logo
عون: العلاقات المتجذرة بين لبنان والكويت تزداد رسوخا

عون: العلاقات المتجذرة بين لبنان والكويت تزداد رسوخا

ليبانون 24منذ يوم واحد
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان" العلاقات المتجذرة بين لبنان والكويت، تزداد رسوخا يوما بعد يوم لأنها مبنية على أسس صلبة من الاخوة والتعاون والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل من البلدين".
وابلغ الرئيس عون النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، "ان لبنان حريص على تعزيز التعاون مع دولة الكويت الشقيقة لان ما يجمع بين شعبي البلدين من اخوة ومحبة كفيل بان يشعر الكويتي عندما يأتي الى لبنان بانه في بلده الاخر، وهذا ما نريده ان يستمر وان نرى اخوتنا الكويتيين في لبنان خلال هذا الصيف بين أهلهم وفي ديارهم".
وشكر رئيس الجمهورية الكويت اميرا وحكومة وشعبا على الدعم الذي قدمته للبنان ولا تزال والوقوف الى جانب اللبنانيين في المحن التي مروا بها، مؤكدا " أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة وخصوصا التعاون الأمني لمكافحة تهريب المخدرات وكل ما يخل بالامن في البلدين".
وحمّل الرئيس عون الوزير الضيف تحياته الى امير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وتمنياته كل التوفيق ودوام النجاح في قيادة الكويت نحو شاطئ الأمان مستذكرا المحادثات المثمرة التي اجراها معه خلال زيارته الرسمية الى الكويت في تاريخ 11 أيار 2025.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، نقل الى الرئيس عون تحيات امير الكويت وولي العهد ورئيس الوزراء معربا عن سعادته لوجوده في بيروت في زيارة رسمية تسنى له خلالها لقاء عدد من الكويتيين الذين يمضون فصل الصيف في لبنان.
واكد الوزير الكويتي " دعم بلاده للبنان في كافة المجالات لاسيما التعاون الأمني انطلاقا من حرص الكويت على استقرار لبنان وسلامته"، داعيا الى "تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية- الكويتية للبحث في مجالات مساعدة لبنان"، لافتا الى انه "سيبحث مع نظيره وزير الداخلية اللبناني في تفاصيل هذا التعاون".
وبعد انتهاء اللقاء، تحدث الوزير الصباح للصحافيين فقال: "سعدت اليوم بزيارة اخي فخامة الرئيس، وزيارتي للبنان لها ذكريات شخصية منذ أوائل الستينات، أي اني ازوره وشعبه الطيب منذ اكثر من ستين سنة. وقد جئت اليوم لانقل تحيات صاحب السمو وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الى فخامة الرئيس وجميع القيادة في الجمهورية اللبنانية. وزيارتي الى فخامة الرئيس هي لتقديم الدعم من دولة الكويت لأشقائنا في الجمهورية اللبنانية. واستمعت الى توجيهات ونصائح فخامة الرئيس وتكلمنا في الجانب الأمني، وهو الجانب الذي ساناقشه اليوم مع وزير الداخلية وهو هاجس جميع الدول، لا سيما وان امن واستقرار كل بلد يشكل عامل الاستقرار لشعبه."
وتابع: "ان الشعب الكويتي عانى نفس ما عاناه ولا يزال يعانيه الشعب اللبناني من عدم الاستقرار لفترة من الزمن. وبفضل الله سبحانه تعالى، فإن الأمور الأمنية والاستقرار يتطوران يوما بعد يوم في الجمهورية اللبنانية. وهذا ما يتمناه الشعب الكويتي ودولة الكويت: الاستقرار والأمن والأمان في لبنان".
وردا على سؤال عن التعاون بين البلدين أجاب: "لقد كلمت فخامة الرئيس وسأكلم رئيس مجلس الوزراء. هناك لجنة مشتركة لم تتفعل منذ 13 سنة لبحث الأمور التي تهم البلدين، وسابحث الامر مع رئيس مجلس الوزراء لجهة تفعيل هذه اللجنة، بحيث تعقد اجتماعات لنرى حاجات كل من الكويت ولبنان. ان الكويت بحاجة الى لبنان، ولبنان بحاجة للكويت. فلبنان والكويت بلدان اقرب ما يكون لبعضهما البعض. والكويت لن تنسى موقف لبنان في دعمه لها، والإعتراف بدولة الكويت أيام الغزو العراقي. فلبنان كان اول دولة في العالم عارضت الاحتلال. وكل ما يعيشه لبنان عاشته الكويت، من هذا المنطلق من الواجب ان تكون الكويت الأقرب الى شعب لبنان. والشعب الكويتي مقيم في لبنان من كثرة محبته لطبيعة لبنان، والشعب اللبناني، شعب كريم ومبدع. وانا سأتكلم مع اخي وزير الداخلية بأمانة. انا لي سنة ونصف في وزارة الداخلية ، واقل جالية لديها مشاكل في الكويت هي الجالية اللبنانية. ولقد سبق وتكلمت مع فخامة الرئيس منذ الزيارة التي قام بها للكويت، واتكلم بصورة دائمة مع السفير اللبناني في الكويت، متمنيا ان يزيد عدد افراد الجالية اللبنانية لدينا".
وسئل عما إذا كان لا يزال ل" حزب الله" من دور في الكويت، بعدما كانت محكمة التمييز الكويتية وضعت الحزب على لوائح الإرهاب، فأجاب: "ان كل الأمور التي ستؤدي الى عدم إستقرار أي بلد سنواجهها. وانتم تلاحظون التطور الأمني الحاصل في الكويت. والحمدلله اننا وهبنا أمير لديه رؤية ثاقبة في الأمن، وهو أساسا كان رجل أمن. والكويت كانت محتاجة في الوقت الذي نمر به، مثلما لبنان محتاج لفخامة الرئيس، الى رجل أمن لأنه يفهم الأمور الأمنية، وما تمر به البلاد من مشاكل ذات طابع امني. حزب الله خط أحمر، وانا شخصيا لن أسمح بأي تجاوز لأي إنسان او لأي حزب موجود في الكويت، ونحن ليس لدينا رسميا أي أحزاب".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حركة حماس تعلن استشهاد أحد وزرائها
حركة حماس تعلن استشهاد أحد وزرائها

صدى البلد

timeمنذ 33 دقائق

  • صدى البلد

حركة حماس تعلن استشهاد أحد وزرائها

أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس استشهاد محمد فرج الغول عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس اللجنة القانونية فيه، ووزير العدل الأسبق في الحكومة الفلسطينية التي ترأسها الشهيد القائد إسماعيل هنية وأحد أعلام الدعوة والجهاد والعمل الوطني والقانوني، والذي ارتقى إلى علياء المجد والخلود، شهيدًا في جريمة اغتيال صهيونية جبانة استهدفته صباح اليوم وهو على طريق الدعوة وخدمة شعبه وقضيته، ضمن سلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا. وقالت الحركة في بيان لها : إن استشهاد القائد محمد فرج الغول يُشكّل خسارة جسيمة لفلسطين، ولمشروع المقاومة، ولحركة 'حماس' التي فقدت اليوم أحد أبنائها البررة، ورجالاتها الأفذاذ الذين نذروا حياتهم لله، وكرّسوا أعمارهم في سبيل تحرير الأرض والإنسان، ورفع المظلمة التاريخية عن شعبنا المجاهد. وأضاف : لقد كان الشهيد محمد فرج الغول مثالًا للعالم الملتزم، والسياسي الثابت على المبادئ والمواقف، والمقاوم الصلب، حمل همّ قضيته منذ صباه، وتشرّف بانتمائه إلى صفوف الحركة الاسلامية ، فكان من الرعيل الأول المؤسس للعمل الإسلامي في قطاع غزة، وارتقى في المواقع التنظيمية والسياسية والتشريعية، وكان دومًا صوت الحق، ولسان المظلوم، ومدافعًا جسورًا عن الثوابت والحقوق، لا تلين له قناة، ولا تنكسر له عزيمة. وتابع : اعتُقل الشهيد الغول على أيدي الاحتلال الصهيوني مرات عديدة، لكنه ظلّ صامدًا، رابط الجأش، لا يحيد عن مواقفه، ولا يتراجع عن مبادئه. وكان خلال عضويته في المجلس التشريعي نموذجًا للبرلماني الوطني الحر، وكان في وزارة العدل عنوانًا للعدالة، وضميرًا حيًّا للمقاومة، وسيفًا مشرعًا بوجه كل محاولات التطبيع والتفريط. وأردف : في ميادين الدعوة والإصلاح، عرفه الناس خطيبًا مفوهًا،، ومرشدًا حكيمًا، لا يُذكر اسمه إلا مقرونًا بالحق والخير والوحدة، وقد كرّس حياته لخدمة أبناء شعبه. واستطرد : ننعى إلى جماهير شعبنا وأمتنا هذا القائد المجاهد، ونؤكد أنّ دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، وإنّ اغتيال قادتنا وعلمائنا لن يزيدنا إلا تمسكًا بنهج المقاومة، ووفاءً لدماء الشهداء، وعزمًا على مواصلة الطريق حتى التحرير والعودة. وزاد : نعاهد الله ثم نعاهد أبناء شعبنا، أن نبقى على درب القادة الشهداء ، درب العزة والكرامة والمقاومة، حتى النصر بإذن الله. وختم :رحم الله الشهيد القائد الدكتور محمد فرج الغول، وأسكنه فسيح جناته، وتقبّله في الشهداء والصالحين.

الإفتاء تحسم الجدل حول الصلاة في المساجد ذات الأضرحة
الإفتاء تحسم الجدل حول الصلاة في المساجد ذات الأضرحة

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

الإفتاء تحسم الجدل حول الصلاة في المساجد ذات الأضرحة

أكدت دار الإفتاء المصرية جواز الصلاة في المساجد التي تحتوي على أضرحة أولياء الله الصالحين، مشددة على أن هذا لا يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وأن العبادة في تلك الأماكن صحيحة شرعًا ولا غبار عليها. جاء ذلك ردًا على استفسار ورد للدار حول مشروعية الصلاة داخل المساجد التي بها قبور، وحكم زيارة الأضرحة والدعاء عندها. وأوضحت الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن بناء الأضرحة في ذاته لا يُعد محرمًا، بل هو جائز شرعًا، وزيارة هذه الأماكن من الأمور المستحبة، لما فيها من تذكير بالموت والآخرة، استنادًا لحديث النبي ﷺ: "زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ"، رواه مسلم. وأشارت إلى أن المسلم حين يزور الأضرحة أو يصلي قربها، فإنما يتوجه بالدعاء إلى الله وحده، لا إلى الميت أو الولي المدفون. وأضافت أن أرواح الأولياء تبقى ولا تفنى، وهذا من معتقدات المسلمين، لذلك كانت زيارة القبور من السنن المشروعة التي تعزز صلة العبد بآخرته. وخصّت بالذكر أضرحة آل بيت النبي ﷺ، مؤكدة أنها روضات من رياض الجنة، وزيارتهم تُعد من صور البر برسول الله وصلة له، كما جاء في قوله تعالى: "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" (الشورى: 23). واستشهدت الدار كذلك بآية من سورة الكهف: "قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا"، كدليل قرآني على مشروعية بناء المساجد عند قبور الصالحين، مشيرة إلى أن الأمة الإسلامية عبر تاريخها مارست هذه العادة دون نكير، استنادًا إلى نصوص شرعية وأقوال العلماء. وختمت دار الإفتاء بقولها إن هذه المسألة محسومة شرعًا، ولا صحة لمن يزعم أن في الصلاة بمساجد الأضرحة مخالفة لعقيدة التوحيد.

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يسلط الضوء على حقوق وآداب الطريق
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يسلط الضوء على حقوق وآداب الطريق

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يسلط الضوء على حقوق وآداب الطريق

عقد الجامع الأزهر أمس، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: حقوق وآداب الطريق "رؤية فقهية"، بحضور أ.د رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، وأ.د علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، وأمين سر هيئة كبار العلماء، وأدار الملتقى فضيلة الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر. في بداية الملتقى قال فضيلة الدكتور هاني عودة مدير الجامع الأزهر: إن الأخلاق هي الركيزة الأساسية لأمن واستقرار المجتمعات، لهذا دعانا الإسلام إلى التحلي بالأخلاق الحسنة، فالمجتمع الذي تسود بين أفراده قيم الأمانة، والصدق، والإحسان، لا تزعزعه التحديات ولا تهزمه الفتن، بينما المجتمعات التي لا تلتزم بهذه القيم تصبح مجتمعات هشة، وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق''، هذا الحديث الشريف ينص على أن الغاية الأسمى من رسالة الإسلام هي بناء الإنسان الصالح، القادر على بناء مجتمع فاضل يسوده العدل"، ولا تقتصر الأخلاق الإسلامية على زمان أو مكان بعينه؛ بل تلازم المسلم في كل جوانب الحياة، حتى في الطريق الذي يسلكه ، لذلك وضع الإسلام آدابًا للطريق يجب على المسلم الالتزام بها، وهناك الكثير من المشاكل المجتمعية بسبب إهمالنا لآداب الطريق ، ومن هنا، نوجه تحذيرًا شديدًا لشبابنا، ونحثهم على عدم التهاون في الالتزام بآداب الطريق. وأكد مدير الجامع الأزهر أهمية شعور المسلم بمسؤوليته تجاه الطريق؛ لأن الطرقات عنوان لحضارة الأمم وتقدمها، لهذا، نجد القوانين الدولية تضع من بين معايير تقييم المجتمعات حالة الطرقات بها، والشكل العام لها، وما يحدث فيها، مشيرًا إلى أن ما يحدث من سلوكيات سلبية في الطرقات هي في حقيقتها إساءة للمجتمع بأكمله؛ لأن الممارسات التي تحدث في الطرقات هي عنوان لنا ودليل على مدى التزامنا بالأخلاق والقيم، كما أن التزامنا بآداب الطريق علامة من علامات الإيمان. من جانبه، فصل الدكتور رمضان الصاوي آداب الطرق التي جاء بها الإسلام، والتي اشتمل عليها حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ، قالوا: ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ" متفقٌ عَلَيهِ، وهذا التحذير هو توجيه يرشد المسلمين إلى ألا يجعلوا الطرق أماكن للجلوس الدائم والتجمعات التي قد تؤدي إلى إشغال الطريق أو التسبب في الإزعاج، كما أنها رسالة نبوية للمسلمين أن يلتزموا بآداب الطريق، والأمر في هذا الحديث الشريف للرجل والنساء على حد سواء، إضافة إلى أن كل تصرف سيء في الطريق يحاسب صاحبه على فعله، وعلى شبابنا أن يسيروا في الطرقات مع مراعاة حدود الآداب العامة التي أمرنا بها في ديننا الحنيف، لان المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وبين فضيلة الدكتور رمضان الصاوي، أن الفقهاء أوْلوا حرمة الطرقات اهتمامًا بالغًا، فالأمر لا يقتصر على مجرد كونها مكانا للسير، بل يتعداه إلى دورها الحيوي، فالطرقات ضرورية لنقل الناس، وتسهيل التجارة، والوصول إلى الاحتياجات الأساسية، والتواصل فيما بينهم، ونظرًا لهذه الأهمية الكبيرة، فإن إحداث أي خلل أو ضرر فيها لا يعد مخالفة بسيطة، فالإسلام ينظر إلى إفساد الطرقات على أنه جريمة، لدرجة أن الله ساوى عقوبته بعقوبة "الإفساد في الأرض". وهذا يؤكد مدى جسامة إعاقة المنفعة العامة وتهديد سلامة الناس، فالأفعال التي يستهين بها البعض ، مثل قطع الطريق أو ترويع المارين، أو المرور في الطريق على نحو غير مألوف، أو مزاحمة المارين بشكل يؤذيهم ويعرقل حركتهم، أو السير في عكس الاتجاه مما يعرض الجميع للخطر، كل هذه الأفعال لا تعد مجرد مخالفات بسيطة، بل هي في حقيقتها إضرار بالمنفعة العامة وتعكير لصفو الأمن، وتتعارض بشكل مباشر مع تعاليم الإسلام التي تحث على حفظ النظام والسلامة وتجرم إيذاء الآخرين في كل مكان، لا سيما في الطرقات التي هي حق مشترك للجميع، فكل هذه هي جرائم تساوى الإفساد في الأرض، وهذه المساواة للمبالغة على التشديد في حق الطريق، محذرًا من إتلاف الخدمات العامة في الطرقات أو سرقتها أو تبديدها، لأن هذا الأمر مخالفة وجريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، ولو التزمنا بحق الطريق لكان ذلك سببًا رئيسيًا في تحقيق الأمن والسلامة. كما أوضح فضيلة الدكتور علي مهدي أن الدين الإسلامي جاء لينظم حياة البشر في كافة شؤونهم بطريقة تحقق تكاملا في الحياة وتجعلها أكثر طمأنينة، ولهذا السبب، فإن التعاليم الإسلامية سبقت جميع القوانين والدساتير الأخرى، وهي يست مجرد مبادئ نظرية، بل هي الباعث الحقيقي للحضارة التي تنطوي على أهمية أي مجتمع، لهذا تجد المجتمع المسلم عندما يتلزم بهذه التعاليم يصبح مجتمعا مثاليا في بنيته وتركيبته الاجتماعية، فلا يجور شخص على غيره، أو يضيق على آخر، أو تغلب عليه أنانية في الاستفادة بالمرافق العامة ويحرم منه آخرين، لهذا تجد أن حتى العمارة في الإسلام مثلما راعت حق الإنسان أن يمتلك مكانا يأويه، لكن يجب ألا يكون فيه أذى لغيره، أو يجور على حق الطريق، وهذا يعكس الشمولية التي تتميز بالتعاليم الإسلامية في تنظيم أدق تفاصيل الحياة والعدالة والتعايش السلمي. وأضاف فضيلة الدكتور علي مهدي، أن إماطة الأذى عن الطريق تعد شعبة أساسية من شعب الإيمان في الإسلام، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ"، وهذا المبدأ الإسلامي العظيم يشمل كل ما من شأنه إماطة الأذى عن الطريق، لأن هذا الخلق له دوره في تعزيز الألفة والود بين أفراد المجتمع، لأن التعدي على حقوق الآخرين أو إيذائهم يعد من الكبائر التي نهى عنها الإسلام بشدة، لدرجة أن الدين الحنيف ينهى عن العبادات التي قد تعرقل الطريق أو تضر بالمنفعة العامة، تجسيدًا لكون الإسلام يهدي إلى أقوم وأصلح الأعمال للبشرية جمعاء. يُذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store