
بلاد أم مرفأ؟ ما يريده الغزيون في مصر
بصوت خافت وتنهيدة ثقيلة، وأمام عدسات الكاميرات التي وثقت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفقة نظيره المصري عبدالفتاح السيسي للمصابين والجرحى من ضحايا حرب غزة في مستشفى العريش العام، استنجدت والدة الفتاة العشرينية كوثر التي أصيبت بكسر في العمود الفقري إثر قصف منزلها، "أريد العودة إلى بلدي، ليدفنوني بجوار أولادي الذين سقطوا هناك، لا يوجد أغلى من تراب الوطن".
طوعاً أم قسراً؟
الآن تتصاعد الدعوات الإسرائيلية إلى إفراغ غزة من سكانها مع طرح مقترحات مدعومة أميركياً لاستيعاب أعداد من الفلسطينيين في دول مختلفة، مما أثار تساؤلات حول موقف الفلسطينيين من هذه الدعوات والتحركات.
ينظر السفير الفلسطيني السابق لدى مصر بركات الفرا إلى المحاولات الرامية لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم إلى دول أخرى مثل إندونيسيا تحت دعوى "الهجرة الطوعية"، بأنها لن تلقى قبولاً بين الفلسطينيين، ويعزو ذلك إلى الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة، مما جعل الفلسطينيين أكثر وعياً بتداعيات مغادرتهم طويلة الأمد، مشيراً إلى أن العودة ستكون مستحيلة إذا قبلوا مثل هذه الدعوات.
وفقاً للفرا فإن الحكومة الإسرائيلية لن تنجح في هذه المساعي لأن الفلسطينيين تعلموا من درس النكبة عام 1948 عندما غادروا قراهم ولم يسمح لهم بالعودة، مضيفاً "كان من الممكن أن يستجيب بعض الشباب لمثل هذه الدعوات بحثاً عن فرص عمل أو لتحسين وضعهم المعيشي لو لم تندلع الحرب، لكن العائلات الفلسطينية لن تقبل بذلك تحت أي ظرف".
واعتبر أن الهجرة، سواء كانت طوعية أم قسرية، هي مجرد غطاء لعملية تهجير ممنهجة تهدف إلى طمس هوية الأرض الفلسطينية، واصفاً دعوات إندونيسيا لقبول الفلسطينيين بأنها "تأتي ضمن سياق أوسع يهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني في وطنه كما حدث عام 1948 تمهيداً لتنفيذ مخططات لإقامة دولة يهودية تمتد من النيل إلى الفرات".
وختم الفرا قائلاً "الشعب الفلسطيني لن ينسى الدرس الذي عايشه في الماضي، فقد قيل لهم اخرجوا وستعودون، ولكن من خرج لم يعد، لذلك لن يتكرر هذا الخطأ مجدداً".
وقبل أيام أعلن الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو استعداد بلاده لاستقبال فلسطينيين من غزة، مؤكداً أن الاستضافة ستكون موقتة وتشمل الجرحى واليتامى والمصابين بصدمات نفسية إلى حين تعافيهم واستقرار الأوضاع الأمنية في القطاع. ووجه وزارة الخارجية للتحرك سريعاً والتنسيق مع الجانب الفلسطيني والأطراف المعنية لتنفيذ عمليات الإجلاء، مؤكداً رغبة إندونيسيا، الدولة ذات الغالبية المسلمة، في لعب دور نشط بالدفع نحو حل سياسي، ومجدداً دعمها لخيار الدولتين.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي ذكر أن جهاز الموساد الإسرائيلي يجري محادثات مع عدد من الدول حول إمكان استضافة أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة. ووفقاً للتقرير يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تنفيذ خطة هجرة لسكان القطاع، وهي فكرة مستوحاة من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي أوائل فبراير (شباط) الماضي عرض ترمب خطة لغزة تضمنت تهجير الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط، مما أثار ردود فعل رافضة من القادة العالميين. في المقابل تبنت بعض الدول العربية خطة بديلة قدمتها مصر لإعادة إعمار غزة، بينما أبدت الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها رفض تهجير الفلسطينيين، أو الاستجابة لدعوات الحكومة الإسرائيلية تحت ستار "الهجرة الطوعية"، وما تخللها من الترويج لقبول عدد من الدول استقبال أعداد من الفلسطينيين.
بحثاً عن طوق نجاة
تشرح فرح مصطفى، وهي فلسطينية في العقد الرابع من عمرها عايشت الحرب المدمرة في غزة قبل أن تستقر بها الحال في مصر ضمن الدفعات التي سُمح لها بعبور معبر رفح في أوقات الهدنة، أن "فئة كبار السن تصر على البقاء في غزة تحت أية ظروف حتى النهاية، إذ عاشوا تجارب سابقة مع التهجير ويريدون أن يدفنوا في أرض فلسطين، لكن هناك شريحة واسعة من الشباب الذين لم يسبق لهم أن جربوا التهجير، لا يقبلون المزايدات التي تأتيهم من الخارج مثل (قاوموا) و(رابطوا)، لأنهم فقدوا كل شيء، منازلهم وأصدقاءهم وعائلاتهم. بالنسبة إليهم الهجرة طوق نجاة، حتى وإن كانت تحت ضغط التهجير".
وعزت أسباب اقتناعها بأن مثل تلك الدعوات قد تدفع مجموعات إلى الاستجابة لها إلى أن "المواطن الأعزل لا يستطيع مواجهة دبابة أو طائرة أو قناص إسرائيلي. لا يملك القوة نفسها، فنحن في مرحلة عجز تام، وليس من المنطقي أن نطلب منه التضحية بحياته مجدداً. القدس ليست فلسطينية فحسب، بل هي عربية، والعرب لهم دور في التدخل لوقف هذه المجازر".
وأضافت "عندما خرجت من غزة وجئت إلى مصر ظننت أن المأساة انتهت، لكنني اكتشفت أنني حصلت فقط على الأمان وهربت من الصواريخ. الحرب لا تزال ترافقنا في مخيلتنا. كنت أظن أنني أتيت واصطحبت معي غزة، لكنني فقدت الأهل والعمل والأصدقاء". وختمت حديثها بتأكيد أن "فكرة مغادرة غزة هي شيء يفكر فيه غالبية الشباب، ولا يمكن لأي شخص أن يزايد عليهم، فهم يعيشون ظروفاً قاسية، ولم يخوضوا التجربة التي مررت بها شخصياً، والتي جعلتني أنتظر الفرصة للعودة".
يتفق محمود خالد، شاب فلسطيني يقيم في منطقة شبرا بالقاهرة، فرَّ مع أسرته من غزة بسبب التصعيد العسكري واتساع رقعة الدمار، مع الرأي السابق، قائلاً "منذ أن وعيناً على الحياة، عشنا في صراع دائم بين (فتح) و(حماس). عايشنا القتل والقمع في الشوارع، وفقدنا أصدقاء وأحباء في كل حرب تشنها إسرائيل علينا. لم تكن هناك فرص متكافئة لنا، ففرص العمل كانت محكومة بالولاء للتنظيمات، والتوظيف كان يعتمد على الانتماء، لا على الكفاءة".
ما تبقى من غزة
يروى محمود "بعدما دمر منزلي لم أجد أمامي سوى الخروج. كُثر مثلي يخشون أن تتكرر تلك المأساة مرة أخرى لو توقف إطلاق النار. لا أريد أن يضيع مستقبل أطفالي. لم نجد من يمد يد العون من قياداتنا، ولا من يعبر عن طموحات الشباب. وغياب القيادة الواعية أفقدني الثقة في المستقبل. لا أرى من يمثلنا أو يعزز صمودنا. وإذا فتح الباب للهجرة إلى الخارج فكثر سيتخذون تلك الخطوة. شخصياً، أنا أبحث عن الأمان والتعليم والحرية والحياة التي طالما حلمنا بها، ولكننا لم نعرفها".
وحول أسباب مغادرته غزة ومدى تقبله فكرة العودة قال محمود "لم أهرب من بلدي. خرجت بعدما فقدت كل شيء. حتى قبل الحرب كنا نعيش تحت الحصار وكانت الكهرباء تنقطع معظم اليوم. أما اليوم فقد فقدنا الأصدقاء والمكان والمستقبل". وأكمل "ما نعيشه في غزة ليس حرباً، بل إبادة. وجودي كمدني لا يحمل سلاحاً في غزة يعني أنني ضحية. لا يمكنني الاستمرار في تقديم حياتي من دون تحقيق أي إنجاز واضح. خروجي يعني أنني سأكون سفيراً لبلدي، أما بقائي هناك فسيجعلني مجرد رقم جديد في قائمة الضحايا". وأنهى حديثه قائلاً "بحثت عن عمل في مصر، حتى خارج تخصصي، لكن الرواتب لا تكفي لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة. وغزة لم تعد مدينة. أصبحت مجرد أطلال. كل ما فيها بات ذكرى. نعم، نشتاق إليها، ولكن لا يمكننا العيش وسط هذا الدمار اليومي".
يروي وسام عمر، شاب ثلاثيني اضطر إلى الرحيل من غزة والاستقرار موقتاً في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، بعداً آخر لمأساة الواقع الفلسطيني، قائلاً "كثر من العائلات في غزة يعيشون في خيام، في ظل انقطاع شبه كامل للكهرباء والماء ونقص الأدوية. هذه الظروف تدفع شريحة من الشباب للتفكير في قبول مثل هذه الدعوات إذا حانت الفرصة، ليس هرباً من الوطن، بل من واقع لا يطاق". ويضيف "الشباب في غزة يبحثون عن فرص لبناء حياة مستقرة، وفرص للعمل والزواج، وهو ما أصبح صعباً للغاية هناك. بينما يتمسك كبار السن بالبقاء لإنهاء حياتهم في أرضهم. أما بالنسبة إليَّ فأنا أملك وظيفة، لذلك لا أرى سبباً لعدم العودة بعد نهاية الحرب، لكن كثيرين ممن فقدوا وظائفهم أو لم تتح لهم الفرصة للعمل أصلاً سيبحثون عن فرصة للخروج، حتى وإن لم يكونوا يرغبون في ذلك".
ومن الأمثلة التي رآها تعضد من رأيه قوله "الشباب في مصر، على رغم الأمان المتوافر لهم، يغامرون بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا بحثاً عن مستقبل أفضل. فما بالك بمن لا يملك أدنى مقومات الحياة في غزة؟ أعرف أشخاصاً يعانون مرض السكري ولا يجدون الأنسولين في غزة. أحد جيراني توفي نتيجة ذبحة صدرية بعدما لم يتمكن من الحصول على العلاج. نحن نحب بلدنا، ولكن هناك حدوداً لقدرة الإنسان على التحمل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 15 ساعات
- Independent عربية
ماكرون عقد اجتماعا في الإليزيه لمناقشة الأزمة مع الجزائر
عقد اجتماع خصص للأزمة مع الجزائر ليل أول من أمس الأربعاء داخل الإليزيه في خضم تعليق كل صور التعاون بين باريس والجزائر، وفق ما أفادت مصادر حكومية أمس الخميس. وقالت هذه المصادر إن "اجتماعاً عقد في الإليزيه لمناقشة الوضع مع الجزائر"، موضحة أن الاجتماع ضم إلى الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء فرنسوا بايرو ووزير الخارجية جان نويل بارو ووزير الداخلية برونو ريتايو ووزير العدل جيرالد دارمانان. تشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر منذ نحو 10 أشهر أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تخللها طرد متبادل لموظفين، واستدعاء سفيري البلدين، وفرض قيود على حملة التأشيرات الدبلوماسية. وأدى تأييد ماكرون خلال الـ30 من يوليو (تموز) 2024 خطة للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية للصحراء الغربية إلى أزمة حادة بين الجزائر وفرنسا. والصحراء الغربية مصنفة من ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" بحسب الأمم المتحدة، وهي مستعمرة إسبانية سابقة مطلة على المحيط الأطلسي ويسيطر المغرب على 80 في المئة من أراضيها. وتطالب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" المدعومة من الجزائر باستقلالها منذ 50 عاماً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في مطلع أبريل (نيسان)، أحيا اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبدالمجيد تبون الأمل في إرساء مصالحة. لكن مجدداً قُطعت كل قنوات التواصل. وفي حين كان من الممكن الإبقاء على مستوى معين من التعاون في مجال الهجرة بداية العام، على رغم الخلافات تراجع هذا التعاون إلى أدنى مستوى. تسعى وزارة الداخلية إلى ترحيل عشرات الجزائريين الصادرة في حقهم قرارات إبعاد، لكن السلطات الجزائرية تعيد من هؤلاء أكثر مما تستقبل خشية تخطي الطاقة الاستيعابية لمراكز الاحتجاز. إلى ذلك يشكل مصير الروائي بوعلام صنصال مصدراً إضافياً للتوتر. أوقف صنصال (75 سنة) في مطار الجزائر خلال الـ16 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وحكم عليه في الـ27 من مارس (آذار) الماضي بالحبس خمسة أعوام لإدانته بتهمة "المساس بوحدة الوطن" في تصريحات لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف، تبنى فيها موقف المغرب الذي يفيد بأن أراضيه سلخت عنه لمصلحة الجزائر تحت الاستعمار الفرنسي. وإلى الآن لم تلق دعوات فرنسية عدة أطلقت، لا سيما من جانب ماكرون شخصياً، من أجل إطلاق سراحه أو منحه عفواً رئاسياً، أي تجاوب.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
إسرائيل تنوي مهاجمة إيران والحرس الثوري يتوعد بالرد
تستعد إسرائيل لشن ضربات عسكرية فورية على إيران إذا ما انهارت المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على النقاشات. وأوضحت المصادر أن المجتمع الاستخباراتي في إسرائيل الذي كان يعتقد أن الأميركيين والإيرانيين يقتربون من إبرام اتفاق، بات يرى خلال الأيام القليلة الماضية أن المحادثات بين الطرفين قد تنهار عما قريب. وقال أحد المصادر إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن النافذة العملية لشن هجوم ناجح ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تغلق قريباً، بالتالي على إسرائيل التحرك سريعاً إذا ما فشلت المفاوضات. وأضاف المصدران الإسرائيليان أن أي هجوم إسرائيلي على إيران لن يقتصر على ضربة واحدة، بل سيكون حملة عسكرية تمتد لأسبوع في الأقل. ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إن الإدارة الأميركية تخشى من أن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن الضربة على إيران، من دون الحصول على ضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. في الأثناء، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الخميس إن طهران ستعتبر واشنطن متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حال حصول ذلك. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء تقرير "أكسيوس" ليؤكد ما جاء في تقرير لشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية أمس الأربعاء، والذي نقل عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلاً عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد إذا ما كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف داخل الحكومة الأميركية في شأن إذا ما كانوا سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات. ولم يتسن بعد تأكيد التقرير. ولم يرد مجلس الأمن القومي على الفور على طلب للتعليق. ولم ترد السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن على طلب للتعليق. ولم يرد كذلك مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية لـ"سي أن أن" إن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية "ارتفع بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة". وأضاف أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحاً، إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه إيران. في المقابل، قال الحرس الثوري الإيراني اليوم الخميس إن إسرائيل ستتعرض "لرد مدمر وحاسم" إذا هاجمت إيران، وذلك بعد أيام من تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" وذكرت فيه أن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني قوله "يحاولون تخويفنا بالحرب لكنهم يخطئون في حساباتهم، إذ يجهلون الدعم الشعبي والعسكري القوي الذي يمكن للجمهورية الإسلامية حشده في ظروف الحرب". وأضافت الشبكة نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية في شأن ما إذا كان الإسرائيليون سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات، فيما يقول دبلوماسيون إن انهيار المفاوضات الأميركية - الإيرانية أو التوصل إلى اتفاق نووي جديد لا يقلل مخاوف إسرائيل من تطوير إيران أسلحة نووية، وقد يحفزها على شن ضربات ضد خصمها الإقليمي. وتجري إدارة الرئيس دونالد ترمب مفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في شأن برنامج طهران النووي. وأوضحت الشبكة الإخبارية أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة استندت إلى اتصالات علنية وخاصة لمسؤولين إسرائيليين كبار، إضافة إلى اتصالات إسرائيلية اعتُرضت وملاحظات لتحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة. ونقلت "سي أن أن" عن مصدرين قولهما إن من بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية. كانت وسائل إعلام رسمية نقلت عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله، خلال وقت سابق أول من أمس الثلاثاء، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة على الحد ومهينة"، معبراً عن شكوكه في إذا ما كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
مصادر: إسرائيل ستهاجم إيران فور فشل المفاوضات النووية الجارية
تستعد إسرائيل لشن ضربات عسكرية فورية على إيران إذا ما انهارت المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على النقاشات. وأوضحت المصادر أن المجتمع الاستخباراتي في إسرائيل الذي كان يعتقد أن الأميركيين والإيرانيين يقتربون من إبرام اتفاق، بات يرى خلال الأيام القليلة الماضية أن المحادثات بين الطرفين قد تنهار عما قريب. وقال أحد المصادر إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن النافذة العملية لشن هجوم ناجح ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تغلق قريباً، بالتالي على إسرائيل التحرك سريعاً إذا ما فشلت المفاوضات. وأضاف المصدران الإسرائيليان أن أي هجوم إسرائيلي على إيران لن يقتصر على ضربة واحدة، بل سيكون حملة عسكرية تمتد لأسبوع في الأقل. ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إن الإدارة الأميركية تخشى من أن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن الضربة على إيران، من دون الحصول على ضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. في الأثناء، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الخميس إن طهران ستعتبر واشنطن متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حال حصول ذلك. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء تقرير "أكسيوس" ليؤكد ما جاء في تقرير لشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية أمس الأربعاء، والذي نقل عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلاً عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد إذا ما كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف داخل الحكومة الأميركية في شأن إذا ما كانوا سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات. ولم يتسن بعد تأكيد التقرير. ولم يرد مجلس الأمن القومي على الفور على طلب للتعليق. ولم ترد السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن على طلب للتعليق. ولم يرد كذلك مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية لـ"سي أن أن" إن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية "ارتفع بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة". وأضاف أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحاً، إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه إيران. وتجري إدارة الرئيس دونالد ترمب مفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في شأن برنامج طهران النووي. وأوضحت الشبكة الإخبارية أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة استندت إلى اتصالات علنية وخاصة لمسؤولين إسرائيليين كبار، إضافة إلى اتصالات إسرائيلية اعتُرضت وملاحظات لتحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة. ونقلت "سي أن أن" عن مصدرين قولهما إن من بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية. كانت وسائل إعلام رسمية نقلت عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله، خلال وقت سابق أول من أمس الثلاثاء، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة على الحد ومهينة"، معبراً عن شكوكه في إذا ما كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.