logo
بوتين يُشكّك في جدوى المحادثات مع أوكرانيا ويتوعّد بالرّد على «هجوم القاذفات»

بوتين يُشكّك في جدوى المحادثات مع أوكرانيا ويتوعّد بالرّد على «هجوم القاذفات»

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أنه أجرى «محادثة جيّدة» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين استمرت «ساعة و15 دقيقة»، إلا أنها «لن تؤدي إلى سلام فوري» في أوكرانيا.
وأفاد ترمب، على منصته «تروث سوشال»، بأن «الرئيس بوتين قال بحزم تامّ إنه سيرد على الهجمات (الأوكرانية) الأخيرة» على القاذفات الروسية. وكانت كييف قد نفّذت، الأحد، هُجوماً مُنسّقاً بطائرات مسيّرة على مطارات عسكرية روسية في مناطق بعيدة، مثل سيبيريا، ما أدّى إلى إصابة 41 طائرة من بينها قاذفات استراتيجية، وهي طائرات يمكن استخدامها لقصف أوكرانيا، ولكنها مُصمّمة أيضاً لحمل أسلحة نووية، وتُعدّ جزءاً من العقيدة النووية الروسية.
وجاء اتصال الرئيسين الأميركي والروسي بعد ساعات من تشكيك الأخير، علانيةً، في جدوى محادثات السلام مع أوكرانيا بعد اتهامه للقيادة العليا في كييف بالوقوف وراء هجمات أخرى، وصفها بأنها «إرهابية» على جسرين في روسيا، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 115 آخرين. وأعلن محققون روس أن أوكرانيا فجرت جسراً فوق خط للسكك الحديدية، السبت، في الوقت الذي كان يمر تحته قطار ركاب على متنه 388 شخصاً. وجاءت هذه الهجمات قبل محادثات السلام في تركيا، الاثنين.
وقال بوتين إن الهجومين على الجسر في بريانسك وآخر في كورسك، كانت تستهدف بشكل واضح السكان المدنيين، وإنها دليل على أن حكومة كييف «تتحول إلى منظمة إرهابية، وأن رعاتها أصبحوا شركاء للإرهابيين». وأضاف في اجتماع بثّه التلفزيون مع كبار المسؤولين أن «نظام كييف الحالي لا يحتاج إلى السلام على الإطلاق. عن أي شيء يمكن أن نتحدث؟ كيف يمكننا التفاوض مع من يعتمدون على الإرهاب؟».
واتهم الرئيس الروسي أوكرانيا بالسعي إلى وقف لإطلاق النار من أجل إعادة تسليح جيشها وتجميع قواتها والتحضير لهجمات تخريبية ضد موسكو.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو يوم 4 يونيو (رويترز)
وقال بوتين في كلمة في أثناء اجتماع متلفز، الأربعاء: «لماذا نكافئهم بمنحهم استراحة من القتال؟ سيتمّ استغلالها من أجل تزويد النظام (الأوكراني) بأسلحة غربية، ومواصلة التعبئة القسرية والتحضير لأفعال إرهابية مختلفة».
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني، الثلاثاء، أن عملاءه لغّموا أرصفة جسر القرم البري والسكك الحديدية، المعروف أيضاً باسم جسر كيرتش، وفجّروا أول عبوة ناسفة في الساعة 4:44 من صباح يوم الثلاثاء. وأشار الجهاز إلى أنه استخدم 1100 كيلوغرام من المتفجرات التي «ألحقت أضراراً بالغة» بالأعمدة المغمورة تحت الماء التي تدعم الجسر.
وقال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني: «سبق أن ضربنا جسر القرم مرتين في عامي 2022 و2023. استأنفنا اليوم هذا التقليد تحت الماء»، موضحاً أن هذه العملية يجري الإعداد لها منذ شهور.
وقبل تصريحات بوتين بساعات، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقف إطلاق النار «لحين ترتيب لقاء» مع الرئيس بوتين. وقال زيلينسكي في إفادة صحافية في كييف: «اقتراحي، الذي أعتقد أن شركاءنا سيدعمونه، هو أن نطرح على الروس وقف إطلاق النار إلى أن يجتمع الزعيمان».
زيلينسكي متحدّثاً خلال إحاطة صحافية في كييف يوم 4 يونيو (إ.ب.أ)
كما اعتبر زيلينسكي أنه «لا جدوى» من مواصلة محادثات إسطنبول بتشكيلة الوفدين الحالية، داعياً لإجراء محادثات مع نظيره الروسي مباشرة. وأعلن زيلينسكي استعداده لعقد قمة مع نظرائه: الروسي والأميركي دونالد ترمب والتركي رجب طيب إردوغان، لـ«دفع محادثات السلام مع موسكو قدماً». وقال في مؤتمر صحافي في كييف: «نحن مستعدون لمثل هذا الاجتماع في أي يوم».
وأضاف زيلينسكي: «نحن مستعدون للتبادل، ولكن مواصلة الاجتماعات الدبلوماسية في إسطنبول على مستوى لا يمكنه توفير حلول، هو باعتقادي أمر لا جدوى منه».
ولم تحرز محادثات السلام التي جرت في الثاني من يونيو (حزيران) مع روسيا في إسطنبول تقدماً يُذكر نحو إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، باستثناء تبادل مقترحات، ووضع خطة لتبادل كبير لأسرى الحرب، والتي أكّد زيلينسكي أنها ستتم هذا الأسبوع.
رغم الانتقادات الروسية والأوكرانية الحادّة لمسار المحادثات، لم تستبعد تركيا عقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين الجانبين. وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الجانبين وجدا أن اللقاءات المباشرة بينهما مفيدة، لافتاً إلى أنه لم تكن هناك مناقشات حادة خلال المحادثات التي جرت بين وفدي البلدين في إسطنبول، وأن المفاوضات جرت في أجواء جيدة. وأضاف أنه «بالنظر إلى الظروف الحالية والبيئة النفسية المحيطة، والحالة النفسية بسبب الحرب، تم عقد أفضل اجتماع ممكن على الإطلاق. النقطة المهمة هي عدم مغادرة الطاولة، والاستمرار في موقف يؤيد وقف إطلاق النار والسلام»، موضحاً أن هذه هي نصيحة تركيا للطرفين.
لقطة عامة للوفود خلال جولة المفاوضات في إسطنبول الاثنين الماضي (د.ب.أ)
وأوضح فيدان، في مقابلة تلفزيونية ليل الثلاثاء إلى الأربعاء، تناول فيها المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول في الجولتين اللتين عقدت أولاهما في 16 مايو (أيار)، بينما عقدت الثانية يوم الاثنين الماضي، أن المهم ليس أن تكون طاولة المفاوضات في تركيا، «لكن الضروري هو أن يستمر الطرفان بالاجتماع على طاولة واحدة، وأن يواصلا الحوار».
وأشار فيدان إلى أن الوفدين الروسي والأوكراني توصلا إلى اتفاق خلال المحادثات في 16 مايو بشأن تبادل الأسرى، وتعهد الطرفان بإعداد دراسة حول شروط وقف إطلاق النار، وناقشا ما يمكن القيام به بشأن قمة محتملة على مستوى القادة.
وقال إن المفاوضات السابقة جرت في جو إيجابي، حيث تم التوصل إلى قرار جديد بشأن تبادل الأسرى قد يزيد عددهم هذه المرة عن ألف شخص من كل طرف. وأضاف أنهما تبادلا وثائق بشأن شروط وقف إطلاق النار، وطرحا رؤيتهما حول قمة القادة، مشيراً إلى التوصل لاتفاق بشأن عقد اجتماع آخر في المرحلة المقبلة.
وذكر فيدان أن «العالم يواجه حرباً أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من مليون إنسان، وتدمير مدن كبرى، وشل الاقتصاد الإقليمي»، محذراً من أن هذا الصراع يهدد بأن يتحول إلى «حرب عالمية». وأوضح: «هذه ليست حرباً بين دولتين، بل حرب تنطوي على خطر الانتشار على نطاق عالمي بمشاركة الدول الداعمة لكلا الطرفين».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلينسكي: روسيا مهووسة بالحرب
زيلينسكي: روسيا مهووسة بالحرب

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

زيلينسكي: روسيا مهووسة بالحرب

ندَّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالدمار الذي ألحقه القصف الروسي بمدينة خيرسون الساحلية. وقال في خطابه الليلي، الخميس، إن الضربات الروسية دمرت مبنى الإدارة الإقليمية. وأضاف: «ليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجمون فيها هذا المبنى، لكن ضربة اليوم كانت واضحة ومعبرة. لم يكن هناك أي منطق عسكري وراءها على الإطلاق». وتابع زيلينسكي أن موسكو «مهووسة بالحرب، تلتهمها الكراهية والرغبة في تدمير حياة الأمم الأخرى... لا يمكنك هزيمة مثل هؤلاء إلا بالقوة - قوة الدبلوماسية، والعقوبات، والأسلحة، والتكنولوجيا». ووفقاً لتقارير محلية، أصابت ثلاث قنابل انزلاقية المبنى في هجومين، وأصابت قنبلة رابعة مبنى سكنياً متعدد الطوابق. وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة، لم يبلغ إلا عن إصابة شخص واحد. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ) وقال زيلينسكي إن هناك أيضاً ضربات على خاركيف، وعلى مناطق سومي ودونيتسك، ونيكوبول، وفي منطقة زابوريجيا. واختتم كلامه قائلاً: «هذا هو الواقع اليومي لما يجري السماح للروس بفعله، للأسف. العالم، للأسف، يسمح لهم بفعل ذلك».

روسيا تعلن وقوع انفجار على خط سكة حديد في منطقة حدودية مع أوكرانيا
روسيا تعلن وقوع انفجار على خط سكة حديد في منطقة حدودية مع أوكرانيا

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

روسيا تعلن وقوع انفجار على خط سكة حديد في منطقة حدودية مع أوكرانيا

أفادت السلطات الروسية، اليوم الخميس، بوقوع انفجار على خط سكة حديد، بعد أيام من هجومين دمويين على شبكة السكة الحديدية للبلاد. وذكر جهاز الاستخبارات الداخلي في بيان، أنه تم تفجير عبوة ناسفة في منطقة فورونيش، المحاذية لأوكرانيا، بعد وقت قصير من مرور قطار. وذكرت لجنة التحقيق الروسية أنها فتحت تحقيقاً بشأن عمل إرهابي في الحادثة، وفق ما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية». وقال ألكسندر جوسيف حاكم فورونيش في وقت سابق اليوم، إنه تم إيقاف عدة قطارات في قطاع جنوبي من خط السكة الحديدية بعدما لاحظ سائق قطار ضرراً محدوداً في أساس السكة الحديدية. وربط جوسيف فيما بعد بين الحادث والحرب في أوكرانيا، وكتب عبر «تلغرام»: «أشدد مرة أخرى على أن العدو يستخدم طرقاً ترمي إلى تخويف السكان المدنيين لأنه لا يمكنه أن يظهر نتائج كبيرة في ساحة المعركة».

24 قتيلا وجريحا في هجوم روسي عنيف على كييف فجرا
24 قتيلا وجريحا في هجوم روسي عنيف على كييف فجرا

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

24 قتيلا وجريحا في هجوم روسي عنيف على كييف فجرا

ارتفعت حصيلة ضحايا الضربات الروسية التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كييف إلى أربعة قتلى و20 جريحا على الأقل، وفقا لما أعلنه رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو الجمعة، وصرح كليتشكو عبر تلغرام «تأكد مقتل أربعة أشخاص في العاصمة. عمليات البحث والإنقاذ لا تزال جارية في مواقع عدة». وقال مسؤولون إن أوكرانيا تتعرض لهجوم روسي مستمر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في وقت مبكر من اليوم الجمعة. وسمع دوي انفجارات متعددة في العاصمة كييف، حيث تسببت الشظايا المتساقطة في اندلاع حرائق في عدة أحياء بينما حاولت أنظمة الدفاع الجوي اعتراض الأهداف القادمة. وأفادت السلطات بوقوع أضرار في عدة أحياء، واستجاب عمال الإنقاذ في مواقع متعددة. وفي منطقة سولومينسكي، اندلع حريق في الطابق الحادي عشر من مبنى سكني مكون من 16 طابقا. وقامت خدمات الطوارئ بإجلاء ثلاثة أشخاص من الشقة، وما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة. واندلع حريق آخر في مستودع معدني. وفي منطقة تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا، انفجرت طائرة مسيرة من طراز «شاهد» بالقرب من مبنى سكني، ما أدى إلى تحطم النوافذ والأبواب، وفقا لرئيس الإدارة العسكرية الإقليمية دميترو بريزينسكي. وأضاف أنه تم أيضا تسجيل انفجارات من صواريخ باليستية على أطراف المدينة. وجاء الهجوم الليلي بعد ساعات من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه قد يكون من الأفضل السماح لأوكرانيا وروسيا «بالقتال لبعض الوقت» قبل فصلهما والسعي لتحقيق السلام، في تعليقات تمثل تحولا ملحوظا عن نداءات ترمب المتكررة لوقف الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. وتحدث ترمب أثناء اجتماعه مع المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، الذي ناشده بصفته «الشخص الأهم في العالم» الذي يمكنه وقف إراقة الدماء بالضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store