logo
الملك عبد الله الثاني في البرلمان الأوروبي: خطاب يحرك الضمائر وعرّى العالم

الملك عبد الله الثاني في البرلمان الأوروبي: خطاب يحرك الضمائر وعرّى العالم

رؤيا نيوزمنذ 5 ساعات

في مشهد سياسي قلّ نظيره، وقف جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي، ليس فقط كزعيم دولة، بل كصوت نادر في زمن يتراجع فيه الضمير. لم يكن الخطاب سياسيا تقليديًا ولا مألوفًا، بل شهادة أخلاقية صادقة، كشفت هشاشة النظام العالمي أمام مشهد غزة النازف، وما يجري في الإقليم والعالم ، وحاكمت تواطؤ الصمت الدولي بجرأة منقطعة النظير.
فقد افتتح جلالته خطابه بكلمات حملت صدمة الحقيقة: «عالمنا قد فقد بوصلته الأخلاقية». ليست جملة خطابية، بل تشخيص عميق لواقع عالمي يختبئ خلف ازدواجية المعايير، فيما تُذبح قيم العدالة والرحمة يوميًا في فلسطين والعالم، جلالته لم يساوم، بل عرّى الواقع: العجز عن حماية المدنيين ليس حيادًا، بل انحياز صريح للظلم، والفشل في التحرك الدولي الانساني، كما قال، هو إعادة تعريف لما يعنيه أن نكون بشرًا.
ولم يكن حديثه عن غزة فقط، بل عن المنظومة الأخلاقية الدولية برمّتها، فقد قالها بوضوح: لا يمكن بناء السلام في الشرق الأوسط بينما تُهمّش القضية الفلسطينية، ويُقصى أصحاب الحق، وتُدفن المبادئ تحت ركام الحسابات السياسية. وأكد أن فلسطين ليست تفصيلًا جغرافيًا، بل 'قلب السلام'، وأي محاولة لإقصائها هي محاولة لإقصاء فكرة السلام ذاتها.
ومضى جلالته ليذكّر الأوروبيين – بحكمة التاريخ والمصير المشترك – بأن القيم هي الأساس الحقيقي لأي تحالف إنساني. «على مر التاريخ العربي والأوروبي، كانت قيم الاحترام والمسؤولية والنوايا الحسنة تقود التعاون الذي أثمر عن نتائج لمنفعة العالم، وبإمكان هذه القيم أن ترشدنا في الاستجابة لتحديات هذا العصر». ثم أعاد التذكير بأن القيم التي تجمع شعوب العالم ليست مستوردة، بل مغروسة في الأديان والتقاليد: الرحمة، العدل، المساواة، حماية الأطفال، نصرة الضعفاء، وصون الكرامة الإنسانية.
وأضاف جلالته: «لقد سعيت من هذا المنبر، ومن العديد من المنابر الأخرى على مر العقدين الماضيين، إلى تسليط الضوء على القيم التي تجمعنا… إيمان الأردن بهذه القيم متجذر في تاريخه، ومبادئنا الوطنية مبنية على التسامح والاحترام المتبادل». وكان لافتًا تأكيده على أن الأردن، البلد المسلم، يحتضن مجتمعًا مسيحيًا تاريخيًا يتقاسم مع مواطنيه بناء الدولة، وأنه موطن لموقع عماد السيد المسيح (عليه السلام). خطاب جمع بين القوة السياسية ودفء الروح، بين الحجة الأخلاقية والنداء الإنساني.
ولم تمرّ هذه اللحظة دون احتفاء رسمي لافت، فقد رحّبت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، بجلالة الملك، قائلة أمام النواب الأوروبيين:
«إنه لشرف أن نرحب مجددًا بجلالة الملك عبد الله الثاني في البرلمان الأوروبي. هذه ليست المرة الأولى التي يخاطب فيها جلالته هذه القاعة، وفي كل مرة تترك كلماته أثرًا دائمًا في جميع من استمعوا إليها».
وأضافت: «نحن ممتنون لأن في كل مرة يمر فيها العالم بمنعطف حرج، يأتي قادة أمثال جلالة الملك لرسم طريق للمضي قدمًا نحو إنسانية مشتركة… الأردن ليس فقط صديقًا لهذا البرلمان، بل شريكًا مهمًا للاتحاد الأوروبي».
أما الخطاب، فقد كان أوضح من أن يُفسّر، والأقوى انسانيا، أشار جلالة الملك إلى السياسات الإسرائيلية الأحادية، من قتل وتوسّع استيطاني واعتداءات يومية على الفلسطينيين، محذرًا من محاولات شطب القضية الفلسطينية تحت غطاء الصمت الدولي. لم يكن جلالته يُلقي خطابًا، بل يُشعل جرس إنذار للعالم بأسره.
لقد تحدّث الملك من موقع المسؤولية التاريخية، ليس كزعيم شرق أوسطي، بل كصوت الضمير الإنساني، وفي زمن تآكل فيه معنى الحقيقة، كان خطابه مرآة كشفت الزيف، ونداءً لإنقاذ ما تبقى من إنسانية العالم.
لا سلام بلا عدالة. ولا عدالة دون كسر الصمت.
هذه كانت رسالة جلالته وهذه هي الحقيقة التي ألقاها في وجه العالم هذه لحظة فاصلة واجهت النفاق الدولي وكسرت حاجز الصمت وذكرت بان الكرامة والعدالة ليستا وجهة نظر، لقد تحدث بهدوء، ولكن حديثه كان كافيا لايقاظ الضمائر التي نامت طويلا وقد حان وقت صحوتها.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توقعات إسرائيلية لقرار أميركي "وشيك" بالانضمام للحرب
توقعات إسرائيلية لقرار أميركي "وشيك" بالانضمام للحرب

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

توقعات إسرائيلية لقرار أميركي "وشيك" بالانضمام للحرب

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الخميس، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن تل أبيب لا تزال تتوقع أن تنضم الولايات المتحدة إلى الضربات ضد إيران خلال 24 إلى 48 ساعة. وأشار توقع المسؤول لصحيفة "تايمز اوف إسرائيل" بانضمام أميركي لكن "لا أحد يضغط عليهم. عليهم اتخاذ قرارهم بأنفسهم"، مضيفاً أن ذلك "سيتضح خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة"، على حد قوله. في حين، ذكرت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية، أن الحرب بين طهران وتل أبيب ستستمر لأسبوعين حتى ثلاثة وإذا انضمت أميركا قد تستغرق أياماً فقط. وفي بوقت سابق، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأربعاء، عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أعطى الضوء الأخضر لخطط الولايات المتحدة لمهاجمة إيران". لكنه أرجأ إصدار الأمر النهائي لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي أم لا. إلا أن ترامب رد اليوم الخميس على الصحيفة، قائلاً "إنهم لا يملكون أدنى فكرة عن آرائه حول إيران". يأتي ذلك، فيما دخلت المواجهات بين البلدين يومها السابع، فمنذ 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل سلسلة غارات وهجمات على مناطق إيرانية عدة، مستهدفة مواقع عسكرية، ومنصات إطلاق صواريخ فضلا عن منشآت نووية. في المقابل، ردت طهران مساء اليوم ذاته، بوابل من الصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل، أسفتر عن مقتل وجرح المئات، ودمار في البنية التحتية الإسرائيلية لأول مرة في تاريخها، إضافة لموجات من الهجرة من إسرائيل، فيما لا تزال طهران تتوعد بالمزيد. المصدر: وكالات

ارتفاع حصيلة شهداء "الجوع" في غزة.. وقصف إسرائيلي عنيف متواصل
ارتفاع حصيلة شهداء "الجوع" في غزة.. وقصف إسرائيلي عنيف متواصل

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

ارتفاع حصيلة شهداء "الجوع" في غزة.. وقصف إسرائيلي عنيف متواصل

أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 84 شخصا في قطاع غزة بينهم 22 ممن ينتظرون مساعدات إنسانية وسط قطاع غزة، الخميس. ولا يزال الجيش الإسرائيلي يمعن في قصفه العنيف على مختلف مناطق غزة، إذ أدى القصف إلى تدمير مبان بالكامل، إضافة إلى تضرر عدد كبير من المنازل، فيما أدى ذلك لاستشهاد عشرات الشهداء والجرحى. بدورها، قالت مصادر طبية إن مستشفيي العودة وشهداء الأقصى استقبلا 16 شهيدا وعشرات المصابين، جراء إطلاق جيش الاحتلال الرصاص وقنابل على منتظري مساعدات قرب مركز توزيع بمحيط محور نتساريم (وسط). وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال المتمركزة بمحيط محور نتساريم فتحت نيران رشاشاتها، فيما ألقت مسيّرات للاحتلال عددا من القنابل تجاه المئات ممن تجمعوا انتظارا لفتح مركز المساعدات الأميركي اليوم الخميس. وظل شهداء وجرحى على الأرض لعدة ساعات، حتى تمكنت طواقم الإسعاف من انتشالهم، نظرا لكثافة إطلاق النار وخطورة المكان. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الأحد، أسفرت عمليات الاستهداف المرتبطة بما يعرف بفخاخ المساعدات الأميركية-الإسرائيلية عن "استشهاد 300 فلسطيني وإصابة 2649 آخرين، إلى جانب 9 مفقودين منذ بدء هذه الخطة". وتواصل إسرائيل، منذ الـ7 من أكتوبر 2023 ارتكاب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 185 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. المصدر: وكالات

جدد الولاء لـ"خامنئي".. ارتفاع المخاوف من مشاركة حزب الله في الحرب
جدد الولاء لـ"خامنئي".. ارتفاع المخاوف من مشاركة حزب الله في الحرب

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

جدد الولاء لـ"خامنئي".. ارتفاع المخاوف من مشاركة حزب الله في الحرب

ارتفعت المخاوف في لبنان جرّاء تجديد "حزب الله" إعلانه ولاءه للمرشد الإيراني علي خامنئي، في ضوء تصاعد حدة التوترات في المنطقة. ويأتي تخوّف اللبنانيين من انخراط الحزب في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، في حال طلبت طهران ذلك، في ضوء "الضبابية" التي تُحيط بهذه الفرضية على المستوى الرسمي اللبناني، وتشكيك المحللين العسكريين في قدرات الحزب العسكرية على الانخراط بحرب مشابهة. وقال "حزب الله"، في بيان، إنّ تهديد إسرائيل بقتل المرشد الأعلى علي خامنئي، "حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى مَن يُهدّد، فإنّ مجرّد ‏النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين والمحبّين والمرتبطين بالإسلام وخط الأصالة والمقاومة والعزّة، ‏وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة". بدروها، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر وزارية لبنانية أن "الجيش اللبناني يتولّى التنسيق والتواصل مع "حزب الله" أمنياً، بعدما جزمت الحكومة اللبنانية ورئاسة الجمهورية بأن على لبنان أن يكون محايداً في هذا الصراع. ورغم أن المعطيات السياسية لا تشير، حتى الآن، إلى أن الحزب عازم على الانخراط في المعركة، حيث "لم تظهر أي ملامح لهذا الاتجاه، حتى هذا الوقت"، إلا أن "الضبابية التي تحيط بالمشهد" لا تزال قائمة، بحسب مصادر الصحيفة مضيفة أن "التواصل قائم، والدعوات لتحييد لبنان فاعلة، والتحذيرات من مغبة انخراط الحزب تتوالى، ونتمنى أن تثمر كل تلك الجهود بإبقاء لبنان بمنأى عن الحرب". المصدر: الشرق الأوسط

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store