
في بريطانيا 2025 كيف لكلمات أغنية أن تكون أشد وقعا من إبادة غزة؟
وقارن الكاتب الصحفي هتاف المغني بوبي فيلان (قائد ثنائي الراب بانك بوب فيلان) "الموت. الموت للجيش الإسرائيلي"، بكشف صحيفة هآرتس عن أن جنودا وضباطا إسرائيليين اعترفوا بأنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على فلسطينيين عزل في أثناء انتظارهم في طوابير للحصول على المساعدات، مما أدى إلى مقتل نحو 600 فلسطيني مجوّع، بينهم عديد من الأطفال.
وتساءل جونز عن أي القصتين الإخباريتين -"5 كلمات قالها المغني أم 600 قتيل"- أولى بأن تتصدر الصفحات الأولى للصحف البريطانية، ونشرات الأخبار، وتستفز "بي بي سي"، وتدفع رئيس الوزراء كير ستارمر وحشدا لا ينقطع من النواب إلى إدانة هذه الفظائع. ليقرر باستنكار "كم هو ضائع أخلاقيا ذلك المجتمع الذي يثير فيه هتاف ضد جيش أجنبي مرتكب ل لإبادة الجماعية عاصفةً سياسيةً وإعلامية، ولا يثير قتل المجوعين العزل عمدا بأوامر من القيادة العليا للجيش الإسرائيلي فيه مثل ذلك".
حملة لصرف الانتباه
هناك إبادة جماعية تحدث في غزة، كما يجمع علماء الإبادة الجماعية، بمن فيهم الإسرائيليون، مع أن مصطلح الإبادة الجماعية لا يعبر إلا بصورة محدودة عما يحدث هناك، إلا إذا كانت تعني محو أركان الحضارة، من المنازل إلى المدارس إلى الزراعة، وتهجير الناس قسرا من أراضيهم، وحرمانهم من الطعام والماء والرعاية الصحية، إضافة إلى إبادة عائلات بأكملها بالقصف العشوائي، وحرق أطفال أحياءً وتركهم يختنقون تحت الأنقاض.
وإذا كان لا بد من تركيز غضبنا على الكلمات -كما يقول الكاتب- فهلا أغضبتنا التصريحات التي أطلقها السياسيون الإسرائيليون باعتزاز، عندما أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن "غزة ستدمر بالكامل"، وعندما طلب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقفا دائما لجميع المساعدات إلى غزة، وهو ما يعني عمليا قتل المدنيين الفلسطينيين.
وبدا للكاتب أن جوهر الأمر هو أن ما يحدث هو حملة لصرف الانتباه عن تواطؤ بريطانيا في جريمة القرن، بحيث يصوَّر ميسِّرو الإبادة الجماعية على أنهم معتدلون أخلاقيون، في حين يوصَم معارضوها بأنهم متطرفون حاقدون وخطيرون.
وبالفعل أعلنت شرطة أفون وسومرست عن إجراء تحقيق جنائي في عروض بوب فيلان وفرقة نيكاب في مهرجان غلاستونبري، فمرحبا بكم في بريطانيا عام 2025، حيث يُجر إلى العدالة الموسيقيون الغاضبون من الإبادة الجماعية، في حين ينعم السياسيون الذين يسهلون تلك الإبادة الجماعية بالحرية، كما يصرخ الكاتب.
وفي هذه الأثناء، أصدرت وزيرة الحكومة ليزا ناندي بيانا غاضبا إلى مجلس العموم بشأن بوب فيلان وقرار "بي بي سي" بث العرض مباشرة، مفضلة تخصيص وقت البرلمان لذلك، بدلا من البحث عن سبيل لإنقاذ شعب غزة مما وصفه رئيس الصليب الأحمر بأنه "أسوأ من الجحيم على الأرض"، وفقا للكاتب.
أكثر إساءة
وأصدرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومهرجان غلاستونبري بيانات تعلن فيها أن هتاف فيلان معاد للسامية، بيد أن دمج الشعب اليهودي بمجمله مع جيش دفعت أفعاله المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يبدو للكاتب أكثر إساءة من كلمات الفنانين.
وأصدر فيلان بيانا يوضح فيه معارضته "لقتل اليهود والعرب وأي عرق وجماعة"، موضحا أن "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي" تعني "تفكيك آلة عسكرية عنيفة".
وعلق الكاتب بأن الجيش الذي يرتكب إبادة جماعية فقدَ حقه في الوجود، ويجب استبداله بقوة قادرة على حماية أمن جميع الناس الذين يعيشون بين النهر والبحر، بغض النظر عن عرقهم ودينهم، وهو ما يعني على الأرجح قوة حفظ سلام دولية.
وذكر جونز أن ملايين الناس شاهدوا البث المباشر لما يحدث في غزة، وكانوا يتوقعون -بعقلانية تامة- أن يشاركهم سياسيوهم غضبهم، لكنهم وجدوهم مستمرين في تسليح الجناة، وتوقعوا من وسائل إعلامهم محاسبة السلطة، لكنهم وجدوها تتستر على الأهوال.
وختم الكاتب بأن هذه الجريمة بشعة جدًا، وموثقة جدا، وغير مبررة، بحيث لا تمكن النجاة منها. وسيأتي يوم الحساب، وسيحاسب من سهلوا إبادة غزة على ما قالوا وفعلوا، وليس من عارضوها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
هآرتس تصف الحرب على غزة بالوحشية وتدعو لوقفها
وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بأنها "عبثية وبلا أهداف ووحشية للغاية"، ودعت إلى إنهائها فورا "مهما كان الثمن"، مؤكدة أن ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيليا وأميركيا "فشلت تماما". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "الدماء تسفك من الجانبين هباء، ولن يجني منها أحد شيئا بعد الآن"، ورأت أنه لم يعد ممكنا إنكار أن الغالبية العظمى من ضحايا الحرب بغزة هم مدنيون أبرياء، مشددة على أن استمرار هذا القتل الجماعي لا يمكن تبريره بالوضع الراهن. يذكر أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين انتقدوا صحيفة هآرتس ودعوا لفرض عقوبات عليها بسبب "نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد الدولة أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة". كما انتقدت هآرتس بشدة "مؤسسة غزة الإنسانية"، مشيرة إلى تحقيق أجرته جمعت فيه شهادات عسكريين إسرائيليين أكدوا أن الجيش أطلق النار عمدا على مدنيين احتشدوا قرب مراكز توزيع المساعدات. وأضافت أن "الوضع في غزة بات بائسا للغاية"، مشيرة إلى ضرورة "أن يتوقف هذا الوضع فورا". وبخلاف الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الأخرى، عادة ما تنتقد هآرتس اليسارية التوجه ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما تتخذ بشكل عام موقفا معارضا للاحتلال ومؤيدا للسلام مع الفلسطينيين.


الجزيرة
منذ 42 دقائق
- الجزيرة
سيناريو الحرب الثانية على إيران
توقّفت الحرب على إيران في 24 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أن قامت واشنطن بقصف أهم منشآت المشروع النووي الإيراني: نطنز، وأصفهان، وفوردو. وعقب تلك الخاتمة للمعركة التي استمرّت 12 يومًا، وقَعَ جدل واسع في الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، بشأن مدى تحقيق المعركة أهدافها؛ فالرئيس ترامب، وبشكل لافت، أكّد في أكثر من مناسبة تدمير المشروع النووي الإيراني، ردًا على تقارير أمنية وإعلامية شكّكت في جدوى الضربة الأميركية. إذا كانت الحرب تُقاس بأهدافها، فبنيامين نتنياهو حدّدها بالقضاء على المشروع النووي، وبتقويض القدرات الصاروخية لإيران، وبتغيير النظام كنتيجة للحرب، وإعادة رسم الشرق الأوسط. هذه الأهداف بكلّيّتها لم تتحقّق بعد، حتى المشروع النووي الإيراني من الصعوبة بمكان الحسم بأنه تم تدميره، وإخراجه عن الخدمة نهائيًا، ناهيك عن مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب. في هذا السياق، أشار رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى صعوبة تحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية إلا بعد زيارتها. إيران بدورها قطعت الطريق على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعليق التعاون معها، بعد اتهامها الوكالة ومديرها رافائيل غروسي بالتواطؤ مع إسرائيل، وتمهيد العدوان على إيران. هذا الواقع عقّد القدرة على التقدير الحقيقي لمستوى الأضرار التي أصابت المشروع النووي، في وقت تؤكّد فيه طهران أنها أمّنت مخزونها من اليورانيوم المخصّب، وبأنها "لن تتخلى عن التكنولوجيا النووية"، وأن بإمكانها استئناف تخصيب اليورانيوم خلال وقت قصير إذا رغبت، كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. الدعاية لا تُلغي واقعًا يمكن لإسرائيل إعلان النصر والتباهي به، ولكن ذلك أمر يمحوه الواقع إذا كان مخالفًا لادعائهم وزعمهم. بنيامين نتنياهو، وفي كلمة له أمام أعضاء حكومته، في 1 يوليو/ تموز، أشار إلى أن إيران سعت لبناء ثلاث إستراتيجيات في مواجهة إسرائيل حسب قوله، وهي: بناء مشروع نووي إيراني، ومنظومة صاروخية، ومحور من الحلفاء المناهضين لإسرائيل. إعلان هذا يشير إلى أن إسرائيل، وفقًا لهذا المنظور، ما زالت تعيش في قلب المعركة وليس نهايتها، فهي لم تستطع القضاء على المشروع النووي، ولا هي قوّضت المنظومة الصاروخية لإيران، ولا هي قضت على حلفاء إيران أو أصدقائها في المنطقة. صحيح أن إسرائيل أضعفت حزب الله اللبناني، لكنه ما زال قائمًا ويمكن له أن يرمّم ذاته بنيويًا وعسكريًا، كما أن حماس ما زالت تقاتل قتالًا استثنائيًا رغم الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في غزة على مدار 21 شهرًا. كما أن الحشد الشعبي في العراق لم يصب بأذى، واليمن وأنصار الله، رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية، يظهرون قدرة على التحكم والتأثير في مسارات التجارة الدولية عبر باب المندب، وإيذاء إسرائيل والضغط عليها دعمًا لغزة. واقع الحال يقول إن إسرائيل حققت إنجازات مهمّة في مواجهة إيران، لكن الأخيرة لم ترفع الراية البيضاء ولم تستسلم، ومن المتوقّع أنها ستحاول النهوض بقوّة بعد العدوان الإسرائيلي عليها، وبروز حجم المخاطر المهدّدة لها ولمصالحها القومية. مسيرة التعافي الضربة الإسرائيلية التي لم تنجح في هزيمة إيران، ستدفعها لإعادة حساباتها على قاعدة الحصانة الداخلية، وامتلاك معالم القوّة الإستراتيجية الرادعة لإسرائيل، على عدّة مسارات متوقّعة، ومنها: أولًا: تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات الخارجية، استنادًا لتضامن الشعب الإيراني ووحدته (معارضة وموالاة)، أثناء المعركة الأخيرة، ناهيك عن تنظيف بيتها من شبكة العملاء، وآليات الاختراق الإلكتروني لجسدها السياسي والمؤسسي. ثانيًا: التشبّث بمشروعها النووي، وتطوير منظومتها الصاروخية التي أثبتت قدرتها وجدواها في المواجهة الأخيرة، علاوة على ترميم أنظمة دفاعها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي، وهو هدف يمثل تحديًا حقيقيًا لطهران في ظل الحسابات المركّبة لحليفتها روسيا، غير الراغبة في إغضاب الرئيس ترامب، وإسرائيل التي تربطها بها علاقات جيدة، ما يدفع إيران للبحث عن مصادر أخرى. ثالثًا: النهوض بشبكة علاقاتها المناهضة لإسرائيل، كحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله في اليمن. فالمعركة الأخيرة أثبتت أهمية قوّة حزب الله اللبناني؛ فإسرائيل لم تكن لتتجرّأ على ضرب طهران لو كان حزب الله بعافيته كما كان سابقًا. يعزّز هذا التوجّه لدى إيران، اقتراب إسرائيل من شواطئها عبر سياسة التطبيع، ومساعي واشنطن لإعادة تموضع إسرائيل في المنطقة العربية، عبر توسيع دائرة التطبيع بينها وبين دول عربية إضافية. رابعًا: توطيد علاقاتها مع دول الجوار، ولا سيّما باكستان وتركيا، اللتان دعمتا موقف إيران وحقها في الدفاع عن نفسها، في استشعار منهما لخطورة ما تقوم به إسرائيل من مسعى لتغيير خارطة القوى والجغرافيا السياسية في المنطقة. حديث الرئيس رجب طيب أردوغان عن سعي أنقرة لامتلاك قدرات دفاعية رادعة لأي طرف يمكن أن يفكّر في استفزاز تركيا، مؤشّر على قلق تركيا من تداعيات الحرب على إيران، ومن فرضية استهداف مصالحها لاحقًا في ظل تراجع الثقة بينها وبين إسرائيل، واضطراب العلاقة السياسية بينهما بسبب دعم تركيا للموقف الفلسطيني، ونفوذها المتعاظم في سوريا. التحضير للمعركة ضد إيران إذا كانت إسرائيل شنّت عدوانها على إيران لأسباب ما زالت قائمة، ولتحقيق أهداف سياسية وعسكرية لم تتحقّق بعد، وإذا كان الهجوم أتى بمفاعيل عكسية في السلوك الإيراني، فهذا يعني أن فرضية شن إسرائيل هجومًا ثانيًا على إيران أمر وارد ومتوقّع. ادعاء نتنياهو تحقيق النصر على إيران، لا يعكس بالضرورة حقيقة الموقف الإسرائيلي وتقديراته الأمنية بشأن تحقيق الأهداف. إسرائيل، في عقيدتها السياسية، لا تقبل امتلاك إيران أو أي دولة عربية أو إسلامية مشروعًا نوويًا، أو امتلاك قوّة عسكرية منافسة لها في عموم المنطقة والشرق الأوسط. وهذا يذكّرنا بما حدث مع العراق، الذي تعرّض لغزو وتدمير بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وكان الهدف هو التخلّص من قوّة العراق كدولة عربية مناهضة لإسرائيل. إسرائيل ربما تجد في الظرف الحالي فرصة مواتية لتوجيه ضربة أخرى لإيران، قبل أن تتمكّن الأخيرة من ترميم نفسها واستعادة إمكاناتها وجهوزيتها لأي معركة قادمة، وهذا مشروط بأمرين: الأول: جهوزية إسرائيل داخليًا وعسكريًا وقف الحرب على إيران يشكّل فرصة لإسرائيل لسد الثغرات التي ظهرت أثناء المعركة السابقة، وللتزوّد بالأسلحة المناسبة وملء مستودعاتها من الذخيرة. وفي هذا الصدد كان لافتًا موافقة واشنطن، قبل أيام، على تزويد إسرائيل بذخائر بقيمة 510 ملايين دولار. ناهيك عن أن نتنياهو قد يستغل مستوى التأييد الشعبي له في إسرائيل، بسبب هجومه الأخير على إيران، كي يقوم بهجوم آخر. ثانيًا: موافقة الرئيس ترامب حسب استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك، بعد الحرب على إيران، فإن أغلبية ساحقة من الجمهوريين أيّدوا انضمام الولايات المتحدة لإسرائيل في ضربات عسكرية على المواقع النووية لإيران، حيث أيّد ذلك 68% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، في حين أيده 87% ممن تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر. هذا التوجّه للأغلبية يريح الرئيس ترامب، الذي كان يخشى من ردة فعل جمهوره، الذي أوصله للبيت الأبيض تحت عنوان: "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا"، عبر الاهتمام بالاقتصاد والبعد عن الحروب المستنزفة. يبقى هنا قدرة نتنياهو وفريقه على إقناع الرئيس ترامب بأن أي عملية أخرى ضد إيران لن تهدّد مصادر الطاقة في الخليج العربي، والتي تُقدّر بـ20% عالميًا، وبأن العملية ستكون خاطفة وحاسمة، ما سيأتي بإيران مستسلمة إلى طاولة المفاوضات، دون أن يكون لهذه العملية الجراحية تداعيات كبيرة على المنطقة أو على الاقتصاد الأميركي والدولي. ليس مستبعدًا أن إحياء مسار المفاوضات مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة، والسعي للوصول لهدنة لمدة 60 يومًا على أمل التوصّل لوقف دائم لإطلاق النار، أن يكون المقصود منه تخفيف الضغوط على إسرائيل دوليًا بسبب جرائمها في غزة، ولمنحها الفرصة لتركيز عملياتها العسكرية ضد إيران. تقديم نتنياهو لزيارته إلى واشنطن، من نهاية يوليو/ تموز الجاري إلى بداية الأسبوع الثاني منه، يدل على أن هناك ما يستدعي اللقاء العاجل وعلى مستوى رفيع. هذه الزيارة المستعجلة لواشنطن، ليست بالضرورة للتباحث بشأن غزة، بقدر ما هي مرتبطة بالنقاش حول إيران ومشروعها النووي والصاروخي، وماهية الخيارات للتعامل معها، إضافة إلى علاقات إسرائيل السياسية في الإقليم، وإمكانية توسيع دائرة التطبيع بينها وبين دول عربية أخرى. زيارة نتنياهو ستأخذ أبعادًا إقليمية تتعلّق باستكمال المهام لإعادة رسم الشرق الأوسط، وذلك في سياق تبادل الأدوار بين واشنطن الداعية للسلام، وبين إسرائيل صاحبة اليد الغليظة، المدعومة من أميركا العظمى، ورئيسها الذي يرى أنه معنيّ بتحقيق إرادة الرب ونبوءة السماء بدعم "إسرائيل الكبرى".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مقتل 3 جنود إسرائيليين في "يوم صعب" و5 فرق عسكرية تواصل عملياتها بغزة
اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بمقتل جنديين اثنين في عمليات منفصلة نفذتها فصائل المقاومة في خان يونس و بيت حانون بقطاع غزة ، حيث تحدث وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن "يوم صعب" سقط فيه الجندي في سلاح الهندسة القتالية بالفرقة الشمالية يائير إلياهو وجندي مدرعات في الكتيبة 53 أساف زامير. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت في وقت سابق اليوم بمقتل 3 جنود في حوادث عسكرية منفصلة في غزة، اثنان منهم في خان يونس وبيت حانون، وثالث قيد التحقيق. يأتي ذلك فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 5 فرق عسكرية تواصل تنفيذ عملياتها البرية وهجماتها الجوية المكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، في وقت تؤكد فيه الوقائع الميدانية أن ضحايا هذه الهجمات غالبيتهم من المدنيين الفلسطينيين، بينهم نازحون ومنتظرو مساعدات. وذكر الجيش الإسرائيلي أن جنديين آخرين أصيبا بجروح خطيرة في خان يونس، إثر استهدافهما بقذيفة مضادة للدروع. كما تحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن مقتل جندي وإصابة 4 آخرين، 2 منهم إصابتهما خطيرة في عملية خان يونس، مشيرة إلى أن مسلحا فلسطينيا استهدف دبابة في المدينة ثم لاحقا قوة الإنقاذ العسكري خلال عملية إجلاء القتلى والجرحى. وقالت مواقع إسرائيلية، في وقت سابق، إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت تعتيما شديدا على ما وصفته "حادثا صعبا" في القطاع. وتحدثت مواقع إعلامية إسرائيلية عن تنفيذ غارات جوية وتحليق مكثف على علو منخفض وقصف مدفعي عنيف، وعن إطلاق مروحية صاروخين على هدفين في وسط خان يونس وإطلاق نار كثيف خلال الدقائق الأخيرة. كما قالت ألوية الناصر وقوات عمر القاسم إنهما قصفتا بقذائف الهاون تجمعا لقوات الاحتلال المتوغلة شمالي قطاع غزة. 5 فرق عسكرية من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 5 فرق عسكرية تواصل تنفيذ عملياتها البرية وهجماتها الجوية المكثفة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وقال الجيش -في بيان- إن "الفرقة 98 تواصل منذ أسبوع نشاطها في محيط مدينة غزة"، بينما "تواصل الفرقة 99 عملياتها في (محافظة) شمال القطاع"، حيث نفذت خلال الساعات الأخيرة عدة غارات جوية استهدفت ما ادعى أنها "بنى تحتية معادية". وأشار إلى أن قوات الفرقة 162 تواصل أيضا نشاطها شمال القطاع، مدعيا أنها "تمكنت خلال اليوم الأخير من تحييد مسلحين وتدمير بنى تحتية ووسائل قتالية ومسارات تحت الأرض". كما ذكر أن الفرقة 36 تواصل عملها في محيط مدينة خان يونس جنوبي القطاع، و"تركز على رصد وتدمير بنى تحتية تابعة لحركة حماس". وأضاف "فرقة غزة 143 تنفذ عمليات في محيط مدينة رفح وتمكنت من تدمير عشرات الأهداف التابعة لحماس، بما في ذلك وسائل قتالية"، وفق ادعائه. ويمثل هذا التصعيد زيادة في عدد الفرق العسكرية العاملة داخل غزة، بعد إدخال فرقتين إضافيتين خلال الأيام الأخيرة، في ظل تكتم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على حجم القوات المشاركة في العمليات. فيما تشير التقديرات إلى أن كل فرقة عسكرية تضم في العادة نحو 10 آلاف جندي. وبحسب معطيات الجيش الإسرائيلي فإنه منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، قُتل 883 عسكريا بينهم 439 بالمعارك البرية في قطاع غزة التي بدأت في 27 من الشهر نفسه. كما تشير المعطيات إلى إصابة 6032 عسكريا بينهم 2745 بالمعارك البرية في قطاع غزة. وتتكتم إسرائيل -وفق مراقبين- على معظم خسائرها البشرية والمادية، وتمنع التصوير وتداول الصور والمقاطع المصورة، وتحظر الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بشأن الخسائر، إلا عبر جهات تخضع لرقابتها المشددة. في المقابل، خلّفت الإبادة الإسرائيلية في غزة، بدعم أميركي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.