسيق مع قيادات هاربة خارج البلاد. وجاءت العملية الأمنية بعد نحو أسبوعين من ظهور إصدار دعائي لحركة "حسم"، تضمن مشاهد لتدريبات عسكرية على الرشاشات والقذائف، مرفقة بأناشيد تحريضية، مع تهديدات باستهداف السجون لإطلاق سراح محكومين من جماعة الإخوان التي تصنفها القاهرة كإرهابية. وتعود آخر العمليات المنسوبة لحركة "حسم" الإرهابية إلى عام 2019، حين اتهمتها السلطات المصرية بالتورط في تفجير سيارة بمحيط معهد الأورام وسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة العشرات آنذاك. واتفق مختصون في شؤون الإرهاب ومحللون أمنيون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أن العملية التي استهدفت "خلية حسم" تُعد رسالة حاسمة تؤكد الرصد المسبق والضرب الاستباقي للأجهزة الأمنية المصرية، في ظل محاولات مستمرة لإعادة تفعيل تنظيمات العنف تحت غطاء إخواني. ويرى الخبراء أن التنظيم، رغم ما بدا من كمونه خلال السنوات الماضية، لم يختفِ نهائيا بل احتفظ بهيكله الخارجي وتمويله ودعمه اللوجستي من الخارج، في الوقت الذي تعكس الضربة اختراقا استخباراتيا عميقا لبنية "حسم". في تفسيره لأبعاد العملية، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة ، ماهر فرغلي لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الضربة الأمنية لحركة "حسم" تعكس نجاحا استخباراتيا بالغ الدقة، حيث استطاعت أجهزة الأمن المصرية تتبُّع تحركات أحد العناصر الإرهابية، وهو أحمد عبد الرازق، منذ لحظة تسلله من الحدود الغربية، وحتى وصوله إلى منطقة بولاق الدكرور، ومن ثم محاصرته مع عنصر آخر، مؤكدا أن ذلك يمثل "نجاحا أمنيا باهرا". وأضاف فرغلي في تصريحاته أن "هذا النجاح يعكس اختراق الدولة المصرية لهذا التنظيم، ومعرفتها بخططه وتحركاته مسبقا، وانتظارها للحظة المناسبة للتحرك، وهو ما يدل بشكل قاطع على أن العمليات الإرهابية تأتي من الخارج، ولم يعد للتنظيمات المتطرفة ظهير داخلي فعّال يمكنه من تنفيذ العمليات من داخل مصر". وأشار إلى أن تنظيم "حسم" الإرهابي "ضعيف للغاية ومخترق"، إذ أن الدولة المصرية فككته بالكامل بحلول عام 2019، ومنذ ذلك الوقت لم ينجح في تنفيذ أي عملية، وعندما فكر في إعادة النشاط، كانت وزارة الداخلية له بالمرصاد، وتم الوصول إليه فورا. وحول إمكانية وجود خلايا نائمة تابعة للتنظيم، قال فرغلي: "هذا وارد، ففي أي دولة في العالم لا يمكن القضاء على كل الخلايا النائمة أو العنقودية السرية، لأننا نتعامل مع تنظيم يعمل بسرية تامة، ومن الممكن أن يكون قد جند عناصر لم تُرصد بعد، لكن التجربة أثبتت أنه بمجرد أن يحاول أي عنصر التحرك، يتم كشفه والوصول إليه في وقت قياسي، كما رأينا في هذه العملية". وتأسست "حسم" عام 2016 كذراع عملياتي للإخوان، ضمن إدارة العمل النوعي التي تولّت قيادة العنف بعد الإطاحة بهم من الحكم في 2013، ونفّذت الحركة عمليات اغتيال وتفجيرات، من بينها محاولة اغتيال مفتي الجمهورية الأسبق علي جمعة والنائب العام المساعد عام 2016، قبل أن تتمكّن الأجهزة الأمنية من توجيه ضربات قوية لها شملت ضبط مخازن أسلحة وتفكيك خلاياها. من جهته، يرى الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب ، أحمد سلطان، أن العملية الأمنية ضد عناصر "حسم" تحمل دلالات مزدوجة، فالتنظيم "لم ينتهِ فعليا، بل تحوّل منذ عام 2019 من طور العمل النشط إلى حالة من الكمون، نتيجة الضربات الأمنية المتتالية التي طالت بنيته وقدراته". واعتبر سلطان في حديثه لـموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "هذا الكمون لم يكن يعني الخمول التام، فقد ظلت هناك قيادة قائمة على التخطيط، تضع أهدافا، وتنتظر الظرف المناسب للعودة إلى النشاط"، مشيرا إلى أن تطورات المشهد الإقليمي ساهمت في تحفيز التنظيم مجددا. وعن أبعاد عملية "بولاق الدكرور"، أوضح الباحث في الأمن الإقليمي والجماعات الإرهابية أن "عودة أحد كوادر التنظيم من دولة مجاورة في هذا التوقيت، تعني أنه يحمل تكليفا محددا، وأن هذا التكليف يندرج ضمن خطة أوسع لإعادة تنشيط الخلايا النائمة داخل مصر"، مرجحا أن "انكشاف هذه المجموعة لا يعني أنها كانت تعمل بمفردها، بل أن هناك مجموعات أخرى تتحرك بالتوازي، بعضها قد يكون مرصودا بالفعل، وبعضها الآخر قد يُكشف في الأيام المقبلة". وحول أسلوب تعامل الأجهزة الأمنية مع الموقف، قال سلطان إن "قطاع الأمن الوطني كان يسعى في الأصل إلى القبض على العنصرين أحياء، لا سيما الإرهابي أحمد محمد عبد الرازق، بهدف استجوابه والحصول على أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية حول الشبكة التي ينتمي إليها، خاصة أن إرسال فريق تحرير رهائن عالي الكفاءة لم يكن بهدف التصفية، وإنما لضمان السيطرة الكاملة على الموقف ومحاولة تحييد العنصرين دون خسائر". وتابع سلطان قائلا: "ضراوة الاشتباك حالت دون ذلك، إذ رفض العنصران الاستسلام، لعلمهما أن الوقوع في قبضة الأمن سيقود إلى كشف المزيد من الخلايا والعناصر المتورطة في المخطط". ولفت سلطان إلى أن "حسم لا تزال تعتمد على أسلوبها التنظيمي التقليدي القائم على الخلايا العنقودية، حيث يتم تمرير أوامر التنفيذ من خارج مصر عبر تطبيقات إلكترونية مشفرة، إلى مجموعات صغيرة ومتفرقة، تعمل كل منها بشكل مستقل عن الأخرى". ورغم الضربات التي وجهتها الشرطة المصرية لحركة "حسم"، ظل قادتها خارج مصر، وعلى رأسهم يحيى موسى، يواصلون التحريض على العنف تحت مسمى "خطة الحسم"، بالتنسيق مع جبهات إخوانية مثل "المكتب العام" أو "تيار التغيير". وختم سلطان قائلا: "حسم تحاول العودة ضمن إطار مخطط أوسع لإحياء العمل المسلح، وهذا المخطط لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي والدولي الذي يشهد تغيرات سريعة، تحاول بعض التنظيمات استغلالها لتوسيع نفوذها أو زعزعة استقرار الدول، لكن يقظة الأجهزة الأمنية المصرية تقف حائلا أمام كل هذه المخططات".