logo
مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفشل في تبنّي قرار لإدانة اسرائيل

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفشل في تبنّي قرار لإدانة اسرائيل

جوهرة FMمنذ 6 ساعات

فشل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تبني قرار يدين هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت مساء السبت أنها ستعقد اجتماعا طارئا لمحافظي الوكالة لبحث هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم إن 4 أبنية حيوية في موقع أصفهان النووي في إيران تضررت جراء الهجوم ، منها منشأة لمعالجة اليورانيوم وأخرى لتصنيع صفائح الوقود النووي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفشل في تبنّي قرار لإدانة اسرائيل
مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفشل في تبنّي قرار لإدانة اسرائيل

جوهرة FM

timeمنذ 6 ساعات

  • جوهرة FM

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يفشل في تبنّي قرار لإدانة اسرائيل

فشل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تبني قرار يدين هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت مساء السبت أنها ستعقد اجتماعا طارئا لمحافظي الوكالة لبحث هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم إن 4 أبنية حيوية في موقع أصفهان النووي في إيران تضررت جراء الهجوم ، منها منشأة لمعالجة اليورانيوم وأخرى لتصنيع صفائح الوقود النووي.

سياقات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران … تقديرات مراكز الفكر ووسائل الإعلام الغربية

timeمنذ 6 ساعات

سياقات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران … تقديرات مراكز الفكر ووسائل الإعلام الغربية

مؤتمراً صحفياً، جاء فيه انه ناقش مع نتنياهو موضوع ايران والكثير من الأمور الاخري ، وأنه يأمل في التوصل لاتفاق مع ايران وهذا قد لا يتحقق ، وأنهى حديثه بعبارة ( سنعرف قريباً ) . وذكر موقع هآرتس الإليكتروني- في اليوم ذاته- أن إسرائيل تقوم بدفع استعداداتها لمهاجمة إيران، وكذلك على مستوي الدفاع من رد محتمل علي هجومها. وأشار تقرير هارتس الى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين يعقدون لقاءات بشأن ذلك مع نظرائهم الأمريكيين . وبصرف النظر عن تفاعل طهران مع حالة التأهب التي سبقت توجيه الضربة، لم تكن آراء الباحثين الأمنيين الإسرائيليين خفية على أحد أن احتمال توجيه ضربة لإيران بات أكبر من نجاح المفاوضات النووية الجارية مع واشنطن، خصوصًا مع تصاعد التهديد الإيراني وغياب الثقة في نتائج الحوار. وتفاعلاً مع الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة لبنية القرار السياسي والعسكري في إيران ، يشير تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تباعد التقديرات الإستراتيجية بين طهران وتل أبيب، وأن الأخيرة قد تمكنت من تمرير إشارات خداع إستراتيجي وأنه علي الرغم من إستعداد القادة الإيرانيون منذ أكثر من أسبوع للهجوم الإسرائيلي في حال فشل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ، إلا إنهم لم يتوقعوا أن تبادر إسرائيل بالضربة قبل الجولة السادسة من المفاوضات النووية في عُمان، وأن القادة العسكريين الإيرانيين اعتبروا التقارير التي تحدثت عن هجوم وشيك مجرد دعاية إسرائيلية تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات في برنامجها النووي . من ثم لم يتوجه قادة عسكريون بارزون إلى الملاجئ الآمنة ليلة الهجوم الإسرائيلي، بل بقوا في منازلهم، بسبب اعتقادهم أن الهجوم الإسرائيلي سيكون بعد جولة المفاوضات النووية، واعتبرت طهران أن الاتفاق المنتظر دون ضمانات بمثابة مخاطرة استراتيجية ، نظراً لسابق إنسحاب ترامب من اتفاق 2015 . في خضم التقلبات الجيو - إستراتيجية التي تسود تفاعلات المنطقة منذ تولي ترامب فترة رئاسته الثانية ، نجد أن السياق الذي مهد للتصعيد الحالي ، يكشف عن تكثيف إسرائيل هجماتها على إيران ومصالحها بصفة خاصة في أكتوبر 2024 ، ونفذت أكثر من 100 غارة داخل إيران خلال الأشهر الماضية واستهدفت مصانع صواريخ ورادارات، وتضمنت استخدام سلاح الجو «إف-35»، والبحرية، والصواريخ بعيدة المدى. مما يعكس مستوى جاهزية مرتفع لضربة متعددة الأذرع. كما يلاحظ أن الضربات الجديدة تمت على الرغم من استمرار المفاوضات النووية وقبل الجولة السادسة . وتواكبت مع تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية يوجّه إنتقادات مباشرة لإيران بأنها لم تلتزم بالتعهدات ، وهو أمر يُنظر إليه على أنه تهيئة للضربات الإسرائيلية ؛ هذا ، وقد نشر المجلس الأطلسي ( مؤسسة بحثية غير حكومية تأسست 1961 ) تقريراً يحمل عنوان "الضربة الإسرائيلية على إيران : تحول أمني وجوي-سياسي محفوف بالمخاطر " ، وتطرق إلى تجاوز إسرائيل المحظورات السابقة عبر استهداف منشآت نووية داخل إيران، مما يشير إلى تحوّل في العقيدة الأمنية (عقيدة بيغين ) ويضع المنطقة على مسار تصعيد غير مسبوق، وأن الهجوم الإسرائيلي يمثل ضربة قاضية لمفاوضات واشنطن-طهران في مسقط، الأمر الذى يُغلق باب التسوية السلمية ويدفع باتجاه عسكرة النزاع. وأكد التقرير على أن رد إيران عبر الحرس الثوري أو وكلائها في المنطقة، يهدد بتوسيع رقعة الصراع وتعطيل الاستقرار الإقليمي، أخذاً في الإعتبار التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز. مستقبل الدور الأمريكي وعلى الرغم من شواهد التنسيق المعلن والمستتر ، فإن واضع تقرير المجلس الأطلسي يري أن تنامي الفجوة بين «أمريكا أولًا» و«إسرائيل أولًا» يضعف التنسيق الإستراتيجي ويثير خلافات حول مستقبل الدور الأمريكي في المنطقة، مما يهدد العلاقات الثنائية ويقوّض مفاوضات المساعدات العسكرية المستقبلية. ويمكن وصف تلك التقديرات بأن به قدر من المبالغة لأن الساسة الإسرائيليين - بصرف النظر عن شكل الحكومة - يعلموا جيداً كيفية توظيف الأدوات التي تتيح لتل أبيب استمالة واشنطن إلى صفها، مهما قد يبدو من عدم توافق في المواقف الرسمية المعلنة ( خلال لقاء ترامب ونتنياهو الأخير في واشنطن إفريل الماضي ) والمداخلة الهاتفية لترامب مع وكالة "رويترز" قبل يومين تكشف عن تبدل المواقف الأمريكية تبعاً للمصلحة التي تتحقق من وراء خيارات التهدئة أو التصعيد. وأشار ترامب الى أنه ليس قلقًا من اندلاع حرب إقليمية نتيجة للهجوم الإسرائيلي على إيران التي تعرضّت لضربة مدمرة وليس من الواضح ما إذا كانت لا تزال إيران تمتلك برنامجًا نوويًّا، وإستفاض في تقديم مبررات للهجوم وأن هدف إسرائيل النهائي هو ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًّا، مؤكداً على أنه لم يفت الأوان بعد بالنسبة لإيران لإبرام اتفاق؛ في سياقٍ موازٍ ، وردت في تغطية وكالة "فوكس نيوز " لمستجدات التصعيد إشارات توحي بأن إدارة ترامب كانت علي علم مسبق بالضربات الإسرائيلية ، في المقابل نشرت "فورين بوليسي " تقريراً مهماً يحمل عنوان " إسرائيل إتخذت قراراً أحادياً يخلط أوراق الدبلوماسية النووية " ويتطرق إلى إستهداف إسرائيل لمنشآت نووية وعسكرية وشخصيات قيادية في طهران، في محاولة لمنع إيران من الوصول إلى «العتبة النووية» في المدى القريب. وأشار التقرير الى أن الضربة جاءت رغم تحذير «ترامب» لـ«نتنياهو» بعدم التصعيد خلال الحوار النووي الجاري في سلطنة عمان، مما يهدد بانهيار المسار الدبلوماسي، وأنه رغم نفي أي تورط، اتخذت الإدارة الأمريكية إجراءات احترازية مثل إجلاء دبلوماسيين ونقل موظفين، ما يُرجّح علمها بالهجوم ويعقد مصداقية النفي الأمريكي، وأوضح واضع التقرير أن تقديرات الخبراء تؤكد أن طهران ستعتبر الهجوم إسرائيليًا-أمريكيًا مشتركًا، ما يزيد من احتمالات الرد العسكري المباشر أو عبر الوكلاء، ويهدد أمن القوات الأمريكية في المنطقة؛ تداعيات اقتصادية كما تناولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التداعيات الاقتصادية الدولية والإقليمية وأبرزها ارتفاع سعر برميل خام برنت 7.54%، والعقود الآجلة لشحن النفط 15%، وأسعار التأمين على الشحن الجوي والبحري في منطقة الخليج 20%، نتيجة استمرار التصعيد، وكذلك توقف ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن بعد تعليق العمل في عدد من حقول شرق المتوسط خشية استهدافها من جانب إيران. وركزت أيضاً على خسارة بعض الأسواق الإقليمية أكثر من 3% من قيمتها السوقية مع تراجع في قيمة الأسهم الأمريكية، وسط زيادة الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية. وفي خضم الضربات التي تشنها إسرائيل على طهران وتبريز وبندر عباس ، تشير استنتاجات لمراكز دراسات استراتيجية إلى إحتمالات توجّه إيران نحو توسيع بنك الأهداف الإسرائيلية ورفع سقف الردع، مع التهديد بتوسيع رقعة الصراع إقليميًا ودوليًا، واتخاذ إجراءات تصعيدية في الملف النووي، وربما يتحول الصراع إلى مواجهة كبرى متعددة الجبهات في حال انخراط أطراف دولية بشكل مباشر، ما قد ينعكس على ترتيب توازنات المنطقة واستقرار الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة اهتماماً متزايداً من جانب مراكز الفكر بوضع سيناريوهات للتداعيات الجيوسياسية / إقتصادية ، لاسيما أن التداعيات الاقتصادية للتصعيد المتبادل قد شهدت أمس 15 الجاري تراجعاً في مؤشرات الأسواق العالمية ت، وتراجع تراجع مؤشر "Stoxx Europe 600 " بنسبة 1%، في حين انخفض "DAX" الألماني و"CAC 40" الفرنسي بأكثر من 1,1 % , وانخفض مؤشر "تل أبيب 35" بنسبة 1.3%، ومؤشر "تل أبيب 90" بـ1.7%.، و"تل أبيب 125" بـ1.3%، و"تل أبيب للبنوك" بـ 2%، ولم تسلم المؤشرات العربية من التذبذب فقد تراجع مؤشر"تاسي" السعودي بنسبة 3.8%، والمؤشر الرئيسي الكويتي بـ4.9% .

التصعيد العسكري بين إيران والاحتلال: هل نحن أمام حرب مفتوحة ؟

timeمنذ 7 ساعات

التصعيد العسكري بين إيران والاحتلال: هل نحن أمام حرب مفتوحة ؟

سؤال جوهري: هل نحن بصدد حرب شاملة تُعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون حلقة جديدة في صراع مزمن يتجدد بأشكال مختلفة وأدوات متغيرة دون أن يخرج عن نطاق السيطرة الكاملة؟ هذا السؤال يشغل اليوم الجميع، سواء القائمين على صنع القرار في العواصم العربية والغربية أو المتابعين لمجريات الأحداث، حيث يراقب الجميع التطورات في جو يسوده الارتباك والتوجس، الذي يتغذى من الكثير من التحليلات الرائجة والتي تنزلق إلى فخ غياب المعطيات الدقيقة، ونقصها في أفضل الأحوال. فعوضًا عن ذلك، تخرج استنتاجات متسرعة تُضخّم من حجم الحدث، وتُقدّمه كنقطة تحوّل كبرى، إما باعتباره مقدمة لحرب واسعة النطاق، أو كضربة قاضية لقدرات إيران العسكرية والنووية، وربما حتى نظامها السياسي. هذه القراءات غالبًا ما تنطلق من تجزئة الواقع، وفصل الأحداث عن سياقاتها، ثم إعادة تركيبها بشكل انتقائي يخدم فرضيات مسبقة لا تُعبر عن تعقيد اللحظة. فهي تخلق صورة مبسطة ومشوّهة عن مشهد متداخل ومركّب، يحتاج إلى مقاربة أكثر دقة، تقوم على فهم متوازن للتطورات العسكرية والدبلوماسية ضمن سياقها الإقليمي والدولي العام. إن هذا النوع من القراءة المتأنية هو ما يتيح لنا رسم صورة أوضح لما يحدث، وبالتالي تحديد الفرضيات الممكنة لما هو قادم بعد هذا التصعيد العسكري، الذي رغم حدّته، لم يصل بعد إلى نقطة الحرب المفتوحة، وبقي محصورًا في إطار عمليات عسكرية. وإن تم تقديمها عبر الخطاب الرسمي على أنها عمليات نوعية واستثنائية، إلا أنها تظل دون «نقطة اللاعودة»، التي تعني فعليًا اندلاع حرب شاملة قد تجرّ منطقة الشرق الأوسط بأسرها إلى مواجهات مفتوحة. من هذه القراءات الخاطئة وما يُسوّق له في الغرب، حيث توضع فرضيات تقول بأن التصعيد قد ينتهي بانهيار النظام الإيراني أو بتفكيك بنيته النووية بالكامل، ما يتيح للاحتلال ترسيخ صورته كقوة إقليمية مهيمنة. لكن مثل هذه التقديرات لا تعكس الواقع بقدر ما تُعبّر عن رغبات سياسية واستراتيجية كامنة، تحوّل الرغبة إلى قراءة، وتُقدّم الاحتمال كأنه نتيجة حتمية. هذه التقديرات التي سادت في الساعات الأولى من التصعيد، سرعان ما بدأت بالتآكل، لا لأن إيران حققت انتصارًا حاسمًا كما يروّج البعض في الضفة المقابلة، بل لأن الوقائع بدأت تفرغ ادعاءات الاحتلال من مضمونها، وخاصة ما يتعلق بما سُوّق على أنه «ضربة قاصمة» للبنية النووية الإيرانية. فدعاية الاحتلال بأن الهجوم الجوي قد ألحق أضرارًا كبيرة بالمنشآت النووية الإيرانية وأعاق البرنامج بشكل دائم، يفتقر إلى أدلة دامغة، بل يتجاهل طبيعة المشروع النووي الإيراني نفسه، الذي يتوزع على جغرافيا واسعة داخل البلاد، وتتم حماية أجزاء حيوية منه في عمق الأرض أو داخل منشآت محصّنة بشدة مثل فوردو ونطنز، وهي مواقع يصعب تدميرها حتى باستخدام الأسلحة عالية الدقة. وحتى اللحظة، لم تُصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي بيانات تؤكّد حدوث أضرار جوهرية في البنية النووية الإيرانية، كما أن التصريحات الرسمية من الطرفين لا تزال غامضة، تُبقي الاحتمالات مفتوحة وتترك الباب مواربًا أمام روايات متناقضة. أما الزعم بانهيار قدرة إيران على الرد، وغياب خياراتها العسكرية، فهو الآخر لم يصمد طويلًا. فبعد ساعات من الارتباك الظاهر في الأداء الإيراني في اليوم الأول بعد استهداف كبار قادتها العسكريين، عادت طهران لتُظهر قدرة على الرد المدروس. القصف المباشر الذي استهدف تل أبيب ومناطق حساسة في العمق المحتل لم يكن مجرد رد استعراضي، بل حمل رسائل استراتيجية، أولها أن إيران لم تعد تعتمد بالكامل على أدواتها غير المباشرة أو على «الوكلاء»، بل باتت مستعدة لتبنّي الرد العسكري المباشر. هذا التحول في معادلة الردع الإيراني لا يعني بالضرورة أن طهران تسير نحو مواجهة مفتوحة، بل إنها تسعى لإعادة تعريف قواعد الاشتباك، من خلال ممارسة تصعيد محسوب لا ينزلق إلى الحرب الشاملة، لكنه في الآن ذاته يرسّخ قدرتها على إيلام الخصم متى شاءت، ما يعزز من موقعها في أي مفاوضات قادمة. وهنا تبرز أهمية السردية الإيرانية التي تصرّ على توصيف الاحتلال كمبادر بالتصعيد، في محاولة لتثبيت معادلة تتيح لها الرد دون فقدان شرعية «الدفاع عن النفس»، وبالتالي كسب نقاط قوة إضافية في أي تسوية محتملة. وهو ما يسقط القراءات التي سارعت إلى الترويج لفكرة اندلاع حرب إقليمية شاملة أو لانتصار الاحتلال المبكر، وتتغافل عن السياقات الأوسع، أو تسيء تبويبها، خاصة المواقف الصادرة عن العواصم الغربية الثلاث الكبرى: واشنطن، باريس، وبرلين. هذه العواصم، وإن أبدت استعدادًا معلنًا للدفاع عن الاحتلال، فإن مواقفها تبقى خاضعة لحسابات دقيقة تتعلق بميزان الضغط الداخلي، والرهانات الانتخابية، والكلفة الاقتصادية والعسكرية لأي تورط مباشر في النزاع. فالإدارة الأمريكية، على سبيل المثال، ورغم خطابها المتشدد، تدفع باتجاه تهدئة موضعية تُعيد الإيرانيين إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة، تُقيّد قدراتهم النووية دون أن تُدخل المنطقة في فوضى شاملة. ولعل تلميح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية لعب روسيا دور الوسيط في هذه المرحلة الحساسة يكشف عن رغبة حقيقية في احتواء التصعيد لا في تأجيجه. بناءً على ذلك، لا يمكن القول إننا أمام «نقطة تحوّل» تقود إلى حسم قريب، بل نحن إزاء مرحلة جديدة من صراع الاستنزاف المتبادل، حيث يسعى كل طرف لإضعاف خصمه دون الوصول إلى العتبة التي تعني الانفجار الكامل. الاحتلال، الذي بادر بالتصعيد ويُروّج لنصر عسكري حاسم، يواجه محدودية حقيقية في قدرته على التصدي للصواريخ الإيرانية، كما يواجه خطر استنزاف استراتيجي في حال تواصل التصعيد. أما إيران، ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية الداخلية، فإنها تُدرك أن التفاوض من موقع ضعف سيكلّفها كثيرًا، ولذلك تعتمد الآن استراتيجية «التصعيد المدروس» لاستعادة التوازن. في المحصلة، تبدو الصورة بعد الضربة الكبرى مشهدًا مفتوحًا على جميع الاحتمالات، لكنه محكوم ، حتى الآن ، بإرادة مزدوجة من الطرفين لتفادي الحرب الشاملة، عبر إعادة ترسيم خطوط الاشتباك ورفع كلفة أي تصعيد غير محسوب. ما يجري ليس إعلان انتصار لأحد، ولا بداية لانهيار آخر، بل هو استمرار لصراع تُدار تفاصيله بأعصاب باردة، وبأدوات معقدة، في ظل توازن هشّ ينهك الجميع. حتى الآن ، بإرادة مزدوجة من الطرفين لتفادي الحرب الشاملة، عبر إعادة ترسيم خطوط الاشتباك ورفع كلفة أي تصعيد غير محسوب. ما يجري ليس إعلان انتصار لأحد، ولا بداية لانهيار آخر، بل هو استمرار لصراع تُدار تفاصيله بأعصاب باردة، وبأدوات معقدة، في ظل توازن هشّ ينهك الجميع

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store