
مشروع لإنشاء حمض نووي بشري اصطناعي يثير مخاوف على الأجيال القادمة
كان البحث محظوراً حتى الآن بسبب مخاوف من أنه قد يؤدي إلى تغييرات غير متوقعة للأجيال القادمة.
لكن الآن، تبرعت مؤسسة ويلكوم الخيرية الطبية، أكبر مؤسسة خيرية طبية في العالم، بمبلغ أولي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني لبدء المشروع، والذي تقول إن فوائده تفوق أضراره، حيث إنه قد يُسرّع علاج العديد من الأمراض المستعصية.
صرح الدكتور جوليان سيل، من مختبر مجلس البحوث الطبية للبيولوجيا الجزيئية في كامبريدج، والمشارك في المشروع، لبي بي سي بأن البحث يمثل القفزة العملاقة القادمة في علم الأحياء.
"لا حدود لإمكانياتنا. نحن نبحث عن علاجات تُحسّن حياة الناس مع تقدمهم في السن، وتؤدي إلى شيخوخة صحية مع انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض".
وأضاف: "نسعى إلى استخدام هذا النهج لتوليد خلايا مقاومة للأمراض، يُمكن استخدامها لإعادة بناء الأعضاء التالفة، على سبيل المثال في الكبد والقلب، وحتى الجهاز المناعي".
لكن يخشى المنتقدون أن يُمهد هذا البحث الطريق أمام باحثين "معدومي الضمير" يسعون إلى إنتاج بشر مُحسنين أو مُعدلين وراثياً.
وقالت الدكتورة بات توماس، مدير حملة "ما وراء التعديل الجيني": "نميل إلى الاعتقاد بأن جميع العلماء موجودون لفعل الخير، ولكن يُمكن إعادة توظيف العلم لإلحاق الضرر ولأغراض الحرب".
وقُدّمت تفاصيل المشروع إلى بي بي سي نيوز في الذكرى الخامسة والعشرين لإنجاز مشروع الجينوم البشري، الذي رسم خرائط الجزيئات في الحمض النووي البشري، والذي مُوّل بشكل كبير من ويلكوم.
تحتوي كل خلية في أجسامنا على جزيء يُسمى الحمض النووي (DNA)، وهو يحمل المعلومات الوراثية اللازمة.
يتكون الحمض النووي من أربع قواعد أصغر بكثير تُعرف باسم A، G، C، وT، وتتكرر مراراً وتكراراً في تركيبات مختلفة. ومن المثير للدهشة أن هذه القواعد تحتوي على جميع المعلومات الوراثية التي تحدد تكويننا الجسدي.
مكّن مشروع الجينوم البشري العلماء من قراءة جميع الجينات البشرية كما لو كانت شفرة ضوئية. ويُتوقع أن يُحقق العمل الجديد الجاري، والمُسمى مشروع الجينوم البشري الاصطناعي، قفزة هائلة إلى الأمام، إذ سيُتيح للباحثين ليس فقط قراءة جزيء من الحمض النووي، بل أيضاً إنشاء أجزاء منه- وربما كله يوماً ما- جزيئاً تلو الآخر من الصفر.
الهدف الأول للعلماء هو تطوير طرق لبناء كتل أكبر من الحمض النووي البشري، وصولاً إلى مرحلة بناء كروموسوم بشري اصطناعي. تحتوي هذه الكتل على الجينات التي تنظم نمونا وإصلاحنا والحفاظ على أنفسنا.
يمكن بعد ذلك دراستها وإجراء التجارب عليها لمعرفة المزيد عن كيفية تنظيم الجينات والحمض النووي لأجسامنا.
تحدث العديد من الأمراض عندما تتعطل هذه الجينات، لذا قد تؤدي الدراسات إلى علاجات أفضل، وفقاً للبروفيسور ماثيو هيرلز، مدير معهد ويلكوم سانجر الذي قام بتسلسل أكبر جزء من الجينوم البشري.
"يسمح لنا بناء الحمض النووي من الصفر باختبار كيفية عمله واختبار نظريات جديدة، لأنه لا يمكننا حالياً تحقيق ذلك إلا من خلال تعديل الحمض النووي الموجود بالفعل في الأنظمة الحية".
سيقتصر عمل المشروع على أنابيب الاختبار والأطباق، ولن تكون هناك أي محاولة لخلق حياة اصطناعية. لكن هذه التقنية ستمنح الباحثين سيطرة غير مسبوقة على الأنظمة الحية البشرية.
ورغم أن المشروع يسعى لتحقيق فوائد طبية، فلا شيء يمنع العلماء "معدومي الضمير" من إساءة استخدام هذه التقنية.
يمكنهم، على سبيل المثال، محاولة صنع أسلحة بيولوجية، أو بشر مطوَّرين، أو حتى مخلوقات تحمل حمضاً نووياً بشرياً، وفقاً للبروفيسور بيل إيرنشو، عالم الوراثة المرموق في جامعة إدنبرة، والذي صمم طريقة لإنشاء كروموسومات بشرية اصطناعية.
وقال لبي بي سي: "لقد خرج المارد من الزجاجة". وأضاف: "قد نضع مجموعة من القيود الآن، ولكن إذا قررت منظمة تمتلك الآلات المناسبة البدء في تصنيع أي شيء، فلا أعتقد أننا سنتمكن من إيقافها".
وتشعر الدكتورة توماس بالقلق إزاء كيفية تسويق هذه التقنية من قبل شركات الرعاية الصحية التي تُطور علاجات ناتجة عن البحث.
"إذا نجحنا في صنع أجزاء جسم اصطناعية، أو حتى أشخاص اصطناعيين، فمن يملكها إذن؟ ومن يملك البيانات الناتجة عن هذه الإبداعات؟".
بالنظر إلى احتمال إساءة استخدام هذه التقنية، فإن السؤال المطروح على ويلكوم هو لماذا اختارت تمويلها؟، "لم يكن القرار سهلاً"، وفقاً للدكتور توم كولينز، الذي منح الموافقة على التمويل.
وقال لبي بي سي: "لقد سألنا أنفسنا ما هي تكلفة التقاعس عن العمل".
وأضاف: "ستُطور هذه التقنية يوماً ما، لذا، ومن خلال القيام بها الآن، فإننا نحاول على الأقل القيام بها بمسؤولية ومواجهة المسائل الأخلاقية والمعنوية بشفافية قدر الإمكان".
سيجري إطلاق برنامج متخصص في العلوم الاجتماعية بالتزامن مع التطوير العلمي للمشروع، بقيادة البروفيسور جوي تشانغ، عالمة الاجتماع في جامعة كينت.
وقالت تشانغ: "نريد أن نحصل على آراء الخبراء وعلماء الاجتماع وخاصة الجمهور حول كيفية ارتباطهم بالتكنولوجيا وكيف يمكن أن تكون مفيدة لهم والأهم من ذلك ما هي الأسئلة والمخاوف التي لديهم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 5 أيام
- شفق نيوز
واقي الشمس المعدني أم الكيميائي: أيهما يجب عليك استخدامه؟
يستبدل بعض الناس واقيات الشمس المعدنية بالكيميائية نتيجة مخاوف تتعلق بالسمية، والآثار البيئية، وفعالية الحماية، لكن هل هناك فرق فعلي بينهما؟ تشهد واقيات الشمس المعدنية انتشاراً واسعاً في الوقت الراهن، وسط شعور بالقلق من أن واقيات الشمس "الكيميائية" قد تؤثر سلباً على أجسامنا وعقولنا، بل وحتى على الشعاب المرجانية، وبالتالي أصبحت واقيات الشمس المعدنية تشكّل الحصة الأسرع نمواً في سوق واقيات الشمس العالمية. لكن الجدل الدائر حول واقيات الشمس "الكيميائية" مقابل "المعدنية" مليء بالمفاهيم الخاطئة. فمن بين الاعتقادات الشائعة أن الواقيات المعدنية أو الفيزيائية خالية من المواد الكيميائية، وأن الواقيات الكيميائية ثبت ضررها، بالإضافة إلى أن الواقيات الكيميائية تمتص الأشعة فوق البنفسجية بينما تقوم المعدنية بعكسها فقط، إلا أن هذه الادعاءات تعتبر مضللة وغير صحيحة. ويعود سبب الالتباس في هذا النقاش إلى استخدام المصطلحات، وفقاً لما أوضحه برايان ديفي، الأستاذ الفخري في علم الأحياء الضوئية بجامعة نيوكاسل البريطانية ومبتكر نظام تصنيف الأشعة فوق البنفسجية لواقيات الشمس، الذي يؤكد أن "كل شيء عبارة عن مادة كيميائية". ويوضح ديفي أن المواد التي يطلق عليها الناس "كيميائية" هي في الواقع مركبات عضوية تحتوي على روابط كربون-هيدروجين، بينما المواد غير العضوية أو المعدنية، مثل ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك، تفتقر لهذه الروابط. وبذلك، فإن جميع هذه المواد تُعد مواد كيميائية بغض النظر عن تصنيفها. لطالما سعى الإنسان إلى حماية بشرته من أشعة الشمس، منذ العصور القديمة، أي قبل ظهور واقيات الشمس المعاصرة بوقت طويل. ففي حضارات بلاد ما بين النهرين، استُخدمت المظلات كوسيلة للحماية، بينما لجأ الإغريق إلى القبعات العريضة. ولم يقتصر الأمر على الأغطية؛ بل عمد الناس إلى دهن أجسادهم بخلطات تقليدية، في محاولة لتقليل تأثير أشعة الشمس على الجلد. وفي أفريقيا، يعود استخدام (معاجين المغرة)، التي لا تزال تُستخدم كواقيات شمس من قبل شعوب مثل الهيمبا في ناميبيا، إلى أكثر من 285,000 عام. كما نصح الكاتب الروماني كورنيليوس سيلسوس باستخدام زيت الزيتون لدهن الجلد والحماية من الشمس. ولم تُكتشف الأشعة فوق البنفسجية إلا في القرن التاسع عشر، حيث أدرك العلماء أن بعض المكونات مثل كبريتات الكينين المستخرجة من لحاء الأشجار قادرة على امتصاصها، فأوصوا باستخدامها كواقي شمسي. وبحلول عام 1930، اكتشف الباحثون عدداً من المكونات الأخرى التي تمتص الأشعة فوق البنفسجية، بما في ذلك الإسكولين (من أشجار مثل كستناء الحصان) ولحاء الصنوبر. ورغم أنها لم تكن تستوفي معايير معامل الحماية من الشمس (SPF) الحديثة، إلا أنها كانت جميعها واقيات شمس عضوية "كيميائية". وكان يُعتقد أن واقيات الشمس العضوية تمتص الأشعة فوق البنفسجية، بينما تعمل واقيات الشمس غير العضوية على عكس الأشعة فوق البنفسجية وتوزيعها بعيداً عن الجلد. وفيما بعد، أُضيفت عشرات المكونات الأخرى إلى قائمة مكونات واقيات الشمس، من بينها مواد تم تصنيعها في المختبر عبر تفاعلات كيميائية بين عناصر مختلفة. وغالباً ما يُطلق على هذه المكونات اسم "المواد الكيميائية الاصطناعية"، وتشمل أفوبنزون، أوكسي بنزون، أوكتيسالات، وأوكتينوكسات، وقد ثبت أنها تمتص الأشعة فوق البنفسجية بفعالية أكبر بكثير من المكونات السابقة. كما ظهر نوع آخر من واقيات الشمس في الأسواق، وهو واقي الشمس "الفيزيائي". ورغم أن هذه المكونات قد تبدو أكثر "طبيعية"، فإن ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك المستخدمين في واقيات الشمس الحديثة يتم إنتاجهما عادة في المختبرات. الجدل الكبير حول الانعكاس في البداية، كان يُعتقد أن واقيات الشمس العضوية تمتص الأشعة فوق البنفسجية، بينما تقوم واقيات الشمس غير العضوية بعكس هذه الأشعة وتوزيعها بعيداً عن الجلد، وهو الاعتقاد الذي تعزز بشكل كبير من خلال دراسة أجرتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في السبعينيات من القرن الماضي. لا تزال هذه الفكرة منتشرة حتى اليوم، حتى بين مصادر تُعتبر موثوقة. ويعود ذلك جزئياً إلى سبب تسمية واقيات الشمس غير العضوية أحياناً بـ "الفيزيائية"، لأنها تحجب الأشعة فوق البنفسجية بنفس الطريقة التي تحجب بها المظلة قطرات المطر. يقول أنتوني يونغ، الأستاذ الفخري لعلم الأحياء الضوئية التجريبية بكلية (كينجز كوليدج) بلندن والخبير في فعالية واقيات الشمس: "يُشاع أن واقيات الشمس الفيزيائية أو غير العضوية تعكس الأشعة فوق البنفسجية، وهذا غير صحيح". وأظهرت دراسة موثوقة عام 2015 أن ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك الحديثين يعكسان أو يشتتان ما يتراوح بين 4 و في المئة فقط من نطاق الأشعة فوق البنفسجية، بينما يمتصان الـ 95 في المئة المتبقية. لطالما كان العلماء يدركون أن واقيات الشمس غير العضوية تمتص الأشعة فوق البنفسجية منذ ثمانينيات القرن الماضي، لدرجة أن مؤلفي دراسة عام 2015 بدوا مستائين من ضرورة تقديم المزيد من الأدلة. وأكدت دراستهم، أن الوظيفة الحقيقية لهذه المكونات غير القابلة للذوبان للأشعة فوق البنفسجية، المعروفة بـ "الفيزيائية" أو "المعدنية"، تتطابق بالفعل مع وظيفة مكونات الأشعة فوق البنفسجية القابلة للذوبان، أو "الكيميائية". وتشير هذه البيانات إلى أن هذه المواد تعمل أساساً على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية، بدلاً من توزيعها أو عكسها. يضيف ديفي أن هذه المواد لا "تعكس" حتى نسبة الـ 5 في المئة تلك، بل "يبعثرونها". فالأشعة فوق البنفسجية لا تنعكس عن سطح الجسيمات غير العضوية، مشيراً إلى أن "أشعة الضوء تمر إلى داخل الوسط، وترتد عن الذرات أو الجزيئات، ثم يخرج جزء منها مرة أخرى، وهذا ما يُعرف بالتشتت". وفي الوقت نفسه، تستخدم العديد من واقيات الشمس، بما في ذلك بعض المنتجات التي يتم تسويقها على أنها "معدنية"، مكونات عضوية وغير عضوية للحماية من الأشعة فوق البنفسجية. ويشير الخبراء إلى أن الطريقة التي يتعامل بها مكون الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، سواء من خلال الامتصاص أو الانعكاس، ليست بالأمر الجوهري. فكمية الحرارة التي ينتجها الامتصاص داخل الجلد ضئيلة جداً، وتشكل جزءاً صغيراً مقارنة بالحرارة الناتجة عن التعرض المباشر لأشعة الشمس. توضح ماري سومرلاد، استشارية الأمراض الجلدية في لندن والمتحدثة باسم مؤسسة الجلد البريطانية: "ليست هناك حاجة للاختيار بين امتصاص طاقة الأشعة فوق البنفسجية أو عكسها، فكلتا الطريقتين تؤديان نفس الغرض تقريباً"، أي عن طريق تقليل كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يمتصها جلدك، مما يساهم في حمايته من التلف ويقلل خطر الإصابة بسرطان الجلد. الجسيمات والحلول إذا كانت واقيات الشمس العضوية وغير العضوية تعمل بشكل مشابه إلى هذا الحد، فلماذا نشعر بأنها مختلفة؟ يتعلق الأمر بالذوبان، فمعظم المواد العضوية قابلة للذوبان، مما يعني أن مكوناتها الفعالة يمكن أن تذوب في وسط مثل الماء أو الزيت. أما واقيات الشمس غير العضوية فتبقى جزيئاتها سليمة. ونتيجة لذلك، قد تبدو واقيات الشمس غير العضوية أكثر سمكاً وتعطي لوناً أبيض، بينما توفر المواد العضوية تركيبات أكثر نعومة وشفافية. ومع تقدم علوم الكيمياء وتقليل حجم الجسيمات غير العضوية، انخفض تأثير اللون الأبيض الذي كانت تتركه على الجلد. ورغم المخاوف التي أُثيرت بشأن قدرة هذه الجسيمات على اختراق الجلد، إلا أن حجمها الصغير جداً يقتصر تأثيره فقط على الطبقة الخارجية للجلد، مما يمنع امتصاصها الكامل في الجسم. وتعمل معظم المواد العضوية المضادة للأشعة فوق البنفسجية على سطح الجلد أيضا. وبما أن حروق الشمس تتكون في الطبقات العليا من الجلد، يجب أن ترتبط هذه المواد بالطبقة القرنية لتكون فعالة، بحسب الخبراء. وبالتالي، كما هو الحال مع واقيات الشمس غير العضوية، تمتص الواقيات العضوية الغالبية العظمى من الأشعة فوق البنفسجية على سطح الجلد. الحقيقة أن بعض المواد العضوية تُمتص عبر الجسم. يقول ديفي: "بعض المكونات النشطة تصل إلى مجرى الدم، ولا يزال من المبكر تحديد ما إذا كان لذلك تأثير ضار علينا أم لا". وحتى الآن، لا توجد أدلة قوية تؤكد ذلك. أُجريت الغالبية العظمى من الأبحاث التي كشفت عن مخاطر مواد كيميائية مثل أوكسي بنزون، على الحيوانات. وأثارت دراسة أُجريت عام 2001، قلقاً حول اضطراب الغدد الصماء، إذ تم إطعام فئران صغيرة كميات كبيرة من مواد الحماية من الأشعة فوق البنفسجية مثل أوكسي بنزون لمدة أربعة أيام. وأظهرت الجرذان التي تناولت الأوكسي بنزون أن أرحامها كانت أكبر بنسبة 23 في المئة مقارنة بالجرذان التي لم تتناولها. لكن عندما قام الباحثون لاحقاً بوضع هذه الأرقام في سياقها الصحيح، وجدوا أنه لكي يصل الإنسان إلى نفس تركيز الأوكسي بنزون في الجسم الذي وصلت إليه الفئران، يجب عليه أن يستخدم واقي شمس يحتوي على 6 في المئة من الأوكسي بنزون يومياً، لمدة 277 عاماً. لكن لماذا تتعرض الحيوانات لكمية كبيرة من مكون معين؟ لأن ذلك يساعد العلماء على تحديد حد السلامة المحتمل. تقول ميشيل وونغ، الكيميائية ومؤلفة كتاب "علم الجمال" والتي تناقش بشكل متكرر خرافات واقيات الشمس على الإنترنت: "السبب في هذه الدراسات هو تحديد مقدار الجرعة الآمنة. ونتيجة لذلك، فهم دائماً يبحثون عن تأثير معين. وعادة ما يستخدمون كمية كبيرة كافية من المكون، لإحداث نوع من التأثير". وتضيف: "إذا لم يفعلوا ذلك، فلن يعرفوا ما هو الحد الأقصى". وحتى الآن، يبدو أن عتبة الخطر التي تُشكلها هذه المكونات أعلى بكثير من الكمية التي يستخدمها الناس. كما أظهرت مراجعة علمية نُشرت في وقت سابق من هذا العام عدم وجود دليل على أن مواد الأشعة فوق البنفسجية مثل الأفوبنزون والهوموسالات يمكن أن تتلف الحمض النووي أو تسبب السرطان لدى البشر، وأن مستويات هذه المواد الكيميائية في الدم الناتجة عن استخدام واقيات الشمس الموضعية أقل بكثير من الكمية التي قد تُحدث تأثيراً. وفي دراسة أجريت عام 2004،، قام 32 شخصاً بوضع كريمات تحتوي على 10 في المئة من الأوكسي بنزون. وبعد أربع ساعات من الاستخدام، لوحظ انخفاض طفيف في مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال والنساء على حد سواء. لكن بعد أربعة أيام فقط من الاستخدام، اختفت الفروقات بين مجموعة الأشخاص الذين استخدموا الكريم والمجموعة الأخرى، مما دفع الباحثين إلى استنتاج أن التغيرات في الهرمونات لم تكن ناجمة فعلياً عن واقي الشمس نفسه. ومع ذلك، نظراً لأن المكونات مثل أفوبنزون يتم امتصاصها في مجرى الدم، فقد طلبت الجهات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من المصنعين تقديم المزيد من بيانات السلامة كإجراء احترازي. إن آثار المواد العضوية على البيئة، وخاصةً الشعاب المرجانية، لاتزال غير واضحة تماماً. فالدراسات التي أثارت المخاوف كانت في الغالب تجارب مخبرية؛ وقد تختلف آثارها في العالم الحقيقي. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أنه بينما رُصدت مواد للأشعة فوق البنفسجية في مياه البحر في 19 وجهة سياحية في هاواي، أظهر 12 موقعاً تركيزاً أقل من 10 أجزاء في التريليون من أوكسي بنزون - أي ما يعادل 10 قطرات في ملعب كرة قدم مملوء بالماء. أما المنطقة ذات أعلى تركيز، وهي شاطئ وايكيكي، فقد احتوت على 136 جزءاً في التريليون. ومع ذلك، وفي عام 2018، قررت هاواي حظر بيع واقيات الشمس التي تحتوي على المواد الكيميائية أوكسي بنزون وأوكتينوكسات. وقال عالم البحار يورغ فيدنمان آنذاك: "إذا كانت لديك أماكن تعج بالسياح، فمن المنطقي توخي الحذر والقول: نعم، قد تكون هناك آثار جانبية". ورغم تركيز الاهتمام الأكبر على سمية مواد الأشعة فوق البنفسجية العضوية وتأثيرها على الشعاب المرجانية، قد يكون لهذه المرشحات غير العضوية تأثير أيضاً. وفي الوقت نفسه، يؤكد بعض علماء الأحياء البحرية أن التهديد الأبرز والأكثر تأكيدًا للشعاب المرجانية هو تغير المناخ، مشيرين إلى أن أكبر موجات تبييض المرجان وقعت في مناطق خالية من السياح. وفي حين لم يُثبت العلماء بعد أي آثار سلبية ملموسة على البشر لاستخدام واقيات الشمس العضوية (أو غير العضوية)، باستثناء الآثار الجانبية العرضية مثل ردود الفعل التحسسية، لا يُمكننا قول الشيء نفسه عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. في أسوأ الأحوال، قد يؤدي ذلك إلى سرطان الجلد، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعاً في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وإذا انتشر، فإن أخطر أنواعه، وهو الورم الميلانيني، لا تتجاوز فيه نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 35 في المئة. لهذا السبب، يقول الخبراء إن أفضل واقٍ من الشمس هو ذلك الذي تشعر بالرضا لاستخدامه. وبالنسبة للبعض، يكون واقي الشمس أنعم وأنقى ويمتص بسرعة أكبر. أما بالنسبة لآخرين، فقد يفضلون واقياً شمسياً أقل سمية، حتى وإن كانت هذه المخاوف نظرية. يقول يونغ: "عامل الحماية من الشمس هو عامل الحماية، لا يهم حقاً ما هي المكونات".


شفق نيوز
منذ 6 أيام
- شفق نيوز
"حتى النحل جاع في غزة، وفرّ خوفاً وفزعاً من القصف"
"نحتاج للغذاء لنحصل على الطاقة كي نستطيع الوقوف على أقدامنا في زمن المجاعة الذي نعيشه" هكذا بدأت فاتن العمراني من شمال قطاع غزة حديثها لبي بي سي، موضحة أن "كيس السكر بات شيئاً ثميناً جداً". "تخيلوا أنه يتعين علي دفع ألف دولار لشراء كيس من السكر! بالتأكيد لا أستطيع دفع هذا الثمن، والبديل الوحيد الذي كان أمامي هو العسل الأبيض، الذي كنت اشتري الكيلو منه قبل الحرب بـ80 شيكل (24 دولاراً أمريكياً)، وكان في متناول الجميع، أما الآن وصل سعر الكيلو لحوالي 100 دولار، فأصبحت اقتصد في استخدامه، وأخلط القليل منه مع كوب من الماء لكل فرد من أسرتي كبديل عن وجبات الطعام غير المتوفرة". لكن مؤخراً، طال القصف أحد المناحل الصغيرة التي كانت فاتن تشتري منها، وأصبحت الآن تفكر فيما قد تفعله بعد نفاد ما لديها من العسل "البديل الذي أوجدناه لقلة الطعام"، كما تقول العمراني. وتضيف فاتن: "في عائلتي كبار سن وأطفال وفتيات، وزوجي مريض سرطان يحتاج لأي شيء يمد جسده النحيل بأي قيمة غذائية كي يبقى على قيد الحياة، لكن حتى العسل أصبح غير متوفر في قطاع غزة". وفي تقرير صدر مؤخراً عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO)، كشف عن انهيار شبه كامل في قطاع تربية النحل في غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية وما تبعها من دمار واسع للبنية التحتية الزراعية والبيئية. تجويع النحل يقول أمير لطفي عيد صاحب "مناحل عيد" إنّ الكارثة لم تقف عند تدمير المناحل، بل امتدت لتدمير الغطاء النباتي الذي يتغذى عليه النحل بالكامل، لذلك لم يعد النحل يجد ما يتغذى عليه، وبدأ بالفرار من الجوع وهجر الصناديق التي تضم خلاياه. ويضيف: "رغم الجوع وتفاقم المجاعة لا نستطيع ممارسة عملنا في تربية النحل للحصول على العسل الأبيض النقي، لأن المناحل تتركز في المناطق الزراعية أو المناطق القريبة من الحدود، واليوم كل هذه المناطق محرم علينا الاقتراب منها بسبب الحرب، ودائماً ما يعلن الجيش الإسرائيلي أنها مناطق عمليات عسكرية خطرة، بل إن قوات الجيش الإسرائيلي تمركزت في بعض هذه المواقع واتخذتها مقراً لها، فكيف لنا أن نصل للمناحل؟". ويوضح عيد أن مربي النحل "تكبدوا خسائر كبيرة"، مشيراً إلى أن "قطاع غزة خسر نحو 90 في المئة من صناعة النحل الطبيعي التي كانت رائجة فيه"، ومحذراً من أنه "لو استمر الوضع على حاله ستندثر هذه المهنة تماماً من القطاع". وحتى الأدوات التي يحتاجها النحّال لإنجاز عمله لم تعد متوفرة، لا بدلات خاصة، ولا شمع، ولا حواجز ملكية. وبسبب غلق المعبر لم يعد هناك سكر في القطاع، فتفاقم احتياج الناس للعسل، خاصة بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد من السكر في غزة إلى ألف دولار. ويتذكر عيد اليوم الذي تعرض فيه منزله ومنحلته الصغيرة للقصف، إذ تحطم نصف المنحلة، وفرّ النحل منها خوفاً وفزعاً من القصف. BBC ويقول عيد: "بمعاناة شديدة تمكنت من استرجاع الحد الأدنى من هذا النحل كي أتمكن من إنشاء منحلة أخرى أوفر من خلالها احتياج أسرتي لمكمل غذائي، فأنا في الأصل تاجر نحل قبل أن أكون صانع عسل، وفي سبيل ذلك اشتريت صناديق وأقمت فيها خلايا للنحل من جديد، واليوم اعتبر نفسي عاملاً؛ كل همي هو تربية النحل وإعادة إنتاج العسل ولا شأن لي بأي شأن سياسي على الإطلاق". ويوضح: "كان لدي قرابة الـ500 خلية قبل الحرب، كانت تنتج لي طناً ونصف الطن من العسل النقي، اليوم كل ما أتمناه أن أعود لأنتج ثلث هذه الكمية، وأن يأتي يوم أتمكن فيه من الوصول لأماكن مناحلي التي لا استطيع الوصول إليها بسبب الحرب والطائرات والزنانات التي إن شكّت في حركتي فلن تتوانى عن قصفي". قبل الحرب كان أهل غزة يتعاملون مع العسل الأبيض النقي كمنتج غذائي غير أساسي، ولكن اليوم مع استمرار الحرب وإحكام غلق كل المعابر، لجأ الناس لتناول العسل كمكمل غذائي. ومع شح السكر بات البعض يستخدم العسل كمُحلٍ طبيعي ذي قيمة غذائية. "إذا كنا نحن كبشر نهرب من القصف في كل اتجاه، فما بالكم بهذه الحشرة الصغيرة؟" كما أنه بات يستخدم لعلاج التهاب الكبد الوبائي الذي يطلق عليه الغزيّون "الريقان" والذي تفشى بين النازحين. ويقول عيد: "تمر عليّ يومياً حالتين على الأقل من إصابات التهاب الكبد ويطلبون العسل للتداوي، ولكن قلة إنتاج العسل في القطاع أدت بطبيعة الحال لرفع سعره، ما يضطرني لتقليل هامش ربحي وبيعه دون مقابل مجزي". أما سمير الطحان النحال من غزة، فحاله لا يختلف كثيراً عن حال أمير عيد، إذ يقول لبرنامج "يوميات الشرق الأوسط" الذي يذاع عبر راديو بي بي سي، إن الحل الوحيد الذي بات أمامه للحفاظ على مهنته، هو إقامة خلية نحل وسط النازحين جنوباً، في مكان مكتظ بالبشر في غزة، وذلك لأن المناطق الشرقية التي كانت تضم المناحل باتت "شبه محرمة علينا وخسرنا كل ممتلكاتنا فيها، كما نضطر لتغذية النحل على السكر الذي ارتفع سعره بجنون لعدم وجود غطاء نباتي يتغذى عليه النحل" على حد قوله. ويخشى الطحان تعرض المنطقة التي نزح إليها للقصف، ويقول إن "تأثير القصف والقنابل الدخانية على خلايا النحل لا يمكن أن يتصوره أحد إذا لم يشاهده .. فبمجرد تصاعد ألسنة الدخان واللهب يهرب كل النحل من الخلايا. حرفياً لا يتبقى لنا ولا نحلة لإنتاج العسل. إذا كنا نحن كبشر نهرب من القصف في كل اتجاه، فما بالكم بهذه الحشرة الصغيرة؟!". ووفقاً لتقرير صادر عن شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية PNGO فقد دُمّر أكثر من 27,000 خلية نحل من أصل 30,000 كانت تعمل في القطاع قبل الحرب، وهو ما يعادل أكثر من 90 في المئة من إجمالي الخلايا الإنتاجية، ما أدى إلى انخفاض إنتاج العسل بشكل كارثي؛ من متوسط سنوي يبلغ 250 طناً إلى أقل من 25 طناً فقط في عام 2025، ما أصبح يُهدد الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي المرتبط بتربية النحل. وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل ممنهج البيئات الطبيعية للمناحل، من خلال عمليات التجريف، والقصف، ورش المبيدات السامة، مما أدى إلى تراجع الغطاء النباتي بنسبة 76 في المئة، الذي كان مصدراً رئيسياً لرحيق الأزهار الذي تحتاجه النحلات في إنتاج العسل. كما أن هذا التدهور البيئي تسبب في انخفاض إنتاجية الخلية الواحدة إلى 2–3 كغم سنوياً فقط، بعد أن كانت تصل إلى 30 كغم في سنوات ما قبل الحصار والحروب المتكررة بحسب تقرير الشبكة. ووفقاً لبيانات واردة من وزارة الزراعة في غزة، فقد بلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة للقطاع نحو 2.9 مليون دولار، بالإضافة إلى فقدان مئات العائلات مصدر دخلها الأساسي، في وقت تعاني فيه غزة من انهيار اقتصادي عام وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وأكدت PNGO في ختام تقريرها أن تربية النحل في غزة لم تعد مجرد قطاع إنتاجي زراعي، بل باتت رمزاً لانهيار المنظومة البيئية والاقتصادية نتيجة الاستهداف الممنهج، ودعت الشبكة إلى تحرك عاجل من الجهات الدولية والإنسانية لتقديم الدعم وإعادة إحياء هذا القطاع، عبر إدخال الخلايا الجديدة، والأدوية، والمعدات الضرورية، ورفع القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المستلزمات الزراعية والطبية الخاصة بالنحل بحسب التقرير.

وكالة أنباء براثا
٢١-٠٧-٢٠٢٥
- وكالة أنباء براثا
دائرة الطب العدلي توضّح عملية التعرف على ضحايا حريق الكوت، استخدمنا تقنيات حديثة وحققنا إنجازاً لأول مرة
أوضح مدير عام دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة زيد علي ، تفاصيل الإجراءات التي اتبعتها فرق الطب العدلي في التعامل مع حادث حريق هايبر ماركت الكورنيش في الكوت، والذي أسفر عن عدد من الضحايا، بينهم مجهولو الهوية، حيث ذكر علي للوكالة الرسمية، أنه 'بعد ورود معلومات بوجود حريق في الكوت وعدد كبير من الضحايا غير متعرف عليها، تم توجيه فرق فنية مختصة للتعامل مع الأزمات والكوارث، مدربة ولديها خبرة كبيرة، الى مكان الحريق صباح يوم الخميس، حيث استحدثنا تقنيات حديثة نتيجة الخبرة التي اكتسبناها، بهدف دقة النتائج وسرعة الإنجاز.' وأضاف، أن "43 حالة تم تسليمها إلى ذويها بناءً على التعرف العيني، مع التوثيق الفوتوغرافي لكل حالة من الحالات التي تم تسليمها في ساعات الصباح الأولى"، لافتا الى ان " المتبقي كان 17 حالة غير واضحة المعالم بحروق من الدرجة الثانية والثالثة، ومن الاستحالة التعرف عليها عيانياً إلا بإجراء الطريقة الوحيدة للتعرف، وهي إجراء البصمة الوراثية.' وتابع، انه 'تم أخذ هذه الحالات باستثناء حالة واحدة لعاملة أوغندية الجنسية، لأنها كانت معرّفة وواضحة المعالم ولا تحتاج إلى فحص DNA. إضافة إلى أن هناك أشلاء بشرية متعددة وقطع من أجسام قد تكون ذراع أو قدم، تم أخذها أيضاً لفحص الـ DNA.'". كما بيّن علي أن "الفرق الفنية أنشأت قاعدة بيانات لذوي الضحايا، وتم أخذ عينات دم منهم"، مشيراً إلى أن "الهدف هو أن كل DNA يتم استحصاله من الجثث غير معلومة الهوية، إضافة إلى الأشلاء، يتم مطابقته مع قاعدة البيانات التي تخص الأهالي". وأوضح: 'باشرنا العمل في المختبرات بالكوادر الفنية الأخرى منذ صباح يوم الجمعة وحتى المساء، وأكملنا العمل صباح يوم السبت"، مبينا ان "ظهيرة يوم السبت ظهرت النتائج والمطابقة لـ 15 عائلة كمرحلة أولى". وتابع، "بعدها تمت المخاطبات الرسمية مع محكمة تحقيق الكوت لغرض تصحيح الاسم من مجهول الهوية إلى معلوم حتى يتم تخريج شهادة وفاة لكل حالة لأغراض توثيقية ولضمان حقوق ذوي المتوفين.' فيما لفت إلى أن 'خلال يوم ونصف اليوم تم انجاز العمل، وهذا يُعتبر إنجازًا كبيرًا جداً وغير مسبوق في العراق"، مؤكدا انه "تم تسليم الـ 15 حالة بسلاسة.' وحول المرحلة الثانية، أوضح مدير الطب العدلي: 'كانت هناك حالات تحتاج فحوصات أكثر تعقيداً، وهي أيضاً الـ DNA، والتي هي عبارة عن أشلاء بشرية، فهذا الموضوع يأخذ فترة أطول وإلى تكرار المحاولات لاستحصال الـ DNA بسبب الحرارة العالية جداً التي تؤثر على المادة الوراثية الموجودة بالأنسجة الرخوة.' وختم قائلاً: 'من المتوقع نهاية هذا الأسبوع ظهور النتائج النهائية للمرحلة الثانية، ونختم بذلك ملف ضحايا الكوت.