
من الذين يستهدفون الأردن؟
كلما حدثت حملة إلكترونية ضد الأردن، بحثنا أولا عن الطرف المحتمل الذي يستهدفنا، ولم نقم بمراجعة جذرية لتعاطينا مع الأزمات التي يفرضها الآخرون علينا، ونكتفي فقط ببث المظلومية من الحملات التي تسيء إلى الأردن.
اضافة اعلان
لدينا أمثلة كثيرة، أولها الحملات التي جرت تحت مسمى "تصدير الخضار والفواكه إلى إسرائيل"، حيث تم شن حملة كبيرة جدا من خلال غرف انترنت في دول مختلفة، ليس هنا محل ذكرها، وهذه الحملات شوهت سمعة الأردن، وكان خلفها عدة أطراف وفقا لتحليلات كثيرين، بعضها عربي أراد تدمير سمعة الأردن، وربما الاحتلال الذي أراد رسم صورة سيئة للأردن واعتباره يقدم التسهيلات للاحتلال، وهي صورة ساهم مغردون إسرائيليون في تعزيزها، فيما يصدقهم البعض للأسف؟
ثانيها الحملات التي جرت بعد إسقاط الصواريخ الإيرانية التي عبرت الأجواء الأردنية، وتعرضنا إلى حملة غير مسبوقة، ولم نر مثلها في حياتنا، وكان الاتهام من جانبنا موجها لإيران وكيانات سورية تابعة، ومجموعات لبنانية وعراقية، وشهدنا آلاف الحسابات المزورة التي تحمل أسماء موريتانية وجزائرية ومصرية وفلسطينية، وغيرها في حرب تكاد تكون نووية اعلامية، وبقينا نتهم كل هذه الاطراف، وبقينا بذات الطريقة نبحث عن متهم لنحمله المسؤولية، دون تغيير جذري في طريقتنا، بل انصب كل همنا على تحييد الداخل الأردني، وكأن المطلوب أن يقنع الأردني أردنيا ثانيا بأن بلاده أسمى من كل هذه الحملات، فيما تم ترك سمعتنا تتضرر بين العرب الذين لا يعرفون عن كل حواراتنا الداخلية، وتم أيضا تجنب اتهام إسرائيل لأن الاستنتاج الأولي كان يتعلق بالمحور الإيراني وتوابعه، فيما نعرف أن إسرائيل تريد خلخلة الأردن داخليا، واشعال فتنة فيه، وصناعة انطباع أنه يحمي الاحتلال.
تكررت القصة ثالثا في لقاء الملك بالرئيس الأميركي، حيث انهمرت الحملات من حسابات حقيقية في السوشال ميديا، ولحقتها حسابات مزورة تدار من دول كثيرة، وكانت الاتهامات الموجهة لأطراف كثيرة، بكونها تقف وراء الحملات، التي زاد من حدتها دخول مواقع إلكترونية، وتم إنتاج مئات الفيديوهات ضد الأردن، والذي يحلل تلك الحملات يكتشف أن العملية ليست عادية، بل تديرها على الأغلب دول وأجهزة، لكونها بحاجة إلى إمكانات مالية، وللأسف لم يذكر أحد إسرائيل كمتّهم وكلنا يعرف أن المشروع الإسرائيلي يريد تحطيم بنية الدولة، تمهيدا لمشروع مقبل.
جاءت القصة الرابعة التي تتعلق بالمساعدات، والاتهام الجائر للأردن بكونه يحصل على مئات آلاف الدولارات مقابل الانزالات الجوية، والقوافل البرية، والكلام كذب، لأن الأردن الذي أقام عشرات المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية منذ 2007، وتقاسم مخزون القمح مع أهل الضفة الغربية، وعالج جرحى الانتفاضة الأولى والثانية، وأرسل أبناءه مخاطرا بحياتهم لإدارة المستشفيات والعمليات البرية والجوية، لا يسمسر على دماء الغزيين، ولا تقبل الدول والمنظمات المغيثة دفع مبالغ أصلا.
في هذه القصة اتهمنا جهات عديدة، عكس كل الأطراف التي اتهمناها سابقا، وتناسى بعضنا اتهام إسرائيل وتمددها الخارجي، وحساباتها ضد الأردن، وبقينا ننتقل من متهم الى متهم، إيران وإسرائيل وأميركا ودول عربية ووصلنا الى جهات أردنية ايضا، ولم نترك أحدا الا واتهمناه، فيما الاتهام في ملف المساعدات يجب ان يتركز على الاحتلال الذي يريد معاقبة الأردن على كونه تصدر ملف الإغاثة، وأصبح مركزا دوليا لجمع المساعدات، ومن أجل قطع الطريق عليه وإضعافه قبيل وقف الحرب داخل القطاع الذي سيليه حملات ضخمة للإغاثة، والهدف عرقلة تسييل المساعدات الدولية والأردنية الرسمية، والأردنية الشعبية، عبر حدوده، وهي قصة معقدة جدا، ومن السطحية أن يوظفها البعض في حسابات داخلية أردنية تتهم هذا الطرف أو ذاك، وتتناسى أصلا كل أنواع الحملات التي تعرضنا لها آخر سنة ونصف، وتناقض دوافع الجهات المتهمة أصلا، وعدم تجانسها في الأساس.
هكذا ظروف لا يجوز السماح بتحويلها إلى ملفات للمكاسرة الداخلية فهذه خفة سياسية، خصوصا، أن عدد الخصوم المحتملين في كل الأمثلة السابقة، أصبح بالعشرات ولا يجمعهم أي رابط فيما بينهم، فيما علينا أن نؤكد أن الأردن مستهدف، وأن الأردن سيبقى قادرا بفضل الله، ثم مؤسساته ووحدة شعبه على تجاوز كل هذه الحملات.
هذه حملات تقف خلفها دول وأجهزة، والرد يجب أن يكون بذات المستوى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ ساعة واحدة
'التربية': في عيد الاستقلال نستذكر تضحيات القيادة الهاشمية وجيشنا العربي
أكد أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة، أن عيد الاستقلال مناسبة وطنية عظيمة؛ نستذكر من خلالها البطولات والتضحيات الكبيرة التي بذلتها القيادة الهاشمية وجيشنا العربي وشعبنا الأبي لرفعة الوطن وبناء عزه وفخاره. جاء ذلك خلال كلمة ألأقاها العجارمة في الحفل الكبير الذي نظمته مديرية التربية والتعليم للواء قصبة عمان بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين اليوم الخميس، في ساحة مدرسة عاصم بن ثابت الأساسية للبنين في جبل الزهور، بحضور النائب الدكتور أحمد عشا، وعدد من أبناء الأسرة التربوية والمجتمع المحلي. وأشار العجارمة إلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة التربوية في ظل الاستقلال، مؤكدا اعتزاز الوزارة وفخرها بالمعلمين الذين أسهموا في تحقيق هذه الإنجازات على مر السنين. وبين أن المعلم الأردني المتميز هو عماد النظام التعليمي في هذا البلد وسبب رفعة الأنظمة التعليمية في البلاد العربية الشقيقة. ورفع العجارمة باسم أبناء الأسرة التربوية؛ أسمى آيات التهنئة والتبريك لجلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بمناسبة عيد الاستقلال، مؤكدا أن الأردن سيبقى بقيادته الهاشمية الحكيمة الداعم للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأشار الى أن هذا الاحتفال في شبكة مدارس جبل الزهور يمثل بشكل حقيقي الترابط الأسري بين أبناء المجتمع، والتنسيق بين المدارس والتوافق الكبير بين أبناء المجتمع المحلي في المنطقة. من جانبه، أكد النائب الدكتور أحمد عشا، أننا في عيد الاستقلال نحتفل بدخول المئوية الثانية بثقة واقتدار، مشيرا إلى أننا شركاء في بناء الوطن الحبيب، وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء الأردن العزيز الشامخ. وأشار إلى الدور الأردني في تعزيز صمود الأشقاء في غزة، وإيصال المساعدات، والمستشفيات الميدانية لهم. بدورها، أكدت مدير التربية والتعليم للواء قصبة عمان إيمان الطهراوي، أن الاستقلال يوم وطني خالد نحتفل فيه بكل مشاعر الألق، مجددين العهد والولاء للقيادة الهاشمية العظيمة، ومستذكرين تضحيات الأباء والأجداد؛ فكان الاستقلال ثمرة كفاح طويل تحت راية الهاشميين. وأضافت: 'نحتفل اليوم بما تحقق من منجزات على الأصعدة كافة، معاهدين الله أن نبقى الجند الأوفياء للوطن الغالي'. من جانبهما، أكد مديرا مدرستي عاصم بن ثابت الأساسية للبنين رائد مسعود، والشيماء الأساسية المختلطة سهير المصري، في كلمتيهما نيابة عن شبكة مدارس جبل الزهور، أننا نقف اليوم أسودا تحت راية الوطن؛ نردد بكل الفخر والاعتزاز أن الاستقلال دم يسري في عروقنا، ومجددين العهد والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة، والوقوف خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي حول التحديات إلى انتصارات عظيمة. وافتتح العجارمة خلال الحفل الذي حضره رئيس وأعضاء مجلس التطوير التربوي، وأبناء المجتمع المحلي المعرض الفني بمناسبة عيد الاستقلال، والذي تضمن مجموعة من الأعمال الفنية التي تروي مسيرة الاستقلال وبناء الوطن الغالي. واشتملت فعاليات الحفل على قصائد شعرية وطنية، وفقرة فنية أدتها فرقة أمانة عمان للفنون الشعبية، ومسرحية، وفقرات فنية أداها طلبة المدارس المشاركة في الحفل.


منذ ساعة واحدة
'عمل الأعيان' تبحث ووزيرة العمل الفلسطينية سبل تعزيز التعاون الثنائي
بحثت لجنة العمل والتنمية الاجتماعية في مجلس الأعيان، برئاسة العين عيسى مراد، خلال لقائها اليوم الخميس، مع وزيرة العمل الفلسطينية الدكتورة إيناس العطاري والوفد المرافق لها، سُبل التعاون بين الجانبين في مجالات العمل والتنمية الاجتماعية. وضمّ الوفد الفلسطيني الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، ورئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية والزراعية عبده إدريس، وأمين سر الاتحاد العام لنقابات فلسطين محمود حواشين، إضافة إلى الأمينة العامة للاتحاد العربي للنقابات الدكتورة هند بن عمار الطراونة. وأكد العين مراد الموقف الأردني الثابت والداعم لفلسطين وقضيتها على المستويين الرسمي والشعبي، لافتًا إلى أهمية اللقاء في تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الفلسطيني. وأشار إلى التحركات الدولية الداعمة لحقوق العمال الفلسطينيين، ولا سيما التصويت المرتقب في مؤتمر جنيف في الخامس من شهر حزيران المُقبل، بشأن منح فلسطين صفة 'عضو مراقب' في منظمة العمل الدولية، لتكون ثاني مؤسسة دولية تعترف بها بعد منظمة الصحة العالمية، داعيًا جميع أطراف الإنتاج إلى توحيد الجهود لدعم هذا التوجه. وتطرّق العين مراد إلى جملة من المحاور لتعزيز التعاون المشترك، من أبرزها دعم إنشاء مؤسسة ضمان اجتماعي فلسطينية، وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي، والتدريب المهني، وتطوير التشريعات العمالية. وتناول مراد قضية أجور ما يزيد على 200 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل إسرائيل، وضرورة تحريك هذا الملف على الساحة الدولية لضمان حقوقهم المالية والاجتماعية، مؤكدًا استعداد الأردن لتقديم الدعم الفني اللازم لتأسيس بنية ضمان اجتماعي متكاملة في فلسطين. من جانبها، عبّرت وزيرة العمل الفلسطينية عن تقديرها العميق للمواقف الأردنية الداعمة للقضية الفلسطينية، واصفة إياها بالمواقف القومية والإنسانية والتاريخية. وأشارت إلى التحديات المتفاقمة التي تمر بها فلسطين، ولا سيما قطاع غزة، الذي أُعلن رسميًا منطقة مجاعة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة إلى 52 بالمئة. وأكدت الوزيرة العطاري أهمية تعزيز الشراكة مع الأردن في مجالات التدريب والتشغيل، وتطوير التشريعات العمالية، وإنشاء نظام ضمان اجتماعي يُسهم في حماية القوى العاملة الفلسطينية. وثمّنت جهود الصندوق الفلسطيني للتشغيل في دعم الريادة والمشاريع الصغيرة، رغم محدودية الموارد، مشددة على ضرورة تفعيل المعابر، لما لها من دور محوري في تعزيز الصمود الفلسطيني.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
سفارة دولة الإمارات في عمّان تشارك في احتفالات الأردن بعيد الاستقلال الـ ٧٩
اضافة اعلان وتعكس الاحتفالية اعتزاز الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة بما يجمعهم مع المملكة الأردنية الهاشمية من علاقات أخوية وثيقة ونموذجية، على المستويات كافة، تحظى برعاية قيادتي البلدين الرشيدتين وتجسد التعاون الكبير والمحبة ووحدة الحال.وقد رفعت البعثة الدبلوماسية الإماراتية في عمّان بهذه المناسبة الوطنية الغالية، الى مقام جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الرشيدة والشعب الأردني الأصيل، أسمى آيات التهنئة والتبريك، متمنين للمملكة الشقيقة دوام التوفيق والنجاح والازدهار تحت ظل الراية الهاشمية الخفاقة.