logo
"غوغل" تعيد رسم خارطة البحث الطبي بالذكاء الاصطناعي

"غوغل" تعيد رسم خارطة البحث الطبي بالذكاء الاصطناعي

الجزيرةمنذ يوم واحد

في عصر يلجأ فيه الملايين إلى الإنترنت يوميا للبحث عن إجابات للأسئلة الصحية، أصبحت الحاجة إلى معلومات طبية موثوقة ودقيقة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ومع تزايد حجم المحتوى الطبي المتاح عبر الشبكة، تواجه منصات البحث، مثل " غوغل"، تحديًا كبيرًا في تحقيق التوازن بين توفير إجابات سريعة وضمان دقتها العلمية.
ويأتي هنا دور الذكاء الاصطناعي كأداة حاسمة لمعالجة هذه المعضلة، إذ تطور "غوغل" تقنيات مبتكرة لفهم الأسئلة الطبية المعقدة، وتصفية المصادر غير الموثوقة، والتعاون مع الخبراء الطبيين لبناء نظام بحث أكثر أمانًا وموثوقية.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحة العامة
دمجت "غوغل" منذ سنوات نماذج الذكاء الاصطناعي في خدماتها الصحية، بدءًا من تحليل صور الأشعة، مرورًا بالتنبؤ بمخاطر الأمراض، ووصولًا إلى تحسين جودة المعلومات الطبية.
ولكن التطورات الجديدة تركز بشكل خاص على فهم نية المستخدم حين يطرح سؤالًا صحيا، والرد عليه بإجابات مبنية على بيانات موثوقة، بل صياغتها بأسلوب مفهوم وسهل.
وتتعلق نسبة كبيرة من عمليات البحث اليومية بالصحة. وفي هذا السياق، تصبح دقة الفهم وتحديد المصدر أمرًا بالغ الحساسية، وخصوصًا عندما تتعلق الأسئلة بحالات حرجة أو أمراض مزمنة أو نصائح علاجية.
الذكاء الاصطناعي يُحسِّن فهم الأسئلة الطبية
تعتمد "غوغل" على نماذج لغوية متقدمة، ولكنها لا تكتفي بالتحليل اللغوي المعتاد، بل تخضع الأسئلة الطبية لسلسلة من العمليات التي تهدف إلى فهم القصد، وتصنيف المستوى الطبي للسؤال، وتحديد حساسيته من حيث كونه يتطلب تدخلًا متخصصًا أو مجرد معلومة عامة. ويأتي هنا دور تقنيات معالجة اللغة الطبيعية من أجل تحليل الأسئلة الطبية التي يكتبها المستخدمون بأشكال مختلفة.
وفي عام 2019، قدمت "غوغل" النموذج اللغوي "بيرت" (BERT) الذي يحسّن فهم السياق في الجملة من خلال تحليل علاقة الكلمات ببعضها بدلًا من معالجتها بشكل منفرد.
ويعد هذا النموذج مفيدًا في تفسير الأسئلة الطبية التي تحتوي على مصطلحات متخصصة أو الأسئلة التي تكتب باللغة العامية.
وعندما يبحث شخص عن "ألم في الصدر مع دوخة"، يحدد النموذج اللغوي العلاقة بين الأعراض ويقترح أسبابًا محتملة، مثل وجود مشاكل قلبية أو انخفاض ضغط الدم، بدلًا من تقديم نتائج عامة.
ولا يقتصر دوره على استرجاع صفحات تحتوي على كلمات مطابقة، بل على فهم القصد الحقيقي خلف السؤال وتفسير السياق وتحليل النية بطريقة أقرب إلى التفكير البشري.
كذلك طوّرت "غوغل" أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على التمييز بين الاستخدامات المختلفة للمصطلح الطبي نفسه.
فعلى سبيل المثال، فإن كلمة "ورم" قد تشير إلى حالة خطيرة أو إلى ورم حميد، حسب السياق. وتعتمد الخوارزميات على تحليل آلاف الوثائق الطبية والدراسات العلمية لتعلم الفروق الدقيقة.
وكشفت "غوغل" عن نموذج "ميد-بالم" (Med-PaLM) المدرب خصيصًا على بيانات طبية، ويعدّ أحد النماذج الأولى القادرة على الإجابة عن أسئلة طبية معقدة بدقة توازي دقة الأطباء البشر في بعض الاختبارات.
ويستطيع هذا النموذج معالجة أشكال متنوعة من البيانات الطبية، بما في ذلك النصوص والصور، مثل الأشعة السينية والمسح الضوئي، وحتى المعلومات الجينية، مما يتيح فهمًا أكثر شمولًا لصحة المريض.
حرب خفية ضد التضليل
لا شك في أن واحدة من أخطر الإشكالات التي تواجه المستخدم اليوم هي تداخل المعلومات الطبية الصحيحة مع المحتوى غير الدقيق أو المضلل أو حتى الضار.
ومن أجل مواجهة هذا التحدي، تلعب الخوارزميات الجديدة دورًا محوريا في غربلة المحتوى وتصنيفه بالاعتماد على أنظمة تصنيف المصادر.
ولا تنظر هذه الأنظمة إلى شهرة الموقع أو عدد الزيارات فقط، بل تقيّم جملة مؤشرات، مثل وجود مراجعة طبية واضحة للمحتوى، والكشف عن اسم المؤلف وخبرته، وذكر المصادر العلمية الأصلية، وتوافق المعلومات مع الإرشادات الطبية الموصى بها عالميا.
وقد أدخلت الشركة تحسينات جوهرية على الخوارزميات التي تستخدم عند التعامل مع المحتوى الصحي، لتصنيف مدى ثقة المستخدم بالمعلومة قبل أن تظهر له.
وتعطي "غوغل" الأولية للمحتوى الذي يُحدّث وفقًا لأحدث الأبحاث الطبية، في حين تكتشف الخوارزميات المحتوى الذي يعتمد على نظريات مؤامرة أو ادعاءات غير مدعومة بدراسات.
كما تعتمد "غوغل" لمراجعة المحتوى الطبي على تعاونها مع منظمات، مثل "منظمة الصحة العالمية" (WHO) و"مايو كلينك" (Mayo Clinic) و"المركز الأميركي لمكافحة الأمراض" (CDC).
الجسر بين التكنولوجيا والممارسة السريرية
لا يمكن للذكاء الاصطناعي وحده أن يحل محل الخبرة البشرية في المجال الطبي. لذلك، تعتمد "غوغل" على شراكات إستراتيجية مع أطباء وباحثين لضمان توافق تقنياتها مع الممارسات السريرية الحالية.
وقد وظفت الشركة أطباء واختصاصيين يعملون بشكل مباشر مع فرق تطوير الذكاء الاصطناعي لمراجعة النتائج وتقديم ملاحظات علمية تسهم في تدريب النماذج.
وتستخدم هذه المراجعات لاحقًا لتحسين أداء أنظمة البحث وضبط استجابات الذكاء الاصطناعي بناء على الملاحظات الإكلينيكية الفعلية.
وساعدت هذه الشراكات في تقليل ظهور المعلومات غير الدقيقة بنسبة كبيرة في بعض المواضيع الطبية العالية الحساسية، مثل السرطان والاكتئاب وصحة الأطفال.
وبالتعاون مع جامعات مثل " هارفارد" و "ستانفورد"، تطور "غوغل" أدوات تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض عبر دمج الذكاء الاصطناعي مع البيانات السريرية.
وتتيح "غوغل" لمنظمات طبية إمكانية تحديث المحتوى الطبي مباشرة في قاعدة بياناتها، بما يضمن وصول المستخدمين إلى أحدث التوصيات.
الحدود الأخلاقية لتدخل الذكاء الاصطناعي في الصحة
رغم كل هذا التقدم، تعترف "غوغل" أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن التشخيص الطبي.
وتحرص الشركة في جميع النتائج التي تتعلق بالصحة على إضافة عبارات تحذيرية تؤكد ضرورة مراجعة الطبيب المختص وعدم الاعتماد الكلي على المعلومات المقدمة.
كما وضعت سياسات تمنع استخدام منصاتها للإعلانات التي تروّج لعلاجات غير مثبتة علميا، أو التي تستغل مخاوف المرضى. وتُراجع هذه السياسات دوريا بالتعاون مع جهات رقابية وصحية عالمية.
التحديات والانتقادات
لا تزال جهود "غوغل" تواجه انتقادات، منها الخصوصية والتحيز الخوارزمي والمسؤولية القانونية والأخطاء والهلاوس التي قد تنتج عن الأنظمة الجديدة.
ويتطلب بناء النماذج الطبية الوصول إلى بيانات حساسة للمرضى، ويثير مخاوف قانونية وأخلاقية. وحذر بعض المراقبين من أن "غوغل" قد تستخدم بيانات صحية من دون موافقة المرضى.
وإذا كانت البيانات المستخدمة في التدقيق تمثل فئة ديمغرافية معينة، فإن ذلك يعني إهمال احتياجات مجموعات أخرى.
كما أن هناك نقاشات مستمرة حول من يتحمل مسؤولية الخطأ في التشخيص الافتراضي وتبعاته الصحية.
ختامًا، بين خوارزميات تصفية المحتوى، وفهم السياق الطبي، والتعاون مع الخبراء، تضع "غوغل" الذكاء الاصطناعي في قلب إستراتيجيتها لتقديم تجربة بحث صحي أكثر موثوقية وإنسانية.
وتطمح الشركة إلى أن تصبح شريكًا معرفيا في الرعاية الصحية الرقمية، مستندة إلى الخوارزميات الدقيقة، والمصادر الموثوقة، والشراكات مع القطاع الطبي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عملية زرع الكلى تحتفل بعيد ميلادها الـ75
عملية زرع الكلى تحتفل بعيد ميلادها الـ75

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

عملية زرع الكلى تحتفل بعيد ميلادها الـ75

قبل 75 عاما، وبالتحديد في 17 يونيو/حزيران 1950، أجريت أول عملية زرع كلية من شخص لآخر لكنها لم تنجح إلا لعدة أشهر. أما الآن فقد تطوّر الطب في مجال زراعة الكلى، ورغم ذلك لا تزال ألمانيا تعاني من مشكلة بهذا المجال منذ عقود. "أتمنى أن تستمر في العمل حتى نهاية حياتي!". هذا ما تأمله الألمانية بيتينا لانجه من كليتها الجديدة التي حصلت عليها من زوجها في أوائل عام 2009، كانت لانجه تبلغ من العمر 52 عاما وتعاني من أمراض الكلى منذ عقود وتخضع لغسيل الكلى منذ مدة طويلة. تقول لانجه "لم أكن في حالة جيدة أثناء غسيل الكلى، بل كنت في بعض الأحيان في حالة سيئة للغاية". أثناء غسيل الكلى ينقى دم معظم المرضى من السموم خارج الجسم لأن الكليتين لديهم لم تعدا قادرتين على العمل. استخدم هذا الإجراء بنجاح لأول مرة في هولندا قبل ما يقرب من 80 عاما. وفي ألمانيا يخضع ما يبلغ 100 ألف شخص حاليا لهذا الإجراء بصفة مستمرة، مما يعني عادة توصيلهم بجهاز غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيا لعدة ساعات متواصلة تحت إشراف طبي؛ إذ إن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان البقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، لا يعوض هذا العلاج عن وظيفة الكلى بشكل كامل، لذا تتدهور صحة المصابين تدريجيا. ويكمن الحل الناجع في الحصول على كلية من متبرع. وهذا هو العضو الأكثر حاجة إليه في ألمانيا. وفي 17 يونيو/حزيران 1950 (أي قبل 75 عاما) أجريت أول عملية زراعة كلية ناجحة في العالم في مستشفى أميركي صغير في إحدى ضواحي شيكاغو، حيث زرع الجراح ريتشارد إتش لولر عضوا من متوفى في مريضة تبلغ من العمر 44 عاما خلال عملية استغرقت 45 دقيقة. نجحت العملية في البداية، ولكن تمت إزالة الكلية المزروعة بعد عشرة أشهر بسبب رفض الجسم لها. لم يجر لولر هذا النوع من الجراحة مرة أخرى، وقال لاحقا "أردت فقط أن أبدأ". إعلان أجريت أول عملية من هذا النوع في ألمانيا عام 1963 في برلين الغربية، حيث زرع فيلهلم بروسيش ورينهولد ناجل العضو في امرأة تبلغ من العمر 21 عاما، إلا أنها توفيت بعد أيام قليلة من العملية. وعقب ستة أشهر، حقق الطبيبان المتخصصان في المسالك البولية نفسيهما أول نجاح طويل الأمد مع مريضة تبلغ من العمر 25 عاما، التي تلقت تبرعا من والدتها. وتجرى عمليات زرع كهذه في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الغربية) منذ عام 1966، وحتى الآن يوجد حوالي 100 ألف فرد خضعوا لزراعة كلية في ألمانيا. ويسمح القانون الألماني بأن يتبرع شخص سليم -سواء كان زوجا أو قريبا أو أحد المتعاطفين مع المريض- بكليته طواعية. توافق الكلية استعدت لانجه وزوجها للعملية الجراحية لمدة عام تقريبا، حيث خضعت لانجه للعلاج لضمان توافق الكلية مع معايير جسمها. تقول السيدة "بعد العملية، يكون لديك شخصان مصابان بأمراض مزمنة". ويخضع الزوجان لفحوص طبية دورية. وعقب العملية يتناول متلقو التبرع أدوية قوية تثبط جهاز المناعة حتى لا يرفض الجسم الكلية، مما يزيد من خطر إصابتهم بالعدوى، الأمر الذي يلزمهم بالاهتمام بنظامهم الغذائي وتجنب أطعمة مثل الجبن الأزرق وبعض الحمضيات. ويتمكن العديد من المتبرعين الأصحاء من استئناف حياتهم بعد فترة وجيزة من عملية التبرع، لكن هذا لا يعفيهم من الخضوع لفحوص دورية. ومع ذلك، يعتمد معظم مرضى غسيل الكلى على تلقي تبرعات لأفراد متوفين. ووفقا لأرقام المؤسسة الألمانية لزراعة الأعضاء، فإن من بين 2075 كلية مزروعة في ألمانيا في عام 2024، جاء حوالي ثلثها فقط من متبرعين أحياء، في جاءت 1433 المتبقية من متبرعين متوفين. يعيش الألماني جيدو لامبرشت الآن بثالث كلية زرعت له. يقول الرجل البالغ من العمر 57 عاما "استمرت الأولى معي ثماني سنوات، والثانية خمس سنوات ونصف السنة. أعيش مع كليتي الثالثة منذ عام 2018". وشخصت إصابة لامبرشت بالفشل الكلوي المزمن في سن المراهقة، ووضع على جهاز غسيل الكلى في سن الثانية والعشرين. يقول لامبرشت "لم أر غسيل الكلى عبئا، بل ضرورة. لذا فهو أمر مقبول بالنسبة لي، ويمكنني التعايش معه والمضي قدما". كان عمر لامبرشت 24 عاما عندما خضع لأول عملية زرع كلية في مستشفى برلين فريدريشسهاين. وعندما اتضح بعد العملية أن كليته تعمل، غمرت لامبرشت "مشاعر سعادة لا مثيل لها"، حيث قال "نعم، هذا أمر لا يصدق. انتابني الشعور نفسه في عام 2018". وبعد توقف أول كليتين مزروعتين لديه عن العمل، اضطر للعودة مؤقتا إلى غسيل الكلى. ولا يزال الاستعداد للتبرع في ألمانيا محدودا منذ عقود. ووفقا لبيانات المؤسسة الألمانية لزراعة الأعضاء، تبرع العام الماضي 953 شخصا متوفيا بـ2855 عضوا من أعضائهم، من بينها 1391 كلية. ويبلغ معدل المتبرعين بالأعضاء في ألمانيا 411 متبرعا لكل مليون نسمة، مما يجعل ألمانيا تحتل مرتبة متدنية في التبرع بالأعضاء مقارنة بالمتوسط الأوروبي. وفي البرتغال على سبيل المثال يبلغ المعدل حوالي ثلاثة أضعاف، وفي إسبانيا أعلى من ذلك. إعلان ويتم توزيع الأعضاء وفقا للمعايير الطبية المعمول بها من خلال وكالة "يورو ترانسبلانت"، التي تضم ثماني دول أوروبية. وتحصل ألمانيا على تبرعات من هناك أكثر مما تمنح من تبرعات. قائمة انتظار ووفقا للمؤسسة الألمانية لزراعة الأعضاء، كان ما يقرب من 6400 مريض مؤهلين لزراعة الكلى على قائمة انتظار كلى جديدة بنهاية عام 2024. ويقدر بعض الأطباء الحاجة الفعلية بما يصل إلى 30 ألف شخص. وتطول فترة الانتظار بين بدء غسيل الكلى والخضوع لجراحة زرع كلى. ووفقا لدراسة أجراها مستشفى جامعة كيل عام 2024، فإن مدة الانتظار للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 عاما تبلغ نحو سبع سنوات. وتعطى الأولوية للأطفال المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة كلى من متبرعين شباب، ويكون علاجهم أسرع. وينطبق الأمر نفسه على من تزيد أعمارهم عن 65 عاما، حيث يمكنهم الحصول على أعضاء ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما من خلال برنامج "كبار السن لكبار السن". ونظرا لارتفاع معدلات الوفيات بين كبار السن، فإن العرض أعلى، ولكن مدة كفاءة الكلى المزروعة تكون أقصر. ويتمثل أحد أسباب فترات الانتظار الطويلة في النقص الحاد المستمر في المتبرعين. فبموجب القانون الحالي، لا يسمح بالتبرع بالأعضاء في ألمانيا إلا بموافقة صريحة. لذلك يدعم بعض الساسة وفئات المجتمع تطبيق حل الاعتراض على التبرع، مما يعني أن كل شخص يعتبر متبرعا بالأعضاء ما لم يعترض صراحة على ذلك. وقد طبقت هذه القاعدة لعقود في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية)، وكذلك بعد إعادة توحيد شطري البلاد في مستشفيات ألمانيا الشرقية، وذلك قبل أن ينهي التشريع الوطني العمل بها.

اكتئاب الحمل وما بعد الولادة.. الأسباب والأعراض ومتى تزورين الاختصاصي؟
اكتئاب الحمل وما بعد الولادة.. الأسباب والأعراض ومتى تزورين الاختصاصي؟

الجزيرة

timeمنذ 8 ساعات

  • الجزيرة

اكتئاب الحمل وما بعد الولادة.. الأسباب والأعراض ومتى تزورين الاختصاصي؟

وفقا للدراسات الحديثة، تعاني 20 إلى 30% من الحوامل من مشاكل في الصحة النفسية، ولفترة قد تمتد طوال 12 شهرا بعد الولادة. بعض هذه المشاكل قد يسهل إدارتها بخطوات بسيطة تشمل العناية الذاتية وطلب الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء، إلا أن بعضها الآخر يتطلب تدخل أخصائي نفسي، لا سيما مع وجود أعراض متفاقمة قد تحتاج إلى خطة علاج دقيقة لتجاوزها. مشاكل الصحة النفسية أثناء الحمل هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على الصحة النفسية للحامل، وعلى رأسها التغيرات الجسدية والعاطفية التي تشهدها المرأة خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية. إذ ترتفع مستويات هرمون الكورتيزول في جسم الحامل، لتصل إلى ذروتها في الأسابيع القليلة الأخيرة من الثلث الثالث من الحمل. هذا التغير الهرموني يعد ضروريا لنمو الجنين، فهو يساعد على نمو الدماغ والرئتين بشكل صحي. ومع ذلك، فإن ارتفاع مستويات الكورتيزول قد يؤثر سلبا على مشاعر الحامل، إذ يرتبط ارتفاع مستويات الكورتيزول بحالات مثل القلق والاكتئاب، ومن المحتمل أن يؤثر هذا الارتفاع أيضا على تقلبات المزاج أثناء الحمل. يعد القلق والاكتئاب من أبرز مشاكل الصحة النفسية التي تواجه الحامل، ويصاحب ذلك أعراض مثل الانفعال، والأرق، أو تغير أنماط النوم، والغثيان الصباحي، وتغيرات الشهية، وتقلبات المزاج. كذلك يصعب على النساء المصابات بالاكتئاب القيام بالمهام اليومية الاعتيادية، ويفقدن الشعور بالمتعة والشغف، كما تزيد حساسيتهن تجاه انتقادات الآخرين أو تعليقاتهم. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون شائعة في فترة الولادة، فإن زيارة اختصاصي نفسي تعد ضرورة قصوى في حال كانت مستمرة أو رافقتها أعراض أخرى أكثر جدية مثل نوبات الهلع أو الأفكار المقلقة، مثل الرغبة في أذية النفس أو الآخرين. متى تلجئين إلى المختص النفسي؟ غالبا ما تهمل مشاكل الصحة النفسية خلال الحمل وما بعد الولادة، وتترك من دون علاج، إما بسبب عدم أخذ هذه المشاكل على محمل الجد، أو خوفا من الوصمة المجتمعية المرتبطة بطلب العون من المتخصصين النفسيين. لكن إهمال هذه المشاكل، يحمل آثارا بالغة وطويلة الأمد على المرأة وأسرتها، وكذلك على النمو العاطفي والاجتماعي والمعرفي للأطفال. استشارة الاختصاصي النفسي ستساعدك في تحديد الحالات التي قد تتطلب تدخلا طبيا أو تنذر بتداعيات طويلة الأمد على صحتك النفسية. ومن الأمراض الشائعة التي تصيب النساء وتتطلب علاجا فوريا، نذكر: 1- اكتئاب ما بعد الولادة: يعد الاكتئاب ما بعد الولادة من الأمراض الشائعة للغاية، إذ تشير الدراسات إلى أن واحدة من كل خمس نساء قد يعانين من هذه الحالة. وتشمل أعراضها: مشاعر الغضب والانفعال. عدم الاهتمام بالطفل. اضطرابات النوم والشهية. البكاء والحزن. مشاعر الذنب أو اليأس. فقدان الاهتمام أو المتعة في الأشياء التي كنت تستمتعين بها سابقا. أفكار محتملة لإيذاء الطفل أو نفسك. 2- القلق أثناء الحمل أو بعد الولادة: تشير الأبحاث إلى أن واحدة من كل 5 نساء قد يعانين من القلق أو القلق المصحوب بالاكتئاب خلال فترة الحمل أو بعد الولادة. وتشمل الأعراض: القلق المستمر. الشعور بأن شيئا سيئا قد يحدث. التفكير الزائد. اضطرابات النوم والشهية. الرغبة بالحركة المستمرة وعدم القدرة على الاسترخاء. أعراض جسدية مثل الدوخة والهبات الساخنة والإسهال والغثيان. مشاعر الغضب والانفعال. قد تعاني بعض النساء أيضا من نوبات هلع متكررة، تشمل ضيق في التنفس، وألم في الصدر، ورهاب الأماكن المغلقة، ودوخة، وخفقان في القلب، وخدر ووخز في الأطراف. وتهدأ هذه النوبات عادة بعد 5-7 دقائق. 3- اضطراب الوسواس القهري: يتميز اضطراب الوسواس القهري خلال الحمل أو بعد الولادة، بالتفكير المستمر بأفكار غير مرغوبة أو هواجس مخيفة مع وجود رغبة مفرطة وغير منطقية للقيام بأفعال معينة (دوافع قهرية). غالبا ما تتمحور هذه الهواجس والدوافع القهرية حول صحة وسلامة الحمل و/أو الطفل. تجد بعض الأشخاص أن هذه الهواجس والقلق القهري قد تعيقهن عن أداء مهامهن اليومية الاعتيادية (تنظيف الأسنان، قيادة السيارة، مغادرة المنزل). يمكن أن تشمل أعراض الوسواس القهري أثناء الولادة ما يلي: الهواجس، أو ما يُسمى أيضا بالأفكار المُتطفلة، وهي أفكار أو صور ذهنية مُستمرة ومتكررة، غالبا ما ترتبط بالطفل. القيام بأشياء معينة مرارا وتكرارا، لتقليل المخاوف والهواجس. قد يشمل ذلك أمورا مثل الحاجة إلى التنظيف باستمرار، أو التحقق من الشيء ذاته عدة مرات أو إعادة ترتيب الأشياء. شعور بالرعب حول هذه الأفكار. الخوف من البقاء وحيدة مع الرضيع. الإفراط في حماية الرضيع. 4- اضطراب ما بعد الصدمة أثناء الولادة (PTSD): يحدث اضطراب ما بعد الصدمة أثناء الولادة نتيجة تجربة مؤلمة أو مخيبة للآمال أثناء الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة. قد تشمل هذه الصدمات مضاعفات الحمل، أو تدلّي الحبل السري، أو الولادة القيصرية غير المخطط لها، أو استخدام جهاز شفط أو ملقط الولادة، أو نقل الطفل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، أو الشعور بالعجز و/أو نقص الدعم والطمأنينة أثناء الولادة، أو حدوث مضاعفات أو إصابات جسدية شديدة مرتبطة بالحمل أو الولادة. قد تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أثناء الولادة ما يلي: ذكريات الماضي المؤلمة (والتي قد تكون في هذه الحالة الولادة نفسها). الكوابيس. تجنب تذكر أي شيء مرتبط بالحدث، بما في ذلك الأفكار والمشاعر والأشخاص والأماكن وتفاصيل الحدث. زيادة الإثارة المستمرة (التهيج، صعوبة النوم، اليقظة المفرطة، استجابة مفاجئة مبالغ فيها لأي نوع من أنواع المحفزات). القلق ونوبات الهلع. الشعور بعدم الواقعية والانفصال. إعلان 5- اضطرابات المزاج ثنائي القطب: تشير الأبحاث إلى أن 50% من النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب يتم تشخيصهن لأول مرة في فترة ما بعد الولادة. هناك مرحلتان لاضطراب المزاج ثنائي القطب: فترات الانخفاض والارتفاع. تُسمى فترة الانخفاض سريريا بالاكتئاب، بينما تُسمى فترة الارتفاع الهوس أو الهوس الخفيف. يمكن أن يبدو الاضطراب ثنائي القطب مماثلا للاكتئاب الشديد أو القلق ويمكن أن يشمل أعراضا مثل: فترات من المزاج الاكتئابي الشديد والانفعال. تحسن الحالة المزاجية وزيادة الطاقة عن المعدل الطبيعي. السرعة في الكلام. حاجة قليلة إلى النوم. الإفراط في التفكير. إيجاد صعوبة في التركيز. الثقة المفرطة والاندفاع. فقدان القدرة على إصدار أحكام متوازنة. سهولة التشتت. الشعور المتضخم بأهمية الذات. الأوهام و/أو الهلوسة في الحالات الأكثر شدة. قد تكون الولادة محفزا محددا لنوبة الهوس، والتي قد يتبعها ظهور الاكتئاب. 6- الذهان ما بعد الولادة: الذهان ما بعد الولادة (PPP) هو اضطراب خطير، يبدأ عادة في أول أسبوعين (ولكن يمكن أن يستمر حتى عام بعد الولادة). يعتبر هذا النوع من الذهان نادرا إذ يصيب امرأة واحدة من كل ألف امرأة تقريبا. يمكن أن تشمل أعراض الذهان ما بعد الولادة ما يلي: الأوهام أو الأفكار الغريبة. الهلوسة (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة). الشعور بالانزعاج الشديد. فرط النشاط أو وجود طاقة أكثر من المعتاد. الاكتئاب الشديد أو انعدام العاطفة. انخفاض الحاجة إلى النوم أو عدم القدرة على النوم. جنون العظمة والشك. التقلبات المزاجية السريعة. صعوبة التواصل في بعض الأحيان. العلاج الفوري للنساء اللواتي يعانين من هذا الاضطراب ضروري للغاية، لا سيما وأنهن أكثر عرضة لإيذاء أنفسهن أو الآخرين. كيف تهتم الحامل بصحتها النفسية؟ حتى في الحالات التي لا تتطلب تدخل الاختصاصي النفسي، تتعرض النساء للعديد من الضغوطات التي تؤثر على حالتهن النفسية، والتي تستدعي عناية ذاتية تضمن الحفاظ على التوازن العاطفي والذهني. بما في ذلك: تخصيص وقت للراحة والاسترخاء: أعباء الحمل والأمومة لا ينبغي أن تنسيك أهمية الاعتناء بذاتك. حاولي تخصيص وقت للقيام بنشاط يساعدك على الاسترخاء وتجديد طاقتك. قد يكون ذلك نشاطا بسيطا كالمشي، أو السباحة، أو التحدث مع أحد الأصدقاء أو ممارسة هواية مفضلة. إعطاء الأولوية للنوم والراحة: من الضروري لك ولطفلك ضمان حصولك على قسط كاف من النوم ليلا، وأخذ قيلولة خلال النهار عند الحاجة. اتباع نظام غذائي صحي: يُعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن أمرا بالغ الأهمية أثناء الحمل. فالتغذية الجيدة ليست مهمة فقط لضمان نمو الجنين بشكل صحي، بل تعد أيضا أساسا للصحة النفسية الجيدة. مشاركة تجارب الأمومة: قد يكون من المفيد الانضمام إلى مجموعات أو مساحات تجمع الأمهات الجدد ليشاركن أفكارهن والصعوبات التي يواجهنها في التعامل مع الحمل أو الطفل بعد الولادة. هذه المشاركة تسهم في تحسين حالتك النفسية والحصول على الدعم الكافي من النساء الأخريات. التواصل مع العائلة والمجتمع: من الضروري تخصيص وقت للتواصل مع العائلة والأصدقاء للحصول على الدعم النفسي، وعدم تمضية كل الوقت في تلبية احتياجات الطفل على حساب صحة الأم النفسية. التمارين الرياضية والنشاط البدني: قد تشمل العناية بالنفس تخصيص وقت لممارسة الرياضة بانتظام، حتى لو كان ذلك مجرد الخروج من المنزل لنزهة سريعة أو القيام ببعض التمارين في المنزل. لا تقتصر فوائد ذلك على الجانب البدني فحسب، بل قد تمتد إلى الجانب النفسي أيضا.

علماء يطورون نموذجا للمساعدة في تشخيص مرض "الرأرأة"
علماء يطورون نموذجا للمساعدة في تشخيص مرض "الرأرأة"

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • الجزيرة

علماء يطورون نموذجا للمساعدة في تشخيص مرض "الرأرأة"

طوّر باحثون من جامعة فلوريدا أتلانتيك الأمريكية بالتعاون مع جامعات ومؤسسات أخرى، نموذجًا أوليًا مبتكرًا يعتمد على التعلم العميق، ويستفيد من البيانات الصحية المباشرة للمساعدة في تشخيص مرض "الرأرأة"، وهي حالة مرضية تحدث خلالها حركات لا إرادية في العين، وغالبًا ما ترتبط بالإصابة باضطرابات عصبية أو دهليزية (اضطرابات تحدث في النظام الدهليزي المسؤول عن التوازن وحركات العين). وتوفّر الأداة الجديدة المعتمدة بديلًا منخفض التكلفة وسهل الاستخدام للتشخيص من بعد حيث تتبع الأداة 468 نقطة مرجعية في الوجه لحظيًا، وتحلل سرعة حركة العين، وتولّد تقارير جاهزة للعرض على الأطباء. وتواجه الأدوات التشخيصية التقليدية التي تُستخدم عادة لرصد الرأرأة مثل: تصوير الرأرأة بالفيديو (VNG) أو التخطيط الإلكتروني (ENG)، مشكلات عدة، أهمها: التكاليف المرتفعة التي تتجاوز 100 ألف دولار أحيانًا، والتجهيزات الكبيرة التي تحتاج إليها، والإزعاج الذي قد تسببه للمرضى في أثناء إجراء الفحوصات، فيما تقدم الأداة الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بديلًا منخفض التكلفة ومريحًا للمريض، يتيح فحصًا سريعًا وموثوقًا للكشف عن اضطرابات التوازن وحركات العين غير الطبيعية. وقال الدكتور هارشال سانغوفي، المؤلف الرئيسي للدراسة، وزميل ما بعد الدكتوراه: " مع أن تقنيتنا ما تزال في مراحلها المبكرة، فإنها تمتلك القدرة على تغيير شكل الرعاية الصحية لمرضى الاضطرابات الدهليزية والعصبية. ومن خلال قدرتها على توفير تحليل غير جراحي ولحظي، يمكن استخدامها على نطاق واسع، في العيادات، وغرف الطوارئ، وحتى في المنازل'. ويعمل الفريق البحثي حاليًا على تحسين دقة النموذج، وتوسيع اختباره ليشمل فئات متنوعة من المرضى في مناطق مختلفة، والحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لاستخدامه على نطاق واسع في المجال الطبي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store