logo
مصر المحروسة على الخط

مصر المحروسة على الخط

الرأيمنذ 3 أيام
مصر سند الأمة ورصيدها والمعول عليها في الشدائد وحين البأس، وقد جربت مصر كثيراً، قاتلت عن الأمة وانتصرت لها وقادت لفترات طويلة التاريخ، الموغل في عين جالوت ومعارك سيف الدين قطز، والظاهر بيبرس في بلاد الشام لرد المغول وفي الفالوجة بفلسطين حيث رابط الضابط المصري جمال عبد الناصر قبل أن يعود لمصر رئيساً.
الأردن ومصر امتداد جيوسياسي واحد، أدرك ذلك الأردن منذ نشوء المملكة وكان مع مصر في علاقات مميزة واتفاقية دفاع عربي مشترك حين كان العرب أكثر وعياً على الخطر، كانت مصر والأردن من دول ما يسمى بالطوق.
خاضت مصر والأردن عملية سلام بدأتها مصر في كامب ديفيد ثم الأردن بعد سنوات في معاهدة وادي عربة مع اسرائيل، واعتقدت الأطراف العربية ان صفحة الصراع يمكن أن تطوى بالمفاوضات وتقديم المصالح التي يحملها السلام، لكن غريزة الحرب المزروعة في كل خلايا الكيان الصهيوني الذين يتغذى بايدولوجيته على الدم والقتل والتدمير واستنساخ الفعل النازي، الذي دفع اليهود في أوروبا ثمناً له وتباكت اسرائيل عليه وحولته الى مرض معاداة السامية، هذه الغريزة العدوانية تظهر من جديد في مظاهر خطيرة جداً على شكل حرب الابادة والتجويع والتعطيش والقتل ومنع الاعمار، وكلها أدوات حرب وقتل سجلت كبراءات اختراع باسم اسرائيل التي تنتقل من حرب الابادة الى حرب الابادة بالتجويع وقد تنتقل الآن من حرب الابادة والتجويع الى حرب الابادة والحصار بمنع الاعمار لإجبار الغزيين على الهجرة حتى وإن توفر لهم الطعام والدواء
نعم نراهن على مصر وهي تستهدف اليوم ويجري التقليل من شأنها بالتشكيك والحملات الاعلامية التضليلية لثنيها عن مواقفها، وقد تنبه الأردن لذلك ولفت انتباه مصر اليه.
العلاقات المصرية الأردنية الآن في أحسن أحوالها، وخاصة في البعد الأمني والاقتصادي والتعاون في كل المجالات، وهو تعاون لم يصل من قبل الى هذه الدرجة غير المسبوقة من اجل سلامة البلدين، الاردن ومصر، في وجه تحدي العدوان الاسرائيلي القائم والمستهدف للبلدين بسبب مواقفهما.
الخطة الاسرائيلية الجديدة بخصوص غزة والتي أقرها المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر والكنيست، خطيرة جداً، وهي تستهدف مصر من خلال حرب إسرائيل على غزة بابعاد 700 ألف غزي الى جيب جيتو على الحدود مع مصر ثم دفعهم بوسائل عديدة قسرية عبر الحدود الى مصر، وهذه جريمة لا تقبلها مصر ودونها (خرط القتاد ) كما يقولون بالعربية الفصحى وقد تدفع الى الصدام مع مصر التي ستدافع بكرامة وشراسة وشجاعة عن امنها الوطني وحدودها، والعالم يتفهم ذلك ويراقبه.
اتذكر الأيام الصعبة عشية الخامس من حزيران 1967، حين وصل الملك الراحل الحسين القاهرة واستقبله عبد الناصر ووقع معه اتفاقية دفاع مشترك وما قاله عبد الناصر عن شجاعة الملك وعن الموقف الأردني الملتزم
اليوم مصر مستهدفة كما الأردن بموجات من العدوان الذي يوسعه نتنياهو في خططه الجهنمية التي لا تبقي ولا تذر في غزة والضفة الغربية، وسط استنكار عالمي واسع، لا تعيره القيادة النازية الاسرائيلية اهتماما.
ولذا فإن التنسيق الأردني المصري وعلى كل المستويات وفيه الزيارة التي كانت أمس باستقبال رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي من جانب الملك بحضور الأمير حسين بعد مباحثات مع الدكتور جعفر حسان ، في اجتماع اللجنة العليا
ومن قبل لقاءات جلالة الملك المتكررة واتصالاته المستمرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشير الى ارتقاء هذه العلاقات وتفعيلها وادامة التشاور الذي أضاف له جلالة الملك نتائج لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة نيوم في شمال غرب السعودية.اول امس
اسرائيل تتحرش بمصر وتعبئ ضدها "لتثلم" الموقف المصري من التهجير وتعمل على ذلك بكل الوسائل لتفتح في مصر باب مصادرة رأيها وسيادتها والنيل من ترابها الوطني وارتهان اقتصادها وليتاح اقامة قناة موازية لقناة السويس، تبدأ من غزة ولأطماعها في ثروات غزة من الغاز وجعل غزة قاعدة أمنية اسرائيلية بتهديد كامل سيناء.ومصر
مصر منتبهة لذلك ويعتقد كثير من المراقبين ان معركة مصر والأردن واحدة، وأنهما يقفان على نفس الخط من التعبئة واستشعار الخطر، وان الجولات الملكية الدولية الناجحة كانت وما زالت لاطفاء الحرائق التي تشعلها اسرائيل وما زالت في الاراضي الفلسطينية وفي غزة تحديداً بحرب الابادة وأنها تريد بذلك حرق المنطقة كلها.
الأردن يقظ لذلك وتنبه، ودوره يتواصل مع المجتمع الدولي وحتى مع دول المنطقة والاقليم والدول العربية وتبصير الجميع بخطواته وصورة التنسيق لمواجهة هذا الخطر الذي تواصل فيه اسرائيل اللعب بالنار.
لن يكون حزيران آخر في المنطقة العربية أبداً، ولن تنتصر اسرائيل التي يقول عنها الاسرائيليون انفسهم أنها مخطوفة على يد العصابة الفاشية الحاكمة التي لا تعرف متى تهبط عن الشجرة ومت تتوقف، أنها تقود الإسرائيليين الى خطر محتوم، مهما أخذت القيادة الاسرائيلية العزة بالاثم، فالحروب القادمة التي تريد اسرائيل فرضها ستكون حروب الشعوب ايضاً ولن تتوقف في ايام ستة أو ستين واسرائيل اختبرت ذلك بنفسها في غزة منذ ما يقارب سنتين وما زالت تنزف، وكما يقولون بالعامية "دجاجة حفرت على راسها عفرت"، هذه الامة ستبقى حية وان تأخر ردها كما قال الشاعر الراحل محمود درويش (ولست استعجل ميلاد القيامة)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جميع الرهائن ونزع السلاح.. نتنياهو يطرح اتفاقا مشروطا لإنهاء حرب غزة
جميع الرهائن ونزع السلاح.. نتنياهو يطرح اتفاقا مشروطا لإنهاء حرب غزة

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

جميع الرهائن ونزع السلاح.. نتنياهو يطرح اتفاقا مشروطا لإنهاء حرب غزة

قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول إمكانية التوصل إلى صفقة رهائن في : 'لقد توصلنا إلى اتفاق بشرط إطلاق سراح الرهائن جميعهم دفعة واحدة ووفقًا لشروطنا لإنهاء الحرب'. وبحسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن اتفاق إنهاء الحرب يشمل نزع سلاح حماس، ونزع سلاح القطاع، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية عليه، وإيجاد كيان حكومي لا يتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية، يعيش في سلام مع إسرائيل. جاء ذلك بعد أن أفادت صحيفة إسرائيل هيوم بأن مسودة مقترح أمريكي أُعدّت عقب محادثات في مصر هذا الأسبوع بين وفد حماس ووسطاء، تركز على تسوية دائمة متعددة المراحل تبدأ بمخطط ويتكوف المقترح وتنتهي باتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية وعربية قولها إن المسودة الجديدة أُعدّت عقب المحادثات التي عُقدت في مصر بين وفد حماس والوسطاء، وأضافت المصادر أنه تم تهيئة البنية التحتية لكسر الجمود، رغم التصريحات المتكررة لكبار مسؤولي حماس حول رفضهم قبول شروط إنهاء الحرب. وأوضح المصدر ذاته أن حماس أبدت استعدادها لقبول بنود خطة ويتكوف، التي عارضتها خلال جولة محادثات الدوحة.

الولايات المتحدة توقف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة
الولايات المتحدة توقف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

الولايات المتحدة توقف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، إيقاف جميع تأشيرات الزيارة التي تمنح للأفراد القادمين من غزة. وقالت الوزارة في منشور لها على منصة 'إكس' إنه تم 'إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من غزة'. وأوضحت أن القرار جاء بينما تجري 'مراجعة كاملة وشاملة للعملية والإجراءات التي استخدمت لإصدار عدد محدود من التأشيرات المقدمة لأغراض طبية وإنسانية، في الأيام الأخيرة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store