
ايران تتحرك لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
تسارعت وتيرة تحركات المؤسسات الحكومية والجهات المعنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وذلك عقب استتباب الهدوء في العاصمة طهران وباقي المدن الإيرانية.
فور سريان الهدوء، باشرت الجهات المختصة بإحصاء الأضرار وتفعيل آليات تعويض المواطنين الذين تضرّرت منازلهم، سواء بفعل الدمار الكلي أو الجزئي نتيجة العدوان، إلى جانب اتخاذ تدابير تتعلق بسداد القروض، التأمين، وفواتير الكهرباء والمياه والهاتف، حيث صدرت سلسلة تعميمات شملت جميع المؤسسات، الحكومية والخاصة.
وقد وفرت الحكومة تسهيلات واسعة وإجراءات تنظيمية لتخفيف الأعباء عن المواطنين ومساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة والعودة إلى حياتهم اليومية بشكل طبيعي، كما تم اتخاذ إجراءات قضائية وأمنية موازية، حيث بدأ الأمن بالاستقرار تدريجيًا، وتراجعت الحواجز الأمنية التي كانت منتشرة في الأيام الماضية، مع تنفيذ حملة اعتقالات استهدفت جواسيس، في إشارة واضحة إلى أن الدولة لا تنوي التساهل مع أي خرق أمني.
في هذا السياق، أُعلن عن سلسلة اعتقالات متواصلة، وشدّدت الجهات الأمنية والقضائية، عبر حركة فعّالة من الأجهزة المختصة، على مواصلة ملاحقة العملاء والجواسيس. وأصدر الشيخ محسن إيجئي، رئيس السلطة القضائية الإيرانية، تعميمات شددت على ضرورة تسريع المحاكمات، وعدم التساهل مع قضايا التجسس، حيث نُفذت أحكام إعدام بحق عدد من الجواسيس بعد محاكمات قانونية.
بالتوازي، أقر مجلس الشورى الإسلامي، بدعم من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، مشروع قانون يُلزم الحكومة الإيرانية بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو مشروع كان مطروحًا حتى قبل العدوان، نتيجة مطالبات داخلية بمراجعة التزامات إيران ضمن اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)، إلا أن التصعيد الأخير دفع البرلمان لتسريع إقراره، ليُحال إلى مجلس الأمن القومي الذي صادق عليه، ما يجعله ساري المفعول.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، محمد باقر قاليباف، أن بلاده 'لن تنخدع بأي وعود'، مشدداً على أن إيران ستكون 'أكثر استعداداً من أي وقت مضى للرد الحازم على أي اعتداء'.
وأوضح قاليباف أن الجمهورية الإسلامية 'لم تستخدم بعد كامل قدراتها'، لافتاً إلى أن القوات المسلحة الإيرانية، وبدعم من الإيرانيين في الداخل والخارج، 'أثقلت كاهل النظام الصهيوني، وجعلت الولايات المتحدة تندم على عدوانها ضد إيران'.
وفي سياق متصل، وافقت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى على مشروع قانون يُلزم الحكومة الإيرانية بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في ظل تأكيد أعضاء اللجنة على ضرورة مقاضاة المدير العام للوكالة، متّهمين إياه بتقديم تقارير كاذبة والتجسس على المنشآت النووية الإيرانية عبر بعض عملاء الوكالة.
ويترتب على هذا القرار خطوات مهمة، أبرزها منع المفتشين الدوليين من الدخول إلى إيران، ووقف إرسال التقارير الدورية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعليق جميع أشكال التعاون التي كانت إيران تقدمها طواعية، مثل تشغيل الكاميرات داخل المنشآت النووية، وغيرها من الترتيبات التي كانت تتم سابقًا كبادرة حسن نية.
وترى طهران أن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير كان مجحفًا وكاذبًا، بحسب التوصيف الإيراني، ويُعتبر مبررًا للعدوان الصهيوني-الأمريكي على البلاد، ما دفع الجمهورية الإسلامية إلى اتخاذ موقف قانوني حازم، انطلاقًا من أن الوكالة والمجتمع الدولي لم يلتزما بحماية المنشآت النووية المدنية كما ينص عليه اتفاق (NPT).
وبحسب التصريحات الإيرانية الرسمية، فإن الجمهورية الإسلامية ترى في سلوك الوكالة ومجلس الحكام تقصيرًا متعمّدًا، بل تواطؤًا، خاصة من قبل مديرها العام رافائيل غروسي، الذي اعتبره وزير الخارجية الإيراني شريكًا فعليًا في العدوان، ما دفع طهران إلى تبني هذا التشريع القانوني كردّ على الانحياز الفاضح للوكالة الدولية.
ويفتح هذا القرار الباب أمام طهران لاستخدامه كورقة ضغط سياسية في المرحلة المقبلة، حيث لن يكون هناك رقابة دولية على المواد النووية عالية التخصيب، أو أجهزة الطرد المركزي، أو أماكن تخزينها ونشاطها، كما لا يمكن التحقق من استحداث منشآت جديدة أو تطوير البرنامج النووي الإيراني، الذي يدخل في صميم حياة المواطنين، لا سيما في مجالات إنتاج الطاقة، صناعة الأدوية، خاصة علاجات السرطان والكواشف المبكرة.
وفي هذا الصدد، أكد محمد إسلامي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، أن العمل في البرنامج النووي لم ولن يتوقف، كاشفًا أن إيران اتخذت احتياطات مسبقة، مشيرًا في تصريح وصف بالمفتاحي إلى أن الجمهورية الإسلامية 'لم ولن تسمح بتوقف برنامجها النووي'، وهو ما قد يُفهم على أنه إشارة إلى نقل المعدات الحساسة وأجهزة الطرد المركزي وتفعيل القانون الجديد الذي دخل حيز التنفيذ بقرار من البرلمان ومصادقة مجلس الأمن القومي والسياسة الخارجية.
المصدر: موقع المنار
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 37 دقائق
- الشرق الجزائرية
لبنان راسل مجلس الامن للتجديد لـ'اليونيفيل'
على وقع تصريحات عالية النبرة لمعدّ ومخرج اتفاق وقف اطلاق النار بين تل ابيب وطهران الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه ايران، محذراً من ضربها مجدداً إن عادت لطموحاتها النووية، تقدم الى واجهة المتابعة السياسية ما نقله الاعلام العبري عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، كاشفاً عن حوار مباشر بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة، وليس فقط عبر قنوات غير مباشرة كما كان معروفًا سابقًا. حوار يومي يديره بنفسه مع شخصيات سياسية سورية باسم الحكومة الإسرائيلية، بما يشمل تنسيقًا أمنيًا وسياسيًا. وأكد هنغبي أن سوريا ولبنان مرشحان للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل. عون واليونيفيل في الداخل حضر الوضع الجنوبي من بوابة التجديد لليونيفيل وخلال جولة وفد عسكري بريطاني رفيع على المسؤولين. في السياق، أعلنت رئاسة الجمهورية، أن الرئيس جوزاف عون ابلغ المستشار الأول لدى وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الادميرال Edward Ahlgren خلال استقباله له امس في قصر بعبدا في حضور السفير البريطاني في لبنان Hamish Cowell ، ان لبنان يعتبر ان التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) عامل أساسي لحفظ الاستقرار والأمان على الحدود اللبنانية الجنوبية، لذا يعلق آمالا كبيرة على دعم الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي ومنها بريطانيا كي يتم التمديد في موعده من دون اية عراقيل. واكد الرئيس عون ان وجود 'اليونيفيل' في منطقة جنوب الليطاني يساعد كثيرا في تطبيق القرار 1701 خصوصا ان التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية قائم على التنسيق الدائم وفق مندرجات القرارات الدولية ذات الصلة. وأشار رئيس الجمهورية الى ان استمرار إسرائيل في احتلالها التلال الخمس ومحيطها لا يزال يعرقل استكمال انتشار الجيش حتى الحدود علما انه حيثما حلّ الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني تم تطبيق قرار الدولة اللبنانية بحصرية السلاح في ايدي القوات الأمنية النظامية وحدها، مع إزالة كل المظاهر المسلحة. وشدد الرئيس عون على ان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات الجنوبية وامتدادها أحيانا الى مناطق لبنانية أخرى في الجبل والضاحية الجنوبية من بيروت يبقي التوتر قائما ويحول دون تطبيق ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي من إجراءات تحفظ سيادة لبنان وامنه واستقراره. عند بري ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول حيث تناول اللقاء عرض لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. في السراي وزار الوفد ايضا رئيس الحكومة نواف سلام في السراي وتناول اللقاء آخر التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة وأهمية موقف السلطات الرسمية اللبنانية التي حرصت على عدم انجرار البلاد إلى الحرب التي دارت في المنطقة، إضافة إلى الوضع الميداني في جنوب لبنان والجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني لتعزيز بسط سلطة الدولة، وضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي ما زالت تحتلها. وزار الوفد كلا من وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى،وقائد الجيش العماد روردولف هيكل في اليرزة. لبنان طلب التجديد وفي السياق، علم ان لبنان الرسمي، وجه عبر وزارة الخارجية والمغتربين، رسالة طلب التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان 'اليونيفيل' إلى مجلس الأمن الدولي، متضمنة رؤية الحكومة اللبنانية للتجديد. واشارت المعلومات الى ان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش تسلّم الرسالة اللبنانية التي ارتكزت في مضمونها الى النص المعتمد العام الماضي نفسه للتجديد لهذه القوات، من دون اي تعديل. وفيما تسعى اسرائيل الى انهاء مهمة اليونيفيل افادت المعلومات ان واشنطن لم تتخذ قرارها بعد وان باريس تملك اشارات في اتجاه التجديد ولو مع بعض التعديلات. تهنئة وترحيب في المقابل، هنأ حزب الله 'سماحة الإمام السيد علي الخامنئي ورئيس الجمهورية الإيرانية وحكومته والجيش والحرس الثوري والشعب الإيراني بتحقق هذا النصر الإلهي ضد الكيان'. ومن جهته، أشار تكتل لبنان القوي في بيان الى انه 'يرحّب بالإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ما من شأنه خفض التوتر في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي'. واعتبر التكتل أن الساعات الأخيرة من الحرب شكلت مثالاً عن تهديد للإستقرار في عدد من الدول وعلى رأسها قطر مما يؤدّي الى انفلاش الحرب. وتمنى التكتل أن ينعكس وقف النار إرتياحاً يستفيد منه لبنان الذي ينتظر عودة هامة للبنانيين المنتشرين والاشقاء العرب والخليجيين. جلستان الجمعة والاثنين سياسيا، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الثالثة بعد ظهر الجمعة المقبل في السراي، في حين دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب في الحادية عشرة قبل ظهر يوم الاثنين 30 حزيران الحالي، وذلك لدرس مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال. تمويل اقتصاديا، افيد ان لجنة المال والموازنة أقرت مشروع قانون باعتماد إضافي لصندوق تعاضد القضاة بقيمة 1500 مليار ليرة لبنانية. ماليا ايضا، اعلن البنك الدولي في بيان، موافقة مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الدولي أمس على تمويل بقيمة 250 مليون دولار أميركي للبنان لدعم ترميم وإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية المتضررة على نحو طارئ واستعادة الخدمات الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة المستدامة للركام والأنقاض في المناطق المتضررة من الصراع. يهدف مشروع المساعدة الطارئة للبنان (Lebanon Emergency Assistance Project-LEAP)، إلى تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي لعملية إعادة الإعمار بأسرع وتيرة ممكنة عبر ترتيب الأولويات وتحديد تسلسلها الزمني، وذلك باعتماد نهج تدريجي للاستجابة والتعافي.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
من انتصر في حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل؟ (تحليل خاص)
بين 13 و25 يونيو 2025، احتدمت أعنف مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، شاركت فيها الولايات المتحدة عبر ضربات نوعية استهدفت منشآت نووية إيرانية. ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدأ سؤال جوهري يطرح نفسه بإلحاح: من انتصر حقًا في حرب الأيام الـ12؟ ■ واشنطن وتل أبيب: "نصر نووي" أعلنت كل من إسرائيل والولايات المتحدة تحقيق "نصر استراتيجي حاسم"، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الضربات على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان "أعادت إيران عقودًا إلى الوراء"، مؤكدًا أن "الصخور تساقطت فوق البرنامج النووي، وأن أحدًا لن يستطيع إنقاذه". كذلك صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن العملية حققت "أهدافها كاملة"، ملوّحًا بأن طهران تلقت الرسالة: "أي تهديد نووي سيُقابل بالقوة". ■ التسريبات الأمريكية: "البرنامج لم يُدمر بالكامل" لكن تسريبات من داخل الاستخبارات الأمريكية خففت من وهج النصر المعلن، إذ كشفت أن منشأة فوردو – وهي أكثر المواقع تحصينًا – أغلقت مداخلها بعد الضربات، إلا أن جوف الجبل لم يتعرض للتدمير الكامل، وأن أجهزة الطرد المركزي لا تزال في حالة "قابلة للإصلاح". كما أشارت التقارير إلى أن طهران كانت قد نقلت جزءًا كبيرًا من اليورانيوم المخصب إلى مواقع بديلة قبل الضربة، ما يعني أن "الضربة النووية" لم تكن قاضية كما زُعم. ■ إيران: خسائر فادحة.. لكن لم تُهزم اعترفت إيران بخسائر بشرية ومادية ضخمة: 610 قتيلًا، بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 4700 جريح، إلى جانب تدمير مستشفيات ومنشآت مدنية. كما قتل عدد من كبار القادة والعلماء، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي. ورغم ذلك، سارعت طهران إلى إعلان "الاستعداد للعودة إلى المفاوضات"، مع التأكيد على "التمسك بالحقوق النووية السلمية". واعتبر البرلمان الإيراني أن الرد الإيراني على القواعد الأمريكية في قطر كان "رسالة ردع ناجحة"، فيما صوت على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمًا مديرها رافائيل جروسي بـ"التجسس". ■ وقف إطلاق النار: تهدئة بضغط خارجي تفيد تقارير دبلوماسية أن الولايات المتحدة ضغطت على إسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار، خاصة بعد استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر بصواريخ إيرانية. ووفقًا لتسريبات إعلامية، فإن الرئيس ترامب وبخ نتنياهو على استمراره في خرق الهدنة، ما دفع تل أبيب لتقليص ضرباتها في الأيام الأخيرة من الحرب. إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة قد سجلتا نقاطًا مهمة بضرب مواقع حساسة، فإن الحرب لم تقضِ على المشروع النووي الإيراني، ولم تؤد إلى انهيار النظام، كما لم تدفع طهران إلى الاستسلام. أما إيران، ورغم الخسائر، فقد حافظت على جزء من بنيتها النووية، وفرضت قواعد جديدة للردع الإقليمي، وشاركت في إعادة خلط أوراق التوازن العسكري في الشرق الأوسط. ربما لم ينتصر أحد بشكل حاسم. لكنها حرب كشفت حدود القوة وحدود الدمار، في منطقة لا تعرف الهدنة الطويلة.

المركزية
منذ 5 ساعات
- المركزية
ترامب يحذر طهران : سنضربها مجدداً ان عادت لنشاطها النووي لبنان راسل مجلس الامن للتجديد لليونيفيل...عون: ركيزة الاستقرار اغتيال مسؤولين للحزب جنوباً ... وحوار مباشر سوري- اسرائيلي
المركزية- على وقع تصريحات عالية النبرة لمعدّ ومخرج اتفاق وقف اطلاق النار بين تل ابيب وطهران الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه ايران، محذراً من ضربها مجدداً إن عادت لطموحاتها النووية، تقدم الى واجهة المتابعة السياسية ما نقله الاعلام العبري عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، كاشفاً عن حوار مباشر بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة، وليس فقط عبر قنوات غير مباشرة كما كان معروفًا سابقًا. حوار يومي يديره بنفسه مع شخصيات سياسية سورية باسم الحكومة الإسرائيلية، بما يشمل تنسيقًا أمنيًا وسياسيًا. وأكد هنغبي أن سوريا ولبنان مرشحان للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل. لا تخصيب: ووسط ترقب لما سيحمله مشروع الشرق الاوسط الجديد وكيفية تنفيذ السيناريو، رسم ترامب اليوم بعضا من ملامحه في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته. فأكد أن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي أو حتى بتخصيب اليورانيوم. وقال ترامب ، إن الضربات الأميركية على منشآت نووية إيرانية، خصوصًا في فوردو، تسببت في "دمار كامل"، مشبّهًا تأثيرها بما حدث في هيروشيما وناغازاكي. وأشار إلى أن استخدام صواريخ "توماهوك" دمّر البنية التحتية النووية بشكل كبير، مضيفًا أن القدرات الصاروخية الإيرانية تراجعت لعقود. وفي ما يتعلق بالوضع الإقليمي، وصف وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بأنه "يسير على ما يرام"، ولفت إلى أن هذه الضربة ستساهم أيضًا في تسريع التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة، مع إحراز "تقدّم كبير" على هذا الصعيد. كما شدد على أن حلف الناتو سيصبح "قويًا جدًا"، معلنًا أن الحلف سيرفع الإنفاق الدفاعي إلى 5%. وفي رسالة تحذير لطهران، قال: "إذا عادت إيران لطموحاتها النووية، سنقصفها مجددًا". واختتم ترامب بالقول إن تقييم نتائج الضربة لا يزال قيد المتابعة الاستخباراتية، ما يدلّ على تعقيد الوضع ومرحلة الترقب الحذر. عون واليونيفيل: في الداخل حضر الوضع الجنوبي من بوابة التجديد لليونيفيل وخلال جولة وفد عسكري بريطاني رفيع على المسؤولين. في السياق، أعلنت رئاسة الجمهورية، أن الرئيس جوزاف عون أكد خلال لقائه مستشار وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط أهمية التمديد لقوات اليونيفيل، معتبراً أنها تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار والأمان على الحدود الجنوبية، مشدداً على ضرورة دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن لضمان إنجاز هذا التمديد في موعده المحدد. وأضاف الرئيس عون أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها يشكل عائقاً أمام استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، مؤكداً أن الجيش، حيثما انتشر في منطقة جنوب الليطاني، طبق قرار الدولة المتعلق بحصرية السلاح وأزال جميع المظاهر المسلحة، بما يكرس سيادة الدولة واستقرارها. عند بري: ايضا، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول حيث تناول اللقاء عرض لتطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية . لبنان طلب التجديد: وفي السياق، علمت "المركزية" ان لبنان الرسمي، وجه عبر وزارة الخارجية والمغتربين، رسالة طلب التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفل" إلى مجلس الأمن الدولي، متضمنة رؤية الحكومة اللبنانية للتجديد. واشارت المعلومات الى ان الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش تسلّم الرسالة اللبنانية التي ارتكزت في مضمونها الى النص المعتمد العام الماضي نفسه للتجديد لهذه القوات، من دون اي تعديل. وفيما تسعى اسرائيل الى انهاء مهمة اليونيفيل افادت المعلومات ان واشنطن لم تتخذ قرارها بعد وان باريس تملك اشارات في اتجاه التجديد ولو مع بعض التعديلات. استهداف: في الميدان، استهدفت مسيّرة اسرائيلية شابا، في المنصوري، وتم نقله إلى مستشفى اللبناني - الإيطالي في صور للمعالجة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن قنبلة ألقتها محلقة للجيش الإسرائيلي على بلدة المنصوري أدت إلى إصابة مواطن بجروح. ونقل المواطن ح.ع.ر (43عاما ) من بلدة رب ثلاثين، الى مستشفى النجدة الشعبية اللبنانية في النبطية، مصابا بوجهه بانفجار قذيفة من مخلفات الحرب. وقد اجريت له الإسعافات اللازمة، وحالته مستقرة. وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على شاحنة في مدينة ميس الجبل (حي طوفا) يقودها أحد أبناء المدينة ويعمل لصالح مجلس الجنوب في عملية إزالة الردم، من دون وقوع اصابات. كما ألقت محلقة اسرائيلية 3 قنابل صوتية في حولا باتجاه العباد. وافيد ان قوة إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية المحررة في منطقة طوفا بين ميس الجبل وبليدا واشعلت النيران بشاحنة كانت تعمل على نقل الردميات. كما حلق الطيران المسيّر الاسرائيلي في أجواء محيط مجرى نهر القاسمية والجوار. تمويل الحزب: ليس بعيدا، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر "اكس": "أغارت طائرات سلاح الجو أمس بتوجيه استخباري دقيق في منطقة جنوب لبنان وقضت على هيثم عبد الله بكري، رئيس شبكة "الصادق" للصرافة. وكان المدعو بكري يعمل بوعي كامل مع حزب الله الإرهابي لتحويل الأموال لدعم الأنشطة الإرهابية للتنطيم". وكشف عن أن "شبكة الصادق" للصرافة تُستخدم كبنية تحتية لتخزين وتحويل الأموال بهدف تمويل أنشطة حزب الله الإرهابية، بتمويل وتوجيه من فيلق القدس الإيراني، تُستخدم هذه الأموال لأغراض عسكرية تشمل شراء وسائل قتالية، معدات إنتاج، ودفع رواتب العناصر، إلى جانب تمويل العمليات الإرهابية واستمرار أنشطة حزب الله الإرهابية". وتابع "خلال نهاية الأسبوع الماضي، قضى جيش الدفاع في إيران على المدعو بهنام شهرياري، قائد الوحدة 190 التابعة لفيلق القدس الإيراني والذي كان يدير بشكل حصري اجهزة نقل مئات ملايين الدولارات سنويًا إلى فيلق القدس وأذرعه والتي تضمنت محاور لتحويل الأموال من فيلق القدس إلى حزب الله، عبر تسويات بين مكاتب صرافة في تركيا، العراق، والإمارات مع شبكات صرافة لبنانية. يشكل القضاء على المدعو هيثم بكري وعلى المدعو بهنام شهرياري ضربة قاسية لمسارات تمويل إيران لمنظمة حزب الله الإرهابية". الحزب يهنئ: في المقابل، هنأ حزب الله "سماحة الإمام السيد علي الخامنئي ورئيس الجمهورية الإيرانية وحكومته والجيش والحرس الثوري والشعب الإيراني بتحقق هذا النصر الإلهي ضد الكيان".وقال:"إنّ الردّ البطولي المباشر وجّه رسالة حاسمة للإدارة الأميركية وللكيان الصهيوني ولكل الطغاة والمستكبرين، أن زمن الاستعلاء والتجبر على شعوب المنطقة قد ولى إلى غير رجعة، وأن الجمهورية الإسلامية بقيادتها الحكيمة وشعبها المقدام وجيشها وحرسها الأبطال، لم يخيفهم قصف ولا تهديد ولا وعيد، ولم يثنيهم شيء عن المضي قدمًا في الدفاع عن سيادتهم وحقوقهم بكل بسالة وحزم، وإن كل رهان على ضعف أو وهن أو تراجع سيصيب هذه الأمة المؤمنة قد خاب وسقط". ...والتيار يرحب: من جهته، أشار تكتل لبنان القوي في بيان الى انه " يرحّب بالإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ما من شأنه خفض التوتر في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي. واعتبر التكتل أن الساعات الأخيرة من الحرب شكلت مثالاً عن تهديد للإستقرار في عدد من الدول وعلى رأسها قطر مما يؤدّي الى انفلاش الحرب. وتمنى التكتل أن ينعكس وقف النار إرتياحاً يستفيد منه لبنان الذي ينتظر عودة هامة للبنانيين المنتشرين والاشقاء العرب والخليجيين. جلستان الجمعة والاثنين: سياسيا، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الثالثة بعد ظهر الجمعة المقبل في السراي، في حين دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب في الحادية عشرة قبل ظهر يوم الاثنين 30 حزيران الحالي ،وذلك لدرس مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال. تمويل: اقتصاديا، افيد ان لجنة المال والموازنة أقرت مشروع قانون باعتماد إضافي لصندوق تعاضد القضاة بقيمة 1500 مليار ليرة لبنانية. ماليا ايضا، اعلن البنك الدولي في بيان، موافقة مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الدولي أمس على تمويل بقيمة 250 مليون دولار أميركي للبنان لدعم ترميم وإعادة إعمار البنية التحتية الأساسية المتضررة على نحو طارئ واستعادة الخدمات الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز الإدارة المستدامة للركام والأنقاض في المناطق المتضررة من الصراع. يهدف مشروع المساعدة الطارئة للبنان (Lebanon Emergency Assistance Project-LEAP)، إلى تعزيز الأثر الاقتصادي والاجتماعي لعملية إعادة الإعمار بأسرع وتيرة ممكنة عبر ترتيب الأولويات وتحديد تسلسلها الزمني، وذلك باعتماد نهج تدريجي للاستجابة والتعافي. ترحيب: و كتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة "إكس": "أرحّب بموافقة مجلس إدارة البنك الدولي على مشروع الدعم الطارئ للبنان (LEAP) بقيمة 250 مليون دولار، والذي يشكّل خطوة أساسية في إعادة الإعمار من خلال الاستجابة لأضرار البنى التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في المناطق المتضرّرة من الحرب. هذا الدعم يعزز جهود التعافي ضمن الإطار التنفيذي الذي تقوده الدولة، ويتيح استقطاب تمويل إضافي نحن بأمس الحاجة اليه". رسالة دريان: وسط هذه الاجواء، وفي رسالته للسنة الهجرية قال مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان "لدينا عهد جديد وحكومة جديدة. وقد تحركت الأمور إيجابا لجهات أربع: التفكير بسلام الوطن، والحفاظ عليه من طريق فرض سلطة الدولة وحدها على الأرض. والأمر الثاني: السعي الحثيث للتصدي للأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية. والأمر الثالث: استعادة قوام القضاء والسفراء والمؤسسات بعد طول تعطل. والأمر الرابع: استعادة العلائق الصحية بالعرب والمجتمع الدولي. كلنا يشعر بأن المسار شديد البطء، ويتخلله الكثير من الصعاب، ومن التذكير ببقاء المحاصات، والفساد، والتجاوز للدستور والقوانين، لكننا أيها الإخوة المواطنون نبقى شديدي الأمل، ونتطلع إلى أن يكون هذا النهج الجديد للحكومة ورئيسها فاعلا حقا في الإصلاح وصنع الجديد والمتقدم. البطء مزعج، والأكثر إزعاجا الظواهر السلبية التي تذكر بالعهد السابق، ولكن ما آن الأوان بعد لعودة الإحباط وترجيح سوء التقدير والتدبير". حوار سوري- اسرائيلي: اقليميا، أفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" بأن تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، كشفت عن حوار مباشر بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة، وليس فقط عبر قنوات غير مباشرة كما كان معروفًا سابقًا.وقال هنغبي إنه هو نفسه يدير هذا الحوار مع شخصيات سياسية سورية باسم الحكومة الإسرائيلية، بما يشمل تنسيقًا أمنيًا وسياسيًا. وأكد هنغبي أن سوريا ولبنان مرشحان للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع إسرائيل.وأشار إلى أن هناك حوارًا يوميًا وعلى جميع المستويات بين إسرائيل وسوريا، موضحًا بأن هذا الحوار يشمل قضايا مشتركة بما فيها التحدي الإيراني.عند سؤاله عن إمكانية انسحاب إسرائيل من منطقة الفصل في الجولان، أجاب: "إذا حدثت عملية تطبيع، فسننظر في الأمر".