
دار الإفتاء: الالتزام بقواعد المرور واجب شرعي وقانوني
المقاصد الخمسة
وأوضح خلال لقاء تلفزيوني، أن المقاصد الخمسة التي جاءت بها الشريعة تكلف الإنسان بتحقيقها لنفسه ولغيره، فلا يجوز أن يحصر المرء مسؤوليته في نفسه فقط.
حكم الالتزام بقواعد المرور
وأضاف أن الالتزام بقواعد المرور أمر واجب شرعًا وقانونًا، ومن يخالفها يكون آثمًا، مشددًا على أن الفصل بين الأمر الشرعي والأمر القانوني خطأ كبير، وأن القوانين التي تهدف لتحقيق المصالح العامة – مثل قوانين المرور – تُعد وسائل مشروعة لتحقيق مقاصد الشريعة في حفظ النفس، والدين، والمال.
القوانين ليست خارجة عن الشريعة الإسلامية
وأشار إلى أن أي قانون لا يُسن عبثًا، وإنما لتحقيق مقصد نبيل، وأن الوسائل تأخذ حكم المقاصد؛ فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، موضحًا أن هذه القوانين ليست خارجة عن الشريعة الإسلامية، بل هي جزء من وسائلها لتحقيق الغايات التي أمر الله بها.
ونبه على أن من يلتزم بهذه القوانين يكون في الحقيقة "داخل الشريعة" ويحقق مقاصدها، وأن تعطيل الوسائل المؤدية إلى المقاصد يعطل الشريعة ذاتها، داعيًا الجميع إلى الالتزام بقواعد المرور حفظًا لأنفسهم وللآخرين.
حكم مرور الطريق من أماكن غير مخصصة للمشاة
أفاد بأن عبور الطريق ليس أمرًا عشوائيًا أو متروكًا للصدفة، بل له ضوابط شرعية وأخلاقية تحفظ النفس وتمنع الضرر، مشددًا على أن الالتزام بالأماكن المخصصة لعبور المشاة واجب على المار، تمامًا كما أن للسائق واجبات تجاه العابرين.
حكم عبور المشاة من أماكن غير مخصصة
وأضاف شلبي، ردًا على سؤال حول «حكم عبور المشاة من أماكن غير مخصصة»، أن القانون وشرع الله يحكمان علاقات الناس جميعًا، وعلى كل طرف أن يلتزم بحقوقه وواجباته، موضحًا أن ترك النفق أو الكوبري المخصص للعبور لمجرد أن المسافة أبعد أو الوقت أطول يُعد تصرفًا خاطئًا، لأن هذه الأماكن وضعت لحماية الأرواح.
ولفت أمين الفتوى، إلى أنه إذا لم يكن هناك مكان مخصص لعبور المشاة، فعلى الشخص أن يتحرى بحكمة ويتأكد من خلو الطريق قبل العبور، حتى لا يعرض نفسه أو الآخرين للخطر، مشيرًا إلى أن الذكاء والفطنة مطلوبان في مثل هذه المواقف.
وتابع: «هي واجبات مشتركة بين الجميع؛ على السائق أن يحافظ على أرواح المارة، وعلى المار أن يلتزم بالأماكن المخصصة أو يتأكد من أمان الطريق إذا تعذر ذلك، لأننا جميعًا قد نكون سائقين أو عابرين للطريق في أوقات مختلفة، وما أرضاه لنفسي يجب أن أحرص عليه للآخرين».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المردة
منذ ساعة واحدة
- المردة
قبلان: الصمت الوطني حرام
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، أكّد فيها أن 'اللحظة اليوم للحقيقة بما هي، وللجوهر الوطني والأخلاقي والسيادي، بعيداً عن القشور الفاسدة، وبعيداً عن لعبة السواتر القانونية التي يتحوّل معها التوقيع الوطني الى خيانة للوطن وشعبه وموارده وصفته السيادية، وذلك عبر جماعة مستأجرة، ووجوه لا شأن لها بكرامة الوطن والشعب والسيادة'. ولفت الى أن 'رسالة الامام الحسين تقول لنا: لا كرامة لظالم ولا لفاسد، ولا لوحش سياسي، وكذلك لا كرامة لذمّة مستأجَرة تريد النيل من حقوق وكرامة الأوطان والشعوب، ولا شيء أشرف وأوجب من الدفاع عن العقيدة السياسية والكرامة الأخلاقية والمصالح المشتركة والمتنوّعة لأهل البلاد المظلومة، والسكوت والاستهتار جريمة كبرى، والصفقات الممقوتة خيانة لا حدّ لها، وترك الطغيان السياسي أو الوطني على حاله أزمة أخلاقية كبرى، ولا نريد أن نخسر مع الله، ولا نريد أن نخسر مع وطننا ومع ضميرنا، ولا يمكن إلا أن نكون حسينيين، ولا شيء أعظم فخراً من التضحية العظمى لحماية الوطن، ولن ندّخر جهداً في سبيل الله وسبيل هذا الوطن وشعبه وحفظ مؤسساته ومرافقه المختلفة، لأننا قومٌ من قومٍ نفوسُهم أبيّة وأنوفهم حميّة، لا يرضون بالذلة والمهانة ولا يهابون الموت، ولا يخشون الطغيان والجبروت، ولا شيء أحبّ إليهم من القتال والقتل في سبيل الدفاع عن كرامة شعبهم ووطنهم، وشعارنا شعار الامام الحسين في لحظة الفصل: ' لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً'، ونحن من مدرسة كان فيها زهير وبرير وعابس ومسلم وعمّار وحبيب والعلويين والمحمديين، وهم الذين وقفوا أمام سيد الشهداء ومن ورائهم القتل ورفع الرؤوس، قائلين للإمام الحسين: 'والله لو علمتُ أني أُقتل ثم أُحيا ثم أُحرق ثم أذرّى بالهواء، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما تركتك يا حسين'. وقال: 'هي أربعينية الإمام الحسين وليس فينا ضعف ولا خَواء، ولدينا من القوة والإمكانات ما نحمي به بلدنا من طغيان اللعبة الدولية والمشاريع الإقليمية المقنّعة، وما نمنع معه بعض سماسرة الدماء من بيع الأوطان وكشفها، والله تعالى يقول: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، والنصر صبر ساعة، فلن نقبل ببيع بلدنا وكشف سيادتنا أو النيل من قوة مجتمعنا وتنوّعنا، أو نسف عقيدة عائلتنا الوطنية وحقوقنا السيادية، ولن يكون للعملاء والخونة أي فرصة لبيع البلد، أو انتهاز اللحظة الدولية والإقليمية لخيانة التضحيات التاريخية أو الحقوق السيادية' وأضاف: 'لأن الصمت الوطني حرام، ولأن الصفقات الرسمية على حساب البلد خيانة، ولأن الشرعية هي شرعية بجوهر مصالح البلد لا ببيعها، ولأن القيمة القانونية أو الدستورية مقرونة بالمضمون الوطني لا بالشكل الحكومي والقشور العَفِنة، لذلك لعبة التواقيع لن تمرّ علينا تماماً كما لم تمرّ علينا لعبة 17 أيار وما قبله وما بعده، حين تصهين لبنان بدولته ومرافقه العامة وقراره الدستوري، ولم يكن آنذاك ضامن للدولة والمؤسسات إلا المقاومة التي استرجعت لبنان وحرّرت الدولة والمؤسسات والأرض، وانتفاضة 6 شباط تاريخ مفصلي بتاريخ لبنان الوطني، والرئيس نبيه بري ما زال فينا، وهو قوة تاريخية وطنية ودستورية فوق لعبة التواقيع في وجه باعة الأوطان. ومن باب الحرص الوطني للشرفاء، وللبعض المقامر، توجّه سماحته بالقول: اللحظة لحماية بلدنا من لعبة دولية إقليمية داخلية خطيرة للغاية، والضامن جيش وشعب ومقاومة، وحذارِ من زجّ الجيش بوجه أهله، فلا يوجد جريمة وطنية أكبر من وضع الجيش اللبناني بوجه بلده وناسه، ولن نسمح بتكرار ما حصل في الحقبات الماضية'. وختم: 'أما جماعة التواقيع الحكومية والسلطة التنفيذية بأكملها الذين قرعوا آذاننا بالسيادة والتدخل في الشؤون الداخلية والتحذير من الوافدين الإيرانيين، أين أنتم من الإرهاب الصهيوني والعدوان اليومي الذي يطال لبنان ويسحق كرامتكم الوطنية، ويهين مقامكم، ويكشف ذلّتكم أمام إسرائيل وأميركا وغيرهم، خاصة أن القضية قضية شرف وطني وكشف نوايا ونزاهة ومواقف سيادية ومواقع حكومية، وذلك لأن الشرف الوطني 'كلمة وإباء'، والسيادة 'كلمة ودفاع'، والدفاع عن البلد كلمة مُكلَّلة بالتضحيات والشجاعة'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
بهاء الحريري لرفيق الحريري: لن نساوم على تضحياتك كما فعل آخرون
أكد الشيخ بهاء رفيق الحريري أنه لن يساوم على تضحيات الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما فعل آخرون، فدماؤه التي ضحى بها من أجل لبنان أغلى من كل التسويات والمحاصصات. وفي حديث لصوت كل لبنان، اعتبر الشيخ بهاء الحريري أن أكثرية القيادات في العالم تمكنت من التغيير في حياتها، ولكن القليل من القيادات الناجحة من تمكنت من إحداث تغييرات حتى بعد رحيلها، ووالدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تمكن بتضحياته وبدمائه من إخراج النظام السوري المجرم من لبنان، الذي تسبب بكوارث كبيرة للبنانيين والسوريين على حد سواء وقتل وغيّب في سجونه عشرات الآلاف ما شكل بذلك انتصاراً كبيراً للبنان ولو استفادوا من هذه التضحية لكان ذلك كفيلاً بتحقيق نقلة نوعية للبنان، في الوقت الذي سارع البعض بعد استشهاد والدي رحمه الله إلى صفقات سياسية مخزية ومحاصصات في المناصب مقابل التنازل عن دماء وتضحيات والدي الشهيد رفيق الحريري من أجل مصالحهم الشخصية ومكاسبهم السياسية. وأضاف: 'إن حزب الله لم يكن ليمتلك كل تلك الترسانة من الأسلحة والصواريخ المدمرة إلا بعد صفقات عقدتموها معه، فقدمتم مصالحكم في منصب هنا أو وزارة هناك على مصلحة لبنان وأمن اللبنانيين، وتناسيتم تضحيات والدي الشهيد رفيق الحريري ودماءه، فأعطيتم حزب الله ما يريد من غطاء سياسي رغم كل الأذى اللي سببه للشعب اللبناني، ولاحقاً بمشاركته في الجرائم الشنيعة بحق الشعب السوري الشقيق بقتاله إلى جانب نظام الطاغية المخلوع، فآذيتم والدي الشهيد مرتين، الأولى بعقدكم الصفقات على تضحياته، والثانية بتأمينكم الغطاء لحزب الله حليف الأسد المخلوع الذي آذى اللبنانيين والسوريين على حد سواء'. وتابع الحريري قوله: 'لقد مرت سنوات على تحالف الفساد والسلاح الذي كنتم أساساً فيه، فأوصلتم لبنان إلى أسوأ انهيار اقتصادي في تاريخه إضافة لعزلة عربية ودولية لم تنفك عن لبنان حتى اليوم، والحقيقة التي يشهد عليها الجميع داخل وخارج لبنان اليوم، أن لبنان وبسبب سياساتكم وصفقاتكم وتسوياتكم تصدر الدول الأكثر فساداً فيما خسرت الليرة قيمتها وضاعت ودائع اللبنانيين في المصارف وازداد تصنيف لبنان من سيء إلى أسوأ على مستوى السندات الحكومية'. وتساءل الشيخ بهاء: 'اليوم، ماذا فعلتم في مشروع الدولة الذي استشهد من أجله والدي الشهيد رفيق الحريري سوى إنجاز صفقات مع من تلطخت أياديهم بدمائه الطاهرة، ولم تكتفوا بذلك بل سعى بعضكم لاستغلال تضحيات والدي رحمه الله لتحقيق مصالح شخصية وصفقات شيطانية على حساب التضحية الكبيرة لوالدي ومشروعه وحلمه! والدي الشهيد رفيق الحريري وبحنكته السياسية وحبه للبنان أولاً، ورغم نظام الوصاية السورية المقيت آنذاك، لم يتوانَ عن العمل من أجل لبنان واللبنانيين وصولاً للتضحية بحياته من أجل مستقبل لبنان، بينما أنتم رقصتم على دمائه وتاجرتم بها وفي المحصلة لم يجنِ لبنان واللبنانيون إلا سنوات من القهر والانهيار في كل المجالات'. وختم قائلاً: 'الحقيقة أن من كان مؤتمناً على القصاص لدم الوالد الشهيد رفيق الحريري وفرّط في الأمانة، لا يستحق أي تعاطف أو احترام، لأنه تنازل عن دماء والدنا الشهيد دون وجه حق وتخلى عن مشروعه الوطني الذي دفع حياته ثمناً له، لينال لبنان سيادته واستقلاله وينعم اللبنانيون بدولة مؤسسات تصون العيش المشترك. رحمك الله يا والدي الحبيب الشهيد، وبإذن الله لن نساوم على تضحياتك كما فعل آخرون، فدماؤك التي ضحيت بها من أجل لبنان أغلى من كل التسويات والمحاصصات'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
15 Aug 2025 14:41 PM الخطيب: نطالب بموقف وطني جامع لمواجهة مخطط العدو
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها: "واجعل اللهم أفضل صلواتك وأكملها، وأنمى بركاتك وأعمّها، وأزكى تحياتك وأتمّها، على سيدنا محمد عبدك ورسولك، ونجيّك ووليّك ورضيّك وصفيّك وخيرتك وخاصتك وخالصتك وأمينك الشاهد لك، والدال عليك، والصادع بأمرك، والناصح لك، المجاهد في سبيلك، والذاب عن دينك، والموضح لبراهينك، والمهدي إلى طاعتك، والمرشد إلى مرضاتك، والواعي لوحيك، والحافظ لعهدك، والماضي على إنفاذ أمرك، المؤيد بالنور المضيء والمسدّد بالأمر المرضى، المعصوم من كل خطأ وزلل، المُنزّه من كل دنس وخطأ، والمبعوث بخير الأديان والملل. اللهم وصلّ على الأئمة الراشدين، والقادة الهادين، والسادة المعصومين والأتقياء الأبرار، مأوى السكينة والوقار، وخزان العلم، ومنتهى الحلم والفخار ساسة العباد، وأركان البلاد، وأدلة الرشاد، الألباء الأمجاد، العلماء بشرعك الزهاد، ومصابيح الظلم وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدى ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهوف الورى، وحفظه الاسلام، وحججك على جميع الأنام". أضاف: "ومصابيح الظُلَم وينابيعُ الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدى ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهوف الورى، وحفظة الاسلام، وحججك على جميع الأنام، الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة، وسبطي نبي الرحمة، وعلي بن الحسين السجاد زين العابدين، ومحمد بن علي باقر علم الدين، وجعفر ابن محمد الصادق الأمين، وموسى بن جعفر الكاظم الحليم، وعلي بن موسي الرضا الوفي، ومحمد بن علي البرّ التقى، وعلي بن محمد المنتجب الزكي، والحسن بن علي الهادي الرضي، والحجةّ بن الحسن صاحب العصر والزمان، وصيّ الأوصياء وبقية الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمّل لإظهار حقك، المهدي المنتظر، والقائم الذي به ينتصر". وتابع الخطيب: "ايها المؤمنون أعظم الله لكم الاجر بشهادة ابي عبدالله الحسين سيد الشهداء في يوم الاربعين من شهادته وابنائه وانصاره، رزقنا الله تعالى شفاعته وشفاعة أمه وأخيه وجده وأبيه والتسعة المعصومين من بنيه، وبالأخص الى القائم من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، المعزّون بهذه الفجعة العظمى والمصيبة الكبرى التي لا تنطفئ حرارتها من قلوب المؤمنين الى أن يأخذ الله بثاره من الظالمين، ويقيم حكومة العدل الالهي على يد الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وعلى ابائه الطاهرين، وعجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من اعوانه وانصاره الذابين عنه والمستشهدين بين يديه. كما في الحديث عن حماد بن إسحاق الأنصاري، عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد، قال: (نظر النبي إلى الحسين بن علي وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً. ثم قال: بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى)". وأردف: "ولهذا أيها الاخوة، فله منذ ان استشهد في كل بيت من بيوت المؤمنين مأتم، وفي كل دار ناعية تمضي السنون والاعوام، وتتجدّد معها الاحزان ويُلبس السواد ويُعزّي المؤمنين بعضهم بعضاً كأن الحسين (ع) قد استشهد حديثاً، فهي حادثة لا ينسيها، ليس فقط مضي الأعوام، بل الدهور والاحقاب كما قال الشاعر: كذب الموت فالحسين مخلد كلما اخلق الزمان تجدد. والواقع يصدق هذه المقولة، بل هي ليست الا حكاية للواقع العملي، وها هي كربلاء التي لا تخلو من جموع الزائرين بمناسبة وغير مناسبة وخصوصاً بمناسبة عاشوراء ذكرى شهادته ويوم الأربعين، وها هي جموع المؤمنين اليوم تزحف سيراً على الاقدام من كل الانحاء متوجّهة بما يشبه السيل العرم نحو مقام سيد الشهداء في مدينة كربلاء التي تقدّست بشهادته، وارتوت أرضها بدمائه بعد ان شهدت اعظم البطولات في حادثة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وكأنّ التاريخ وقف عندها واصبح الحسين مثلا ًيُضرَب به الأمثال ويُستَشهد به عند ذكر كل بطولة ومظلومية كبرى، يتأسّى به العظماء الذين يصنعون التاريخ في طلب العدالة ومواجهة الظالمين والطواغيت والجبابرة، وفي الصبر والتضحية، بينما اصبح يزيد لعنة التاريخ يُشبَّه به واتباعه كل ظالم وحقير، فرداً او نظاماً تسافلت قيمه وصنائعه وأبدع في النذالة والانحدار الاخلاقي. فالاخلاق والقيم والحسين صنوان لا ينفصلان، حتى اذا ذُكِرَ احدهما تبادر الى الذهن الاخر، والعكس صحيح، والخسة والسفالة بيزيد فكأنهما مترادفان. وكانت معركة كربلاء معركة تقابل فيها الحق والباطل فانتصر الحق مع القلة وانهزم الباطل مع الكثرة، وتراجع الجبناء امام جحافل الباطل، وثبت المخلصون في طريق الحق مع قلة سالكيه ولم يرهبهم كثرة الباطل، عملاً بالقاعدة التي ارساها امير المؤمنين علي ابن ابي طالب: (لا تستوحشوا في طريق الحق لقلة سالكيه)، فليست القلة والكثرة هي المعيار في صحة الاختيار، بل المعيار هو الحق، والحق فقط، ولو ادى الى التضحية والشهادة شهادة بالدم للحق". وقال الخطيب: "وخلَّد التاريخ أنصار الحسين كعنوان للتضحية والفداء والبطولة والشجاعة والثبات على الحق، انتصاراً له حتى الشهادة، بينما اصبح الذين خذلوه عنواناً للجبن ولعنة للتاريخ. وهي معركة مستمرة مع الزمان يثبت فيها الصادقون ويتخاذل فيها الجبناء عندما تحقّ الحقيقة: (قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا * يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا * لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا * وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا * مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا * لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا * وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عزيزا)". ولفت الى ان "وقائع التاريخ الكبرى تتشابه وتتكرّر، وما نحن فيه واحدة من هذه الوقائع التي ابتلى الله فيها امتنا بعدوان من الغرب، استخدم فيها كل وسائل التضليل والخداع والفتن. ومن المؤسف انه استطاع بما امتلكه من وسائل اعلامية أن يقلب الحقائق ويشوّهها وأن يحوّل المعركة الى معارك داخلية انطلت على الكثيرين، ليُحقّق أهدافه الخبيثة، ليس بما امتلكه من قدرات عسكرية لم تكن يوماً العامل الحاسم في المعركة، وإنما بالتأثير في وعي الأمة واستخدام العامل المذهبي الى اداة للفتنة الداخلية، بدل ان تكون وحدة صلبة في مواجهة اطماعه ودفع خطره، وتحقق فيها قول الله تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). لقد أخفقت الامة حكاما وحركات، والتي ارادت مواجهة الخطر، ليس في فهم اهداف العدو، وانما في تحديد الاولويات وايجاد استراتيجية مشتركة لمواجهة العدو المشترك كأولوية أولى، بدل ان تذهب الى المواجهات الداخلية في ما بينها، وأفسحت للغرب في النفوذ الى ساحتها والعبث فيها لإسقاطها من الداخل. ولذلك فإن المعركة التي تُخاض ضد المقاومة اليوم في لبنان والانقسام الداخلي اللبناني، ليست منفصلةً عن هذا الواقع، وليست سوى جزء من هذه الصورة المؤسفة للواقع العربي والإسلامي، وان التآمر على المقاومة وبيئتها في لبنان ليس إلا نتيجة للفهم الخاطئ لهذه المقاومة ولهذه البيئة التي عُمّم عليها هذا التصور من انها جزء من الصراع الداخلي الدائر بين بعض الحركات الأيديولوجية وبين الانظمة العربية والإسلامية". ودعا الخطيب الى "مراجعة الحسابات واعادة ترتيب العلاقات بين المقاومة، وخصوصاً في لبنان، مع بعض الدول العربية الشقيقة بالحوار الصادق بما يضمن الوحدة الداخلية لكل بلد عربي، وفي نفس الوقت بما يحقق الاهداف المشتركة في دفع الاخطار الخارجية ويُحقّق مصالح الجميع، وعدم الاستمرار في سياسة الانتقام واستغلال الواقع الذي تعيشه الساحة نتيجة الصراع مع العدو، لأن هذا لن يكون الا لمصلحة العدو الواحد الذي لا يخفي أهدافه العدوانية وأطماعه في تحقيق مشروعه التوسعي على حساب الدول العربية الشقيقة، بما فيها المملكة العربية السعودية، وقد دعونا دائماً الى التعاون بينها وبين الدول الاسلامية الاقليمية في إيجاد استراتيجية لحماية المصالح العربية والاسلامية والوقوف، أمام خطر المشروع الصهيوني الداهم والذي يكرر الاعلان عنه رئيس وزراء هذا الكيان بكل صلافة، وكان أخر تصريح صريح له بهذا الصدد قبل يومين". وقال: "لقد استمعنا بالامس الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى بصريح اللسان، وهذا يعني بحسب الاوساط الصهيونية ضم أراضٍ جديدة من لبنان وسوريا والاردن ومصر الى الكيان الصهيوني، فضلاً عن الضفة الغربية التي يصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن ذلك يحظى بدعم الادارة الاميركية. إنّ هذه النوايا الإسرائيلية واضحة تمام الوضوح وهي لم تعد مجرد شكوك تاريخية، وهذا يعني ان جنوب لبنان بات تحت دائرة الخطر إضافة الى الاراضي السورية والاردنية والمصرية والفلسطينية. كما يعني اننا لسنا وحدنا مهددون، بل كل الدول المحيطة بفلسطين. ولم نسمع حتى الآن اي موقف لبناني او عربي في وجه هذا المخطط، في حين يطالبنا البعض بنزع سلاح المقاومة وتجريدنا من كل عناصر القوة التي يمكن ان تواجه المخطط الصهيوني. نعم ايها اللبنانيون، جنوب لبنان تحت دائرة الضمّ الى الكيان الصهيوني، فماذا انتم فاعلون؟ وما هو الموقف العملي للسلطة اللبنانية غير نزع سلاح المقاومة؟ وما هو موقف المرجعيات الروحية، خاصة وان جنوب لبنان يحتضن كل الطوائف اللبنانية ولا يعني طائفة واحدة بعينها؟ إنّنا نعلن صراحة في ضوء هذا المخطط، اننا سنواجهه بكل ما أوتينا من قوة، ونطالب بموقف وطني جامع لمواجهة هذا المخطط. لم يعد ممكناً السكوت وتحييد الانفس في ظل هذا الواقع، فنندم جميعاً عندما لا ينفع الندم. كما ندعو القوى اللبنانية الى التنبه من اخطار الانقسام في الوقت الذي ما زال العدو يحتل ارضنا ويستمر في حربه العدوانية واعتداءاته المستمرة في الاغتيال والتدمير، مستفيداً من الانقسام الداخلي للوصول الى ما لم يتمكن منه بالآلة العسكرية، ان يتمكن منه بقرارات الحكومة اللبنانية بنزع أوراق القوة بالتفريط بالوحدة الداخلية وسلاح المقاومة وعدم وعي المخاطر التي ستؤدي اليها. ولهذا فإننا نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الوطني والحرص على منع الفتنة بين اللبنانيين، وتدارك الخطأ الذي حصل باتخاذ مجلس الوزراء قراراً بوضع جدول زمني لحصرية السلاح وعدم حشر الجيش اللبناني ووضعه في مواجهة المقاومة، مع قناعتنا بأن قيادة الجيش تمتلك من الوعي وتقدير الموقف والوطنية، ما يُمكّنها من أخذ الموقف الذي يُجنّب البلد ما يسعى اليه أعداء لبنان". وختم الخطيب: "تحية للجمهورية الاسلامية التي تستحق الشكر لكل ما قدّمته للبنان وشعبه ولفلسطين والقضية العربية والاسلامية في مواجهة أعدائهم، وما قدّمته من تضحيات في هذا السبيل كان آخرها الحرب العدوانية الاخيرة والمباشرة سقط فيها قادة شهداء ولقّنت العدو درساً لن ينساه في قصف قلب كيانه وتدمير هائل لبناه العسكرية والاقتصادية البنيويه، فنحن أهل العرفان والشكر لليد التي امتدت لمساعدتنا في وقت الحاجة بالخير والعون، ولسنا من أهل النكران للمعروف أو الشكر للمعتدي والذي يحاصرنا ويُملي على بلدنا مطالب العدو ويهدّدنا بالحرب والعدوان ويهوّل علينا بالويل والثبور وعظائم الامور إن لم نعط يد الذلّة ونقول له هيهات منا الذلة. نحن اليوم في ذكرى أربعين الإمام الحسين نعيد باحتفالنا بهذه الذكرى التأكيد على هذا الشعار الذي اطلقه الامام الحسين، شعار هيهات منا الذلة الذي قدّم نفسه فكان سيد الشهداء ورسم بذلك مدرسة العزة والكرامة للأجيال خالدة ما دامت السماوات والأرض، ونعتذر لمبعوث السيد القائد الأمين العام لمجلس الأمن القومي للجمهورية الاسلامية من التعاطي السلبي والخطاب غير اللائق من بعض المسؤولين، وكان الأجدر بهم أن يقدّموا له الشكر على هذه الزيارة التي هي زيارة دعم للبنان في مواجهة الضغوط من بعض الدول التي تضغط على لبنان وتدفعه الى مواجهات أهلية داخلية. لقد راهنا على هذا العهد في بناء دولة حقيقية فلا تدعوا حفّاري القبور من إسقاطه. السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الارواح التي حلّت بفنائك، وأعظم الله أجوركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".