
محمد بن راشد يلتقي عدداً من اللواءات المتقاعدين في شرطة دبي
وضم اللقاء كلا من اللواء خليل المنصوري، واللواء عبد القدوس العبيدلي، واللواء عبد الله الغيثي، واللواء علي عتيق، واللواء علي غانم، واللواء جمال الجلاف، حيث ثمّن سموه جهودهم المخلصة طوال سنوات الخدمة، وما قدموه من عطاء في سبيل رفعة الوطن وتعزيز أمنه واستقراره.
وخلال اللقاء، قال سموه: رجال الأمن المتقاعدون هم ركيزة راسخة في مسيرة دبي الأمنية، أدوا الأمانة بكل شرف وإخلاص، ورفعوا راية العطاء في أصعب المواقف وأدقها، وما تحقق من تميز أمني في دبي ما هو إلا امتداد لما زرعوه من قيم الانضباط والكفاءة والولاء، الوفاء لهم واجب وطني، والتاريخ يحفظ بصماتهم التي ما زالت حاضرة في كل إنجاز نفخر به، فالأمن لا يُبنى في يوم، بل يصنعه رجال أوفياء عبر سنوات من العمل المتواصل والتضحيات.
وأعرب اللواءات المتقاعدون عن بالغ تقديرهم لهذه اللفتة الكريمة من سموه، مؤكدين أن خدمة الوطن شرف لا يضاهيه شرف، وأن ما تحقق من أمن واستقرار لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تكريم الرموز الوطنية التي أسهمت في تحقيق الأمن والريادة لدبي، وترسيخ ثقافة الوفاء والتقدير لمن خدم الوطن بإخلاص.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
الحاكمية كعقيدة سياسية مغلقة.. من الشعار إلى السلاح
يأتي كتاب "متاهة الحاكمية" للباحث هاني نسيرة كإضافة نوعية إلى سلسلة الدراسات الفكرية التي تسعى إلى تفكيك البنية العقائدية والتنظيرية للجماعات الجهادية المعاصرة، من خلال نقد إحدى أهم الركائز التي اعتمدت عليها في بناء مشروعها السياسي والديني، وهي مفهوم الحاكمية. هذا المفهوم، الذي بدأ كشعار قرآني في سياقات تاريخية محددة، أعيد توظيفه عبر القرون ليصبح أداة أيديولوجية للصدام والتكفير، وصولًا إلى موقعه المركزي في خطاب الحركات الجهادية في القرن العشرين والحادي والعشرين. الكتاب، في بنيته ومنهجه، لا يكتفي بمجرد عرض الأفكار أو تتبع الأصول التاريخية، بل يتجاوز ذلك إلى مساءلة الأسس النصية والتاريخية التي استندت إليها هذه الجماعات، وإعادة قراءة النصوص المؤسسة التي اقتبستها، وخاصة تراث ابن تيمية، في ضوء ظروفها وسياقاتها السياسية والاجتماعية. كما يحرص نسيرة على كشف آليات الانتقاء والاجتزاء التي استخدمها الخطاب الجهادي لإعادة صياغة هذه النصوص بما يخدم رؤيته الصدامية. وفي هذه القراءة التحليلية الموسعة للكتاب، سنتوقف عند خمسة محاور أساسية: أولًا، الجذور الأولى للحاكمية منذ الخوارج وحتى المودودي وسيد قطب، وكيف تحولت من مبدأ فقهي إلى أيديولوجيا تكفيرية. ثانيًا، إعادة قراءة تراث ابن تيمية بعيدًا عن الاستخدام الانتقائي، مع إبراز الارتباط الوثيق بين فتاواه والظروف السياسية لعصره. ثالثًا، النقد المزدوج الذي يوجهه نسيرة، في مواجهة القراءة الجهادية من جهة، وقصور الفكر الإسلامي السائد من جهة أخرى. رابعًا، تحليل تحول الحاكمية إلى عقيدة سياسية مغلقة، وفهم علاقتها بظاهرة التغريب عن الواقع. وأخيرًا، تقييم قيمة الكتاب وأهميته في مشروع المراجعة الفكرية، مع عرض بعض الملاحظات النقدية على منهجه. بهذا، لا تقتصر أهمية الكتاب على كشف الخلل في خطاب الجهاديين، بل تمتد إلى دعوة أوسع لإعادة بناء العلاقة مع التراث على أسس أكثر وعيًا وانفتاحًا، وهو ما سنسعى إلى تفصيله في عرضنا هذا. أولًا: الحاكمية… من الجذور الأولى إلى القراءات الحديثة يبدأ هاني نسيرة تحليله بإرجاع مفهوم "الحاكمية" إلى جذوره التاريخية الأولى في خطاب الخوارج بعد معركة صفين، حيث رفعوا شعار "إن الحكم إلا لله" لا باعتباره عبارة دينية محضة، بل كسلاح سياسي في مواجهة خصومهم، وكذريعة لتكفيرهم. في هذا السياق، خرج النص القرآني من إطاره التفسيري الطبيعي، وتحول إلى أداة للصراع السياسي والإقصاء، وكأنه إعلان بأن أي حكم بشري يُعد تعديًا على حق الله في التشريع. هذا التسييس المبكر للنصوص وضع البذرة الأولى لفكرة الحاكمية بوصفها معيارًا للفصل بين "مؤمن" و"كافر"، أو بين "شرعي" و"غير شرعي". ومع مرور الزمن، ظل هذا المعنى كامنًا في الذاكرة الفكرية لبعض التيارات، حتى جاء القرن العشرون، فأعاد أبو الأعلى المودودي إحياء المصطلح ضمن مشروعه الفكري الذي سعى إلى صياغة نموذج سياسي إسلامي معاصر. المودودي منح الحاكمية بعدًا مؤسساتيًا، معتبرًا أن السيادة في الدولة يجب أن تكون لله وحده، وأن دور البشر يقتصر على تنفيذ أحكام شريعته. ورغم الطابع الراديكالي للفكرة، فإن المودودي ظل يطرحها ضمن إطار تنظيري سياسي واسع، ولم يمنحها البعد الوجودي المطلق الذي ستأخذه لاحقًا على يد سيد قطب. سيد قطب، وخاصة في كتابيه "معالم في الطريق" و"في ظلال القرآن"، ذهب بمفهوم الحاكمية إلى أقصى مداه، إذ اعتبر أن المجتمعات المعاصرة كلها تعيش في جاهلية جديدة لأنها لم تطبق الشريعة كما يتصورها. وبهذا، تحولت الحاكمية من مبدأ فقهي ينظم العلاقة بين التشريع والسلطة، إلى أيديولوجيا تكفيرية شاملة، ترى الصراع بين الإيمان والكفر ممتدًا في كل مكان وزمان، الأمر الذي مهد الطريق أمام الجماعات الجهادية المعاصرة لتبنيها كعقيدة قتالية ضد الدول والمجتمعات الحديثة. ثانيًا: ابن تيمية بين النص والسياق يُبرز هاني نسيرة في كتابه أن الجزء الأكثر أهمية في النقاش حول الحاكمية يتمثل في إعادة قراءة تراث ابن تيمية بعيدًا عن الانتقائية التي مارستها الجماعات الجهادية. فهذه الجماعات كثيرًا ما اقتطعت أقواله وفتاواه من سياقها الزمني والسياسي لتوظفها في بناء منظومتها التكفيرية المعاصرة. بينما، عند العودة إلى نصوص ابن تيمية في إطارها التاريخي، يظهر بوضوح أنه كان يتعامل مع قضايا الحكم والسياسة ضمن واقع معقد، مليء بالصراعات الداخلية، ومهدد بغزوات خارجية. لقد عاش ابن تيمية في زمن تميّز بوجود خطرين كبيرين يهددان كيان الأمة الإسلامية: الأول هو الخطر الخارجي المتمثل في التتار (المغول) والصليبيين، والثاني هو الانقسامات الداخلية بين القوى الإسلامية نفسها. هذا الوضع المضطرب دفعه إلى إصدار فتاوى تستجيب لحاجات عاجلة، وتخاطب أوضاعًا محددة بعينها، كان الهدف منها في المقام الأول حماية الجماعة الإسلامية واستقرارها في مواجهة الأخطار المحدقة بها. من هنا، يرى نسيرة أن فتاوى ابن تيمية لم تكن أحكامًا مطلقة تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان، بل كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالظروف السياسية والعسكرية والاجتماعية التي صدرت فيها. على سبيل المثال، فتواه الشهيرة في قتال التتار جاءت في سياق غزو خارجي حقيقي، وكانت موجهة لتحشيد الصف الإسلامي ضد عدو يهدد وجود الدولة والمجتمع. لكن الجماعات الجهادية المعاصرة تعاملت مع هذه الفتوى وكأنها قاعدة عامة وأبدية، فقامت باقتطاعها من سياقها، وأسقطتها على أوضاع المجتمعات الإسلامية الحديثة، معتبرة أن أي حكومة أو نظام لا يطبق الشريعة وفق فهمها الخاص هو بمثابة "تتار" يجب مقاتلته. هذا الاستخدام المجتزأ أدى إلى تشويه مقصد ابن تيمية، وتحويل فتاواه من أدوات دفاعية ظرفية إلى مبررات أيديولوجية للعنف الدائم والصراع المفتوح. ثالثًا: النقد المزدوج يطرح هاني نسيرة في كتابه ما يمكن تسميته بـ "النقد المزدوج"، وهو نقد يتجه في مسارين متوازيين. المسار الأول يواجه القراءة الجهادية التي جعلت من مفهوم الحاكمية معيارًا شاملًا للتكفير، بحيث تم توظيفه كأداة لفرز المجتمعات والحكومات بين مؤمنة وكافرة على أساس ضيق ومغلق. هذا التوظيف أفرغ المفهوم من أي أبعاد إصلاحية أو سياسية مرنة، وحوله إلى عقيدة صدامية مطلقة لا تعترف بالتنوع ولا بالاجتهاد. أما المسار الثاني من النقد فيتوجه إلى القصور العميق في الفكر الإسلامي الوسيط والمعاصر، الذي لم يطوّر أدوات نقدية أو رؤى تجديدية كافية للتعامل مع التحديات الجديدة. هذا القصور خلق فراغًا فكريًا وروحيًا استغلته الجماعات المتطرفة، فملأته بخطاباتها الحادة التي تدّعي أنها تمثل الإسلام الصحيح، بينما هي في الحقيقة تقدم قراءة مشوهة ومنتقاة للنصوص والتراث. ينتقد نسيرة بوضوح المنهجية السائدة لدى هذه التيارات في التعامل مع النصوص، والتي تقوم على منطق الجزئية والانتقائية؛ إذ يتم اقتطاع آية أو حديث أو فتوى من سياقها التاريخي والمعرفي، ثم تُحمّل بمعانٍ وأحكام لم تكن مقصودة أصلًا عند صدورها. ويرى أن هذا الأسلوب لا يقتصر على الجماعات المتطرفة، بل يمتد أحيانًا إلى الخطاب الديني التقليدي الذي يفتقر إلى القراءة الشمولية المتوازنة. ومن هنا يؤكد المؤلف على ضرورة إعادة النظر في التراث برؤية مقاصدية، تجمع بين النص ومقتضيات الواقع، بحيث يُقرأ النص في ضوء غايته ومقاصده الكبرى لا في ضوء جزئياته المجتزأة فقط. هذا التوجه، في رأيه، هو السبيل لتجاوز التفسيرات المتطرفة، واستعادة التوازن بين الثابت الديني والمتغير الزمني، بما يسمح للفكر الإسلامي أن يتفاعل مع العصر دون أن يفقد هويته. رابعًا: الحاكمية كعقيدة سياسية مغلقة يفصّل هاني نسيرة في تحليله لكيفية تحول مفهوم الحاكمية من مبدأ شرعي أصيل هدفه تحقيق العدل وضبط العلاقة بين السلطة والنص، إلى عقيدة سياسية مغلقة تضع الدين في حالة صدام دائم مع المجتمع والدولة. هذا التحول، في نظره، أفرغ الفكرة من مضمونها الإصلاحي، وجعلها أداة أيديولوجية تحكم على الأنظمة والمجتمعات من منظور الإيمان والكفر، بدلًا من تقييمها بمعايير العدل والصلاح. ويرى نسيرة أن خطورة هذا التحول تكمن في أنه يقصي أي شكل من أشكال الاجتهاد البشري أو التعددية الفقهية، ويكرّس فكرة أن هناك نموذجًا معياريًا واحدًا للحكم والدولة هو وحده الموافق للدين، وما عداه يعد خيانة أو انحرافًا. وبهذا المنطق، تصبح كل محاولة لتطوير النظم السياسية أو التكيف مع متغيرات العصر خروجًا عن الدين، وهو ما يفتح الباب أمام الصراع المستمر بدلًا من البناء المشترك. كما يربط المؤلف هذا الانغلاق الذهني بظاهرة يسميها "التغريب عن الواقع"، وهي حالة من الانفصال بين الفكر والواقع المعاش، حيث يتم التعامل مع النصوص بوصفها كيانات معزولة عن سياقها الاجتماعي والسياسي. في هذا الإطار، يتم تجاهل التعقيدات الحقيقية للمجتمعات الحديثة، لصالح إسقاط أحكام جاهزة على واقع مغاير تمامًا للبيئة التي صدرت فيها النصوص. هذا التغريب عن الواقع، كما يوضح نسيرة، جعل خطاب الجماعات الجهادية عاجزًا عن تقديم حلول عملية للمشكلات الفعلية، ومحصورًا في ترديد شعارات صدامية. وهو ما أدى في النهاية إلى إنتاج عقلية سياسية مغلقة، ترى التغيير فقط من خلال المواجهة والقطيعة، لا من خلال الإصلاح والتجديد، وهو ما يفاقم حالة الاستقطاب ويعزل الدين عن الحياة العامة. خامسًا: قيمة الكتاب وأهميته تتمثل قيمة كتاب "متاهة الحاكمية" في كونه لا يكتفي بمهمة تفكيك الخطاب الجهادي وفضح أسسه الفكرية، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة تقديم شخصية ابن تيمية بوصفها شخصية فكرية مركبة ومعقدة، بعيدة كل البعد عن الصورة الأحادية التي رسمتها لها الجماعات المتطرفة. فابن تيمية، كما يقدمه نسيرة، ليس مجرد "شيخ السيف" الذي يبرر القتال، بل مفكر عاش في سياق تاريخي خاص، وله مواقف متعددة ومتباينة تبعًا للظروف التي واجهها. هذه المقاربة تعيد الاعتبار للقراءة التاريخية للنصوص التراثية، إذ تمنح القارئ الأدوات اللازمة لفهم السياق الذي أنتج تلك النصوص، وتكشف كيف يمكن أن يؤدي اقتطاعها من بيئتها الأصلية إلى تحريف مقاصدها. وهنا تكمن إحدى نقاط قوة الكتاب، فهو يسلح القارئ بوعي نقدي يمكنه من مواجهة محاولات الاستغلال الأيديولوجي للتراث التي تمارسها الجماعات المتطرفة. كما أن الكتاب يُعد خطوة مهمة في إطار مشروع فكري أوسع يهدف إلى مراجعة المنظومات التفسيرية التي سيطرت على الفكر الإسلامي في القرون الأخيرة، والتي اتسمت بدرجة كبيرة من الجمود والانغلاق. هذا الجمود، كما يشير نسيرة، لم يترك فقط مساحة خالية أمام الفكر الجهادي ليتغلغل، بل ساهم أيضًا في إضعاف قدرة المجتمعات الإسلامية على إنتاج خطاب ديني معاصر قادر على الاستجابة للتحديات. وبهذا المعنى، فإن "متاهة الحاكمية" ليس مجرد دراسة نقدية لخطاب العنف، بل هو دعوة مفتوحة لإعادة بناء العلاقة مع التراث على أسس أكثر وعيًا وانفتاحًا، بما يسمح ببعث الفكر الإسلامي في صيغة متجددة تحترم النصوص وتفهم مقاصدها، وفي الوقت نفسه تنفتح على الواقع وتتعامل معه بمرونة وإبداع. سادسًا: ملاحظات نقدية على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها كتاب "متاهة الحاكمية"، فإن هناك بعض الملاحظات النقدية التي يمكن تسجيلها عليه. أول هذه الملاحظات تتعلق باعتماده في بعض المواضع على العرض السردي أكثر من التحليل التفكيكي العميق، خاصة عند تناوله للجذور التاريخية لمفهوم الحاكمية قبل العصر الحديث. فالقارئ يلمس أن هذه المرحلة التاريخية عُرضت بأسلوب موجز ومباشر، في حين كان بالإمكان تقديم قراءة تحليلية أعمق لهذه الجذور، وربطها بتطور المفهوم في المراحل اللاحقة على نحو أكثر تفصيلًا. كما أن الكتاب، رغم وضوح هدفه المعلن في إعادة الاعتبار للسياق التاريخي للنصوص والفتاوى، يميل أحيانًا إلى الدفاع عن ابن تيمية أكثر من مساءلته نقديًا. ففي بعض المواضع، يظهر ابن تيمية في صورة منزهة إلى حد ما من الأخطاء أو الإشكالات الفكرية، وهو ما قد يضعف من حدة المراجعة النقدية التي يطمح إليها المؤلف. إذ كان من الممكن أن يتبنى نسيرة موقفًا أكثر توازنًا، يجمع بين إبراز الظلم الذي لحق بابن تيمية من القراءات الجهادية، وبين تقييم نقدي لمحدودية بعض أفكاره أو إشكالاتها في ضوء متطلبات العصر. ومن الملاحظ أيضًا أن الكتاب كان بإمكانه توسيع دائرة المقارنة بين مفهوم الحاكمية في المدرسة السلفية التي ركز عليها، وبين مفاهيم الحكم والسلطة في مدارس الفكر الإسلامي الأخرى، مثل المدرسة المقاصدية، أو الفكر السياسي عند فقهاء المذاهب المختلفة، أو حتى الاجتهادات المعاصرة التي حاولت صياغة نماذج أكثر مرونة. هذا التوسع كان سيمنح التحليل عمقًا إضافيًا ويبرز تنوع الرؤى داخل التراث الإسلامي نفسه. وأخيرًا، يمكن القول إن هذه الملاحظات لا تقلل من قيمة العمل، لكنها تفتح المجال أمام تطويره في طبعات لاحقة أو في أبحاث مكملة. إذ إن معالجة مفهوم إشكالي مثل الحاكمية تحتاج إلى مقاربة متعددة الأبعاد، تجمع بين التحليل النصي، والقراءة التاريخية، والمقارنة الفكرية الواسعة، حتى يتم تفكيكه وإعادة بنائه في سياق أكثر وعيًا وارتباطًا بمتغيرات العصر. خاتمة يظل كتاب "متاهة الحاكمية" للباحث هاني نسيرة محطة بارزة في سياق معركة الوعي ضد الفكر المتطرف، لأنه لا يكتفي بمجرد نقد فكرة أو رد شبهة، بل يغوص في البنية العميقة للمفهوم، محللًا جذوره التاريخية، وكاشفًا عن مسارات تطوره، وموضحًا كيف جرى استغلاله أيديولوجيًا لخدمة مشاريع سياسية عنيفة. هذا التوجه يمنح الكتاب بعدًا استراتيجيًا في مواجهة التطرف، لأنه يتعامل مع المسببات الفكرية لا مع النتائج فقط. أهمية العمل أيضًا تكمن في أنه يعيد وصل التراث بسياقاته الحقيقية، فلا يترك النصوص التراثية في فراغ أو في أيدي من يقتطعها من تاريخها، بل يعيد وضعها في إطارها الزمني والاجتماعي والسياسي، مما يحميها من التوظيف المشوه. فالكتاب يوضح أن كثيرًا من الفتاوى والأحكام التي تُستحضر اليوم لتبرير العنف كانت في الأصل استجابات ظرفية لمواقف محددة، وليست قواعد أبدية صالحة للتطبيق في كل زمان ومكان. كما يقدم الكتاب دعوة صريحة للتحرر من أسر القراءات الانتقائية التي تعتمد على الاجتزاء وتجاهل السياق، وهي قراءات لا تقتصر على الجماعات الجهادية، بل تمتد أحيانًا إلى الخطاب الديني التقليدي نفسه. هذه الدعوة تنفتح على ضرورة تبني منهجية علمية نقدية، تجمع بين النص ومقاصده، وبين العقل وأدواته التحليلية، وبين الواقع ومتطلباته، بحيث يصبح الدين مصدر إلهام للتعايش والإصلاح، لا ذريعة للانقسام والصراع. وفي المحصلة، يقدّم "متاهة الحاكمية" أكثر من مجرد دراسة نقدية لمفهوم إشكالي؛ إنه مشروع لإعادة التوازن بين النص والعقل والواقع، ولتحرير الخطاب الإسلامي من قبضة الأيديولوجيا المغلقة. ومن هنا، يمكن اعتباره لبنة أساسية في بناء وعي جديد قادر على مواجهة التطرف فكريًا وثقافيًا، وفتح الطريق أمام قراءة أكثر وعيًا ومرونة للتراث، بما يخدم نهضة المجتمعات الإسلامية في الحاضر والمستقبل.


مركز أخبار ARN
منذ 5 ساعات
- مركز أخبار ARN
في رسالة وجهها لمحمد بن راشد.. ذياب بن محمد بن زايد : 'واصلتم الليل بالنهار لتحقق الإمارات المراكز الأولى عالمياً '
وجه سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس إدارة شركة قطارات الاتحاد رسالة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي 'رعاه الله' بمناسبة تفقد سموه قطار الاتحاد عبر رحلته المتجهة من إمارة دبي إلى إمارة الفجيرة وذلك في إطار حرصه على متابعة المشاريع التطويرية الرئيسية التي يتم تنفيذها في سياق خطط التطوير الشاملة للبنية التحتية التي تخدم مختلف مناطق الدولة، والوقوف على مدى التقدم المتحقق في تنفيذها بما يواكب المستهدفات الإستراتيجية للدولة للمرحلة المقبلة. وفيما يلي نص الرسالة : " رسالة إلى سيدي الوالد، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم .. رعاه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. تعجز الكلمات أن تخاطبكم بما يليق بمقام سموكم الكريم وإنجازاتكم التي لا مثيل لها ولكن اسمح لي أن أشارككم بكلمات من القلب من ابنكم المحب.. سيدي… لقد كان تواجدكم الدائم في الميدان لمتابعة المشاريع الوطنية التي رسمتموها لشعبكم مصدر إلهام لنا .. وحافزاً لبذل المزيد .. ودافعاً للوصول لتوقعاتكم وطموحاتكم العظيمة. سيدي .. لقد وضعتم معايير جديدة للعمل الحكومي في الدولة.. ورفعتم سقف التوقعات .. وواصلتم الليل بالنهار لتحقيق المراكز الأولى عالمياً .. ثم بعد ذلك تنسبون الإنجاز للفرق المختلفة .. وما نحن إلا جزء من فريقكم .. وتحت مظلتكم .. وتحت قيادة ورؤية سيدي رئيس الدولة حفظكم الله جميعا. سيدي .. لقد كان لزيارتكم ومتابعتكم ودعمكم لمشروع قطار الاتحاد أثر كبير في نفوسنا .. وفي نفوس فريق العمل .. لقد رفعتم المعنويات .. وبعثتم رسالة تقدير لآلاف العاملين على هذا المشروع الوطني … ونتمنى أن نكون دوماً عند حسن ظنكم .. وأن يستمر العمل على المشاريع الوطنية بما يحقق تطلعاتكم .. وبما يرضي قيادتنا ويحقق طموحاتهم لشعب دولة الامارات الحبيبة. سيدي.. لقد سعدت كثيرا بزيارتكم للقطار وهذا ليس غريبا عليكم فلقد عودتمونا على متابعة المشاريع وأنتم تتابعون كل صغيرة وكبيره في مسيرة دولتنا الحبيبة.. سيدي.. ربي يحفظك، ويطوّل عمرك، ويديمك لنا مصدر إلهام وقدوة والله يديم على دولتنا الخير والأمن، والأمان، والعزة، والرفعة.


الشارقة 24
منذ 11 ساعات
- الشارقة 24
نهيان بن مبارك يشارك الجالية الباكستانية الاحتفال بـيوم الاستقلال
الشارقة 24 – وام: حضر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وسعادة فيصل نياز ترمذي سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين ونخبة من الدبلوماسيين والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من الجالية الباكستانية في الدولة، احتفالية أبناء الجالية الباكستانية بالدولة بمناسبة الذكرى 78 ليوم استقلال باكستان، وذلك في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي. استقطبت الاحتفالية أكثر من 60 ألف شخص، ونظمتها صفحة "الإمارات تحب باكستان"، بالتعاون مع الجمعية الباكستانية في دبي وبدعم من "شرطة دبي"، حيث شكلت مناسبة تعزز تبرز العلاقات المتينة والمتجذرة التي تربط بين الشعبين الإماراتي والباكستاني. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بهذه المناسبة: "يشرفني ويسعدني أن أكون معكم اليوم للاحتفال بيوم استقلال باكستان، أبدأ بتهنئتكم جميعاً، وتهنئة شعب باكستان كافة، بهذه المناسبة التاريخية، أشارككم الفخر وأنتم تحتفلون بما يمثله هذا اليوم لجميع الباكستانيين في كل مكان، إنه احتفال بالشخصية الوطنية القوية، وبالصمود والعزيمة والإنجاز، وبالأمل في المستقبل، وهنا في دبي، هو أيضاً احتفال بعمق الصداقة والأخوّة التي تجمع بين باكستان ودولة الإمارات". وأضاف معاليه: "إن علاقتنا المتينة تقوم على أسس من القيم المشتركة، والإرث الثقافي، والمحبة والاحترام المتبادل، والرؤية المشتركة من أجل السلام والازدهار، وتفخر دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب باكستان كصديق وشريك وأمّة شقيقة، وتزداد روابطنا قوة كل يوم بفضل مساهمات أبناء الجالية الباكستانية، الذين تثري مواهبهم وعملهم الجاد وإبداعهم مسيرة الحياة في دولتنا". وتابع: "إن العلاقة بين باكستان ودولة الإمارات تمثل نموذجاً للعلاقات الأخوية المطلوبة لتحقيق الازدهار الاجتماعي والاقتصادي في عالمنا، ويسرني أن أعبر بكل ثقة عن تفاؤلي بالمستقبل المشرق الذي ينتظر بلدينا معاً". وقال معاليه: "في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت دولة الإمارات منارة عالمية للتسامح والتعايش والأخوّة الإنسانية، وطننا يحتضن شعوباً من جنسيات متعددة، يعيشون ويعملون معاً في سلام وأمان، في دولة الإمارات، نُجلّ الاختلافات، ونشجع على الحوار، وتوحدنا القيم المشتركة، وهذا الانسجام المجتمعي هو أحد أعظم إنجازاتنا، وأنتم – أبناء الجالية الباكستانية – جزء مهم من هذا النجاح، واليوم، ومعكم هنا في دبي، لدينا سبب وجيه للاحتفال بيوم استقلالكم الوطني". وأضاف: "وفي روح الإنسانية المشتركة، أود أن ألفت انتباهكم إلى مسابقة وطنية مهمة للكتابة، ينظمها "صندوق الوطن" بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، وضمن فعاليات "عام المجتمع"، ندعو جميع من يعيش على أرض دولة الإمارات إلى التعبير عن أفكارهم حول موضوع: "ماذا تعني لي دولة الإمارات"، الدعوة موجهة لجميع السكان – مواطنين ومقيمين، صغاراً وكباراً – لتقديم خواطرهم وتجاربهم الشخصية عن الحياة في دولة الإمارات، سواء على شكل قصص قصيرة أو شعر أو رسائل أو مقالات، باللغة العربية أو الإنجليزية، من خلال الموقع الرسمي. وأعرب معاليه عن ثقته بأن الكثير من المشاركات الملهمة في هذه المسابقة ستأتي من أبناء الجالية الباكستانية، داعياً الحضور إلى تشجيع عائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم على المشاركة، ومشاركة قصصهم الشخصية وأحلامهم وإنجازاتهم ومشاعرهم وامتنانهم، لتصبح كلماتهم جزءاً من سجل جماعي للحياة في هذا الوطن، سجلاً يلهم الأجيال القادمة. وحرص على حضور الاحتفالية أعداد غفيرة، لا سيما من جانب الأسر والعائلات من أبناء الجالية الباكستانية المقيمة بالدولة، وأسهم تنوع أجندة الفعاليات، وحسن التنظيم، والإمكانات التي يتمتع بها موقع استضافة الحدث، مركز دبي للمعارض، بمدينة إكسبو دبي، وأهمية المناسبة لدى أبناء الجالية الباكستانية، في تضاعف زيادة الإقبال الجماهيري للفعالية التي عكست حرص دولة الإمارات على ترسيخ روابط التعاون والمحبة مع مختلف الدول والشعوب، وتعزيز قيم التعايش من خلال مشاركة مختلف شعوب العالم احتفالاتها ومناسباتها الوطنية والتاريخية والثقافية والشعبية، في أجواء تواكب خصوصية الفلكلور والتراث أبناء الدول والثقافات المختلفة. وخلال الحدث، أعلن رئيس الجمعية الباكستانية في دبي، الدكتور فيصل إكرام، عن توسعة مركز باكستان الطبي، بقيمة 45 مليون درهم لتمكينه من تقديم خدمات رعاية صحية متطورة. وقدم المركز منذ أكتوبر 2020، العديد من الخدمات الطبية لأكثر من 140,000 مريض من أكثر من 100 جنسية. وتشمل التوسعة الجديدة مركز أشعة، وحدة غسيل كلى، ووحدة علاج طبيعي، إضافة إلى توسعة الخدمات المتخصصة الحالية. وعبرت الجمعية الباكستانية عن تقديرها الكبير للقيادة الإماراتية ودورها الرائد في ترسيخ قيم التعايش والتسامح. وشهدت الاحتفالية، برنامجاً ترفيهياً وثقافياً متنوعاً أبرز خصوصية الموروث والتراث والفنون الباكستانية، وتنوعها الواسع، وخصوصية المجتمع الباكستاني بثقافته وفنونه وموسيقاه وفلكلوره الشعبي، وتنوع مواهب الجالية الباكستانية المقيمة في الإمارات، في سياق هوية ثقافية واحدة، فضلاً عن التفاعل والمساهمة الإيجابية للجالية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات، حيث تضمنت الاحتفالية العديد من الفقرات والأنشطة الثقافية والفنية شملت عروضاً موسيقية ورقصات تقليدية، وركناً للمأكولات التراثية وأعمالاً فنية تحاكي أبرز المعالم التراثية والحضارية المستلهمة من البيئة والموروث الباكستاني الثري. وشهدت الاحتفالية تكريم عدد من الشخصيات الرائدة وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية الباكستانية الذين قدموا من خلال عطائهم على أرض الإمارات نموذجاً للتميز والنجاح في العديد من المجالات والقطاعات المختلفة. وكرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، كلاً من بشير أحمد، ومسعود حيدر أفريدي – مؤسسي أفريدي وآنجيل، شركة محاماة في الإمارات، وعبد السلام وشهيدة سلام - مؤسسي مدرسة بريستين الخاصة، أول مدرسة باكستانية بريطانية المنهج في الإمارات، وخان زمان - مؤسس مطعم قصر الإبراهيمي، أقدم باكستاني مقيم في أبوظبي، ومحمد حبيب - مؤسس بنك حبيب AG زيورخ، وشبير ميرشانت - مؤسس مجموعة تشامبيون يعمل في بناء العلامات التجارية للإمارات منذ 30 عاماً، وأمامة علي - الفائزة بجائزة تحدي تطبيقات الفضاء من ناسا، ورفيق علي وشاكيلة علي - يديران استوديو إنتاج عائلي في الإمارات، وفاروق سمانة وعمران فاروق - مؤسسي شركة سمانة للعقارات، وأحسن رشيد - مؤسس بيس هومز، وعلي أشرف تومبي - مؤسس شركة أكوا للعقارات، وشافي تباني - مؤسس شركة بريسكوت هومز، وعتيق الرحمن - أطول مصرفي باكستاني خدمة في الإمارات، والرئيس التنفيذي السابق لمجموعة سيتي بنك في المنطقة، وسناء مير - أشهر لاعبة كريكيت في باكستان، وأول امرأة تُدرج في قاعة مشاهير الاتحاد الدولي للكريكيت، وأشفاق أحمد - أطول صحافي باكستاني خدمة في الإمارات مع صحيفة جلف نيوز. وتعد الإمارات واحدة من أكبر الدول من حيث الاستثمار في باكستان، وخصوصاً في قطاع الاتصالات والخدمات والسياحة وتقنية المعلومات والنفط والغاز والإسكان والمصارف والعقارات. وقال سعادة فيصل نياز ترمذي، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى دولة الإمارات، إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية باكستان الإسلامية تمتد عبر عقود من التعاون المتميز، وترتكز على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء في مختلف المجالات، لاسيما في الاقتصاد والثقافة والتنمية البشرية. وأعرب سعادة ترمذي عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين شعبي البلدين، مؤكداً الحرص المشترك على تعزيزها من خلال برامج ومبادرات تسهم في تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق العلاقات الاقتصادية، وتقريب الشعوب عبر الفنون والموسيقى والموروث الشعبي الغني. وأكد أن العلاقات الإماراتية - الباكستانية ستظل نموذجاً يُحتذى به في التعاون الثنائي، وسيستمر العمل على دعم كل ما من شأنه تعزيز هذه الروابط التاريخية، بما يعود بالنفع على شعبي البلدين. من جهته، أوضح راشد التميمي، مدير منصات "الإمارات تحب"، أن هذه المناسبة شهدت حضوراً كبيراً من أبناء الجالية الباكستانية، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية ورجال الأعمال، في تأكيد واضح على مكانة الجالية الباكستانية ضمن نسيج المجتمع الإماراتي، ودورها الفاعل في مسيرة التنمية. وأشار التميمي إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار جهود الدولة ومؤسساتها لترسيخ قيم التسامح والتعايش، وخلق بيئة يشعر فيها الجميع بالأمان والاحترام، ويحافظ فيها كل فرد على هويته الثقافية والدينية بكل حرية واعتزاز.