
خبراء: العقوبات الأمريكية على الصين تضر بمصالح واشنطن أكثر من خصومها
حذر خبراء اقتصاديون ومحللون دوليون، من أن السياسات التجارية العدائية التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه الصين، بما في ذلك فرض رسوم جمركية مشددة، ستنتهي إلى فشل مشابه لما حدث مع العقوبات المفروضة على روسيا، مؤكدين أن هذه الإجراءات تضر بمصالح واشنطن أكثر من خصومها.
ويشير الخبير الاقتصادي الأوروبي والاستاذ فى ريادة الاعمال بجامعة ديوك بولاية نورث كارولينا دانيال غروس، إلى أن العقوبات الغربية على روسيا لم تحقق الأهداف المرجوة، حيث استمرت روسيا في تصدير النفط والغاز إلى دول مثل الصين والهند، مما حافظ على استقرار اقتصادها.
ويحذر "غروس" من أن فرض عقوبات مماثلة على الصين، التي تمتلك اقتصادًا أكثر تكاملًا مع العالم، قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على المنتجات الصينية، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر.
وتقوم الصين بدراسة دقيقة للتجربة الروسية في مواجهة العقوبات الغربية. وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، شكلت بكين مجموعة عمل حكومية لتحليل تأثير العقوبات على روسيا وتقديم تقارير دورية للقيادة الصينية. وتتضمن هذه الدراسات استراتيجيات مثل تقليل الاعتماد على الدولار، وتعزيز التجارة مع شركاء "ودودين"، وتطوير الإنتاج المحلي.
من جهة أخرى، يؤكد أرنود برتراند، رجل الأعمال والمحلل المتخصص في الشأن الصيني والبروفيسور فى جامعة جنيف لريادة الاعمال، إن "فرض رسوم جمركية قاسية على الصين يعيد ارتكاب الخطأ ذاته الذي ارتكبته واشنطن مع روسيا، والذي أثبت في نظر العالم ضعف الولايات المتحدة لا قوتها".
وأضاف برتراند، أن "ترامب يسعى لإعادة فرض صورة الهيمنة الأمريكية من خلال التصعيد مع الصين، بعد أن ترك أوروبا تتحمل كلفة الهزيمة في أوكرانيا، لكن النتيجة ستكون كارثية على واشنطن نفسها".
ويشير برتراند إلى أن الاقتصاد الصيني يتمتع بمرونة كبيرة، إذ لا تمثل الصادرات إلى الولايات المتحدة سوى أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي للصين، في حين أن جزءًا كبيرًا من هذه الصادرات ليس سوى منتجات أمريكية مصنّعة في الصين، مثل أجهزة آيفون وحواسيب "ديل" وأحذية "نايكي".
ويتساءل برتراند: "من الذي سيتضرر أكثر عندما يتم تعطيل سلاسل التوريد هذه؟ الصين التي تحصل على هامش ضئيل؟ أم الولايات المتحدة التي تستحوذ على معظم القيمة المضافة؟".
وفي هذا السياق، توقعت مؤسسة "غولدمان ساكس" الأمريكية أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنحو 0.5% خلال عام 2025، بينما قد تؤدي إلى دفع الاقتصاد الأمريكي نحو الركود، مع احتمالية بنسبة 45% لذلك، وتراجع النمو الأمريكي إلى 0.5% فقط، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى نمو بنسبة 2.5% قبل فرض الرسوم. وهذا يعني أن الاقتصاد الأمريكي قد يتلقى ضربة تعادل أربعة أضعاف ما ستتكبده الصين من خسائر.
ويشير خبراء إلى أن أكثر من 56% من الواردات الأمريكية هي عبارة عن مدخلات تصنيع، ويأتي جزء كبير منها من الصين، وهو ما يجعل فكرة "الاستقلال الذاتي في الصناعة" التي يروج لها ترامب غير واقعية، إذ لا يمكن تطوير الصناعة دون مدخلات أجنبية.
ويقول برتراند إن "الولايات المتحدة ترتكب نفس الخطأ الإستراتيجي مجددًا، مستخدمة عقوبات اقتصادية ذاتية التدمير، فيما بقية العالم يشاهد ويبدأ في تقليص اعتماده على واشنطن بشكل متسارع". ويرى أن مثل هذه السياسات العدوانية لن تؤدي إلا إلى تعجيل التراجع الأمريكي على المسرح العالمي.
ويختم الخبير الاقتصادى بقوله: "ما يحدث الآن يشبه التراجيديا الإغريقية، حيث البطل المأخوذ بغروره يتجه بإصرار نحو مصيره المحتوم، رغم كل التحذيرات والعلامات".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة نيوز
منذ 39 دقائق
- وكالة نيوز
بوليتيكو: ترامب سيخصص 25 مليار دولار لتنفيذ مشروع القبة الذهبية
العالم-الامريكيتان وذكر موقع 'بوليتيكو' نقلا عن مصدر مطلع في البيت الأبيض، أن 'المبلغ يتوافق مع الطلب المضمن في مشروع قانون الميزانية الضخم للإدارة، والذي لم يوافق عليه الكونغرس بعد'. وأضاف: 'تقدر التكلفة الإجمالية للمشروع، وفقا لتقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، بنحو 500 مليار دولار على مدى عشرين عاما'. ومن المتوقع أن يعلن ترامب قراره في وقت لاحق بالبيت الأبيض، برفقة وزير الدفاع بيت هيغسيث، فيما أشارت التقارير إلى أنه سيتم تعيين الجنرال مايكل جيتلين من قوة الفضاء الأمريكية رئيسا للبرنامج. واقترح المشرعون الجمهوريون 'استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار للقبة الذهبية كجزء من حزمة دفاعية أوسع نطاقا، لكن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يواجه عقبات كبيرة في الكونغرس'. كما أعرب الديمقراطيون عن قلقهم بشأن 'فعالية الدرع الدفاعية الباهظة التكلفة'. وذكرت وسائل إعلام أمريكية في وقت سابق، أن وزارة الدفاع 'البنتاغون' قدمت خيارات إلى البيت الأبيض لتطوير نظام 'القبة الذهبية' الدفاعي الصاروخي، الذي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يكون قادرا على حماية الولايات المتحدة من الضربات بعيدة المدى.


وكالة نيوز
منذ 39 دقائق
- وكالة نيوز
يقول ترامب إننا ستضع الأسلحة في الفضاء كجزء من خطة 'القبة الذهبية'
واشنطن العاصمة – وضع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث أوضح خطتهما حتى الآن لبرنامج الدفاع الصاروخي 'القبة الذهبية' ، والذي سيشمل وضع الأسلحة في الفضاء لأول مرة. متحدثًا من البيت الأبيض يوم الثلاثاء ، قال ترامب إنه 'اختار رسميًا هندسة معمارية' للنظام ، المصمم لإنزال 'الصواريخ الفائقة الصواريخ ، والصواريخ البالستية وصواريخ الرحلات البحرية المتقدمة'. وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: 'لقد وعدت الشعب الأمريكي بأنني سأبني درعًا للدفاع الصاروخي المتطور لحماية وطننا من تهديد هجوم الصواريخ الأجنبية'. وأضاف أن نظام القبة الذهبية سيشمل 'أجهزة الاستشعار والتقاطعات الفضائية'. 'بمجرد أن تم بناؤها بالكامل ، ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو تم إطلاقها من جوانب أخرى في العالم وحتى إذا تم إطلاقها من الفضاء' ، تابع ترامب. 'سيكون لدينا أفضل نظام تم بناؤه على الإطلاق.' ويأتي هذا الإعلان بعد أقل من أربعة أشهر من توقيع ترامب الأمر التنفيذي انطلاق تطور البرنامج. الجنرال مايكل جيتولين – الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في Space Force ، وهو فرع من الجيش الأمريكي – من المقرر إدارة البرنامج. في حديثه في هذا الحدث ، أشاد هيغسيث بالخطة باعتبارها 'مغيرًا للألعاب' و 'استثمار الأجيال في أمن أمريكا والأميركيين'. لم يصدر البيت الأبيض على الفور المزيد من التفاصيل حول نظام الدفاع الصاروخي ، ويقال إن البنتاغون لا يزال يعمل على إمكاناته ومتطلباته. قدّر مكتب ميزانية الكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر أن المكونات القائمة على الفضاء للقبة الذهبية وحدها قد تكلفها ما هو 542 مليار دولار على مدار العشرين عامًا القادمة. ولاحظ أن هناك حاجة إلى عدد كبير من أجهزة الاستشعار والتقاطعات لنظام قائم على الفضاء ليكون فعالًا ، خاصة وأن الجيوش الأجنبية مثل تنمو كوريا الشمالية أكثر تطوراً. ولكن يوم الثلاثاء ، حدد ترامب علامة سعر أقل بكثير وجدول زمني. وقال ترامب: 'يجب أن تكون تعمل بشكل كامل قبل نهاية ولايتي. لذا ، سنقوم بذلك في غضون ثلاث سنوات تقريبًا'. وقدر التكلفة الإجمالية لإضافة ما يصل إلى 175 مليار دولار ، مضيفًا أنه يعتزم استخدام إمكانيات الدفاع الحالية لبناء النظام. لكن تمويل البرنامج لم يتم تأمينه حتى الآن. في المؤتمر الصحفي يوم الثلاثاء ، أكد ترامب أنه كان يبحث عن 25 مليار دولار للنظام في أ فاتورة خفض الضرائب ينتقل حاليًا عبر الكونغرس ، على الرغم من أن هذا المبلغ يمكن خفضه وسط المفاوضات المستمرة. من المحتمل أن يكون هناك بعض الاختلاف في التكلفة الإجمالية للمشروع. استشهدت وكالة أنباء وكالة أسوشيتيد برس ، على سبيل المثال ، بمسؤول حكومي لم يكشف عن اسمه قوله إن ترامب قد حصل على ثلاثة إصدارات من الخطة ، وصفت بأنها 'متوسطة' و 'عالية' و 'عالية'. تتوافق تلك المستويات مع عدد الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار والاعتراضات التي سيتم وضعها في الفضاء كجزء من البرنامج. ذكرت وكالة الأنباء أن ترامب اختار النسخة 'العالية' ، والتي تتراوح تكلفة أولية تتراوح بين 30 مليار دولار و 100 مليار دولار. أسئلة حول الجدوى وبينما أوضح خططه للقبة الذهبية يوم الثلاثاء ، استشهد ترامب بالعديد من الإلهام ، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي 'القبة الحديدية' لإسرائيل ، والذي تموله الولايات المتحدة جزئيًا. كما أشار إلى عمل زميل جمهوري ، الرئيس الراحل رونالد ريغان ، الذي خدم في البيت الأبيض خلال الحرب الباردة في الثمانينات. كجزء من مبادرة الدفاع الاستراتيجية في عام 1983 ، اقترح ريغان حاجزًا أمام الأسلحة النووية التي شملت التكنولوجيا الفضائية. وقال ترامب: 'سنكمل حقًا الوظيفة التي بدأها الرئيس ريغان قبل 40 عامًا ، مما ينهي تهديد الصواريخ إلى الوطن الأمريكي إلى الأبد'. لكن الأسئلة استمرت على جدوى نظام الدفاع الفضائي ، وسعره ، وما إذا كان يمكن أن يشعل سباق التسلح الجديد. شكك الديمقراطيون أيضًا في مشاركة Elon Musk's SpaceX ، وهي مرشحًا بين شركات التكنولوجيا التي تسعى إلى بناء مكونات رئيسية للنظام. دعت مجموعة من 42 من المشرعين الديمقراطيين إلى التحقيق في دور المسك في عملية تقديم العطاءات ، مشيرة إلى منصبه كمستشار خاص لترامب وتبرعاته الكبيرة في حملته إلى الرئيس. 'إذا كان السيد Musk يمارس تأثير غير لائق على عقد القبة الذهبية ، فسيكون ذلك مثالًا آخر كتب الديمقراطيون في أ خطاب ، الدعوة إلى التحقيق. يوم الثلاثاء ، لم يرد ترامب بشكل مباشر على سؤال حول الشركات التي ستشارك في القبة الذهبية. بدلاً من ذلك ، أبرز أن النظام سيعزز الصناعات في ولايات مثل ألاسكا وإنديانا وفلوريدا وجورجيا. وأضاف: 'لقد اتصلت بنا كندا ، وهم يريدون أن يكونوا جزءًا منه. لذلك سنتحدث معهم'.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
مسؤولون أمريكيون: إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية
حصلت الولايات المتحدة على معلومات استخباراتية جديدة تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية، في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران، بحسب ما قاله عدد من المسؤولين الأمريكيين المطلعين على أحدث المعلومات الاستخباراتية لشبكة CNN الأمريكية. ضرب إيران وقال مسؤولون أمريكيون، إن مثل هذه الضربة ستُمثل قطيعة صارخة مع الرئيس دونالد ترامب، كما أنها قد تُنذر بصراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط، وهو أمر سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه منذ أن أججت حرب غزة التوترات بدءًا من عام 2023. يُحذّر المسؤولون من أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارًا نهائيًا، بل إن هناك خلافًا عميقًا داخل الحكومة الأمريكية حول احتمالية اتخاذ إسرائيل قرارًا في نهاية المطاف، ومن المرجح أن يعتمد قرار إسرائيل بشن ضربات، وكيفية تنفيذها، على رأيها في المفاوضات الأمريكية مع طهران بشأن برنامجها النووي. لكن شخصًا آخر مطلعًا على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية حول هذه القضية، قال إن احتمال شنّ إسرائيل هجومًا على منشأة نووية إيرانية قد ازداد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، مضيفا بأن احتمال إبرام اتفاق أمريكي-إيراني، بتفاوض ترامب، لا يزيل كل اليورانيوم الإيراني، يزيد من احتمالية شنّ هجوم. وتقول مصادر متعددة مطلعة على المعلومات الاستخباراتية إن المخاوف المتزايدة لا تنبع فقط من الرسائل العامة والخاصة من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يشيرون إلى أن إسرائيل تدرس مثل هذه الخطوة، ولكن أيضا من الاتصالات الإسرائيلية التي تم اعتراضها وملاحظات التحركات العسكرية الإسرائيلية التي قد تشير إلى ضربة وشيكة. ومن بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة، نقل الذخائر الجوية واستكمال مناورة جوية، بحسب مصدرين.