
تحقيق لرويترز يكشف تفاصيل عملية تهريب ثروة الأسد على متن طائرة خاصة إلى الإمارات #عاجل
Reuters
كشف تحقيق استقصائي لوكالة رويترز للأنباء عن تفاصيل تهريب الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، أمواله ومقتنياته الثمينة على متن طائرة خاصة، خلال 48 ساعة قبل الإطاحة بنظام حكمه، فضلاً عن تهريب وثائق سرّية تتعلق بشبكة أعماله.
وتحدث التقرير عن دور يسار إبراهيم، كبير المستشارين الاقتصاديين للأسد، في استئجار طائرة خاصة نقلت على متنها – خلال أربع رحلات جوية – مقتنيات ثمينة للأسد وأفراد عائلته ومساعديه وموظفي القصر الرئاسي إلى دولة الإمارات، بحسب التفاصيل التي أعدّتها رويترز استناداً إلى ما يزيد على اثني عشر مصدراً.
وذكر التقرير أن إبراهيم، الذي تولى إدارة المكتب الاقتصادي والمالي للرئاسة خلال فترة حكم الأسد، قام بدور محوري لتأسيس شبكة أعمال استخدمها الأسد للهيمنة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، وغالباً ما كان يُنظر إليه على أنه واجهة للرئيس السابق، بحسب إشعارات العقوبات الأمريكية، وآراء خبراء في الشأن الاقتصادي السوري، ومصدر داخل شبكة أعمال الأسد.
مذكرات توقيف تُلاحق بشار الأسد، ما هي سيناريوهات مُثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية؟
وكانت الدول الغربية قد فرضت عقوبات على الأسد بعد قمعه للاحتجاجات المناهضة لحكمه في عام 2011، وشملت تلك العقوبات لاحقاً إبراهيم بسبب دعمه للنظام.
وأفاد تحليل أجرته رويترز، تضمن سجلات تتبع الرحلات الجوية، بأن الطائرة 'إمبراير ليغاسي 600″، المسجلة في غامبيا وتحمل رقماً تعريفياً 'سي5-إس.كيه.واي'، نفّذت أربع رحلات جوية متتالية إلى سوريا خلال 48 ساعة قبل الإطاحة بنظام حكم الأسد.
وغادرت الرحلة الرابعة للطائرة قاعدة حميميم الجوية العسكرية التي تديرها روسيا، والواقعة على مقربة من مدينة اللاذقية على الساحل السوري للبحر المتوسط، في الثامن من ديسمبر/كانون الثاني، بحسب سجلات تتبع الرحلات الجوية، وصورة ملتقطة بالأقمار الصناعية، ومصدر سابق في الاستخبارات الجوية على اطلاع مباشر بالعملية وتفاصيلها، وهو نفس اليوم الذي غادر فيه الأسد إلى روسيا من نفس القاعدة.
وهذه هي المرة الأولى التي يُكشف فيها عن تفاصيل عملية نقل أصول الأسد من سوريا، واستطاعت رويترز إجراء مقابلات شملت 14 مصدراً سورياً مطلعاً على تفاصيل العملية، من بينهم موظفون في المطار، وعدد من الضباط السابقين في أجهزة الاستخبارات والحرس الرئاسي، بالإضافة إلى مصدر على صلة بشبكة أعمال الأسد.
واطلعت رويترز على محادثة على تطبيق واتساب بين مساعدي إبراهيم، فضلا عن بيانات تتبع الرحلات الجوية، وصور الأقمار الصناعية، وسجلات ملكية شركات وطائرات موزعة على ثلاث قارات، وذلك بغية تجميع تفاصيل لمعرفة كيف استطاع أقرب مساعدي الأسد تأمين مرور آمن للطائرة.
وأفاد مصدر من داخل شبكة أعمال الأسد، وضابط سابق في الاستخبارات الجوية، ومحادثة عبر تطبيق واتساب، بأن الطائرة نقلت على متنها حقائب سوداء تحتوي على نحو نصف مليون دولار نقداً، فضلا عن وثائق وأجهزة كمبيوتر محمولة وأقراص صلبة لتخزين المعلومات، تضم معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بما أُطلق عليه اسم 'المجموعة'، وهو اسم رمزي استخدمه الأسد ومساعدوه، بمن فيهم إبراهيم، للإشارة إلى شبكة معقدة من الكيانات العاملة في قطاعات الاتصالات والبنوك والعقارات والطاقة وغيرها.
وبحسب تقرير رويترز، ظل مكان وجود الأسد سراً لا يعرفه حتى أفراد عائلته المقربين خلال الأيام الأخيرة من فترة حكمه، التي اتسمت بالاضطراب، بعدها منحته روسيا حق اللجوء السياسي، ولم تستطع رويترز، بحسب تقريرها، التواصل معه أو مع إبراهيم للتعليق، كما لم ترد وزارتا الخارجية الروسية والإماراتية على طلبات للتعليق بشأن العملية.
وقال مسؤول بارز لوكالة رويترز إن حكومة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تعتزم استرداد الأموال العامة التي حُوّلت إلى الخارج قبل الإطاحة بالأسد، واستخدامها لدعم الاقتصاد السوري الذي يعاني من عقوبات صارمة ونقص العملات الأجنبية.
وأكد المسؤول – بحسب التقرير – أن الأموال جرى تهريبها خارج البلاد قبل الإطاحة بالأسد، لكنه لم يكشف عن تفاصيل الطريقة التي حدث بها ذلك، مشيراً إلى أن السلطات لا تزال تحقق لتحديد الوجهة النهائية لهذه الأموال.
ولم يتسن لرويترز التأكد على نحو مستقل مما إذا كان الأسد قد أشرف على العملية بشكل شخصي، وعلى الرغم من ذلك أفادت عدة مصادر مطّلعة على تفاصيل العملية بأنها لم تكن لتتم دون موافقة الأسد.
'أنت لم تر هذه الطائرة إطلاقاً'
Reuters
وفي السادس من ديسمبر/كانون الأول، بينما كانت فصائل المعارضة بقيادة 'هيئة تحرير الشام' تتقدم نحو العاصمة، اقتربت طائرة من طراز 'إمبراير'، من مطار دمشق الدولي.
وأفادت ستة مصادر مطلعة على تفاصيل العملية، من بينهم أربعة مصادر قالوا إنهم كانوا في الموقع، بأنه جرى نشر ما يزيد على 12 فرداً كانوا يرتدون زي قوات الاستخبارات الجوية السورية، التي تعد أحد الأدوات الرئيسية التي استُخدمت في القمع السياسي خلال فترة حكم الأسد، وكان الهدف من نشر هؤلاء الأفراد تأمين قاعة حرس الشرف، المخصصة لكبار الشخصيات الهامة في المطار، وتأمين طريق الوصول إليها.
وقال ثلاثة مصادر، كانوا من بين الموجودين في الموقع، إن عددا من السيارات المدنية ذات نوافذ معتمة اقتربت من المنطقة، وقال مصدران، وهما ضابط سابق في الاستخبارات ومسؤول بارز في المطار، إن هذه السيارات كانت تتبع الحرس الجمهوري الخاص، المكلف بحماية الأسد والقصر الرئاسي.
ولفت قائد بارز سابق في الحرس الجمهوري إلى أن مشاركة الحرس الجمهوري تعني أن 'بشار الأسد هو من أصدر الأوامر' التي تتعلق بالعملية، مضيفاً أن الحرس كان يتلقى أوامره فقط من قائده طلال مخلوف، أو من الأسد نفسه.
وأفاد التقرير أن قائد أمن المطار غدير علي، أبلغ العاملين في المطار بأن أفراداً من قوات الاستخبارات الجوية سيتعاملون بأنفسهم مع الطائرة، وفقاً لما ذكره محمد قيروط، مدير إدارة العمليات الأرضية في الخطوط الجوية السورية.
ويقول قيروط إن غدير علي قاله له: 'هذه الطائرة ستهبط وسوف نتعامل معها، وأنت لم تر هذه الطائرة إطلاقاً'.
وقال ثلاثة من مسؤولي المطار والضابط السابق في الاستخبارات إن علي، وهو ضابط بارز في الاستخبارات الجوية، كان يتلقى أوامره من القصر الرئاسي مباشرة.
وتقول رويترز إنها لم تستطع الاتصال بعلي للتعليق.
'الساعات الأخيرة'
EPA
وأفادت بيانات موقع 'فلايت رادار 24″، لتتبع الرحلات الجوية، أن طائرة من طراز 'سي5-إس.كيه.واي' كانت تتجه كل مرة إلى مطار البطين في أبوظبي المخصص لرحلات الطيران الخاصة، الذي تستخدمه شخصيات بارزة، والمعروف بخصوصيته الشديدة.
وأقلعت الطائرة، في البداية، من دبي في السادس من ديسمبر/كانون الأول، وهبطت في مطار دمشق في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي (حوالي التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش)، ثم أقلعت واتجهت إلى مطار البطين، ثم عادت إلى دمشق مرة أخرى بعد الساعة العاشرة مساء.
وقال مصدر عامل في المطار: 'في كل مرة كانت تهبط فيها الطائرة، كانت سيارات تتجه نحوها، وتبقى لفترة قصيرة ثم تغادر قبل أن تقلع الطائرة مرة أخرى'.
وأخبر غدير علي، أفراد الاستخبارات الجوية إن موظفي القصر الرئاسي وأقارب الأسد، من بينهم الشباب، كان من المفترض أن يغادروا على متن أول رحلتين من دمشق في السادس من ديسمبر/كانون الأول، وهما رحلتان نُقلت على متنهما أيضاً الأموال، بحسب ضابط سابق في الاستخبارات كان موجودا في الموقع.
ولم تستطع رويترز الاطلاع على القائمة الخاصة بالرحلات الأربع للطائرة للتأكد من عدد الركاب وحمولتها.
وأفاد نفس المصدر أن الرحلة الثانية من دمشق نقلت على متنها أيضاً لوحات فنية وبعض التماثيل الصغيرة.
وعادت الطائرة إلى دمشق، في السابع من ديسمبر/كانون الأول، في حوالي الساعة الرابعة مساء، ثم غادرت إلى مطار البطين للمرة الثالثة بعد ما يزيد عن ساعة، وكان على متنها في هذه المرة حقائب أموال، وأقراص صلبة لتخزين المعلومات، وأجهزة إلكترونية تحتوي على معلومات ذات صلة بشبكة أعمال الأسد، بحسب ما ذكره ضابط الاستخبارات ومصدر وثيق داخل شبكة أعمال الأسد.
وأفاد هذا المصدر بأن المعلومات المخزّنة تشمل سجلات مالية، ومحاضر اجتماعات، وعقود ملكية شركات وعقارات وشراكات أخرى، فضلا عن تفاصيل عمليات تحويل نقدية وحسابات في الخارج.
وأضاف الضابط السابق في الاستخبارات أنه في المرة الثالثة، اقتربت سيارات تابعة للسفارة الإماراتية في دمشق من المنطقة المخصصة لكبار الشخصيات في المطار قبل أن تقلع الطائرة، مما يشير إلى أن الإمارات كانت على علم بالعملية.
'تحويل مسار الطائرة لقاعدة روسية'
Reuters
وفي الصباح الباكر من يوم الثامن من ديسمبر/كانون الأول وصل مقاتلو المعارضة إلى دمشق، مما اضطر الأسد للفرار إلى المنطقة الساحلية في اللاذقية، وذلك بالتنسيق مع القوات الروسية، في الوقت الذي توقفت فيه حركة الطيران في مطار دمشق.
وتشير بيانات موقع 'فلايت رادار 24' إلى أن الطائرة غادرت مطار البطين للمرة الأخيرة بعد منتصف ليل نفس اليوم، وحلّقت فوق مدينة حمص شمال دمشق، حوالي الساعة الثالثة صباحاً بالتوقيت المحلي، ثم اختفت الطائرة عن نطاق تتبع الرحلات لمدة نحو ست ساعات قبل أن تظهر مجدداً فوق حمص، متجهة إلى أبوظبي.
وقال ضابط الاستخبارات السابق إن الطائرة هبطت خلال تلك الفترة في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية.
وأظهرت صورة بالأقمار الصناعية التقطتها شركة 'بلانيت لابز' للصور الفضائية، وجود الطائرة في الساعة 9:11 صباحاً على المدرج في قاعدة حميميم، واستطاعت رويترز التأكد من أن الطائرة 'إمبراير' في الصورة هي نفس الطائرة التي تحمل الرقم التعريفي 'سي5-إس.كيه.واي'، استناداً إلى الحجم والشكل وبيانات تتبع الرحلات، إذ كانت هذه الطائرة هي الطائرة الخاصة الوحيدة التي تحلق في سماء سوريا خلال الفترة بين السادس والثامن من ديسمبر/كانون الأول، وفقاً لبيانات تتبع الرحلات.
وكان أحمد خليل، أحد المقربين من إبراهيم، على متن الرحلة المنطلقة من قاعدة حميميم، وفقاً لضابط الاستخبارات الجوية، ومصدر داخل شبكة أعمال الأسد، ومحادثة على تطبيق واتساب، ويخضع خليل لعقوبات غربية بسبب دعمه للنظام السابق من خلال إدارة عدة شركات في سوريا.
وأفاد المصدر داخل شبكة الأسد ورسائل واتساب بأن خليل وصل إلى القاعدة الروسية في سيارة مصفحة تابعة للسفارة الإماراتية وكان يحمل نصف مليون دولار، سحبها قبل يومين من حساب في بنك 'سورية الدولي الإسلامي'.
وقال المصدر في شبكة أعمال الأسد إن الحساب تملكه شركة 'البرج' للاستثمار في دمشق، وقالت منصة 'سوريا ريبورت' الإلكترونية التي تضم قاعدة بيانات الشركات، والتي أنشأها خبراء في الشأن السوري بناء على سجلات رسمية سورية ترجع إلى عام 2018، إن إبراهيم يملك 50 في المائة من هذه الشركة.
ولم يرد خليل على طلب بالتعليق أُرسل له عبر حسابه على فيسبوك، كما لم يرد بنك 'سورية الدولي الإسلامي' وأيضا شركة 'البرج' على رسائل أُرسلت بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق.
وقال المصدر داخل شبكة أعمال الأسد ومسؤول سابق في هيئة الطيران المدني السورية إن الطائرة 'إمبراير' كانت تعمل بنظام ' عقد إيجار طائرة دون طاقم أو خدمات تشغيلية مصاحبة'، بينما لم تستطع رويترز تحديد الجهة التي نظمت الرحلات الجوية.
وأضاف المصدر أن إبراهيم وصل إلى أبوظبي في 11 من ديسمبر/كانون الأول.
كما رفض الشرع التعليق على سؤال بشأن الطائرة خلال مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء.
'الطائرة اللبنانية'
ويقول تقرير رويترز إن إبراهيم استأجر الطائرة من رجل الأعمال اللبناني، محمد وهبي، بحسب ما ذكر عضو في مجموعة النخبة الاقتصادية السورية والمصدر داخل شبكة الأسد، ففي محادثة على تطبيق واتساب، وصف أحد مساعدي إبراهيم الطائرة بـ 'الطائرة اللبنانية'.
ويمتلك وهبي شركة 'فلاينج إيرلاين إف.زد.سي.أو' الجوية، المسجلة في المنطقة الحرة بدبي، وفقاً لملفه التعريفي على منصة 'لينكد إن'.
وكان وهبي قد نشر صوراً للطائرة 'سي5-إس.كيه.واي'، في أبريل/نيسان 2024، على حسابه على منصة 'لينكد إن' مع تعليق 'مرحباً'، وفي يناير/كانون الثاني الماضي قال رجل الأعمال في منشور منفصل على نفس المنصة، إن الطائرة معروضة للبيع.
وسُجّلت الطائرة في غامبيا لحساب شركة محلية تُدعى 'فلاينج إيرلاين كومباني' في أبريل/نيسان 2024، وكشفت سجلات تتبع الرحلات أنه خلال الأشهر التي سبقت الإطاحة بنظام حكم الأسد، سافرت الطائرة إلى روسيا – الحليف المقرب للأسد – التي تخضع حالياً لعقوبات من شركات الطيران الغربية بسبب غزوها لأوكرانيا.
ولم تستطع رويترز، بحسب تقريرها، التواصل مع الشخص الممثّل لشركة 'فلاينج إيرلاين كومباني' في غامبيا، الشيخ تيجان جالو.
كما يمتلك لبناني آخر، أسامة وهبي، 30 في المائة من شركة 'فلاينج إيرلاين كومباني' والعراقي، صفا أحمد صالح، 70 في المائة من الشركة، بحسب السجلات الرسمية في غامبيا.
وبحسب صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، لدة محمد وهبي ابن يُدعى أسامة، وهو يعمل أيضاً في قطاع الطيران، ولم تستطع رويترز التأكد مما إذا كان أسامة هو نفس الشخص المسجل في السجلات الغامبية أم لا.
ونفى محمد وهبي، خلال اتصال من رويترز، أي صلة له برحلات الطائرة 'سي5-إس.كيه.واي' من سوريا وإليها، وأوضح لرويترز أنه لا يمتلك الطائرة بل يستأجرها 'أحياناً' من سمسار لم يكشف عن هويته، كما لم يرد على أسئلة تستوضح ما إذا كان ابنه متورطاً في الأمر.
ولم يرد أسامة وهبي على طلب للتعليق، ولم تستطع رويترز التواصل مع صفا أحمد صالح، بحسب تقريرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
ترامب يكشف عن خططه لنظام 'القبة الذهبية' الدفاعي الصاروخي
Reuters أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اختيار بلاده تصميماً لنظام الدفاع الصاروخي المستقبلي 'القبة الذهبية'، لافتاً إلى أن النظام سيدخل الخدمة نهاية ولايته. وبعد أيام قليلة من عودته كرئيس إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، كشف ترامب عن نواياه بشأن النظام، الذي يهدف إلى مواجهة 'الجيل القادم' من التهديدات الجوية للولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. وخصصت الولايات المتحدة مبلغاً أولياً قدره 25 مليار دولار للمشروع ضمن قانون الميزانية الجديد – على الرغم من أن الحكومة قدّرت أن التكلفة ستتجاوز ذلك بكثير على مدى عقود. ويحذر المسؤولون من أن الأنظمة الحالية لم تواكب الأسلحة التي يمتلكها الخصوم المحتملون وتتطور بشكل كبير. كما أعلن الرئيس ترامب أن الجنرال مايكل غيتلين، القائد في قوة الفضاء، سيشرف على المشروع. ويشغل الجنرال غيتلين حالياً منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء. وكان ترامب أمر وزارة الدفاع، بعد سبعة أيام من توليه منصب الرئيس للمرة الثانية، بتقديم خطط لنظام ردع ودفاع ضد الهجمات الجوية، التي وصفها البيت الأبيض بأنها لا تزال 'التهديد الأكثر كارثية' الذي تواجهه الولايات المتحدة. وفي حديثه في المكتب البيضاوي الثلاثاء، قال ترامب إن النظام سيتألف من تقنيات 'الجيل القادم' عبر البر والبحر والفضاء، بما في ذلك أجهزة استشعار وصواريخ اعتراضية فضائية. وأضاف أن كندا طلبت الانضمام إلى النظام. وخلال زيارة لواشنطن في وقت سابق من هذا العام، أقر وزير الدفاع الكندي آنذاك، بيل بلير، باهتمام كندا بالمشاركة في مشروع القبة، معتبراً أنه 'منطقي' ويصب في 'المصلحة الوطنية' للبلاد. وأضاف بلير أن 'على كندا أن تعرف ما يجري في المنطقة' وأن تكون على دراية بالتهديدات القادمة، بما في ذلك القطب الشمالي. وأضاف ترامب أن النظام سيكون 'قادراً حتى على اعتراض الصواريخ التي تُطلق من الجانب الآخر من العالم، أو تُطلق من الفضاء'. 'الأكبر في التاريخ'، الولايات المتحدة والسعودية توقعان صفقة أسلحة ضخمة ماذا حدث للأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان، التي يسعى ترامب لاستردادها؟ واستُوحي هذا النظام جزئياً من نظام القبة الحديدية الإسرائيلية، الذي يُستخدم لاعتراض الصواريخ والقذائف منذ عام 2011. ومع ذلك، ستكون القبة الذهبية أكبر بكثير، ومُصممة لمواجهة مجموعة أوسع من التهديدات، بما في ذلك الأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على التحرك بسرعة تفوق سرعة الصوت، وأنظمة القصف المداري الجزئي – المعروفة أيضاً باسم 'فوبز- Fobs'، وتقدر على إطلاق رؤوس حربية من الفضاء. وقال ترامب 'ستُسقط جميع هذه الصواريخ في الجو قبل أن تصل'. لافتاً إلى أن 'نسبة نجاح النظام قريبة جداً من 100 في المئة'. وكان مسؤولون أمريكيون صرحوا سابقاً بأن القبة الذهبية تهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من إيقاف الصواريخ في مراحل مختلفة من إطلاقها، بما في ذلك قبل إطلاقها وأثناء وجودها في الجو. وأكد مسؤولو دفاع أمريكيون أن الجوانب المتعددة للنظام ستكون تحت قيادة مركزية واحدة. وصرح ترامب، الثلاثاء، بأن البرنامج سيتطلب استثماراً أولياً يقدّر بـ 25 مليار دولار، بتكلفة إجمالية تبلغ 175 مليار دولار على المدى الطويل. وحُدد المبلغ الأولي البالغ 25 مليار دولار ضمن مشروع قانونه الضريبي، الذي لم يُقر بعد. ومع ذلك، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس أن الحكومة قد تنفق في نهاية المطاف مبلغاً أكبر، يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، على الأجزاء الفضائية من النظام وحده. ولطالما حذّر مسؤولو البنتاغون من أن الأنظمة الحالية لا تواكب تكنولوجيا الصواريخ الجديدة التي تُصمّمها روسيا والصين. وقال ترامب في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، 'في الواقع، لا يوجد نظام حالي. لدينا مجالات مُحدّدة للصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي مُحدّدة، ولكن لا يوجد نظام. لم يسبق أن وُجد شيء كهذا'. وأشارت وثيقة إحاطية أصدرتها وكالة استخبارات الدفاع مؤخراً إلى أن التهديدات الصاروخية 'ستتوسّع في نطاقها وتعقيدها'، إذ تصمم الصين وروسيا بشكل نشط أنظمةً 'لاستغلال الثغرات' في الدفاعات الأمريكية. مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
5 عند الخامسة: تدريب الشرع... كواليس الهدية القطرية وتصريحات "جريئة"
1- سفير أميركي سابق: درّبنا أحمد الشرع لينتقل إلى السياسة (فيديو) كشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد عن أن جهّات دولية اختارت "هيئة تحرير الشام" بقيادة أحمد الشرع المعروف سابقاً بـ"الجولاني" كبديل سياسي في سوريا، بعد فشل المفاوضات مع نظام بشار الأسد. للمزيد اضغط هنا 2- هل ينشر مرسوم الحد الأدنى للأجور الخميس؟ الأسمر لـ"النهار": مرفوض والاعتصامات آتية في ظلّ الانهيار الاقتصادي المستمر وغياب الإصلاحات الجديّة، يعود ملف الأجور إلى الواجهة في لبنان من خلال مشروع مرسوم يهدف إلى رفع الحد الأدنى للأجر إلى 28 مليون ليرة لبنانية، أي ما يعادل نحو 312 دولاراً شهرياً وفق سعر الصرف الحالي. ورغم أن هذه الخطوة قد تُصوَّر على أنها تقدّمية، فهي تواجه اعتراضات واسعة من الاتحاد العمالي العام، الذي يراها إجراءً شكلياً لا يواكب الانهيار الحقيقي في القدرة الشرائية، ولا يعكس الواقع المعيشي المتدهور الذي يعيشه اللبنانيون. للمزيد اضغط هنا 3- كواليس الهدية القطرية لترامب... هكذا وصلت البوينغ الفاخرة إلى فلوريدا وقعت الولايات المتحدة عقدًا بقيمة 3.9 مليار دولار مع شركة "بوينغ" في عام 2018 لشراء طائرتين لاستخدامهما كطائرة الرئاسة الأميركية، ولكن سلسلة من التأخيرات أدت إلى إبطاء العمل إلى ما بعد الموعد النهائي للتسليم في عام 2024، وربما إلى ما بعد فترة ولاية ترامب الثانية. والآن، اضطر دونالد ترامب إلى السفر بالطائرات القديمة نفسها التي نقلت الرئيس جورج بوش الأب قبل 35 عاما. تلك الطائرات، التي لم تعد قيد الإنتاج، تحتاج إلى صيانة مكثفة وإصلاحات متكررة، وكان المسؤولون من كلا الحزبين، منذ عقد من الزمن أو أكثر، يضغطون من أجل استبدالها، بحسب "نيويورك تايمز". للمزيد اضغط هنا 4- تصريحات جريئة... "إسرائيل تقتل الأطفال كهواية" انتقد رئيس حزب "الديموقراطيين" يائير غولان الحكومة الإسرائيلية على خلفية استمرار حرب الإبادة في غزة، وبدا كمن يضع القيادات الإسرائيلية في الحكومة والمعارضة أمام مرآة، بعد أن اتهم إسرائيل، في مقابلة للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الثلاثاء، بأنها "تقتل الأطفال كهواية". للمزيد اضغط هنا 5- بيتكوين نحو 250 ألف دولار عام 2025.. هل تتحقق نبوءة كيوساكي؟ توقع روبرت كيوساكي، مؤلف كتاب "الأب الغني الأب الفقير" أن يقفز سعر بيتكوين خلال عام 2025 لمستوى 250 ألف دولار، حيث إن العملة الرقمية الأكبر والأشهر عالمياً ارتفعت منذ مطلع عام 2024 وحتى الآن بنسبة 150%، ولا تزال تواصل النمو لتسجل يوم 20 أيار (مايو) الجاري 106.2 آلاف دولار. واستطلعت "النهار" آراء الخبراء حول احتمال تحقق نبوءة كيوساكي، والسيناريوهات المحتملة للصعود والهبوط خلال النصف الثاني من العام الجاري. للمزيد اضغط هنا

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
تضييق الخيار... لبنان أو السلاح
لبنان كان غائباً وحاضراً في محطات الرحلة الخليجية للرئيس دونالد ترامب. أما الغياب، فإنه بالطبع في موسم التريليونات حيث حصد الزائر الذهبي 4 تريليونات دولار في أربعة أيام. وأما الحضور، فإنه في موسم الرهانات على ما عليه القيام به بقوته الذاتية قبل تقديم المساعدات له. ترامب رأى لبنان "ضحية حزب الله وإيران". ولو أراد توسيع المشهد لرآه أيضاً ضحية لاعبين كثر وظروف تخدمهم، بحيث "عانى لبنان، لا بسبب أخطائه بل بسبب مزاياه"، كما قال المؤرخ برنارد لويس. فهو أيضاً ضحية الوصاية السورية برعاية أميركا التي وضعت "اتفاق الطائف" في يد الرئيس حافظ الأسد، بعد ترتيب اتفاق "الخط الأحمر" بين سوريا وإسرائيل خلال حرب لبنان. ضحية "اتفاق القاهرة" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات. ضحية إسرائيل. وضحية أخطاء قياداته وغباء بعضها وتذاكي البعض الآخر، وتحكم المافيا المالية والسياسية والميليشيوية في ظل الوصايتين السورية والإيرانية. ترامب قال إنه لدى لبنان "فرصة تأتي مرة واحدة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه". لكنه يعرف من تقاليد أميركا أن كل شخص أو بلد يستحق فرصة ثانية. فضلاً عن أنه ليس في مسار الشعوب والبلدان شيء اسمه فرصة أخيرة. وفضلاً أيضاً عن أن لبنان عرف الازدهار من دون سلام صعب مع جيرانه قبل أن يدمره الجيران، وتكمل المهمة إيران وأذرعها في حروب مع إسرائيل وبحث عن صفقة مع أميركا من النوع الذي يأتي ولا يأتي. وما يرافق أحاديث الفرصة التي تأتي مرة في العمر هو تضييق الخيار أمام المسؤولين الجدد في لبنان، سواء من جانب الأصدقاء الدوليين أو من جانب الأشقاء العرب. لا مساعدات، لا استثمارات، ولا إعادة إعمار من دون سحب السلاح من "حزب الله" كما من الفصائل الفلسطينية. لا فقط جنوب الليطاني بل أيضاً في كل لبنان وسطاً وشمالاً وشرقاً. وبكلام آخر، فإن الخيار بشكل واضح هو: إما لبنان وإما السلاح. صحيح أن رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام يكرران القول إن قرار حصرية السلاح في يد الدولة جرى اتخاذه، وبقي التنفيذ. وتلك هي المشكلة. ذلك أن تنفيذ سحب السلاح بالقوة ليس على جدول الأعمال بالنسبة إلى المسؤولين خشية تفجير البلد، كما يهدد "حزب الله" المصر على الاحتفاظ بالسلاح مهما تكن حال لبنان. والحوار بين رئاسة الجمهورية و"حزب الله" حول السلاح هو "حلمان في سرير واحد"، كما يقول المثل الفرنسي. الرئاسة تريد حلاً بالتفاهم لسحب السلاح. و"حزب الله" الذي يقول أمينه العام الشيخ نعيم قاسم "نحن في شراكة مع العهد وجزء منه"، يحدد للحوار خطاً واحداً هو الحفاظ على السلاح بوسيلة أو بأخرى. ولا يبدل في الأمر أن السلاح فشل في ردع العدو وحماية لبنان وحتى حماية نفسه وبيئته، وأن مهمة المقاومة الإسلامية وصلت إلى الحائط إقليمياً. وليس أخطر من المواجهة مع السلاح سوى التراجع عن سحبه. مأزق يصعب الخروج منه بالقوة الذاتية، ويصبح أعمق في حال أي تدخل خارجي بالقوة. و"قل لي ماذا نسيت أقل لك من انت"، كما قال الإنتروبولوجي مارك أو. جي. رفيق خوري -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News