
لوموند: قمة ألاسكا شكّلت فشلًا واضحاً لترامب وأتاحت لبوتين فرصة للاستعراض على أرض أمريكية
تحت عنوان 'الحرب في أوكرانيا.. دونالد ترامب يفشل في انتزاع وقفٍ لإطلاق النار من فلاديمير بوتين'، قالت صحيفة 'لوموند' الفرنسية إن كثيرين كانوا يخشون أن تتحول هذه القمة، التي لم تُدعَ إليها أوكرانيا المعتدى عليها، إلى 'ميونيخ جديد'، حيث تتخلى الولايات المتحدة عنها لروسيا كما تُركت تشيكوسلوفاكيا لهتلر عام 1938؛ أو إلى 'يالطا جديدة'، مؤتمر فبراير 1945 الذي قسّم أوروبا بين ستالين والحلفاء الغربيين. لكن في الحقيقة، لا أحد يعرف ما الذي جرى التفاوض عليه، سوى أن قمة ألاسكا شكّلت فشلًا واضحًا لدونالد ترامب.
قبل الاجتماع، كرر الرئيس الأمريكي مطلبه: وقف إطلاق نار. وقال: 'أريد وقفًا سريعًا لإطلاق النار. لا أعرف إن كان سيحدث اليوم، لكنني لن أكون راضيًا إن لم يكن اليوم… أريد أن تتوقف المجازر. جئتُ لأوقفها'. لكن لم يُعلن أي شيء من ذلك. لم يُفصَّل أي اتفاق، حتى وإن كان لا يمكن استبعاد أن المفاوضات قد تقدمت. على المدى القصير، سيظل السلام مؤجلًا.
المؤتمر الصحفي، الذي دُعي الصحفيون إليه عند الساعة الرابعة عصرًا مع فلاديمير بوتين، لم يكن مؤتمرًا صحفيًا حقيقيًا: فلا أسئلة من الصحفيين. مجرد بيان مدته سبع دقائق ألقاه بوتين عن الصداقة بين روسيا والولايات المتحدة، فيما اكتفى ترامب بخمس دقائق من تصريحات ملتبسة ومحرجة، لعدم حصوله على النتائج التي كان يأملها.
قال ترامب معترفًا: 'كنا متفقين على العديد من النقاط، أغلبها. بعض النقاط المهمة لم تُحسم بعد تمامًا، لكننا تقدمنا. لن يكون هناك اتفاق ما لم يكن هناك اتفاق شامل. سأتواصل مع الناتو بعد قليل. وسأتحدث مع مختلف الأشخاص الذين أراهم معنيين، وبالطبع مع الرئيس زيلينسكي لأبلغه بما جرى اليوم. القرار يعود لهم'.
بعث العلاقات الروسيةـ الأمريكية
واعتبرت 'لوموند' أن الفشل، إن تأكد، كان في طياته مصدر ارتياح للأوكرانيين والأوروبيين: فهم لم يُفرض عليهم أمر واقع، أو يُجبروا على قبول تنازلات إقليمية مقابل وقف إطلاق النار، أو حتى 'فنلدة' أوكرانيا بضمانات أمنية غامضة. وبهذا عادوا إلى قلب المعادلة، بعدما فشل ترامب في حل الملف منفردًا.
وقبل ذلك، أشاد بوتين بـ'اتفاقات' من دون أن يعطي أي تفصيل. واكتفى بالتأكيد على بعث العلاقات الروسيةـ الأمريكية، مذكرًا بفترة التعاون 'المجيدة' بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، حين كانت ألاسكا بمثابة معبر لتسليم المعدات العسكرية إلى ستالين.
وقال: 'المحادثات جرت في جو بنّاء. بلدانا جاران قريبان. وعندما نزلتُ من الطائرة قلت: أهلاً بالجار العزيز! ما يحدث في أوكرانيا بالنسبة لنا مأساة وألم. كنا دائمًا نعتبر الشعب الأوكراني شعبًا شقيقًا. حلّ دائم يتطلب معالجة جذور النزاع. بالطبع يجب ضمان أمن أوكرانيا، ونحن مستعدون للعمل على ذلك. نأمل أن لا تدخل كييف وأوروبا في استفزازات تعرقل التقدم. شراكتنا مع الولايات المتحدة تملك إمكانات. ترامب يفهم أن لروسيا مصالحها الوطنية. وهو يقول إنه لو كان رئيسًا، لما بدأت الحرب، وأنا أوافقه الرأي'.
وعندما عبّر ترامب عن رغبته بلقاء بوتين مجددًا قريبًا، أجابه الأخير: 'المرة القادمة في موسكو'. وإدراكًا للفخ السياسي الذي قد يمثله الذهاب إلى روسيا، خاصة إذا كان الهدف حل الحرب الأوكرانية، حاول ترامب التهرب قائلًا: 'أوه، هذا مثير. سأجلب على نفسي الانتقادات، لكن قد يحدث ذلك'.
في الواقع، – تقول 'لوموند' – قمة ألاسكا أتاحت لبوتين فرصة للاستعراض على أرض أمريكية من دون خطر التوقيف بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بجرائم حرب، كون الولايات المتحدة ليست عضوًا فيها.
ترامب، الذي اعتاد على الحملات الإعلامية، وجد نفسه محرومًا منها، إذ كان يروّج للقمة كخطوة نحو السلام عبر تبادل للأراضي، ولم يعد هدفه في النهاية سوى الحصول على وقف إطلاق النار وقمة ثلاثية.
في طائرته الرئاسية، أسهب في الحديث إلى الصحفيين، ومنح عدة مقابلات لقناة 'فوكس نيوز' المحافظة. ومن الغريب أنه، قبل القمة، اتصل بأقرب حلفاء بوتين، ألكسندر لوكاشينكو، مبديًا سعادته على شبكته 'تروث سوشيال' بـ'مكالمة رائعة' مع 'الرئيس المحترم جدًّا لبيلاروسيا'، الذي يحكم بلاده بقبضة من حديد منذ عام 1994، تقول 'لوموند'.
في قلب الدفاع الأمريكي عن القطب الشمالي والمحيط الهادئ
ومضت 'لوموند' موضحة أنه حين هبطت طائرة 'إير فورس وان' في ألاسكا الساعة 10:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون، بدا أن الأمور انتقلت من الكلام إلى الاستعراض المدروس. بقي كل شيء جامدًا على متن الطائرة، حتى وصول بوتين عند الساعة 11:00، بعدما توقف في سيبيريا وأشاد بطياري الجسر الجوي في الحرب العالمية الثانية.
في مشهد غريب، ظلت أبواب الطائرتين الرئاسيتين مفتوحة دون أن يخرج أحد. وأخيرًا، نزل ترامب أولًا بخطوات بطيئة متوترة، وحين وصل إلى الأرض خرج بوتين من طائرته 'إليوشين 96'. انتظر ترامب نظيره على البساط الأحمر، وصفق له مرتين على الأقل، فيما رفع بوتين إبهاميه.
القاعدة تقع في قلب الدفاع الأمريكي عن القطب الشمالي والمحيط الهادئ. عرض ترامب أربع مقاتلات أمريكية شبحية من طراز F-22، فيما حلقت طائرات أخرى، بينها قاذفة B-2، في السماء. بعد هذا العرض، دعا ترامب بوتين إلى سيارته الرئاسية (The Beast). وهو أمر نادر- سبق أن أراد فعله مع كيم جونغ أون، لكن مستشاريه ثنوه حينها- وتبع ذلك مفارقة أخرى: الرجلان تحادثا في السيارة من دون مستشارين أو مترجمين.
بدأ الاجتماع عند الساعة 11:30، من دون أي تصريح علني. وعلى عكس ما كان مخططًا، لم تكن المواجهة فردية، بل أصبحت اجتماعًا سداسيًا: ترامب برفقة وزير خارجيته ماركو روبيو ومبعوثه الخاص وصديقه رجل الأعمال ستيف ويتكوف، فيما حضر بوتين مع وزير خارجيته سيرغي لافروف ومستشاره الدبلوماسي يوري أوشاكوف. وكان لافروف قد لفت الأنظار بوصوله إلى ألاسكا مرتديًا قميصًا يحمل شعار 'الاتحاد السوفياتي'، في تذكير بمرحلة سيطرة موسكو على أوكرانيا.
'لا اتفاق'
في الحقيقة، – تُواصل 'لوموند' – كان اليوم يوم بوتين… يوم الصمت. تجاهل أسئلة الصحفيين، ومنها إن كان سيقبل بوقف إطلاق النار، أو يتوقف عن 'قتل المدنيين'، حيث تظاهر بعدم السماع. في الأثناء، واصلت الطائرات والمسيّرات الروسية قصف أوكرانيا. وكان زيلينسكي محقًا حين قال قبل القمة: 'الحرب مستمرة لأنها ببساطة لا تملك أي أمر أو إشارة من موسكو تدل على الاستعداد لإنهائها'.
كان من المقرر أن يتبع اللقاء غداء عمل يتركز على استئناف العلاقات التجارية وربما رفع العقوبات. ترامب كان يرغب في إعادة فتح الأعمال مع روسيا، بغض النظر عن أوكرانيا. لذا حضر وزير الخزانة سكوت بيسّنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك. أما بوتين فكان برفقة وزير ماليته أنطون سيلوانوف ورئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديميترييف. لكن الجانب الاقتصادي أُلغي، ما شكّل خيبة أمل كبيرة للكرملين الذي كان يأمل بتخفيف العقوبات لإنعاش اقتصاده المتدهور.
بعد المؤتمر الصحفي، وضع بوتين إكليلًا من الزهور على قبور الطيارين السوفيات المدفونين في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون، ثم التقى رئيس الكنيسة الأرثوذكسية في سيتكا وألاسكا، ألكسيس. وبعدها أقلعت طائرته نحو ماغادان في أقصى الشرق الروسي.
وبغياب تفاصيل إضافية، اكتفت الصحافة الأمريكية بالقول إن النتيجة كانت 'لا اتفاق' (No Deal)، للرجل الذي يفاخر بأنه يتقن 'فنّ الصفقات'. فما هو مؤكد أن ترامب ما يزال معجبًا ببوتين، الذي وصفه بعد اللقاء على 'فوكس نيوز' بأنه 'رجل قوي… صلب كالصلب'. ومستبعدًا فرض عقوبات جديدة على روسيا، اعتبر الرئيس الأمريكي أن الهدف يبقى 'السلام الدائم'.
ولما فشل في إلزام روسيا، حمّل المسؤولية لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين: 'الآن، يعتمد الأمر حقًا على الرئيس زيلينسكي لتحقيق ذلك. وأود أن أقول أيضًا على الدول الأوروبية، إذ يجب أن تنخرط قليلًا أكثر…'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 7 ساعات
- اليمن الآن
زيلينسكي: مستعد لمناقشة قضية الأراضي في اجتماع ثلاثي
أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، عن استعداده لمناقشة قضية الأراضي فقط في اجتماع ثلاثي يشارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكان زيلينسكي قد صرح قبيل لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا بأنه لن يقبل بأية تنازلات إقليمية، مستندا إلى الدستور الأوكراني. وفي وقت لاحق، أكد زيلينسكي لوسائل الإعلام الأوكرانية أن القوات المسلحة الأوكرانية لن تنسحب من المناطق الخاضعة لسيطرتها في دونباس. وأكد زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بثته قناة اليوتيوب الرسمية التابعة لمكتبه: "المسألة الإقليمية بالغة الأهمية لدرجة أنها يجب أن تناقش فقط بين قادة أوكرانيا وروسيا خلال اجتماع ثلاثي يضم أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا". وأعاد التأكيد على أن الدستور الأوكراني لا يسمح بأي تنازلات إقليمية، معربا عن رغبته في أن يكون انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي أحد الضمانات الأمنية الممكنة لها. وأضاف: "نحتاج إلى ضمان أمني عملي يشبه المادة الخامسة من حلف الناتو. ونحن نعتبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي جزءا من هذه الضمانات". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمارس ضغوطا على أوكرانيا لتحقيق اتفاق سلام بعد لقاء ألاسكا. فيما أفادت قناة "فوكس نيوز" نقلا عن دبلوماسي أوروبي أن البيت الأبيض يدعم فكرة سيطرة روسيا الكاملة على دونباس وتجميد خطوط التماس في القطاعات الأخرى من الجبهة. ومن جانبه، نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأحد تقارير عن دعم واشنطن لفكرة نقل دونباس بالكامل إلى السيطرة الروسية، مؤكدا أن مثل هذه القرارات يجب أن يتخذها الجانب الأوكراني وفقا لما "هم مستعدون لتقديمه وما يريدون تحقيقه". وقد جرى لقاء بوتين وترامب في القاعدة العسكرية إلمندورف-ريتشاردسون بألاسكا، حيث استمرت المحادثات المباشرة بين الزعيمين بنظام "ثلاثة مقابل ثلاثة" ساعتين و45 دقيقة. ومثل الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، بينما حضر من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيفن ويتكوف.


26 سبتمبر نيت
منذ 8 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
حرب السياسة (الأمريكية - الروسية) الباردة .. ماذا بعد قمة ألاسكا ؟!
قمة اجتماع ثنائي بين الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين شهدتها ولاية ألاسكا الأمريكية بعد وصول بوتين إليها تلبية لدعوة موجهة له من ترامب.. رغم أنّ القمّة التي دامت نحو ثلاث ساعات، وكما كان متوقعاً، لم تصل إلى اتفاقٍ بشأن سيناريو إنهاء الحرب في أوكرانيا، فقد أكدت تصريحات الرئيسَين في المؤتمر الصحافي الذي تلا لقاءهما، أنّ اللقاء كان إيجابياً ومثمراً بالنسبة إليهما وأعلن الجانبان عن التوصل إلى تفاهمات أوليّة تفتح الباب أمام اجتماعات مقبلة.. للوقوف على تفاصيل المآلات والنتائج المستقبلية المحتملة للقمة نحاول الإجابة على سؤال ماذا بعد قمة ألاسكا ؟!! في سياق القراءة التحليلية التالية : طلال الشرعبي وفقا لرؤية الكثير من المتابعين والمحللين السياسيين والعسكريين ربما كانت القمة محكومة بالفشل منذ لحظاتها الأولى، بسبب التصريحات المتناقضة التي خرجت عن البيت الأبيض، حيث جاء انعقاد القمة بعد أسابيع فقط من تصريح لترامب في يوليو الماضي أعرب فيه عن استيائه مما أسماه "هراء" بوتين، قائلا: "إنه لطيف جدا طوال الوقت، لكن اتضح أن كلامه لا معنى له". رغم ذلك يمكن القول أن أفضل نتيجة ممكنة لقمة ألاسكا قد تكون هي التوصل إلى وقف طويل الأمد لإطلاق النار على امتداد خطوط التماس الحالية، مع تأجيل البتّ في القضايا الإقليمية إلى أجل غير مسمى، وربما لعقود، ولعل النموذج الأقرب لهذا السيناريو هو الهدنة غير المحسومة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. انتصار سياسي روسي هذه النتيجة المحتملة تمثل انتصارا سياسيا لبوتين ومضمونا هذا الانتصار يوضحه تصريح سابق لجورج بيبي، الرئيس السابق لقسم تحليل الشؤون الروسية في وكالة الاستخبارات المركزية، والذي يعمل حاليا في معهد كوينسي حيث قال: "إذا كنتم تتذكرون، قبل عام واحد فقط، لم تكن واشنطن مستعدة حتى لطرح فكرة تسوية دبلوماسية للحرب في أوكرانيا"، وأضاف: "كان ذلك يُعد من المحظورات، أما اليوم، فنحن على الأقل بدأنا الحديث عنه. بوتين يطالب وزيلينسكي يرفض ومع ذلك، وكما أظهرت مجريات القمة لا يبدو أن البدء في تنفيذ وقف إطلاق للنار دائم على خطوط تماس الحرب الروسية الأوكرانية سيبدأ بصورة فعلية قريبا، فالكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين والأوكرانيين، وفي مقدمتهم زيلينسكي وكبار مساعديه، يعتقدون أن بوتين لن يلتزم بوقف إطلاق النار ما لم يحصل على ضمانات دائمة بشأن السيطرة على الأراضي، وهو تنازل يرفضه زيلينسكي بشدة، لا سيما في ظل غياب التزامات أمريكية صريحة بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، أو بتوفير دعم أمني أميركي أو أوروبي لها. وما يعزز هذا الاحتمال هو أن بوتين لم يتخلَّ عن مطالب روسيا الأساسية وهي: استمرار السيطرة على شرق أوكرانيا، ورفض انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، والتخلص من زيلينسكي. نقاط إيجابية بالمقابل تبرز أهمية الإشارة هنا إلى أبرز النقاط التي تضمنتها تصريحات ترامب عقب لقاء القمة الذي جمعه ببوتين ومن ذلك قوله: 'اللقاء كان بناء والاجتماع المقبل سيشمل بوتين وزيلينسك' وأضاف: 'عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية واتفقنا على الكثير من النقاط'، وأضاف: 'أحرزنا بعض التقدم الرائع، علاقتنا كانت دائما جيدة مع بوتين، عقدنا اجتماعات عصيبة مع بوتين اتفقنا بشأن الكثير من النقاط، ما زالت نقاط قليلة باقية وواحدة منها مهمة، لم نصل إلى ما نريد لكن لدينا فرصة جيدة لتحقيق ذلك، سأجتمع مع بوتين مجددا على الأرجح قريبا والاجتماع المقبل سيكون في موسكو'. عدم تعويل في السياق يمكن القول أن سببا آخر من الأسباب التي تجعل باب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية مفتوحا على مصراعيه هو عدم التعويل على التصريحات الإيجابية للرئيس الأميركي ترامب عقب انتهاء القمة فقد تنفيها تصريحات لاحقة له بعد ساعات أو أيام وذلك أمر معهود بالنسبة له، خاصة في الفترة الأخيرة، ولكن يُستشف مما قاله أنّ قناعته السابقة بضرورة تقديم أوكرانيا تنازلات لا بدّ منها لحلّ الصراع قد تعزّزت، وقد تجلى ذلك بوضوح حين قال بعد اللقاء "إنّ الكرة باتت في ملعب الرئيس الأوكراني لإبرام اتفاق سلام"، مشيراً إلى أنّ روسيا قوّة كبيرة من الصعب هزيمتها، وزاد على ذلك هذه المرّة قوله "إنّ روسيا مهتمّة بصدق بوضع حدّ للصراع"، داعياً إلى أخذ "مخاوفها المشروعة" بعين الاعتبار، وهي أقوال حظيت بقبول واستحسان بوتين ، وأعاد تأكيدها في المؤتمر الصحافي المنعقد عقب انتهاء القمة بقوله: "قلتُ أكثر من مرّة إنّ الأحداث في أوكرانيا بالنسبة لروسيا مرتبطة بتهديدات أساسية لأمننا القومي". طريق طويل وفي ضوء ما تقدم يبقى الأمر الثابت أنّ الطريق نحو وقف دائم للحرب الروسية الأوكرانية لا يزال طويلا، إلّا إذا نجح ترامب في حمل الأوروبيين، وزيلنسكي معهم، على قبول التسوية التي يراها هو واقعية، وإلّا فالبديل استمرار الحرب سنوات أخرى وتكبّد مزيد من الخسائر في الأرواح والأموال، وهو ما لا ينسجم مع رؤية ترامب الذي يقدّم نفسه في أميركا وخارجها على أنّه رجل الصفقات الرابحة، ويشغله في اللحظة الراهنة هوس أن يقدّم نفسه صانعاً للسلام، ومستحقاً لجائزة نوبل التي تحمل الاسم نفسه. ترجيح أقرب للصواب وأيا كان مضمون تصريحات الرئيسين وحقيقة الأهداف والنوايا المبيتة سواء فيما يتعلق بوقف الحرب الروسية الأوكرانية أو ما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ( أمريكا وروسيا) فإن الترجيح الأقرب إلى الصواب هو الخروج بتفاهمات جزئية تشمل هدنة محدودة وفتح مسار لمفاوضات نووية، مع تلميحات لتخفيف بعض القيود الاقتصادية. وهناك احتمال آخر يتمثل في الاكتفاء بأجواء إيجابية . وعلى صعيد الأمن الدولي، يمكن أن تشكل القمة فرصة لتخفيف حدة المواجهة بين القوتين، خصوصًا إذا أبدى ترامب استعدادًا لمناقشة ملفات اقتصادية أو استراتيجية أوسع من أوكرانيا، لكن هذه الخطوة قد تثير قلق العواصم الأوروبية التي تخشى من إبرام 'صفقة فوق رؤوس الحلفاء ـ الأوروبيين'. الخلاصة وتبقى الخلاصة هي أن علينا أن ننتظر الأيام، أو حتّى الأسابيع، المقبلة لنرى إلى أي مدى تصبح الاتفاقات التي جرى التوصل إليها نقطة انطلاق نحو البدء في تسوية الصراع في أوكرانيا واستعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، مع تزايد الحديث، مع عودة ترامب الثانية إلى البيت الأبيض، عن إمكانات هائلة للبلدين لبناء شراكة تجارية واستثمارية في مجالاتٍ مثل الطاقة والتكنولوجيا واستكشاف الفضاء وفي القطب الشمالي.


يمن مونيتور
منذ 13 ساعات
- يمن مونيتور
روبيو: محادثات ترامب وبوتين حققت تحركا كافيا لتبرير اجتماع أوكرانيا
(رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الأحد إن الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حققا تقدما كافيا لتبرير عقد اجتماع مع الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين. وأضاف لشبكة (سي.بي.إس) أنه سيتعين على كل من روسيا وأوكرانيا تقديم تنازلات لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد لا تتمكن من التوصل إلى سيناريو يضمن السلام. وسيرافق قادة أوروبيون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقاء مع ترامب في واشنطن يوم الاثنين، سعيا لدعمه في الوقت الذي يضغط فيه ترامب على أوكرانيا لقبول اتفاق سلام سريع بعد اجتماعه مع بوتين يوم الجمعة في ألاسكا. وقال روبيو لبرنامج (واجه الأمة) 'لا أقول إننا على وشك التوصل إلى اتفاق سلام، لكنني أقول إننا شهدنا تقدما كافيا لتبرير اجتماع لاحق مع زيلينسكي والأوروبيين'. وكانت تصريحات روبيو من أولى تعليقات كبار المسؤولين الأمريكيين الذين حضروا المحادثات مع بوتين. وكتب ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي 'تقدم كبير بشأن روسيا. ترقبوا!'، دون أن يقدم أي تفاصيل. وفي حديث منفصل لبرنامج (صنداي مورنينج فيوتشرز) على قناة فوكس نيوز، قال روبيو إن المحادثات حددت القضايا الرئيسية. وأوضح أن هذه القضايا تشمل ترسيم الحدود وضمانات أمنية طويلة الأجل لكييف والتحالفات العسكرية التي يمكن لأوكرانيا الانضمام إليها، مضيفا 'لا يزال هناك الكثير من العمل المتبقي'. ويرفض بوتين انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. والمادة الخامسة من ميثاق الحلف هي اتفاق دفاع مشترك تلزم الحلفاء بالدفاع عن أي عضو من الهجمات. أما ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص إلى روسيا، فقال لشبكة (سي.إن.إن) إن الجانب الأمريكي حصل على 'تنازل بأن الولايات المتحدة يمكنها تقديم حماية تشبه المادة الخامسة'. وعند الإلحاح عليه للحصول على تفاصيل، قال ويتكوف 'الولايات المتحدة مستعدة على الأرجح لتقديم ضمانات أمنية بموجب المادة الخامسة، ولكن ليس من حلف الأطلسي، وإنما مباشرة من الولايات المتحدة ودولٍ أوروبية أخرى'. وأضاف أن هذا سيكون أحد موضوعات النقاش يوم الاثنين. وأشارت مصادر إلى أن ترامب وبوتين ناقشا مقترحات لتخلي روسيا عن جيوب صغيرة من الأراضي في المناطق التي تحتلها من أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن مساحة من الأراضي المحصنة في الشرق وتجميد خطوط المواجهة في أماكن أخرى. قال روبيو 'قد لا يروق لنا الأمر، وربما لا يكون سارا، وقد يكون بغيضا، ولكن لإنهاء الحرب، هناك أمور تريدها روسيا ولا تستطيع الحصول عليها، وهناك أمور تريدها أوكرانيا ولن تحصل عليها'. وفي مقابلة منفصلة مع شبكة (إيه.بي.سي)، قال روبيو إنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، ستستمر العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، وقد تضاف إليها عقوبات أخرى. وعندما زار زيلينسكي البيت الأبيض في فبراير شباط، انتهى الاجتماع بسجال حاد. وفي حديثه مع (سي.بي.إس)، نفى روبيو فكرة أن القادة الأوروبيين سيأتون إلى واشنطن لحماية زيلينسكي. وقال 'إنهم لن يأتوا إلى هنا غدا لحماية زيلينسكي من التنمر. إنهم سيأتون إلى هنا غدا لأننا نعمل مع الأوروبيين'. وأضاف 'لقد دعوناهم للقدوم'.