
شبكة الجواسيس النائمة: كيف حاولت طهران زرع عملاء إسرائيليين مقابل المال؟
وتشير وثائق المحاكم الإسرائيلية، التي اطّلعت عليها الصحيفة، إلى أن طهران سعت إلى تجنيد عملاء داخل إسرائيل من خلال وسائط بسيطة: رسالة نصية، ورابط عبر «تلغرام»، ثم عرض مالي كبير، يبدأ بمئات الدولارات وينتهي بعشرات الآلاف لقاء تنفيذ «مهام حساسة»، وصلت حدّ التخطيط لاغتيال علماء ومسؤولين كبار.
ومنذ الهجوم الصاروخي الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل (نيسان) 2024 وُجهت اتهامات رسمية إلى أكثر من 30 إسرائيلياً بالتجسس لصالح إيران، معظمهم تورطوا في مهام أولية بسيطة، مثل التصوير، أو تعليق لافتات، قبل أن يتلقوا عروضاً لتنفيذ عمليات اغتيال، أو تخريب منشآت استراتيجية.
ووفقاً للوائح الاتهام، بدأت عمليات التواصل من جهات مجهولة بادعاء الانتماء إلى «وكالات أنباء»، قبل أن ينتقل النقاش إلى «تلغرام»، حيث يبدأ الإغراء المالي. في إحدى الرسائل، كُتب: «هل لديك أي معلومات عن الحرب؟ نحن مستعدون لشرائها». وفي رسالة أخرى: «القدس الحرة توحد المسلمين. أرسل لنا معلومات عن الحرب».
من المراسلة إلى تنفيذ المهام
بدأت بعض المهام بالبحث عن حقيبة مدفونة في حديقة عامة مقابل 1000 دولار، لكنها تطورت لاحقاً إلى تصوير منشآت أمنية مثل ميناء حيفا، وقاعدة نيفاتيم، ومقر الاستخبارات العسكرية في غليلوت، بالإضافة إلى منزل عالم نووي في معهد وايزمان للأبحاث، الذي أصبح لاحقاً هدفاً لصواريخ إيرانية.
أحد المجندين، وهو من أصول أذرية، كلّف بمهمة تصوير منشآت حساسة بمساعدة أقاربه، تحت ستار رحلة عائلية، وقد تكون الصور التي التقطها ساعدت طهران في تحديد أهداف هجومية خلال الحرب الأخيرة، حسبما توصل إليه المحققون.
وفي مثال آخر، عرضت الاستخبارات الإيرانية مبلغ 60 ألف دولار لأحد العملاء لقاء اغتيال عالم نووي وأسرته، إضافة إلى حرق منزلهم، إلا أن العملية فشلت بعد أن عجز المنفذون عن تجاوز الحرس الأمني.
اختبارات ولاء ومهام اغتيال
تكشف الوثائق أن الاستخبارات الإيرانية اعتمدت استراتيجية تجنيد تقوم على الاختبار التدريجي للولاء، بدءاً من المهام الصغيرة، ثم تصعيدها بشكل مفاجئ، غالباً دون تأهيل حقيقي أو زرع عقائدي. وقال مسؤول في جهاز «الشاباك» إن إيران كانت «ترشّ العملاء عشوائياً على أمل أن تصيب الهدف»، في إشارة إلى عدد الرسائل الواسع التي بُعثت إلى أشخاص من خلفيات مختلفة.
في إحدى الحالات، طُلب من أحد المجندين تركيب جهاز تتبّع على سيارة أحد العلماء، لكنه رفض رغم تلقيه دفعة مالية. وفي حالة أخرى، عُرض على المجند نفسه تنفيذ هجوم بزجاجة حارقة على موكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
الإدانة الوحيدة
حتى الآن، الشخص الوحيد الذي صدر بحقه حكم نهائي هو مردخاي موطي مامان (72 عاماً)، الذي أُدين بالتواصل مع عميل أجنبي والدخول إلى دولة معادية. وقد حُكم عليه بالسجن 10 سنوات بعد أن ثبت أنه سافر إلى إيران واجتمع بشخصيات مرتبطة بالاستخبارات الإيرانية، مقابل وعود بمبالغ مالية وصلت إلى 400 ألف دولار لتنفيذ عملية اغتيال بحق أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وادعى مامان، الذي تزوج مؤخراً من امرأة بيلاروسية، أنه لم يكن يعلم بأنه يتعامل مع جهاز مخابرات، وقال إن الشخص الذي قابله كان يقدم نفسه على أنه تاجر توابل. وأكد محاميه أن موكله تعرض لسوء معاملة، حيث سُجن في زنزانة غير آدمية وتعرّض للضرب.
ورغم ضآلة الإنجازات التي حققتها طهران من هذه الشبكة، يرى محللون أمنيون في تل أبيب أن المخاطر تكمن في سهولة الاختراق وضعف الانضباط الأمني لدى شريحة من المواطنين الإسرائيليين. وأضاف مصدر استخباري: «حتى لو كانت المهام محدودة، فإنها قد تسهّل ضربات أكبر لاحقاً».
في إيران... أرقام وتكتم
من الجانب الإيراني، أعلنت وكالة «فارس» أن السلطات الأمنية اعتقلت أكثر من 700 شخص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وقد أعدم ستة منهم على الأقل، لكن لم تصدر تفاصيل رسمية أو علنية عن المحاكمات، مما يضع علامات استفهام حول مدى دقتها.
ويشير محللون إلى أن إسرائيل، في المقابل، اختارت تقديم المتهمين للعدالة علناً، في محاولة لفضح الأسلوب الإيراني في تجنيد الجواسيس، واستباق أي عمليات اختراق مستقبلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 34 دقائق
- الشرق الأوسط
هدوء في السويداء عقب إعلان وقف إطلاق النار
يسيطر الهدوء على أجواء مدينة السويداء صباح الأحد بعد ساعات من إعلان الحكومة السورية وقف النار، وفق ما نقل مراسلان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» وشهود عيان، مع استعادة مجموعات درزية السيطرة على المدينة وإعادة انتشار القوات الحكومية السورية في المنطقة عقب أسبوع من أعمال عنف طائفية أسفرت عن نحو ألف قتيل. ورصد مراسلان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» موجودان على مشارف السويداء قوافل مساعدات إنسانية تتحضر للدخول إلى المدينة، مؤكدين عدم سماع أصوات إطلاق نار أو اشتباكات، وخلو طريق دمشق درعا من مقاتلي العشائر. وشاهدا انتشارا لقوات الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية في قرى ريف السويداء، دون دخولها إلى المدينة بعد. وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا على منصة «تلغرام»، أنه «تم إخلاء مدينة السويداء من مقاتلي العشائر كافة، وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة». وأدت أعمال العنف بين الدروز والبدو السُّنَّة التي اندلعت في 13 يوليو (تموز) في محافظة السويداء جنوب سوريا إلى مقتل 940 شخصاً، وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يتخذ من لندن مقراً له. ومن داخل السويداء، أكّد مسعف طلب عدم الكشف عن هويته لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن الهدوء يخيم في المدينة أيضاً، وقال عبر الهاتف: «لا نسمع أصوات اشتباكات ويبدو أن المعارك انتهت»، موضحاً: «لم يدخل حتى الآن أي مساعدات طبية أو إغاثية لكننا ننسق مع جهات طبية في دمشق لدخول قوافل مساعدات صحية خلال ساعات». وأرغمت المواجهات نحو 87 ألف شخص على النزوح من منازلهم في السويداء، بحسب «المنظمة الدولية للهجرة». وأعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، في وقت سابق السبت، وقفاً لإطلاق النار، والتزامه بـ«حماية الأقليات» ومحاسبة «المنتهكين» من أي طرف، وبدء نشر قوات الأمن في السويداء، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وجاء الإعلان بعد ساعات من إعلان واشنطن اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف إطلاق النار. وأكد البابا أن «الدولة بكل مؤسساتها السياسية والأمنية ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء، وستسخِّر قوى الأمن كل طاقاتها؛ سعياً لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال، وإعادة الاستقرار إلى المحافظة». وكان الشرع قد نشر قواته في السويداء، الثلاثاء، إلا أنه عاد وسحبها بعد أن قصفت إسرائيل أهدافاً حكومية عدة في دمشق، معلنة أنها تريد حماية الدروز، ومعربة عن شعورها بالتهديد من وجود قوات الحكومة السورية على تخومها. وحضَّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في منشور على منصة «إكس»، السلطات السورية على «محاسبة أي شخص مذنب بارتكاب الفظائع وتقديمه إلى العدالة، بمَن فيهم مَن هم في صفوفها».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
إيران والترويكا الأوروبية اتفقوا على استئناف المفاوضات النووية
نقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، اليوم (الأحد)، عن مصدر لم تسمه القول إن إيران والترويكا الأوروبية اتفقوا على استئناف المفاوضات النووية. وأضاف أن إيران والترويكا اتفقوا على مبدأ استئناف المفاوضات والتشاور لا يزال جارياً حول تحديد الزمان والمكان، ولكنه توقع أن تكون جولة المفاوضات المقبلة بين إيران والترويكا الأوروبية خلال الأسبوع المقبل. وتتألف الترويكا الأوروبية من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وبحسب تسنيم، من المقرر أن تُجرى هذه المفاوضات على مستوى مساعدي وزراء خارجية إيران والدول الأوروبية الثلاث.


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
رئيس الوزراء المصري يقبل استقالة وزيرة البيئة
القاهرة - مباشر: أصدر رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، قراراً بقبول الاستقالة المقدمة من وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد. كما أصدر مدبولي، قراراً آخر بتكليف وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، بالقيام مؤقتاً بمهام وزيرة البيئة، بالإضافة إلى مهام منصبها، وذلك لحين تعيين وزير للبيئة، بحسب بيان. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات جهاز حكومي مصري يستثمر 4 ملايين دولار في صندوق ديسربتيك جيزة سيستمز: النظر في الطرح ببورصة مصر لن يكون قبل 2027 صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر ترتفع لـ 970 مليون قدم مكعبة يومياً