logo
موجة حرّ تضرب أوروبا: وفيات وإغلاقات ودرجات حرارة تبلغ مستويات تاريخية

موجة حرّ تضرب أوروبا: وفيات وإغلاقات ودرجات حرارة تبلغ مستويات تاريخية

BBC عربية٠٣-٠٧-٢٠٢٥
سقطت صبيّة أمريكيّة من الإعياء بسبب ارتفاع درجة الحرارة، قبل أن تلفظ أنفاسها أمام والدَيها، بينما كانوا في زيارة لقصر فرساي، على مسافة نحو 25 كيلومتراً من العاصمة الفرنسية باريس.
وكانت السلطات الفرنسية، قد رصدتْ في وقت سابق، من يوم الثلاثاء، حالتَي وفاة تأثُّراً بدرجة الحرارة الشديدة.
وفي إيطاليا، توفي شخصان على الأقل متأثرَين بالحرّ الشديد؛ حيث تجاوزت درجات الحرارة في أجزاء من إيطاليا 42 مئوية.
وتصطلي أوروبا بشمس يوليو/تموز المحرقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة في مناطق عدة من القارة العجوز حاجز الـ 40 مئوية، فيما يرتقب عشرات الملايين ارتفاعاً أكبر وأخطر في تلك الدرجات خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت خدمة الأرصاد الجوية البريطانية أن آثار هذه الموجة الحارّة ستطال معظم بلدان القارة الأوروبية خلال الأسبوع الجاري، قبل أن تعود درجات الحرارة إلى معدّلاتها تدريجياً في الأسبوع المقبل.
وتُعدّ هذه أولى موجات الحرّ الرئيسة في هذا الصيف، فيما يحذّر خبراء من أنْ تضرب القارة العجوز موجاتٌ شبيهة، بسبب تغيّر المناخ.
وفي ذلك، قالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كلير نوليس، إن أوروبا تجتاز موجة من الحرّ الشديد، "والتي قد تتكرّر في وقت لاحق من هذا الصيف".
وأطلقت عشرات التحذيرات من الحرارة الشديدة في أنحاء أوروبا، واتخذت دول عديدة تدابير وقائية؛ ومنها فرنسا التي أغلقت نحو 1,900 مدرسة يوم الثلاثاء، كما أغلقت الجزء العلوي من برج إيفِل أمام السائحين.
إن رغبت في مواجهة موجات الحر فانظر إلى إبداع اليابانيين في التبريد
وفي اليونان، أعلنت إغلاق عدد من المزارات الأثرية في أثينا ابتداءً من الساعة الثانية عشرة ظُهراً وحتى الخامسة مساء كل يوم.
وشهدت مناطق إلى الجنوب من أثينا، الأسبوع الماضي، اندلاع حرائق بمناطق شاسعة من الغابات، ما أدى إلى عمليات إجلاء كبيرة وإغلاق عدد من الطرق، وصعّبتْ قوة الرياح مهمة السيطرة على النيران.
ووقعت أكثر الحالات تأثراً بهذا الموجة الحارّة في أوروبا في كل من فرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، وكرواتيا، وكذلك دول البلقان.
وقالت السلطات الفرنسية إن يونيو/حزيران الماضي سجّل ثاني أعلى معدل حرارة على الإطلاق في البلاد، بعد يونيو/حزيران 2023، وذلك منذ بدء رصد درجات الحرارة عام 1900.
وسجّلت البرتغال أعلى درجة حرارة رصدتْها على الإطلاق خلال شهر يونيو/حزيران يوم الأحد الماضي عند 46.6 مئوية.
كما سجّلت إسبانيا درجة حرارة قياسية جديدة في يونيو/حزيران عند 46 مئوية، رُصدت في مدينة وَلبَة جنوب غربي البلاد.
وفي العاصمة الإسبانية مدريد، اتخذت السلطات تدابير لمواجهة الحرّ الشديد، من بينها تقليص أو تغيير ساعات الدراسة؛ وزيادة مركبات النقل العام للحيلولة دون انتظار الرُكّاب على الأرصفة.
وسجلتْ درجة حرارة المياه قبالة سواحل إسبانيا، 30 مئوية، يوم الثلاثاء، وفقا لهيئة الأرصاد الجوية الإسبانية.
كيف يمكن التعامل مع موجات الحر المتكررة؟
وبحسب خدمة كوبرنيكوس، المعنيّة بتغير المناخ والتابعة للاتحاد الأوروبي، فإن درجة حرارة سطح البحر يوم 22 يونيو/حزيران المنصرم، سجلت 5 درجات مئوية فوق المعدّل المعتاد في هذا الوقت من العام.
وفي إيطاليا، وجّهت السلطات بالحدّ من الأعمال خارج البنايات، خلال أوقات الذروة، تحت أشعة الشمس بشكل مباشر.
وأدى ارتفاع درجة الحرارة إلى انقطاعات في التيار الكهربائي في مدينة فلورنسا شمالي إيطاليا، وذلك بسبب الإقبال المرتفع على استخدام أجهزة التكييف للتخفيف من حدّة الحرّ.
"لم يكن مفاجئاً"
وتعتبر موجات الحرّ من بين أكثر الظواهر المناخية تأثيراً على حياة الإنسان، بحسب وكالات الأمم المتحدة، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأشارت دراسة، نشرتها دورية "ذا لانسِت" الطبية عام 2021، إلى أن الحرّ الشديد تسبب في وفاة نحو 489 ألف شخص سنوياً حول العالم، خلال الفترة ما بين عام 2000 وعام 2019، ولفتت الدراسة إلى أن نحو رُبع هذا العدد كان في منطقة جنوب آسيا وحدها.
ويرى مراقبون أنّ هذا الارتفاع في درجات الحرارة لم يكن مفاجئاً؛ لا سيما وأنّ كل شهور العام الماضي سجّلتْ تكسير أرقام قياسية على صعيد درجات الحرارة.
وعلى حسابها عبر منصة إكس، رصدت خدمة كوبرنيكوس ارتفاعاً في تركيزات الأوزون في الغلاف الجوي بأجزاء من أوروبا، خلال الأيام القليلة الأولى من يوليو/تموز، ويُعزى هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة.
وتؤكد خدمة كوبرنيكوس، المعنيّة بتغير المناخ والتابعة للاتحاد الأوروبي، أن أوروبا هي أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة؛ إذ ترتفع درجة حرارتها بمثلَيْ المتوسط العالمي.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "الحرّ الشديد لم يعُد شيئاً عارضاً، وإنما أصبح هو المعتاد"، مشدداً على أنّ "كوكب الأرض أصبح أكثر سخونة وأشدّ خطورة ولا توجد دولة محصّنة".
وتشير الإحصاءات إلى أنّ حرارة كوكب الأرض زادت بنحو 1.2 درجة مئوية عما كانت عليه في القرن التاسع عشر.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟
كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟

BBC عربية

timeمنذ 4 أيام

  • BBC عربية

كيف يمكن الاستدلال على صحة الجسم عن طريق مُخاط الأنف؟

كان الإغريق يعتقدون أن المُخاط الأنفيّ هو أحد أربعة إفرازات سائلة مسؤولة عن صحة الجسم واعتدال المزاج. ووضع أبقراط، أبو الطب، نظرية الأخلاط الأربعة: وهي الدم، والبلغم، والمِرّة الصفراء والمِرّة السوداء. وكان الاعتقاد أن التوازُن بين هذه الأخلاط الأربعة هو الذي يقرّر صحة الجسم واعتدال المزاج؛ فيما يهاجم المرض الجسم ويعتلّ المزاج جرّاء زيادة أحد هذه الأخلاط أو نُقصانه. ونحن اليوم، نعرف أن المخاط الأنفيّ ليس له تأثير على أمزجة الناس أو طبائعها ولا هو يسبب الأمراض، وإنما يساعد المخاط في الحماية من الأمراض. ولا نَخالُ أحداً يحب منظَر سيلان الأنف أو نُثار المخاط في أركان الغُرَف بسبب العُطاس، على أن هذا المُخاط الموجود في ممراتنا الأنفية يُعتبر بحقّ أحد عجائب الجسم البشري! ويكفي أن نعرف أن هذا المخاط يحمينا من الأخطار الدخيلة، وإن له تركيبة فريدة يمكن عبر تحليلها الكشف عمّا يجري داخل أجسامنا. والآن، يحاول العلماء تسخير هذه القوى التي يتمتع بها المُخاط، من أجل الوصول إلى تشخيص أصحّ ومن ثم علاج أفضل لكل الأمراض -بداية من كوفيد19 ووصولاً إلى الأمراض الرئوية المزمنة. إن هذه المادة اللزجة تبطّن المَمرّات في أنوفنا، وترطّبها، وتنصب أشراكاً للبكتيريا والفيروسات واللقاحات والغُبار وغيرها من الأجسام الخارجية الدخيلة. وتقوم مئات الشعيرات بمساعدة هذه المادة اللزجة (المخاط) لتعمل جميعاً كحائط صدّ بين العالم الخارجي وجسم الإنسان. يفرز جسم الإنسان البالغ أكثر من 100 مليلتر من المخاط على مدار اليوم، بينما يميل الأطفال إلى إفراز كمية أكبر من المخاط، وفق ما تقول دانييلا فيريرا، أستاذة أمراض الجهاز التنفسي واللقاحات بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. وبنظرة بسيطة، يمكن من لون المخاط وتركيبته الاستدلال على شيء مما يجري في داخل أجسامنا؛ ذلك أن المخاط أشبه بمقياس حراريّ مرئيّ. ومن ذلك، أن سيلان الأنف ذا المخاط الشفاف يدلّ على أن الجسم يحاول طرد شيء يهيّج الجيوب الأنفية- لقاحٍ أو غبار على سبيل المثال. بينما يدلّ المخاط الأبيض على أن أحد الفيروسات ربما دخل الجسم؛ فاللون الأبيض ناتج عن احتشاد خلايا الدم البيضاء لمواجهة هذا الدخيل- الفيروس على سبيل المثال. وعندما يكون لون المخاط أخضر مُصفرّاً فإنما يكون ذلك تراكُماً لخلايا دم بيضاء ميّتة بعد أن احتشدت بأعداد ضخمة واندفعت للخارج. أمّا إذا اصطبغ المخاط باللون الأحمر أو الوردي، فقد يكون ذلك دليلاً على أنك نزفت من أنفك بينما تحاول تنظيفه بشدّة. ومن هنا فإن إلقاء نظرة على المخاط يعدّ أول خطوة. تركيبة فريدة من الناحية الفنية، لم يكن أبقراط مُخطئًا تماماً عندما افترض أن المخاط يُسبب المرض. يُمثل المخاط حاجزاً واقيًا للأنف، ولكنه يُساعد البكتيريا والفيروسات على الانتشار عند سيلان الأنف، كما تقول الباحثة فيريرا. نمسح وجوهنا، نلمس الأشياء، نعطس، ونلقي المخاط دون قصد إلى الجانب الآخر من الغرفة. عندما نُصاب بمُسببات أمراض الجهاز التنفسي، يُستغل المخاط كوسيلة لتكاثر البكتيريا والفيروسات وانتقالها، فننشرها إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص. لذا، فهو في الواقع يُساعدنا على إصابة الآخرين بالمرض. لكلّ مُخاط تركيبته الفريدة من البكتيريا. ويعتقد العلماء أن هذه التركيبة مرتبطة بقوة بصحة الإنسان وبالأداء الوظيفي الجيد للجهاز المناعي. وتتأثر التركيبة المخاطية لكل شخص بعدد من العناصر، كالجنس، والعمر، والموقع، ونظام الأكل- بل وحتى بما إذا كان الشخصيُدخّن السجائر الإلكترونية. وتساعد هذه التركيبة الفريدة في التصدّي للأجسام الدخيلة. وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أُجريت عام 2024 أن بقاء بكتيريا المكورات العنقودية الضارة المحتملة في الأنف وإصابة الشخص، مسببةً الحمى والخراجات المليئة بالقيح، يعتمد على كيفية احتفاظ بكتيريا (ميكروبيوم) المخاط بالحديد. وتعكف الباحثة دانييلا فيريرا، وهي أستاذة أمراض الجهاز التنفسي واللقاحات بجامعة أكسفورد، على معرفة "التركيبة الصحية المثالية للمخاط". وعبر الوقوف على هذه التركيبة المثالية، تطمح دانييلا إلى تطوير ما يشبه البخّاخ الأنفي الذي يمكن استخدامه يومياً لتحسين تركيبة المخاط الأنفي للأشخاص المصابين. تقول دانييلا: "لنتخيّل أننا استبدلنا بما في داخل أنوفنا مخُاطاً يحتوي على تركيبة مثالية قادرة على التصدّي بقوة للأجسام الدخيلة التي تتسبب في المرض!". وانتقى فريق من الباحثين تقوده دانييلا، باقة من بكتيريا المخاط، يعتقدون أنها تركيبة مثالية. ويقوم الفريق الآن باختبار تلك التركيبات المخاطية التي يعتقدون أنها مثالية للوقوف على مدى قدرتها على البقاء في أنوف بديلة (غير أنوف أصحابها الأصليين) لفترات طويلة بما يكفي لتحسين صحة أصحاب هذه الأنوف. وترتبط هذه التركيبة المخاطية الفريدة بجهاز مناعة الجسم، ولذلك يسعى فريق الباحثين إلى الوقوف على طريقة لتعزيز الجهاز المناعي وجعْله أكثر تقبُّلاً للقاحات. تشير الأبحاث إلى أن كيفية تفاعل الجسم مع اللقاح تتغير بنوع الميكروبيوم الذي يمتلكه الشخص. على سبيل المثال، تشير الدراسات التي أُجريت على لقاح كوفيد19 إلى أنه أثر على ميكروبيوم المخاط، وبالتالي، أثر الميكروبيوم على مدى فعالية اللقاح. وتقول فيريرا: "كانت لقاحات كوفيد19 فعّالة في منع إصابتنا بالمرض، لكننا استمرينا في نقل الفيروس". وتضيف: "يمكننا في الواقع تطوير لقاحات أفضل بكثير بحيث لا يُصاب الجيل القادم بالمرض، سواءً كان كوفيد19 أو الإنفلونزا أو أي فيروسات تنفسية أخرى- وكل ذلك يكمن في مناعة المخاط". ويعتقد الباحثون أن الطريقة التي يتعاطى بها الجسم مع اللقاح تتغير بتغيُّر نوع التركيبة الميكروبية الفريدة التي ينطوي عليها هذا الجسم. وتقدّر دانييلا أن عملية التوصّل إلى التركيبة الدقيقة لذلك المخاط المثالي المرتقَب قد تستغرق بضعة سنوات. لكن في السويد، قام باحثون بالفعل بزرع مخاط خاص بشخص موفور الصحة في أنف شخص آخر يعاني التهاب الجيوب الأنفية المزمن. وطلب الباحثون من 22 شخصا بالغاً بأن يفرّغ كل منهم في أنفه حُقنةً مليئة بمُخاط شخص يتمتع بصحة جيدة، لمدة خمسة أيام. ولاحظ الباحثون أن أعراضاً كالسُعال وآلام الوجه، لدى 16 من هؤلاء المرضى الـ 22، قد خفّت بنسبة تتعدى 40 في المئة لما يزيد على ثلاثة أشهر. وفي ذلك، يقول قائد الفريق، أنْدِرس مارتنسون، استشاري طب الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى ساهلغرينسكا الجامعي في السويد: "كانت تلك أخبار عظيمة بالنسبة إلينا، ولم نكتشف أي أعراض جانبية". ويشير مارتنسون إلى أن هذه التجارب استفادت من تجارب معملية سابقة خاصة بالميكروبيم الخاص بالأمعاء. على أن هذه التجارب الرائدة، لم تمدّنا بالمعلومات الكافية عن "كيف تغيّرت التركيبات المُخاطية لدى هؤلاء المرضى بعد زرع مخاط أشخاص آخرين في أنوفهم؟"، ومن ثم تجري الآن تجارب أخرى أكثر دقة. "مستقبل الطب الدقيق" في الواقع، فإن المخاط يمكن أن يمثل حائط صدّ كبير أمام الأمراض المزمنة التي تصيب الأنف والرئة. وتعكف الباحثة جنيفر موليغان، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة بجامعة فلوريدا، على استخدام المُخاط لتشخيص أولئك الذين يعانون من التهابات الجيوب الأنفية المزمنة والأورام الأنفية الحميدة- وهي أمراض تعاني منها نسبة تتراوح بين 5 إلى 12 في المئة من سكان العالم. وتوصّلت جنيفر إلى أنه يمكن الاستعانة بالمخاط للوقوف بدقّة على يحدث داخل جسم المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية. "نستخدم المخاط للتوصّل إلى المذنب الحقيقي، الذي يقف وراء هذه الأعراض"، بحسب جنيفر التي تضيف أن لكل مريض مَلَفاً تعريفياً يختلف اختلافاً طفيفاً عن غيره، يقف وراء التهاب جيوبه الأنفية. وتعتقد جنيفر أن تحليل المخاط كفيلٌ بتسريع مهمة الوصول إلى العلاج الصحيح أو الجراحة الصحيحة المطلوبة. تُجرى حالياً العديد من التجارب السريرية لتقنية موليجان حول العالم. وتعمل شركات ناشئة في مجال الصحة، مثل شركة (Diag-Nose)، التي أطلقها مهندسون في جامعة ستانفورد، على تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل المخاط، وأجهزة حاصلة على براءات اختراع لأخذ عينات دقيقة من الأنف: في عام 2025، أطلقت أول جهاز معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لأخذ عينات دقيقة من الأنف- وهو جهاز أخذ عينات يجمع كميات دقيقة من سوائل الأنف- لتقليل تباين الأبحاث من خلال توحيد أساليب أخذ العينات. وتستخدم جنيفر هذه الطريقة في دراسة أسباب فقْد حاسة الشمّ لدى البعض. وبالفعل، وجد فريق الباحثين الذي تقوده جنيفر أن استخدام بخّاخ فيتامين دي يمكن أن يساعد في استعادة حاسة الشمّ، لا سيما لدى أولئك الذين فقدوها بسبب التهاب ناجم عن التدخين. وتقول موليجان أيضاً إن ما يحدث في الرئتين يحدث في الأنف، والعكس صحيح. لذا، يمكن استخدام هذه الأدوات التشخيصية والعلاجية لأمراض الرئة أيضاً. تشير أبحاث جديدة إلى أنه من خلال تحليل كمية بروتين IL-26 الموجودة في مخاط المريض، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كان الشخص أكثر أو أقل عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن- وهو مرض شائع بين المدخنين، ورابع أكثر أسباب الوفاة انتشاراً في العالم. ومن خلال تحليل المخاط، يمكن تشخيص المرضى مبكراً وعلاجهم بسرعة. وبالمثل، تعمل فرق بحثية حول العالم على تطوير أدوات وأساليب مماثلة لاستخدام المخاط للكشف عن الربو وسرطان الرئة ومرض الزهايمر ومرض باركنسون. يمكن أيضاً استخدام المخاط لقياس التعرض للإشعاع، وتشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن السائل الأنفي اللزج يمكنه تحديد مدى تعرض الشخص للتلوث، مثل المعادن الثقيلة والجسيمات الدقيقة في الهواء. لذلك تعتقد الباحثة جنيفر أن ما ينطبق على الأنف ينطبق كذلك على الرئة؛ ومن ثم فإن هذه الطريقة في التشخيص والعلاج يمكن تطبيقها كذلك مع الأمراض التي تصيب الرئتين. وتأمل جنيفر أن تثمر هذه التجارب عن تغيير طريقة تشخيص المرضى في المستقبل وكذلك طريقة معالجتهم، قائلة إن "المُخاط هو مستقبل الطب الدقيق. أؤمن بذلك تماماً".

علماء يحاولون تطوير DNA من لا شيء
علماء يحاولون تطوير DNA من لا شيء

BBC عربية

time٠٥-٠٧-٢٠٢٥

  • BBC عربية

علماء يحاولون تطوير DNA من لا شيء

أعلنت مؤسسة ويلكوم Wellcome الخيرية الطبية عن اعتزامها تمويل أبحاث علمية تقود إلى كيفية بناء الحمض النووي البشري من الصفر. وقد تسمح هذه التقنية للعلماء يوما ما بإنشاء حمض نووي بالكامل باستخدام مواد كيميائية في المعمل. تقرير مراسل بي بي سي للشؤون العلمية والتقنية محمد طه

الرجل الذي استيقظ في المستقبل: "كنت الرجل الخطأ في الوقت الخطأ"
الرجل الذي استيقظ في المستقبل: "كنت الرجل الخطأ في الوقت الخطأ"

BBC عربية

time٠٤-٠٧-٢٠٢٥

  • BBC عربية

الرجل الذي استيقظ في المستقبل: "كنت الرجل الخطأ في الوقت الخطأ"

يُعدّ الدكتور بيردانتي بيتشيوني مسافراً زمنياً رغم أنفه، فقد مُسحت من ذاكرته 12 سنة كاملة من حياته بعد أن أصيب بتلف في الدماغ جرّاء حادث سيارة في عام 2013. وعندما استيقظ في المستشفى في اليوم التالي، ظنّ أن السنة هي 2001، ولم يتعرّف على زوجته أو على ابنيه اللذين أصبحا بالغَين. وإثر الصدمة، وبعد أن أصبح غير قادر على ممارسة الطب، حاول بيردانتي، المعروف لمن حوله باسم "بيير"، أن يبحث عن الشخص الذي كان عليه سابقاً. وبينما كان يفتّش في آلاف الرسائل الإلكترونية، اكتشف أن لديه جانباً مظلماً. لقد كانت تجربته استثنائية إلى درجة أنها ألهمت إنتاج مسلسل تلفزيوني إيطالي تدور قصته حول طبيب شاب يُصاب بطلق ناري، ويفقد، كما حدث مع بيير، 12 سنة من ذاكرته. في 31 مايو/ آيار من عام 2013، استعاد بيير وعيه، وكان مستلقياً على سرير في قسم الطوارئ بالمستشفى الذي كان يُديره في مدينة لودي الإيطالية. وقال: "أول شيء رأيته كان ضوءًا أبيض، وكان ضوء غرفة الطوارئ حيث وضعني زملائي بعد الحادث وبقيت في غيبوبة لحوالي 6 ساعات، وعندما استيقظت، لم أرَ سوى أعين زملائي". "وعندما سألوني: ما تاريخ اليوم؟" فكّرت لخمسة أو ستة ثوانٍ، ثم أجبت: 'اليوم هو الخامس والعشرون من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2001". ثم رأى أحد زملائه يكتب على جهاز آي باد، وهو جهاز لم يكن موجوداً في عام 2001، حين كانت الهواتف بالكاد تُستخدم لإجراء المكالمات، وإرسال الرسائل النصية، وتلقي تحديثات إخبارية بسيطة. لكن الكشف الأكبر كان لا يزال في انتظاره. "سألوني: 'هل تريد أن ترى زوجتك؟". أجبت:"بالطبع أريد أن أرى زوجتي". "وفي ذهني، كنت أتوقع أن تدخل زوجتي، لكن كما كانت قبل 12 عاماً، أما المرأة التي دخلت فقد كان لديها الكثير من التجاعيد". كما اضطر بيير للتصالح مع فكرة أن أطفاله قد كبروا وأصبحوا بالغين. "سألتهم: من أنتم؟ أين أطفالي؟ لأنني لم أصدق أنهم أبنائي". ثم أخبرته زوجته خبراً صادماً: والدته، التي كانت بصحة جيدة في ذاكرته، قد توفيت قبل 3 سنوات. "عندما استيقظت، كنت أشعر أنني في الثالثة والخمسين من عمري، وخلال النهار، اكتشفت وأدركت أنني في الخامسة والستين". أمير الظلام حين بدأ بيير ينبش في الذي حدث خلال السنوات الـ12 التي مُسحت من ذاكرته، صُدم عندما اكتشف أنه لم يكن دائماً شخصاً لطيفاً خلال تلك الفترة. وقال: "سألت أصدقائي، وزملائي، وزوجتي: أي نوع من الرجال كنت؟ هل كنت رجلاً جيداً أم سيئاً؟". "أخبرني زملائي أنه عندما أصبحت رئيس قسم الطوارئ، كان يعمل تحت إدارتي حوالي 230 شخصاً". وكان لديهم لقب مزعج يطلقونه عليه. "كان لقبي هو أمير الأوغاد". ويقول بييرإنه كان من المستحيل تصديق ذلك، لأنه لم يسبق له أن اعتبر نفسه شخصاً سيئاً. "قالوا لي: أنت مظلم جداً، أنت قوي جداً، لكنك قاسٍ للغاية مع الآخرين". سنوات بيير المفقودة: اكتشاف ذاته الحقيقية بينما كان بيير يكتشف كيف تغيّر العالم خلال سنواته المفقودة، بدأ يبحث عن ذاته الحقيقية من خلال المراسلات. وقال: "قرأت جميع الرسائل الإلكترونية، وكان عددها أكثر من 76 ألفا، في محاولة لفهم من كنت، وفي بعض الرسائل، اضطررت إلى الاعتراف بأن هناك رجلاً سئياً، ومديراً سيئاً، وشخصاً صارماً". ويقول إنه اكتشف أن ما قاله له زملاؤه كان صحيحاً: "شعرت بحزن شديد جداًعندما قرأت تلك الرسائل". لذلك قرر بيير أن يصبح شخصاً ألطف. وقال: "بدأت أكتب مذكراتي يومياً، كنت أكتب ما أشعر به سواء كانت أشياء مهمة أو عادية من يومي أو من حياتي". "كنت رجلاً في غير زمانه، رجلاً في الوقت الخطأ، لم يكن ذلك زماني". "كنت أشعر وكأنني شخص غريب في عالم لا أفهمه، شعرت بالوحدة، شعرت وكأن لا أحد يفهمني". دخل بيير نفسياً في مكان مظلم. وقال: "شعرت بالوحدة لفترة طويلة، لأن أمي توفيت، وشعرت كأن أبنائي أيضاً ماتوا". "فلماذا أستمر في الحياة؟ فكرت في الانتحار في تلك اللحظات، لأن هذا لم يكن عالمي". لكن بيير وجد طريقة ليخرج نفسه من تلك الأفكار السلبية. الوقوع في الحب مرة أخرى كان بيير يعمل بين 15 و16 ساعة يومياً قبل حادث السيارة الذي تسبب في فقدانه 12 عاماً من ذاكرته. وقالت زوجته إنه بعد أن أصبح رئيساً لقسم الطوارئ، نادراً ما كان يتواجد في المنزل. وقالت له: "أنا حقاً لا أعلم إن كنت على علاقة بامرأة أخرى، أو ربما أكثر من واحدة، لأنك كنت مدمن عمل إلى درجة كبيرة". وقرر بيير أن يُعيد إحياء دوره كزوج بعدما أدرك أنه وقع في حب زوجته من جديد بمجرد أن استيقظ من غيبوبته القصيرة. وقال: "عندما استدارت زوجتي لتغادر الغرفة، نظرت إليها من الخلف، شعرت أنني وقعت في الحب، كان الأمر رائعاً، جميلاً". ويقول إنها لم تبدُ له كشخص يعرفه من قبل. "أعتقد أنني الرجل الوحيد الذي يمكنه أن يقول: لقد خنت زوجتي مع زوجتي، لأنها كانت شخصاً آخر، وقد وقعت في حبها من جديد". ويقول بيير إن واقعه الجديد مشرق ومليء بالأمل. "أنا فخور ليس فقط برحلتي الشخصية، بل أيضاً بصناعة ذكريات جديدة وجميلة في جميع أنحاء العالم". "هذا هو شعاري".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store