أفكار ضد الرصاص.. عادل إمام بين زعامة الفن ومعركة الوعي

في عام 1976، بدأ عادل إمام أولى بطولاته المطلقة من خلال مسرحية "شاهد ماشفش حاجة"، لتبدأ معها رحلة نجم سيظل لأكثر من أربعة عقود متربعًا على عرش الفن المصري والعربي، وحتى مع ابتعاده عن السينما والتليفزيون في السنوات الأخيرة، لم يعلن اعتزاله يومًا، وكأنه يرفض الانفصال عن الفن، الذي كان دومًا أكثر ما أحبه.
الزعيم الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده كانت جماعة الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي على الجانب آخر، تعود تدريجًيا إلى المشهد، بعد أن استعان بها النظام آنذاك لمواجهة بقايا الناصرية، مستفيدة من المد الوهابي الذي غيّر ملامح المجتمع المصري، وتمددت هذه الجماعات، وصارت تسعى للهيمنة على الفضاء الثقافي والفني.
تزامن صعود عادل إمام مع صعود هذه القوى، وكان الصدام بينهما محتومًا، فبينما لجأ أولئك إلى التكفير والعنف، اختار هو المسرح والسينما سلاحًا، ليتحول تدريجيًا إلى ما يشبه "الزعيم المدني" في مواجهة التطرف، ولتصبح أعماله حائط صد فني واجتماعي في وجه محاولات سلب هوية المجتمع.
"الناس دي أصرت على إتمام عرضها المسرحي، رغم متطرفين وقفوا لهم بمدافع وجنازير.. أنا بحييهم"، كان هذا التصريح بمثابة أول مواجهة مباشرة للزعيم مع التطرف، بلا مواربة أو رمزية هذه المرة.. ففي عام 1988، وبينما عادل إمام قد وصل إلى قمة المشهد الفني في مصر والعالم العربي، محققًا زعامة فنية واضحة، حتى قبل أن يقدّم مسرحية "الزعيم" التي سيصبح اسمها لاحقًا مرادفًا لاسمه، لكن الزعامة، كما يبدو، لم تكن بالنسبة له مجرد لقب، بل مسؤولية اختار أن يواجهها بمواقف تتجاوز حدود خشبة المسرح وشاشة السينما.
في قرية "كودية الإسلام" إحدى قرى محافظة أسيوط، قررت فرقة مسرحية شبابية مغمورة تقديم عرض مسرحي، متحدّية تهديدات جماعات متطرفة كانت تفرض سطوتها على المنطقة، لكن المعركة لم تكن متكافئة على الإطلاق، سكاكين وجنازير في مواجهة كلمات تُلقى على خشبة المسرح، وانتهى العرض، لا بنهاية درامية فنية، بل بمأساة واقعية؛ سقط اثنان من أعضاء الفرقة قتلى، وأُصيب آخرون، فقط لأنهم اختاروا الفن كوسيلة للتعبير في وجه الظلام.
عندما علم عادل إمام بالحادثة، لم يكتفِ بالتعاطف من بعيد، ولم يختبئ خلف بيانات الإدانة، بل قرر أن يتوجه بنفسه إلى أسيوط، برفقة فرقة "الواد سيد الشغال" التي كانت تعرض آنذاك، ورغم التحذيرات الأمنية واعتبار الزيارة مغامرة غير محسوبة، لم يتردد، واكتفى بقوله "الناس هي اللي هتحمينا".
وما إن وصل القطار إلى محطة أسيوط، حتى تجمّع الآلاف في استقباله، لم يكن ذلك مجرد احتفاء بنجم كبير، بل أشبه بإعلان شعبي منحه لقب "الزعيم" خارج حدود الدوائر السياسية التقليدية، وداخل لحظة نادرة اجتمع فيها الفن بالموقف، والكلمة بالمخاطرة، وحين حملته الجماهير على الأعناق، لم يكن ذلك تكريمًا لفنان وحسب، بل تتويجًا لزعيم اختار الناس، فاختاروه.
لكن، ورغم الهالة الأسطورية التي أحاطت بهذا الدور وموقف "الزعيم" آنذاك، فإن الأهم هو إدراكه التام لأهمية موقعه، ووعيه المتزايد بحجم الصراع الذي بدأ يخوضه في مواجهة "طيور الظلام"، ومن هنا، بدأت اختياراته الفنية تتخذ منحًى مختلفًا كليًا، منتقلة من سياق تجاري بحت إلى أعمال تحمل أبعادًا سياسية واضحة، وهو تحول يثير التأمل في مشهد فني ظل حبيس الترفيه لعدة سنوات، قبل أن يتحول "الزعيم" فيه إلى صوت مقاوم في مواجهة العنف الديني، ليس فقط على الشاشة، بل وعلى أرض الواقع أيضًا.
من هنا بدأ صدامه المباشر مع الجماعات المتطرفة، وفي التسعينيات، قاد هجومًا فنيًا شرسًا عليهم "الإرهابي" كان صدمة للجميع، مجسّدًا بجرأة أحد وجوه القتل باسم الدين، مستلهمًا أجواء اغتيال المفكر الكبير فرج فودة، تلاه بعد ذلك أعمال مثل "الإرهاب والكباب" و"طيور الظلام"، وغيرهم، وكلها أعمال كشفت الزيف والتناقض في خطاب تلك الجماعات.
ورغم أنه لم يُعرف عن عادل إمام تبني موقف سياسي مباشر، لكنه كان ناقدًا للجميع، سخر من اليساري المقولب، ومن الداعية المتشدد، ومن المثقف المنعزل، أعماله كانت مرآة لمجتمع مأزوم، وأحيانًا جرس إنذار.
هكذا استمر الزعيم نفوذه الفني في التصاعد، بينما كانت الجماعة تسعى للسيطرة والتغلغل في المجتمع بشتى الطرق، وفي النهاية وفي لحظة خارجة عن الزمن، وصلت إلى سدة الحكم، هنا لم يُغيّر موقفه، لم يتودد ولم يهادن، بل واصل سخريته منهم في أحاديثه وأعماله، ومثلما وصولوا سريعًا إلى الحكم، زال حكمهم سريعًا، أيضًا، بعد أن لفظهم الشعب، بينما أعاد هو تشكيل علاقة جديدة مع جمهوره عبر الشاشة الصغيرة، لتصبح تلك المرحلة الأخيرة في الذاكرة الحية لمحبيه، وفي تلك اللحظة، بدا وكأن دوره التاريخي قد اكتمل، فانسحب تدريجيًا من الأضواء دون إعلان، لكنه بقي حاضرًا في الوجدان، كما لو أن وجوده تحوّل إلى فكرة لا تغيب.
اليوم، ومع كل ظهور جديد للتيارات المتشددة، يعود عادل إمام حتى وإن لم يعود فعليًا، تعود مشاهد أفلامه، تعود سخريته، تعود ضرباته الخفيفة التي كانت أبلغ من ألف خطبة، لم يحمل سلاحًا، لكنه واجه الرصاص بأفكار، وواجه التكفير بالفن، وظل زعيماً بلا منازع.. زعيمًا بالكلمة والموقف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

اليوم السابع

منذ 5 ساعات

• اليوم السابع

برج الأسد.. حظك اليوم الأحد 18 مايو: استقرار أسري

يتمتع مواليد برج الأسد بقلب كبير يفيض بالحب والحنان، ويتميزون بالدفء العاطفي والقدرة على احتواء من حولهم. لديهم حس عالٍ بالمسؤولية، ولا يترددون في تقديم الدعم للأقارب والأصدقاء، كما أن شخصيتهم القوية تجعلهم مصدر أمان وثقة في الأوقات الصعبة. برج الأسد في حظك اليوم 18 مايو يعرف مولود برج الأسد بشخصيته الديناميكية وقدرته على التأقلم مع الظروف المتغيرة، كما يتمتع بحس إبداعي وطموح لا حدود له. يبحث دائمًا عن التجديد والتأثير، ولديه طاقة قيادية تدفعه للبروز في أي محيط يتواجد فيه. مشاهير برج الأسد: ومن مشاهير برج الأسد الفنانة منة شلبي ويقدم 'اليوم السابع" توقعات علماء الفلك لأصحاب برج الأسد على الصعيد الصحي والمهني والعاطفي برج الاسد حظك اليوم على الصعيد المهني: اليوم مناسب لاتخاذ خطوات حاسمة تخص مستقبلك المهني. قد تُكلف بمسؤولية جديدة تحتاج إلى قيادتك، فلا تتردد في إظهار قدراتك. لديك نظرة تحليلية قوية تمكّنك من اتخاذ قرارات صائبة، شرط أن تبقى هادئًا ومتزنًا. برج الأسد حظك اليوم على الصعيد العاطفي: الحب يقترب منك بخطى ثابتة، لكن لا تجعل التسرع يفسد البداية. خذ وقتك في التعارف والتواصل مع الشريك المحتمل، وابنِ علاقة على أسس من الثقة والاحترام. إذا كنت في علاقة بالفعل، فقد تكون هذه فترة مناسبة لتعميق التفاهم. برج الأسد حظك اليوم على الصعيد الصحي: لا تتجاهل الإشارات التي يرسلها لك جسدك. من الضروري أن تعيد النظر في عاداتك الغذائية وتقلل من المشروبات غير الصحية. اهتم بانتظام نومك وتوازن طاقتك لتبقى في أفضل حال. برج الأسد وتوقعات علماء الفلك خلال الفترة المقبلة: تبدو الكواكب داعمة لك في الفترة المقبلة، وقد تحصل على مكافأة مالية أو مشروع جديد يدفعك نحو الاستقرار المهني والأسري. كن حذرًا في اتخاذ القرارات، وتصرف بحكمة، فقد تحقق نجاحات طويلة الأمد.

اليوم السابع

منذ 6 ساعات

• اليوم السابع

برج الجدي.. حظك اليوم الثلاثاء 20 مايو: تغيرات مهنية مفاجئة

برج الجدي يتمتع بشخصية قوية ومتزنة تجعله من أكثر الأبراج قدرة على الثبات والقيادة، لا ينساق خلف الانفعالات السريعة، بل يتحكم في نفسه، ويتقدم بثقة نحو أهدافه، قوته لا تُقاس بالصوت العالي أو بالظهور الدائم، بل بالثبات الداخلي والعزيمة الصلبة التي تدفعه نحو النجاح رغم أي عوائق، الجدي يعرف قيمته، ويؤمن بقدراته دون أن يحتاج لإثباتها للآخرين في كل مرة. برج الجدي في حظك اليوم 20 مايو برج الجدي لا يهتز بسهولة، فقراراته مدروسة ومواقفه محسوبة، يواجه الضغوط بعقل بارد، ويجد في التحديات فرصًا لإثبات نفسه، يتمتع بمرونة داخلية تسمح له أن يكون صارمًا عند الحاجة، وحكيمًا عند الضرورة، لا يحب الجدل العقيم، ولا يضيع طاقته فيما لا يفيده، بل يركز دائمًا على ما يبنيه ويطوّره. مشاهير برج الجدي ومن مشاهير برج الجدي الفنان عمرو يوسف، وفي هذا الإطار، يقدم "اليوم السابع" توقعات علماء الفلك لأصحاب برج الجدي على الصعيد المهني والعاطفي والصحي. برج الجدي حظك اليوم على الصعيد المهني قد تواجه اليوم مواقف تحتاج إلى حسمك المعتاد، فحاول أن تبقى ثابتًا في قراراتك دون أن تنجرف وراء آراء غير مدروسة، مهاراتك التنظيمية ستجعلك تتعامل مع ضغوط العمل بكفاءة، واحرص على أن تُظهر قوتك بهدوء دون الحاجة للتصعيد. برج الجدي حظك اليوم على الصعيد العاطفي قد تحتاج إلى فتح حوار صريح مع من تحب، فصراحتك ووضوحك من أهم ملامح قوتك، لا تتردد في التعبير عن مشاعرك لكن دون أن تتخلى عن مبدأك، العلاقة الناجحة بالنسبة لك تقوم على الاحترام والثقة، لا على التنازلات العشوائية. برج الجدي حظك اليوم على الصعيد الصحي لا تهمل صحتك النفسية، فهدوؤك الظاهري لا يعني أنك لا تحتاج إلى لحظات راحة حقيقية، حاول أن تجد وقتًا لنفسك بعيدًا عن الالتزامات المستمرة، واستغل هذه اللحظات في إعادة شحن طاقتك الداخلية. برج الجدي وتوقعات علماء الفلك خلال الفترة المقبلة الفترة المقبلة قد تشهد تغيرات مهنية مفاجئة، لكنك ستثبت مرة أخرى أنك الأقوى في التعامل معها، ستبرز كقائد في محيطك، وستنال ثقة من حولك بسبب قراراتك المتزنة وحضورك القوي، استمر كما أنت، فالثقة بالنفس طريقك الدائم نحو القمة.

اليوم السابع

منذ 7 ساعات

• اليوم السابع

برج الحمل.. حظك اليوم الثلاثاء 20 مايو: ثق في حدسك

برج الحمل أحد الأبراج النارية التي تبدأ من 21 مارس وحتى 19 إبريل، ويتميز مواليده بشخصية ديناميكية مفعمة بالحيوية والطموح. ورغم ما يظهر عليهم من هدوء ورغبة أحيانًا في الانعزال عن التجمعات الاجتماعية، إلا أن بداخلهم طاقة مشتعلة من الغضب والغيرة تظهر في لحظات مفاجئة، خصوصًا عند الشعور بالظلم أو الاستفزاز. برج الحمل فى حظك اليوم شخصية مواليد برج الحمل تميل إلى الجدية والانضباط، كما أنهم يتحلون بالإبداع والقدرة على التخطيط في الأوقات الصعبة. لا يخافون من التجربة أو المخاطرة عندما يتعلق الأمر بتحقيق أحلامهم، وغالبًا ما يعتمد عليهم في المهام التي تتطلب عقلًا منفتحًا وإرادة صلبة. مشاهير برج الحمل من مشاهير برج الحمل الفنان عمر الشريف، ويقدم "اليوم السابع" توقعات علماء الفلك لأصحاب برج الحمل على الصعيد الصحى والمهنى والعاطفى. برج الحمل حظك اليوم على الصعيد المهنى قد تبدأ يومك بشعور من التباطؤ أو فقدان الحافز، وربما تشعر أن طاقتك الذهنية في غير أفضل حالاتها. لا تضغط على نفسك منذ الصباح، بل خذ الأمور بهدوء وابدأ يومك بمهام بسيطة لا تتطلب مجهودًا ذهنيًا كبيرًا، مثل ترتيب الأفكار أو الرد على الرسائل المؤجلة. خلال ساعات الظهيرة ستلاحظ أن طاقتك تعود تدريجيًا، ما يجعلك قادرًا على إنجاز المهمات الكبرى بكفاءة عالية. فكر في استغلال فترة المساء للمهام الإبداعية أو لتقديم أفكار جديدة. برج الحمل حظك اليوم على الصعيد العاطفى قد تكون الأجواء اليوم مليئة بالمواقف العاطفية المرحة أو المغازلة الطفيفة، خصوصًا إذا كنت في بداية علاقة جديدة. ومع ذلك، ينصح بأن تبقي توقعاتك ضمن الحدود الواقعية، وألا تنساق وراء الاندفاع العاطفي قبل أن تتضح لك حقيقة مشاعر الطرف الآخر. أما إذا كنت في علاقة مستقرة، فاليوم مناسب لقضاء وقت خفيف وممتع مع الشريك، يعيد التجدد إلى العلاقة. برج الحمل حظك اليوم على الصعيد الصحى يبدو اليوم مثاليًا للاهتمام بصحتك الجسدية، خاصة عبر أنشطة تحفز الحركة وتبث فيك روح النشاط. فكر في ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، كالمشي لمسافات طويلة، أو ركوب الدراجة، فذلك لن يساعدك فقط على تنشيط الدورة الدموية، بل سيمنحك شعورًا بالتحرر الذهني وتحسين المزاج. لا تهمل شرب كميات كافية من المياه، ولا تجهد نفسك بتمارين عنيفة، بل اجعل التمرين جزءًا ممتعًا من يومك. برج الحمل وتوقعات علماء الفلك خلال الفترة المقبلة: الفترة القادمة تحمل لك فرصًا مفاجئة قد لا تبدو واضحة من البداية، لكن حدسك سيكون هو البوصلة الحقيقية لاتخاذ القرار المناسب. لا تتجاهل الإشارات الصغيرة التي تمر أمامك، فقد تكون تلك اللحظات العابرة هي بدايات لتحولات كبيرة. امنح نفسك الثقة لتجربة طرق جديدة، فغالبًا ما يقودك الشعور الداخلي إلى طريق النجاح، حتى إن لم يكن مرسومًا على الورق.