logo
تحقيقات الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر.. فشل استخباري وهروب للجنود وارتباك في التنسيق

تحقيقات الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر.. فشل استخباري وهروب للجنود وارتباك في التنسيق

الجزيرة٠٤-٠٥-٢٠٢٥

بعد هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة ، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من التحقيقات الداخلية. وكشفت النتائج عن ثغرات كبيرة في المنظومتين الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، شملت فشلا استخباريا وارتباكا في التنسيق الميداني، وأقر جيش الاحتلال بما وصفه بـ"الإخفاق التام" في منع الهجوم.
وقالت لجنة التحقيق الإسرائيلية المدنية بأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول إن الحكومة فشلت في حماية مواطنيها وعليها تحمل المسؤولية.
وأوضحت اللجنة أنها جمعت أثناء التحقيق 120 شهادة على الأقل تثبت فشل إسرائيل ، مشيرة إلى أنها توصلت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"قاد البلاد إلى أكبر كارثة في تاريخها".
وإضافة إلى التحقيق العام في الهجوم كله، أنجزت السلطات الإسرائيلية تحقيقات فرعية بشأن ما حدث في عدد من الأماكن والمواقع العسكرية التي هاجمها المقاومون الفلسطينيون فجر 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومكثوا يقاتلون فيها ساعات عدة.
شاطئ زيكيم
أشار تحقيق قائد اللواء الخامس الاحتياطي تال كوريتسكي إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي المتمركزين قرب حدود غزة قد تخلوا عن "المدنيين الذين احتموا" بشاطئ مستوطنة زيكيم يوم الهجوم.
وينقسم التقرير إلى 3 أجزاء، الأول تناول جزئية الإنزال البحري لعناصر كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على الشاطئ وأسماها "المعركة البحرية الإسرائيلية"، والجزء الثاني تطرق لما سماها "مجزرة زيكيم"، وتحدث الجزء الأخير عن "الدفاع عن كيبوتس زيكيم".
وأوضح التقرير أن جنود الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني ، فرّوا دون قتال عناصر حماس القادمين بـ7 زوارق وعددهم 38، مما أسفر عن تقدمهم إلى داخل كيبوتس زيكيم، ومقتل إسرائيليين حاولوا الاحتماء بالجيش.
وحسب التقرير فقد استهدف المقاتلون الفلسطينيون قواعد عسكرية في المنطقة وخط أنابيب النفط قرب عسقلان وشاطئ زيكيم، وتقدموا مجبرين الجنود الإسرائيلين على التراجع، وأكملوا طريقهم نحو الكيبوتس، واشتبكوا مع ضباط في لواء غولاني قبل أن ينسحبوا.
خلص التقرير في النهاية إلى أن عدد عناصر حماس الذين حاولوا التسلل عبر البحر 38، قتل منهم 14 في زوارقهم و8 عند الشاطئ و10 في الاشتباكات التي دارت بعدها، وأن جنود الجيش قد تخلوا عن المدنيين وتراجعوا تاركين مواقعهم، وهو ما اعتبر "فشلا جسيما".
وتجدر الإشارة إلى أن قائد قاعدة أسدود كان قد تلقى اتصالا من فرقة غزة تنبهه على وجود إشارة غير عادية قادمة من القطاع عند الساعة 4:28 صباحا، لكن مكتب قائد البحرية وقسم استخبارات البحرية أكدوا أنها مجرد تدريبات لكتائب القسام.
كيبوتس بئيري
في 11 يوليو/تموز 2024، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقريرا عن نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي بشأن اقتحام كيبوتس بئيري في غلاف غزة يوم 7 أكتوبر.
وبحسب التقرير، فقد أشرف على التحقيق طاقم من ضباط الاحتياط الإسرائيلي برئاسة اللواء ميكي إدلشتاين.
وأقر الجيش الإسرائيلي في تقريره بفشله في حماية الكيبوتس، مؤكدا أنه لم يكن مستعدا للتعامل مع هجوم قوات النخبة التابعة لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عبر نقاط عدة من السياج الأمني، مما أعاق وصول التعزيزات الإسرائيلية في الوقت المناسب.
ووفق نتائج التحقيق، فقد شارك نحو 340 مسلحا فلسطينيا في الاقتحام، بينما لم يكن في المنطقة سوى 26 جنديا إسرائيليا، ولم ينجح وصول القوات الإسرائيلية الإضافية في تحسين الوضع بسبب غياب التنسيق بين الوحدات.
كما أشار التحقيق إلى أن جيش الاحتلال لم يكن يملك العدد الكافي من القوات للزج بها في المعركة، وأقر بتلكؤ قواته في الساعات الأولى، خاصة في الدخول إلى الكيبوتس والاشتباك مع قوات النخبة القسامية.
وأوضح التقرير أن الاقتحام بدأ في الساعة 06:42 صباحا، وأن قوات الاحتلال لم تستعد السيطرة على الكيبوتس إلا بعد أكثر من 24 ساعة من المعارك المتواصلة.
وخلصت نتائج التحقيق إلى مقتل 101 مستوطن وأسر 32 آخرين، إلى جانب قتل 31 من الجنود وأفراد الشرطة وأعضاء فصيل الاستجابة السريعة.
في 9 أبريل/نيسان 2025، كشف الجيش الإسرائيلي عن نتائج تحقيقه في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنة سديروت ، والتي أظهرت سلسلة من الإخفاقات الهيكلية والعملياتية، وأكدت فشل الجيش في حماية المستوطنة.
ووفقا للتقرير أسفر الهجوم عن مقتل 53 إسرائيليا، بينهم 37 من المستوطنين، و11 من أفراد الشرطة، واثنان من رجال الإطفاء، إلى جانب 3 جنود.
وأشار التحقيق إلى أن صفارات الإنذار الخاصة بتسلل المقاومين لم تُفعل، واقتصر التحذير على إنذار "اللون الأحمر" التقليدي، وهو قرار نسب إلى قائد الجبهة الداخلية ، اللواء رافي ميلو، وقائد المنطقة الجنوبية السابق، اللواء إليعازر توليدانو.
ورغم إرسال بلدية سديروت رسائل تحذيرية نصية إلى السكان، إلا أن عددا كبيرا منهم لم يطّلع عليها في الوقت المناسب بسبب التزامهم الديني بتعاليم السبت.
وأحد أبرز الإخفاقات التي كشف عنها التقرير، كان تأخر الجيش في إصدار التحذير الرسمي بنصف ساعة، وهي فترة كان يمكن تمكين فرق الدفاع المحلية من الاستعداد فيها.
كما تبين أن وحدة التأهب في سديروت لم تخضع لأي تدريب منذ عامين، وكانت تفتقر إلى الأسلحة الثقيلة بعد أن صادرتها قوات الجيش خوفا من سرقتها، وبقي أفرادها مجهزين بمسدسات فقط.
ووفق ما نقلته صحيفة "هآرتس"، أظهر التحقيق أيضا وجود حالة من الفوضى وغياب التنسيق بين الجيش والأجهزة الأمنية، وصلت حد تبادل إطلاق النار بين الطرفين أثناء الهجوم، نتيجة ضعف منظومة القيادة والسيطرة.
ووجه التقرير انتقادات حادة للقيادة العسكرية في فرقة غزة، محمّلا لواء الشمال المسؤولية عن سحب الأسلحة من غرف الطوارئ عام 2022، ما أدى إلى غياب وسائل الدفاع الفعالة عن عدد من النقاط الحساسة لحظة الهجوم.
مستوطنة كفار عزة
أواخر فبراير/شباط 2025، نشر الجيش الإسرائيلي تقريرا عن نتائج التحقيق في الهجوم الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على مستوطنة كفار عزة، بالقرب من قطاع غزة.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي في التقرير بأنه لم يقدّر أن لدى حركة حماس القدرة على شن حرب واسعة النطاق بشكل مفاجئ، فيما رد أهالي المستوطنة بأن التحقيق لم يجب على سؤال: أين كان الجيش؟.
وبحسب التحقيق فإن 14 عنصرا فقط من قوات حماية المستوطنة كانوا في مواجهة 250 مقاتلا من المقاومة الفلسطينية، منهم 6 أفراد من كتائب القسام وصلوا إلى قلب المنطقة باستخدام طائرات شراعية، دون أن يتمكن جيش الاحتلال من تحديد مكانهم.
وأوضح التحقيق أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تصل إلى المستوطنة إلا بعد الساعة 8:30 صباحا، وأنها واجهت مشكلات تتعلق بالتنسيق والتواصل مع قادة الوحدات.
وأشار التحقيق إلى وجود خلل في عملية إخلاء المستوطنين، إذ تم تنفيذها بشكل متأخر وبطريقة سيئة، وكشف أن الضربات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي "لم تساعد في وقف هجوم حماس على المستوطنة".
وبحسب نتائج التحقيق، أدى الهجوم إلى مقتل 26 مستوطنا وأصيب 18 آخرون، بينما أُسر 19 إسرائيليا.
مستوطنة نير إسحاق
في 25 أبريل/نيسان 2025، نشر جيش الدفاع الإسرائيلي تقريرا مفصلا تناول نتائج التحقيق في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنة نير إسحاق.
وأشار التحقيق إلى أن الجيش فشل في أداء مهامه الدفاعية، وعجز عن حماية الكيبوتس وسكانه أثناء الهجوم الذي أسفر عن مقتل 6 من أفراد فرقة الاستعداد، واختُطفت جثث 3 منهم، إضافة إلى اختطاف 5 مدنيين من عائلة واحدة.
كشف التحقيق أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مهيأ للتعامل مع هجوم واسع النطاق، إذ اتضح أن فرقة الاستعداد في كيبوتس نير يتسحاق كانت مدربة فقط على سيناريوهات محدودة.
وبيّن التقرير أن القوات العسكرية واجهت صعوبة في تكوين صورة واضحة ومتكاملة عن الوضع الميداني لما يجري داخل الكيبوتس، نتيجة انقطاع تدفق المعلومات من وحدات الدفاع المحلية، إلى جانب إخفاق محاولات فرق الطوارئ في التواصل مع القيادات العسكرية بسبب غياب الاستجابة.
وحتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا، ظل سكان الكيبوتس وأفراد فرقة الاستعداد في مواجهة المقاومة الفلسطينية دون تدخل فعّال من الجيش.
كما أشار التقرير إلى أن القوات العسكرية لم تصل إلى الموقع إلا بعد انسحاب المقاومين، بينما كانت غرفة الاستنفار قد تمركزت في نقاط دفاعية محدودة، في وقت كان فيه معسكر صوفا المجاور محاصرا، مما أعاق إرسال الدعم إلى كيبوتس نير إسحاق.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية أن الهجوم على معسكر صوفا كان عاملا رئيسيا في تعطيل استجابة الجيش، وأسهم بشكل مباشر في الإخفاق بتنفيذ المهمة الدفاعية الموكلة إليه.
مستوطنة ناحال عوز
نشر الجيش الإسرائيلي تحقيقه في اقتحام قاعدة ناحل عوز في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلص إلى وجود تقصير حاد من القيادة وسوء استعداد ميداني ساهم في فشل التصدي للهجوم.
ووفقا للتقرير، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 53 جنديا، من ضمنهم 22 من وحدات الدعم غير القتالي، وبينهم 16 مجندة مراقبة ميدانية، إضافة إلى 31 مقاتلا، 19 منهم من لواء غولاني، كما أُسر 10 جنود آخرين.
أظهر التحقيق أن الجيش لم يتعامل بجدية مع المؤشرات التي ظهرت في الليلة السابقة للهجوم، إذ لم تُترجم إلى استعدادات فعلية على الأرض. فقد قال أحد المقاومين لإحدى المجندات المحتجزات أثناء الهجوم "لا أفهم كيف لم تلاحظوا تحضيراتنا قبل يوم واحد؟!".
وعند بدء الهجوم، كان جندي واحد فقط متمركزا في النقطة المحيطة بالقاعدة التي تبعد 850 مترا فقط عن حدود قطاع غزة. وتم تقليص عدد الجنود في الموقع، وكانت أسلحة الدعم ومنها الرشاشات مخزنة داخل المستودعات، في حين لم يكن سلاح المدرعات في حالة تأهب قتالي.
كما عُثر على كتيّب في الموقع يُظهر أن المقاومين كانوا على دراية دقيقة ببنية القاعدة، وبحسب التقرير فقد بدأ الهجوم الساعة السادسة والنصف صباحا، ونفدذ 65 مقاوما مقابل 162 جنديا إسرائيليا، 90 منهم يحملون الأسلحة.
وأشار التحقيق إلى غياب تام للروتين العسكري داخل القاعدة، التي كانت تضم وحدات متعددة منتشرة في مواقع متفرقة، دون تنسيق يومي أو إجراءات تنظيمية متبعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها
نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها

دعت نائبة في البرلمان الأيرلندي إلى وقف الاستثمارات مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات أسرع لحل الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة. وقالت شينيد غيبني، وهي برلمانية أيرلندية عن حزب الديمقراطيين الاجتماعيين، إن القوات الإسرائيلية تتصرف بطريقة مروعة وغير مسؤولة. وتتوالى التصريحات الغربية المنتقدة لإسرائيل بسبب استمرار حربها الوحشية على غزة وفرضها حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا، في ظل استخدامها سياسة التجويع سلاحا. ودعت غيبني حكومة بلادها إلى إقرار تشريع بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأضافت "نضغط على المصرف المركزي بشأن التعاملات مع إسرائيل". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلا كل النداءات الدولية وأوامر ل محكمة العدل الدولية بوقفها.​​​​​​​ وخلفت حرب الإبادة، التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. وفي سياق متصل، وصفت النائبة في البرلمان الأيرلندي ما حدث للدبلوماسيين في الضفة الغربية بأنه اعتداء إسرائيلي واضح. الضفة الغربية ، للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم. وقررت كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والدانمارك استدعاء سفراء إسرائيل لديها، في حين نددت الخارجية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما حدث، وقالتا إنه "عمل عدواني" و"إمعان في انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية".

خبراء: نتنياهو كشف عن نيته تجاه غزة ويتحدى الإجراءات الأوروبية
خبراء: نتنياهو كشف عن نيته تجاه غزة ويتحدى الإجراءات الأوروبية

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

خبراء: نتنياهو كشف عن نيته تجاه غزة ويتحدى الإجراءات الأوروبية

يعتقد خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف في خطابه الأخير عن خطته بشأن مستقبل قطاع غزة ، ووجه تحذيرا ضمنيا لدول الغرب من التمادي في انتقاد إسرائيل ، وحاول أيضا طمأنة الإسرائيليين بأن "الأصدقاء" لن يتخلوا عنهم طالما أنه يقودهم. فبعد غياب طويل عن وسائل الإعلام، خرج نتنياهو في خطاب مطول للصحفيين أكد فيه أنه سيواصل الحرب حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونزع سلاح المقاومة والسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه. كما انتقد نتنياهو المواقف الغربية المناهضة لتوسيع العملية العسكرية وطالبهم بـ"الخجل من أنفسهم"، وهو ما اعتبره خبراء تحذيرا منه لهذه الدول بأنها ستكون في عداء مع إسرائيل وليس معه هو شخصيا. وخلال هذا الخطاب، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي عن شروط تعتبر تعجيزية لإتمام صفقة تبادل أسرى مؤقتة، حيث عاود التأكيد على نيته العودة للحرب بعد انتهاء الصفقة. بيان سياسي جديد ويمثل هذا الخطاب البيان السياسي والإستراتيجي لإسرائيل خلال الفترة المقبلة، لأنه حدد مصير القطاع والحرب كما يريدها نتنياهو واليمين المتطرف الذي يضمن بقاءه في السلطة، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى. وخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال مصطفى إن نتنياهو أنهى المفاوضات من خلال هذا الخطاب لأنه يقول للجانب الفلسطيني إنه سيأخذ أسراه ثم يعود لمواصلة القتال حتى تفريغ غزة من سكانها، وهو أمر لا يمكن أن تتفاوض المقاومة بناء عليه. واتفق مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام مع الرأي السابق بقوله إن نتنياهو أبلغ الداخل والخارج بأنه ماض في تصعيده العسكري حتى احتلال القطاع، وهو ما جعل المعارضة تتهمه بعدم امتلاك خطة للخروج من هذه الحرب. أما الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، فقال إن نتنياهو قدم في هذا الخطاب ما يعتبره حلا نهائيا لقضية غزة، على غرار الحل النهائي الذي وضعه الألمان لأزمة اليهود بعد الحرب العالمية الثانية. محاولة طمأنة الإسرائيليين ويرى مكي أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول من خلال الخطاب وطريقة إلقائه وتوقيته طمأنة الإسرائيليين بأنهم لن يكونوا وحدهم في هذه الحرب، وذلك من خلال تحذير الغرب من التمادي في معارضة سلوكه "لأن هذا سيكون معاداة للسامية ولإسرائيل وليس لشخص نتنياهو". والسبب في كل هذا -برأي مكي- أن نتنياهو لم يعد لديه مخرج سياسي آخر لهذه الحرب، لأن أي حديث عن وقفها يعني سقوط حكومته، وهو يعرف أن الغرب لن يتخذ إجراءات مؤلمة ضد إسرائيل في نهاية المطاف. وحتى وقف الإمدادات العسكرية من دول مثل بريطانيا أو فرنسا لن يؤثر على مجريات الحرب لأن غالبية التسليح الأميركي يأتي من الولايات المتحدة وألمانيا، التي تعتبر غائبة عن هذا المسار، كما يقول مكي. لذلك، فقد حاول نتنياهو من خلال هذا الخطاب إعادة الثقة للإسرائيليين بأنهم لن يكونوا وحدهم أبدا وأنه سيجعل العالم يقبل بما يريده هو، وفق مكي، الذي قال إن المفاوضات لن تتوقف رغم أنها وصلت لطريق مسدود. وفيما يتعلق بالسيطرة العسكرية على القطاع، قال العميد إلياس حنا إن مساحة غزة لا تسمح بإدخال 50 ألف جندي مثلا إلى جانب الآليات والدبابات. ووفقا لحنا، فإن القوات الإسرائيلية حاليا تمارس الضغط العسكري والسياسي في وقت واحد، لكنها تحاول ابتكار خدعة جديدة لاستعادة الأسرى بالقوة، وهو أمر فشلت فيه من قبل. ويعتقد الخبير العسكري أن نتنياهو يحاول استخدام الطرق نفسها لتحقيق نتائج مختلفة، ويرى أن السيطرة العسكرية على القطاع سهلة نظريا لكنها لن تكون كذلك من الناحية العملية. غير أن الخبير العسكري يرجح أن جيش الاحتلال يحاول عمليا حصر حماس في مناطق معينة ومنعها من استخدام أسلحتها أو ابتكار أسلحة جديدة مع تقطع القطاع 3 مناطق. وأشار إلى الأحاديث التي يجري تداولها بشأن تخطيط إسرائيل للاستعانة بشركة مرتزقة ستقوم بتوزيع وجبات -ستمولها دولة غير معروفة- على الناس في جنوب القطاع لإجبارهم على الذهاب إلى هذه المنطقة تحديدا. واستدل حنا على كلامه بأن إسرائيل من الناحية العملية لا تقوم بعمل عسكري في عموم القطاع وإنما في بيت لاهيا وبيت حانون وشرقي خان يونس ومحور كيسوفيم. وخلص إلى أن الحرب وصلت ذروتها وحققت نتائج تكتيكية مهمة للجيش الإسرائيلي ، مؤكدا أن نتنياهو لا يوظف هذه النتائج بشكل سياسي.

نتنياهو: غزة ستكون تحت سيطرتنا وأي وقف لإطلاق النار سيكون مؤقتا
نتنياهو: غزة ستكون تحت سيطرتنا وأي وقف لإطلاق النار سيكون مؤقتا

الجزيرة

timeمنذ 4 ساعات

  • الجزيرة

نتنياهو: غزة ستكون تحت سيطرتنا وأي وقف لإطلاق النار سيكون مؤقتا

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء بإبقاء كل مناطق قطاع غزة تحت سيطرة جيشه، قائلا إن أي إمكانية لوقف إطلاق النار لإعادة الأسرى فإنه مستعد لذلك "ولكن سيكون وقفا مؤقتا". وزعم نتنياهو في مؤتمر صحفي من القدس إن إسرائيل "تلتزم بتحقيق أهداف الحرب في القطاع كله"، وأن قواته "تضرب حركة حماس بقوة"، مشيرا إلى أنه وجّه مع وزير دفاعه يسرائيل كاتس بتنفيذ ضربات أكثر وأقوى. وجدد نتنياهو حديثه عن استعداده لإنهاء الحرب في غزة ولكن بشروط تضمن "أمن إسرائيل وألا تبقى حماس في حكم غزة"، قائلا "ربما تمكنا من قتل محمد السنوار في غزة". وأضاف نتنياهو أن "هناك 20 أسيرا حيا و38 جثة وسنعمل على استعادتهم جميعا"، مشيرا إلى أن إسرائيل أعادت 197 محتجزا، "ولا يمكن إعادة المختطفين دون ضغط عسكري وسياسي"، حسب قوله. وقال نتنياهو "أصدقاؤنا يدعموننا لكنهم يتحفظون على حدوث مجاعة أو أزمة إنسانية في غزة"، وادعى أن إسرائيل ستعمل في مرحلة أولى على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتفادي أزمة إنسانية. وأعاد نتنياهو التأكيد على ما يسميه قدرة إسرائيل على تغيير وجه الشرق الأوسط، قائلا "حددنا من قدرات حزب الله اللبناني وأسقطنا نظام الأسد وكسرنا محور الشر الذي تقوده إيران"، وفق تصريحاته. وأضاف نتنياهو أنهم ضربوا الحوثيين في اليمن "ضربات قوية لكننا لم نقل كلمتنا الأخيرة حتى الآن"، لافتا إلى أن تل أبيب تعمل على منع إيران من تخصيب اليورانيوم. وتأتي تصريحات نتنياهو اليوم، في حين تصاعدت حدة التصريحات والمواقف الدبلوماسية الأوروبية والدولية المنددة بسياسة التجويع التي تتبعها إسرائيل في غزة، والمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن ما تتعرض له إسرائيل "أزمة دبلوماسية غير مسبوقة" بسبب تصعيدها الحرب على غزة، واصفة ما يجري بأنه "تسونامي دبلوماسي". ويترافق ذلك مع الانتقادات في إسرائيل التي تتهم نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب، في ظل مظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة بأنه "يواصل الكذب ويسعى لإنقاذ نفسه وليس المحتجزين" مؤكدين أنه هو العقبة أمام إحراز أي اتفاق صفقة تعيد ذويهم الأسرى. وتواصل إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، مما أدخل القطاع بمرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين، في ظل ح بها التي خلّفت مئات آلاف الشهداء والجرحى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store