نكسة 5 حزيران باقية وتتمدد
تبدو الذكرى الـ48 لنكسة-حزيران/يونيو 1967 لهذا العام مفعمة بالشجون والدلالات، مع تدمير قطاع غزة واقتطاع ثلثه على الأقل كمنطقة عازلة، وخطط الضم الزاحف والصامت بالضفة الغربية بدون أي استراتيجية فلسطينية بمواجهتها، اللهم إلا صمود وعناد الناس، وحتى بدون اهتمام وتعاطي إعلامي كما ينبغي، بموازاة تسريب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذى فهم منذ خمسة عقود ما لم يفهمه قادة حركة حماس، بينما الأمل كان ولا يزال معقوداً على العقل الجمعي الفلسطيني المدعوم إنسانياً وعربياً ودولياً، والمتقدم دوماً على قادته القصّر، كما في الاستقطابات والخلافات البنيوية العميقة داخل الدولة العبرية وتآكل مظلة الحماية الغربية والدولية لها، علماً أننا لم نكن بحاجة إلى ربع مليون شهيد وجريح و2 مليون نازح وتدمير غزة بالكامل لتحقيق هذا الأمر الذى كان حتمياً. إلى ذلك، تتجسد بقعة الضوء في إسقاط نظام آل الأسد الذي كان شريكاً في النكسة -النكبة، ولم يتحمل وزير الدفاع حافظ الأسد المسؤولية عنه،ا بل رقّى نفسه بعدها إلى رئيس جمهورية عبر انقلاب عسكري ضد تاريخ البلاد العظيمة، ومزاج الشعب وعقله الجمعي الذي فرض إرادته ولو بعد حين، علماً أن الأمر كان حتمياً أيضاً، ومسالة وقت باعتبار حكم آل الأسد شاذاً وجملة اعتراضية في تاريخ البلاد العميق والممتد.
نكبة لا نكسة
إذن بداية ومنهجياً لم تكن هزيمة 67 مجرد نكسة، بل نكبة كاملة الأوصاف، فأن تهزم ثلاثة جيوش عربية في ست ساعات لا أيام رغم فارق القوة الهائل لصالحها، وأن تحتل إسرائيل كامل فلسطين التاريخية – غزة والضفة بما فيها القدس- بالإضافة إلى هضبة الجولان بموقعها الاستراتيجي والتي لا يمكن أن تسقط وفق أي منطق عسكري، وشبه جزيرة سيناء مترامية الأطراف التي تبلغ مساحتها أضعاف مساحة فلسطين، فهذه نكبة موصوفة ولا شك ولا يمكن الجدال فيها أصلاً.
حكام النكسة فهموا حقيقة أنها نكبة كاملة الاوصاف ولم يستخدموا المصطلح عن عمد كونهم وصلوا إلى السلطة على ظهور الدبابات، بحجة إزالة النكبة الأولى 1948 ثم لم يتغيروا بل غيروا القضية نفسها عبر القبول بقرار مجلس الأمن 242 ومشروع وزير الخارجية الأميركي وليم روجرز، الذي وضع النواة لما يعرف بحل الدولتين وقبول العرب بدولة فلسطينية على 22 في المئة من فلسطين التاريخية.
لا سلام بدون سوريا
من هنا فهم جمال عبد الناصر كما سمعنا "وبعظمة لسانه" أن هزيمة إسرائيل وانتصار العرب قضية أممية بامتياز، ولن تحدث في ظل ميزان القوى الدولية المختل لصالح داعمي وحاضني الدولة العبرية، سار خلفه أنور السادات وفق النهج نفسه، لكنه تصرف بسذاجة استراتيجية مع تصور أن استعادة سيناء بغض النظر عن بقية الأراضي العربية المحتلة تكون مقابل كلمات فقط متجاهلا التداعيات الاستراتيجية والتاريخية لاعتراف اكبر دولة عربية بإسرائيل وخروجها من دائرة الصراع، وهدم قاعدة لا حرب بدون مصر بينما هدم نظام آل الأسد الشق الثاني -لا سلام بدون سوريا- مع تدمير البلاد وتسليمها للغزاة على اختلاف مسمياتهم واشكالهم مقابل بقاء النظام في السلطة ولو شكلا فقط .
لم يفهم قادة حماس ما فهمه ناصر قبل 48 عاماً وتصرفوا بسذاجة وخفة -مع افتراض النوايا الطيبة- في عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع حديث خارج التاريخ عن تحرير فلسطين، ليس فقط من قوى عربية مهمة ومركزية –حسب تسريبات ناصر –وإنما من غزة المحاصرة بأسلحتها المتواضعة، وهو أمر مناقض للمنطق والواقع، مع أعداد ليوم واحد دون أي تبصر بالأسئلة والتداعيات الاستراتيجية، ثم تراجعوا عن ذلك عملياً-رغم الآلة الإعلامية الجبارة والجيش الالكتروني المروج والمجمل لنكبة 2024- وبعد خراب ودمار مالطا "غزة" عبر مطالبهم الأربعة الشهيرة لإطلاق سراح الاسرى -الورقة الوحيدة بأيديهم غير دماء الغزيين ولحم أطفالهم- والمتمثلة بإنهاء الحرب والانسحاب وادخال المساعدات وإعادة الإعمار ما يعني عملياً العودة لمساء 6 تشرين أول/أكتوبر وكأن شيئا لم يكن.
تعميق النكبة
كانت النتيجة ليسن فقط مئات آلاف الشهداء والجرحى وملايين النازحين والمهجرين وإنما تعميق النكسة-النكبة وتدمير غزة نفسها واقتطاع ثلثها على الأقل من خلال المنطقة العازلة المدمرة بما في ذلك سلة غذائها على افتراض الانسحاب بعد نهاية الحرب من غزة، واليقين الإسرائيلي من إعادتها سنوات بل عقود للوراء وإخراجها هي نفسها من دائرة الصراع بعد اخراج مصر ثم العراق وسوريا، وهي الدول التي كانت حاضرة تاريخياً في صد الغزاة وتحرير فلسطين.
إلى ذلك وفي ذكرى النكسة-النكبة- وقع الأسوأ باستغلال إسرائيل حرب غزة للمضي قدماً في تعميق النكسة-النكبة عبر خطة الضم الزاحف بالضفة الغربية مع تسارع وتيرة التهويد والاستيطان غير المسبوقة بغياب استراتيجية وطنية لمواجهتها ولا نرى للأسف تغطية إعلامية جدية واسعة بمستوى الحدث حيث ستتم كتابة قراءة منفصلة إن شاء الله.
رغم المعطيات السابقة تجسدت بقعة الضوء ولا تزال بالعقل الجمعي الفلسطيني العنيد والمتماسك والرافض للاستسلام والهزيمة، كما عدالة القضية نفسها والتفهم العالمي وتقبل الرواية العادلة بانتظار فعل سياسي فلسطيني جاد وملائم.
حدود الحرب الأهلية
أما في اسرائيل نفسها التي تحمل جرثومة زوالها وانهيارها كنبتة غريبة في بيئة معادية ستذبل حتماً وتموت مع الزمن، وهذا ليس أمراً إنشائياً وبلاغياً، إنما هو حقيقة ساطعة وغير مرتبطة مباشرة بمجريات الصراع في فلسطين والمنطقة، علماً أن الجبهة بل الجبهات العربية كانت الأهدأ خلال السنوات السابقة لحرب غزة، شمالاً وجنوباً ووسطاً، ورغم ذلك انفجرت التناقضات والخلافات الإسرائيلية البنيوية والعميقة، ولامست حدود الحرب الأهلية. حيث الجبهة الداخلية هي الأخطر استراتيجياً-إضافة الى عناد وصمود الفلسطينيين- كما يقال عن حق من قبل سياسيين واستراتيجيين كبار في إسرائيل.
بقعة ضوء أخرى نعيشها في سوريا مع آمال بإزالة آثار النكسة -النكبة إثر سقوط أحد أركانها حيث أطلق سقوط نظام آل الأسد عملية جادة ومصممة لإعادة بناء البلاد المدمرة بانتظار سيرورة عربية مماثلة بحواضرنا التاريخية والكبرى لاستغلال تآكل مظلة الحماية الدولية الغربية للدولة العبرية. وبالعموم نحتاج إلى عمل فلسطيني وعربي جاد وكبير ومثابر لإدارة الصراع بوتيرة جماعية ومتبصرة وهادئة، تترك المجال أمام انفجار التناقضات الداخلية في إسرائيل، وتمنعها من مواصلة جرائم الحرب والتهجير ودون الاستسلام أو الهزيمة أمامها نفسياً وميدانياً ولا سياسياً ودبلوماسياً كذلك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ 26 دقائق
- تيار اورغ
غروسي يقرّ بالضربة الاستخباراتية الإيرانية
الأخبار: طهران- هدّدت طهران بضرب المنشآت النووية السرية في إسرائيل، في حال أقدمت الأخيرة على توجيه ضربة إلى منشآتها النووية، وذلك بعد إعلانها أنها حصلت على «وثائق ومعلومات حساسة عن البرنامج النووي الإسرائيلي» في عملية استخباراتية، وهو ما أكده مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافاييل غروسي، الذي قال إن تلك الوثائق تتعلّق على ما يبدو بمركز الأبحاث النووية الإسرائيلي «سوريك». وأعلن «المجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني الذي عقد اجتماعاً، أمس، أن «الإنجاز الاستخباراتي الكبير الذي حقّقته ايران، يُعد غنيمة ثمينة ونتيجة لجزء مهم من التخطيط الذكي والإجراءات الهادئة وغير الصاخبة التي يتبعها النظام الإسلامي المقدس في مواجهة صخب الأعداء». وأضاف، في بيان، أن «الوصول إلى هذه المعلومات، واستكمال الحلقة بين العمل الاستخباراتي والعملياتي، مكّن مجاهدي الإسلام من أن يردّوا فوراً على أي اعتداء محتمل من قبل الكيان الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية، من خلال استهداف منشآته النووية السرية. وسيتم الرد على أي عمل عدائي ضد البنى التحتية الاقتصادية أو العسكرية الإيرانية، بشكل دقيق ومتكافئ مع نوع الهجوم». وتابع أن «بنك أهداف الكيان الصهيوني بات على طاولة القوات المسلحة الإيرانية». ومن جهته، أكد مدير الوكالة الدولية، رافاييل غروسي، أن طهران حصلت بالفعل على وثائق «تتعلّق على ما يبدو بمركز الأبحاث النووية الإسرائيلي سوريك»، في ما يمثّل أول اعتراف من خارج إيران بحصول الأخيرة على تلك الوثائق. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عنه تحذيره في مقابلة حصرية وأولى مع وسائل الإعلام العبرية «من عواقب الهجوم على إيران»، وتأكيده أن «الإيرانيين أخبروني أنه إذا هاجمت إسرائيل المنشآت النووية فسيتم إطلاق قنبلة ذرية». كما أشار غروسي إلى أن «البرنامج النووي (الإيراني) نطاقه واسع وعميق، وعندما أقول عميقاً فأنا أعي ما أقصده. العديد من هذه المنشآت محمية بشدة. ويتطلّب الأمر قوة مدمّرة للغاية لإحداث تأثير، ولكن قد يكون لها تأثير مختلف: أن تسعى إيران للحصول على أسلحة نووية أو تتخلّى عن معاهدة حظر الانتشار النووي». وكانت أعلنت وكالة الأنباء التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية، السبت الماضي، نقلاً عن «مصادر مطّلعة في جهاز الاستخبارات»، أن إيران حصلت على «كمية هائلة من المعلومات والوثائق الاستراتيجية والحساسة» من إسرائيل، من بينها «آلاف الوثائق المتعلّقة بالمشاريع والمنشآت النووية الإسرائيلية». غير أن ضخامة حجم الشحنة وضرورة نقلها بشكل آمن إلى داخل البلاد، فرضتا التكتّم عليها حتى التأكد من وصولها كلّها إلى المواقع الآمنة المنشودة، بحسب المصادر التي أكّدت أن «حجم الوثائق كبير إلى حدّ أن مجرّد دراستها واستعراض الصور والمقاطع المصاحبة لها كل ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً». غروسي يحذّر من ضرب المنشآت النووية الإيرانية «المحمية بشدة» وتحدّث التقرير عن عملية اعتقال نفّذها «جهاز الأمن الداخلي» الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية، في أيار الماضي، وطاولت شابين إسرائيليين يبلغان من العمر 24 عاماً بتهمة التجسّس لحساب إيران، موضحاً أن «اعتقال هذين الشخصين، إن كان مرتبطاً بالملف الأخير، فقد تمّ عقب خروج حمولة الوثائق من الأراضي المحتلة». ولم تعط الوكالة وسائر المصادر الخبرية في إيران، تفاصيل خاصة حول فحوى الوثائق؛ لكن بعد يوم واحد من إعلان الخبر، أكّد وزير الأمن الإيراني، إسماعيل خطيب، في تصريح صحافي، صحة التقارير بهذا الخصوص، وقال إن رجال الاستخبارات الإيرانيين استطاعوا الوصول إلى «كنز من المعلومات الاستراتيجية والعملانية والعلمية لإسرائيل». وفي سياق متصل، أفاد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أمس، بأن الوثائق التي حصلت عليها الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية كشفت عن دعم أوروبي مباشر للبرنامج النووي العسكري الإسرائيلي، «وهو ما سبق أن تحدّثت عنه أجهزتنا المختصّة، وسيتم الكشف عن تفاصيل إضافية في الفترة المقبلة». وتساءل بقائي، في تصريحات صحافية، عن ازدواجية المعايير الغربية، قائلاً: «الدول التي ترفع شعارات منع الانتشار النووي، وتهاجم البرنامج النووي الإيراني، هي ذاتها المتورّطة في تمكين إسرائيل من تطوير برنامج عسكري نووي». ومن جهتها، لم تعلّق إسرائيل رسمياً على تلك التسريبات، في حين لم يتضح ما إذا كانت للأمر صلة بعملية اختراق استهدفت مركزاً إسرائيلياً للأبحاث النووية، العام الماضي. وتأتي هذه التطورات في وقت تزايدت فيه التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي يقع في صلب مناقشات الاجتماع الدوري لمجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، الذي انطلق أمس، في مقر الوكالة في فيينا. ويبدو أن ثمة احتمالاً كبيراً بأن يتبنّى المجلس مشروع قرار اقترحته الدول الغربية ضد إيران - في أعقاب التقرير الهجومي الذي نشره غروسي، حول هذا البرنامج -؛ وهو إجراء يمكن أن يواجَه بإجراء إيراني مضاد، ليرتفع بذلك مستوى التصعيد مجدّداً. ويحصل هذا كله، بينما تواجه المحادثات بين إيران وأميركا للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، تحدياً خطيراً مرده إلى الخلافات حول تخصيب اليورانيوم في إيران. وسعت واشنطن دائماً للتظاهر بأن تنفيذ عمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية مطروح على الطاولة في حالة فشل المفاوضات، في حين أن إسرائيل كانت المحفّز والمشجّع دائماً على ذلك. وفي هذا الخضمّ، يرى بعض المراقبين أن الإعلان عن حصول أجهزة الاستخبارات الإيرانية على وثائق نووية إسرائيلية، يشكّل استعراضاً لقوة إيران وجهوزيتها في مواجهة التهديدات الأميركية والإسرائيلية، ويستهدف إرساء حالة ردع أمام هذه التهديدات. وتحدّثت صحيفة «إيران» الحكومية عن «ضربة استخباراتية ماحقة إيرانية وُجهت إلى أجهزة استخبارات الكيان الصهيوني وأمنه»، مضيفة أنه «خلال المواجهة الدائرة لسنين بين طهران وتل أبيب، انتقل الأمر هذه المرة إلى ملعب الاستخبارات، ودقّت غرف التخطيط والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في هذه الأيام مرة أخرى جرس الإنذار مع هذا الملف التجسّسي الجديد، مثلما اضطرت إلى الاعتراف بحقيقة مريرة تمثّلت في فتح ما لا يقل عن 20 ملفّاً تجسّسياً متعلّقاً بإيران داخل الأراضي المحتلة خلال الأشهر الـ12 الماضية، وأصدرت أكثر من 30 لائحة اتهام رسمية». كذلك، نقلت صحيفة «جوان» القريبة من الحرس الثوري عن المختص بالشأن الإسرائيلي في إيران، علي عبدي، قوله إن «نشر هذه الوثائق سيؤثّر حتماً على التوازن النووي بين ملفّنا النووي والكيان الصهيوني في المنطقة، ويمكن له أن يوفّر الأرضية الشرعية والقانونية اللازمة إزاء الخطوات التالية والتغيّرات الجادّة والاستراتيجية للبلاد في القطاع النووي، ويُسهم في كسب تعاطف الرأي العام الداخلي والخارجي». ويبدو أن عبدي يقصد بذلك أن نشر هذه الوثائق يمكن أن يضفي شرعية على تحرّك إيران في اتجاه عسكرة برنامجها النووي، في حين أن المسؤولين الإيرانيين أكّدوا حتى الآن مراراً وتكراراً أن هذا البرنامج ذو طابع سلمي بحت.


النهار
منذ 27 دقائق
- النهار
بسبب "الخيبة من نتنياهو"... هل يحلّ حزب "شاس" الكنيست؟
في خطوة غير مسبوقة، يعتزم حزب شاس الحريدي في إسرائيل التصويت الأربعاء لصالح حل الكنيست، بسبب ما وصفه بالخيبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رغم كون الحزب شريك في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي. يأتي هذا التحوّل في موقف شاس وقت حساس، حيث يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة من المعارضة ومن داخل ائتلافه بسبب قضايا داخلية وخارجية، بما في ذلك الحرب المستمرة في غزة. وقال المتحدث باسم الحزب آشر مدينا في مقابلة مع إذاعة "كول بر": "كما هو الوضع الآن، سنصوت يوم الأربعاء لصالح حل الكنيست". وأضاف: "نشعر بخيبة أمل من بنيامين نتنياهو، كنا نتوقع أن يتخذ إجراءات في وقت سابق وليس فقط في الأيام القليلة الماضية". ودخل الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو في أزمة الأسبوع الماضي، عندما بدأت الأحزاب الحريدية (نسبة إلى الحريديم المتشددين دينيا في إسرائيل) يهودوت هتوراة وشاس، بإصدار تهديدات بالانسحاب من الائتلاف وحل الكنيست إذا لم تمرر الحكومة مشروع قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية. ويوم الجمعة، أفاد مكتب نتنياهو عن "تقدّم كبير" في مفاوضاته مع الأحزاب الحريدية بخصوص مشروع قانون الإعفاء من التجنيد. ومع ذلك، تواصل الأحزاب الحريدية التهديد بإسقاط الحكومة، وفق ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الائتلاف الحالي قد يواجه صعوبة في الحفاظ على الأغلبية في حال إجراء انتخابات مبكرة. من المتوقع أن يتم التصويت على حل الكنيست الأربعاء المقبل، مما قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة إذا حصل هذا التوجه على الدعم الكافي، فيما يتابع المراقبون السياسيون هذه التطورات عن كثب، حيث قد تكون لها تأثيرات كبيرة على المشهد السياسي الإسرائيلي في المستقبل القريب.


النهار
منذ 27 دقائق
- النهار
إدارة ترامب تنشر 700 عنصر من المارينز في لوس أنجليس... حاكم كاليفورنيا: خيال مضطرب لرئيس ديكتاتوي
أعلن الجيش الأميركي الإثنين أنّه سينشر 700 عنصر من سلاح مشاة البحرية (المارينز) في لوس أنجليس للتصدّي للاحتجاجات الجارية في هذه المدينة الكبرى بولاية كاليفورنيا. وقالت القيادة العسكرية لأميركا الشمالية في بيان إنّها عبّأت نحو "700 عنصر من مشاة البحرية" لكي يؤازروا وحدات الحرس الوطني التي انتشرت في المدينة بأمر من الرئيس دونالد ترامب للتصدّي للاحتجاجات العارمة على إجراءاته لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وكان مسؤول كبير في إدارة ترامب قال لوكالة "فرانس برس" إنّ 500 عنصر من المارينز في الخدمة الفعلية سينتشرون في لوس أنجليس قبل أن يعود ويصحّح هذا الرقم إلى 700. وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه إنّه "في ضوء تزايد التهديدات ضدّ مسؤولين فدراليين ومبان فدرالية، فإنّ 700 عنصر من مشاة البحرية العاملين في كامب بندلتون"، القاعدة العسكرية الواقعة على بُعد ساعتين جنوب المدينة، "سيتمّ نشرهم في لوس أنجليس للمساعدة في حماية المسؤولين الفدراليين والمباني الفدرالية". وفي بيانها قالت القيادة العسكرية لأميركا الشمالية إنّ العملية الجارية في لوس أنجليس، والتي أُطلق عليها اسم "تاسك فورس 51" تضمّ "ما يقرب من 2100 من عناصر الحرس الوطني" و"700 من المارينز في الخدمة الفعلية". وأكّد البيان أنّ هؤلاء جميعا "تلقّوا تدريبا على تهدئة الأوضاع، وإدارة الحشود، وقواعد استخدام القوة". ويُعتبر نشر عسكريين في الخدمة الفعلية على الأراضي الأميركية قرارا استثنائيا، وقد أثار قلق المدافعين عن الحقوق المدنية. أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الإثنين أنّ ترامب أمر بإرسال ألفي عنصر إضافي من الحرس الوطني إلى لوس أنجليس للتصدّي للاحتجاجات الجارية في المدينة ضدّ إجراءاته لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وقال شون بارنيل المتحدّث باسم البنتاغون في منشور على منصة "إكس" إنّه "بناء على أمر الرئيس، وزارة الدفاع بصدد تعبئة ألفي جندي إضافي من الحرس الوطني في كاليفورنيا ليتمّ وضعهم في خدمة الدولة الفدرالية لدعم إدارة الهجرة والجمارك وتمكين عناصر إنفاذ القانون الفدراليين من أداء واجباتهم بأمان". وأكد الرئيس الأميركي أنه سيدعم اعتقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم لاحتمال عرقلته إجراءات إدارته لإنفاذ قوانين الهجرة. ندّد حاكم ولاية كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم بشدّة بقرار إدارة ترامب، معتبرا أنّ هذه الخطوة تحقّق "الخيال المضطرب لرئيس ديكتاتوي". وكتب نيوسوم في منشور على منصة "إكس" إنّ "مشاة البحرية الأميركية خدموا بشرف عبر حروب متعدّدة دفاعا عن الديموقراطية. لا ينبغي نشرهم على الأراضي الأميركية لمواجهة مواطنيهم لتحقيق خيال مضطرب لرئيس ديكتاتوري. هذا سلوك مناهض لأميركا". وقال لـ"نيويورك تايمز": "نشر مشاة البحرية محاولة من ترامب لزرع مزيد من الخوف والغضب والانقسام". ووصفت وزارة الأمن الداخلي الأميركية المظاهرات في لوس أنجليس بأنها أعمال شغب عنيفة، مضيفة "ستتم استعادة النظام في لوس أنجليس... يجب على السياسيين في كاليفورنيا إيقاف حشود الشغب التابعة لهم في لوس أنجليس".