
كأس العالم للأندية 2025.. تطوير لكرة القدم أم ترويج تجاري محض؟
مع اقتراب صافرة البداية لأضخم نُسخ كأس العالم للأندية وأشدّها تطورًا، تتجه أنظار عشاق المستديرة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تستضيف الحدث الكروي المرتقب بين 15 يونيو و13 يوليوز 2025، بمشاركة غير مسبوقة تضم 32 فريقًا من مختلف قارات العالم.
وبينما يُنظر إلى البطولة باعتبارها اختبارًا مبكرًا للبنية التحتية الأميركية قُبيل احتضانها لمونديال 2026، جاءت سلسلة من القرارات التنظيمية المثيرة للجدل لتعيد رسم ملامح المنافسة وتُشعل جدلًا واسعًا حول مستقبل اللعبة عالميًا؛ بين من يرى في هذه التغييرات خطوة نحو تطوير البطولات الكبرى، ومن يصفها بانزياح تجاري يهدد جوهر كرة القدم.
يُعدّ قرار رفع عدد الأندية المشاركة إلى 32 فريقًا من أبرز التغييرات المثيرة للجدل، لما يحمله من تحوّل غير مسبوق في بنية البطولة.
وبينما يُسوّق الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' لهذه التوسعة باعتبارها خطوة نحو تعزيز التمثيل القاري العادل، عبر توزيع المقاعد على نحو يُحاكي نظام كأس العالم للمنتخبات، يرى محللون أن هذا التوجّه لا يخلو من طابع تجاري بحت، قد يُفضي إلى إضعاف القيمة الفنية للمسابقة، ويُحولها إلى منصة تسويقية أكثر منها ميدانًا للندية والاحتراف الحقيقي.
وفي هذا السياق، أوضح الصحفي الرياضي في قنوات" beIN SPORTS" وفا صوقار لصحيفة " البطولة" أن كأس العالم للأندية لطالما ارتبطت بالأبعاد التجارية، خاصة أن البطولة وُلدت أساسًا لأغراض تجارية، وتُقام عادة في فترات يغيب فيها الزخم الكروي المرتبط بالمنافسات القارية والدولية.
وأضاف صوقار، أن الفيفا اعتادت منح تنظيم البطولة لدول مثل اليابان، الإمارات وقطر، بهدف تطوير بنيتها التحتية واكتسابها خبرات تنظيمية، مؤكدًا أن الفيفا تسعى لإضفاء طابع تنافسي أقوى على النسخة الموسّعة، بدلًا من النظام القديم الذي كان يمنح بطل أوروبا اللقب بعد مباراة واحدة.
ولفت صوقار إلى أن الفيفا غالبًا ما يعتبر هذه البطولات فرصة اختبار للدول المستضيفة قبل تنظيم كأس العالم، تمامًا كما جرى مع قطر في كأس العرب 2021. والآن، الولايات المتحدة تحت المجهر، خاصة أنها لم تستضف بطولة كبرى منذ 1994، ويريد الفيفا التأكد من جاهزيتها على مستوى البنى التحتية والتنظيم.
من بين التغييرات اللافتة في نسخة كأس العالم للأندية 2025، السماح للأندية بالتعاقد مع لاعبين بنظام الإعارة المؤقتة فقط خلال فترة البطولة. وقد أعلن الفيفا عن فتح نافذة انتقالات استثنائية للأندية المشاركة، تمتد من 1 إلى 10 يونيو 2025، ما يمنح الفرق فرصة لإجراء تعاقدات جديدة استعدادًا للمونديال.
ورغم أن القرار بُرر بأنه يأتي لمواجهة الضغط البدني والمباريات المكثفة، إلا أن الخطوة تحمل في طيّاتها أبعادًا اقتصادية وتسويقية واضحة، حيث يسعى الفيفا من خلالها إلى تحفيز سوق الانتقالات وجذب أسماء كبيرة تضفي المزيد من الإثارة والجاذبية على البطولة.
وأكد المحلل الرياضي حمزة زغول في حديثه لصحيفة " البطولة"، أن فتح باب الانتقالات المؤقتة قبل بطولة كأس العالم للأندية يُعد خطوة ذكية تسهم في رفع مستوى الفرق والبطولة عمومًا، إذ تتيح للأندية التعاقد مع لاعبين جدد، وقد تم دعمها ماليًا لهذا الغرض.
وأضاف زعول، أن هذا الإجراء لا يقتصر على الأندية الكبرى فحسب، بل يشمل أيضًا الأندية الصغيرة. كما أن نظام الإعارة يُضفي على البطولة طابعًا جذّابًا، خاصة مع إمكانية مشاركة نجوم كبار مثل ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو.
ورأى زغول أن هذه الخطوة تعد فرصة مهمة أيضًا للأندية العربية لتعزيز صفوفها بلاعبين مميزين، ما قد يمنحها حضورًا أقوى ومنافسة أكثر جدية على الساحة الدولية.
من جانبها، رأت رئيسة تحرير صحيفة " الملاعب '، دعاء موسى، في تصريح لجريدة ' البطولة '، أن هذه الخطوة قد تكون سلاحًا ذا حدّين، إذ إن إدخال عناصر جديدة قبل بطولة كبيرة مثل كأس العالم للأندية قد يُربك الانسجام الفني، خاصة في حال عدم وجود وقت كافٍ للتأقلم بين اللاعبين الجدد وباقي المجموعة.
وأكدت موسى أن كرة القدم اليوم لم تعد مجرد أسماء، بل أصبحت منظومة متكاملة، وأي تغيير في هذه المنظومة قبل انطلاق بطولة رسمية كبرى قد يؤثر سلبيًا أكثر مما يُفيد، لا سيما بالنسبة للفرق التي تسير على خط ثابت وتتمتع باستقرار فني.
أعلن الفيفا عن مجموعة من التعديلات التنظيمية والتقنية الجديدة التي سيتم تطبيقها لأول مرة في كأس العالم للأندية 2025، والتي أثارت الكثير من الجدل وردود الفعل.
من أبرز هذه التعديلات، ما يتعلق بتعامل حراس المرمى مع الكرة داخل منطقة الجزاء، حيث تقرر احتساب ركلة ركنية للفريق المنافس إذا احتفظ الحارس بالكرة لأكثر من ثماني ثوانٍ، بدلًا من الركلة الحرة غير المباشرة.
وبحسب الفيفا، فإن الهدف من هذا التعديل، هو الحد من تضييع الوقت وتشجيع اللعب السريع، لكن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا حول مدى تأثيرها على تركيز الحراس وإمكانية تعريضهم لضغط مفرط خلال المباريات.
وفي هذا الإطار قالت دعاء، إن هذه القوانين تُضاعف الضغط على حراس المرمى، إذ باتوا مطالبين بتركيز عالٍ، وتنظيم الدفاع، والانسجام الكامل مع خط الظهر، وها هم الآن يواجهون أيضًا عامل الوقت كخصم مباشر لهم.
وشدّدت دعاء على أن تطبيق هذه القوانين دون مراعاة للظروف الواقعية، كالإصابات أو الضغط البدني خلال المباراة، قد يؤدي إلى ظلم غير مقصود بحق الحراس، خاصة مع وجود رقابة مستمرة قد لا تكون منصفة في جميع الحالات.
وأضافت، ينبغي أن "تُطبّق هذه القوانين بعقلانية ومرونة، لا بحرفية جامدة، حتى نحافظ على عدالة اللعبة، ونعزّز في الوقت نفسه من سرعتها ومتعتها".
وسيشهد المونديال تجربة تقنية جديدة تتمثل في وضع كاميرات صغيرة على أجسام الحكام، بهدف تقديم زاوية تصوير فريدة للجماهير من قلب الحدث، بالإضافة إلى استخدامها في برامج تدريب الحكام مستقبلًا. واعتبر بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة الحكام في فيفا، أن " هذه النسخة الموسعة من البطولة تمثل تحديًا جديدًا للتحكيم العالمي، ويجب أن يتمتع الطاقم التحكيمي بأعلى درجات الانضباط والتكامل"، واصفًا الطاقم بـ"Team One".
كما أشار ماسيمو بوساكا، مدير قسم التحكيم في الفيفا، إلى أن " هذه التجربة تُعد محاولة لتوحيد المعايير التحكيمية على مستوى العالم، مع مراعاة الفروقات الثقافية والعقلية بين الدول".
في خضمّ التحوّلات التنظيمية ووسط الضجيج التسويقي الذي يحيط بالنسخة الموسّعة من كأس العالم للأندية 2025، تبقى الجماهير الركيزة الأساسية التي لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها، فهي من تمنح البطولات معناها الحقيقي وزخمها الشعبي.
وحول ذلك أوضح صوقار: " بالنسبة للجمهور، ومهما تطوّرت بطولة كأس العالم للأندية وارتفعت قيمتها التسويقية، فإنها لن تتفوّق على دوري أبطال أوروبا من حيث الأهمية والمكانة".
لكن النسخة الجديدة تُعدّ الأولى من نوعها بهذا الحجم وعدد الفرق، على غرار بطولات كبرى وهو ما يعني أن الجماهير ستشهد مباريات بمستويات متفاوتة، كما هو الحال في هذه البطولات.
وتحدث صوقار عن الأندية العربية المشاركة، مشيرًا إلى أن البطولة هذا العام ستشهد حضورًا عربيًا مميزًا، بوجود خمس فرق كبرى، أبرزها الأهلي المصري، الوداد الرياضي، الهلال السعودي، والعين الإماراتي، إلى جانب أندية تونسية قوية. ولفت إلى أن هذه الفرق تتمتع بجماهيرية عريضة في الوطن العربي، ما يُعزز من حجم المتابعة ويضفي أجواءً خاصة على منافسات البطولة.
وأكد صوقار على وجود تحديات أبرزها فارق التوقيت، حيث ستُقام بعض المباريات في ساعات متأخرة، كالثانية فجرًا، مما قد يؤثر على نسب المشاهدة، ويدرك الجمهور أن البطولة لا تضاهي في أهميتها البطولات القارية الكبرى، لكنه يُبدي فضولًا كبيرًا لمتابعة النسخة الجديدة، لا سيما لمعرفة مدى قدرة الأندية العربية على مواجهة الفرق العالمية، وفرصها في بلوغ الأدوار المتقدمة.
ووفقًا لتوقعات الفيفا، قد تحقق النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية أكثر من 2.5 مليار مشاهدة تلفزيونية حول العالم، وهو رقم يفوق نسخ البطولات السابقة مجتمعة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلبريس
منذ 4 ساعات
- بلبريس
في قرار مفاجئ..بلقشور يعلن عدوله عن الترشح لرئاسة الرجاء الرياضي بسبب 'غياب الشفافية'
أعلن عبد السلام بلقشور، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، عن عدوله النهائي عن الترشح لرئاسة نادي الرجاء الرياضي، رغم تأكيده المسبق عن رغبته في ذلك خلال خرجاته الإعلامية السابقة. وفي بيان توضيحي وُجّه إلى مكونات وأنصار النادي "الأخضر"، أوضح بلقشور أن قراره جاء نتيجة لما وصفه بـ'غياب الشفافية' و'انعدام شروط التنافس العادل'، مشيرًا إلى جملة من التحولات التي شهدها البيت الرجاوي خلال الأيام القليلة الماضية، على رأسها ملف الانتدابات، الذي يُدبّره الرئيس الحالي بشكل انفرادي، في ظل غياب إدارة تقنية، وافتقاد النادي لمدير رياضي ولجنة متخصصة تُشرف على الجانب الرياضي. وأوضح بلقشور الذي يشغل أيضا منصب رئيس العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، أن كل هذه المعطيات توحي بأن 'الرئيس الحالي مُتشبّث بمنصبه ولا ينوي التخلي عنه'، مستدلاً بذلك على 'امتناعه عن فتح باب الانخراط' و'التأخر غير المبرر في الإعلان عن موعد الجمع العام العادي الانتخابي'، وهو ما 'يحول دون وضع أي برنامج عملي أو زمني لتنزيل مشروعه الرياضي'، بحسب تعبيره. وأضاف المتحدث أنه لم يكن يسعى إلى المنصب في حد ذاته، بل كان دافعه الأساسي هو 'لم شمل العائلة الرجاوية وخدمة نادٍ كبير وعريق'، غير أن 'الواقع الحالي يناقض هذا التوجه ويصعب معه العمل في مناخ سليم'. وختم البيان برسالة ودّ وتقدير للنادي وجماهيره العريضة، متمنيًا 'التوفيق والنجاح للرجاء الرياضي، الذي لطالما أسعد الجماهير المغربية ومثّل الوطن بأفضل صورة في المحافل القارية والدولية'. وتأتي هذه التطورات في وقت حساس يعيش فيه الرجاء الرياضي مرحلة دقيقة على المستويين الإداري والرياضي، في ظل التأخر في الإعلان عن موعد الجمع العام، واحتدام النقاش حول مستقبل التسيير داخل أحد أكبر أندية كرة القدم في المغرب وإفريقيا.


البطولة
منذ 4 ساعات
- البطولة
الزمالك يعلن رسميًا تسديد مستحقات خالد بوطيب ورفع القيد عن التعاقدات
أعلن نادي الزمالك المصري تسديد مستحقات الدولي المغربي السابق خالد بوطيب ، مما أدى إلى رفع عقوبة إيقاف القيد المفروضة عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وأكد النادي في بلاغ رسمي تلقيه إخطارًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برفع القيد عن التعاقدات، بعد تسوية مستحقات خالد بوطيب بالكامل. وأشار البلاغ إلى أن مجلس الإدارة قام بتسديد مبالغ كبيرة للمدربين واللاعبين السابقين، شملت دفع 2.8 مليون دولار لخالد بوطيب، إلى جانب مبالغ لأندية مثل سبورتنج لشبونة (1.5 مليون دولار)، كاراكاس (512 ألف دولار)، وليون 36 (24 ألف دولار)، بالإضافة إلى مستحقات لاعبين ومدربين سابقين مثل بنجامين أتشيمبونج وجاييمي باتشيكو، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 6.5 مليون دولار. يُذكر أن خالد بوطيب كان قد انضم إلى الزمالك في يناير 2019 قادمًا من مالاطيا سبور التركي، وخاض مع الفريق 24 مباراة في مختلف المسابقات، سجل خلالها 5 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين، قبل أن يُغادر القلعة البيضاء في يناير 2020.


البطولة
منذ 5 ساعات
- البطولة
أبرون: "إن عدت لتسيير المغرب التطواني فيجب القيام بذلك مع سياسيي وسلطات ورجال أعمال المدينة"
نفى عبد المالك أبرون، رئيس لجنة البنيات التحتية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إمكانية عودته لتسيير المغرب التطواني مستقبلا. وعرف الموسم الحالي نزول المغرب التطواني للقسم الثاني، بعد أن احتل المركز ما قبل الأخير من البطولة الاحترافية "إنوي". قال أبرون في تصريحاته لبودكاست "الزاوية" على صحيفة "البطولة": "لا أحد سيمنعني من مدينتي، ولكن لا يمكنني (العودة للتسيير)، لأنه إذا أردت التسيير فيجب القيام بذلك مع 'ناس المدينة' وهم السياسيون والسلطات المحلية والجمهور ورجال الأعمال". وواصل:"علينا أن نحمل الفريق وألا يكون صغيرا بملفه قبل نتائجه، فحين لا يكون المشروع كبيرا مهما منحته من أموال فلا يمكنك أن تسير لوحدك". وأكمل: "لا أحد قادر على منعي ولكن لا يمكنني أن أسير وحيدا، ويعمل لي أحد 'العصا فالرويضة'، وحين رأيت الأمور لا تسير كما كان، غادرت، ولكن ماذا فعلوا منذ تلك اللحظة؟ نحن جهزنا البنية التحتية وأنتم ماذا فعلتم؟ لا شيء". واستطرد: "لا أعلم نسبة الديون، وشخصيا لا أرى أن تطوان بسلطاتها وكل متعاون ومدينة تتنفس الكرة أن تقع في هذه المشاكل، وكل هؤلاء المسيرين كانوا في مكاتبنا ولم يتم إقصاؤهم". وأردف: "أزروال الرئيس الحالي كنت أمنحه التفويض ليقوم التوقيع. لا يوجد تشاور مع المكتب الحالي، وأنا كنت أتصل بهم وحين لم أر تجاوب لم أعد أتصل بأحد، ولا أتمنى ما يقع لتطوان أريدها أن تزدهر ولو تلعب بشكل عاد".