logo
ما يُحضّر لإيران.. وما يمكن لإيران فعله! #عاجل

ما يُحضّر لإيران.. وما يمكن لإيران فعله! #عاجل

جو 24منذ 5 أيام

جو 24 :
كتب: كمال ميرزا
بالأمس قبل أن أنام، كنتُ أفكر بأنّ ما تحتاجه إيران كي لا تكرّر الخطأ الذي وقع به غيرها، أن تبادر هي بالهجوم، وأن تكون الضربة الأولى لها، لا أن تنتظر أن يقوم العدو بحركته مراهِنةً على قدرتها على امتصاص الضربة واحتوائها ومن ثمّ الردّ عليها.
هذا هو أحد الدروس العظيمة التي علّمنا إياها "طوفان الأقصى" حين استبقت المقاومة المخطّطات الصهيونيّة تجاه قطاع غزّة بشنّ هجوم السابع من أكتوبر، ولو أنّ المقاومة انتظرت أن يقوم العدو بخطوته الأولى لاختلف مسار الأحداث، ولحُسمت المواجهة مبكراً، ولربما كان قطاع غزّة الآن قاعاً صفصفاً خالياً من أهله وقد نجح مخطّط الإبادة والتهجير.
وفي حدود تصوّري، من أبجديّات الإستراتيجيّة العسكريّة (أو هكذا يُفترَض): إذا كانت المواجهة محتومة ولا بدّ، فلتختر أنتَ الزمان والمكان والكيفيّة، ولا تترك للعدو أن يفرض عليك زمانه ومكانه وكيفيّته!
وما أن أغمضتُ عينيّ على هذه الفكرة وقد اضمرتُ الكتابة عنها في الصباح، استيقظتُ لأجد أنّ الكيان الصهيونيّ وقد سلبنا المبادرة مرّة أخرى، وقام بالفعل بتنفيذ ضربته لإيران، أو للدقّة، أمريكا والغرب هما اللذان قاما بتوجيه ضربتهما من خلال الكيان الصهيونيّ ذراعهما في المنطقة!
الذي أوحى إليّ بهذا الكلام خبر عابر قرأته أثناء تصفّحي أمس المواقع الإخباريّة:
((تقديرات أمريكيّة: إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ باليستي قادر على ضرب إسرائيل)).
للوهلة الأولى، ظاهر مثل هذا الخبر قد يدغدغ عواطف أنصار المقاومة ومحورها، وكارهي الكيان الصهيونيّ وأمريكا وأذنابهما في المنطقة.
ولكن لسبب ما، هذا الخبر أعاد إلى ذهني أجواء ما تسمّى "حرب الخليج الأولى"، والخطاب الإعلاميّ الذي كان سائداً حينها.
أيامها كانت هناك مبالغة كبيرة وتهويل شديد من قبل وسائل الإعلام الغربيّة (وبالتبعيّة وسائل الإعلام العربيّة) في تصوير قوّة وقدرات الجيش العراقيّ، ووصفه بأنّه رابع أقوى جيش في العالم، وامتلاكه ما تُسمّى "أسلحة الدمار الشامل"!
لتتالى الأحداث بعدها، ويتبيّن أنّ الهدف الحقيقيّ من المبالغة والتهويل هو خلق قناعة ولو مُضمرة لدى الجميع بفداحة "الخطر" الذي يمثّله العراق وأسلحته، وبالتالي تبرير وتسويغ ولو بطريقة غير مباشرة حجم وفداحة العدوان الذي سيُشن عليه تاليّاً (تحت غطاء قرارات ما تُسمّى الشرعيّة الدوليّة).
وبالنسبة لمحبّي العراق وأنصاره، فإنّ المبالغة في تصوير قوة العراق وقدراته، زادت من وقع وهول وأثر هزيمته وانكساره.. ولا ننسى هنا أنّ العرب لم يُساقوا سوقاً إلى مؤتمر مدريد للسلام إلّا بعد أن هُزم العراق!
هل يعني هذا أنّ العراق لم يكن قويّاً وقتها، وأنّ إيران ليست قويّة الآن؟!
الإجابة قطعاً لا، ولكن بما أنّ العدو يعرف مقدار هذه القوة تماماً، ويتحدّث عنها في خطاباته وتصريحاته وإعلامه، فقطعاً قطعاً أنّ تعويله في مخططاته لا يقوم على الصدام مع هذه القوة وإمكانيّة كسرها بالمعنى الآنيّ المباشر.
ففي حالة العراق، أمريكا وأذنابها لم يستطيعوا فعليّاً كسر العراق عسكريّاً، لا في العدوان الأول سنة 1990، ولا في الغزو التالي سنة 2003.
ما حدث أنّه قد تمّ توجيه ضربة قاسية للعراق أرهقته، وأضعفت قدرة الدولة العراقيّة بأجهزتها ومؤسساتها خاصة في الشقّين السياديّ والأمنيّ، صاحبَ ذلك عقوبات وحصار جائر خنق الشعب العراقيّ (أيضاً باسم الشرعيّة الدوليّة)، وجوّع أبناءه، وحطّم معنويّاته (وهو الذي كان قد خرج منتشيّاً وفخوراً بنصره في الحرب العراقيّة الإيرانيّة)، وأرسى حالة من اليأس والقنوط والسخط، وأوجد جيلاً مهزوماً يفتقر لإرادة الصبر والصمود والتحدّي.
إضعاف الدولة وخنق الشعب خلقا مناخاً مواتياً ومهّدا الأرضيّة للسلاح الحقيقيّ الذي تعوّل عليه أمريكا وأذنابها لتحقيق الحسم على المدى البعيد: الخون والعملاء والجواسيس، سواء من الأفراد مدنيّين وعسكريّين داخل منظومة الدولة وهرم القيادة نفسه، أو من فئات وقوى وشرائح ومكوّنات اجتماعيّة بعينها (طبعا مع التوظيف الكثيف للإعلام والبروبوغندا والخطاب الطائفيّ).
هؤلاء الخون والعملاء والجواسيس قد كانوا العامل الحاسم في استكمال "المهمّة"، وتحقيق النصر، وتمكين أمريكا وأذنابها لاحقاً من غزو العراق واحتلاله ووضع اليد على موارده وسلب ثرواته ومقدراته بأسهل ما يمكن وبأقل التكاليف.
هذا النموذج و"السيناريو": ضربة ترهق الدولة وتسهّل اختراقها، ومن ثمّ خون وجواسيس وعملاء، هو نفس النموذج و"السيناريو" الذي تمّ تطبيقه فيما تسمّى ثورات الربيع العربيّ، وبشكل أساسيّ في سوريا، مع اختلاف الحيثيّات والتفاصيل.
وهو نفس النموذج و"السيناريو" الذي طالما طبّقه وانتهجه الكيان الصهيونيّ في الضفّة الغربيّة تحت غطاء ما يسمّى "التنسيق الأمنيّ"، ويحاول أن يطبّقه الآن في غزّة عبر عصابة "ياسر أبو شباب" ومَن لفّ لفيفه.
وبالقياس، هو نفس النموذج و"السيناريو" الذي سيحاول العدو تنفيذه في إيران، بل بالأحرى، قد شرع بتنفيذه بالفعل؛ فالعقوبات والحصار ضدّ إيران موجودان أساساً (وطبعاً سيصار إلى تشديدهما)، واختراق الداخل الإيرانيّ بالخون والعملاء والجواسيس حاصل بالفعل، وهو ما وشت به الاغتيالات والاستهدافات المتكرّرة، وما وشى به العدوان الإسرائيليّ الأخير.
بكلمات أخرى، ما على إيران أن تخشاه تاليّاً ليس ما يأتيها من الخارج، بل ما يُحاك ويُدبّر لها في الداخل!
هل يعني هذا الكلام أنّه قد "فات الفوت"؟! الإجابة قطعاً لا، ولكن بشرط، ألّا تقترف إيران الخطأ الذي ارتكبه غيرها، وألّا تقع في الفخ نفسه!
إذا كان لدى إيران قوة فلتستخدمها الآن، وحالاً، وتوّاً، ولتُفرغ مافي جعبتها مباشرةً على رؤوس الكيان وداعميه، وعلى طريقة "عليّ وعلى أعدائي".. لأنّها إذا انتظرت أكثر فسيتم تحييد قوتها هذه حتى وإن بقيت سليمة ولم تُدمّر، وستصبح "هي وقلّتها واحد"!
هذا هو الدرس الذي تعلّمه العراق وحاول تداركه عندما حاول إفراغ ما في جعبته من صواريخ على رأس الكيان الصهيونيّ.. ولكن بعد فوات الأوان.
وهذا هو الدرس الذي رفض النظام السوريّ تعلّمه على مدار سنوات الأزمة، وأخذته العزّة بالأثم، وأصرّ على الرهان على دهائه وقدرته على اللعب على جميع الأوتار في علاقته مع حلفائه وخصومه على حدّ سواء.. ليسقط هذا النظام بطريقة هزليّة، وليدمّر الكيان الصهيونيّ في يومين الأسلحة والقدرات التي راكمها الجيش السوريّ على مدار خمسين سنة ولم يستخدمها أو يستغلّها بـ "خمسة قروش" كما يقول التعبير الشعبيّ.
وفي المقابل هذا هو الدرس الذي تعلّمه أبطال المقاومة في غزّة وإخوان الصدق في اليمن: الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، وهو ما مكّنهما من الصمود لغاية الآن، والاحتفاظ بالمبادرة، وتقوية موقفهما التفاوضيّ.. رغم الفرق الهائل في القوة والإمكانات!
وامتداداً لثيمة الخون والعملاء والجواسيس، القاسم المشترك في النموذج و"السيناريو" الصهيو-أمريكيّ أعلاه، وجود دول جوار تناصب "الدولة المستهدَفة" العِداء، أو على الأقل مستعدّة لاعتبارات نفعيّة ومصالحية ووظيفيّة ضيقة التواطؤ ضدّ هذه الدولة، وإتاحة أراضيها وأجوائها ومياهها وقدراتها وأجهزتها وبناها التحتيّة لصالح العدو إن هجوماً أو دفاعاً.
والمضحك المُبكي، أنّ المستهدِف بالأمس (بكسر الدال) قد يصبح المستهدَف اليوم (بفتح الدال)، وأنّ المُستهدَف اليوم قد يصبح مستهدِفاً في الغد.. والمستفيد دائماً وأبداً هو العدو!
فعلى سبيل المثال، سوريا التي شاركت في قوّات "حفر الباطن" ضدّ العراق سنة 1990 هي التي تم التآمر عليها وصولاً إلى إسقاطها سنة 2025. وإيران التي تواطأت مع الغزو والاحتلال الأمريكيّ للعراق سنة 2003 هي التي بدأت عمليّاً وعمليّاتيّاً معركة إسقاطها حاليّاً.
والسُنّة الذين اكتووا بنيران التقارب الأمريكيّ-الشيعيّ في مرحلة من المراحل، هم الذين نراهم يضعون يدهم الآن في يدّ الأمريكيّ والصهيونيّ ضدّ الشيعة.. وهكذا دواليك!
هذا الكلام مهم وخطير وحسّاس لثلاثة أسباب:
السبب الأول: أنّ سقوط إيران، وبغض النظر عن مدى حبّك أو كرهك لها كدولة أو نظام أو شعب، هو إضعاف للمنطقة برمّتها يدفع ثمنه الجميع من خلال إعادة إنتاج وترسيخ حالة الهيمنة والتبعيّة والاستلاب.
السبب الثاني: أنّ العدو الصهيو-أمريكيّ لا يؤمَن جانبه مهما أُبرِمَت معه من عهود وأحلاف، ومهما تمّ إبداء الود وحسن النوايا تجاهه، ومهما قُدّمت إليه من هبات ومغريات.. فهذا العدو لا يعرف ولا يقدّس إلّا مصالحه، وهو على استعداد للتخلّي عن أوثق أصدقائه وحلفائه في لحظة إذا اقتضت مصلحته ذلك.
السبب الثالث: أنّ الانتهاء من مهمّة إسقاط وتقويض وتفتيت دولة ما في المنطقة، لا يعني العودة إلى حالة من الهدوء والاستقرار ولو نسبيّاً، بل يعني الانتقال إلى الدولة التالية على سُلّم الأولويّات.
وعربيّاً، لدينا ثلاث أولويّات لا يمكن للعدو الصهيو-أمريكيّ وفق نهجه ومخططاته الحالية السماح لها بالبقاء والاستمرار والرسوخ وبلوغ مداها.
أولاً: مصر الأكبر ديمغرافيّاً مما ينبغي والأقوى عسكريّاً مما ينبغي.
ثانياً: السعودية الأكبر مساحةً مما ينبغي والأغنى مما ينبغي.
ثالثاً: الجزائر الكبيرة والغنية والقويّة نسبيّاً إلى حدّ كبير!
نحن أمام تجلٍ آخر من تجلّيات سيناريو إمبرياليّ استعماريّ قديم وفيلم صهيو-أمريكيّ محروق، وهذا الكلام موجّه بشكل أساسيّ لأولئك الذين يعميهم حقدهم الطائفيّ وغباؤهم السياسيّ حدّ الفرح بضرب إيران وتمنّي سقوطها أو حتى التواطؤ ضدّها!
إذا سقطت إيران فإنّ الدور لن يتوقّف عند إيران، أنتم تالياً، وهذا الدرس رغم أنّنا تعلّمناه بالطريقة الصعبة إلّا أنّنا نصرّ كعرب ومسلمين على الرسوب في اختباره مرّة بعد مرّة بعد مرّة!
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...
الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

العرب اليوم

timeمنذ 3 أيام

  • العرب اليوم

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

منذ عقودٍ لم يمرّ الشرق الأوسط باضطراباتٍ وإعادة ترتيبٍ مكثفٍ لمراكز القوى فيه كما يجري في هذه الفترة، محاور سياسية تتهاوى، فروعاً ومراكز، وأنظمة سياسية تختفي بعد عقودٍ كانت فيها ثابتاً لا يطوله التغيير، سوريا نموذجاً، ودولٌ تسودها الفوضى المستحكمة كما في اليمن وليبيا والسودان. من جهةٍ أخرى فنحن نعلم أنها مرحلة تاريخية في منطقتنا تشير إلى أننا على وشك الالتحاق بالعالم الأول، وأوروبا الجديدة، بحيث يكون الاقتصاد هو أقوى الفاعلين في السياسة، وتدور صراعاتٌ جديدةٌ حول قوة الآيديولوجيات وقوة الاقتصاد، حول قيمة الآيديولوجيا وآيديولوجيا القيمة، كما جرى سابقاً في أوروبا في الصراع التاريخي إبان الحرب العالمية الباردة بين النموذجين الشيوعي الاشتراكي والغربي الرأسمالي. الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب خرج من حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت منتصراً، وأنهى الحرب العالمية الباردة بتفكك الاتحاد السوفياتي، وحين جاءت الانتخابات الرئاسية الأميركية سقط أمام شابٍّ ديمقراطيٍّ اسمه بيل كلينتون كان يرفع شعاراً يقول: «إنه الاقتصاد يا غبي». ضربت إسرائيل بقوةٍ مواقع وشخصيات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وهو الهجوم الذي رفضته السعودية ودول الخليج العربي بشكل قويٍّ وغير مسبوقٍ، وهو موقفٌ ثابتٌ ومستمرٌ للسعودية في دعم استقرار الدول في المنطقة والعالم. في هذه اللحظة العصيبة على الدولة والنظام الإيراني فإن خبرة النظام الطويلة قد تخدعه، وتجاربه السابقة قد تضلله؛ إذ لا بدَّ في هذه الظروف الحرجة من التبصر والتجدد، وقد كتب كاتب هذه السطور قبل أسبوعين فقط، أن «إيران أمام لحظة حاسمة من تاريخها المعاصر، وهي بحاجة لاعتصار كل حكمة التاريخ وإرث العقل، حتى تستطيع إنقاذ نفسها وإنقاذ المنطقة من تحدٍّ تاريخي غير مسبوق، ولا يتمنى أحدٌ في المنطقة أن يصل هذا التحدي الخطير إلى أمدٍ لا يمكن بعده معرفة المصير»، وللأسف فقد وقع ما كنا نخشاه. ردة الفعل الإيرانية على الهجمات الإسرائيلية بصواريخ ومسيراتٍ هي ردة فعلٍ تصعيدية وليست مسرحيةً كما جرى من قبل، هو في الحقيقة دليلٌ على أن أحداً ما لا يريد اعتصار حكمة التاريخ، والتهديد بتوسيع الرد باتجاه أميركا لا يعني شيئاً غير أن الشعارات الآيديولوجية حين يتم ترويجها قد تقنع البعض بأن يجعلها استراتيجية ويرتكب أخطاء على أساسها. هجوم السابع من أكتوبر قبل عامين في قطاع غزة لم يزل يحرق كل من كان وراء سياسة ارتكاب الأخطاء في المنطقة، والسيناريو نفسه يتكرر، في غزة و«حماس» ثم بعد ذلك باتجاه «حزب الله» اللبناني، بضربة البيجر التي قضت على كثير من قيادات «حزب الله» في لبنان، ومن ثم استهداف مئاتٍ من قيادات الحزب في لبنان وفي سوريا، ثم جاء القضاء على الأمين العام للحزب حسن نصر الله. في نهاية حرب الخليج الأولى اضطر المرشد الإيراني الأول الخميني إلى «تجرع السم» كما سماه بالموافقة على إنهاء الحرب. لعقودٍ طويلةٍ مضت، كانت الدول الغربية داعمةً لحركات الإسلام السياسي في العالم الإسلامي والعربي وعلى رأسها بريطانيا، ولعقودٍ أقل من تلك كانت داعمةً للثورة الإسلامية في إيران التي جاء مرشدها من فرنسا، ولعقود كانت تدعم هذه الحركات لمشاغبة الأنظمة العربية والإسلامية، وهذه حقائق تاريخية يدرك تفاصيلها الباحث المختص والمؤرخ الواعي، والسؤال هو ما الذي غيّرته الدول الغربية من سياساتها تجاه توازنات القوى في الشرق الأوسط في هذه المرحلة؟ ما الذي جدّ ولم يكن موجوداً من قبل؟ ومع الاعتراف بأن هذه أسئلة كبرى لا يدرك أبعادها الكثيرون، ولكنها يجب أن تطرح، عربياً وكذلك غربياً وشرقياً في الدول العظمى في العالم؟ هل ذهبت أميركا بعيداً مع أوباما واليسار الليبرالي فيما كان يعرف بالربيع العربي واكتشفت أن الدول العربية قوية ومؤثرة؟ أتحدث تحديداً عن السعودية ودول الخليج العربي؟ ثم العودة الترمبية القوية في أميركا، هل هي مجرد رد على توجهات اجتماعية تطرف فيها اليسار الليبرالي أم أنها قراءة استراتيجية حقيقية تفيد بأن إذلال أميركا ليس طريقاً للقوة، وأن الخضوع لخصوم أميركا والتخلي عن حلفائها كانا سياسة أوبامية شديدة الغباء؟

الحذر الحذر يا إيران!
الحذر الحذر يا إيران!

جو 24

timeمنذ 4 أيام

  • جو 24

الحذر الحذر يا إيران!

جو 24 : كتب: كمال ميرزا الساعة الآن الرابعة فجراً، حوّل المحطّة على قناة الجزيرة، ستجد أنّ الشاشة مُقسّمة إلى أربعة أقسام تبث مقاطع مسجّلة وحيّة موزّعة بين الداخل الإيرانيّ والداخل الصهيونيّ. للحظة ستشعر بنشوة وحبور وأنت ترى مشاهد الدمار في "تل أبيب"، وبصراحة، مَن منّا لا يُسر أن يرى "تل أبيب" تُقصف، ومَن منّا لن يحمد الله أنّه قد أتاح له رؤية "تل أبيب" تتعرض لمثل هذا الدمار والرعب والإذلال ولو لمرّة واحدة في العمر.. وبعدها فليحدث ما يحدث؟! ولكن ما هي إلّا لحظات وتذهب السكرة وتأتي الفكرة، وتسأل نفسك: ما الذي أراه فعليّاً على الشاشة؟! ها هما إيران والكيان الصهيونيّ يتبادلان القصف والتصعيد، وها هما يتبادلان "الركلات الترجيحيّة" على حدّ تعبير أحد الأصدقاء، وها هما يكشفان تباعاً أوراق بعضهما البعض، ويستنزفان تدريجيّاً قدراتهما وترسانتهما وجبهة كلّ منهما الداخليّة! هل سبق وأن رأينا مثل هذا السيناريو من قبل؟! نعم، كثيراً! وماذا سيحدث تالياً؟! سيأتي "القاشوش" الأمريكي ويضرب ضربته القاصمة بعد أن تكون جميع الأطراف قد أضعفت بعضها البعض، و"نهنهت" بعضها البعض (باللهجة المصريّة دغدغت).. سواء من خلال تدخّل عسكريّ مباشر، أو من خلال خونة وعملاء في الداخل، و"مرتزقة" و"ثوّار" و"مجاهدين في الخارج، سبق لأمريكا وأن جنّدتهم ونظمتهم ودرّبتهم، وهم حاليّاً جاهزون وعلى أهبة الاستعداد ينتظرون فقط الإيعاز وساعة الصفر! هذا ما فعلته أمريكا في الحرب العالمية الثانية حين تركت أعداها وحلفائها على حدّ سواء يموجون في بعضهم البعض، ويُجهزون على بعضهم البعض، ثمّ أتت هي في الثواني الأخيرة والهزيع الأخير و"قشّت" الليلة وخرجت المنتصر الأكبر من الحرب وتسيّدت العالم! وهذا هو السيناريو الذي طبّقته أمريكا غير مرّة منذ ذلك التاريخ ولغاية الآن. وهذا الأسلوب هو "الماركة المسجّلة" لفوضى أمريكا الخلّاقة بحربها على الإرهاب، وربيعها العربيّ، وصفقة قرنها، وشرق أوسطها الجديد. وهنا، حتى يستقيم الفهم ويتّضح منطق هذا الكلام، لا بدّ لنا أن نذكّر أنفسنا ببعض الثوابت التي نميل دائماً إلى نسيانها والتغافل عنها بسبب انجرافنا وراء التفاصيل ومجريات الأحداث: أولاً: الكيان الصهيونيّ هو قاعدة متقدّمة أوجدها المشروع الإمبرياليّ الرأسماليّ الغربيّ، والذي تتزعّمه أمريكا حاليّاً، من أجل خدمة مصالحه في المنطقة، وترسيخ وإعادة إنتاج حالة الهيمنة والتبعيّة والاستلاب. أي أنّ الكيان الصهيونيّ هو مجرد "أداة". ثانيّاً: الحرب التي يخوضها الكيان الصهيونيّ منذ السابع من أكتوبر 2023 ولغاية الآن هي فعليّاً حرب بالوكالة يخوضها لحساب أمريكا، بكون أمريكا هي الطرف الوحيد الذي يمتلك منذ اليوم الأول القدرة على وقف هذه الحرب فوراً لو أرادت ذلك، وبكون الكيان لم يكن ليستطيع الاستمرار لأسبوع واحد، والقيام بما قام به لغاية الآن (بما في ذلك ضرب إيران) لولا الدعم والتسليح والتمويل والغطاء الأمريكيّ. ثالثاً: رئيس الوزراء الصهيونيّ "بينيامين نتنياهو" وعصابة حربه ويمينه المتطرّف هم كلاب في مهمّة، وقد حُرقت ورقتهم بالفعل، ولن يكون لهم مكان في المستقبل أيّاً كانت المآلات والنتائج، وما استمرار الدعم الأمريكيّ والغربيّ لهم إلّا من قبيل استنفاد هذه الورقة المحروقة، ومحاولة الاستفادة منها إلى أقصى مدى ممكن قبل أن تبطل صلاحيّتها نهائيّاً. في ضوء ما تقدّم، فإنّ إيران، وفي غمرة ردّها الذي لا بدّ منه على الكيان الصهيونيّ، عليها ألّا تنسى أنّ الخطر الحقيقيّ الذي يتهدّدها ويجب أن تخشاه وتحذره وتحترز منه ليس خطر الكيان، بل هو الخطر الأمريكيّ قولاً واحداً. ومرّة أخرى، الدرس التاريخيّ الذي يُفترض أن إيران قد تعلمته من تجارب الآخرين هو أنّ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، طالما أنّك ما تزال تمتلك القدرة على الهجوم، وقبل أن تقع "الفاس بالراس" وتفقد قدرتك على الهجوم. ليس فقط الكيان الصهيونيّ نمر من ورق جعله خوف وتخاذل وتواطؤ الأنظمة العربيّة والإسلاميّة مفترساً، بل الوجود الأمريكيّ والردع الأمريكيّ في المنطقة هو أيضاً نمر من ورق، وكذبة قد آن الأوان لقطع دابرها بعد أن قام إخوان الصدق اليمنيّون بفضحها بالدليل العمليّ وعلى رؤوس الاشهاد، وهذه هي النقطة التي يجب أن تعوّل عليها إيران وتعقد رهانها قبل أن تبلغ الأمور نقطة "اللاعودة"، ولكي تضمن أن تسحب الجميع معها وتجعلهم يدفعون أفدح الأثمان في حال تعدّت الأمور فعليّاً نقطة اللاعودة! تابعو الأردن 24 على

ما يُحضّر لإيران.. وما يمكن لإيران فعله! #عاجل
ما يُحضّر لإيران.. وما يمكن لإيران فعله! #عاجل

جو 24

timeمنذ 5 أيام

  • جو 24

ما يُحضّر لإيران.. وما يمكن لإيران فعله! #عاجل

جو 24 : كتب: كمال ميرزا بالأمس قبل أن أنام، كنتُ أفكر بأنّ ما تحتاجه إيران كي لا تكرّر الخطأ الذي وقع به غيرها، أن تبادر هي بالهجوم، وأن تكون الضربة الأولى لها، لا أن تنتظر أن يقوم العدو بحركته مراهِنةً على قدرتها على امتصاص الضربة واحتوائها ومن ثمّ الردّ عليها. هذا هو أحد الدروس العظيمة التي علّمنا إياها "طوفان الأقصى" حين استبقت المقاومة المخطّطات الصهيونيّة تجاه قطاع غزّة بشنّ هجوم السابع من أكتوبر، ولو أنّ المقاومة انتظرت أن يقوم العدو بخطوته الأولى لاختلف مسار الأحداث، ولحُسمت المواجهة مبكراً، ولربما كان قطاع غزّة الآن قاعاً صفصفاً خالياً من أهله وقد نجح مخطّط الإبادة والتهجير. وفي حدود تصوّري، من أبجديّات الإستراتيجيّة العسكريّة (أو هكذا يُفترَض): إذا كانت المواجهة محتومة ولا بدّ، فلتختر أنتَ الزمان والمكان والكيفيّة، ولا تترك للعدو أن يفرض عليك زمانه ومكانه وكيفيّته! وما أن أغمضتُ عينيّ على هذه الفكرة وقد اضمرتُ الكتابة عنها في الصباح، استيقظتُ لأجد أنّ الكيان الصهيونيّ وقد سلبنا المبادرة مرّة أخرى، وقام بالفعل بتنفيذ ضربته لإيران، أو للدقّة، أمريكا والغرب هما اللذان قاما بتوجيه ضربتهما من خلال الكيان الصهيونيّ ذراعهما في المنطقة! الذي أوحى إليّ بهذا الكلام خبر عابر قرأته أثناء تصفّحي أمس المواقع الإخباريّة: ((تقديرات أمريكيّة: إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ باليستي قادر على ضرب إسرائيل)). للوهلة الأولى، ظاهر مثل هذا الخبر قد يدغدغ عواطف أنصار المقاومة ومحورها، وكارهي الكيان الصهيونيّ وأمريكا وأذنابهما في المنطقة. ولكن لسبب ما، هذا الخبر أعاد إلى ذهني أجواء ما تسمّى "حرب الخليج الأولى"، والخطاب الإعلاميّ الذي كان سائداً حينها. أيامها كانت هناك مبالغة كبيرة وتهويل شديد من قبل وسائل الإعلام الغربيّة (وبالتبعيّة وسائل الإعلام العربيّة) في تصوير قوّة وقدرات الجيش العراقيّ، ووصفه بأنّه رابع أقوى جيش في العالم، وامتلاكه ما تُسمّى "أسلحة الدمار الشامل"! لتتالى الأحداث بعدها، ويتبيّن أنّ الهدف الحقيقيّ من المبالغة والتهويل هو خلق قناعة ولو مُضمرة لدى الجميع بفداحة "الخطر" الذي يمثّله العراق وأسلحته، وبالتالي تبرير وتسويغ ولو بطريقة غير مباشرة حجم وفداحة العدوان الذي سيُشن عليه تاليّاً (تحت غطاء قرارات ما تُسمّى الشرعيّة الدوليّة). وبالنسبة لمحبّي العراق وأنصاره، فإنّ المبالغة في تصوير قوة العراق وقدراته، زادت من وقع وهول وأثر هزيمته وانكساره.. ولا ننسى هنا أنّ العرب لم يُساقوا سوقاً إلى مؤتمر مدريد للسلام إلّا بعد أن هُزم العراق! هل يعني هذا أنّ العراق لم يكن قويّاً وقتها، وأنّ إيران ليست قويّة الآن؟! الإجابة قطعاً لا، ولكن بما أنّ العدو يعرف مقدار هذه القوة تماماً، ويتحدّث عنها في خطاباته وتصريحاته وإعلامه، فقطعاً قطعاً أنّ تعويله في مخططاته لا يقوم على الصدام مع هذه القوة وإمكانيّة كسرها بالمعنى الآنيّ المباشر. ففي حالة العراق، أمريكا وأذنابها لم يستطيعوا فعليّاً كسر العراق عسكريّاً، لا في العدوان الأول سنة 1990، ولا في الغزو التالي سنة 2003. ما حدث أنّه قد تمّ توجيه ضربة قاسية للعراق أرهقته، وأضعفت قدرة الدولة العراقيّة بأجهزتها ومؤسساتها خاصة في الشقّين السياديّ والأمنيّ، صاحبَ ذلك عقوبات وحصار جائر خنق الشعب العراقيّ (أيضاً باسم الشرعيّة الدوليّة)، وجوّع أبناءه، وحطّم معنويّاته (وهو الذي كان قد خرج منتشيّاً وفخوراً بنصره في الحرب العراقيّة الإيرانيّة)، وأرسى حالة من اليأس والقنوط والسخط، وأوجد جيلاً مهزوماً يفتقر لإرادة الصبر والصمود والتحدّي. إضعاف الدولة وخنق الشعب خلقا مناخاً مواتياً ومهّدا الأرضيّة للسلاح الحقيقيّ الذي تعوّل عليه أمريكا وأذنابها لتحقيق الحسم على المدى البعيد: الخون والعملاء والجواسيس، سواء من الأفراد مدنيّين وعسكريّين داخل منظومة الدولة وهرم القيادة نفسه، أو من فئات وقوى وشرائح ومكوّنات اجتماعيّة بعينها (طبعا مع التوظيف الكثيف للإعلام والبروبوغندا والخطاب الطائفيّ). هؤلاء الخون والعملاء والجواسيس قد كانوا العامل الحاسم في استكمال "المهمّة"، وتحقيق النصر، وتمكين أمريكا وأذنابها لاحقاً من غزو العراق واحتلاله ووضع اليد على موارده وسلب ثرواته ومقدراته بأسهل ما يمكن وبأقل التكاليف. هذا النموذج و"السيناريو": ضربة ترهق الدولة وتسهّل اختراقها، ومن ثمّ خون وجواسيس وعملاء، هو نفس النموذج و"السيناريو" الذي تمّ تطبيقه فيما تسمّى ثورات الربيع العربيّ، وبشكل أساسيّ في سوريا، مع اختلاف الحيثيّات والتفاصيل. وهو نفس النموذج و"السيناريو" الذي طالما طبّقه وانتهجه الكيان الصهيونيّ في الضفّة الغربيّة تحت غطاء ما يسمّى "التنسيق الأمنيّ"، ويحاول أن يطبّقه الآن في غزّة عبر عصابة "ياسر أبو شباب" ومَن لفّ لفيفه. وبالقياس، هو نفس النموذج و"السيناريو" الذي سيحاول العدو تنفيذه في إيران، بل بالأحرى، قد شرع بتنفيذه بالفعل؛ فالعقوبات والحصار ضدّ إيران موجودان أساساً (وطبعاً سيصار إلى تشديدهما)، واختراق الداخل الإيرانيّ بالخون والعملاء والجواسيس حاصل بالفعل، وهو ما وشت به الاغتيالات والاستهدافات المتكرّرة، وما وشى به العدوان الإسرائيليّ الأخير. بكلمات أخرى، ما على إيران أن تخشاه تاليّاً ليس ما يأتيها من الخارج، بل ما يُحاك ويُدبّر لها في الداخل! هل يعني هذا الكلام أنّه قد "فات الفوت"؟! الإجابة قطعاً لا، ولكن بشرط، ألّا تقترف إيران الخطأ الذي ارتكبه غيرها، وألّا تقع في الفخ نفسه! إذا كان لدى إيران قوة فلتستخدمها الآن، وحالاً، وتوّاً، ولتُفرغ مافي جعبتها مباشرةً على رؤوس الكيان وداعميه، وعلى طريقة "عليّ وعلى أعدائي".. لأنّها إذا انتظرت أكثر فسيتم تحييد قوتها هذه حتى وإن بقيت سليمة ولم تُدمّر، وستصبح "هي وقلّتها واحد"! هذا هو الدرس الذي تعلّمه العراق وحاول تداركه عندما حاول إفراغ ما في جعبته من صواريخ على رأس الكيان الصهيونيّ.. ولكن بعد فوات الأوان. وهذا هو الدرس الذي رفض النظام السوريّ تعلّمه على مدار سنوات الأزمة، وأخذته العزّة بالأثم، وأصرّ على الرهان على دهائه وقدرته على اللعب على جميع الأوتار في علاقته مع حلفائه وخصومه على حدّ سواء.. ليسقط هذا النظام بطريقة هزليّة، وليدمّر الكيان الصهيونيّ في يومين الأسلحة والقدرات التي راكمها الجيش السوريّ على مدار خمسين سنة ولم يستخدمها أو يستغلّها بـ "خمسة قروش" كما يقول التعبير الشعبيّ. وفي المقابل هذا هو الدرس الذي تعلّمه أبطال المقاومة في غزّة وإخوان الصدق في اليمن: الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، وهو ما مكّنهما من الصمود لغاية الآن، والاحتفاظ بالمبادرة، وتقوية موقفهما التفاوضيّ.. رغم الفرق الهائل في القوة والإمكانات! وامتداداً لثيمة الخون والعملاء والجواسيس، القاسم المشترك في النموذج و"السيناريو" الصهيو-أمريكيّ أعلاه، وجود دول جوار تناصب "الدولة المستهدَفة" العِداء، أو على الأقل مستعدّة لاعتبارات نفعيّة ومصالحية ووظيفيّة ضيقة التواطؤ ضدّ هذه الدولة، وإتاحة أراضيها وأجوائها ومياهها وقدراتها وأجهزتها وبناها التحتيّة لصالح العدو إن هجوماً أو دفاعاً. والمضحك المُبكي، أنّ المستهدِف بالأمس (بكسر الدال) قد يصبح المستهدَف اليوم (بفتح الدال)، وأنّ المُستهدَف اليوم قد يصبح مستهدِفاً في الغد.. والمستفيد دائماً وأبداً هو العدو! فعلى سبيل المثال، سوريا التي شاركت في قوّات "حفر الباطن" ضدّ العراق سنة 1990 هي التي تم التآمر عليها وصولاً إلى إسقاطها سنة 2025. وإيران التي تواطأت مع الغزو والاحتلال الأمريكيّ للعراق سنة 2003 هي التي بدأت عمليّاً وعمليّاتيّاً معركة إسقاطها حاليّاً. والسُنّة الذين اكتووا بنيران التقارب الأمريكيّ-الشيعيّ في مرحلة من المراحل، هم الذين نراهم يضعون يدهم الآن في يدّ الأمريكيّ والصهيونيّ ضدّ الشيعة.. وهكذا دواليك! هذا الكلام مهم وخطير وحسّاس لثلاثة أسباب: السبب الأول: أنّ سقوط إيران، وبغض النظر عن مدى حبّك أو كرهك لها كدولة أو نظام أو شعب، هو إضعاف للمنطقة برمّتها يدفع ثمنه الجميع من خلال إعادة إنتاج وترسيخ حالة الهيمنة والتبعيّة والاستلاب. السبب الثاني: أنّ العدو الصهيو-أمريكيّ لا يؤمَن جانبه مهما أُبرِمَت معه من عهود وأحلاف، ومهما تمّ إبداء الود وحسن النوايا تجاهه، ومهما قُدّمت إليه من هبات ومغريات.. فهذا العدو لا يعرف ولا يقدّس إلّا مصالحه، وهو على استعداد للتخلّي عن أوثق أصدقائه وحلفائه في لحظة إذا اقتضت مصلحته ذلك. السبب الثالث: أنّ الانتهاء من مهمّة إسقاط وتقويض وتفتيت دولة ما في المنطقة، لا يعني العودة إلى حالة من الهدوء والاستقرار ولو نسبيّاً، بل يعني الانتقال إلى الدولة التالية على سُلّم الأولويّات. وعربيّاً، لدينا ثلاث أولويّات لا يمكن للعدو الصهيو-أمريكيّ وفق نهجه ومخططاته الحالية السماح لها بالبقاء والاستمرار والرسوخ وبلوغ مداها. أولاً: مصر الأكبر ديمغرافيّاً مما ينبغي والأقوى عسكريّاً مما ينبغي. ثانياً: السعودية الأكبر مساحةً مما ينبغي والأغنى مما ينبغي. ثالثاً: الجزائر الكبيرة والغنية والقويّة نسبيّاً إلى حدّ كبير! نحن أمام تجلٍ آخر من تجلّيات سيناريو إمبرياليّ استعماريّ قديم وفيلم صهيو-أمريكيّ محروق، وهذا الكلام موجّه بشكل أساسيّ لأولئك الذين يعميهم حقدهم الطائفيّ وغباؤهم السياسيّ حدّ الفرح بضرب إيران وتمنّي سقوطها أو حتى التواطؤ ضدّها! إذا سقطت إيران فإنّ الدور لن يتوقّف عند إيران، أنتم تالياً، وهذا الدرس رغم أنّنا تعلّمناه بالطريقة الصعبة إلّا أنّنا نصرّ كعرب ومسلمين على الرسوب في اختباره مرّة بعد مرّة بعد مرّة! تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store