logo
لماذا تَحكي إخفاقاتُنا عنّا ما لا يقوله سجل نجاحاتنا؟

لماذا تَحكي إخفاقاتُنا عنّا ما لا يقوله سجل نجاحاتنا؟

أرقاممنذ 3 أيام
- "لا تُواجهني بإخفاقاتي؛ فما زالت ذكراها حية"، بهذه الكلمات الموجزة للشاعر جاكسون براون، يتلخص موروث ثقافي كامل يدعونا إلى طيّ صفحة الفشل، والتركيز حصرًا على ومضات النجاح، وإلقاء الخسائر في غياهب النسيان.
- بيد أن هذه الحكمة التقليدية هي ما أصابت الدكتورة دورثي تشين، أستاذة علم النفس المرموقة بجامعة كاليفورنيا، بحالة من الحيرة والدهشة.
- فبينما احتفت النشرة الإخبارية لجامعتها بمسيرتها المهنية التي امتدت على مدى ربع قرن، لم تجد في ثنايا ذلك التكريم سوى شعور غريب بالخواء والبرود.
- استعرض المقال سيرتها الأكاديمية اللامعة، وأبحاثها الرصينة، وقائمة طلابها، وسلسلة نجاحاتها المتتالية، راسمًا صورة وردية متكاملة؛ لكنها، ويا للغرابة، بدت لها صورة جوفاء.
- تساءلت في سرها: "أهذا كل شيء؟". لقد بدت الحصيلة ضئيلة وشاحبة أمام كل تلك السنوات الطوال. ورغم أنها كرّست حياتها لتربية طفلين رائعين، وهو ما كان أولويتها المطلقة، ظل الشعور بأن مسيرتها المهنية باهتة يراودها.
- ثم، في لحظة تجلٍّ نادرة، أضاءت ذاكرتها كل تلك المشاريع التي سعت لتحقيقها وتعثرت في الطريق. أمسكت بقلمها، وبدأت تدوّن قائمة طويلة، وثرية، ومدهشة من محاولاتها الضائعة.
- وخلافًا لكل ما تعلمته، ما إن أتمت كتابتها حتى غمرها شعور بالرضا والامتنان، أعمق وأصدق من أي تكريم.
قائمة الشرف المنسية: حين يكون الفشل شاهدًا على المبدأ
- كانت تلك القائمة بمثابة بانوراما لذاكرة مهنية بديلة، قائمة شرفٍ منسية؛ فقد ضمت تلك المرة التي حاولت فيها الإبلاغ عن بعض المخالفات الإدارية، حين ارتفع صوتها بالتحذير من مخاطر تهدد سلامة الطلاب، فلم تجد صرختها سوى آذان صمّاء، في معركة طويلة ومُحبِطة لم تُفضِ إلى تغيير يُذكر.
- وضمّت سعيها الدؤوب لاستضافة زميلة حاصلة على زمالة "العبقرية" المرموقة، لتشارك أبحاثها الرائدة حول التحيز العنصري، وهو الاقتراح الذي قوبل ببرود وتجاهل تام.
- وذلك البرنامج الطموح الذي أطلقته للإرشاد الطلابي، ورغم نجاحه المبدئي، تُرك ليواريه النسيان ببطء. وحلمها الذي لم يرَ النور قط بإنشاء صالة مشتركة لتعزيز الروابط الإنسانية بين الأساتذة والطلاب.
- والقائمة تطول لتشمل أفكارًا ناضلت من أجلها، وكرّست لها ساعات لا تُحصى من الشغف والجهد، بعضها وصل إلى عتبة التحقيق قبل أن يتعثر، وبعضها الآخر وُئِد في مهده.
فلسفة الإخفاق: شجاعة المحاولة أثمن من بريق النجاح
- وهنا تُقرّ عالمة النفس، بأن كل فشل ترك في نفسها غصة من الإحباط والمرارة والسخط، وطرح سؤالًا: "لماذا يرفضون الإنصات إليّ؟". ثم تعود لتعتصم بالحكمة القديمة: "تجاوزِ الأمر، وامضِ قدمًا، ولا تلتفتِ إلى الوراء".
- بيد أن السنين منحتها منظورًا مختلفًا وأكثر نضجًا؛ فالنجاح، بطبيعته، غالبًا ما يكون أيسر منالًا من الفشل، لأننا نميل للنجاح في مهام بسيطة لا تتطلب عناءً يُذكر (مثل تنظيف أسناننا صباحًا، أو الوصول إلى العمل في الموعد).
- أما محاولة إنجاز "مهمة سيزيفية" تغيّر الواقع حقًا، فهي مغامرة محفوفة بالمخاطر لا يجرؤ على خوضها إلا القليل.
- وهي لا تدّعي، بصدق وأمانة، أن جهودها الضائعة قد مهدت الطريق لنجاحات تحققت لاحقًا على أيدي الآخرين، فتلك ليست الحقيقة الكاملة.
- بل إن جلّ تلك الأفكار، أو معظمها، أُنجزت بالفعل، ولكن على يد أشخاص آخرين، ربما في توقيت أنسب، أو بفضل كفاءة أعلى.
- وهنا يكمن جوهر المسألة، إذ لم يعد هذا الأمر يُحبطها أو يدفعها للبحث عن تبرير ضمني بأن أفكارها كانت "صائبة" في جوهرها.
ما وراء السطور: إخفاقاتُنا مرآة لأرواحنا
- تُعقّب الدكتورة تشين بأن بعض أفكارها كانت جديرة بالاهتمام فعلًا، وبعضها الآخر لم يكن سوى "محاربة لطواحين الهواء"؛ لقد سلكت دروبًا مسدودة، وأهدرت وقتًا وطاقة لا يمكن استردادهما.
- ولكن، وفي تعديل بليغ للمقولة المأثورة "النجاح له ألف أب، أما الفشل فيتيم"، وجدت أن الاحتفاء بإخفاقاتها كان سبيلًا أعمق وأكثر إرضاءً لتقييم رحلتها في الحياة.
- فبينما تُمثل نجاحاتُنا بطاقةَ تعريفنا الرسمية أمام العالم، فإن إخفاقاتنا هي المرآةُ الأدق التي تعكس حقيقتنا وما نؤمن به من قيم.
- كانت كل تلك المحاولات المتعثرة برهانًا ساطعًا على شيء واحد فقط: أنها مهتمة حقًا بصنع تغيير إيجابي. وفي نهاية المطاف، هذا الاهتمام هو القيمة الحقيقية التي تبقى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خاص "هي": CREATE TWENTY TWO أول صالة عرض من نوعها في المملكة وحديث مع مؤسستَي المنصّة
خاص "هي": CREATE TWENTY TWO أول صالة عرض من نوعها في المملكة وحديث مع مؤسستَي المنصّة

مجلة هي

timeمنذ 3 ساعات

  • مجلة هي

خاص "هي": CREATE TWENTY TWO أول صالة عرض من نوعها في المملكة وحديث مع مؤسستَي المنصّة

في حوار خاص أجرته مجلة 'هي' مع مؤسستي منصة CREATE TWENTY TWO، ليسيت أزاب وشهد بورجي، استعرضنا قصة انطلاقة هذه المبادرة الرائدة منذ عام 2016، وكيف تحولت إلى منصة استراتيجية تربط بين المواهب الإبداعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق العالمية، وتحديدًا في الولايات المتحدة. تحدثت المؤسستان عن رؤيتهما في تمكين المصممين، وتقديم الدعم الشامل لهم، وتعزيز حضورهم محليًا وعالميًا، من خلال صالتَي عرض في لوس أنجلوس وجدة، وخدمات متكاملة تغطي جوانب التصميم، والعلاقات العامة، والتسويق، والتمثيل التجاري. كيف بدأت فكرة CREATE TWENTY TWO؟ وما كان الهدف الرئيسي عند إطلاقها في عام 2016؟ ليسيت أزاب: ليسيت أزاب وشهد بورجي، مؤسستا CREATE TWENTY TWO انطلقت CREATE TWENTY TWO في عام 2016 بدافع شغف بصناعات الأزياء والجمال في الخليج، وبهدف ربط المواهب الإبداعية في الشرق الأوسط بالفرص التجارية في السوق الأمريكية، خصوصاً في لوس أنجلوس. بالشراكة مع شهد بورجي، توسعت الوكالة لتشمل صالتين في جدة ولوس أنجلوس، وسعت لتسليط الضوء على التميز الفني والثقافي لمصممي المنطقة. بدأت بمجموعة مصممين ناشئين وأصبحت أول صالة عرض للعلاقات العامة في هوليوود تُمثل حصرياً مواهب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتهدف إلى دمجهم في السجادة الحمراء والمجلات العالمية. ما الذي يميز صالة عرض الأزياء والجمال الخاصة بكم في السعودية؟ شهد بورجي: Marisa Tomei بإطلالة من Petar Petrov، ومجوهرات من Nadine Jewellery، خلال حفل Spirit Awards 2020 صالة العرض في السعودية، التابعة لـ CREATE TWENTY TWO، هي الوحيدة في المملكة المتخصصة بالعلاقات العامة للأزياء والجمال. صُممت لتكون مركزًا استراتيجيًا يربط المصممين المحليين بشخصيات مؤثرة في القطاع مثل منسقي الأزياء، محرري الموضة، والمؤثرين والمشترين. توفر بيئة احترافية لعرض المجموعات بمعايير عالمية مع مراعاة الهوية والثقافة المحلية. تُعد الصالة بوابة للمصممين لتوسيع حضورهم التجاري في السعودية والخليج، وتعمل كمنصة لتعزيز سرد العلامات التجارية وبناء علاقات مهنية قوية. وقد استضافت أسماء بارزة مثل Naomi Campbell، Ugo Mozie، Tam Tam، لينا ملائكة، ريم الحبيب، لمياء غالب، ونجاد عبد الله، مما يعزز مكانة الصالة كمركز مرموق في عالم الأزياء والجمال الإقليمي. ما نوع الخدمات التي تقدمونها للمصممين والعملاء السعوديين؟ وكيف تدعمونهم محليًا ودوليًا؟ شهد بورجي: Naomi Campbell بإطلالة من تصميم Rizman Ruzaini، وتنسيق Ugo Mozie، ومجوهرات من XOIA وJIMAR، خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023 CREATE TWENTY TWO تقدم دعماً متكاملاً لتطوير العلامات التجارية في مختلف مراحلها، من الانطلاق إلى التوسع العالمي. تشمل خدماتها التصنيع، البيع، العلاقات العامة، والتسويق. تهدف إلى تمكين المصممين محليًا ودوليًا من خلال فهم رؤاهم وتزويدهم بالأدوات والعلاقات اللازمة للنجاح، مع التركيز على إبراز أعمالهم لدى المحررين، منسقي الأزياء، والمشترين داخل المنطقة وخارجها. ما أبرز التحديات التي يواجهها المصممون السعوديون عند محاولة الوصول إلى جمهور عالمي؟ وكيف تساعدونهم في تجاوزها؟ شهد بورجي: بنان الجفري بإطلالة من ريهام نصير، ومجوهرات من قلادة، خلال كأس السعودية 2024 يواجه المصممون تحديات في موازنة هوية علاماتهم مع متطلبات الأسواق العالمية، إلى جانب غياب استراتيجيات نمو واضحة. في CREATE TWENTY TWO، نعمل على سد هذه الفجوة من خلال دعم المصممين في تطوير سرد علاماتهم، وتنسيق مجموعاتهم وفق المعايير العالمية، وترجمة رؤاهم ثقافياً. نربطهم بمنصات مهمة كعروض الأزياء والصحافة والبيع بالتجزئة، ونوفر دعماً استراتيجياً لبناء أساس قوي يضمن لهم التوسع العالمي مع الحفاظ على تميزهم الفريد. هل هناك مصمم سعودي تعاونتم معه وتعتبرون نجاحه قصة مميزة؟ ليسيت أزاب: لمياء غالب بإطلالة من تصميم OTKUTYR ومجوهرات من JIMAR، خلال حضورها كأس السعودية 2024 نفخر بكل مصمم نعمل معه، فمن الصعب اختيار اسم واحد فقط، لأن النجاح يختلف باختلاف العلامات. لكن بعض اللحظات التي نعتز بها بشكل خاص كانت عند ظهور تصاميم مصممين من الخليج على السجادة الحمراء العالمية، من قبل أيقونات مثل Zendaya، Iris Apfel، Georgina Rodríguez، Maluma، محمد رمضان وغيرهم. كما نعتز حين ننجح في ربط مواهبنا الإقليمية بشبكتنا العالمية من منسقي الأزياء، مثل Law Roach، Dani Michelle، Jen Rade، وآخرين. لحظات كهذه تجسد فعلاً رسالتنا في تقديم مصممي الخليج على الساحة العالمية. كيف ساهمت CREATE TWENTY TWO في تطوير المشهد الإبداعي في الشرق الأوسط خلال السنوات العشر الماضية؟ ليسيت أزاب: مرام طيبة بإطلالة من تصميم وعد العقيلي، ومجوهرات من قلادة، خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2024 CREATE TWENTY TWO لعبت دورًا بارزًا خلال العقد الماضي في ربط المواهب الإبداعية في الشرق الأوسط بصناعات الأزياء والترفيه العالمية. ساعدت المصممين على الظهور في فعاليات كـجوائز الأوسكار، وجوائز الغرامي، ومهرجان كان السينمائي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وسهلت تعاونات مع فنانين مثل Halsey، وEvanescence. كما دعمت المواهب خلف الكواليس من منسقي أزياء ومصورين، ونظّمت مبادرات مؤثرة مثل 'عروض المعاينة للمصممين' وجلسات حوارية جمعت أسماء مثل Aimee Song وكارن وازن. اليوم، تُعد الوكالة منصة إبداعية رائدة تعزز الحضور العالمي للاقتصاد الإبداعي في المنطقة. كيف تتعاملون مع اختلافات السوقين الأمريكي والشرق أوسطي عند تمثيل المصممين؟ شهد بورجي: يتطلب العمل بين السوقين الأمريكي وسوق الشرق الأوسط فهمًا عميقًا لاختلافاتهما الثقافية والصناعية. في CREATE TWENTY TWO، نساعد المصممين على الموازنة بين الحفاظ على الهوية الثقافية لعلاماتهم وتكييفها مع متطلبات كل سوق، مثل الاتجاهات والجدوى التجارية. يشمل ذلك إعادة التموضع، تعديل التسعير، أو تحسين الهوية البصرية. كما نختار بعناية الشركاء والمنصات لضمان إطلاق ناجح يعكس ثقافة السوق ويحافظ على أصالة العلامة. منسق أزياء المشاهير Ugo Mozie يزور صالة عرض Create Twenty Two ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها المصمم أو الفنان ليكون مناسبًا للتعاون معكم؟ ليسيت أزاب: CREATE TWENTY TWO تبحث عن مصممين وفنانين يتمتعون بهوية إبداعية واضحة وشغف بالحرفة، ويقدّرون أهمية التعاون الاستراتيجي وبناء العلامة على المدى الطويل. تفضل الوكالة من هم مستعدون للانخراط في الجوانب التجارية للأزياء، وملتزمون بالنمو المستدام والتأثير محليًا وعالميًا. بفضل شبكتها الواسعة من منسقين ومحررين ومشترين، تسعى للتعاون مع مبدعين يقدّرون هذا الوصول ويستثمرون في بناء علاقات مهنية قوية.

«موهبة» الإثرائي بجامعة الملك عبدالعزيز يختتم فعالياته
«موهبة» الإثرائي بجامعة الملك عبدالعزيز يختتم فعالياته

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

«موهبة» الإثرائي بجامعة الملك عبدالعزيز يختتم فعالياته

اختتم برنامج "موهبة" الإثرائي الأكاديمي "2025" فعالياته عبر سلسلة من الرحلات والأنشطة الميدانية، التي تسهم في توسيع مدارك الطلبة الموهوبين، وتعزيز ارتباطهم بالهوية الوطنية والمعرفة السياحية. ويعد البرنامج أحد أبرز البرامج الوطنية المعنية برعاية وتنمية الموهبة والإبداع، الذي تنظمه جامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة". واشتمل البرنامج الذي شارك فيه (521) طالبًا وطالبة من مختلف مناطق المملكة، على جدول دقيق للرحلات والأنشطة الترفيهية والتعليمية المصاحبة، بهدف تكوين تجربة إثرائية متكاملة لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل تشمل أيضًا البعد الثقافي والاجتماعي. كما تتوزع الأنشطة الميدانية بين زيارات علمية مثل زيارة متحف كلية الطب، والقبة الفلكية، ومركز الذكاء الاصطناعي في العلاجات الدقيقة، وتجارب ترفيهية محفزة للعقل مثل "تجربة الباتل كارت"، و"تيم لاب"، والرحلات البحرية، إضافة إلى أنشطة رياضية يومية في القرية الرياضية، ومعارض علمية داخلية تتيح للمشاركين التعبير عن إبداعاتهم. وقدّم الطلاب والطالبات مجموعة من المشاريع الابتكارية التي عكست حجم الجهد العلمي والإبداعي المبذول، حيث استعرض الطلاب تسعة عشر مشروعًا، فيما قدمت الطالبات أربعة عشر مشروعًا. وتضمن البرنامج مجموعة من الرحلات الترفيهية والتعليمية التي أثرت التجربة، إذ خُصصت خمسون ساعة لرحلات الطلاب وخمس وعشرون ساعة لرحلات الطالبات، مما أسهم في تحقيق التوازن بين التعلم والاستكشاف. وشهد الحفل الختامي حضور رؤساء البرنامج والمدربين في الجامعة، وتخلله عرض مشاريع الطلبة وتكريمهم بحضور أولياء أمورهم، في احتفالية عبّرت عن ختام رحلة تعليمية غنية، عززت في نهايتها ثقة المشاركين بقدراتهم، ورسّخت أهداف "موهبة" في تنمية الموهبة الوطنية وتمكينها.

شغف النجاح وقود الحالمين
شغف النجاح وقود الحالمين

الرياض

timeمنذ 6 ساعات

  • الرياض

شغف النجاح وقود الحالمين

الشغف؛ هو الوقود الحقيقي للنجاح ذلك النور الداخلي الذي يُنير العتمة ويمنحك الدافع للاستمرار حين يتعب الجسد، فالناجحون يُولدون من رحم الشغف ويكبرون مع كل فشل، ويشتد عودهم في كل تجربة ولعل أجمل ما فيه هو الرضا الداخلي، بالفرح حين نعمل لأجله. منذ طفولتي، كان في داخلي صوت لا يصمت، رأيت في الفن ملاذًا، وفي الجمال رسالة، وفي التجارة بابًا واسعًا للعبور نحو ذاتي. ومنذ اللحظة الأولى، أدركت أن الشغف هو الوقود الحقيقي الذي يدفعنا لنتجاوز لنكمل، لننهض في كل مرة نُكسر فيها… فنزداد قوة. فوالدي –رحمه الله– كان أول من آمن بي، حيث منحني من الذهب، وجعلني أذوق طعم المغامرة الأولى في بيع الذهب، كنت أتابع الأخبار وأحلل السوق، أبيع وأشتري ثم جاءت المرحلة الثانية.. مرحلة أن أُصغي لذلك الصوت القديم في داخلي؛ صوت الفن صوت الذائقة، فبدأت من معرض صغير، ثم ورشة ثم قررت أن يكون لي اسمي، ومكاني، ومصنعي في مجال صناعة المفروشات. قمت بزيارة الصين في عمرٍ مبكر، تعلمت منهم ثقافة الجهد، ولم أتنازل يومًا عن الجمع بين الفن والتجارة، فالجمال لا يكتمل دون عقلٍ يُديره، والتجارة لا تزدهر دون ذوقٍ يقوده.. كنتُ أقرأ السوق كما أقرأ اللوحات، وأفهم حاجات العملاء كما أفهم تفاصيل التصميم ثم دخلتُ مجال الديكور والعقار، وفي وقتٍ كان يُقال للمرأة: «مكانكِ المنزل»، كنتُ أنا أقول: سأصنع لي مكانًا في السوق.. لم يكن سهلًا أن أُثبت وجودي بين عشرات التحديات، لكنني امرأةٌ تنتمي لبيئةٍ علمتني أن الكفاح شرف، وأن الأمومة وسام فخر. كنت أوقّع العقود وأدير المصنع، وفي الوقت نفسه أُذاكر لأطفالي وأرعى بيتًا، لم يكن هناك وقت للضعف، كان عليّ أن أكون كل شيء في وقتٍ واحد. والحمد لله افتتحت مصنعي وأصبحت لدي علامة تجارية وارتبط اسمي بالجودة والتفرد، وأصغيت لذلك الصوت العميق في داخلي:"الشغف لا يخذلك أبدًا… إن صدقته". واليوم، أقولها بفخر: إنني امرأة سعودية.. أفخر أنني عشت في زمن التحول العظيم، زمن الرؤية التي أطلقها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، الرؤية التي منحتنا نحن النساء مكانًا، ومنبرًا حيث لم نعد خلف الستار. لقد أثبتنا أن الطموح السعودي لا سقف له، المرأة السعودية اليوم، هي رائدة في التعليم، وقائدة في الأعمال، ومبدعة في الفنون، وحافظة للأخلاق والتقاليد، التي تنسجم مع روح العصر، هي التي تسير بخطى واثقة لا تخشى التحديات ولا تقف أمام الصعاب. هذا التمكين الذي جسدته رؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- رؤية 2030، التي منحت المرأة السعودية قوةً ومكانه لتكون شريكة في التنمية وتصنع من كل تحدٍ فرصة للنمو والتقدم. نعم فكل يوم تشرق فيه شمس جديدة يزداد نور المرأة السعودية بهاءً، وتعلو راياتها عزمًا وإصرارًا، وترسم بألوان عزيمتها مستقبلًا ينبض بالأمل. وأخيراً، أطمح أن يحمل أبنائي هذا الشغف ويكملوا المسيرة، وهو أن يكونوا امتدادًا لحلم بدأ من معرض صغير، وأصبح نافذة سعودية تُصدّر الجمال والإبداع للعالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store