logo
عراقجي يؤكد عدم تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم وترامب يهدد بضربات جديدة

عراقجي يؤكد عدم تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم وترامب يهدد بضربات جديدة

الزمانمنذ يوم واحد
طهران (أ ف ب) – الزمان: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لشن ضربات متكررة على المنشآت النووية الإيرانية 'إذا لزم الأمر'.
وجاء تهديد ترامب بعد أن تحدّث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لقناة فوكس نيوز الأمريكية عن أضرار جسيمة أعقبت الهجوم السابق، وأن بلاده غير مستعدة للشروع في مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرمنامج النووي حاليا.
و كتب ترامب في موقع 'تروث سوشيال': 'وزير الخارجية عباس عراقجي يتحدث عن المنشآت النووية الإيرانية: 'الأضرار بالغة، لقد دُمرت'.. هذا ما قلته بالطبع، وسنكرره إذا لزم الأمر'.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الإثنين أنّ بلاده لن تتخلّى عن برنامجها النووي، لا سيما تخصيب اليورانيوم، رغم 'الأضرار الجسيمة' التي ألحقها القصف الأميركي بمنشآتها النووية، وذلك قبل استئناف المحادثات مع القوى الأوروبية.
ومن المقرر أن تلتقي إيران مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول الجمعة لإجراء مفاوضات بشأن برنامجها النووي فيما تتهم طهران القوى الأوروبية بعدم احترام الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وسيكون هذا الاجتماع الأول منذ الحرب التي خاضتها إيران لمدة 12 يوما مع إسرائيل الشهر الماضي والتي نفذت خلالها الولايات المتحدة ضربات على منشآت نووية في إيران.
وقال عراقجي للمذيع في شبكة 'فوكس نيوز' الإخبارية الأميركية بريت باير إنّ 'البرنامج متوقف الآن لأنّ الأضرار جسيمة وخطرة، لكن من الواضح أنّنا لا نستطيع التخلّي عن التخصيب، لأنّه إنجاز لعلمائنا، والآن، أكثر من ذلك، إنّه مسألة فخر وطني'.
وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التعليق على ما قاله عراقجي لفوكس نيوز، مجددا وعيده لإيران وكتب على منصّته 'تروث سوشال' أنّ 'عباس عراقجي، في ما يتعلق بالمواقع النووية الإيرانية، قال إنّ +الأضرار جسيمة للغاية، لقد دُمِّرت+. بالطبع إنها كذلك، كما سبق أن قلت، وسنكرّر (القصف) إذا لزم الأمر!'.
وأبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقا نوويا عام 2015 أطلق عليه اسم 'خطة العمل الشاملة المشتركة'، فرضت بموجبه قيودا على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عليها.
لكن مفاعيل الاتفاق باتت بحكم اللاغية اعتبارا من 2018 خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.
وكانت باريس ولندن وبرلين أكدت التزامها تطبيق الاتفاق، مشيرة إلى رغبتها في مواصلة التبادلات التجارية مع إيران، في وقت لم يُعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة والعقوبات الأوروبية على طهران.
غير أنّ التدابير التي سعت الدول الأوروبية إلى اعتمادها للتخفيف من آثار العقوبات الأميركية، واجهت صعوبات لاسيما أنّ العديد من الشركات الغربية اضطرّت إلى مغادرة إيران التي تشهد معدّلات تضخّم مرتفعة وأزمة اقتصادية خانقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي إنّ 'الأطراف الأوروبية كانت مخطئة ومقصّرة في تنفيذ' الاتفاق النووي.
وجاءت تصريحاته قبل لقاء يُعقد في اسطنبول الجمعة بين إيران وممثلين لفرنسا وبريطانيا وألمانيا للبحث في الملف النووي الإيراني.
وستستضيف إيران أيضا اجتماعا ثلاثيا الثلاثاء مع ممثلين للصين وروسيا لمناقشة الملف النووي الإيراني والعقوبات المحتملة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إنّ بكين تعتزم 'تأدية دور بنّاء عبر دفع الأطراف المعنية إلى استئناف الحوار والمفاوضات للتوصل إلى حل يأخذ في الاعتبار المخاوف المشروعة لجميع الأطراف'.
وتتهم الدول الأوروبية الثلاث طهران بعدم احترام التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وتهدد بتفعيل 'آلية الزناد' التي نص عليها اتفاق العام 2015، وتسمح بإعادة فرض عقوبات دولية على الجمهورية الإسلامية في حال تراجعت عن الوفاء بالتزاماتها بموجبه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن غيزه إنّه 'في حال عدم التوصل إلى حل دبلوماسي بحلول نهاية آب/أغسطس، فإن (إعادة فرض عقوبات) يظل خيارا' مطروحا بالنسبة إلى الأوروبيين.
– 'لا نية للتحدث مع أميركا' –
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، فإن الجمهورية الإسلامية هي الدولة الوحيدة غير النووية في العالم التي تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو أدنى بقليل من نسبة 90% الضرورية للاستخدامات العسكرية، لكنه يتخطى بكثير سقف التخصيب الذي حدده الاتفاق النووي بـ3,67%.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي إنّ استخدام 'آلية الزناد'، 'لا معنى له وغير مبرّر وغير أخلاقي'، مشيرا إلى أنّ إيران توقفت عن الوفاء بعدد من الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق ردا على الإخفاقات الغربية.
وسرّعت إيران بشكل كبير من وتيرة نشاطاتها النووية ونطاقها في الأعوام الأخيرة، كردّ فعل على انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق الذي كان يُفترض أن يقيّد برنامجها ويضمن سلميته، مقابل رفع العقوبات الدولية.
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض مدنية.
وهناك خلاف كبير بين الولايات المتحدة وإيران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، ففي حين تصر طهران على أن من حقّها التخصيب، تعتبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأمر 'خطا أحمر'.
وعقدت إيران والولايات المتحدة خمس جولات من المفاوضات النووية بوساطة سلطنة عمان قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يوما ضد إيران.
وفي 13 حزيران/يونيو، شنّت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران أدّت إلى اندلاع حرب بين البلدين استمرت 12 يوما.
وفي 22 حزيران/يونيو، انضمّت الولايات المتحدة إلى هذه الحرب بقصفها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يُعرف بعد الحجم الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف الأميركي بهذه المواقع الثلاثة.
والإثنين قال بقائي 'في هذه المرحلة، ليس لدينا نية للتحدث مع أميركا'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اتفاق "أميركي ياباني" بشأن خفض الرسوم
اتفاق "أميركي ياباني" بشأن خفض الرسوم

شفق نيوز

timeمنذ 31 دقائق

  • شفق نيوز

اتفاق "أميركي ياباني" بشأن خفض الرسوم

شفق نيوز- واشنطن اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية مع اليابان على خفض الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس دونالد ترامب بفرضها على سلع حليفتها الآسيوية. ووفقاً لوسائل إعلام أمريكية، فإن الاتفاق، الذي يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 15 بالمئة على الصادرات اليابانية إلى أمريكا انخفاضا من 25 بالمئة المقترحة في السابق، هو الأكثر أهمية في سلسلة صفقات تجارية توصل إليها البيت الأبيض قبل الموعد النهائي لفرض رسوم أكبر المقرر الأول من أغسطس . حيث قال ترامب على منصة تروث سوشيال "وقعتُ للتو أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ مع اليابان، هذه فترة مميزة للغاية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أننا سنحافظ دائما على علاقة ممتازة مع اليابان". من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الذي يواجه ضغوطا سياسية بعد هزيمة انتخابية كبيرة يوم الأحد الماضي، بالاتفاق ووصفه بأنه "أقل رقم بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة". وأضاف إيشيبا أن الجانبين اتفقا أيضا على خفض الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على السيارات اليابانية من 25 إلى 15 بالمائة، وتمثل صادرات السيارات أكثر من ربع صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة. وشهد مؤشر نيكي للأسهم اليابانية ارتفاعاً إلى أعلى مستوياته في عام اليوم الأربعاء، في حين تراجعت السندات بعد أن توصلت طوكيو إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.

السذاجة في الشماتة ولكن
السذاجة في الشماتة ولكن

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

السذاجة في الشماتة ولكن

ايران الدولة القومية وليست النظام لم تولد من رحم المعاهدات والأتفاقات الدولية على نسق ولادة الكيان الصهيوني او غيره من الدول الحديثة بل هي امتداد لأمبراطورية عرفت في التاريخ بثقلها الجيوبولتيك بغض النظر عن طبيعة النظم التي حكمتها وقد شكلت عبر وجودها احد عوامل الاستقرار او اللا استقرار استنادا إلى تقاطع المصالح مع النظام السائد ونظم المنطقة والعالم. النظام الأيراني الحالي يشكل نموذج يجمع بين المسحة العقائدية المتمثلة بنظام ولاية الفقيه وبين براجماتية للحوار مع العالم الخارجي، وخلال ما يقرب من خمسة عقود تعامل النظام الأيراني وتحالف مع نظم مختلفة تغاير مسحته العقائدية كما شكل اذرعا له تطابقه شكليا لتنفيذ اجندته في المنطقة كما زرع الخوف والقلق لدول جواره وساهم في عدم استقرار المنطقة وتشديد قبضة الصراعات الطائفية السياسية ولكن انطلاقا من بعض براجماتيته استطاع التعايش مع دول الجوار رغم الحذر الشديد. لقد استطاعت ايران الدولة بفعل عوامل تاريخية وقدرات اقتصادية وموارد طبيعية وبشرية وجغرافيا شاسعة ان تفرض حالة من الاستقرار الحذر والمشوب بالمواجهات العلنية والسرية استنادا إلى طبيعة النظام في تصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية بواجهات عقائدية لا يوجد عليها إجماع مجتمعي مما أسهم في احتقانات سياسية واجتماعية في تلك البلدان. إيران مجتمع متعدد القوميات والأمكانيات. تضم إيران عدة قوميات رئيسية، أبرزها الفرس، الأذريون، الأكراد، اللور، البلوش، العرب، والتركمان. الفرس هم الأغلبية، بينما يشكل الأذريون أكبر أقلية عرقية. الأكراد يتواجدون في غرب إيران، واللور في جنوب غربها. البلوش يسكنون جنوب شرق البلاد، والعرب يتواجدون في مناطق مختلفة بما في ذلك محافظة خوزستان. التركمان يعيشون في شمال شرق إيران. اما بالنسبة للأديان والمذاهب ففيها غالبية مسلمة شيعية.الى جانب أقلية مسلمة سنية، بالإضافة إلى أقليات دينية أخرى مثل المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين، والبهائيين. ومن اهم المعادن الموجودة في إيران: النفط، الغاز، الحديد، النحاس، الذهب، الفضة، الزنك، الرصاص، النيكل، الكروميت، المنغنيز، التيتانيوم، اليورانيوم، الفحم، القصدير، أحجار كريمة مثل الفيروز، الرخام، الجص، الإسمنت والملح. وتحتل المرتبة الخامسة عالميا في في الموارد الطبيعية والمنجمية وما قيمته 27.5 تريليون دولار وقد تفتح هذه الموارد شهية ترامب للعمل العسكري المباشر ضد ايران. اثبت أحداث السابع من أكتوبر إلى جانب محاور المقاومة وفي مقدمتهم ايران ان هناك فروق في تكنولوجيا الحرب وفي المعلومات الاستخباراتية وعنصر المباغتة يميل إلى جانب العدو الغاشم إلى جانب إستخدامه اسلوب الأبادة الجماعية وكذلك قدرات حلفائه في الأستماتة في الدفاع عنه رغم كل ما اصاب بنيته العسكرية والأقتصادية وخسائره البشرية التي تلقاها من محور المقاومة إلا ان افرازات ذلك اطالت المحور بشكل عنيف مما سبب في تدمير لبنان وسقوط نظام الأسد وانهاك اليمن وبنيته التحتية ووضع العراق في صراعات داخلية تهدد استقرار النظام السياسي في العراق. إلى جانب ان دول المحور تعاني من اشكالية بنيوية عميقة في نظمها السياسية والأقتصادية والأجتماعية وصراعات في جبهتها الداخلية في الموقف الواضح من الكيان الغاصب إلى مشاكلها في الفقر والبطالة وانعدام الخدمات الأنسانية وجميعها عوامل لا تحسم الصراع لمصلحة القضية الفلسطينية وان هذه الدول لا تقاتل بأسمها بل من خلال ميليشيات انفردت في قرار مقاتلة العدو واتهمت أنها تستجيب لمصالح ايران ودورها وسياساتها في المنطقة مما اضعف الأجماع العربي حول الحرب الدائرة إلى جانب الدول العربية المطبعة في السر و العلن مع الأحتلال الصهيوني. وعلى الرغم من انشغال المجتمع الدولي في القضية الفلسطينية ومحاولات للحد من سلوك إسرائيل الهمجي إلا أنه لم يفلح واكتفى فقط بنداءات للكيان بوقف عملياته الأجرامية إلى جانب التحالف الغربي مع إسرائيل رغم ما ارتكبته من مجازر فاقت أحداث أكتوبر أضعاف حيث تم تشريد الشعب الفلسطيني مجددا من أرضه وتعريضه للأبادة والجوع والقتل الجماعي الآن وجدت إسرائيل حجتها ومعها أمريكا والعالم الغربي لتشديد الخناق على النظام الأيراني في قضية التخصيب والسلاح النووي والصواريخ الباليستية مما أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل للهجوم على ايران وبنيتها التحتية الاقتصادية والعسكرية مستغلة الفراغ الذي حصل في محور المقاومة، إلى جانب المراهنة على الأستياء الداخلي في ايران الناتج من الحصار طويل الأمد وتوقف التنمية الشاملة وعسكرة الحياة حتى باتت الدعاوى لأسقاط النظام هو هدف إسرائيل وامريكا والتحريض على الفوضى داخل ايران. أن الهدف المعلن من العمليات العسكرية ضد ايران هو إسقاط النظام في ظل نظام سياسي عقائدي عمل لعقود على فرضية إسقاط المعارضة من معادلته السياسية فهل هذه العمليات تؤدي إلى إسقاط رأس النظام؟ قطعا لا بل لأسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها ومواردها وتركها فريسة الصراعات الأثنية والطائفية والمكوناتية في بلد متنوع الأعراق والقدرات وأن حصل ذلك فأن المنطقة بكاملها ستدخل في دوامة الفوضى والأقتتال الداخلي ولكن حق الشعب الأيراني في تقرير مصيره وفي شكل نظامه القادم هو حق مصان ولعل التفاعلات الداخلية السريعة هي من يحسم الأمر وليست نتنياهو المجرم وحليفه ترامب النرجسي المريض.

قبل العاصفة: قراءة في تصاعد الصراع الإيراني–الإسرائيلي وتداعيات النووي ماقبل الحرب واثناءها وما ينتظر المنطقة بعدها(3_1)
قبل العاصفة: قراءة في تصاعد الصراع الإيراني–الإسرائيلي وتداعيات النووي ماقبل الحرب واثناءها وما ينتظر المنطقة بعدها(3_1)

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

قبل العاصفة: قراءة في تصاعد الصراع الإيراني–الإسرائيلي وتداعيات النووي ماقبل الحرب واثناءها وما ينتظر المنطقة بعدها(3_1)

لم تكن أحداث الأيام (الاثني عشر ) الأخيرة التي اشتعلت فيها المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل وليدة لحظة فجائية، بل جاءت تتويجًا لسلسلة من التوترات المتصاعدة، والتفاهمات المجهضة، والتحرشات العسكرية المحدودة التي اختبرت بها تل أبيب حدود خصمها، تحت عين أمريكا الساهرة، وصمت دولي متواطئ أحيانًا وخائف أحيانًا أخرى، ولعل الملف النووي الإيراني هو المحور الأبرز في هذا الصراع المعقّد، حيث مثّل ساحة صدام دائم بين إرادة إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية، ومخاوف إسرائيل من أي تقدم قد يمنح طهران قوة ردع إقليمية موازية. (خلفية الصراع الإيراني-الإسرائيلي) منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، تبنت إيران خطابًا معاديًا لإسرائيل، داعمة قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، فيما رأت تل أبيب ان طهران خطرًا استراتيجيًا يهدد وجودها وأمنها، هذا الصراع ظل حتى وقت قريب في إطار 'الحرب الباردة'، يتمثل في الاغتيالات، والهجمات السيبرانية، وحرب الظل في سوريا، والعراق، واليمن، لكن منذ مطلع عام 2024، بدأ هذا التوتر يأخذ منحى جديدًا، خاصة بعد احداث غزة والجنوب اللبناني،وسقوط سوريا بات الحديث بشكل علني ان الهلال الشيعي قد كسر، كذلك اعلان امريكا عن فشل المحادثات النووية، مما رافقها من تحولات الإقليمية ، عصفت بالمنطقة . ( النووي الإيراني.. مفاوضات عقيمة وقلق متصاعد) رغم المساعي الدولية لإعادة إحياء الاتفاق النووي (JCPOA) الذي وقع عام 2015 وانسحب منه ترامب في 2018، بقيت المفاوضات متعثرة، ورغم أن إدارة بايدن حاولت التوصل إلى تسوية، إلا أن عدة عوامل أعاقت ذلك، ومنها شروط إيران لرفع العقوبات بالكامل ومطالب أمريكية بتقليص برنامج التخصيب وتوسيع رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اضف لذلك ضغوط إسرائيلية على واشنطن بعدم منح طهران 'هدية استراتيجية'. وسط هذا الجمود، بدأت طهران تزيد من تخصيب اليورانيوم إلى نسب تقترب من عتبة الاستخدام العسكري، مما أثار مخاوف استخباراتية إسرائيلية من قرب امتلاكها 'قدرة الاختراق النووي'. ( إسرائيل تبدأ القتال.. تعهدات منقوضة وضربات استباقية) في أوائل يوليو، نفذت إسرائيل ضربات جوية دقيقة على منشآت إيرانية في دمشق، واغتالت عددًا من قادة الحرس الثوري الإيراني ومهندسي الطائرات المسيّرة، هذا التصعيد جاء رغم تفاهمات سابقة – غير معلنة – بين واشنطن وتل أبيب بعدم الانزلاق إلى مواجهة شاملة في المنطقة، الا ان الاستهتار الصهيوني ادار دفة الاحداث الى وجهة مجهولة كما رأينا في النهاية! ان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بررت ذلك بأن إيران تمثل خطرًا وجوديًا، وأن صبرها الاستراتيجي انتهى، بينما رأى مراقبون أن هذا التصعيد جزء من معركة داخلية إسرائيلية لتحويل الأنظار عن أزمات نتنياهو، ( المسيرات الإيرانية.. اختبار للرد أم خداع استراتيجي؟) خلال نفس الفترة، أرسلت إيران عددًا من المسيّرات المتواضعة نحو قواعد إسرائيلية في الجولان المحتل، لم تُسقط هذه الطائرات أضرارًا كبيرة، لكنها أثارت سخرية الإعلام الغربي الذي وصفها بـ'الرد الضعيف'، مما رسّخ انطباعًا بأن إيران غير قادرة – أو غير راغبة – في الدخول بمواجهة مباشرة. لكن هناك وجهة نظر أخرى؛ وهي إن إيران اختارت التريث وعدم الرد الكبير فورًا، ليس خوفًا، بل كجزء من سياسة 'الرد الاستراتيجي المتأخر' التي اتبعتها في مناسبات سابقة، واحبت ان تلاعب العدو قليلاً وتعطيه نصراً زائفاً لذلك فقد تعاملت بحذر لتفادي إعطاء ذريعة لإسرائيل أو أمريكا بشن هجوم شامل على منشآتها النووية، لكنها بقت بانتظار لحظة مناسبة تقلب فيها المعادلة! (ما قبل الـ12 يوم.. ترقب إقليمي وقلق دولي) في الفترة التي سبقت المواجهة المباشرة، كانت المؤشرات كلها تشير إلى أن 'شيئًا كبيرًا' في طريقه للحدوث، اذ شهدت المنطقة تحركات غير مألوفة للأسطول الأمريكي في الخليج، وإخلاء موظفي السفارات الغربية من بغداد وبيروت واطلاق تصريحات متناقضة من البيت الأبيض حول إمكانية التهدئة. (زيارة سرية لمسؤول إسرائيلي رفيع إلى أوروبا لحشد دعم استخباراتي) كل ذلك أعطى صورة واضحة بأن الأمور تتجه إلى مواجهة مباشرة، أو على الأقل إلى اختبار غير مسبوق في قواعد الاشتباك، المقال سيكون ثلاثي ليغطي ماجرى وجرى وما سيجري، اي انه يتحدث في ثلاث ازمنه الماضي والحاضر والمستقبل استشرافا، ليس الا لذلك أن مرحلة ما بعد هذه الأحداث، ليست كما قبلها. لان العالم بات يرى إيران من زاويتين متناقضتين؛ دولة تمتلك القدرة على إشعال المنطقة، لكنها تمارس أقصى درجات الحذر. والقدرة على حفظ ماء الوجه الاسلامي امام الغطرسة الصهيونية وبعيدا، عن لغة البلطجة وتحميل الجميل للعرب!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store