سينتيا كرم: لست ممثلة مسرحية حصراً
وعادت كرم مجدداً إلى المسرح الذي شكل طوال السنوات الماضية ملعبها الأساسي، إلى أن تحين العودة بعمل جديد إلى التلفزيون الذي استقبلها بحفاوة. وتقول في حديث مع "المدن" أنها مرتبطة بثلاثة أعمال مسرحية: "حالياً نحن مستمرون بعرض مسرحية جرة غاز لغاية 29 حزيران/يونيو الحالي، ومن بعدها أشارك فرقة مياس في 19 تموز/يوليو المقبل في فعاليات مهرجان الأرز في لبنان، كما سنعيد عرض مسرحية معمول على مسرح لا سيتي -جونيه بين 22 تموز/يوليو ومنتصف آب/أغسطس المقبل، ثم سنقوم بجولات لعرض هذه المسرحيات ومن بعدها أبدأ بالتحضير للموسم الرمضاني 2026".
وأشارت كرم إلى أن الأولوية عندها هي التواجد في مسلسل من إنتاج شركة "إيغل فيلمز" الذي فتح لها الباب وأكدت: "أنا أحب الوفاء"، فيما تسعى لأن تبقى متماسكة ولو ظاهرياً وسط عاصفة من المسؤوليات المهنية والعائلية، من دون أن تخفي شعورها بالتعب والإرهاق. وقالت: "بين المسؤولية العائلية ومسؤولية العمل أشعر وكأنني آلة تعمل. أنا مرهقة جداً لكنني في الوقت نفسه أحاول أن أعطي بكل قوة وأن أتخلى عما يمكن التخلي عنه وأن أغض الطرف عن إلحاح بعض الأشخاص لأن هناك أشياء أهم".
وعن سبب انتقالها إلى التلفزيون في وقت يعرفها الجمهور أكثر كممثلة مسرحية، اعتبرت كرم أن تواجدها في التلفزيون والسينما هو أمر طبيعي: "أنا لست ممثلة مسرحية حصراً بل يمكن أن أتواجد في مختلف مجالات التمثيل عندما يتوافر الدور الذي أحبه ويستفزني ويشعرني بأنني أستطيع أن أقدم شيئاً يرضيني كممثلة".
ومع بطلان نظرية أن بطل العمل الأول هو نجمه، والتي أثبتتها تجارب عدد من الفنانين المساندين الذين ساهموا في نجاح الأعمال التي قاموا بها، أكدت كرم بطلان تلك النظرية من خلال شخصية "عدلا"، وقالت: "لطالما رددت هذا الكلام أنا أيضاً. وهنا أعيد وأكرر بأن الممثل يمكن أن يطل على الشاشة في مشهد واحد لا تتجاوز مدته اللحظة الواحدة لكنه يترك بحضوره أثراً واضحاً ويتذكره الناس. وهذا ما حصل في كل أعمالي لأنني لم أكن يوماً بطلة مطلقة إلا في أعمالي المسرحية".
ولأنها ممثلة بمواصفات مختلفة عن تلك المتعارف عليه بين زميلاتها، تشير كرم إلى أنها لا تكترث سواء كانت بطلة مطلقة في المسرح أو بطلة ثانوية في مسلسل تلفزيوني: "أنا لا أهتم في الأساس لمثل هذه الأمور، بل لتقديم الدور بكل أحاسيسه، لكي يصل إلى الناس وأكثر ما يهمني كفنانة هو كيفية ممارستي لمهنتي وطريقة تقديمي للأدوار وأن أشعر بالسعادة عندما أتمكن من تجسيدها كلها ببراعة وإتقان، وفي هذه الحالة أشعر بنشوة النجاح لأن الشهرة ليست هدفاً بالنسبة إلي، رغم أنها قد تكون كذلك بالنسبة للآخرين".
وتعدّد كرم أسماء بعض الممثلين الذين تعتبر أنهم يشبهونها في تطلعاتها الفنية ونظرتها إلى المهنة: "هم كثر، ومن بينهم فؤاد يمين وسيرينا الشامي وجوزيف زيتوني وسارة عبده وكريم شبلي وغيرهم، لأنهم يحفرون ويبحثون كثيراً إلى أن يجدوا الأدوار التي ترضي تطلعاتهم وأنا أشعر بسعادة كبيرة عندما أشاهد أعمالهم".
وعن موقفها من الممثلين المسرحيين الذين صمدوا أمام إغراءات التلفزيون وما لبثوا أن تخلوا بشكل مفاجئ عن المسرح من أجل الشاشة الصغيرة، شرحت كرم بعضاً من الأسباب التي جعلتهم يتراجعون عن قناعاتهم السابقة: "العمل في الدراما التلفزيونية يحتاج الى كثير من الوقت وقد لمستُ شخصياً صعوبة هذا الأمر، لأن تصوير مسلسل تلفزيوني يحتاج إلى أشهر طويلة وكذلك تصوير فيلم سينمائي وحتى تصوير إعلان لا تتجاوز مدته 30 ثانية يحتاج إلى أيام من التصوير. كما يتطلب تصوير المسلسل طاقة وجهداً كبيرين من الممثل ولذلك يجد الفنان صعوبة كبيرة في المشاركة في عمل آخر إلى جانبه، عدا عن أن التصوير يمكن أن يتواصل ليلاً ونهاراً ما يحول دون قدرة الممثل على الارتباط بعمل مسرحي، لكن عندما تتاح الفرصة أمام الممثل للمشاركة في عمل مسرحي، فإنه يركض إليه فوراً ولا يمكن أن يفوته أبداً".
وتردّ كرم على الممثلين المسرحيين الذين هجروا الخشبة بعدما استهوتهم شهرة التلفزيون بالقول: "الشهرة لا تهمني أبداً. أحب المسرح كثيراً وهو المجال المفضل عندي"، أما بالنسبة إلى الفئة الثانية من الممثلين المسرحيين الذين يقولون أنهم يعملون في التلفزيون من أجل المال وفي المسرح إرضاء لشغفهم الفني، فتعلّق: "المردود المادي هو واحد بالنسبة إلي، ولا شيء يتغير من الناحية المادية بالنسبة للممثل عندما يكون صف أول في التلفزيون والمسرح، ولا يهمني كيف يفكر الممثلون الآخرون. أحب عملي كثيراً وهو يؤمن لي مورد الرزق الذي أعيش منه، وبكل صدق وشفافية أؤكد بأنني أقبل الموت جوعاً عندما أكون سعيدة بالعمل الذي أقدمه لأنني أنام على وسادتي والسعادة تغمرني ثم أستيقظ صباحاً وأتوجه إلى عملي وأنا أعيش هذا الإحساس".
وتبقى كرم متشبثة بقناعاتها ولا تحمل -إلا لنفسها- نتيجة الخذلان الذي يمكن أن تصيبها في حال تخلت عنها الدراما التلفزيونية، كما فعلت مع غيرها من الممثلات اللواتي وجدن أنفسهن قابعات في بيوتهن وبلا عمل لأن عدد شركات الإنتاج اللبنانية محدود جداً وغير قادر على استيعاب إلا قلة قليلة من الممثلات اللبنانيات، ما يجعل البعض يلجأ إلى الأعمال التركية المعرّبة كي يتمكنوا من الاستمرار، وأوضحت: "التلفزيون لا يمكن أن يخذلني أبداً بل أنا أخذل نفسي عندما لا أجيد اختيار أعمالي، وهذا الأمر يمكن أن يحدث أحياناً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
٣٠-٠٦-٢٠٢٥
- المدن
سينتيا كرم: لست ممثلة مسرحية حصراً
النجاح الذي حققته الممثلة سينيتا كرم، سهّل إعاد اكتشافها مجدداً، خصوصاً على المستوى العربي من خلال الأصداء الإيجابية التي حققتها في شخصية "عدلا" في مسلسل "بالدم"، حيث أدت دور الفتاة البسيطة ذهنياً وتمكنت من التنقل بين الكوميديا والتراجيديا بصدق وانفعالية. وهو ما شكل نقطة تحول في مسيرتها الفنية وسط إشادة الناس والنقاد بموهبتها وأدائها المتمكن في تجسيد شخصية تحتاج إلى ممثلة حقيقية تهتم بأدق التفاصيل وتتميز بالحضور المتفرد. وعادت كرم مجدداً إلى المسرح الذي شكل طوال السنوات الماضية ملعبها الأساسي، إلى أن تحين العودة بعمل جديد إلى التلفزيون الذي استقبلها بحفاوة. وتقول في حديث مع "المدن" أنها مرتبطة بثلاثة أعمال مسرحية: "حالياً نحن مستمرون بعرض مسرحية جرة غاز لغاية 29 حزيران/يونيو الحالي، ومن بعدها أشارك فرقة مياس في 19 تموز/يوليو المقبل في فعاليات مهرجان الأرز في لبنان، كما سنعيد عرض مسرحية معمول على مسرح لا سيتي -جونيه بين 22 تموز/يوليو ومنتصف آب/أغسطس المقبل، ثم سنقوم بجولات لعرض هذه المسرحيات ومن بعدها أبدأ بالتحضير للموسم الرمضاني 2026". وأشارت كرم إلى أن الأولوية عندها هي التواجد في مسلسل من إنتاج شركة "إيغل فيلمز" الذي فتح لها الباب وأكدت: "أنا أحب الوفاء"، فيما تسعى لأن تبقى متماسكة ولو ظاهرياً وسط عاصفة من المسؤوليات المهنية والعائلية، من دون أن تخفي شعورها بالتعب والإرهاق. وقالت: "بين المسؤولية العائلية ومسؤولية العمل أشعر وكأنني آلة تعمل. أنا مرهقة جداً لكنني في الوقت نفسه أحاول أن أعطي بكل قوة وأن أتخلى عما يمكن التخلي عنه وأن أغض الطرف عن إلحاح بعض الأشخاص لأن هناك أشياء أهم". وعن سبب انتقالها إلى التلفزيون في وقت يعرفها الجمهور أكثر كممثلة مسرحية، اعتبرت كرم أن تواجدها في التلفزيون والسينما هو أمر طبيعي: "أنا لست ممثلة مسرحية حصراً بل يمكن أن أتواجد في مختلف مجالات التمثيل عندما يتوافر الدور الذي أحبه ويستفزني ويشعرني بأنني أستطيع أن أقدم شيئاً يرضيني كممثلة". ومع بطلان نظرية أن بطل العمل الأول هو نجمه، والتي أثبتتها تجارب عدد من الفنانين المساندين الذين ساهموا في نجاح الأعمال التي قاموا بها، أكدت كرم بطلان تلك النظرية من خلال شخصية "عدلا"، وقالت: "لطالما رددت هذا الكلام أنا أيضاً. وهنا أعيد وأكرر بأن الممثل يمكن أن يطل على الشاشة في مشهد واحد لا تتجاوز مدته اللحظة الواحدة لكنه يترك بحضوره أثراً واضحاً ويتذكره الناس. وهذا ما حصل في كل أعمالي لأنني لم أكن يوماً بطلة مطلقة إلا في أعمالي المسرحية". ولأنها ممثلة بمواصفات مختلفة عن تلك المتعارف عليه بين زميلاتها، تشير كرم إلى أنها لا تكترث سواء كانت بطلة مطلقة في المسرح أو بطلة ثانوية في مسلسل تلفزيوني: "أنا لا أهتم في الأساس لمثل هذه الأمور، بل لتقديم الدور بكل أحاسيسه، لكي يصل إلى الناس وأكثر ما يهمني كفنانة هو كيفية ممارستي لمهنتي وطريقة تقديمي للأدوار وأن أشعر بالسعادة عندما أتمكن من تجسيدها كلها ببراعة وإتقان، وفي هذه الحالة أشعر بنشوة النجاح لأن الشهرة ليست هدفاً بالنسبة إلي، رغم أنها قد تكون كذلك بالنسبة للآخرين". وتعدّد كرم أسماء بعض الممثلين الذين تعتبر أنهم يشبهونها في تطلعاتها الفنية ونظرتها إلى المهنة: "هم كثر، ومن بينهم فؤاد يمين وسيرينا الشامي وجوزيف زيتوني وسارة عبده وكريم شبلي وغيرهم، لأنهم يحفرون ويبحثون كثيراً إلى أن يجدوا الأدوار التي ترضي تطلعاتهم وأنا أشعر بسعادة كبيرة عندما أشاهد أعمالهم". وعن موقفها من الممثلين المسرحيين الذين صمدوا أمام إغراءات التلفزيون وما لبثوا أن تخلوا بشكل مفاجئ عن المسرح من أجل الشاشة الصغيرة، شرحت كرم بعضاً من الأسباب التي جعلتهم يتراجعون عن قناعاتهم السابقة: "العمل في الدراما التلفزيونية يحتاج الى كثير من الوقت وقد لمستُ شخصياً صعوبة هذا الأمر، لأن تصوير مسلسل تلفزيوني يحتاج إلى أشهر طويلة وكذلك تصوير فيلم سينمائي وحتى تصوير إعلان لا تتجاوز مدته 30 ثانية يحتاج إلى أيام من التصوير. كما يتطلب تصوير المسلسل طاقة وجهداً كبيرين من الممثل ولذلك يجد الفنان صعوبة كبيرة في المشاركة في عمل آخر إلى جانبه، عدا عن أن التصوير يمكن أن يتواصل ليلاً ونهاراً ما يحول دون قدرة الممثل على الارتباط بعمل مسرحي، لكن عندما تتاح الفرصة أمام الممثل للمشاركة في عمل مسرحي، فإنه يركض إليه فوراً ولا يمكن أن يفوته أبداً". وتردّ كرم على الممثلين المسرحيين الذين هجروا الخشبة بعدما استهوتهم شهرة التلفزيون بالقول: "الشهرة لا تهمني أبداً. أحب المسرح كثيراً وهو المجال المفضل عندي"، أما بالنسبة إلى الفئة الثانية من الممثلين المسرحيين الذين يقولون أنهم يعملون في التلفزيون من أجل المال وفي المسرح إرضاء لشغفهم الفني، فتعلّق: "المردود المادي هو واحد بالنسبة إلي، ولا شيء يتغير من الناحية المادية بالنسبة للممثل عندما يكون صف أول في التلفزيون والمسرح، ولا يهمني كيف يفكر الممثلون الآخرون. أحب عملي كثيراً وهو يؤمن لي مورد الرزق الذي أعيش منه، وبكل صدق وشفافية أؤكد بأنني أقبل الموت جوعاً عندما أكون سعيدة بالعمل الذي أقدمه لأنني أنام على وسادتي والسعادة تغمرني ثم أستيقظ صباحاً وأتوجه إلى عملي وأنا أعيش هذا الإحساس". وتبقى كرم متشبثة بقناعاتها ولا تحمل -إلا لنفسها- نتيجة الخذلان الذي يمكن أن تصيبها في حال تخلت عنها الدراما التلفزيونية، كما فعلت مع غيرها من الممثلات اللواتي وجدن أنفسهن قابعات في بيوتهن وبلا عمل لأن عدد شركات الإنتاج اللبنانية محدود جداً وغير قادر على استيعاب إلا قلة قليلة من الممثلات اللبنانيات، ما يجعل البعض يلجأ إلى الأعمال التركية المعرّبة كي يتمكنوا من الاستمرار، وأوضحت: "التلفزيون لا يمكن أن يخذلني أبداً بل أنا أخذل نفسي عندما لا أجيد اختيار أعمالي، وهذا الأمر يمكن أن يحدث أحياناً".

المدن
٢١-٠٦-٢٠٢٥
- المدن
هل يبتعد نجوم سوريا عن الدراما المشتركة...بعد سقوط الأسد؟
بالتزامن مع الحركة النشيطة التي تشهدها عجلة الدراما السورية بإنجاز تصوير بعض المسلسلات أو البدء بتصوير أعمال أخرى، يستمر التعاون اللبناني السوري درامياً عبر مجموعة من الأعمال التي تنتجها شركات لبنانية، خصوصاً أنها نمط درامي يحظى بإقبال كبير لدى المشاهد العربي، تحديداً في دول الخليج حيث يعتمد المنتجون بنسبة كبيرة على السوق الخليجية لبيع أعمالهم. في هذا الإطار، ما زالت المشاورات قائمة على قدم وساق بين صنّاع الدراما في البلدين من منتجين ومخرجين وممثلين، استعداداً لتصوير مجموعة أعمال جديدة مشتركة، بموازاة أعمال أخرى محلية سواء في لبنان أو سوريا، على أن تتضح الصورة أكثر خلال الفترة المقبلة. الدراما اللبنانية التي تعمل بشكل حثيث على استعادة مكانتها في الساحة العربية، تستكمل ما بدأته قبل عامين بإنتاج أعمال ضخمة، وهنا جمال سنان صاحب شركة "إيغل فيلمز"، رأس حربة، حاملاً راية الدراما اللبنانية الخالصة إلى جانب منتجين لبنانيين آخرين يعملون لتقديم أعمال بمواصفات معقولة تتماشى مع الميزانيات المتواضعة التي تُرصد لإنتاجها، كما هو حال المخرج والمنتج إيلي معلوف الذي يُعرض له في تشرين الأول/أكتوبر المقبل مسلسل "سر وقدر" وهو آخر عمل شارك فيه النجم اللبناني فادي إبراهيم قبل وفاته. وبالنسبة إلى شركة "الصباح إخوان" فهي منهمكة حالياً في رسم خططها الدرامية التي تضم تشكيلة من الأعمال المخصصة للعرض الرمضاني 2026. ومن المتوقع أن تبدأ التصوير نهاية أيلول/سبتمبر المقبل، علماً أن المسلسلات التي وُقّع على تنفيذها كانت مُعدّة في وقت سابق، وقد كشف المنتج صادق الصباح عن أعمال عديدة أخذ القرار بتصويرها من بين مجموعة أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقاً. أول تلك الأعمال من إخراج أمين درة، من بطولة بين اللبنانية نادين نجيم والتونسي ظافر العابدين في أول تعاون فني بينهما، من دون الكشف عن اسم المسلسل أو قصته التي تردد أنها تتناول قضية إنسانية اجتماعية لها علاقة بالأطفال. (ظافر العابدين) والمسلسل الثاني سوري، من بطولة نجم الشركة المفضّل تيم حسن. والمسلسل، بحسب الصباح، من نوع الدراما الشعبية ويؤدي فيه حسن شخصية بطل شعبي وتشاركه دور البطولة النجمة الصاعدة نور علي، التي برزت العام الماضي في مسلسل "البطل" بعدما لمع اسمها في مجموعة من الأعمال المعرّبة. كما تم التأكيد على أن سامر البرقاوي هو مخرج هذا العمل، وهو عمل سابقاً مع الشركة، وكان قد أعلن أن مسلسله العام الماضي "تحت سابع أرض" سيكون الأخير له "الصباح". أما العمل الثالث فهو سعودي، بالتعاون مع الممثلة السعودية إلهام علي، إلى جانب موسم سادس من مسلسل "المداح" لحمادة هلال بعد النجاح الكبير الذي حققه موسمه الخامس. والحال إن مشاركة الوجوه السورية في الإنتاجات اللبنانية استمرت طوال السنوات الماضية، بتركيبة تقوم على بطل سوري وبطلة لبنانية. لكن ذلك قد يتغير هذا العام، مع ميل الصباح للتعاون مع الممثل التونسي ظافر العابدين الذي لمع اسمه في سلسلة من الأعمال المشتركة قبل أن يغيب عنها بضع سنوات شارك خلالها كممثل ومخرج في أعمال سينمائية وتلفزيونية مصرية. وتردد أن نجيم اشترطت الوقوف أمام نجم غير مستهلك، ما يطرح تساؤلات عن إمكانية إنتاج شركة "الصباح" لعمل لبناني سوري مشترك من بطولة عابد فهد، أحد أبرز نجوم الدراما السورية في الإنتاجات المشتركة. (نور علي) ونشرت "الصباح" صورة للمنتج صادق الصباح مع النجمة السورية كاريس بشار، مرفقة بتعليق "شيء مثمر للغاية يطبخ"، وقالت مصادر في الشركة أنها في مرحلة نقاش أعمال كاريس، وسيحسم كل شيء خلال الأيام المقبلة. أما عابد فهد الذي كان بطلاً أساسياً في أعمال الشركة طوال السنوات الماضية، فأشار إلى أنه على تواصل مستمر مع الصباح، "لكن لا يوجد حتى الآن نص مهم ومشوق، ولا شيء واضحاً حتى الآن، وعندما يتوافر المشروع الحقيقي والناضج سأكشف التفاصيل في وقتها". وعن إمكانية مشاركته في عمل سوري محلي، قال: "لا جواب. كل شيء سيتضح خلال الأيام المقبلة". أما بالنسبة لشركة "إيغل فيلمز" التي تعاونت طوال السنوات الماضية مع الكاتبة نادين جابر، في سلسلة من الأعمال الناجحة كان آخرها مسلسل "بالدم" الذي فتح باب السوق الخليجية والعربية أمام الدراما العربية، فأعلنت العمل على مسلسل لبناني للموسم الرمضاني المقبل من بطولة ماغي بوغصن وكتابة طارق سويد. وقالت مصادر في الشركة: "سنقدم خلطة من الأعمال. بعضها لبناني وبعضها عربي، كما أن الشركة مستمرة في الأعمال المشتركة، ويُعرض لها حالياً مسلسل خطيئة أخيرة الذي يجمع نجوماً من لبنان وسوريا". من جهة أخرى، يبدو أن شركات الإنتاج اللبنانية الأقل ضخامة تشهد انفراج أزماتها ومعاناتها، بعد الإعلان عن عرض مسلسل "سرّ وقدر" الذي تم تصويره قبل عامين. وأكد المخرج والمنتج إيلي معلوف أن "المسلسل سيعرض في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وبالنسبة للأعمال المرتقبة، نقوم بالتحضيرات اللازمة لكن كل شيء يرتبط بالوضع المادي". وتابع معلوف: "لدي 16 مسلسلاً جاهزاً، أبرزها الزيتونة. كل شيء يتوقف على الوضع المالي في لبنان الذي نتمنى أن يكون بخير". وعمّا إذا كان الانفتاح الذي تعيشه الدراما يمكن أن يدفع الممثل السوري إلى تفضيل العمل في دراما بلده، أكد معلوف أن "الدراما السورية لم تتأثر بالوضع الأمني في سوريا بل تمكنت من الحفاظ على استمراريتها ولم تتوقف أبداً، وكثير من المسلسلات السورية تم تصويره في لبنان والإمارات". وأكمل معلوف: "وضع الدراما السورية يختلف تماماً عن وضع الدراما اللبنانية، ويمكن التأكيد بأن وضع الدراما المحلية في لبنان جيد منذ أكثر من 20 عاماً، ومشكلتها الوحيدة هي عدم القدرة على تسويقها خليجياً، لأن المشاهد الخليجي يفضل الدراما المشتركة، لذلك تعمل الشركات اللبنانية على إنتاجها رغم أن 98% من الممثلين المشاركين فيها لبنانيون وتقتصر المشاركة العربية فيها على ممثل سوري أو مصري أو تونسي". وتشارك النجمتان اللبنانيتان هيفاء وهبي وسيرين عبد النور، إلى جانب يوسف الخال، في مسلسل "المشتبه الرابع" الذي يشارك فيه أيضاً نجوم من جنسيات مختلفة وهو من إخراج ليث الربايعة. (سيرين عبد النور وهيفاء وهبي)

المدن
١٣-٠٦-٢٠٢٥
- المدن
محمد الشعراني سائق أجرة...المسرحيون السوريون يخشون مصير الكتّاب والتشكيليين
"في يوم المسرح العالمي: تكسي أبو جودي… الطلب بـ10 ليرة!". ستختصر هذه العبارة التي كتبها المخرج والممثل المسرحي محمد الشعراني، على صفحته الشخصية في الفيس بوك، حال "أبي الفنون في سوريا". فالشعراني، الذي كتب وأخرج الكثير من أعمال المونودراما، ومثل في عروض مهمة مثل "النمور في اليوم العاشر" و"خارج السرب"، لم يجد مفراً اليوم، من العمل على سيارته الخاصة، كسائق تاكسي بأجرة رخيصة، داخل مدينته سلميّة، ليس لأن المسرح لا يطعم خبزاً فقط، بل بسبب غياب الداعمين والمتحمسين وربما موت الشغف! أكثر من ستة أشهر على انتصار الثورة وسقوط النظام، ولم تشهد مسارح دمشق أو غيرها من المدن السورية، رفع الستارة إيذاناً ببدء عرض جديد! فالمسرح القومي متوقف تماماً عن العمل، ومعظم المراكز الثقافية التابعة للوزارة، مغلقة بلا نشاطات، سوى ما يجتهد به بعض أهالي البلدات والقرى، من أمسيات وندوات، يرونها ضرورية لنشر الوعي في هذه المرحلة. يقول الشعراني: "لسنا بخير كمسرحيين. والمسرح ليس بخير. عاد يوم المسرح العالمي في 27 آذار الماضي، من دون أن نتمكن من تقديم اي عمل هذا العام! نتمنى أن نكون بخير. بعيداً من المتسلقين والمحبطين. نتمنى فضاء أوسع نحلق فيه، ننشر المحبة والأمل، فنحن مازلنا محكومين بالأمل. محكومون بقيم الحق والخير والجمال". ويبدو أن الأمل، الذي تحدث عنه الراحل سعد الله ونوس، في كلمته لليوم العالمي للمسرح1997، لم يكن كافياً لبث الحيوية في "أبي الفنون"، فقد هاجر معظم المخرجين والممثلين باتجاه الدراما، نتيجة ضعف الإمكانات وتدني الموازنات، كما لم تظهر حتى الآن، بوادر من الحكومة الجديدة، تشرح نظرتها للعمل الثقافي والفني، فدار الأوبرا مغلقة، لولا أعمال بسيطة يقدمها القطاع الخاص في الدار عبر استئجار إحدى الصالات. وإلى جانب هموم المسرح، المتراكمة منذ عقود طويلة، يحضر عامل التوجّس من السياسات الثقافية الجديدة، وسقف الحريات المتاح، وينتظر المسرحيون ليعرفوا، هل المسرح موجود أصلاً، في أجندة حكومة محافظة وميّالة للماضي؟ يستشهد المسرحيون بما حصل في نقابات ثقافية مهمة، مثل اتحاد التشكيليين السوريين واتحاد الصحافيين واتحاد الكتّاب العرب، التي عُزلت قياداتها، ثم عُيّن أشخاص لا رصيد لهم وبعيدون تماماً من المشهد؟ ويقولون: طالما ألغوا الانتخابات في هذه النقابات، ولجأوا إلى سياسة التعيين، فهذا يعطي انطباعاً عن طبيعة المشهد الثقافي والفني للأيام المقبلة، خصوصاً في مجال المسرح الذي يمكن أن يعتبروه بدعة"! يرجع الشعراني، إلى ما حصل مع جدّنا أبي خليل القباني، مؤسس المسرح الغنائي العربي، ويقول: "اتُّهم القباني بالموبقات، وهاجمه شيوخ دمشق وشكوه للوالي، كما أرسلوا الصِّبية خلفه في الشوارع، وهم ينادون: ارجع كارك أحسنلك!". أحد الكتّاب المسرحيين السوريين المعروفين، شاء التعبير عن المشهد المسرحي بشكل شعري، مع حرصه على عدم ذكر اسمه تحسباً للمتربصين، فقال: "فليأتِ الزلزال، لن يجد ما يأكله، لن يجد إلا حطام قلوبٍ قلبتها اللوعة كدجاجات على منقل شواء، فليأتِ الزلزال الرحيم على هيئة أبٍ غاضب أو جدٍّ من أجدادنا الأشاوس، بُعِث للتو من قبره العالي، فوجَدنا على ما نحن عليه من التربص والشكوى". أحد المسؤولين عن الشأن الثقافي، في الحكومة السابقة، قال في لقاء مع الفنانين التشكيليين، إن التشخيص في الرسم غير مستحب، أما فن النحت فهو مرفوض تماماً! وهو ما دفع فنانين في مجالات أخرى للتساؤل، ما مصير المسرح والسينما إذن؟ مصدر خاص في وزارة الثقافة، قال لـ"المدن" إن هذا الكلام مبالغ فيه، وإن الوزارة منهمكة في إعادة هيكلة مديرياتها، من أجل عودة عجلة إنتاج الفنون للدوران، وفي مقدمتها المسرح. وأضاف: "في لقاء جمع مسؤولي الثقافة بالرئيس الشرع، أكد الأخير دعمه لجميع أنواع الفنون وفي مقدمتها المسرح، واعداً بتقديم كل أساليب الدعم الممكنة للفن السوري بأنواعه كافة". لكن هذا التصريح الرسمي، لا يبدد التوجس عند الفنانين، فيتساءل أحدهم: "ومَن يضمن لنا، ألا تدخل عناصر مسلحة إلى المسرح أثناء العرض، فتقوم بإطلاق النار، طالبة من الناس المغادرة؟". يعلق الكاتب المسرحي الشهير، بالشعر، حاذفاً اسمه بدافع التوجس وغموض الانتظار، فيقول: "فليأتِ الزلزال، ويخلع رقبتنا جميعاً… أبرياء ومجرمين. سادة ومعدمين. فليأتِ اللهم آمين. على الضالين والمضلين. على النباتيين واللاحمين… على التائبين والخطّائين.. فليأتِ المأمون المؤتمن الأمين، فلن يجد ما يأكله هنا، سوى أطفال تحجروا… وثعابين!". نخبر الكاتب الشهير، بأنه مغرق في التشاؤم والاعتماد على الرموز السوداوية في تصوير المشهد المسرحي المتوقع مستقبلاً. فيقول: "فلننتظر انتهاء الهيكلية في وزارة الثقافة، لتعلن توجهها ونهجها حول الفنون، فهو الفيصل في ما نقول". وبالمقارنة مع الأعمال المسرحية السورية التي قدمت خلال الثورة في المنفى، توقع الكثيرون أن تبدأ حركة مسرحية نشطة، فور سقوط النظام، لكن مسرح الشتات السوري، بقي متفوقاً حتى الآن على مسرح الداخل، رغم مرور أكثر من 6 أشهر على سقوط النظام الأسدي وانتصار الثورة. وقد اشتهرت أعمال في مسرح الشتات مثل: "الخوف من التنفس" للمخرجة زوي لافرتي، وعرضت في لندن العام 2012، و"فيك تطلع عالكاميرا" لمحمد العطار 2012 وعرضت في باريس 2017، في حين عرضت مسرحية "حبك نار" لمُضر الحجي في برلين في العام نفسه. ولمعت في الشتات أيضاً تجربة الأخوين ملص من خلال فرقة "يوميات ديكتاتور صغير". (أبو خليل القباني) ثمة أنباء تفيد بأن المخرج محمد حميرة في صدد تقديم مسرحية قريباً بعنوان "سوق الأسئلة"، مأخوذة عن رواية الراحل فؤاد حميرة "رصاصة"، في مسرح القباني بدمشق. كما أن عرضاً قُدم في آذار الماضي، بعنوان "قراءات ممسرحة"، على خشبة القباني، إلا أن هذا العرض اليتيم، لا يبدو كافياً بالنسبة إلى مسرح تاريخي اشتُهر بتقديم الكثير من الأعمال المهمة. فما زال مسرح الحمرا مقفلاً، لم تشهد منصته أي عرض! المصدر الخاص بـ"المدن" في وزارة الثقافة، يتحدث عن إعادة النظر في أجور المسرحيين، ليتم حسمها قريباً، بحيث تكون منصفة للجهد الذي يبذلونه طوال مدة التدريب والتقديم. ويضيف: "إذا حلّت هذه المشكلة، تمكنّا من إيقاف ظاهرة الهجرة من المسرح إلى التلفزيون". ويبقى فضاء الحريات، وطبيعة الرقابة التي ستمارس على النصوص المسرحية، هاجساً إضافياً يحسب له المسرحيون ألف حساب. فما جرى مع اتحاد الناشرين السوريين مؤخراً، يؤكد أن الرقابة ستواصل ممارسة عملها، على عكس ما تخيل البعض بعد انتصار الثورة، فقد طالب "مكتب التقييم الإعلامي" جميع الناشرين، بنيل الموافقات على مطبوعاتهم قبل بيعها في المكاتب أو مشاركتها في المعارض الداخلية والخارجية. ويبدو أن وزارة الثقافة، كما يقول المسرحي الشعراني، تضع المسرح في أسفل لائحتها للتطوير والهيكلة، نظراً للتعقيدات الكثيرة في هذا الملف، وارتباطه بالدرجة الأولى بتوفير الموازنات الكافية التي ترضي المسرحيين وتشجعهم على الانطلاق بأعمال جديدة ومختلفة. وحتى نسمع الإعلان عن أول عرض للمسرح القومي بعد سقوط النظام، سيبقى أبو الفنون منتظراً رؤية أبنائه يحتشدون في الصالات، يصفقون ويصيحون: برافووو!