
توتر الشرق الأوسط يزيد تأهب المستثمرين لأسوأ السيناريوهات
مباشر- يدرس المستثمرون مجموعة من السيناريوهات المختلفة للأسواق في حال زادت الولايات المتحدة من تدخلها في صراع الشرق الأوسط، مع احتمال حدوث تداعيات مضاعفة إذا ارتفعت أسعار الطاقة بشكل حاد.
وركزوا على تطور القتال بين إسرائيل وإيران، اللتين تتبادلان الهجمات الصاروخية، ويراقبون عن كثب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقرر الانضمام إلى إسرائيل في حملة القصف التي تشنها وفق رويترز، اليوم الأحد.
ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في عمليات بيع أولية للأسهم وإقبال محتمل على الدولار كملاذ آمن بسبب المخاوف من أن يؤدي عمل عسكري أمريكي محتمل ضد إيران إلى ارتفاع التضخم مما يضعف من ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.
ولفتت الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بنشر قاذفات بي-2 في جوام اليوم السبت انتباه المتداولين في السوق. وفي حين يمكن استخدام هذه القاذفات لحمل قنابل تزن 30 ألف رطل قادرة على تدمير منشآت البرنامج النووي الإيراني تحت الأرض، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة مرتبطة بأحداث الشرق الأوسط.
وقال مارك سبيندل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال المحدودة إن هذه الخطوة "تؤكد فقط استعداد الإدارة الأمريكية للتهديد بالتدخل".
وأضاف "أعتقد أن هذا سيساعد أسعار النفط على البقاء مرتفعة، فالاتجاه السهل لها الآن هو الارتفاع في هذه المرحلة".
وفي حين ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي بنحو 10% خلال الأسبوع الماضي، لم يشهد المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تغيرا يذكر حتى الآن، بعد انخفاض شهده في بداية الهجمات الإسرائيلية.
ومع ذلك، يقول آرت هوجان كبير محللي السوق لدى بي.رايلي ويلث إنه إذا أدت الهجمات إلى انقطاع إمدادات النفط الإيراني "عندها ستنتبه الأسواق وتتحرك".
وأضاف هوجان "إذا حدث اضطراب في إمدادات المنتجات النفطية في السوق العالمية، فلن ينعكس ذلك على سعر خام غرب تكساس الوسيط اليوم، وهنا ستصبح الأمور سلبية".
وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن الرئيس دونالد ترامب سيحدد موقفه حيال مشاركة الولايات المتحدة في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين. لكن مصدرين قالا إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا إدارة ترامب أنهم لا يريدون انتظار الأسبوعين وأن إسرائيل قد تتصرف بمفردها قبل انتهاء المهلة.
ووضع محللون في أوكسفورد إيكونوميكس ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة في المذكرة إن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية".
وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولارا للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من ستة% بحلول نهاية هذا العام.
وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في المذكرة "على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتما إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم".
تأثير النفط
اقتصر التأثير الأكبر من الصراع المتصاعد على أسواق النفط حيث ارتفعت أسعار الخام بفعل المخاوف من تعطيل الصراع الإيراني الإسرائيلي للإمدادات. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18% منذ 10 يونيو حزيران لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريبا عند 79.04 دولار يوم الخميس.
وتجاوز ارتفاع توقعات المستثمرين لمزيد من التقلبات على المدى القريب في أسعار النفط زيادة توقعات التقلبات في الأصول الرئيسية الأخرى، مثل الأسهم والسندات.
إلا أن المحللين يرون أن الأصول الأخرى، مثل الأسهم، لا يزال من الممكن أن تتأثر بالتداعيات غير المباشرة لارتفاع أسعار النفط، لا سيما إذا قفزت أسعار الخام في حال تحققت أسوأ مخاوف السوق وهو تعطل الإمدادات.
وكتب محللو سيتي جروب في مذكرة "تجاهلت الأسهم إلى حد كبير التوتر الجيوسياسي لكن النفط تأثر به".
وأضافوا "بالنسبة لنا، سيأتي التأثير على الأسهم من تسعير سلع الطاقة".
نجت الأسهم الأمريكية حتى الآن من تأثير التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط دون أي دلالة على الذعر. ومع ذلك، قال المتعاملون إن انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر أكثر في الصراع قد يؤدي إلى إثارة الذعر في الأسواق.
وقال سبيندل من شركة بوتوماك ريفر كابيتال إن مع مرور الأيام، أصبحت الأسواق تركز بشكل متزايد على الشرق الأوسط.
وأضاف "يمكن لسوق الأسهم أن تستوعب شيئا واحدا فقط في كل مرة، وفي الوقت الحالي نركز جميعا على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل في هذا الصراع ومتى ستدخله".
وقد تشهد أسواق المال عمليات بيع أولية في حال هاجم الجيش الأمريكي إيران، إذ يحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب.
ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابرا. فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت لتوتر في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق عام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في عام 2019، تراجعت الأسهم في البداية ولكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.
وأظهرت بيانات ويدبوش سيكوريتيز وكاب آي.كيو برو أن المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجع في المتوسط 0.3% في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء صراع، لكنه عاود الصعود 2.3% في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع.
يمكن أن يكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأمريكي.
وقال محللون إنه في حال انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فقد يستفيد الدولار في البداية من الطلب على الملاذ الآمن.
وقال تييري ويزمان محلل العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في مجموعة ماكواري في مذكرة "من المرجح أن يقلق المتعاملون أكثر من التآكل الضمني لشروط التجارة الخاصة بأوروبا والمملكة المتحدة واليابان، وليس الصدمة الاقتصادية للولايات المتحدة، وهي منتج رئيسي للنفط".
وأضاف "نتذكر أنه بعد هجمات 11 سبتمبر، وخلال الوجود الأمريكي في أفغانستان والعراق الذي استمر لعقد من الزمن، ضعف الدولار الأمريكي".
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 24 دقائق
- أرقام
قررت أمازون تفعيل حقها في الشراء للاستحواذ على حصة مباشرة في ڤاليو
شعار ڤاليو أعلنت كل من يو للتمويل الاستهلاكي ش.م.م.، المعروفة تحت العلامة التجارية "ڤاليو"، التابعة لمجموعة إي اف چي القابضة، ومجموعة إي اف چي القابضة أن شركة أمازون قد قررت تفعيل حقها في الشراء للاستحواذ على حصة مباشرة في ڤاليو. وبتاريخ 12 مايو 2022، قامت مجموعة إي اف چي القابضة وشركة أمازون بتوقيع اتفاق منح حق شراء اختياري (Option Agreement)، اتفقت بموجبه شركة أمازون على شراء شهادات إيداع دولية بقيمة 10 مليون دولار أمريكي صادرة عن أسهم في مجموعة إي اف چي القابضة، على أن يكون لديها خيار استبدال تلك شهادات بحصة في شركة ڨاليو مستقبلاً، وذلك بما يعادل نسبة 4.255% من رأس المال المصدر لشركة ڨاليو. ويكون ذلك الخيار قابلاً للتفعيل قبل تنفيذ أو عند حدوث واقعة طرح مؤهل (qualified liquidity event) على مستوى شركة ڨاليو. تؤدي صفقة اليوم، بناءً على الشروط والأحكام المتفق عليها في الاتفاقية المشار إليها، إلى امتلاك أمازون لحوالي 3.95% من أسهم ڤاليو. وسيتم تنفيذ الصفقة في أول جلسة تداول لأسهم ڤاليو في البورصة المصرية بسعر 6.041 جنيه مصري للسهم من خلال آلية الصفقات ذات الحجم الكبير(block trade mechanism)، وذلك بعد الحصول على الموافقة اللازمة. صرح كريم عوض، الرئيس التنفيذي لمجموعة إي اف چي القابضة ، قائلاً: "نحن فخورون بأن نشهد قرار أمازون بالاستحواذ على حصة مباشرة في ڤاليو، وهو ما يمثل دليلاً على قدرة مجموعة إي اف چي القابضة على بناء كيانات جديدة تتطور لتصبح رائدة في الأسواق التي تعمل بها. يؤكد هذا الإنجاز التزامنا الثابت تجاه مساهمينا، حيث نواصل إنشاء وإدارة أنشطة تحقق قيمة استثنائية وعوائد طويلة الأجل. ويجسد نجاح ڨاليو تفانينا في دفع الشمول المالي والتحول الرقمي في مصر وخارجها، بينما يعزز مكانتنا كمحفز للابتكار والنمو في المنطقة." وليد حسونة الرئيس التنفيذي لشركة ڤاليو عقب وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لشركة ڤاليو ، قائلاً:"يمثل هذا الإنجاز دليلاً قوياً على مرونة نموذج أعمالنا وقدرته على التكيف، وهو نموذج يتسم بالتنوع والمرونة والتطور المستمر لتلبية الاحتياجات المتغيرة لقاعدة عملائنا المتنوعة وشركائنا. في ڨاليو، نلتزم التزاماً راسخاً بإعادة تعريف تجربة العملاء من خلال حلول مالية ميسرة ومتطورة تمكّن الأفراد والشركات على حد سواء." وفي هذا السياق، أعرب ماجد العيوطي، الرئيس المشارك لقطاع الترويج وتغطية الاكتتاب في إي اف چي هيرميس ، قائلاً: "نحن فخورون للغاية بأننا أدينا دوراً محورياً في رحلة ڤاليو الاستثنائية، بدءاً من تأمين استثمار استراتيجي من أمازون وصولاً إلى بدء تداول أسهم ڨاليو المرتقب في البورصة المصرية. تُعد هذه الإنجازات تأكيداً على قوة خبرتنا الاستشارية في مساعدة الشركات على تحقيق نمو وتوسع شامل." تم إدراج ڤاليو في البورصة المصرية بتاريخ 21 مايو 2025، على أن يبدأ تداول أسهمها في البورصة المصرية يوم 23 يونيو 2025. وقد عملت إي اف چي هيرميس كمستشار مالي أوحد لمجموعة إي اف چي القابضة وڤاليو في هذه الصفقة.


أرقام
منذ 24 دقائق
- أرقام
مسؤول إيراني: أي تحرك لاستهداف خامنئي سيغلق الباب أمام التفاوض وسيستتبع ردا بلا حدود
قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن أي تحرك لاستهداف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "سيغلق الباب" أمام أي اتفاق أو مفاوضات، وسيستتبع "ردا بلا حدود". وأضاف المسؤول "بالنسبة لإيران، سيعتبر مثل هذا العمل تجاوزا لجميع الخطوط الحمراء، وسيؤدي إلى رد بلا حدود أ قيود".


عكاظ
منذ 27 دقائق
- عكاظ
بعد قصف إيران.. مصر تطالب بالتهدئة وحماية المدنيين
أعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه التصعيد المتسارع في إيران، مؤكدة أن ما تشهده الساحة الإيرانية من تطورات يمثل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي، ويُنذر بعواقب وخيمة في حال خروجه عن السيطرة. وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، أن مصر تتابع عن كثب تلك التطورات، مشددة على رفضها لأي إجراءات من شأنها تقويض ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، أو الإخلال بمبدأ احترام سيادة الدول. وشدد البيان على تحذير مصر من المخاطر المتزايدة لتفاقم الأوضاع بما قد يؤدي إلى المزيد من الفوضى والتوتر، داعية في الوقت نفسه جميع الأطراف إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة الحوار والبحث عن حلول سياسية شاملة تُجنّب المنطقة سيناريوهات الانزلاق إلى صراع مفتوح أو موجات من التصعيد العسكري قد تُدخل المنطقة في دوامة من عدم الاستقرار. واختتمت مصر بيانها بتأكيد ضرورة وقف التصعيد فوراً، وضبط النفس، والحفاظ على أرواح المدنيين، مشددة على أن التهدئة والحوار يمثلان السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة الخطيرة، وصون أمن واستقرار المنطقة. بيان الخارجية المصرية جاء عقب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بشكل كبير بعد أن نفذت الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم (الأحد) ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو، ونطنز، وأصفهان، بالتزامن مع هجوم إسرائيلي سابق على إيران. وتأتي هذه التطورات في أعقاب فشل المفاوضات الدولية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وسط اتهامات متبادلة بين طهران والغرب بانتهاك الالتزامات. وأثارت الضربات مخاوف إقليمية وعالمية من توسع الصراع، خصوصاً مع تهديدات إيران بالرد، بما قد يشمل إغلاق مضيق هرمز أو استهداف مصالح أمريكية وإسرائيلية. أخبار ذات صلة