
عذرًا يا سماحة المفتي حسون... لك الله ودعاء المستضعفين ـــ حسان الحسن
الثبات: حسان الحسن-
منذ ظهور الإسلام، ثم انتشاره في مختلف أنحاء المعمورة، ومذ وصوله إلى بلاد الشام وانتشاره في شكلٍ واسعٍ فيها، تميز المسلمون في "الشام" بميزةٍ خاصةٍ بهم، وهي "الاعتدال والانفتاح على الآخر" عبر التاريخ، لذا عرف هذا الدين في هذه المنطقة بـ "الإسلام الشامي" أو "الإسلام الصوفي"، أي (الإسلام المعتدل)، وهذه المقولة جسّدها المسلمون في تلك البلاد في نمط حياتهم وصيغة عيشهم الواحد، والدليل القاطع إلى ذلك، وجود التنوع الديني والإثني، والتعددية الثقافية في المشرق العربي، أضف إلى ذلك تمسك أهالي هذه المنطقة بالحفاظ على المقامات والآثار الدينية وغير الدينية لمختلف مكونتها، منذ ظهور الإنسان حتى اليوم.
ولم تبادر الدول الإسلامية التي تعاقبت على حكم المشرق، إلى محو أثر أي مكونٍ من مكوناتها، أو حتى من الشعوب التي سكنتها أو مرت بها أي (المنطقة)، عبر التاريخ.
وفي الواقع، شكّلت سورية "منارة الإسلام الحضاري"، منذ ظهوره حتى سقوط الدولة فيها، بواسطة المجموعات التكفيرية الإرهابية المسلحة في أواخر العام الفائت.
وها هي اليوم، تقترف جرائم الإبادة الجماعية في حق كل من يختلف مع "النهج التكفيري- الإلغائي"، ناهيك بالاعتداءات على المقامات الدينية وسواها، التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون التكفيريون الذين قدموا من مختلف أنحاء إلى سورية، وزج بهم فيها، لتخريبها، وتمزيق نسيجها الاجتماعي، وضرب بنية الدولة فيها، خدمةً لمصالح إقليميةٍ ودوليةٍ.
ولعل أقذر ما اقترفه التكفيريون أخيرًا، هو اختطاف العالم العارف بالله وصوت الاعتدال المفتي السابق للجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون، في المنطقة الحرة في مطار دمشق الدولي، في الأيام الفائتة، عندما كانت متجهًا إلى الأردن، لإجراء عملية جراحيةٍ في مستشفيات المملكة الهاشمية.
وتظهّر الإجرام التكفيري في أبشع صوره، إثر نشر ما يعرف بـ "الأمن العام في جبهة النصرة الحاكمة في دمشق"، صورةً للدكتور حسون المسن، معصوب العينين. ذنبه الوحيد، تمسكه بنهج الاعتدال والتسامح، حتى مع من قتلوا ولده، وعبثوا بضريح والده.
والمؤسف أننا لم نسمع صوتًا عربيًا رسميًا، أو حتى روحيًا، يقول: "إن ما يحدث من إجرام في سورية، مدان، أو مرفوض على الأقل". بل ترك سماحته لمصيره، بين أيدي المجرمين التكفيريين.
هذا الرجل الذي نادى بالاعتدال الإسلامي في أهم الصروح العالمية، ولاقى كل الإعجاب، فكان خير من مثّل السماحة، وسط تصاعد موجات التكفير والإرهاب في هذه المنطقة والعالم.
دخل هذا الداعية الإسلامية، الكنائس، ونقل إلى المسيحيين والعالم أجمع، رأي الإسلام الحنيف، بالسيد المسيح عليه السلام، وتقديسهم له، فصار سماحته مثالًا لحماة الوحدة الوطنية والتلاقي والأخوة بين أبناء هذه المنطقة.
ودافع حسون عن حق الشعوب المظلومة بمقاومة الاحتلال، نصرةً لهم على الظالمين، لا بل ناصر قضايا المظلومين أيمنا وجدوا، وكان دائمًا يدعو إلى العفو والصفح، متعاليًا على الجراح، صابرًا محتسبًا على ما أصابه، ولم يخش في الله لومة لائم، فكان جهارًا ونهارًا يطالب الرئيس السوري السابق بشار الأسد بإصدار عفوٍ عامٍ، حتى عمن تورط في قتل ساريا أحمد حسون، نجل المفتي.
هذا الداعية الذي كان له الأيادي البيض في إطلاق مختطفين في العراق وسواه، مرضاةً لله لا غير، اليوم يترك لمصيره بين أيدي المجرمين. لك الله ودعاء المستضعفين والمظلومين في هذه الأيام المباركة، يا سماحة الدكتور... وعذرًا على التقصير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
22 May 2025 22:44 PM قاسم في رسالة إلى أهل الجنوب: مشاركتكم الكثيفة جزءٌ من إعادة الإعمار
وجه الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى أهل الجنوب في شأن الانتخابات البلدية والاختيارية، جاء فيها: "يا أهلنا في الجنوب اللبناني المقاوم. قدَّمتم أعظم التضحيات، ونموذجاً للصمود الأسطوري في مواجهة العدوان الإسرائيلي لعقود خلت وآخرها في إسناد طوفان غزة ومعركة أولي البأس وما بعدها، وأثبتُّم أنكم أهل العزة والسيادة وتحرير الأرض. أعدتُم إعمار الجنوب بعد تحرير عام 2000، ومرة أخرى بعد عدوان تموز 2006، والآن سبقتم الدولة والمسؤولين في العودة إلى أرضكم، تحدَّيتم المخاطر وقدَّمتم التضحيات لتستعيدوا أرضكم ووطنكم بثباتٍ وشجاعةِ وتوكُّلٍ على الله تعالى. يأتي استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام كتَحدٍّ من تحديات الصمود وقوة الموقف والتمسُّك بالأرض وإعمارها بأهلها وبساتينها وبيوتها وكلِّ أسباب الحياة فيها. كلُّ المراهنين مع العدوان الإسرائيلي ينتظرون النتائج. نحن لا نُخاطبُكم لتحقِّقوا الفوز في الانتخابات، فأنتم فائزون بإذن الله تعالى، بتكاتفكم والتفافكم حول حركة أمل وحزب الله، ودعمِكم للوائح التنمية والوفاء، ودعمِكُم للمقاومة، بل أنتم المقاومة. نحن نُخاطِبُكم لتُكثِّفوا حضوركم ومشاركتكم في الانتخابات، ليكون الفوز صاخباً. لن نفرِّط بحبَّة تراب واحدة من جنوبنا المعطاء، ولن نقبلَ ببقاء الاحتلال الاسرائيلي على أي شبرٍ من أرضنا ووطننا. إن مشاركتكم الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية جزءٌ من إعادة الإعمار التي سنواكبها مع البلديات المنتخبة، ومع الدولة اللبنانية التي يجب أن تتحمَّل مسؤوليتها. إنَّ استعادةَ أرض الجنوب وإعمارها وإعمار كل ما تهدَّم في لبنان جزءٌ لا يتجزأ من الوفاء لدماء الشهداء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض) والجرحى والأسرى الذين سنعمل على استعادتهم".

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
مكتب فضل الله: الجمعة 6 حزيران أول أيام عيد الأضحى
أعلن المكتب الشّرعي في مؤسّسة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله في بيان، أنّ "يوم الجمعة الواقع فيه 6 حزيران 2025، هو أوّل أيّام عيد الأضحى المبارك بناءً على المبنى الفقهي للمرجع، وذلك بالاعتماد على الحسابات العلميّة الفلكيّة الدّقيقة أعاده الله على المسلمين جميعاً بالخير والبركة والعزة والنصر إنه أرحم الراحمين، وكل عام وأنتم بخير". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
الشيخ قاسم لأهالي الجنوب: كثّفوا مشاركتكم في الانتخابات ليكون الفوز صاخبا
وجه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رسالة مساء الخميس إلى أهل جنوب لبنان حول الانتخابات البلدية والاختيارية التي تجري السبت المقبل. وقال الشيخ قاسم 'يا أهلنا في الجنوب اللبناني المقاوم، قدَّمتم أعظم التضحيات ونموذجاً للصمود الأسطوري في مواجهة العدوان الإسرائيلي لعقود خلت وآخرها في إسناد طوفان غزة ومعركة أولي البأس وما بعدها وأثبتُّم أنكم أهل العزة والسيادة وتحرير الأرض'، وتابع 'أعدتُم إعمار الجنوب بعد تحرير عام 2000، ومرة أخرى بعد عدوان تموز 2006 والآن سبقتم الدولة والمسؤولين في العودة إلى أرضكم'، واضاف 'تحدَّيتم المخاطر وقدَّمتم التضحيات لتستعيدوا أرضكم ووطنكم بثباتٍ وشجاعةِ وتوكُّلٍ على الله تعالى'. ولفت الشيخ قاسم الى ان 'استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية يأتي هذا العام كتَحدٍّ من تحديات الصمود وقوة الموقف والتمسُّك بالأرض وإعمارها بأهلها وبساتينها وبيوتها وكلِّ أسباب الحياة فيها'، وتابع 'كلُّ المراهنين مع العدوان الإسرائيلي ينتظرون النتائج'، واوضح 'نحن لا نُخاطبُكم لتحقِّقوا الفوز في الانتخابات، فأنتم فائزون بإذن الله تعالى، بتكاتفكم والتفافكم حول حركة أمل وحزب الله ودعمِكم للوائح التنمية والوفاء ودعمِكُم للمقاومة بل أنتم المقاومة'، واضاف 'نحن نُخاطِبُكم لتُكثِّفوا حضوركم ومشاركتكم في الانتخابات، ليكون الفوز صاخبا'. واكد الشيخ قاسم 'لن نفرِّط بحبَّة تراب واحدة من جنوبنا المعطاء، ولن نقبلَ ببقاء الاحتلال الاسرائيلي على أي شبرٍ من أرضنا ووطننا'، وتابع 'إن مشاركتكم الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية جزءٌ من إعادة الإعمار التي سنواكبها مع البلديات المنتخبة، ومع الدولة اللبنانية التي يجب أن تتحمَّل مسؤوليتها'، ولفت الى ان 'استعادةَ أرض الجنوب وإعمارها وإعمار كل ما تهدَّم في لبنان جزءٌ لا يتجزأ من الوفاء لدماء الشهداء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض) والجرحى والأسرى الذين سنعمل على استعادتهم'. وختم الشيخ قاسم بالقول: 'تحيَّة لكم يا أشرف الناس وأوفى الناس وأعظم الناس، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته'. المصدر: موقع المنار