
إيران تجسّست وإسرائيل ضرَبت... "تكتيك البيجر" وحرب تخطّت الجبهات!
بين اضطرابات الشرق الأوسط وأزماته، وصلت السخونة إلى أوجّها بين الخصمين إيران وإسرائيل في مرحلة خطيرة على الأغلب لا تبشّر بالخير. وما بينهما لا يمكن فصله عن هجوم حركة "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إذ ما زالت المنطقة بأسرها تتكوّن على أنقاض هذا الحدث المفصلي.
"الأسد الصاعد"، مع هذه العملية، أطلقت إسرائيل نيرانها باتّجاه الجمهورية الإسلامية بعد تهديدات متكرّرة، مستفيدة من تباطؤ المفاوضات الإيرانية – الأميركية مع تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام أن ثقته تراجعت في أن إيران ستوافق على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار الاتفاق النووي. ففي كل مناسبة، تؤكّد إسرائيل ومعها حليفتها الولايات المتحدة أنّهما لن تسمحا لطهران بامتلاك سلاح نووي.
على هذا الصفيح الساخن، ومع الدخان الذي يغطّي سماء طهران منذ ليل الخميس، تحاول كل دولة بقدراتها تسجيل نقاط لمصلحتها، فالحروب بمفهومها الحديث لم تعد تعتمد فقط على الصواريخ والطائرات الحربية والمسيّرات، بل أصبحت المعلومة أيضاً جزءاً منها وضمن استراتجيّتها لضرب الخصم بما يمتلكه ويخفيه.
فكانت العملية الاستخباراتية التي أعلنتها إيران ووصفها الإعلام بـ"ضربة موجعة وكابوس لإسرائيل" حدث الأسبوع الماضي، مع ما أعلنته طهران في نقل كمية كبيرة من المعلومات والوثائق "الاستراتيجية والحسّاسة"، بما في ذلك الخطط والمنشآت النووية، من إسرائيل ووصولها إلى المواقع الآمنة المطلوبة في الأراضي الإيرانية. لم تكن هذه العملية بعيدة عن ما كشفته إسرائيل من توقيف أشخاص بتهمة التجسّس.
وفي هذا السياق، أشارت معطيات جهاز المخابرات (الشاباك) بشأن الوضع الأمني عام 2024، إلى أن إيران تمكّنت من إقامة 13 شبكة تجسّس لها في إسرائيل، ضمّت 37 شخصاً، وبذلك بلغت حداً قياسياً ينطوي على زيادة بنسبة 400% في عدد الجواسيس.
تساؤلات كثيرة تُطرح أمام كل هذا المشهد، في وقت ترتسم خريطة المنطقة من جديد، فماذا سيتغيّر بعد الضربة الإسرائيلية؟ وهل تستفيد إيران من عمليّتها التجسسيّة؟
"مهمّة استكشافية إيرانية"
متابعة للتطوّرات، اعتبر الخبير العسكري ناجي ملاعب في حديث لـ"النهار" أن "إعلان إيران عن حصولها على وثائق إسرائيلية حسّاسة لم يكن مجرد دعاية إعلامية أو تسريباً غير رسمي، بل جاء مدعوماً بتأكيدات صادرة عن الحرس الثوري الإيراني ومراكز رسمية أخرى"، مشيراً إلى أن "الإعلان كان مؤخراً إلا أنّ الحصول على هذه الوثائق يعود على الأرجح إلى أشهر عدّة ما يشكّل إدارة سياسية وتوقيتاً محسوباً في الإفصاح عنها".
ولفت إلى أن "هذا الإعلان تزامن مع توقيفات أجرتها السلطات الإسرائيلية لعناصر يهودية داخل إسرائيل، متهمة بالتجسّس لإيران"، وقال: "إن هذا التزامن يطرح احتمال وجود ارتباط مباشر بين تلك الوثائق المضبوطة وشبكة التجسّس المعلَنة"، ومعتبراً أن "الاختراق، إن تأكّد، يشكّل ضربة استخباراتية قاسية لإسرائيل".
فقبل أيام من إعلان العملية الإيرانية، كشف جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية عن اعتقالهما روي مزراحي وإلموغ أتياس (24 عاماً) للاشتباه في ارتكابهما جرائم أمنية تتعلّق بإيران. وفق وكالة "تسنيم"، "إذا كان لهذين الشخصين علاقة بالقضية الأخيرة، فقد جاء اعتقالهما بعد نقل الوثائق".
وعن الضربة الإسرائيلية الأخيرة، أوضح ملاعب أنّها "لم تأتِ كرد مباشر على إعلان إيران عن الوثائق"، موضحاً أن "العملية كانت قيد التحضير منذ فترة لكن إعلان طهران قد يكون سرّع تنفيذها خوفاً من خطوة إيرانية مفاجئة".
وشبّه العميد المتقاعد هذا السلوك الإسرائيلي بـ"ما جرى في عملية البيجر مع حزب الله في لبنان، حين سارعت إسرائيل إلى التفجير بمجرد الاشتباه بوجود تهديد، بدون انتظار التحقيق أو التوقيت المقرّر".
أمّا بشأن استفادة إيران من الوثائق، فرأى ملاعب أن "من المبكر الحكم على حجم هذه الاستفادة"، مشيراً إلى أن "الرد الإيراني حتى الآن لم يتضمّن ما يدل على استخدام مباشر للمعلومات الاستخباراتية"، مضيفاً: "ما رأيناه هو إرسال نحو 100 طائرة مسيّرة، لكن مسارها فوق أجواء السعودية والأردن يوحي بأنّها كانت في مهمّة استكشافية تهدف إلى اختبار الدفاعات الجوية، لا تنفيذ هجوم مباشر".
ولفت إلى أن "السعودية لن تتساهل مع خرق مجالها الجوي والأردن كان قد أعلن إغلاق أجوائه مسبقاً، ما يعني أن طهران لم تكن تخطط لتوجيه ضربة عبر تلك المسارات، بل كانت تحلّل جاهزية الرد الإقليمي".
وأشار إلى أن "تجربة عملية الوعد الصادق-2 أظهرت أن إيران لا تكتفي باستخدام المسيّرات، بل تمتلك قدرة صاروخية متطورة تشكّل عنصر استنزاف فعّال للدفاعات الجوية الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "طهران وفي ظل العقوبات الطويلة، طوّرت عقيدتها العسكرية بالاعتماد على استراتيجية الهجوم الدفاعي التي ترى أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".
وذكر أن "إيران ركّزت خلال السنوات الماضية على تطوير سلاحَي الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهما اليوم يشكّلان ركيزة أساسية في بنيتها الدفاعية والهجومية، ما يمنحها هامشاً أكبر للمناورة والردع في أي مواجهة".
سيناريوات الرد الإيراني على هجوم إسرائيل: بين العسكر والنفط!
تتجه الأنظار نحو الرد الإيراني والاحتمالات المطروحة على طاولة المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري.
إلى ذلك، علّق الخبير العسكري على التساؤلات بشأن مدى تأثير الوضع الداخلي الإسرائيلي على أمن تل أبيب وقدرتها الاستخباراتية، معتبراً أن "الداخل الإسرائيلي، ورغم التوتّرات السياسية والمجتمعية، لا يزال متماسكاً أمنياً، ولا يظهر عليه أي تراجع في فعالية الأجهزة الأمنية أو وجود خروقات مؤثرة".
وأضاف أن "الميزة الأبرز في إسرائيل اليوم هي الإعلام الاستباقي الذي تتبّناه الدولة ومؤسساتها، خصوصاً في التعامل مع الملف الإيراني"، مشيراً إلى أن "قدرات إسرائيل الاستخباراتية تتجاوز ما يمكن أن تحقّقه إيران، سواء على مستوى جمع المعلومات أو تنفيذ العمليات النوعية".
وأوضح أن "ما نراه اليوم من عمليات اغتيال واستهداف داخل إيران، خصوصاً استهداف القيادات ومراكز التصنيع الصاروخي وحتى الهجمات على منشآت نووية مثل نطنز، تُظهر أن الموساد الإسرائيلي فاعل بقوّة على الأرض، وفي بعض الحالات، يفوق تأثيره العمليات العسكرية الجوية".
وختم: "إسرائيل تعتبر نفسها في حالة حرب وجودية وهذا ما يروّج له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد ساهم هذا الخطاب في توحيد الجبهة الداخلية حوله. إن المخابرات الإسرائيلية لا تزال تحتفظ بسيف طويل وحاد وهي قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة تتخطّى الحدود".
تُظهر سلسلة التطوّرات الأخيرة أن المواجهة بين إيران وإسرائيل تجاوزت الطابع العسكري التقليدي، لتتحوّل إلى معركة استخباراتية مفتوحة، إذ لا تزال عملية الموساد عام 2018، التي استهدفت مستودع الأرشيف النووي الإيراني، تشكّل محطّة مفصلية في تاريخ العمل الاستخباراتي.
وفق ما أعلنه وزير المخابرات الإيراني إسماعيل الخطيب، فإن "الوثائق الإسرائيلية التي أصبحت في حوزة إيران ستُستخدم لتعزيز قدراتها الهجومية". فهل ستكون الترسانة النووية الإسرائيلية غير المُعلَنة هدفاً إيرانياً للانتقام؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 37 دقائق
- بيروت نيوز
المفاجأة في قنبلة تدمر نووي إيران.. ما هي؟!
نشر موقع 'غلوبز' الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن طائرات 'بي – 2' وقنابل 'فريدة' يمكن استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. ]]> ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إن جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية مُحصن جيداً تحت الأرض، موضحاً أن الأميركيين وحدهم يمتلكون القدرات الهجومية التي تُمكنهم من تدميرها. التقرير يشير إلى أن 'طائرة بي – 2 سبيريت هي قاذفة استراتيجية خفية قادرة على حمل قنابل نووية، من إنتاج شركة نورثروب غرومان'، وأضاف: 'لقد حلقت الطائرة لأول مرة عام 1989 ودخلت الخدمة التشغيلية بعد حوالى أربع سنوات. حتى الآن، ركزت عملياتها على إسقاط ذخائر تقليدية، بما في ذلك خلال تبادل إطلاق النار الأميركي مع الحوثيين في اليمن في تشرين الأول من العام الماضي. يبلغ باع جناحي الطائرة حوالي 52 متراً وطولها حوالي 21 متراً، وارتفاعها حوالى 5 أمتار'. وأكمل: 'تستطيع القاذفة العمل على أي ارتفاع، حتى 50,000 قدم، ويبلغ مداها حوالي 9,600 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. في إطار توجيه رسائل تهديد لإيران، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 طائرات من طراز بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على بُعد حوالي 4,000 كيلومتر فقط من إيران، في نيسان الماضي، وكان هذا النشر للطائرات يستهدف بوضوح النظام الإيراني'. وتابع: 'القنبلة الأكثر ارتباطًا بالتهديد الكبير الذي تُشكّله طائرة بي-2 على أي عدو للولايات المتحدة هي قنبلة جي بي يو 57، وهي أقوى قنبلة تقليدية في العالم، والمعروفة باسم أم القنابل. الغرض من هذه القنبلة العملاقة، التي تزن حوالي 13.6 طناً وتحتوي على شحنة متفجرة تزن 2.4 طن، هو اختراق المخابئ. تتميز القنبلة بضخامتها، إذ يبلغ طولها 6 أمتار، وتسمح سعة حمل طائرة بي-2 بحمل وحدتين منها في كل هجوم'. وأردف: 'هاتان القنبلتان قادرتان على اختراق منشآت إيران النووية المحصنة جيدًا تحت الأرض أولًا، ثم تنفجران. كانت هذه الأهداف سبباً رئيسياً وراء تطوير الأميركيين لهذه القنبلة غير التقليدية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع إدراكهم أن البرنامج النووي الإيراني سيُبنى في أعماق الأرض، وخاصةً منشأة فوردو'. وأكمل: 'لا توجد استخدامات تشغيلية معروفة لقنبلة GBU 57 حتى الآن، فغرضها الفتاك جعل الأميركيين لا يحتاجون إلى كميات كبيرة منها، ولذلك لم تزود شركة بوينغ المصنعة، وفقًا للتقديرات، سوى حوالى 20 وحدة خلال العقد الماضي. وكما هو الحال في كل المجالات، فإن منتجاً فريداً لا يخضع لإنتاج متسلسل مكثف يُكلف مبغاً باهظاً للغاية وهو حوالى 20 مليون دولار. وللمقارنة، يُكلف صاروخ من مجال آخر، وهو صاروخ باتريوت باك 3 الاعتراضي، حوالي 6 ملايين دولار'.


الديار
منذ 40 دقائق
- الديار
خطة وزاريّة لملف النزوح تبحث على طاولة مجلس الوزراء قريباً ضغط وحوافز ماليّة وتسهيلات للعائدين الى سوريا قبل فصل الشتاء
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كان متوقعا لقرار رفع العقوبات عن سوريا، الذي أعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب قبل فترة، ان يكون له انفراجات واسعة على صعيد النزوح السوري في لبنان. فالقرار يؤكد ان سوريا تجاوزت مرحلة الحرب ودخلت الترتيبات السياسية الكبرى، مما يشجع عودة النازحين السوريين الى بلادهم، للمساهمة في مشاريع الانماء والاعمار والاستثمارات وبناء اقتصاد سوريا بعد الحرب. عدا ذلك، فان التحولات كان يمكن ان تشكل بداية تحول إيجابي بالنسبة الى لبنان، المهدد من فترة بقنبلة النزوح السوري الموقوتة على ساعة التفجير، بسبب ضغوط النزوح وانفلاش الأزمات الحادة اقتصاديا واجتماعيا، وتكرار موجات النازحين الى الداخل اللبناني منذ بداية الحرب السورية عام 2011 . إلا ان لا شيء من هذا القبيل حصل كما تقول مصادر وزارية، ولا تقدم ملموسا بعد في موضوع عودة النازحين، ولا حل نهائيا قريب بعد باستثناء حركة ضغوط واتصالات، وحيث من المتوقع ان تقدم اللجنة الوزارية المكلفة تقريرا يتضمن إقتراحات ومخارج، ويرتكز كما تقول المعلومات على قرار لمفوضية اللاجئين على تقديم حوافز مالية للسوريين، لتسهيل عودتهم الى بلادهم قبل حلول شهر أيلول قبل بداية العام الدراسي. وتتضمن الخطة تقديم تسهيلات لتسوية اوضاع المغادرين وتخفيض الرسوم، مقابل منع العودة وتهديد النازح بان بقائه في لبنان لن يوفر له الطبابة والتعليم. الا أن الخطة الوزارية كما تقول المصادر لا تكفي وحدها، فملف النزوح معقد ولا يبدو وفق الإتصالات القائمة مع الجانب السوري، ان هناك تسهيلات مهمة من الدولة السورية، بحجة عدم توفر البنى التحتية وعدم القدرة الاستيعابية، نظرا لظروف الدولة بعد الحرب. وتؤكد المصادر ان معاينة الوضع الميداني لحركة الدخول والخروج من لبنان في الأسبوعين الماضيين، أظهرت الستاتيكو الماضي ذاته، اذ تبين وفق التقارير الامنية ان حركة الخروج من لبنان تمت عبر المعابر الشرعية، فيما العودة إليه حصلت من المعابر غير الشرعية. والأخطر من ذلك ان عددا كبيرا من الشباب السوريين نقلوا عائلاتهم الى الداخل السوري، وعادوا للعمل في لبنان بفعل الضغوط الإقتصادية. لهذا السبب وغيره وبسبب ضغط ملف النزوح على الداخل تتجه الأنظار الى زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني المتوقعة الى لبنان نهاية الشهر الحالي التي بحسب المعلومات قد تحمل تحولا مهما في هذا الملف في سياق ترتيبات معينة لملف النزوح بالتزامن مع اجتماعات مقررة في العاصمة السورية للدول المعنية بملف النزوح . مقاربة هذا الملف اصبحت ضرورة وحتمية مع ضغوط الملف لبنانيا وتأثير قرار مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التوقف عن دفع تكاليف الاستشفاء للسوريين نهاية العام الحالي. وتعول المصادر على زيارة الشيباني المرتقبة على أمل ان تحمل package كاملة من ملفات تحتاج للمتابعة بين الجانبين وترتبط بالتحولات والوضع الجديد على صعيد المنطقة وهذه الملفات تتعلق بالنزوح والحدود إضافة الى وضع السجناء السوريين وتؤكد مصادر سياسية ان معالجة ملف الحدود اللبنانية السورية أمر أساسي ويحظى باهتمام دولي من اجل ترسيم الحدود بين البلدين وحسم هوية مزارع شبعا التي يصر الجانب السوري على انها ارض سورية ، ويطالب الجانب السوري بتسليم سجناء لمتابعة أحكامهم في سوريا . تبني المصادر على زيارة الشيباني التي تصفها المصادر بالمفصلية بملف النزوح وعناوين أخرى ستشكل خارطة طريق للتعاون المستقبلي بين البلدين بما يمهد لخطوات جدية بمسألة العودة التي ستحصل قبل بداية فصل الشتاء المقبل.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
المفاجأة في "قنبلة" تدمر "نووي إيران".. ما هي؟!
نشر موقع "غلوبز" الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن طائرات "بي – 2" وقنابل "فريدة" يمكن استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ " لبنان24" إن جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية مُحصن جيداً تحت الأرض، موضحاً أن الأميركيين وحدهم يمتلكون القدرات الهجومية التي تُمكنهم من تدميرها. التقرير يشير إلى أن "طائرة بي – 2 سبيريت هي قاذفة استراتيجية خفية قادرة على حمل قنابل نووية، من إنتاج شركة نورثروب غرومان"، وأضاف: "لقد حلقت الطائرة لأول مرة عام 1989 ودخلت الخدمة التشغيلية بعد حوالى أربع سنوات. حتى الآن، ركزت عملياتها على إسقاط ذخائر تقليدية، بما في ذلك خلال تبادل إطلاق النار الأميركي مع الحوثيين في اليمن في تشرين الأول من العام الماضي. يبلغ باع جناحي الطائرة حوالي 52 متراً وطولها حوالي 21 متراً، وارتفاعها حوالى 5 أمتار". وأكمل: "تستطيع القاذفة العمل على أي ارتفاع، حتى 50,000 قدم، ويبلغ مداها حوالي 9,600 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. في إطار توجيه رسائل تهديد لإيران، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 طائرات من طراز بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي ، على بُعد حوالي 4,000 كيلومتر فقط من إيران، في نيسان الماضي، وكان هذا النشر للطائرات يستهدف بوضوح النظام الإيراني". وتابع: "القنبلة الأكثر ارتباطًا بالتهديد الكبير الذي تُشكّله طائرة بي-2 على أي عدو للولايات المتحدة هي قنبلة جي بي يو 57، وهي أقوى قنبلة تقليدية في العالم، والمعروفة باسم أم القنابل. الغرض من هذه القنبلة العملاقة، التي تزن حوالي 13.6 طناً وتحتوي على شحنة متفجرة تزن 2.4 طن، هو اختراق المخابئ. تتميز القنبلة بضخامتها، إذ يبلغ طولها 6 أمتار، وتسمح سعة حمل طائرة بي-2 بحمل وحدتين منها في كل هجوم". وأردف: "هاتان القنبلتان قادرتان على اختراق منشآت إيران النووية المحصنة جيدًا تحت الأرض أولًا، ثم تنفجران. كانت هذه الأهداف سبباً رئيسياً وراء تطوير الأميركيين لهذه القنبلة غير التقليدية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع إدراكهم أن البرنامج النووي الإيراني سيُبنى في أعماق الأرض، وخاصةً منشأة فوردو". وأكمل: "لا توجد استخدامات تشغيلية معروفة لقنبلة GBU 57 حتى الآن، فغرضها الفتاك جعل الأميركيين لا يحتاجون إلى كميات كبيرة منها، ولذلك لم تزود شركة بوينغ المصنعة، وفقًا للتقديرات، سوى حوالى 20 وحدة خلال العقد الماضي. وكما هو الحال في كل المجالات، فإن منتجاً فريداً لا يخضع لإنتاج متسلسل مكثف يُكلف مبغاً باهظاً للغاية وهو حوالى 20 مليون دولار. وللمقارنة، يُكلف صاروخ من مجال آخر، وهو صاروخ باتريوت باك 3 الاعتراضي، حوالي 6 ملايين دولار".