
منصات مبتكرة لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي لأتمتة الأعمال
يشهد الطلب على الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ارتفاعًا متسارعًا. ففي استطلاع أُجري عام 2024 على شركات كبيرة، أفادت 82% من الشركات بأنها تخطط لدمج وكلاء ذكاء اصطناعي خلال السنوات الثلاث القادمة لتعزيز الكفاءة وتحرير الموظفين من المهام المتكررة.
كما تشير بعض الإحصائيات الحديثة إلى النمو السريع والأثر الكبير الذي تُحدثه عمليات الأتمتة باستخدام الذكاء الاصطناعي، فالشركات التي اعتمدت على وكلاء ذكاء اصطناعي في عملها أبلغت عن تحسن كبير في العمل، فقد ذكرت 90% منها أن سير العمل أصبح أكثر سلاسة، وحقق الموظفون زيادة في الكفاءة تجاوزت 60% في المتوسط.
من ناحية أخرى، ينمو سوق وكلاء الذكاء الاصطناعي بوتيرة استثنائية؛ إذ يتوقع المحللون نموه من قرابة 5 مليارات دولار في عام 2024 إلى أكثر من 47 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يتجاوز 45%.
يعمل وكلاء الذكاء الاصطناعي موظفين أو مساعدين افتراضيين؛ إذ يمكنهم تحليل المعلومات، وتحديد الإجراءات، وتنفيذ المهام بأدنى قدر من التدخل البشري، بالإضافة إلى تسريع وتيرة العمل وتعزيز الإنتاجية. ويمكن للوكلاء التعامل مع مجموعة واسعة من العمليات التجارية – بدءًا من الرد على استفسارات العملاء إلى تحديث قواعد البيانات – مما يساعد الشركات في توفير الوقت وتقليل الجهد اليدوي.
وفيما يلي، سنذكر خمس من أبرز المنصات التي يمكن للشركات استخدامها لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي لأتمتة الأعمال وتحسين الإنتاجية وسير العمل:
1- منصة Relevance AI
Relevance AI هي منصة تتيح للشركات إنشاء وإدارة وتوظيف وكلاء ذكاء اصطناعي لمختلف الوظائف دون الحاجة إلى كتابة أكواد برمجية؛ إذ يمكن للشركات استخدامها لإنشاء وكلاء للمبيعات أو التسويق أو الدعم الفني، ليعملوا بنحو مستقل أو ضمن فرق.
تهدف المنصة إلى جعل الأتمتة الذكية متاحة للمستخدمين غير التقنيين؛ مما يتيح للشركات من جميع الأحجام الاستفادة من الوكلاء للتعامل مع المهام الروتينية والتواصل ومعالجة البيانات.
تأتي Relevance AI مع واجهة تصميم سهلة الاستخدام لتطوير الوكلاء دون الحاجة إلى خبرة برمجية. ويمكن للمستخدمين تخصيص وكلائهم من الصفر أو استخدام وكلاء جاهزين مخصصين لمهام تجارية شائعة، مثل: وكيل مبيعات ذكي يتولى التواصل مع العملاء المحتملين، أو وكيل دعم فني يُجيب عن الأسئلة المتكررة.
تسمح المنصة بتدريب كل وكيل على بيانات الشركة الخاصة وتحديد مهامه بدقة، وتدعم التكامل مع منصات الأعمال المختلفة، مثل: HubSpot و Salesforce و Google Workspace و Zapier وغيرها، مما يتيح للوكلاء إرسال رسائل، أو تحديث السجلات، أو تنفيذ مهام ضمن برامج العمل الحالية تلقائيًا.
وتتيح Relevance AI أيضًا تنسيق عمل عدة وكلاء معًا كفريق، كما توفر لوحات مراقبة لتتبع الأداء وتحسين الكفاءة بمرور الوقت.
2- منصة Microsoft Copilot Studio
Copilot Studio من مايكروسوفت هي منصة لبناء وكلاء ذكاء اصطناعي مخصصين، وتستهدف هذه المنصة المؤسسات، وتتكامل مع Microsoft 365 و Azure لتسهيل أتمتة الأعمال المختلفة.
يمكن استخدام منصة Copilot Studio لإنشاء وكلاء للدعم الفني أو خدمة العملاء، وتوفر المنصة واجهة خاصة لتحديد سلوك الوكيل، ويتضمن ذلك تحديد مصادر المعرفة التي سيعتمد عليها الوكيل للإجابة عن الأسئلة أو استخلاص المعلومات، ويمكن للشركات إضافة مزايا وقدرات جديدة للوكيل بسهولة من خلال كتابة أوصاف بلغة طبيعية دون الحاجة إلى كتابة أكواد برمجية.
3- منصة Google Vertex AI
تُعدّ منصة Google Vertex AI أداة قوية لبناء وكلاء مدعومين بنماذج الذكاء الاصطناعي من جوجل. وتُستخدم لتطوير روبوتات محادثة نصية أو صوتية تتعامل مع استفسارات العملاء، أو تكون مصممة لإرشاد المستخدمين، أو إجراء معاملات بسيطة.
وباستخدام هذه المنصة، يمكن للشركات بناء وكيل ذكاء اصطناعي بسهولة من خلال إدخال تعليمات بلغة طبيعية، مثل: 'وكيل يساعد العملاء في تتبع الطلبات'، وستقدم المنصة تلقائيًا نموذج أولي للوكيل بالاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي من جوجل.
4- Salesforce Agentforce
Agentforce من Salesforce هو مساعد ذكاء اصطناعي إبداعي مضمن ضمن مجموعة Salesforce Customer 360. وهو في الأساس وكيل الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة Salesforce المصمم لمساعدة مندوبي المبيعات ووكلاء الدعم والمسوقين والمحللين من خلال أتمتة المهام وتقديم توصيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال: يمكن استخدام Agentforce لصياغة ردود البريد الإلكتروني على العملاء، وتلخيص النصوص، والإجابة عن الأسئلة المعقدة المتعلقة ببيانات Salesforce، وحتى اتخاذ إجراءات مثل تحديث السجلات أو إنشاء مهام باستخدام أوامر مكتوبة باللغة الطبيعية.
يأتي Agentforce مع سبعة وكلاء جاهزين ومصممين خصوصًا للمساعدة في بعض المجالات الرئيسية، مثل: المبيعات والخدمات والتسويق والتجارة والتحليل، وقد دُرب كل وكيل سابقًا على المهام الشائعة في هذا المجال.
5- منصة Kore.ai
Kore.ai هي منصة ذكاء اصطناعي تتيح للمؤسسات تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي لمجموعة واسعة من الاستخدامات. وتوفر المنصة أدوات تطوير شاملة دون برمجة، وتدعم تطوير الروبوتات الموجهة للعملاء مثل روبوتات خدمة العملاء، كما تدعم تطوير الروبوتات الموجهة للموظفين مثل: مساعد قسم الموارد البشرية، وتتميز بدعم العديد من اللغات، بالإضافة إلى دعم المحادثات الصوتية.
توفر المنصة واجهة سهلة الاستخدام لتطوير الوكلاء وتحديد مهامهم، ومكتبة تضم أكثر من 400 روبوت وقوالب جاهزة يمكن للشركات استخدامها مباشرة.
كيف تختار المنصة المناسبة لتطوير وكيل ذكاء اصطناعي؟
تتوفر خيارات متعددة من منصات تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، من منصات عامة تسمح بإنشاء أي نوع من الوكلاء، إلى منصات متخصصة مصممة لوظائف معينة. فالمنصات مثل Kore.ai و Relevance AI توفر مرونة عالية، وهي مناسبة لك إذا كنت ترغب في إنشاء مساعدين مخصصين لمهام متعددة داخل الشركة. وأما إذا كنت تستخدم منظومة عمل معينة مثل جوجل أو مايكروسوفت أو Salesforce، فإن اختيار المنصات التابعة لهذه الشركات لإنشاء وكلاء ذكاء اصطناعي سيكون مناسبًا لضمان التكامل السلس وسهولة العمل.
وبنحو عام، هناك عوامل رئيسية تنبغي مراعاتها عند اختيار منصة لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي:
تحديد المهمة الأساسية للوكيل: حدد إذا كنت ترغب في تطوير وكيل ذكي لدعم العملاء، أم لتحليل البيانات، أم لأغراض أخرى.
قدرات الفريق: بالاعتماد على قدرات فريق العمل يمكن اختيار منصة دون أكواد يمكن التعامل معها بسهولة، أو اختيار منصة تتطلب كتابة أكواد برمجية.
التكامل مع الأدوات والمنصات الأخرى: تحقق من أن المنصة التي تفكر في اختيارها تتكامل مع منصات العمل الأخرى التي تستخدمها؛ لتسهيل الوصول إلى البيانات.
الميزانية: بعض المنصات تقدم نسخًا مجانية لتجربتها قبل الالتزام بالدفع الشهري أو السنوي، كما تتفاوت أسعار الاشتراكات؛ مما يتطلب تحديد الميزانية قبل اختيار المنصة المناسبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
«بتر عصيب» في الأمم المتحدة بـ«منشار ماسك»
رغم استقالته من منصبه كمستشار حكومي في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلا أن إجراءات الملياردير إيلون ماسك، ارتد صداها بالأمم المتحدة. وتستعد الأمانة العامة للأمم المتحدة لخفض ميزانيتها البالغة 3.7 مليار دولار بنسبة 20 بالمئة وإلغاء نحو 6900 وظيفة، حسبما ورد في مذكرة داخلية اطلعت عليها "رويترز". وتأتي التوجيهات، في خضم أزمة مالية ناجمة جزئيا عن تغير في سياسات الولايات المتحدة، التي تقدم سنويا ما يقرب من ربع تمويل المنظمة العالمية. أمريكا مدينة وبالإضافة إلى تخفيضات المساعدات الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس ترامب والتي أضعفت وكالات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، فإن واشنطن مدينة، بنحو 1.5 مليار دولار، عبارة عن متأخرات وميزانية السنة المالية الحالية. ولم يشر معد المذكرة، وهو مراقب الأمم المتحدة تشاندرامولي راماناثان، إلى تقاعس الولايات المتحدة عن الدفع. وأشار إلى أن "هذه التخفيضات جزء من مراجعة أُطلقت في مارس/آذار الماضي". وقال راماناثان "هذا جهد طموح لضمان أن تكون الأمم المتحدة قادرة على تحقيق هدفها في دعم تعددية الأطراف في القرن الحادي والعشرين، والحد من المعاناة الإنسانية، وبناء حياة ومستقبل أفضل للجميع". وأضاف "أعتمد على تعاونكم في هذا الجهد الجماعي (الذي ينبغي) الالتزام الصارم بجداوله الزمنية". وستدخل التخفيضات حيز التنفيذ في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، مع بداية دورة الميزانية القادمة. أوقات عصيبة وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال إفادات عامة لدبلوماسيي الأمم المتحدة هذا الشه،ر إنه يدرس إجراء إصلاح شامل من شأنه دمج إدارات رئيسية ونقل موظفين حول العالم. وأضاف أن الأمم المتحدة ربما تدمج بعض الوكالات وتقلص أخرى وتنقل موظفين إلى مدن أقل تكلفة وتقلل من الازدواجية وتقضي على البيروقراطية الزائدة. وكان غوتيريش قال في وقت سابق من مايو/أيار الجاري "هذه أوقات عصيبة، لكنها أيضا أوقات فرص والتزامات عميقة. لا شك أن هناك قرارات صعبة وغير مريحة تنتظرنا". تفاقم الأزمة وفاقم من الأزمة المالية للمنظمة الدولية إلى جانب عدم سداد الولايات المتحدة مساهماتها، تأخر الصين المتكرر هي الأخرى عن سداد التزاماتها، علما بأن الدولتين تساهمان بأكثر من 40 بالمئة من تمويل الأمم المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، سحبت إدارة ترامب مئات الملايين من الدولارات من الأموال التقديرية الإضافية، مما أدى إلى وقف مفاجئ لعشرات البرامج الإنسانية وهو ما قال مسؤولو الأمم المتحدة إنه سيؤدي لفقدان الكثير من الأرواح. دور ماسك وكان الملياردير الأمريكي وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك دعم دعوات انسحاب أمريكا من الأمم المتحدة، واتخذ إجراءات تم بموجبها تقليص تمويل المنظمة. وأعلن ماسك استقالته من منصبه كمستشار حكومي خاص، في خطوة وضعت حدًا لأكثر التجارب الحكومية إثارة للجدل في إدارة ترامب. وقاد ماسك طوال أشهر هيئة حكومية أُنشئت خصيصًا له، حملت اسم «هيئة الكفاءة الحكومية» أو «DOGE»، وكان هدفها المعلن خفض الإنفاق الفيدرالي وإعادة هيكلة البيروقراطية الأمريكية. وقال ماسك في منشور مقتضب عبر منصته "إكس": "مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإنفاق المُبذر". تعيين ماسك في منصب حكومي غير انتخابي جاء تتويجًا لعلاقة شخصية متصاعدة بينه وبين ترامب، تحوّلت خلال العام الماضي إلى شراكة سياسية علنية، حيث أسند إليه ترامب مهمة قيادة هيئة جديدة أُنشئت بقرار رئاسي، مهمتها تقليص الهدر و"رقمنة الدولة"، كما عبّر ترامب حينها. مردود التقشف وبخلاف المجالس الاستشارية التقليدية، مُنح ماسك صلاحيات تنفيذية شبه كاملة، بما في ذلك الإشراف المباشر على فرق مراجعة داخل وزارات مثل الدفاع والطاقة، كما أنشأ وحدات تدقيق داخل وزارة الخزانة. زعم ماسك وفريقه أنهم استطاعوا – خلال أشهر فقط – توفير نحو 175 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب عبر إجراءات تقشفية وإعادة هيكلة العقود الحكومية. غير أن مصادر في مكتب الموازنة بالكونغرس شككت في دقة هذه الأرقام، مشيرة إلى أن الكثير من "الوفورات" كانت محاسبيّة وليست فعلية، وجاءت نتيجة تأجيل مشاريع لا إلغائها، أو وقف التوظيف مؤقتًا لا تقليصه جذريًا. aXA6IDE1NC41NS45NC4yIA== جزيرة ام اند امز FR


الاتحاد
منذ 5 ساعات
- الاتحاد
الإمارات.. جهود بارزة لدعم القطاع الزراعي في السودان
أحمد مراد، أحمد عاطف (أبوظبي) عصفت الحرب الدائرة في السودان، منذ أبريل 2023، بغالبية القطاعات الحيوية، حيث يُعد القطاع الزراعي الأكثر تضرراً، في ظل تعرض البنية التحتية الزراعية للتدمير الكامل، جراء تصاعد العمليات العسكرية في المناطق التي تمثل القلب النابض للإنتاج الزراعي، خصوصاً الجزيرة وسنار ودارفور وكردفان، ما فاقم معاناة السكان. وتسببت الحرب في تداعيات كارثية طالت معظم جوانب القطاع الزراعي السوداني، إذ تُشير بعض التقديرات إلى خروج نحو 60 % من مساحة الأراضي المستخدمة عن دائرة الإنتاج. علماً بأن السودان يمتلك 170 مليون فدان صالحة للزراعة، وكان المستخدم منها قبل الحرب 40 مليوناً فقط. ويُعد مشروع الجزيرة الذي يمتد على مساحة 2.3 مليون فدان واحداً من أكثر المشاريع الزراعية تضرراً من الحرب، مما تسبب في خسائر اقتصادية واجتماعية فادحة، نظراً لكونه أكبر مشروع في العالم يروى بنظام الري الانسيابي، ويشكل مصدر الدخل الأساسي لأكثر من مليون أسرة سودانية. وفي دارفور، تبدو الأوضاع أكثر كارثية، وأكثر تعقيداً، حيث يعتمد نحو 85 % من سكان الإقليم على الزراعة، وقد أجبرت العمليات العسكرية غالبيتهم إلى الفرار والنزوح بعيداً عن أراضيهم الزراعية. كما تُعد سنار والنيل الأزرق وشمال وغرب كردفان أكثر الولايات المتضررة من الحرب، حيث شهدت انخفاضاً ملحوظاً في المساحات المزروعة، ولم تسجل ولايتا شمال وغرب كردفان أي إنتاج زراعي في موسم المحاصيل الصيفي لعام 2023. وبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة العالمية «الفاو»، فإن إنتاج السودان من الحبوب تراجع بنسبة تزيد على 60%، موضحة أن أكثر من 1.8 مليون أسرة سودانية تعمل في الزراعة والرعي، وبات غالبية المزارعين يجدوا صعوبة في الوصول إلى الأراضي والمواد الأولية. وتسبب اتساع رقعة الحرب على امتداد نحو 70% من مناطق السودان في تعطيل عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي، لا سيما مع فقدان 85% من قدرات شبكات الري. دعم الإمارات منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، تحرص دولة الإمارات على دعم جميع القطاعات الحيوية في البلاد، ومن بينها القطاع الزراعي، حيث وقعت اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» لتقديم تمويلاً قدره 5 ملايين دولار يوجه لمشروع تخفيف المجاعة ودعم أصحاب المشروعات الزراعية الصغيرة والأسر الرعوية المتأثرة بالحرب. ويوفر المشروع مساعدات طارئة في مجال المحاصيل والماشية والخدمات البيطرية لنحو 275 ألف أسرة من صغار المزارعين والرعاة الضعفاء، ويستفيد منه نحو مليون و375 ألف شخص. كما يهدف إلى الحد من الخسائر في الثروة الحيوانية من خلال التطعيم الوقائي ضد الأمراض العابرة للحدود، ويستهدف مليوني رأس من الحيوانات، ويستفيد منه نحو 600 ألف شخص، 25% منهم من الأسر التي تعيلها النساء. تراجع حاد شددت الباحثة في الشؤون الأفريقية، نسرين الصباحي، على أن تداعيات الحرب في السودان لم تقتصر على المشهدين السياسي والإنساني فحسب، بل امتدت لتضرب بشدة القطاع الزراعي الذي يُعد أحد أهم ركائز الاقتصاد السوداني، إذ يعتمد عليه ملايين السكان في حياتهم اليومية. وأوضحت الصباحي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تدهور القطاع الزراعي في السودان جاء نتيجة مباشرة لعدة عوامل تراكمية أفرزها النزاع المسلح، أبرزها موجات النزوح الجماعي التي ضربت المجتمعات الريفية، والتي تُعد الحاضنة الأساسية للنشاط الزراعي في البلاد. وأشارت إلى أن النساء والفتيات اللاتي يُمثلن عماد القوة العاملة الزراعية في كثير من مناطق السودان، هن الأكثر تضرراً من النزاع، ليس فقط بفعل العنف والنزوح، بل أيضاً نتيجة تحملهن لأعباء جديدة، أبرزها محاولة تأمين الغذاء في بيئات صارت غير صالحة للإنتاج الزراعي بفعل الدمار وانعدام الأمن. وقالت الباحثة في الشؤن الأفريقية، إن التقارير الأممية تُظهر أرقاماً مرعبة، إذ بلغ عدد النساء والفتيات النازحات داخل السودان نحو 5.8 مليون، ضمن أكثر من 12 مليون نازح داخل السودان وخارجه، وكثير من هؤلاء كانوا في الأصل من سكان المناطق الزراعية، مما يعني فقداناً جماعياً للأيدي العاملة، وانهياراً للقدرة الإنتاجية في قطاعات الزراعة والرعي، لا سيما في مناطق مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق. وأضافت أن المرأة السودانية في الأرياف أصبحت مضطرة للعب أدوار متعددة، في ظل غياب الرجال بسبب الحرب أو النزوح أو القتل، من الزراعة والرعي إلى رعاية الأطفال وتأمين الغذاء والمأوى، وهو ما يجعل النساء يتحملن العبء الأكبر في مجتمع منهك أصلاً اقتصادياً واجتماعياً. ونوهت الصباحي بأن استمرار النزاع وتصاعد المعارك، خصوصاً في مناطق الإنتاج الزراعي الأساسية، يُهددان بإدخال السودان في مرحلة انعدام أمن غذائي غير مسبوق، مشددة على أهمية تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل، وإعادة التفكير في سبل تأهيل المجتمعات الزراعية المتضررة، مع التركيز على خدمات الدعم النفسي والصحي للنساء اللواتي تحولن من ضحايا مباشرة للحرب إلى خط الدفاع الأول في مواجهة الجوع والانهيار الاقتصادي. ضربة قاصمة قالت الباحثة في الشؤون الأفريقية، نورهان شرارة، إن القطاع الزراعي السوداني كان يمثل ما بين 30 و%35 من الناتج المحلي الإجمالي، ويُعد مصدر رزق لنحو %60 من القوى العاملة. ومنذ اندلاع الحرب، تلقى القطاع ضربة قاصمة، حيث تشير التقارير الدولية والمحلية إلى أن السودان فقد معظم موارده الطبيعية والبشرية، مع نزوح نحو 12 مليون شخص داخل وخارج البلاد، كثير منهم من المزارعين الذين كانوا يشكلون العمود الفقري للمواسم الزراعية. وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن البيانات تشير إلى أن البنية التحتية الزراعية تعرضت لانهيار شبه كامل، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج الوطني من الحبوب بنسبة لا تقل عن %60، في ظل انقطاع الإمدادات الأساسية من بذور وأسمدة، بسبب تفاقم الأوضاع الأمنية في مناطق الزراعة الأساسية مثل الجزيرة والنيل الأزرق وكردفان. وأكدت أن السودان يقف على حافة المجاعة، وفقاً لتصنيف الأمن الغذائي المتكامل (IPC)، حيث يعاني نحو 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ورغم وصول بعض المساعدات الإغاثية، فإن المستقبل يبدو قاتماً، مشيرة إلى أن معالجة الانهيار الكارثي للقطاع الزراعي لن تكون سريعة أو سهلة، بل ستتطلب سنوات من العمل، وتمويلاً دولياً ضخماً، وأهم من كل ذلك استقراراً سياسياً حقيقياً يؤسس لإعادة بناء ما دمرته الحرب في الريف السوداني.


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
الأوروبيون يشكلون 22 % من مجتمع مواهب «دبي للإنترنت»
ويُعد المجتمع العالمي في مدينة دبي للإنترنت خير دليل على دورها المحوري في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي رائد للابتكار ووجهة مفضلة لأبرز المواهب من الأسواق العالمية كافة. وتضم مدينة دبي للإنترنت 4,000 من أبرز الشركات العالمية والإقليمية، بما في ذلك الشركات المصنفة ضمن قائمة «فورتشن 500» مثل «باي بال» و«إنڤيديا» و«جوجل»، والتي يعمل فيها أكثر من 31 ألف موظف متخصص في شتى مجالات التكنولوجيا، إلى جانب احتضان هذه الوجهة لـ 20 مركزاً للابتكار والبحث والتطوير. وتُعدّ نخبة من أبرز شركات التكنولوجيا الأوروبية على غرار «ساب»، وهي أكبر شركة في العالم لبيع برمجيات تطبيقات المؤسسات. وشركة «ديليڤيري هيرو» العالمية المتخصصة في طلب وتوصيل الطعام عبر الإنترنت، من بين الشركات القائمة في مدينة دبي للإنترنت والتي تستفيد مما يوفره مجتمعها الرائد من موارد وبيئة داعمة، بما يعزّز قدرة شركات التكنولوجيا وألمع المواهب على تحقيق النمو العالمي انطلاقاً من دبي. وأكد عمّار المالك، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم – القطاع التجاري والمدير العام لمدينة دبي للإنترنت، أن تنوع الكفاءات البشرية والمواهب يمثل ركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم التكنولوجي. مشيراً إلى أن بيئة الأعمال المتكاملة والمجموعة الواسعة من المواهب العالمية التي تتغنى بها مدينة دبي للإنترنت تعززان من مكانتها كوجهة رئيسية للابتكار وتطوير التقنيات المستقبلية. وقال: «نحرص في مدينة دبي للإنترنت على تمكين الشركات والمواهب من مختلف أنحاء العالم، بهدف توفير البيئة المحفّزة للابتكار وبناء مستقبل واعد للجميع. ونطمح من خلال تعزيز التعاون بين أبرز قادة قطاع التكنولوجيا والمواهب إلى دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات ودبي، بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي وأجندة دبي الاقتصادية D33». وألقت in5، وهي حاضنة الشركات الناشئة وروّاد الأعمال التي أطلقتها مجموعة تيكوم في عام 2013، الضوء على الشركات الناشئة فيها والتي حققت نجاحاً باهراً، وذلك على هامش فعاليات معرض «جيتكس أوروبا» من خلال جناح دبي بقيادة دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي. تجدر الإشارة إلى أنّ حاضنة الأعمال in5 قد ساهمت منذ إطلاقها في دعم أكثر من 1,000 شركة ناشئة، حيث نجحت هذه الشركات في الحصول على تمويلات إجمالية بقيمة تتخطى 7.8 مليارات درهم، بما يعكس دور حاضنة الأعمال in5 البارز في توفير البيئة الداعمة لروّاد الأعمال في دبي ودولة الإمارات.