
العيسوي يلتقي فعاليات مجتمعية وثقافية وأكاديمية
التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، اليوم الثلاثاء، في الديوان الملكي الهاشمي، ممثلين عن فعاليات مجتمعية وثقافية وأكاديمية، الذين عبّروا عن تقديرهم العميق للنهج الهاشمي القائم على القرب من الناس والتفاعل مع قضاياهم.
ورحّب العيسوي بالحضور الذين التقاهم خلال ثلاثة لقاءات منفصلة، الأول مع ممثلين عن جمعية أهل الراية الثقافية، والثاني مع وجهاء من عشيرة العليوه /الزغول، والثالث مع معلمات في مدرسة ضاحية سمو الأميرة هيا بنت الحسين الثانية التابعة لمديرية تربية الزرقاء الثانية، حيث رفعن على جلالة الملك وثيقة دعم ووفاء.
وأكد العيسوي أن اللقاءات المتواصلة مع أبناء الوطن من مختلف مكوناته تمثل ترجمة حقيقية لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يضع الإنسان الأردني في صميم الأولويات الوطنية، ويحرص دومًا على أن تبقى أبواب الديوان الملكي مشرعة للحوار الصادق والبناء.
وقال العيسوي إن الأردن، بقيادته الهاشمية، يمضي نحو مستقبل أكثر إشراقًا بثقة وثبات، مستندًا إلى إرثه الراسخ، وقيادته الواعية، والتفاف أبنائه حول المشروع الوطني، الذي يرتكز على قيم العدالة والكرامة وتكافؤ الفرص.
وأشار العيسوي إلى أن ما نشهده من إصلاحات شاملة، سواء في البنية السياسية أو الاقتصادية أو الإدارية، لم يكن يومًا ترفًا أو خيارًا عابرًا، بل ضرورة فرضتها تحديات الحاضر واستحقاقات المستقبل، لافتًا إلى أن جلالة الملك يقود هذه المسارات برؤية استراتيجية تبني على الإنجاز وتعزز الثقة بالدولة ومؤسساتها.
كما شدد العيسوي على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات الأردن، وأن جلالة الملك، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يواصل الدفاع عنها بكل الوسائل السياسية والدبلوماسية والإنسانية الممكنة، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان ممنهج وانتهاكات صارخة.
وأكد أن ما تقدمه المملكة من مساعدات إغاثية، عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والمستشفيات الميدانية، ليس مجرد التزام أخلاقي، بل موقف نابع من صميم الهوية الأردنية والنهج الهاشمي، الذي يرى في الدفاع عن فلسطين واجبًا لا يسقط بالتقادم.
وأشاد العيسوي بالدور الفاعل الذي تؤديه جلالة الملكة رانيا العبدالله في دعم التعليم والتمكين المجتمعي، والدور الحيوي لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي يعبّر عن جيل الشباب الأردني، وينخرط بإرادة ووعي في حمل مسؤولية المستقبل.
وثمن العيسوي جهود وتضحيات نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، الذين يواصلون أداء واجبهم بشرف واقتدار، لحماية أمن الوطن وصون مكتسباته، مؤكدًا أنهم عنوان للانضباط والجاهزية، ومحل اعتزاز القيادة والشعب.
من جانبهم، عبّر الحضور عن فخرهم واعتزازهم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مشيدين برؤيته الحكيمة ووقوفه الصلب في وجه التحديات، خاصة في ظل ما يشهده الإقليم من أزمات متلاحقة.
وقالوا إن الهاشميين لم يكونوا حكام فقط، إنما حكماء الأمة أيضا، وقادة إلهام، مضيفين' امضي بنا يا سيدنا على العلى، فأنت صنع مجدنا'.
وأكدوا أن الأردنيين، كانوا وما زالوا، سياجًا منيعًا يحمي الوطن، يستمدون شرعيتهم من عمق انتمائهم للوطن وولائهم للقيادة الهاشمية، مشددين على ضرورة تعزيز الوعي الوطني وغرس قيم الانتماء، لدى الشباب، وتحصينهم من كل أشكال الاستهداف الثقافي أو الفكري.
ودعوا إلى ترسيخ تماسك النسيج المجتمعي، وصون المنجزات الوطنية المتحققة، وتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح، لتبقى المملكة أنموذجًا للأمن والاستقرار وسط إقليم يعصف بالاضطرابات والتحولات.
وشددوا على أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين الذي ينهض عليه الوطن في وجه التحديات، وأن أمن الأردن واستقراره خط أحمر ولا يجوز المساس بهما أو الاقتراب منهما، وقالوا 'الأردن محجر الصوان، ناعم الملمس على أبنائه، صلب في وجه أعدائه'.
ورفعوا إلى مقام جلالة الملك وسمو لي العهد أسمى آيات التهنئة والتبريك، بمناسبة عيد الاستقلال ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى.
ودعوا إلى ترسيخ تماسك النسيج المجتمعي، وصون المنجزات الوطنية المتحققة، وتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح، لتبقى المملكة أنموذجًا للأمن والاستقرار وسط إقليم يعصف بالاضطرابات والتحولات.
كما عبّر المشاركون عن ثقتهم الكبيرة بالدور الذي يقوم به ولي العهد، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في إلهام الشباب، وإعطائهم الأمل بأن يكونوا شركاء حقيقيين في صياغة المستقبل، منوهين في الوقت ذاته بالمبادرات الريادية لجلالة الملكة رانيا العبدالله في دعم التعليم وتمكين الأسر.
وأعربوا عن فخرهم بنشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، الذين يحملون الوطن في قلوبهم ويقفون على ثغوره بعزيمة لا تلين، ساهرين على أمنه واستقراره، ومؤمنين أن حماية الأردن واجب وشرف لا يُعلى عليه.
وأكدوا أن ما تحقق من منجزات على مدى عقود، ما كان ليثبت لولا يقظتهم، وأن الوحدة الوطنية ستظل محفوظة بسواعدهم، وبالروح الأردنية التي لا تعرف الانكسار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 13 دقائق
- الغد
ما يجب على سورية فعله اليوم؟
اضافة اعلان سورية التي عانت منذ أكثر من (14) عاماً بسبب النظام السابق من التمزق الداخلي والأحداث الدموية واستباحة الأراضي والأجواء، والتي تركت آثاراً عميقة على مختلف المناطق فيها سواءً من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية، وما بعد وصول الثوار إلى الحكم والإطاحة بالنظام البائد، ومنذ أكثر من ستة أشهر، ما تزال ممزقة وتحاول الحكومة القائمة جاهدة على إعادة بناء منظومة الدولة.إن وصول الثوار والحكومة الجديدة وتعيين رئيس لها، جاء مع تغيرات عديدة بالإقليم منها ضعف حلفاء النظام السابق، وتردّي حالة البلاد والعباد وغيرها الكثير، ولكن ما يتضح للجميع بأن الدولة ما تزال وستعاني لمدة ليست بالقصيرة لترميم ومحاولة تجميع شتات دولة تمزقت بسبب النظام السابق وما أحدثه بها على مدار عقود.وقبل شهرين رأينا الأحداث التي كانت في الساحل السوري ذي الأغلبية العلوية وما نتج عنه من ضحايا وإخلال بمنظومة الاستقرار، ورغم ما يعلن عنه باستعادة الدولة للسيطرة على المناطق الساحلية بشكل خاص والبلاد بشكل عام إلا أنه يتضح بأن الدولة ما تزال تعاني من حالة تفتت وتمزيق داخلي، وهذا الأمر يُلقي بظلاله على إعادة بناء الدولة السورية الموحدة حسبما يطمح المنتمون فيها لذلك.وما إن استقرت به الأوضاع في الساحل ولو بشكل بسيط لغاية كتابة هذا المقال، إلا أن سورية شهدت قبل أيام حالة من عدم استقرار ومواجهات مسلحة وفوضى، يمكن أن يُطلق عليها حالة من التمرد والخروج عن الدولة في محافظة السويداء في الجنوب ذات الأغلبية الدرزية والتي لم تهدأ إلا بعد إبرام اتفاق يرى البعض بأنه فرض شروطاً للمحافظة على الحكومة القائمة.هذه الحالة غير المستقرة قد تمتد إلى باقي مناطق سورية وخصوصاً الشمالية الشرقية ذات الأغلبية الكردية الغنية، ذات السلاح المنظم، وبالتالي فإن هذه الأحداث تشكل إنذاراً أمنياً خطيراً على استقرار سورية وهو ما قد يؤثر على محاولة الحكومة السورية الحالية من فرضه والعمل عليه، ومن المحتمل أيضاً أن يمتد إلى مناطق أخرى، أما الاستقرار الظاهري فيجب أن يكون فعلياً على كافة الأراضي السورية، لذلك على الدولة السورية وكافة المكونات المجتمعية والقوى السياسية والشخصيات الوطنية أن تكون متفقة على ضوررة وحدة الأراضي السورية وإعادة بناء الدولة ولملمة التمزق الحاصل، وهذا يتطلب إصلاحاً سياسياً ومشاركة الجميع في صنع القرار وفرض هيبة الدولة وبناء عقد اجتماعي بين السلطة والمواطن بصورة تضمن المشاركة العادلة والمواطنة الحقة لمختلف مكونات الشعب السوري، خصوصاً في ظل أطماع دول عدة في الإقليم من عدم تحقيق سوريا للاستقرار المنشود والخروج من مصاف الدولة الفاشلة إلى الدولة متوسطة الأداء أو الناجحة، وعلى السلطة في سورية الاستفادة من قرار رفع العقوبات الأميركية، وبيان الالتزام بالأسس التي تبني فيها دولة ذات سيادة منفتحة على المجتمع الدولي، مع ضرورة العمل على رفع باقي العقوبات وخصوصاً من الدول الأوروبية لتحسين الأوضاع الاقتصادية وجلب الاستثمارات ومن ثم إعادة بنائها وتعزيز الجبهة الداخلية وتوحيد الصفوف وإنهاء التجاذبات الفرعية لبناء سورية جديدة موحدة.


رؤيا نيوز
منذ 27 دقائق
- رؤيا نيوز
رويترز: إعادة مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي جرت بموافقة الشرع
أفادت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز بأن القيادة السورية وافقت على تسليم مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي الراحل إيلي كوهين إلى إسرائيل، في خطوة تهدف لتخفيف العداء الإسرائيلي، وإظهار حسن نية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت إسرائيل قد أعلنت، يوم الأحد، عن استعادتها لمجموعة من الوثائق والصور والممتلكات الشخصية المرتبطة بكوهين، وقالت إن جهاز 'الموساد' تعاون مع جهاز استخبارات أجنبي لم تُكشف هويته من أجل تأمين هذه المواد. لكن مصدرًا أمنيًا سوريًا، ومستشارًا للرئيس السوري أحمد الشرع، وشخصًا مطّلعًا على محادثات غير علنية بين الجانبين، أكدوا أن الأرشيف تم تقديمه لإسرائيل كإشارة غير مباشرة من الشرع، في إطار مساعيه لخفض التوترات وكسب ثقة ترامب، على ما نقلت وكالة رويترز. كوهين، الذي أُعدم شنقًا في أحد ميادين دمشق عام 1965 بعد تسلله إلى الطبقة السياسية السورية، لا يزال يُعتبر بطلًا في إسرائيل، ويُعد من أبرز جواسيس الموساد لتزويده إسرائيل بمعلومات حساسة ساهمت في نصرها السريع خلال حرب 1967. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كوهين الأحد بأنه 'أسطورة' و'أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة'. رغم أن إسرائيل كانت تسعى منذ سنوات لاستعادة جثمانه لدفنه في بلاده، فإن استعادة أرشيفه، الذي احتفظت به الاستخبارات السورية لنحو 60 عامًا، اعتبره الموساد 'إنجازًا أخلاقيًا من الدرجة الأولى'. لم تكشف إسرائيل عن تفاصيل العملية التي أدت لاستعادة الأرشيف، مكتفية بالقول إنها 'عملية سرية ومعقدة' بالتعاون مع جهاز استخبارات حليف. ولم ترد رئاسة الوزراء الإسرائيلية أو المسؤولون السوريون أو البيت الأبيض على طلبات رويترز للتعليق على دور سوريا في تسليم أرشيف كوهين. بعد أن أطاحت قوات المعارضة بنظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، عثرت على ملف كوهين في أحد مباني الأمن الداخلي، وفقًا للمصدر الأمني السوري. وبحسب المصدر، قرر الشرع ومستشاروه بسرعة استخدام الأرشيف كورقة تفاوضية، مؤكدين أن الرئيس السوري أدرك أهمية الأرشيف بالنسبة لإسرائيل وأن تسليمه يمكن أن يشكل بادرة دبلوماسية مهمة.


الغد
منذ 41 دقائق
- الغد
حين يعيد التاريخ نفسه،
اضافة اعلان بغداد وهي تسقط عسكريًاعلى يد المغول سنة 1258، كانت قد انهارت سياسيا قبل ذلك، فقد عجز آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله عن فهم حقيقة التهديد الذي يحيط بالدولة، وفشل في بناء تحالف وطني لحماية العاصمة. لم تكن الهزيمة آنذاك وليدة ساعتها، بل كانت خلاصة مسار طويل من التراجع السياسي لنظام فقد أدواته وشرعيته وحضوره الفعلي قبل السقوط بكثير.في اجتماع قمة بغداد الأخير، بدا المشهد وكأن التاريخ يعيد نفسه. لم تكن القمة معنية بتشكيل موقف عربي يرقى الى مستوى تحديات المرحلة، بل بدت كأنها تؤكد غياب هذا الموقف. فعلى وقع أبشع جريمة إبادة جماعية متلفزة في غزة، اكتفت القمة باستعادة بيانات عامة، تردد صدى خطاب لنظام عربي خارج دائرة الفعل السياسي الحقيقي، نظام لا موقع له في معادلات التفاوض أو موازين الفرض. وكأن هذا المشهد امتداد لتاريخ طويل من فقدان الامة العربية لاستقلالها السياسي وقدرتها على تولي شؤونها بيدها!.على مشارف القمة في بغداد، تشهد المنطقة تحولا لصراع القوى الكبرى من صراع تنافس أيديولوجي عسكري، إلى صراع اقتصادي بين اميركا والصين، طريق الحرير والحزام الصيني استبدل التحالف مع الأنظمة بالتحالف مع الشعوب في مشاريع شراكة في البنية التحية للدول، وواشنطن كمن فاجأه السيل تعيد حساب أوراقها. فإن التفوق الصيني جعل من التفوق العسكري الأميركي ليس بذات الفعالية التاريخية، مما رفع أصواتًا في اميركا حول استراتيجية التحالف مع إسرائيل من زاوية أن هذا التحالف أصبح تكلفة باهظة على الخزينة الأميركية التي مولت إدامة إسرائيل مليارات الدولارات. وأمام تبدل طبيعة الصراع بدأت إسرائيل من وجه نظر بعض المراقبين بفقدان أهميتها العسكرية التاريخية، مع أن هذه المكانة ما تزال تجد من يدافع عنها في اللوبي الصهيوني والديني.أمام نظام عربي مكبل بارتباطاته، غير قادر على توظيف ثقله الاقتصادي وموقعه الاستراتيجي، لم تخرج عن قمة بغداد — حتى في بعدها الإنساني المحض — مبادرة تملك القدرة على وقف المذبحة في غزة. هذا العجز لم يكن طارئًا، بل نتيجة متراكمة لانهيار مفهوم التضامن والاتحاد العربي، الذي كانت قد نهضت عليه واليه حركة التحرر في الشرق والعالم العربي عمومًا.المستعصم بالله، آخر خلفاء العباسيين، لم يُهزم فقط لأن المغول امتلكوا القوة، بل لأنه فقد ادوات القرار والاستقلال، وظن ان الشعارات والتحصينات اللفظية كافية لتعويضه عن ضرورة بناء تحالفات سياسية واقتصادية مع محيطه. فسقط ضحية الانفصال التام بين النظام القائم ومجاله السياسي الواقعي والذاتي. انهار وهو يمتلك كل ادوات النجاة، لكنه لم يقو حتى على اللجوء اليها!مفزع أن يُعيد النظام العربي إنتاج النمط ذاته من العجز، حيث تُستدعى شرعية " الوحدة " في صورة رمزية، ممثلة بكفن الجامعة العربية - يرحمها الله- وتواجه التحديات والتحولات ببيانات جوفاء تكرس العجر وتترك طفال غزة يموتون جوعا بالمعنى الحرفي للكلمة، دون قدرة سياسية او إنسانية لوقف المذبجة! الدرس المستفاد في بغداد لا يتعلق بمدينة ولا حتى بالدولة العراقية، بل يتعلق بأمة فقدت أدواتها، وعجزت عن الفعل السياسي والحضاري، وخرجت من حسابات الواقع والتاريخ.الرهان على الخلاص الفردي لدول العالم العربي ليس حلاً، فهذه الدول، المتكسّرة أصلًا، لن يوقف انهيارها التدريجي لا المال ولا الحمايات الغربية، إن لم تتحصّن بمنظومة وحدوية — اقتصادية وسياسية— عقلانية وعملية، فإنها ستواصل السقوط، واحدًا تلو الآخر، حتى تخرج تمامًا من التاريخ ومن أي قدرة على الحضور أو التأثير في مجريات الواقع.دم غزة شاهد على العجز وعلى الوعي ايضا، وها هي إسرائيل رغم بطشها، تمضي نحو الغرق في بحر عنفها، بعد أن تجاوزت كل حدود الفعل اللاإنساني، أما العالم، فعلى مستوى الشعوب، فقد بدأ يتحرك — من أفريقيا إلى أميركا الجنوبية، مرورًا بالشارع الأميركي والأوروبي— مُعلِنًا أن الضمير لا يُمكن مصادرته إلى الأبد.غزة، من تحت ركامها ودمها، ستنهض، وسوف تكون شعلة تُنير طريق مشروع عربي جديد، يعيد للأمة قدرتها على الفعل والوجود الحضاري. من لم يدرك ذلك اليوم ومن لم يلتحق بالركب، فسيغرق خارج الزمن.