logo
'آرمان آمروز' الإيرانية تكشف .. الجيوسياسية الإيرانية الجديدة

'آرمان آمروز' الإيرانية تكشف .. الجيوسياسية الإيرانية الجديدة

موقع كتابات٠٤-٠٣-٢٠٢٥

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
حاليًا يبدو أننا في 'إيران' بحاجة من جهة طرح سياسة خارجية جديدة تستّند إلى مكانة 'إيران' الجيوسياسية الجديدة وتوسيّع نطاق سياسة الجوار من التركيّز بشكلٍ أساس على منطقة 'غرب آسيا'، للتواجد والتعاون في جميع المجالات الحضارية. بحسّب تحليل 'ماندانا تیشه یار رامین فخاري'؛ المنشور بصحيفة (آرمان آمروز) الإيرانية.
والاستفادة من جهة أخرى؛ من الأدوات الدبلوماسية المتنوعة في توسيّع نطاق علاقاتنا الخارجية. ويبدو أن حصر السياسة الخارجية بيد الدبلوماسيين والعسكريين لم يُعد كافيًا الآن، ونحن بحاجة إلى رؤية أكثر تنويعًا الأطراف الفاعلية على صعيد العلاقات مع دول الجوار على وجه الخصوص.
في النظريات الجيوسياسية؛ من بين العوامل المختلفة التي تشّكل السياسة الخارجية للدول، يُعتبر العامل الجيوسياسي بالعادة عاملًا أكثر استمرارية؛ حيث يتطلب حدوث تغيّيرات ملحوظة سنوات طويلة، وهذا التأخير يتسبب في أن تلعب الخصوصيات الجيوسياسية لدولة ما ودول جوارها، دورًا هامًا في بلورة العلاقات الخارجية لتلك الدولة.
ومع ذلك؛ فقد بدأ القرن الخامس عشر الهجري الشمسي في وقتٍ أصبح فيه العالم الإيراني؛ (الذي يشمل مساحة واسعة تمتد من جبال الهيمالايا إلى سواحل البحر المتوسط، ومن جبال القوقاز وسهول آسيا الوسطى إلى السواحل الجنوبية للخليج)، عُرضة أكثر من أي وقت مضى على مدى العقود الأخيرة، للاضطرابات والتوترات واختبار تغييرات جيوسياسية كبيرة.
فقد ازدادت من جهة الانقسامات الداخلية بين المجتمعات المدنية والدولة عمقًا، وتنمو من جهة الفصائل المتشدَّدة ذات الأفكار والمعتقدات المختلفة، ومن جهة أخرى، تعمل القوى الدولية على تنفيذ مشروع جديد يهدف إلى صياغة نظام إقليمي جديد في المجال الحضاري.
وفي ذكرى مرور مئة عام على توقيع اتفاقية الأخوة والمودة بين 'إيران' و'أفغانستان'، وبعد نشر أكثر من (60) جامعيًا ومثقفًا من البلدين كتابًا مشتركًا يضم مقالات قصيرة عن الروابط التاريخية والثقافية بين هاتين الجارتين للمرة الأولى، وبعد أقل من شهرين، على سقوط المدن الأفغانية الكبرى الواحدة تلو الأخرى وانتهاء عصر الجمهورية الذي استمر (20) عامًا في ذلك البلد، فقد تشكل مسّار جديد من انعدام الأمن الإقليمي على الحدود الشرقية.
ولم تكد تمر فترة كبيرة على التطورات الأفغانية، حتى اندلعت الحرب 'الروسية-الأوكرانية'، وتطورت 'إيران' برغبة أو بدون في تطورات 'أوروبا الشرقية'، وما تزال حتى الآن تعتبر واحدة من الأطراف الفاعلة في هذه الساحة، وهذا الأمر أثر على أسلوب تعاملاتها على عدد من الدول.
ومرة أخرى؛ لم تكد تمر عدة أشهر على تطورات 'شرق أوروبا'، حتى شكلت عمليات (طوفان الأقصى) بـ'فلسطين'، مرحلة جديدة من التطورات في منطقتنا وبدأت لعب جيوسياسية معقدة. وقد أدت هذه اللعبة في الأشهر التالية وتحديدًا بدخول 'لبنان' على صعيد الحرب، إلى تغيّير هيكل القوة في الفصائل الجهادية بـ'فلسطين ولبنان'، وأخيرًا تغييّر النظام السياسي في 'سورية'.
وتعزيز دور اللاعبين الإقليميين مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية في هذه الملفات والأحداث، وتغيير نهج السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وبدء تفاعلات جديدة بين القوى العظمى في العالم، كلها أدت إلى تسريع كبير في التغييرات الجيوسياسية في منطقتنا. وعليه يمكن ملاحظة أن الظروف الإقليمية الراهنة قد سلبت جميع الدول إمكانية استمرار السياسات السابقة، وأن نظامًا جديدًا آخذ في التشكل. ومؤكد لا يمكن إدارة الأوضاع الجديدة بأدوات وطرق قديمة. والفائزون في هذه اللعبة الجيوسياسية الكبرى الجديدة، هم أولئك الذين يقبلون الحقائق الجديدة بسرعة ويتبنون مبادرات جديدة. وبغض النظر عن مدى صحة نهجنا وأهدافنا، فإن الأساليب والسياسات القديمة لن تقودنا إلى الغاية المنشودة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'الكاتب' الإيرانية تكشف .. ظلال 'إسرائيل' الثقيلة على المفاوضات !
'الكاتب' الإيرانية تكشف .. ظلال 'إسرائيل' الثقيلة على المفاوضات !

موقع كتابات

timeمنذ 9 ساعات

  • موقع كتابات

'الكاتب' الإيرانية تكشف .. ظلال 'إسرائيل' الثقيلة على المفاوضات !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية: تبدأ اليوم في 'روما' جلسات الجولة الخامسة من المفاوضات بين 'إيران' و'الولايات المتحدة الأميركية'، وهي جولة بالغة الأهمية والحساسية؛ لا سيّما بعد تصاعد وتيرة الاختلاف بين الطرفين بشأن تخصيّب (اليورانيوم). بحسّب ما استهل 'صابر گل عنبري'؛ تحليله المنشور على قناة (الكاتب) الإيرانية على تطبيق (تلغرام). كذا يتخذ وجود المتغيَّر الإسرائيلي في هذه الجولة شكلين وإطارين؛ ويبدو أكثر بروزًا وثقلًا من أي وقت مضى، الأول: تسّريب معلومات (موجهة) على مشارف هذه الجولة من المفاوضات حول نية 'إسرائيل' قصف المنشآت النووية الإيرانية حال فشل المفاوضات، والثاني: وجود مسؤولين رفيعي المستوى هما: رئيس (الموساد) ووزير الشؤون الاستراتيجية في 'روما'، ولقاء 'ستيف ويتكوف'؛ على هامش المفاوضات 'الإيرانية-الأميركية'. إسرائيل داخل المباحثات النووية.. ومما لا شك فيه إن 'إسرائيل' تُعارض دبلوماسية؛ 'دونالد ترمب'، مع 'إيران'، ووصّف 'بنيامين نتانياهو' انطلاق مارثون المفاوضات: بـ'الضربة السياسية للشرق الأوسط'، لكن هذا لا يعني أن 'ترمب' تخلى تمامًا عن 'إسرائيل'، وتجاهل أمنها، أو أنه سيوقّع اتفاقًا يضَّر بمصالحها. لكن يبدو أنه استطاع اقناع 'نتانياهو' و'إسرائيل' بضرورة التفاوض والدبلوماسية، في المقابل يبدو أنه قدم وعدًا بعدم التوقّيع على اتفاق لا يُراعي المخاوف الإسرائيلية. ولا يمكن الحكم الآن على مدى التزامه بهذا الوعد؛ وسوف يُظهر مسّار المفاوضات ومصّيرها في المستقبل؛ لكن المطالبة بتصّفير تخصيّب (اليورانيوم)، خاصة منذ الجولة الثالثة من المفاوضات، بعكس مواقف 'ويتكوف' الأولية يؤشر إلى التحرك في هذا الاتجاه. ومن غير الواضح أيضًا طبيعية قرار 'ترمب' نفسه مستقبلًا للخلاص من عقدة تخصّيب (اليورانيوم)، لكن من المنظور الإسرائيلي فقد سلكت 'الولايات المتحدة' المسّار الدبلوماسي، ومن ثم فإن أي اتفاق قد يكون خيارًا مطلوبًا كبديل عن الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية وتصّفير التخصيّب، وهو ما تراه 'إسرائيل' كمرحلة انتقالية نحو إنهاء البرنامج النووي الإيراني. رسائل إسرائيلية مؤثرة.. وتسّريب (أكسيوس) وغيرها من وسائل الإعلام؛ 'معلومات' بشأن اقتراب موعد الهجوم الإسرائيلي، بالتزامن مع الجولة الخامسة من المفاوضات، يُمثّل للوهلة الأولى محاولة لدفع أجندة تحقيق الشرط المذكور سلفًا من خلال هذه الرسالة التي مفادها أنه إذا لم توافق 'طهران' على تصّفير (اليورانيوم)، وبالتالي انهيار المفاوضات، فسوف تتعرض للهجوم. والأكثر من هذه التهديدات؛ أن 'إسرائيل' لم تغبّ مطلقًا عن المفاوضات 'الإيرانية-الأميركية'، ولطالما كانت مشاركة بشكلٍ غير مباشر؛ إما عن طريق أن يضعها 'البيت الأبيض' في قلب التفاصيل، أو عبر الحصول على المعلومات، لكن اتخذ وجود 'إسرائيل' منذ بداية مفاوضات إدارة 'ترمب' مع 'إيران' شكلًا مختلفًا يُعتبر غير مسبّوق نسبيًا. الاطلاع الدائم والحضور المستمر.. فكل يوم من جولة المفاوضات الثانية في 'روما'، التقى رئيس (الموساد) ووزير الشؤون الاستراتيجية، في 'باريس'، 'ويتكوف'، كما كشفت مصادر أميركية عن نزول؛ 'ران درمر'، يوم 19 نيسان/إبريل الماضي، في نفس الفندق محل إقامة 'ويتكوف' في 'روما'. واليوم أيضًا يتواجد هذان المسؤولان الإسرائيليان البارزان في 'روما'. وهذا الوجود قد يعكس للوهلة الأولى خوف 'تل أبيب' الكبير من احتمال تحرك فريق 'ترمب' على مسّار إبرام اتفاق غير مرغوب مع 'طهران'، ولذلك تسّعى إلى مراقبة مسّار المفاوضات عن كثب، والمسَّاهمة عبر المشاورات أثناء المفاوضات الإيرانية مع 'ويتكوف' في الحيلولة دون انحراف المفاوضات عن المسّار الإسرائيلي المرغوب. لكن بالوقت نفسه؛ قد تكون موافقة 'الولايات المتحدة' على الحضور المكثف للفريق الإسرائيلي في محل إجراء المفاوضات، والمشاورات مع 'ويتكوف' خطوة تهدف إلى طمأنة 'تل أبيب' بعدم التوقّيع على أي اتفاق مع 'إيران' يتجاهل المصالح الإسرائيلية، وأن هذا ما يمكن أن يتابعوه عن كثب. من هذا المنطلق، فإن لغز ضغط 'الولايات المتحدة' لتغيّير مكان المفاوضات من 'مسقط'؛ (مكان إيران المفضل)، إلى مكان آخر في 'أوروبا'، كان يهدف (بعكس بعض التبريرات والمزاعم الأولية بما في ذلك بُعد مسقط وقرب أوروبا لتنقل 'ويتكوف' وغيرها)، إلى تسهيّل حضور الفريق الإسرائيلي، وبالفعل تحقق ذلك منذ الجولة الثانية. مما سبق يمكن القول: إن ظلال 'إسرائيل' على المفاوضات 'الإيرانية-الأميركية' أثقل من ذي قبل، والآن علينا انتظار ما تتمخض عنه الجولة الخامسة من المفاوضات، هل تنتهي كالجولة الرابعة بالاتفاق على استمرار المفاوضات ؟.. أم يتحقق تقدم مهم من خلال طرح أفكار وعملية لحل المشكلة الخلافية الأساسية وهي تخصّيب (اليورانيوم) ؟.. أم نشهد طريقًا مسدودًا وبالتالي توقف المفاوضات ؟

نتانياهو يغضب الإسرائيليين .. تعيين متطرف ديني وصاحب علاقة سرية مع سارة رئيسًا لـ'الشاباك'
نتانياهو يغضب الإسرائيليين .. تعيين متطرف ديني وصاحب علاقة سرية مع سارة رئيسًا لـ'الشاباك'

موقع كتابات

timeمنذ يوم واحد

  • موقع كتابات

نتانياهو يغضب الإسرائيليين .. تعيين متطرف ديني وصاحب علاقة سرية مع سارة رئيسًا لـ'الشاباك'

وكالات- كتابات: سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على؛ الجنرال 'ديفيد زيني'، الذي اختاره رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ 'بنيامين نتانياهو'، ليشّغل منصب رئيس جهاز الأمن العام؛ (الشاباك)، بعدما رفض سابقًا تعييّنه كسكرتير عسكري له بسبب: 'تطرفه الديني'، وهو منصب أقل: 'خطورة وأهمية' من رئاسة الجهاز الأمني. ووفقًا لوسائل الإعلام؛ فإن 'نتانياهو' رفض تعييّن 'زيني' سكرتيرًا عسكريًا له بسبب: 'اتجاهه الديني بالخطير'، إضافة إلى هجومه على الحكومة والجيش بعد ساعات من (طوفان الأقصى)؛ في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023، وكذلك لعدم امتلاك 'زيني' أي خلفية مخابراتية في سيّرته الذاتية، فضلًا عن أن له: 'علاقة سرية' بزوجة رئيس الوزراء، 'سارة'. وبحسّب موقعيّ (واي نت) و(بحداري حريديم)؛ فإن 'زيني': 'مسيحاني أكثر من اللزوم'؛ بحسّب تعبير 'نتانياهو'. وأشارت وسائل الإعلام العبرية؛ إلى تغيّر موقف رئيس الوزراء فجأة من 'زيني'؛ وأعلن اختياره لرئاسة جهاز الأمن العام؛ (الشاباك)، رُغم خطورة توجهه الديني ذي الأبعاد السياسية على موقع رئاسة الجهاز أكثر من السكرتير العسكري للحكومة، مما ضاعف غضب الإسرائيليين، الذين لا تعتبر فرق منهم: 'المسيحانيين'؛ 'يهود أنقياء'، وفق تعبيرهم. لكن 'المسيحانيين'؛ يحظون بمكانة أفضل من (الحريديين) في 'إسرائيل'؛ لأنهم يقبلون التجنيد في الجيش، وهم متواجدون بكثرة فيه، رُغم أنهم لا يعتبرون 'إسرائيل' الحالية هي الحقيقية، وينتظرونها بعد مجيء المسيح وبناء الهيكل الثالث، وفق ما أوضحت وسائل الإعلام العبرية. ووفق التقارير العبرية؛ كان 'زيني'، أحد أبرز الضباط العملياتيين في الجيش الإسرائيلي وشخصية رئيسة في تيار الصهيونية الدينية، وكان مرشحًا بارزًا لأحد مناصب القيادة العليا، وخاصة للقيادة الشمالية بعد إعلان الجنرال 'أوري جوردون'، عن استقالته، وأساسًا بعد أن عين رئيس الأركان الجنرال 'يانيف آسور'؛ في القيادة الجنوبية. وأشارت التقارير إلى أن 'نتانياهو': 'لم يكن معجبًا بأي من المرشحين لمنصب سكرتيره العسكري، ومنهم زيني'، وقال عنه في محادثة مغلقة إنه: 'مسيحاني للغاية' ولا يتفق معه، ورغم ذلك، كان الحاخام 'إيلي سادان'، أحد زعماء الصهيونية الدينية، أحد أبرز الموصين بـ'زيني' في ذلك الوقت، لكن 'نتانياهو' اختار عدم اعتماد التوصية، وأخيرًا، تم تعيّين العميد 'رومان جوفمان' في هذا المنصب. وعلق الموقع الحريدي أن قرار 'نتانياهو' بتعيين 'زيني'، الذي أوصى به بشدة حاخام الصهيونية الدينية؛ 'إيلي سادان'، رئيسًا لـ (الشاباك)، على الرغم من استبعاده السابق لأسباب دينية، مثّل منعطفًا حادًا أثار الاهتمام بين الجماهير الدينية واليمينية أيضًا. وأشارت عدة مواقع إلى أن 'نتانياهو' لم يُراجع رئيس الأركان؛ 'إيال زامير'، في التعيين، رغم أن 'زيني' قائد قيادة التدريب بالجيش، وخلال تنفيذ عملية 'عربات جدعون'، وسط مؤشرات بأن نتنياهو توقع رفض زامير.

'جوان' الإيرانية ترصد .. إسرائيل و'الطوفان الأوروبي' !
'جوان' الإيرانية ترصد .. إسرائيل و'الطوفان الأوروبي' !

موقع كتابات

timeمنذ يوم واحد

  • موقع كتابات

'جوان' الإيرانية ترصد .. إسرائيل و'الطوفان الأوروبي' !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية: مجموعة المواقف والإجراءات الأوروبية الأخيرة من جانب 'فرنسا، وبريطانيا، وإسبانيا، وكندا، وهولندا' ضد 'إسرائيل' ودعم 'فلسطين' غير مسبّوقة تقريبًا وإن كانت محدودة، ولا نُبالغ إذا اطلقنا عليها اسم (طوفان أوروبا)؛ بداية من إصدار البيانات الثلاثية والسبَّاعية للقادة الأوروبيين التي تُدين بلهجة حادة 'إسرائيل' وتتهمها بإبادة الأطفال، وحتى استدعاء السفير الإسرائيلي في 'بريطانيا'، وتعليق الشراكة مع 'الاتحاد الأوروبي' ومباحثات التجارة الحرة، وفرض عقوبات، والتصديق على منع صادرات السلاح؛ (البرلمان الإسباني)، وتكثيّف الحركات الاحتجاجية الشعبية والسياسية… إلخ. بحسّب تقرير 'صابر ﮔل عنبري'، المنشور بصحيفة (جوان) الإيرانية. في المقابل؛ اتهم 'نتانياهو' والمقربون منه؛ 'أوروبا'، بدعم (حماس) ومعادة السامية. ضغوط عالمية لم تسفر عن شيء.. والمطلب الأوروبي والعالمي الأساس، وقف الإبادة الجماعية في 'غزة'، وإنهاء عمليات التجويع العقابية، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية على المنطقة، التي تتعرض منذ ما يزيد عن (70) يومًا لقصف شديد وتُعاني حصار غذائي ودوائي شامل. والضغوط العالمية لم تسَّفر بالفعل سوى عن دخول مساعدات لا تُذكر ولم تُحقق نتائج خاصة، لكن هذه الضغوط سوف تسَّفر بالنهاية عن نتائج. وقد حدث الأمر نفسه تقريبًا في 'حرب فيتنام'؛ حيث بدأت المظاهرات الشعبية في ربوع العالم وحتى داخل 'الولايات المتحدة' نفسها، تلاها التحركات البرلمانية والحكومية التي أجبرت 'واشنطن' بالنهاية على إنهاء الحرب والخروج من المستَّنقع الفيتامي. مشاهد الإبادة والتجويع تحرك الجميع.. ومواقف 'أوروبا' الحادة؛ (باستثناء ألمانيا)، هي نتاج التطور على مدار الـ (19) شهرًا الماضية التي تبلورت على صعيد الرأي العام العالمي؛ بالتوازي مع استمرار الحرب على 'غزة'. وما ساهم في دخول هذه الموجة مرحلة اتخاذ إجراءات ولو على مستوى محدود، اقتران كارثة ما يحدث من إبادة في 'غزة' بالمجاعة والتجويع متعمد لأهلها وأطفالها، بالإضافة إلى القصف والقتال الجامح؛ حتى أن البعض في الداخل الإسرائيلي مثل؛ 'يائير غولان'، رئيس حزب (الديمقراطيين)، و'موشيه يعلون' وزير الدفاع الأسبق، و'إيهود أولمرت' و'إيهود باراك' وكلاهما رئيس وزراء سابق، انتقد ما يجري بشكلٍ: 'غير مسبوق'. وكان 'غولان' قد صرح قبيل أيام: 'حكومة (نتانياهو) تحولت إلى أكثر الحكومات الإسرائيلية الأكثر نفورًا في العام؛ بعدما تحولت عمليات إبادة أطفال غزة إلى لعبة'. ووصف الحرب الراهنة: بـ'التطهير العرقي'. تطور تاريخي.. ورغم أن رد الفعل العالمي لا يُذكر مقارنة بعمق الكارثة الإنسانية في 'قطاع غزة'، لكن حالة الغليان الحالية بين أوساط الرأي العام والنخبة؛ لا سيّما في الغرب، والتي هي بصدّد الانتقال إلى البرلمانات والحكومات، إنما تؤشر إلى 'تطور تاريخي' حيال 'إسرائيل' و'فلسطين' تزداد تداعياته عمقًا بالتدريج، من مثل المشروعية الأخلاقية، حيث تنهار الرواية الإسرائيلية في العالم لصالح تقوية الرواية الفلسطينية. هذا التحول النموذجي ليس مجرد نتاج لسلوك 'إسرائيل' والإبادة الجماعية الجارية، بل هو أيضًا ثمرة صمود الشعب التاريخي في 'غزة'؛ خلال الـ (19) شهرًا الماضية، فلولا هذا الصمود لما حدث مثل هذا التغيّر بالضرورة. 'نتانياهو' يعادي الجميع.. وبعد حوالي عامين من القتل وتدمير 'قطاع غزة'، لا تزال 'إسرائيل' تُعلن أنها لم تُحقق أهداف الحرب، وتواصل السّعي لتحرير الرهائن وتدمير (حماس). لكن 'نتانياهو' يزداد بُعدًا عن أهدافه كلما زاد من المجازر، زاد من تصاعد التحول العالمي ضد 'إسرائيل'، وعرّض ممتلكاتها الاستراتيجية للمزاد حتى أمام أقرب حلفائها 'أميركا وأوروبا'؛ لدرجة أن 'ترمب' أكبر داعميها، قد نفدّ صبره من سلوك 'نتانياهو'، حسبّما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية. وحاليًا يواجه 'نتانياهو'؛ الذي كان يتحدث عن تغييّر الشرق الأوسط نتيجة تطورات 'لبنان وسورية'، عالمًا يتغيّر باعتراف 'إسرائيل'، وقد تحول رد الفعل على هجوم (حماس)؛ في السابع من تشرين أول/أكتوبر إلى أكبر تهديد عالمي لـ'إسرائيل'. هذه الحرب الجامحة لم تؤد إلى تدمير (حماس): كـ'ثأر' للهجوم، بل تسببت في أزمة داخلية عميقة، كما كتبت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، حيث وصلت 'إسرائيل'؛ بعد (592) يومًا من الحرب، إلى أدنى مكانة دولية وتواجه (تسونامي). في الوقت نفسه، توقف مشروع تطبيع العلاقات ودمج 'إسرائيل' في الشرق الأوسط كتمهيد لنظام جديد، وفشل 'ترمب' في زيارته الأخيرة في إدخاله إلى أهم محطة 'السعودية'. في المقابل، أصبح صوت المطالبة بتشكيل 'دولة فلسطينية' والاعتراف بها أعلى من أي وقت مضّى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store