
ليلة القبض على شاكر.. ضبط «دنجوان تيك توك» في مصر بعد بث مباشر
جاء ذلك على خلفية بلاغات تتهمه ببث محتوى يتعارض مع الآداب العامة وإساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي.
ووفقًا لمصادر مطلعة، جاء ضبط المتهم بعد تحريات مكثفة ورصد لمحتوى مرئي وكتابي تم تداوله عبر حساباته الرسمية، أعقبته شكاوى متكررة دفعت الجهات المختصة للتحرك رسميًا.
وكان شاكر قد ظهر قبل ساعات من القبض عليه في بث مباشر على منصة «تيك توك»، تحدث فيه عن ما وصفه بـ«حملة موجهة» ضده، معتبرًا أن الاتهامات الموجهة له «افتراءات إعلامية» هدفها التشهير به، معلنًا أنه أوكل فريقًا من المحامين لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد من أسماهم «المروجين للأكاذيب».
يُذكر أن محمد شاكر، المولود عام 1995 بمدينة المنصورة، تخرج في كلية الشرطة عام 2017 وعمل ضابطًا برتبة نقيب في أسوان، قبل أن يترك العمل الأمني ويتجه لصناعة المحتوى الرقمي. بدأ نشاطه عبر تطبيق «Clubhouse» ثم انتقل إلى «تيك توك» حيث حقق شهرة واسعة وأرباحًا تجاوزت المليون جنيه في بث واحد، ووصل عدد متابعيه إلى نحو 4.7 مليون على المنصة، إلى جانب نحو 899 ألفًا على «إنستغرام».
وفي مطلع 2025، تصدّر اسمه وسائل الإعلام بعد عرض صوره في مطار إنجلترا وعدد من الميادين في لندن، ليصبح أول صانع محتوى مصري وعربي يُروَّج له بهذه الطريقة في الخارج.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة إجراءات رقابية تتخذها السلطات ضد المحتوى الذي يُعتبر مخالفًا للضوابط الاجتماعية، فيما تواصل النيابة التحقيقات تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
aXA6IDgyLjI2LjIxMC42MSA=
جزيرة ام اند امز
FR
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عرب هاردوير
منذ 20 دقائق
- عرب هاردوير
تطبيق تيك توك على المحك في مصر: هل يمكن حجبه بالفعل؟
تطبيق تيك توك هو الأكثر إثارةً للجدل في مصر منذ بداية استخدامه، إذ تتكرر المطالبات بإغلاقه كل فترة، كما في "خناقة السبت والثلاثاء" الشهيرة. وذلك بدعوى أنه لا يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع. ومع ذلك، يظل عدد مستخدميه في مصر ضخمًا جدًا، وغالبيتهم من المراهقين. في الأيام الماضية، تصاعد الجدل بعد إلقاء القبض على عدد من مشاهير التطبيق في مصر، لتعود المشاجرة الروتينية حول ضرورة إغلاقه. والآن أريد أن أتدخل وسط مشاجرة إغلاقه أم لا، إلى هل يمكن بالفعل إغلاقه تمامًا في مصر حتى لو لجأ جمهوره إلى استخدام VPN؟ ولكن أولًا، دعنا نعرف ما الذي سبّب كل هذه التطورات حول البرنامج. سبب الغضب تجاه التطبيق الأيام الماضية طالما شُنّ الهجوم على هذا البرنامج، وانتقاد الناس له بأنه الأجرأ والأكثر جدلًا، ويدعو إلى الإسفاف. وما إلى ذلك، ولكن منذ فترة ظهرت مستخدمة عليه ادّعت أنها تعرف الكثير من الجرائم المرتبطة بمشاهير هذا التطبيق، ما أدّى إلى لفت النظر والتركيز على الأسماء التي ذكرتهم هذه المستخدمة، والتحقّق في ادّعاء أن أموالهم ليست بسبب الدعم من البثوث على البرنامج، بل مرتبطة بجرائم أخرى. وعلى الفور، تدخّلت وزارة الداخلية والقت القبض على عدد كبير منهم للتحقيق معهم، ومن هنا بدأت المناشدات بإغلاق التيك توك تمامًا في مصر، وليست فقط مناشدات على السوشيال ميديا، بل رسمية في البرلمان من بعض النواب... ومن هنا ارتبطت شبهة كبيرة أخرى في هذا البرنامج، أنه ليس فقط لا يتناسب مع العادات والتقاليد، بل إنه يحوي جرائم غسيل أموال. كيف يمكن أن يكون تيك توك منصة لغسيل الأموال؟ غسيل الأموال هو مصطلح يشير إلى عملية تمرير أموال حصل عليها أصحابها من طرق غير قانونية، مثل تجارة المخدرات أو النصب أو الابتزاز، من خلال قنوات تبدو مشروعة بهدف إخفاء مصدرها الحقيقي. ومن هنا يتحول المال (القذر) إلى مال (نظيف) من الناحية الشكلية والقانونية. قد يبدو للوهلة الأولى أن "تيك توك" مجرد تطبيق ترفيهي، مليء بمقاطع الرقص والتحديات والمقالب، لكن الواقع التقني لهذا التطبيق أكثر تعقيدًا. فهو يحتوي على نظام اقتصادي متكامل يُمكّن المستخدمين من إرسال هدايا رقمية إلى صناع المحتوى أثناء البث المباشر، وتحويلها لاحقًا إلى أموال حقيقية. ما الذي يحدث تحديدًا؟ يتيح تيك توك للمستخدمين شراء عملات داخلية باستخدام بطاقاتهم البنكية أو وسائل دفع أخرى. يمكن للمشاهدين إرسال هذه العملات لصناع المحتوى على شكل (هدايا افتراضية) خلال البثوث المباشرة. بعد ذلك، يستطيع صاحب الحساب تحويل هذه الهدايا إلى أموال حقيقية وسحبها من التطبيق، بعد أن يقتطع تيك توك نسبة قد تصل إلى 50%. وهنا، تبدأ ثغرة الاستغلال. في حالات مشبوهة، تفتح جهات غير قانونية حسابات على تيك توك، ثم تستخدم أموالاً مجهولة المصدر في شراء الهدايا الرقمية داخل التطبيق. بعد ذلك ترسل هذه الهدايا إلى حسابات محددة قد تكون تابعة لنفس الجهة أو أطراف ضمن شبكة معينة ويتم سحب الأموال من هذه الحسابات وكأنها ناتجة عن محتوى مشروع أو دعم من الجمهور. الخطورة في هذه الآلية تكمن في أن عملية غسيل الأموال تتم بالكامل داخل نظام مغلق يصعب تتبعه. فلا أحد يعلم من أين جاءت الأموال الحقيقية التي تم بها شراء الهدايا، ولا من الذي أرسلها، خاصة وأن تيك توك لا يتيح دائمًا بيانات دقيقة حول المرسل أو طبيعة الحسابات. إضافة إلى ذلك، هناك طبقة جديدة من التعقيد تدخل في المشهد، وهي الوكالات الرسمية التي تعمل كوسطاء بين تيك توك وصناع المحتوى. هذه الوكالات، وبعضها غير خاضع للرقابة، توفر للمستخدمين حسابات جاهزة ، وتدير البثوث، وتجمع الأرباح وتحولها، وفي بعض الحالات تتلقى نسبة من العائدات. وقد ظهرت ادعاءات بأن بعض هذه الوكالات تعمل في الخفاء كغرف عمليات لغسيل الأموال، حيث تُضخ أموال مشبوهة عبر هدايا رقمية إلى حسابات تابعة، ثم تُسحب وتُوزع على الشبكة بحجة أنها أرباح من تيك توك. رغم أن هذه الادعاءات لا تزال قيد التحقيق، فإن عدداً من الدول بدأ يُبدي قلقه من استخدام تيك توك في عمليات مالية مشبوهة. وفي مصر تحديدًا، تصاعدت الأصوات المطالبة بفتح تحقيقات واسعة في مصادر أموال بعض مشاهير التطبيق، بعد أن اتضح أن أرباحهم لا تتناسب مع طبيعة المحتوى الذي يقدمونه (الفسيخ لن يجعلك مليونير في بضعة أشهر من الناحية المنطقية على الأقل)، وظهرت مزاعم بأنهم واجهة لأطراف تستخدمهم في تحويل أموال مجهولة المصدر تحت غطاء البث المباشر. هل يمكن للدولة تقنيًا حجب تيك توك؟ من الناحية التقنية، نعم، بإمكان أي دولة حجب تطبيق معين داخل حدودها الجغرافية، مثلما تفعل الصين مع بعض المواقع أو إيران مع تطبيقات مثل واتساب وتويتر. لكن كيف يتم ذلك فعليًا؟ الأمر يشبه إلى حدٍّ ما إغلاق بوابة في شارع معين حتى لا يتمكن الناس من المرور من خلالها. فكل تطبيق أو موقع لديه عنوان رقمي يُعرف باسم "IP Address"، وعندما تحاول الدخول إلى تيك توك من هاتفك أو جهازك، يطلب هذا العنوان من خلال مزوّد خدمة الإنترنت ( مثل فودافون، أورنج، اتصالات). هنا تتدخل الدولة وتطلب من جميع شركات الإنترنت منع الوصول إلى هذه العناوين الخاصة بتيك توك أو حجب نطاقات (Domains) معينة يستخدمها التطبيق مثل وبذلك، حتى لو فتحت التطبيق، لن يتمكن من الاتصال بالسيرفرات الخاصة به، وبالتالي سيتوقف عن العمل أو تظهر رسائل خطأ أو لا يتم تحميل المحتوى. هل هذا الحجب فعال 100%؟ ليس تمامًا، لأن هناك طرقًا معروفة لتجاوز هذا النوع من الحجب، مثل استخدام تطبيقات VPN وهي أدوات تغيّر موقعك الجغرافي على الإنترنت وتوهم المواقع أنك تتصفح من دولة أخرى، أو استخدام متصفحات مشفرة أو شبكات Tor، أو تطبيقات معدّلة (Modded apps) لا تعتمد على المسارات التقليدية. ورغم أن الدولة يمكنها أيضًا حجب خدمات VPN نفسها أو تتبع حركة البيانات المريبة، فإن القط والفأر التقني بين الحجب والتحايل لا ينتهي. فكلما أُغلِق باب، يظهر باب آخر. لكن عمومًا يمكن للدولة أن تجعل الوصول إلى التطبيق صعبًا جدًا وغير مستقر، مما يدفع نسبة كبيرة من المستخدمين للتوقف عن استخدامه، خاصة من لا يملكون خبرة تقنية كافية أو لا يستطيعون التعامل مع VPN. مخاطر الحجب الشامل لتطبيقات مثل تيك توك رغم أن حجب تطبيق ما قد يبدو حلاً سهلًا وسريعًا للحد من محتوى غير مرغوب فيه، فإن له عدة مخاطر تقنية وسلوكية يجب الانتباه لها، خصوصًا إذا كان التطبيق واسع الانتشار مثل تيك توك: 1- تعطيل خدمات أخرى مرتبطة بالتطبيق غالبًا ما يستخدم تيك توك خوادم سحابية مشتركة (مثل Amazon Web Services أو Google Cloud)، وهي نفس الخوادم التي تستخدمها آلاف التطبيقات والمواقع الأخرى. فإذا لم يُحجب بحذر، قد يؤدي ذلك إلى تعطيل غير مقصود لخدمات بريئة أخرى تعمل على نفس الخوادم. 2- زيادة استخدام أدوات تجاوز الحجب (VPN) عندما يُحظر تطبيق مشهور، يبحث المستخدمون خصوصًا الشباب عن طرق للالتفاف، مثل استخدام VPN أو بروكسي أو متصفحات مشفرة. هذا قد يؤدي إلى فتح الباب لاستخدام مواقع أخرى محظورة أكثر خطورة، وصعوبة تتبع النشاط الإلكتروني للمستخدمين، مما يخلق فجوة في الرقابة الرقمية ونشر تطبيقات ضارة أو مزيفة تدّعي أنها VPN وتحتوي على فيروسات أو برامج تجسس. 3- ضرر اقتصادي على صناع المحتوى ورواد الأعمال كثير من المستخدمين خصوصًا الشباب يعتمدون على تيك توك كمصدر دخل من خلال الترويج، الإعلانات، التعاونات، وغيرها. الحجب المفاجئ قد يضرب دخل آلاف الأفراد بشكل مباشر، ويضعف سوق الإعلانات الرقمية، ويؤثر على نمو المشاريع الصغيرة التي اعتمدت عليه كقناة تسويق. 4- خلق فجوة رقمية بين الأجيال الشباب والمراهقون أكثر مرونة في التعامل مع التكنولوجيا وتجاوز الحجب، في حين أن الأجيال الأكبر قد تظن أن التطبيق انتهى فعليًا. هذا قد يؤدي إلى تشويه صورة الواقع الرقمي الحقيقي داخل المجتمع، ويصعّب الحوار بين الأجيال. تجارب دول أخرى في حظر تيك توك قبل أن نتساءل هل يمكن لمصر حظر تيك توك؟، دعونا نُلقي نظرة على تجارب عدد من الدول التي سبق أن خاضت هذه المواجهة مع التطبيق. الهند في يونيو 2020، قررت الحكومة الهندية حظر تيك توك وأكثر من 50 تطبيقًا صينيًا آخر، بعد توترات سياسية على الحدود مع الصين، وادعاءات باستخدام هذه التطبيقات في "التجسس" على المستخدمين ونقل البيانات خارج البلاد. لكن هل نجح الحظر؟ نعم جزئيًا، حيث تم بالفعل إزالة تيك توك من متاجر التطبيقات، ومنع الوصول إليه عبر الشبكات المحلية. لكن ظهرت بعدها عشرات التطبيقات البديلة، مثل Chingari وMoj، ومع الوقت بدأ المستخدمون الهنود في استخدام VPN للعودة إلى تيك توك رغم الحظر. الولايات المتحدة منذ عام 2020، بدأت الولايات المتحدة باتهام تيك توك بأنه "تهديد للأمن القومي"، لكونه يجمع بيانات الملايين من الأميركيين ويخزنها على خوادم يُشتبه أنها تُدار من الصين. أصدر الرئيس دونالد ترامب حينذاك أمرًا تنفيذيًا بحظر التطبيق، لكن تم إيقافه قضائيًا، والكونغرس الأميركي منع تحميله على هواتف موظفي الحكومة. وبعض الولايات مثل مونتانا قررت حظره تمامًا، لكن القرار أُوقف لاحقًا قضائيًا. باكستان حظرت باكستان تيك توك عدة مرات بسبب "محتوى غير لائق يتعارض مع القيم الإسلامية"، وكان الحظر يدوم أيامًا أو أسابيع ثم يتم رفعه بعد التزام الشركة بحذف بعض الفيديوهات المسيئة. هل نجح الحظر؟ ليس بالكامل، لكنه كان وسيلة ضغط فعالة لإجبار تيك توك على تعديل سياسته الداخلية. أفغانستان وإيران في دول مثل إيران وأفغانستان، حيث هناك رقابة حكومية شديدة على الإنترنت، حُظر تيك توك نهائيًا من الأساس، ومنع الوصول إليه حتى باستخدام بعض أدوات الالتفاف. لكن هذه الدول أيضًا لديها رقابة واسعة على المحتوى المحلي، ومراقبة لصيقة للاتصالات، وهي بيئة تختلف جذريًا عن مصر. هل الحجب هو حل المشكلة؟ بعد كل ما عرضناه، لم يعد تطبيق تيك توك مجرد وسيلة للترفيه أو عرض مقاطع طريفة، بل تحوّل إلى عالم رقمي متكامل فيه من يجني الملايين ومن يضيع في زواياه، ومن يجد نفسه خلف القضبان، وهنا يبرز السؤال: هل الحلّ في حجب التطبيق؟ أم في فهم تأثيره ومعالجة المشكلات من جذورها؟ الحقيقة، أن الحجب قد يوقف الوصول السطحي، لكنه لا يمنع جوهر المشكلة. فمَن يريد الوصول سيجد وسيلة عبر برامج تجاوز الحجب (VPN) أو غيرها. ما نحتاجه فعليًا ليس فقط قرار حظر، بل وعي رقمي وتشريعات واضحة ورقابة ذكية، والأهم ثقافة مجتمعية تميز بين المحتوى النافع والمحتوى الضار. قبل أن نقرر الحجب، علينا أن نسأل أنفسنا هل المشكلة في تيك توك نفسه؟ أم في غياب الرقابة والوعي؟ أم فينا نحن كمجتمع نستهلك بلا تفكير ونتأثر بلا وعي؟


البوابة
منذ 27 دقائق
- البوابة
"بسبب الخروج عن الآداب العامة".. حبس البلوجر محمد عبد العاطي على ذمة التحقيقات
أمرت نيابة أكتوبر، بحبس البلوجر و التيك توكر محمد عبد العاطي، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة والخروج عن الآداب العامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ضبط عدد من صناع المحتوى بسبب مخالفة القيم الاجتماعية يذكر أن الأجهزة الأمنية شنت حملات موسعة خلال الأيام الأخيرة استهدفت عدداً من صناع المحتوى الرقمي، المعروفين بـ"البلوجرز"، وذلك في إطار جهود أجهزة الأمن للتصدي للمحتوى المخالف للقيم المجتمعية والأعراف الأخلاقية وأسفرت الحملة، التي استمرت أسبوعًا، عن ضبط 7 من مشاهير منصة "تيك توك"، بعد توجيه اتهامات لهم بنشر مقاطع مرئية خادشة للحياء، والتحريض على سلوكيات منافية للآداب العامة، فضلاً عن التربح غير المشروع عبر منصات التواصل الاجتماعي. وكان من بين المقبوض عليهم البلوجر "محمد خالد"، المعروف باسم "مداهم"، تلاه بعد ساعات ضبط صانعة المحتوى "علياء قمرون" التي تواجه اتهامات ببث مقاطع تحمل إيحاءات غير لائقة تمس القيم الأسرية. كما شملت الحملة أيضًا القبض على 'سوزي الأردنية" ، بعد ورود عدة بلاغات ضدها تتهمها بنشر محتوى مخالف. فيما بدأت الحملة بإلقاء القبض على اثنتين من أشهر مستخدمات "تيك توك" في مصر، وهما "أم مكة" و"أم سجدة" بعد رصد مقاطع لهما تتضمن ألفاظًا خادشة للحياء، تم بثها بهدف تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة ومكاسب مادية. واختتمت الحملة مساء السبت، بضبط التيك توكر المعروف باسم "شاكر" داخل أحد المقاهي بمدينتي، حيث يواجه اتهامات بنشر محتوى مخالف وتربح غير قانوني من خلال مواقع التواصل. وأكدت الأجهزة الأمنية استمرار حملاتها ضد المحتوى الذي يسيء إلى الذوق العام ويخالف القيم الأخلاقية والمجتمعية، في إطار الحفاظ على استقرار المجتمع وحماية الشباب من الظواهر السلبية المتنامية عبر الإنترنت


العين الإخبارية
منذ 2 ساعات
- العين الإخبارية
خبير في المحتوى الرقمي يكشف لـ«العين الإخبارية».. كيف أدارت «تيك توك» معركتها الرقمية؟
تم تحديثه الإثنين 2025/8/4 06:14 م بتوقيت أبوظبي في الربع الأول من 2025، فتحت تيك توك تفاصيل حربها الصامتة ضد المحتوى المخالف، كاشفة كيف أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي وفِرق المراجعة البشرية جدارًا يحاول أن يسبق الانتهاكات. المنصة، التي تصف مهمتها بأنها إلهام للإبداع وجلب للمتعة، لم تعد ترى الأمان خيارًا، بل شرطًا لبقاء مستخدميها في فضاء يشعرون فيه بحرية التعبير دون أن يبتلعهم المحتوى الضار. يعلق محمد فتحي، خبير المحتوى الرقمي، على هذه الأرقام قائلاً إن هذا الحجم الكبير من المقاطع المحذوفة يعكس التزام المنصة بتطبيق معاييرها الصارمة وإرشادات المجتمع التي وضعتها منذ تأسيسها، مشيرًا إلى أن التقرير الأخير كشف ملاحظة مهمة: حذف نحو ثلاثة ملايين فيديو جاء ضمن حملة استباقية نفذتها المنصة قبل أن تصلها أي بلاغات من المستخدمين بشأن تلك المقاطع. الأرقام التقنية تكشف مشهدًا لافتًا: أكثر من 99% من الفيديوهات المخالفة أُزيلت قبل أن يضغط أي مستخدم زر الإبلاغ، و90% منها لم تحصل على مشاهدة واحدة. هذه الأرقام، التي قد تبدو مبالغًا فيها للوهلة الأولى، يقف خلفها جيش تقني جديد؛ تقنيات آلية قادرة على رصد الانتهاكات وإزالتها بسرعة، أزالت وحدها 87% من المحتوى المخالف، وأوقفت 19 مليون بث مباشر خلال ثلاثة أشهر فقط، بزيادة 50% مقارنة بالربع السابق. يرى فتحي أن تيك توك يعد التطبيق الأكثر صرامة في حماية الأطفال والمراهقين، والأكثر إبداعاً بين المنصات الأخرى، خاصة في مجال الفيديوهات التعليمية والإبداعية ومحتوى الفنون والآداب. ويضيف أن حماية "تيك توك شوب" مسألة محورية، لأن الفئة العمرية الأصغر، خصوصاً الشباب الأكثر إقبالاً على التطبيق مقارنة بغيره من المنصات، هي الأكثر نشاطاً في الشراء عبر الإنترنت والأكثر انفتاحاً على التكنولوجيا. ويؤكد أن الانتشار السريع للتطبيق جعله محل اهتمام عالمي ليس لأنه خطر على الشباب، بل لأنه الأكثر استخداماً وانتشاراً. لكن الشركة لم تكتفِ بما لديها. دخلت النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) على الخط، محللة النصوص والتعليقات بدقة أعلى، ومساعدة في كشف المعلومات المضللة بشكل أسرع. هذه التقنيات لم تعزز الكفاءة فقط، بل أنقذت المراجعين البشريين من صدمات متكررة؛ إذ انخفضت نسبة الفيديوهات الصادمة والدموية التي يراجعها البشر يدويًا بنسبة 60% خلال عام 2024، بعدما أصبحت الخوارزميات تتولى معظم هذا العبء. هنا يضيف فتحي تفسيرًا مهمًا: "الصعود المتسارع للتطبيق خلق حالة من التركيز المكثف عليه، ربما بشكل مبالغ فيه. الحملات الأمنية الأخيرة في مصر مثلًا أسفرت عن القبض على أقل من عشرة أفراد من بين عشرات الملايين من المستخدمين، وهو رقم قليل للغاية. هذه الحملات نجحت في إعادة ضبط بعض أنماط الاستخدام، لكن المشكلة ليست في المنصة نفسها، بل في طريقة استخدام بعض الأشخاص للتكنولوجيا". أما في الشرق الأوسط، فقد اتخذت المعركة طابعًا أكثر صرامة. بين يناير / كانون الثاني ومارس / آذار، حُذف ما يقارب 16.5 مليون فيديو مخالف في خمس دول. تصدّر العراق القائمة بحذف نحو 10 ملايين فيديو، وإيقاف 649,551 بثًا مباشرًا، وحظر 346,335 من مضيفي البث، لكنه أيضًا كان الأعلى في استرجاع المحتوى عبر الاستئناف بـ209,291 فيديو تمت إعادتها. في مصر، حُذف 2.9 مليون فيديو، وأوقفت المنصة 587,246 بثًا مباشرًا، مع حظر 347,935 مضيفًا، بينما استُعيد 144,605 فيديوهات بعد الطعون. أما المغرب، فقد تجاوز عدد الفيديوهات المحذوفة المليون، مع إيقاف 77,396 بثًا مباشرًا وحظر 44,121 مضيفًا، واسترجاع 53,525 فيديو بعد المراجعة. وفي لبنان، أُزيل 1.3 مليون فيديو، وأُوقف 45,536 بثًا مباشرًا، وحُظر 24,795 مضيفًا، بينما أعيد نشر 31,880 فيديو بعد قبول الاستئناف. ويشرح فتحي هذه الصورة قائلاً: "حين يستخدم البعض تيك توك كوسيط لتجارة غير مشروعة، أو لعمليات مثل غسل الأموال، يصبح الأمر مشابهاً لما قد يحدث على فيسبوك أو إنستغرام أو أي منصة اتصال أخرى. المتهم هنا هو سوء استخدام التكنولوجيا، إلى جانب ضعف إدراك بعض المشاهير لحقوقهم وواجباتهم القانونية تجاه الدولة وقوانينها". لم تكن الحرب على المحتوى وحدها، إذ صعّدت تيك توك جهودها ضد الحسابات المزيفة ومحاولات تضخيم التفاعل الوهمي، مستهدفة أي نشاط يهدف إلى تضليل خوارزمياتها أو التلاعب بنظام الشهرة. وفي الجانب التجاري، شددت المنصة قبضتها على الإعلانات، فكل إعلان وكل حساب معلن أصبح مطالبًا بالامتثال لإرشادات المجتمع وسياسات الإعلانات، وهو ما أدى إلى زيادة في الإزالات على مستوى الحملات والحسابات الإعلانية نتيجة لعمليات تدقيق أوسع. هنا يضيف فتحي بعدًا آخر: "بعض المستخدمين ارتكبوا أخطاء نتيجة جهلهم بالقانون، وتجاوزوا حدود المسموح، ما أدى إلى ارتكاب مجازفات مرتبطة بالمحتوى وانصرافهم عن الأهداف الأساسية للمنصة. القانون سيقول كلمته الأخيرة، ليحسم ما إذا كانت هذه التجاوزات قد أخلّت بالقانون المصري أم لا". ويصف فتحي تيك توك بأنه منصة ترفيهية وتعليمية وتجارية في آن واحد، تسعى إلى تعزيز التجارة الإلكترونية، وتسهيل عمليات البيع والشراء، وترويج المحتوى والأنشطة المختلفة حول العالم، بما في ذلك الأزياء والطعام والسياحة. لكنه يرى أن التركيز المبالغ فيه على تصرفات بعض المشاهير جعل كثيرين يغفلون القيمة الحقيقية لمنصة تمكنت من الوصول إلى مليارات المستخدمين في وقت قصير، خاصة بعد وباء كورونا / آذار 2020، حين شهد التطبيق صعوداً لافتاً شكّل تحدياً كبيراً لبقية المنافسين. ويختتم فتحي قائلاً: "اتجه صناع المحتوى والمشاهير إلى تيك توك لأنه أسرع وسيلة لتحقيق الانتشار وتحقيق الأرباح، ما جعله المنصة المفضلة لكل من يسعى للوصول إلى أوسع جمهور ممكن في أقل وقت". aXA6IDE3Mi44NC4xODIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز SE