logo
الكريكيت: قصة عصا الراعي التي تحولت إلى لعبة شعبية في مختلف أنحاء العالم

الكريكيت: قصة عصا الراعي التي تحولت إلى لعبة شعبية في مختلف أنحاء العالم

شفق نيوز١٠-٠٥-٢٠٢٥

في خضم التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، اتخذ مجلس مراقبة الكريكيت في الهند قراراً غير مسبوق بتعليق الدوري الهندي الممتاز لمدة أسبوع، وذلك بعد اتهامات هندية لباكستان بشن هجمات بالطائرات المُسيرة والصواريخ على ثلاث قواعد عسكرية، وهو ما نفته إسلام آباد.
ومن جانبها، أعلنت السلطات الباكستانية أن الهند شنت غارات جوية على الأراضي الباكستانية، بما في ذلك الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير، مما أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 آخرين.
وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي، قتل 26 مدنياً في الشطر الهندي من كشمير، ووجهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى باكستان بدعم الجماعات المسلحة، وهو ما نفته الأخيرة، لتتصاعد التوترات ليل الثلاثاء الماضي حين أعلنت الهند تنفيذ سلسلة من الغارات ضد باكستان تحت اسم "عملية سيندور".
وتأثر الدوري الهندي الممتاز بشكل مباشر بهذه التوترات، حيث أُلغيت مباراة بين فريقي بنجاب كينغز ودلهي كابيتالز أثناء اللعب في دارامسالا، بسبب عطل في الأضواء الكاشفة، لكن التقارير تشير إلى أن السبب الحقيقي يرتبط بالوضع الأمني المتدهور، خصوصاً مع المسافة القريبة التي تفصل المدينة عن منطقة كشمير المتنازع عليها.
وأعلن مجلس مراقبة الكريكيت في الهند أنه سيتم إجلاء اللاعبين والطاقم الإعلامي من المدينة، ونقل ما تبقى من مباريات البطولة إلى مواقع أمنة، في انتظار "تقييم شامل للوضع بالتشاور مع الجهات المعنية".
أما في باكستان، فقد تم نقل مباريات الدوري الباكستاني الممتاز إلى الإمارات العربية المتحدة في خطوة اعتُبرت إجراءً احترازياً، لا سيما بعد التصعيد الميداني وتزايد احتمالات امتداد التوتر إلى الملاعب. ومن المتوقع مشاركة لاعبين أجانب، من بينهم 7 لاعبين من إنجلترا، في بقية مباريات البطولة.
ضربة قوية
BBC
ويمثل قرار مجلس مراقبة الكريكيت في الهند بتعليق الدوري ضربة قوية لمشروع حقوق البث المشترك بين ريلاينس وديزني، فضلًا عن عشرات الشركات التي خصصت ميزانيات ضخمة للإعلانات.
و سبق وأن أُقيمت مباريات الدوري الهندي الممتاز خارج البلاد، حيث أُقيمت نسخة 2009 في جنوب أفريقيا عقب الهجوم على المنتخب السريلانكي في لاهور، وكذلك نسخة 2020 وجزء من نسخة 2021 في الإمارات بسبب جائحة كوفيد-19، إلا أن هذا التعليق الأخير يأتي في سياق أكثر خطورة حيث يرتبط بتوتر عسكري فعلي وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن أعمال عنف متزايدة.
ويُعتبر الدوري الهندي الممتاز، الذي انطلق عام 2008، أغنى دوري كريكيت في العالم، ويجذب أفضل لاعبي العالم بعقود خيالية، ويُشارك فيه لاعبون من إنجلترا، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، ونيوزيلندا، وغيرها، ومن بين المشاركين في نسخة هذا العام جوس باتلر، وغوفرا آرتشر، وجاكوب بيثيل، وهو ما يعكس الطابع العالمي للبطولة، وقد علمت بي بي سي سبورت أن هؤلاء اللاعبين سيغادرون الهند، وقد غادر بعضهم بالفعل.
وتمثل رياضة الكريكيت في شبه القارة الهندية أكثر من مجرد لعبة، فهي جزء من الهوية الوطنية، وساحة تنافس رمزية بين جارين تجمعهما علاقات تاريخية شائكة منذ انفصال الهند وباكستان عام 1947.
من أين جاءت الكريكيت؟
BBC
لكن قبل أن تصبح لعبة الكريكيت جزءًا من السياسة والهوية الوطنية، كانت مجرد لعبة نشأت في مروج إنجلترا منذ قرون.
ويعود أصل لعبة الكريكيت إلى العصور الوسطى، وتحديداً إلى جنوب شرق إنجلترا، حيث كان الرعاة يضربون الحجارة بعصي منحنية "كريك" أمام بوابات الحظائر، وهو ما يُعتقد أنه شكل النواة الأولى للعبة.
ووفقاً لبعض النظريات، فإن اسم اللعبة ربما اشتُق من كلمة "كريك"، التي كانت تُستخدم لوصف العصا المنحنية أو من الكلمة الفلمنكية "كريكستويل"، وهي قطعة أثاث يُركع عليها للصلاة في الكنيسة.
وظهرت أولى الإشارات إلى لعبة تشبه الكريكيت في غيلدفورد عام 1598، كما فُرضت غرامات على من تغيبوا عن الكنيسة للعب الكريكيت في أواخر القرن السابع عشر.
ومع تطورها، أصبحت اللعبة أكثر تنظيماً، خاصة بعد أن أنشأ نادي ماريليبون للكريكيت قوانينها الأولى في عام 1788، ومنذ ذلك الحين، أصبح نادي ماريليبون، ومقره ملعب لوردز في العاصمة البريطانية لندن، المرجع الرئيسي لقوانين اللعبة.
وعلى مر القرون، تطورت الكريكيت إلى أكثر من مجرد رياضة محلية، ففي ظل الإمبراطورية البريطانية، انتقلت اللعبة إلى مستعمرات بعيدة مثل الهند، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، ومنطقة الكاريبي، حيث اكتسبت شعبية كبيرة وتطورت بأساليب محلية مميزة.
وقد كانت إحدى لحظات التحول الكبرى في تاريخ الكريكيت هي هزيمة إنجلترا على يد أستراليا عام 1882، وهو ما دفع صحيفة "سبورتينغ تايمز" إلى نشر نعي ساخر للعبة في إنجلترا، واعتبارها قد "ماتت" في ملعب أوفال.
BBC
وبرز في عشرينيات القرن الماضي لاعبون أسطوريون، من أبرزهم السير دون برادمان الأسترالي، الذي بلغ متوسطه في الاختبارات 99.94 نقطة، وهو رقم لا يمكن تحطيمه كما يرى كثيرون.
وخلال أواخر سبعينيات القرن الماضي، انقسمت اللعبة إلى قسمين في بطولة منفصلة، ​​سُميت "سلسلة العالم"، وهي بطولة رعتها جهات إعلامية وتجارية، مما أدخل الكريكيت في طور جديد من الاحتراف والتسويق.
وبحلول القرن الحادي والعشرين، بدأت لعبة الكريكيت تأخذ طابعاً عالمياً، وانتشرت في بلدان جديدة، لاسيما الدول الآسيوية، مثل الهند وباكستان وسريلانكا وبنغلاديش.
ورغم هيمنة جنوب أفريقيا على اللعبة في القارة السمراء، فقد انتشرت لعبة الكريكيت كالنار في الهشيم في جميع أنحائها خلال السنوات الماضية حيث نجحت فرق صغيرة مثل كينيا في الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم.
وكانت جزر الهند الغربية الفريق الوحيد الذي فاز بلقبين عالميين في كأس العالم حتى عادلت أستراليا ذلك الرقم القياسي في عام 1999.
ورغم قلة عدد سكان منطقة البحر الكاريبي فقد أنتجت نجوماً عالميين في اللعبة من أمثال كلايف لويد، فيفيان ريتشاردز، وبراين لارا، مما أسهم في تعزيز الطابع المتعدد الثقافات للكريكيت.
وعلى الرغم من الجدل المثار حولها، إلا أن لعبة الكريكيت تتطور تدريجياً لتصبح واحدة من أكثر الألعاب انتشاراً في العالم.
قواعد اللعبة
وتُلعب الكريكيت على ملعب عشبي دائري أو بيضاوي الشكل، يتراوح قطره عادةً بين 137 و150 متراً، وفي وسطه يقع الملعب المستطيل المعروف باسم "البيتش"، والذي يبلغ طوله حوالي 20.12 متراً وعرضه 3.05 أمتار، وعلى كل طرف من طرفي البيتش يوجد "الويكيت"، وهو هيكل مكون من 3 جذوع خشبية تعلوها قطعتان صغيرتان تُعرفان باسم الكفالات.
ويتألف كل فريق من 11 لاعباً، ويتبادل الفريقان الأدوار بين الضرب والرمي، إذ تبدأ المباراة برمي عملة لتحديد الفريق الذي ستكون له ضربة البداية.
وتنقسم اللعبة إلى "جولات"، ويضرب خلالها أفراد من الفريق الأول ويحاول الفريق الثاني إبعادهم، وتُحتسب النقاط من خلال الجري بين طرفي البيتش، أو بضرب الكرة خارج حدود الملعب، مما يمنح الفريق 4 أو 6 نقاط وفقاً للمسافة التي قطعتها الكرة.
ويُمنح كل رامي 6 كرات في ما يُعرف بـ "أوفر"، ويمكن أن تُضاف رميات أخرى إذا كانت الرمية غير قانونية، ويُعتبر الضارب خارجاً إذا تمت إزالة الكفالات من الويكيت أثناء محاولته الضرب أو الركض، أو إذا التُقطت الكرة بعد ضربها دون أن تلمس الأرض.
وتمثل كأس العالم للكريكيت، التي تُنظم كل أربع سنوات، التتويج الأهم في عالم اللعبة، وقد شهدت هيمنة دول مثل أستراليا التي فازت بها 5 مرات، فيما فازت الهند بهذه البطولة مرتين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكريكيت: قصة عصا الراعي التي تحولت إلى لعبة شعبية في مختلف أنحاء العالم
الكريكيت: قصة عصا الراعي التي تحولت إلى لعبة شعبية في مختلف أنحاء العالم

شفق نيوز

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

الكريكيت: قصة عصا الراعي التي تحولت إلى لعبة شعبية في مختلف أنحاء العالم

في خضم التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، اتخذ مجلس مراقبة الكريكيت في الهند قراراً غير مسبوق بتعليق الدوري الهندي الممتاز لمدة أسبوع، وذلك بعد اتهامات هندية لباكستان بشن هجمات بالطائرات المُسيرة والصواريخ على ثلاث قواعد عسكرية، وهو ما نفته إسلام آباد. ومن جانبها، أعلنت السلطات الباكستانية أن الهند شنت غارات جوية على الأراضي الباكستانية، بما في ذلك الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير، مما أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 57 آخرين. وفي شهر أبريل/ نيسان الماضي، قتل 26 مدنياً في الشطر الهندي من كشمير، ووجهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى باكستان بدعم الجماعات المسلحة، وهو ما نفته الأخيرة، لتتصاعد التوترات ليل الثلاثاء الماضي حين أعلنت الهند تنفيذ سلسلة من الغارات ضد باكستان تحت اسم "عملية سيندور". وتأثر الدوري الهندي الممتاز بشكل مباشر بهذه التوترات، حيث أُلغيت مباراة بين فريقي بنجاب كينغز ودلهي كابيتالز أثناء اللعب في دارامسالا، بسبب عطل في الأضواء الكاشفة، لكن التقارير تشير إلى أن السبب الحقيقي يرتبط بالوضع الأمني المتدهور، خصوصاً مع المسافة القريبة التي تفصل المدينة عن منطقة كشمير المتنازع عليها. وأعلن مجلس مراقبة الكريكيت في الهند أنه سيتم إجلاء اللاعبين والطاقم الإعلامي من المدينة، ونقل ما تبقى من مباريات البطولة إلى مواقع أمنة، في انتظار "تقييم شامل للوضع بالتشاور مع الجهات المعنية". أما في باكستان، فقد تم نقل مباريات الدوري الباكستاني الممتاز إلى الإمارات العربية المتحدة في خطوة اعتُبرت إجراءً احترازياً، لا سيما بعد التصعيد الميداني وتزايد احتمالات امتداد التوتر إلى الملاعب. ومن المتوقع مشاركة لاعبين أجانب، من بينهم 7 لاعبين من إنجلترا، في بقية مباريات البطولة. ضربة قوية BBC ويمثل قرار مجلس مراقبة الكريكيت في الهند بتعليق الدوري ضربة قوية لمشروع حقوق البث المشترك بين ريلاينس وديزني، فضلًا عن عشرات الشركات التي خصصت ميزانيات ضخمة للإعلانات. و سبق وأن أُقيمت مباريات الدوري الهندي الممتاز خارج البلاد، حيث أُقيمت نسخة 2009 في جنوب أفريقيا عقب الهجوم على المنتخب السريلانكي في لاهور، وكذلك نسخة 2020 وجزء من نسخة 2021 في الإمارات بسبب جائحة كوفيد-19، إلا أن هذا التعليق الأخير يأتي في سياق أكثر خطورة حيث يرتبط بتوتر عسكري فعلي وتبادل اتهامات بالمسؤولية عن أعمال عنف متزايدة. ويُعتبر الدوري الهندي الممتاز، الذي انطلق عام 2008، أغنى دوري كريكيت في العالم، ويجذب أفضل لاعبي العالم بعقود خيالية، ويُشارك فيه لاعبون من إنجلترا، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، ونيوزيلندا، وغيرها، ومن بين المشاركين في نسخة هذا العام جوس باتلر، وغوفرا آرتشر، وجاكوب بيثيل، وهو ما يعكس الطابع العالمي للبطولة، وقد علمت بي بي سي سبورت أن هؤلاء اللاعبين سيغادرون الهند، وقد غادر بعضهم بالفعل. وتمثل رياضة الكريكيت في شبه القارة الهندية أكثر من مجرد لعبة، فهي جزء من الهوية الوطنية، وساحة تنافس رمزية بين جارين تجمعهما علاقات تاريخية شائكة منذ انفصال الهند وباكستان عام 1947. من أين جاءت الكريكيت؟ BBC لكن قبل أن تصبح لعبة الكريكيت جزءًا من السياسة والهوية الوطنية، كانت مجرد لعبة نشأت في مروج إنجلترا منذ قرون. ويعود أصل لعبة الكريكيت إلى العصور الوسطى، وتحديداً إلى جنوب شرق إنجلترا، حيث كان الرعاة يضربون الحجارة بعصي منحنية "كريك" أمام بوابات الحظائر، وهو ما يُعتقد أنه شكل النواة الأولى للعبة. ووفقاً لبعض النظريات، فإن اسم اللعبة ربما اشتُق من كلمة "كريك"، التي كانت تُستخدم لوصف العصا المنحنية أو من الكلمة الفلمنكية "كريكستويل"، وهي قطعة أثاث يُركع عليها للصلاة في الكنيسة. وظهرت أولى الإشارات إلى لعبة تشبه الكريكيت في غيلدفورد عام 1598، كما فُرضت غرامات على من تغيبوا عن الكنيسة للعب الكريكيت في أواخر القرن السابع عشر. ومع تطورها، أصبحت اللعبة أكثر تنظيماً، خاصة بعد أن أنشأ نادي ماريليبون للكريكيت قوانينها الأولى في عام 1788، ومنذ ذلك الحين، أصبح نادي ماريليبون، ومقره ملعب لوردز في العاصمة البريطانية لندن، المرجع الرئيسي لقوانين اللعبة. وعلى مر القرون، تطورت الكريكيت إلى أكثر من مجرد رياضة محلية، ففي ظل الإمبراطورية البريطانية، انتقلت اللعبة إلى مستعمرات بعيدة مثل الهند، وأستراليا، وجنوب أفريقيا، ومنطقة الكاريبي، حيث اكتسبت شعبية كبيرة وتطورت بأساليب محلية مميزة. وقد كانت إحدى لحظات التحول الكبرى في تاريخ الكريكيت هي هزيمة إنجلترا على يد أستراليا عام 1882، وهو ما دفع صحيفة "سبورتينغ تايمز" إلى نشر نعي ساخر للعبة في إنجلترا، واعتبارها قد "ماتت" في ملعب أوفال. BBC وبرز في عشرينيات القرن الماضي لاعبون أسطوريون، من أبرزهم السير دون برادمان الأسترالي، الذي بلغ متوسطه في الاختبارات 99.94 نقطة، وهو رقم لا يمكن تحطيمه كما يرى كثيرون. وخلال أواخر سبعينيات القرن الماضي، انقسمت اللعبة إلى قسمين في بطولة منفصلة، ​​سُميت "سلسلة العالم"، وهي بطولة رعتها جهات إعلامية وتجارية، مما أدخل الكريكيت في طور جديد من الاحتراف والتسويق. وبحلول القرن الحادي والعشرين، بدأت لعبة الكريكيت تأخذ طابعاً عالمياً، وانتشرت في بلدان جديدة، لاسيما الدول الآسيوية، مثل الهند وباكستان وسريلانكا وبنغلاديش. ورغم هيمنة جنوب أفريقيا على اللعبة في القارة السمراء، فقد انتشرت لعبة الكريكيت كالنار في الهشيم في جميع أنحائها خلال السنوات الماضية حيث نجحت فرق صغيرة مثل كينيا في الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم. وكانت جزر الهند الغربية الفريق الوحيد الذي فاز بلقبين عالميين في كأس العالم حتى عادلت أستراليا ذلك الرقم القياسي في عام 1999. ورغم قلة عدد سكان منطقة البحر الكاريبي فقد أنتجت نجوماً عالميين في اللعبة من أمثال كلايف لويد، فيفيان ريتشاردز، وبراين لارا، مما أسهم في تعزيز الطابع المتعدد الثقافات للكريكيت. وعلى الرغم من الجدل المثار حولها، إلا أن لعبة الكريكيت تتطور تدريجياً لتصبح واحدة من أكثر الألعاب انتشاراً في العالم. قواعد اللعبة وتُلعب الكريكيت على ملعب عشبي دائري أو بيضاوي الشكل، يتراوح قطره عادةً بين 137 و150 متراً، وفي وسطه يقع الملعب المستطيل المعروف باسم "البيتش"، والذي يبلغ طوله حوالي 20.12 متراً وعرضه 3.05 أمتار، وعلى كل طرف من طرفي البيتش يوجد "الويكيت"، وهو هيكل مكون من 3 جذوع خشبية تعلوها قطعتان صغيرتان تُعرفان باسم الكفالات. ويتألف كل فريق من 11 لاعباً، ويتبادل الفريقان الأدوار بين الضرب والرمي، إذ تبدأ المباراة برمي عملة لتحديد الفريق الذي ستكون له ضربة البداية. وتنقسم اللعبة إلى "جولات"، ويضرب خلالها أفراد من الفريق الأول ويحاول الفريق الثاني إبعادهم، وتُحتسب النقاط من خلال الجري بين طرفي البيتش، أو بضرب الكرة خارج حدود الملعب، مما يمنح الفريق 4 أو 6 نقاط وفقاً للمسافة التي قطعتها الكرة. ويُمنح كل رامي 6 كرات في ما يُعرف بـ "أوفر"، ويمكن أن تُضاف رميات أخرى إذا كانت الرمية غير قانونية، ويُعتبر الضارب خارجاً إذا تمت إزالة الكفالات من الويكيت أثناء محاولته الضرب أو الركض، أو إذا التُقطت الكرة بعد ضربها دون أن تلمس الأرض. وتمثل كأس العالم للكريكيت، التي تُنظم كل أربع سنوات، التتويج الأهم في عالم اللعبة، وقد شهدت هيمنة دول مثل أستراليا التي فازت بها 5 مرات، فيما فازت الهند بهذه البطولة مرتين.

"بوكسينغ داي": تقليد كروي إنجليزي فريد وهدية للمشاهدين وضغط على اللاعبين
"بوكسينغ داي": تقليد كروي إنجليزي فريد وهدية للمشاهدين وضغط على اللاعبين

شفق نيوز

time٢٥-١٢-٢٠٢٤

  • شفق نيوز

"بوكسينغ داي": تقليد كروي إنجليزي فريد وهدية للمشاهدين وضغط على اللاعبين

بينما تدخل منافسات كرة القدم الأوروبية الكبرى في فترة توقف بسبب عطلة عيد الميلاد، إلا أن مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز تستمر، في تقليد متبع منذ عشرات السنوات يُعرف باسم "بوكسينغ داي". وينظم عدد كثيف من المباريات في الدوري الإنجليزي، الذي يعتبره كثيرون الأقوى في العالم لناحية التنافسية، في "بوكسينغ داي" أو "يوم الصناديق" الذي يلي عيد الميلاد وتحديداً في 26 ديسمبر/ كانون الأول، تلبية لرغبة الجماهير المتعطشة. ومن المقرر أن تقام في الجولة الـ 18 من البطولة خلال ذلك اليوم، 8 مباريات، على أن تُلعب المبارتان المتبقيتان من هذا الأسبوع في اليوم التالي. لكن هذا الأمر يشكل ضغطاً على اللاعبين الذين لا يحصلون على وقت راحة كافياً. وقبل عطلة عيد الميلاد بنحو أسبوع وحتى بعد 6 أيام من بداية السنة الميلادية الجديدة، ستُلعب 40 مباراة في 17 يوماً، وفق ما أظهر الموقع الإلكتروني للدوري الإنجليزي. صناديق هدايا "يوم الصناديق" في 26 ديسمبر/ كانون الأول، اُستلهم من الوقت الذي كان فيه أصحاب المنازل يمنحون الخدم صناديق تحتوي نقوداً وهداياً وأحياناً طعاماً لأخذها لأسرهم غداة عيد الميلاد. وأصبح هذا الحدث يوم التخفيضات تقليدي في إنجلترا. واعتبر منذ عام 1871 عطلة رسمية في إنجلترا، ما يعني أن معظم العمال حصلوا على إجازة نادرة ليومين بالتزامن مع عيد الميلاد. ومنذ ذلك الحين، يكرس "بوكسينغ داي" للرياضة: لعبة الكريكيت وسباق الخيل، والركبي، وبالطبع لكرة القدم. ويقول الإعلامي الرياضي، أيمن جادة، إن "بوكسينغ داي" يعد "تقليداً ثابتاً وموعداً لا يتغير"، معتبرا أنه "يوم استثنائي ومميز في الكرة الإنجليزية وللدوري الإنجليزي". ويضيف جادة لبي بي سي، إن المباريات في ذلك اليوم تعد "هدية" خصوصاً لطلبة المدارس الذين يدخلون في عطلة وقد لا تكون هناك فرصة أمامهم لمشاهدة الدوري الإنجليزي إلا في هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن بعض الأطفال يرتدون ملابس جديدة عند قدومهم لمتابعة المباريات و"كأنه يوم عيد بالنسبة لهم". ومع إنشاء دوري كرة القدم الإنجليزي في عام 1888، كان ينظر إلى فترة الأعياد على أنها وقت مثالي لإقامة أكبر قدر من المباريات لتلبية احتياجات الجماهير خلال العطلة. وخلال الـ 60 إلى 70 عاماً التي تلت إقامة المنافسات، أصبحت مباريات كرة القدم خلال يوم عيد الميلاد و"بوكسينغ داي" تقليداً. غير أن أول مباراة رسمية بين الأندية تعود إلى عام 1860 بين هالام وشيفيلد. وحتى الخمسينات من القرن الماضي، كانت المباريات تلعب خلال يوم عيد الميلاد. لكن مع مرور الوقت، انتقلت التجمعات العائلية في العيد إلى داخل المنزل، بعد أن كانت قديماً فرصة لمغادرة البيت والتجمع في مناسبات على نطاق واسع. وإثر ذلك، بدأ عدد المباريات التي تلعب في يوم عيد الميلاد في التقلص، علما بأن آخر مباراة لعبت في 25 ديسمبر/ كانون الأول تعود إلى العام 1965، حنيما فاز فريق بلاكبول على بلاكبيرن روفرز 4-2، وفق ما أفاد الموقع الإلكتروني للدوري الإنجليزي. ورغم ذلك، إلا أن مباريات كرة القدم استمرت فيما يعرف بـ "بوكسينغ داي". ففي شيفيلد ونزداي، الأغنية المفضلة لأنصار النادي العريق تبقى حتى اليوم تشير إلى "بوكسينغ داي المذبحة" في عام 1979. حينها مُني المنافس التقليدي شيفيلد يونايتد بخسارة مذلة 4-0 في مباراة على حقل موحل تابعها 49309 متفرج، في رقم قياسي لا يزال صامداً حتى الآن في مباراة في دوري الدرجة الثالثة. مفترق طرق وفي المقابل، يصرخ مدربو عدة نوادٍ لوقف هذا التقليد خوفاً من الإرهاق، كما اللاعبين الذين يحرمون من التواجد مع عائلاتهم في فترة الأعياد. وقال مدرب ليفربول السابق، الألماني يورغن كلوب، في تصريح سابق لبي بي سي، إن الدوري الممتاز بحاجة إلى فترة التوقف الشتوية على غرار باقي البطولات الأوروبية من أجل منح منتخب إنجلترا فرصة تحقيق الإنجازات. كما شكا البرتغالي جوزيه مورينيو، حين كان مدرباً لفريق مانشستر يونايتد، من جدول مباريات فريقه خلال فترة الأعياد، قائلا: "لا حاجة لأن تكون عالماً كي تفهم أن اللعب بعد يوم من الراحة مختلف عن اللعب بعد 4 أيام منها. الأمر مختلف كلياً". بيد أن ذلك يصطدم برغبة الجماهير العاشقة لهذا التقليد الذي يبلغ ذروته في كل عام مع "بوكسينغ داي". وتشكل هذه الفترة التقليدية من العام مفترق طرق بالنسبة للصراع على اللقب حيث تؤكد الطموحات أو تتبخر. ويقول جادة "بوكسينغ داي يوصف بأنه اليوم الذي قد تفقد فيه بعض الفرق فرصة المنافسة على اللقب، لكن لا أحد يفوز فيه". ويوضح أنه "بعد جولة بوكسينغ داي بـ 4 أيام تقريبا تخوض الأندية جولة أخرى من المباريات" ما يعني "مع نهاية السنة وبداية أخرى الجديدة، تقام جولة جديدة من الدوري الإنجليزي". وبسبب ذلك "يضع جدول المباريات بعض الفرق في الجولتين للعب خارج أرضها، ما يقلل فرصها في الفوز بالنقاط، وبالتالي تفقد بعض الفرق في هذه المرحلة نقاطاً كاملة، مما يضعف فرصة المنافسة إذا كانت تنافس سواء على صدارة الدوري أو على المقاعد المؤهلة إلى البطولات الأوروبية"، وفق جادة. ويخوض اللاعبون في إنجلترا بطولات أخرى إلى جانب الدوري مثل كأسي الرابطة والاتحاد والمشاركات الأوروبية ومباريات دولية مع منتخبات بلادهم. وقال جادة إن الدوري الإنجليزي الممتاز "يكاد يكون الوحيد في أوروبا الذي لا يتمتع بفترة راحة، معظم الدوريات تحظى بعطلة شتوية"، ففي ألمانيا على سبيل المثال خفضت عدد الفرق في دوريها إلى 18 فريقاً مع وجود راحة شتوية تقارب الشهر. وتحدث جادة عن "برمجة غريبة" لجدول الدوري الإنجليزي حيث تلعب الأندية مباراتين أو 3 متتالية خارج أرضها، أو العكس على ملعبها بخلاف الدوريات الأخرى. وقال إن هذه الحسبة "تفرض جهداً إضافياً ومشقة على اللاعبين وتضعهم تحت حمل بدني زائد، مما يوصل مبارياتهم في الموسم واحد إلى أكثر من 50 مباراة وقد تصل إلى 65 مباراة أحياناً" ما "يؤخر عملية الاستشفاء ويزيد احتمال الإصابات". وفي وقت سابق، حذر نجم مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا، رودري، الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، من أن اللاعبين "على وشك" الإضراب، مشيراً إلى المتطلبات التي فرضتها مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسعة هذا الموسم، تليها كأس العالم للأندية "إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون لدينا خيار آخر (غير الإضراب)" مشيراً إلى "أنه أمر يقلقنا". هل سيُخفض عدد الأندية؟ وبعد استيعاب الجهود البدنية والذهنية التي تبذلها الأندية في الدوري، مُنحت فترة راحة شتوية في فبراير/ شباط بدءاً من موسم 2020. والموسم الماضي، طبقت فترة الراحة الشتوية في منتصف الموسم للمرة الثالثة، لكنها ألغيت هذا الموسم لصالح فترة راحة صيفية أطول. ويستبعد، جادة، المساس بيوم "بوكسينغ داي"، لكنه قال إنه قد يعاد النظر في البطولة الثالثة في إنجلترا وهي كأس رابطة المحترفين. ويرى أن تخفيض عدد الأندية في الدوري الإنجليزي من 20 فريقاً إلى 18 "أمر يستحق النظر فيه"، ما يعني أن عدد المباريات التي ستلعب في الموسم ستخفض من 38 مباراة إلى 34، ما يعادل شهر في الرزنامة. وأشار إلى تغيير نظام مسابقة دوري أبطال أوروبا، أعرق المسابقات في القارة، التي تشارك فيها 4 أندية إنجليزية على الأقل، ما أدى إلى زيادة عدد المباريات في الموسم الكروي. ورغم أن فترة الأعياد تبقى مزدحمة، غير أنه لن يلعب أي نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز مباراتين في غضون 60 ساعة في أي وقت بين 21 ديسمبر/ كانون الأول و5 يناير/ كانون الثاني الجاري، وفق تعليمات نشرها منظمو الدوري الإنجليزي. ولن تنظم مباريات في الدوري الإنجليزي يومي 28 و31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أو 2 و3 يناير/ كانون الثاني المقبل. وستُلعب 40 مباراة في 17 يوماً خلال الفترة من 21 ديسمبر/ كانون الأول الحالي إلى 6 يناير/ كانون الثاني من العام المقبل في الدوري الإنجليزي، بحسب ما نشره الموقع الإلكتروني للدوري الإنجليزي. غير أن مباريات المنافسات الأوروبية الكبرى في إسبانيا وألمانيا وفرنسا تتوقف من 22 ديسمبر/ كانون الأول حتى الأسبوع الأول أو الثاني من الشهر الذي يليه باستثناء الدوري الإيطالي. والموسم الماضي، ألغى الدوري الإيطالي فترة الراحة الشتوية، ولذلك لن تتوقف مباريات هذه المسابقة.

باتريس إيفرا: 'الرياضة الإلكترونية أكبر بعشر مرات من كرة القدم'
باتريس إيفرا: 'الرياضة الإلكترونية أكبر بعشر مرات من كرة القدم'

الوفا

time٠٦-١٠-٢٠٢٤

  • الوفا

باتريس إيفرا: 'الرياضة الإلكترونية أكبر بعشر مرات من كرة القدم'

الشارقة: أنهت بنجلاديش يوم الخميس انتظارًا دام 10 سنوات للفوز بمباراة في كأس العالم للسيدات T20 حيث استعدت باكستان لمباراة مثيرة مع الهند بفوزها على سريلانكا بطلة آسيا. في اليوم الافتتاحي لبطولة 2024، حققت بنجلاديش فوزًا 16 مرة على اسكتلندا بعد أن سجلت ما بدا أنه نتيجة هشة 119-7 في 20 مرة. لكن هجوم البولينج الخاص بهم أدى إلى تقييد الأسكتلنديين وقصرهم على 103-7. وفي وقت لاحق، فازت باكستان، التي لم تخرج من دور المجموعات في ثماني محاولات سابقة، على سريلانكا بفارق 31 نقطة. حققت باكستان 116 من أصل 20 نقطة قبل أن تقيد سريلانكا بـ 85-9. وصفت كابتن بنغلادش نيجار سلطانة جوتي نهاية انتظار فريقها الطويل للفوز بكأس العالم بأنها 'عاطفية للغاية' وأشارت إلى أنها ستخلق 'زخماً' لكرة القدم النسائية على أرضها. قال جوتي الذي كان يلعب بمباراته رقم 100 في T20I: 'أود أن أقول إنه انتصار بعد 10 سنوات، نحن جميعًا متأثرون للغاية لأننا كنا ننتظر هذا النصر لفترة طويلة'. 'بغض النظر عن مدى جودة لعبنا في لعبة الكريكيت، إذا لم يترجم ذلك إلى فوز، فهذا لا يعني أي شيء. وأود أن أقول بالنسبة للكريكيت للسيدات، بعد فترة طويلة، أشعر أننا فعلنا شيئًا ما. لقد قلنا دائمًا عن بنجلاديش أننا بحاجة إلى خلق الزخم ومن ثم سنمضي قدمًا بهذا الزخم. 'يبدو الآن أننا سنحلم بفعل شيء أكبر.' وبالمثل، فإن المشجعين والعائلات الذين يدعموننا في بنجلاديش يحلمون بأن نتمكن من القيام بشيء أفضل من هذا. » كان من الممكن أن يكون زخم لعبة الكريكيت النسائية في بنغلاديش أكبر بكثير لو تم تنظيم الحدث كما هو مخطط له. وبدلاً من ذلك، شهدت أسابيع من الاضطرابات السياسية واسعة النطاق في بنجلاديش، والتي أدت في النهاية إلى تنصيب حكومة مؤقتة، انتقال البطولة إلى الإمارات العربية المتحدة، مع بقاء بنجلاديش هي المضيف الاسمي. قال جوتي: 'في البداية كان الأمر مفجعًا للغاية لأننا نضع في اعتبارنا دائمًا أننا سنؤدي أمام جمهورنا'. 'لكن مع ذلك، الأشخاص الذين أتوا إلى هنا اليوم، كان الأمر رائعًا.' بعد الفوز في القرعة والضرب أولاً، سجلت سبحانا موستاري أعلى الأهداف برصيد 36 هدفًا لبنجلاديش. ثم قام لاعبو البولينج بخنق الوافدين الاسكتلنديين الجدد على الرغم من تسجيل سارة برايس 49 من 52 كرة. تم اختيار ريتو موني كأفضل لاعبة في المباراة لنتيجة 2-15 في أربع مرات. شنت باكستان هجومًا حازمًا للتغلب على سريلانكا بفارق 31 نقطة، حيث حصلت اللاعبة ذات الذراع اليسرى ساديا إقبال على ثلاثة ويكيت. نشرت كل من نشرة ساندو وأميمة سهيل ولاعبة المباراة فاطمة سناء حصلت كل منهما على هدفين لباكستان ضد سريلانكا بطلة كأس آسيا. احتاجت باكستان إلى ضربة حاسمة من القائدة سانا لتسجل مجموعًا تنافسيًا، بعد أن تراجعت إلى 84-8 بعد الفوز بالقرعة واختيار المضرب. 'لقد فزنا بالقرعة وأردنا الكثير من النقاط، لكننا لم نحصل عليها. وقالت سانا: 'مازلنا نحقق الهدف في المباراة'. بالنسبة لسريلانكا، سجلت نيلاكشيكا سيلفا أعلى الأهداف برصيد 22 هدفًا بعد أن خسرت باكستان المباراة الافتتاحية لديانا بايج أمام شد في ربلة الساق بعد كرة واحدة فقط. وستواجه الهند يوم الجمعة نيوزيلندا بينما ستواجه جنوب أفريقيا جزر الهند الغربية، وستقام المباراتان في دبي. وستواجه الهند وباكستان بعضهما البعض يوم الأحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store