
غترة وعقال
كانت بدايات ظهور النفط في الجزيرة العربية والخليج العربي. ومع النفط ظهرت ثرواته، تغيَّرت بالضرورة أشياء كثيرة: عمَّت الكهرباء، وحلّت الطرقات محل الكثبان، وامتلأت الدنيا سيارات فارهة بألوان برّاقة تلمع تحت شمس الصحراء. وظهر في أوروبا سياح من نوع جديد. يرتدون الثوب العربي، ويعتمرون الكوفية والعقال والشماغ.
رفض الرجال أن تغير الثروة هويتهم، أو صورتهم التاريخية. ارتفعت الثروات، واتسعت المدن، وتقدمت الجامعات، وانتشرت المدارس، وظل الثوب الصحراوي البسيط علامة من علامات الهوية. نفرٌ قليل جداً، رأى أن الأفضل له ارتداء الثياب الإفرنجية. وكان بين هؤلاء مجموعة من السياسيين الكويتيين، وقلة أخرى في البحرين. لكن ظلت على حجمها في كل مكان. وعندما غاب أهلها، لم يوصوا بأن يُقلّدوا.
جاء رئيس أميركا، كبرى الدول المتقدمة في العالم، إلى الخليج، ليجد أن شركاءه في حداثة العالم، والانفتاح على الحضارات، لا يزالون في الهوية نفسها. بورصاتهم تتداول كل يوم مليارات الدولارات، وجيوشهم تستخدم أكثر الآلات تقدماً، والجميع تحت «شماغ» واحد، يظهر عالياً في قمة العشرين، أو السبع، أو مهما كان عدد الحضور.
لقد انتقلت مراكز القوة والاقتصاد في العالم في تطور طبيعي تلقائي. وأهم ملامح التطور كان، مستوى العلم، ونسبته في عموم الخليج.
جزء كبير من الشراكة التي حققتها جولة ترمب، غير مسبوقة النتائج، كان في مستوى التبادل ونوعيته. وجزء آخر في الطرائق المستقبلية التي غيرت، وتغير، مصادر ومستويات المعيشة والتقدم. والتحدي الكبير في أصالة الحياة، كان المحافظة عليه، لا في البحث عن سواه.
يقول شباب الجزيرة اليوم «حافظ أهلنا على تراثهم بكل إباء، وكبِروا به، ولم يَكبروا عليه».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
اتصال هاتفي مرتقب بين ترمب وشي سيجري هذا الأسبوع "على الأرجح"
أعلن البيت البيت الأبيض اليوم الإثنين أن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جينبينغ سيجريان على الأرجح اتصالاً هاتفياً طال انتظاره في وقت لاحق هذا الأسبوع، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين. وأعاد ترمب إثارة التوتر مع الصين الأسبوع الماضي، عندما اتهم ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم بانتهاك اتفاق بين البلدين حول خفض الرسوم الجمركية المتبادلة الكبيرة بينهما بصورة موقتة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت للصحافيين، لدى سؤالها عما إذا كانت ستجرى محادثة بين ترمب وشي، "يمكنني التأكيد بأن الزعيمين سيتحدثان على الأرجح هذا الأسبوع". ولم يجر أي اتصال مؤكد بين الرئيسين الصيني والأميركي منذ عاد ترمب للسلطة قبل أكثر من خمسة أشهر، على رغم إعلان الرئيس الأميركي مراراً عن اتصال وشيك بينهما. وقال ترمب في مقابلة أجرتها معه مجلة "تايم" في أبريل (نيسان) الماضي بأن نظيره الصيني اتصل به، لكن بكين شددت على أن أي اتصال لم يجر أخيراً. وتراجعت معظم أسواق الأسهم حول العالم اليوم الإثنين، مع عودة التوتر بين الولايات المتحدة والصين للواجهة. وأعلن ترمب مطلع أبريل رسوماً جمركية على مستوى العالم استهدفت الصين أكثر من غيرها، متهماً البلدان الأخرى باستغلال الولايات المتحدة مالياً، ومتحدثاً عن اختلال الميزان التجاري. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واتفقت واشنطن وبكين الشهر الماضي على خفض الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها كل طرف على الآخر لمدة 90 يوماً، بعد محادثات عقدت بين كبار المسؤولين في جنيف. لكن ترمب وكبار المسؤولين الأميركيين اتهموا الصين الأسبوع الماضي بانتهاك الاتفاق، إذ قال وزير التجارة هاورد لوتنيك في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن بكين "تماطل" في تطبيق الاتفاق. ورفضت بكين هذه الاتهامات الأميركية "الكاذبة" الإثنين، واتهمت واشنطن بإدخال "عدد من الإجراءات التمييزية المقيدة". كما صعد ترمب التوتر مع شركاء تجاريين آخرين من بينهم الاتحاد الأوروبي، متعهداً مضاعفة الرسوم الجمركية العالمية على الصلب والألومنيوم إلى 50 في المئة اعتباراً من يوم الأربعاء.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
فيلم «بابو لو سكراب» كوميديا الكويت القادمة
انتهى المخرج الكويتي نواف الشمري من إنتاج الفيلم الجديد "بابو لو سكراب" والمقرر طرحه بدور العرض السينمائي في الكويت، وأولى تجارب المخرج نواف الشمري السينمائية، بأسلوب فنتازي كوميدي، غير تقليدي. بينما تدور حكايته حول شخصية "بابو لو" وهو شاب من إحدى الدول الآسيوية متأثر بشخصية "بابلو إسكوبار" بارون المخدرات الكولومبي الشهير الذي لقي حتفه على يد رجال الشرطة عام 1993، وقضية "بابو" الأولى منذ الصغر هي الانتقام لوالده الذي كان شريكا لشخص في إحدى وكالات السيارات، بعد أن غدر شريكه بوالده ليتوفى قهرا، ووسط هذه الأحداث الانتقامية نشاهد قصة حب تمر عليه تكون من طرف واحد مع إحدى الفتيات. يذكر أن فيلم "بابو لو سكراب" من بطولة سلطان الفرج، أحمد العونان، جمال الشطي، رازي الشطي، غادة الكندري، وأيضا فنانون من السعودية مثل: عبدالعزيز السكيرين، أحمد شويل، وراشد المدهش، وآخرون. وتأليف عادل عبدالعزيز وإخراج نواف الشمري، وإنتاج مشترك بين النجم سلطان الفرج و"فيلاسو".


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
سيمفونية المكان.. ذاكرة الصوت الحي
هناك نوع من الذاكرة لا يُكتب ولا يُرى، بل يتسلل عبر السمع ويستقر في أعماق الوعي، الأصوات التي تنبع من قلب المناطق نداء الباعة، وقع الأقدام، صوت المؤذن، وصدى الأحاديث في الطرقات ليست مجرد ضجيج يومي، بل ملامح خفية لهوية المكان، وامتداد حسي لحياة الناس فيه، إنها "الذاكرة الصوتية" التي شكلت لنا ورافقتنا بصمت، جيلاً بعد جيل. كل قطعة من المملكة حملت نغمتها الخاصة، لغة لا تدرس في الكتب، لكنها محفوظة في القلب، حيث في جدة ظل صوت البحر في الخلفية، تصاحبه نداءات الباعة في "البلد"، وصدى عربات الحلوى وهي تجر خلفها ذاكرة جيل كامل.. يقول صالح جلال في ناء صوت فوزي محسون: نسيتنا واحنا في جدة.. نسيت ايامنا الحلوة ولاعاد زله او طله .. يحق الكم لنا الله وسبحانه قدرو عليك. على نفس الصورة الشعبية، كانت الحياة تدب في الرياض، مع أصوات فتح أبواب المحال مع شروق الشمس، وصوت المؤذن وهو يصدح من مآذن متباعدة توحدها الروح، الصوت السمعي والتاريخ يعود من جديد، كان سليمان بن حاذور في "قبو" صالح" يتسامرون في رائعة فهد بن سعيد: فكرت والمكتوب مافيه حيلة ليت الليالي علمتني بالأقدار.. حتى هناك في جنوب المملكة رويات وقصة أخرى، حيث كانت الطبيعة نفسها تشارك في تشكيل صوت المدينة، ويتصدر خرير الماء في قنوات القرية المشهد السمعي، وصدى أغان البيئة من الشعبيات في الحقول، والأهازيج التي تتردد في المناسبات الأجتماعية. وأكثر من مجرد صوت حيث تمثل احتفالا بالانتماء. هناك في الأحساء تشكلت الذاكرة السمعية من صوت نخيلها وهمسها مع الريح، وصوت المجالس الشعبية. حيث تداول القصائد والقصص، في حوار حي مستمر بين الناس والمكان. كما هي الحالة عندما يغني ويغرس في مسمعنا "أبلو الأحساء" عيسى الأحسائي، عن احداثها ومفارقها الإجتماعية والعاطفية واسواقها وأبوابها الخشبية، "ياريح الحسا"،تلك الحقب والتاريخ السمعي مازال، مغروساً في أدمغتنا ووجدانيتنا. هذه الأصوات لا تعد مجرد خلفية لحياة أناس مروا من هنا، بل هي امتداد لهوية المكان وثقافة الناس، وكل فرد يحمل في ذاكرته تسجيلًا صوتيًا غير مكتوب في أدراج وجدانياته، يختزل ملامح المكان الذي نشأ فيه، ويستعيده عند أول رنين مألوف أو نغمة منسية، فالأمكنة لا تعرف بجدرانها فقط، بل بنبضها المسموع، وصوت المدينة، مهما تغير، يبقى أثرًا حيًا في الذاكرة وصوت لا يشيخ، بل يواصل السرد في تفاصيل الرواية.