logo
منظمات دولية تندد بضوابط إسرائيلية تمنعها من إغاثة سكان غزة

منظمات دولية تندد بضوابط إسرائيلية تمنعها من إغاثة سكان غزة

اليوم 24منذ 2 أيام
تلجأ إسرائيل بشكل متزايد إلى قواعد جديدة تنظم عمل المنظمات غير الحكومية الأجنبية لرفض طلباتها إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وفق ما أكدت أكثر من 100 منظمة في رسالة نشرت الخميس.
ولطالما كانت العلاقات بين منظمات الإغاثة المدعومة من الخارج والحكومة الإسرائيلية متوترة، إذ تتهمها السلطات في كثير من الأحيان بالتحيز. وتدهورت العلاقات عقب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وبحسب الرسالة التي وقعتها منظمات مثل أوكسفام وأطباء بلا حدود، رفض 60 طلبا على الأقل لإدخال المساعدات إلى غزة في يوليوز وحده.
وأشارت إلى مثال منظمة « أنيرا » غير الحكومية التي « تملك أكثر من 7 ملايين دولار من الإمدادات الحيوية الجاهزة للدخول إلى غزة، من بينها 744 طنا من الأرز تكفي لستة ملايين وجبة، عالقة في أسدود (إسرائيل)، على مسافة بضعة كيلومترات فقط » من غزة.
وينطبق الأمر نفسه على منظمتي « كير » و »أوكسفام » اللتين لا تستطيعان إيصال إمدادات مختلفة بقيمة 1,5 مليون دولار و2,5 مليون دولار على التوالي إلى غزة.
لكن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) نفت أن تكون إسرائيل تمنع دخول الإمدادات.
وقالت الوحدة على منصة « إكس » « تعمل إسرائيل على السماح وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في حين تسعى حماس إلى استغلال هذه المساعدات لتعزيز قدراتها العسكرية وترسيخ سيطرتها على السكان ».
وأضافت « يتم ذلك أحيانا تحت غطاء بعض المنظمات الدولية للإغاثة، سواء عن علم أو بدون علم ».
وأشارت « كوغات » إلى أن نحو 380 شاحنة دخلت قطاع غزة الأربعاء.
ويمكن الحكومة رفض تسجيل أي منظمة إذا اعتبرت أنها تنكر الطابع الديمقراطي لإسرائيل أو « تروج لحملات نزع الشرعية » عنها.
وقال وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي لوكالة فرانس برس « للأسف، تعمل العديد من منظمات الإغاثة كغطاء لنشاطات تكون في بعض الأحيان عدائية وعنيفة ».
وأضاف شيكلي الذي قادت وزارته الجهود لإقرار المبادئ التوجيهية الجديدة أن « المنظمات التي ليست لديها صلة بالنشاطات العدائية أو العنيفة وليست لديها روابط بحركة المقاطعة، ستمنح الإذن بالعمل ».
لكن مجموعات الإغاثة تؤكد أن القواعد الجديدة تحرم سكان غزة من المساعدة.
وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا لوكالة فرانس برس، إن « الاحتلال الاسرائيلي لا يزال يمنع المنظمات غير الحكومية الدولية من إدخال شاحناتها إلى قطاع غزة »، موضحا أن مئات الشاحنات تقل أصنافا متعددة من المواد الإغاثية تنتظر على الحدود في مصر والأردن.
وأضاف الشوا « عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة يراوح بين 70 و90 شاحنة فقط في أحسن الاحوال، وتتضمن أصنافا محددة من المواد الغذائية ».
وقالت مديرة منظمة « كير » الخيرية في قطاع غزة جوليان فيلدفيك « مهمتنا هي إنقاذ الأرواح، لكن بسبب القيود المفروضة على التسجيل، يترك المدنيون بدون الغذاء والدواء والحماية التي يحتاجون إليها بشكل عاجل ».
وتابعت الرسالة « اليوم ثبتت صحة مخاوف المنظمات غير الحكومية الدولية: إذ يتم الآن استخدام نظام التسجيل لعرقلة مزيد من المساعدات ورفض (إدخال) الغذاء والدواء في خضم أسوأ سيناريوهات المجاعة ».
وتتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات التي تدخل القطاع، ومنذ ماي تعتمد الحكومة على « مؤسسة غزة الإنسانية » المدعومة من الولايات المتحدة لإدارة مراكز توزيع الأغذية.
وبينما يتوافد الآلاف من سكان غزة على هذه المراكز يوميا، فإن عملياتها تجري في كثير من الأحيان وسط حالة من الفوضى العارمة، وتحت نيران القوات الإسرائيلية.
وقتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينيا في غزة منذ 27 ماي، معظمهم بنيران إسرائيلية « أثناء البحث عن الطعام »، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة في نهاية يوليوز.
ورفضت منظمات غير حكومية أجنبية والأمم المتحدة التعاون مع « مؤسسة غزة الإنسانية »، متهمة إياها بخدمة أغراض إسرائيل العسكرية.
كما تخشى هذه المنظمات غير الحكومية أن تمنع من العمل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية إذا لم تقدم للحكومة الإسرائيلية معلومات حساسة عن موظفيها الفلسطينيين.
والموعد النهائي لتقديم هذه البيانات هو سبتمبر وبعد ذلك « قد يضطر العديد منها إلى وقف العمليات في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وسحب جميع الموظفين الدوليين في غضون 60 يوما ».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المغرب يقترب من إنهاء مفاوضات صفقة تاريخية لاقتناء 32 مقاتلة 'إف-35'
المغرب يقترب من إنهاء مفاوضات صفقة تاريخية لاقتناء 32 مقاتلة 'إف-35'

بلبريس

timeمنذ 7 دقائق

  • بلبريس

المغرب يقترب من إنهاء مفاوضات صفقة تاريخية لاقتناء 32 مقاتلة 'إف-35'

كشف موقع Military Africa المتخصص في الشؤون الدفاعية أن المغرب بات على أعتاب إبرام صفقة غير مسبوقة لاقتناء 32 مقاتلة أمريكية من طراز 'إف-35 لايتنينغ II'، في خطوة ستجعل المملكة أول دولة عربية وإفريقية تشغل هذه الطائرة القتالية الشبحية من الجيل الخامس. وتقدر القيمة الإجمالية للصفقة بنحو 17 مليار دولار على مدى 45 عامًا، تشمل التوريد، والصيانة، والدعم الفني المستمر. ووفقًا للتقرير ، تندرج هذه الخطوة في إطار خطة شاملة لتحديث سلاح الجو الملكي، استكمالًا لاتفاقيات سابقة شملت شراء 24 مقاتلة إف-16C/D بلوك 72 فايبر، وتطوير الأسطول الحالي إلى معيار F-16V المزود بأحدث رادارات APG-83 من شركة نورثروب غرومان، وأنظمة الاستهداف Sniper AN/AAQ-33 من لوكهيد مارتن، إلى جانب تجهيزات الحرب الإلكترونية AN/ALQ-213 وAN/ALQ-211 لمواجهة التهديدات الجوية والإلكترونية المعقدة. وأشار التقرير أيضًا إلى تعزيز قدرات الاستخبارات والمراقبة عبر تعديل طائرتين من طراز Gulfstream G550 في الولايات المتحدة لدمج أنظمة إسرائيلية متطورة من شركة Elta، إضافة إلى نشر أقمار صناعية لمراقبة الحدود والمناطق الحساسة، خاصة المحاذية للجزائر، ويعكس هذا المسار رؤية استراتيجية لبناء منظومة دفاعية متكاملة ومتقدمة. ويرى المصدر ذاته أن التحديث لا يقتصر على الجانب التقني، بل يترجم إرادة المغرب في امتلاك قدرة قتالية متفوقة قادرة على التعامل مع أي سيناريو محتمل في شمال إفريقيا، في ظل استمرار التوترات مع الجزائر حول ملف الصحراء، حيث تظل السيطرة الجوية عنصرًا حاسمًا في أي تصعيد. وتعتبر طائرة إف-35، التي تنتجها لوكهيد مارتن، من أحدث المنصات القتالية في العالم، وتمتاز بقدرات شبحية وأنظمة إلكترونية متطورة، مع تعدد المهام بين التفوق الجوي، والهجوم الأرضي، والاستطلاع، إضافة إلى تنوع نسخها بين الإقلاع التقليدي F-35A، والإقلاع القصير والهبوط العمودي F-35B، والعمل على حاملات الطائرات F-35C. في المقابل، تعمل الجزائر على تطوير أسطولها الجوي عبر إدماج مقاتلات سو-57 فيلون الروسية، ضمن صفقة تشمل 14 طائرة من هذا الطراز و18 طائرة سو-35 لدعم أسطول Su-30MKA، مع تدريب طيارين في روسيا. غير أن وتيرة إدماج هذه المنصات في الخدمة لا تزال أبطأ مقارنة بالنهج المغربي المتكامل. وبحسب Military Africa، يُتوقع أن تكتمل الجاهزية التشغيلية للمغرب على مقاتلات إف-35 بحلول 2035، مع دمجها بسلاسة ضمن الأسطول الحالي، ما يعزز جاهزية القوات الجوية الملكية ويفتح آفاقًا أوسع للتدريب المشترك مع حلفاء الناتو، ويضع المملكة في مصاف القوى الجوية المتقدمة إقليميًا.

المغرب يقترب من اقتناء طائرات F-35 المتطورة بدعمٍ إسرائيلي.. وهذه قيمتها
المغرب يقترب من اقتناء طائرات F-35 المتطورة بدعمٍ إسرائيلي.. وهذه قيمتها

طنجة 7

timeمنذ 40 دقائق

  • طنجة 7

المغرب يقترب من اقتناء طائرات F-35 المتطورة بدعمٍ إسرائيلي.. وهذه قيمتها

يوشك المغرب على إبرام صفقة لاقتناء طائرات حربية من طراز F-35 لايتنينغ 2 الأمريكية المتطورة. ما يجعله أول بلد عربي وأفريقي يمتلك هذا النوع من الطائرات الشبحية من الجيل الخامس. في خطوة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي. خصوصًا مع الجزائر. صفقة تاريخية بدعم إسرائيلي وبحسب تقارير متطابقة، فإن صفقة F-35 المغربية تضم 32 مقاتلة قد تبلغ قيمتها نحو 17 مليار دولار على مدى 45 عامًا. وتشمل ليس فقط الطائرات، بل أيضًا خدمات الصيانة والدعم الفني المستمر. وقد تجاوزت الصفقة عقبة رئيسية تمثلت في موافقة إسرائيل. بالنظر إلى دورها المحوري في التأثير على مبيعات التكنولوجيا الحساسة إلى دول المنطقة. خصوصًا بعد تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب. وتم إحياء المباحثات خلال معرض الدفاع الدولي 'IDEX' في أبوظبي مطلع هذا العام. حيث أبدت شركات أمريكية وعلى رأسها 'لوكهيد مارتن' استعدادها لتزويد المغرب بالمقاتلات المتقدمة. ويرى مراقبون أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد يسرّع بإتمام الصفقة. خاصة وأنها كانت قيد المناقشة خلال ولايته الأولى. قدرات قتالية متقدمة وحسب ما ذكر تقرير لموقع 'military africa' تُعد مقاتلة F-35 من أكثر الطائرات تطورًا في العالم. وتمتاز بقدراتها على التخفي والرصد والهجوم في مختلف البيئات. وتتوفر في ثلاث نسخ: F-35A للإقلاع والهبوط التقليدي. F-35B للإقلاع القصير والهبوط العمودي. F-35C المصممة للعمليات على حاملات الطائرات. وتتميز المقاتلة بمحرك 'برات آند ويتني' القادر على تجاوز سرعة ماخ 1.6. إضافة إلى تقنيات إلكترونية متقدمة ورادار من نوع AN/APG-81. يمنحها تفوقًا في الوعي الميداني وقدرة على تنفيذ ضربات دقيقة بأسلحة موجهة. وفي لقاءات سرية خلال معرض 'IDEX'، قدمت شركة لوكهيد مارتن عروضًا مفصلة للجيش المغربي. حول كيف يمكن لهذه الطائرات تعزيز قدرة المملكة في التعامل مع التهديدات في بيئات متنازع عليها. سباق تسلح إقليمي تحركات المغرب لم تمر دون رد فعل من الجزائر. التي ترى في الصفقة تهديدًا مباشرًا لتفوقها الجوي. في المقابل، تعمل الجزائر على تعزيز أسطولها الجوي من خلال صفقة أبرمتها عام 2018 مع روسيا. تشمل 14 مقاتلة Su-57 Felon، و18 طائرة Su-35. لتحديث ترسانتها التي تضم طائرات Su-30MKA. ورغم تأخر الجزائر في دمج الطائرات الروسية المتطورة مقارنة بالنهج المتسق للمغرب. إلا أنها تُعد أول زبون أجنبي لطائرة Su-57 الشبحية الروسية. وأكد الرئيس التنفيذي لـ'روسوبورون إكسبورت'، ألكسندر ميكييف، أن الجزائر ضمن خمس دول مهتمة بنسخة التصدير Su-57E، ما يعكس رغبة موسكو في تعزيز نفوذها في القارة. المغرب يعزز تفوقه بأنظمة متكاملة الصفقة المرتقبة تأتي في سياق استثمار المغرب في تطوير قواته الجوية. فالمملكة حصلت في عام 2020 على موافقة لشراء 24 طائرة F-16 Viper. منها 20 من طراز C و4 من طراز D للتدريب، مزودة بمحركات F100-229. كما يجري تحديث أسطوله الحالي من 23 طائرة F-16 إلى النسخة الأحدث F-16V. المزودة برادار متقدم من نوع APG-83، ونظم استهداف وتشويش إلكتروني. في جانب الاستخبارات والاستطلاع، يعمل المغرب على تحديث طائرتي Gulfstream G550 بأنظمة مراقبة إسرائيلية. إضافة إلى إطلاق أقمار صناعية تجسسية جديدة لتعزيز مراقبة حدوده ومتابعة تحركات الخصوم. وعلى رأسهم الجزائر. تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض

زيارة لاريجاني إلى بيروت.. رسائل محسوبة وتوترات متصاعدة
زيارة لاريجاني إلى بيروت.. رسائل محسوبة وتوترات متصاعدة

كواليس اليوم

timeمنذ 8 ساعات

  • كواليس اليوم

زيارة لاريجاني إلى بيروت.. رسائل محسوبة وتوترات متصاعدة

في 13 أغسطس 2025 وُصف علي لاريجاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني بأنه أرفع مسؤول إيراني يزور بيروت منذ توليه منصبه، وقد جاءت هذه الزيارة بعد أسبوع فقط من خطوة تاريخية أقدمت عليها الحكومة اللبنانية عبر الموافقة على خارطة طريق مدعومة من الولايات المتحدة تهدف إلى نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام جنبًا إلى جنب مع تنفيذ وقف لإطلاق النار مع إسرائيل. استقبلت جماعات من مؤيدي حزب الله لاريجاني لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري، وهتفوا بشعارات مؤيدة لإيران ومناهضة للولايات المتحدة، وبعد اللقاءات أكّد لاريجاني أن بلاده لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية متهماً الولايات المتحدة بأنها 'فرضت' الخطة على لبنان، وداعياً إلى أن تكون أي خطوات نحو نزع سلاح حزب الله نتيجة حوار داخلي لبناني فقط. من جانبه شدّد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون في تصريحات رسمية على أن لبنان يرفض أي تدخل أجنبي بصدد شؤونه، وأن السلاح يجب أن يكون محصورًا بيد الدولة وحدها، وأشار إلى أن العلاقات اللبنانية الإيرانية يجب أن تكون في إطار السيادة والاحترام المتبادل، وأن تشمل جميع اللبنانيين من مختلف الطوائف، وليس طائفة واحدة. قراءة في الدور الإيراني؛ بين الدعم والتحكّم لطالما لعبت إيران دوراً كبيراً في بناء وتعزيز قوة حزب الله منذ تأسيسه عام 1982 عبر الدعم المالي، والتدريب، والتسليح المكثف.. ليصبح أبرز وكلاء طهران في الشرق الأوسط، ومع تصاعد الحرب مع إسرائيل وبدء تراجع قوة حزب الله بعد معاناته من خسائر بشرية وسياسية تجد إيران نفسها أمام تحدي الحفاظ على نفوذها الاستراتيجي عبر لبنان. وتتّهم وزارة الخارجية اللبنانية وخطاب سياسيون مثل يوسف الريّس وسمير جعجع إيران بأنها تتدخل فيما يخص حزب الله وتؤثر في سياسة لبنان الداخلية، وهي ممارسات تعتبرها 'غير مقبولة ويجب وقفها فوراً'. علاوة على ذلك هناك تقارير بأن إيران لجأت إلى أساليب سرية لنقل الأموال والأسلحة إلى لبنان عبر عمليات تهريب تشمل مطار بيروت في تجاوز واضح للتهدئة التي نُفّذت بعد وقف إطلاق النار. انعكاسات الزيارة بين الدولة والمقاومة لقد استهدفت زيارة لاريجاني إعادة تفعيل الرسالة الإيرانية بأن حزب الله عنصر حيوي في 'مقاومة لبنان' ضد إسرائيل، وأن إيران لن تتخلى عن دعمها بما يعكس خططها لاستعادة النفوذ ولو جزئياً عبر 'البنية المقاومة'.. لكن ما يخلُط الأوراق هو حرص القيادة اللبنانية الجديدة (تحت حكومة نواف سلام) على تركيز العلاقة مع إيران من خلال الدولة لا عبر حزب الله وحده مؤكدة توجّه الدولة للسيطرة على السلاح فقط، وليس حملات مسلحة خارج إطار الجيش اللبناني. فيما تقدّم اللبنانيون مجالاً لاستعادة الدعم الدولي فإن هذا التوتر تمسّك بتموضع 'المقاومة' في الطبقة السياسية، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة الدولة على فرض سلطة شرعية متماسكة رغم الأزمات الاقتصادية والمالية العميقة التي يعاني منها البلد وخاصة إثر الحرب الأخيرة واسعة النطاق مع إسرائيل التي أدّت إلى مقتل الآلاف ونزوح ملايين وتدمير هائل بتكلفة تقديرية بلغت حوالي 11 مليار دولار. -ماذا ينتظر لبنان والمنطقة؟ الزيارة تأتي في وقت مفصلي حيث: تسعى الحكومة اللبنانية لاستعادة شرعيتها أمام المجتمع الدولي بضمان أولوية الدولة على الميليشيات.. في حين تعزز إيران بواقعية موقفها لوراثة جزء من النفوذ السياسي في لبنان عبر حزب الله في ظل الضغوط الدولية على الأخير.. فيما يحاول نظام الملالي التشبث بخياراته وأدواته الإقليمية هروبا من سقوط ه الذي بات وشيكا على يد الشعب الإيراني ومقاومته التي باتت الخيار الديمقراطي الأوحد لمستقبل إيران خاصة وأن برنامج المواد العشر الذي تتبناه المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي قد لاقى قبولا دوليا كبيرا وهو الرؤية الوطنية الإيرانية الوحيدة التي تضمن مستقبل أفضل لإيران كدولة وملبياً لمطالب كافة مكونات الشعب الإيراني. وعودة إلى الشأن اللبناني.. تتزايد المخاوف الإقليمية من تصاعد الازدواجية في القوة الأمنية (الدولة والمقاومة) مما يهدد الاستقرار الداخلي ويواصل تفكيك خطاب الدولة الموحدة، وقد يؤدي استمرار الانقسام بين توجه الدولة ونموذج المقاومة إلى توترات سياسية جديدة، وربما تداعيات أمنية، وتباطؤ في تلقي المساعدات والدعم الدولي. خلاصة القول في 13 أغسطس 2025 وقع لقاء الرسائل الرمزية والمصالح المتقاطعة في بيروت، وقد كانت زيارة علي لاريجاني فرصة لطهران لتأكيد موقفها من حزب الله، ولـ لبنان لفرض قواعد جديدة للعلاقة مع إيران عبر الدولة.. لكن الطريق نحو دولة مستقرة ذات سيادة كاملة لا يزال محفوفًا بالتحديات الداخلية، الاقتصادية، الأمنية، والإقليمية، وما زالت' ساحة المقاومة' حاضرة ولكنها بصوتٍ يميل إلى الدولة هذه المرة. المحامي/ عبدالرزاق الزرزور – ناشط حقوقي وسياسي سوري

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store