logo
ابن سلمان يدعو المجتمع الدولي إلى انهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

ابن سلمان يدعو المجتمع الدولي إلى انهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

اليمن الآنمنذ 5 ساعات

حيروت – وكالات
دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مساء السبت، المجتمع الدولي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين وتداعياته الكارثية.
وأشار إلى أن عيد الأضحى حل ومعاناة الفلسطينيين مستمرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ولي العهد السعودي، في حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف الجهات الحكومية ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
ونيابة عن الملك سلمان، أقام ولي العهد السعودي الحفل السنوي في الديوان الملكي بقصر منى، مساء السبت، وفق (واس).
وشارك في الحفل، كل من رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني، ونظيره في المالديف محمد معز، ونائبة رئيس بنين مريم شابي تالاتا زيمي بيريما، والرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد.
وفي كلمته، قال ولي العهد السعودي: 'لقد شرَّف الله تعالى هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها، ووضعت المملكة ذلك في مقدمة اهتماماتها، وسخرت جميع قُدراتها لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة'.
وأضاف: 'سوف تواصل المملكة بعون الله وتوفيقه، مُدركة عِظم المسؤولية وشرف الخدمة، هذا الأمر'.
وبدأ موسم الحج هذا العام في 4 يونيو/حزيران الجاري، بمشاركة أكثر من 1.7 مليون حاج، وسط سهولة ويسر بحسب تأكيدات وإحصائيات رسمية.
ومتطرقا لأوضاع قطاع غزة الذي يشهد تصعيدا عسكريا إسرائيليا، قال ولي العهد السعودي: 'يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام، ومعاناة إخوتنا في فلسطين مستمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي'.
وأضاف: 'نشدد على دور المجتمع الدولي، في إنهاء التداعيات الكارثية لهذا العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء وإيجاد واقع جديد، تنعم فيه فلسطين بالسلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية'.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
ولي عهد السعودية: على المجتمع الدولي إنهاء عدوان إسرائيل على فلسطين
دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مساء السبت، المجتمع الدولي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين وتداعياته الكارثية.
وأشار إلى أن عيد الأضحى حل ومعاناة الفلسطينيين مستمرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ولي العهد السعودي، في حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف الجهات الحكومية ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
ونيابة عن الملك سلمان، أقام ولي العهد السعودي الحفل السنوي في الديوان الملكي بقصر منى، مساء السبت، وفق (واس).
وشارك في الحفل، كل من رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني، ونظيره في المالديف محمد معز، ونائبة رئيس بنين مريم شابي تالاتا زيمي بيريما، والرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد.
وفي كلمته، قال ولي العهد السعودي: 'لقد شرَّف الله تعالى هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها، ووضعت المملكة ذلك في مقدمة اهتماماتها، وسخرت جميع قُدراتها لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة'.
وأضاف: 'سوف تواصل المملكة بعون الله وتوفيقه، مُدركة عِظم المسؤولية وشرف الخدمة، هذا الأمر'.
وبدأ موسم الحج هذا العام في 4 يونيو/حزيران الجاري، بمشاركة أكثر من 1.7 مليون حاج، وسط سهولة ويسر بحسب تأكيدات وإحصائيات رسمية.
ومتطرقا لأوضاع قطاع غزة الذي يشهد تصعيدا عسكريا إسرائيليا، قال ولي العهد السعودي: 'يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام، ومعاناة إخوتنا في فلسطين مستمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي'.
وأضاف: 'نشدد على دور المجتمع الدولي، في إنهاء التداعيات الكارثية لهذا العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء وإيجاد واقع جديد، تنعم فيه فلسطين بالسلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية'.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لأكثر من 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن التحديات التي تواجه الامم المتحدة لإنهاء حرب اليمن ويؤكد ان التعاون مع مصر والأطراف المعنية مفتاح تعزيز الحوار بين اليمنيين
غروندبرغ يتحدث عن التحديات التي تواجه الامم المتحدة لإنهاء حرب اليمن ويؤكد ان التعاون مع مصر والأطراف المعنية مفتاح تعزيز الحوار بين اليمنيين

يمنات الأخباري

timeمنذ 15 دقائق

  • يمنات الأخباري

غروندبرغ يتحدث عن التحديات التي تواجه الامم المتحدة لإنهاء حرب اليمن ويؤكد ان التعاون مع مصر والأطراف المعنية مفتاح تعزيز الحوار بين اليمنيين

أكد المبعوث الأممى الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، أن ما يحدث فى غزة يؤثر على الوضع فى اليمن، مشيرًا إلى أنه لا يوجد حل مستدام فى اليمن إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية. وقال جروندبرج، فى حواره لـ«الدستور»، إن إنهاء هذه الحرب يبدأ بوقف إطلاق نار دائم على مستوى البلاد، يحترمه جميع الأطراف ويلتزم به، مشيرًا إلى أنه يواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، بما فى ذلك مصر والشركاء الدوليون، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف. وشدد على أن هناك توافقًا على أولويات واضحة، هى وقف إطلاق نار دائم مدعوم بترتيبات أمنية قوية؛ وتخفيف المعاناة الاقتصادية، بدءًا من صرف الرواتب وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الوقود؛ والأهم من ذلك، استئناف عملية سياسية شاملة تمكّن اليمنيين من رسم مستقبلهم. ■ بداية.. كيف تصف الوضع الإنسانى الحالى فى اليمن؟.. وإلى أى مدى تسهم الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط والبحر الأحمر فى زيادة معاناة اليمنيين؟ – الوضع فى اليمن لا يتأثر فقط بالعوامل الداخلية، بل يتشابك أيضًا مع السياق الإقليمى، بما فى ذلك المأساة المستمرة فى غزة.ما شهدناه فى الأسابيع الأخيرة من هجمات أنصار الله «الحوثيين» على مطار بن جوريون، وما أعقبها من ضربات شنتها إسرائيل على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، أمر مقلق للغاية، ويضع اليمن مجددًا فى قلب التصعيد الإقليمى. وجاء إعلان سلطنة عمان فى السادس من مايو حول وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله كخطوة يمكن أن تخفف من التوترات، ليس فقط فى البحر الأحمر، ولكن أيضًا داخل اليمن.هذا الإعلان يمنحنا فرصة لإعادة تركيز الجهود على ما هو مهم حقًا؛ التحرك نحو تحقيق السلام فى اليمن، إلى جانب تقديم ضمانات مستدامة للمجتمعين الإقليمى والدولى بأن هذا الممر المائى الدولى الحيوى لن يتأثر.وأنا أرى أنه لا يوجد حل مستدام فى اليمن إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية، وأواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، بما فى ذلك مصر والشركاء الدوليون، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف، وقد التقيت فى هذا السياق وزير الخارجية المصرى فى عمّان فى الأول من يونيو، حيث أجرينا نقاشًا بنّاءً حول مستجدات الوضع فى اليمن. لقد شهدنا سابقًا بأن الحوار يمكن أن يكون هادفًا، كما رأينا فى هدنة عام ٢٠٢٢، والالتزامات التى قدمتها الأطراف فى ٢٠٢٣. من خلال الحوار، يمكن تحقيق تقدم يترجم إلى تحسينات ملموسة فى حياة الناس. ما نحتاج إليه الآن هو البناء على هذه الخطوات، والحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة، وضمان أن يكون لليمنيين الدور الرئيسى فى رسم مستقبلهم، وهذا هو جوهر ما تسعى إليه الأمم المتحدة. ■ رغم الجهود المختلفة المبذولة لإحلال السلام فى اليمن، لماذا لا نرى أى تقدم ملموس؟ – هذا سؤال مشروع، أسمعه كثيرًا من اليمنيين أنفسهم. الحقيقة هى أنه لا يزال هناك انعدام ثقة متجذر بين الأطراف، وتصاعد الخطاب العدائى، ودوامات متكررة من الهجمات والردود، إلى جانب التوترات الإقليمية المتزايدة، أضف إلى ذلك اقتصادًا على حافة الانهيار.يمكننا أن ندرك من ذلك مدى صعوبة البيئة الراهنة، لكن رغم كل هذه التحديات، فإن تجاوزها ممكن إذا عززنا جهودنا، وأعدنا تركيزنا على عملية سلام يقودها ويملكها اليمنيون أنفسهم.ورغم وجود خلافات عديدة بين الأطراف، فإن هناك أولويات واضحة يتفق عليها كل من أطراف النزاع، ويتفق عليها اليمنيون عمومًا: وقف إطلاق نار دائم مدعوم بترتيبات أمنية قوية، وتخفيف المعاناة الاقتصادية بدءًا من صرف الرواتب وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الوقود، والأهم من ذلك، استئناف عملية سياسية شاملة تمكّن اليمنيين من رسم مستقبلهم. نحن نعمل على جميع المسارات، السياسية والاقتصادية والأمنية، لتحويل هذه الالتزامات إلى تقدم ملموس، مع إبقاء اليمنيين فى صلب كل نقاش، ويشمل ذلك الانخراط المباشر مع الأطراف، والتنسيق مع الفاعلين الإقليميين والدوليين، والتواصل مع المكونات السياسية والمجتمع المدنى والنساء والشباب والمجموعات غير الممثلة بشكلٍ كافٍ. اليمن بلد متنوع، ويجب أن تعكس عملية السلام هذا التنوع. ■ ما تداعيات تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين منظمة إرهابية على الوضع فى اليمن؟ – لتوضيح الأمر، فإن التصنيف الأمريكى لأنصار الله هو فى نهاية المطاف قرار سيادى، لكن ما يمكننى قوله بكل وضوح هو أن النزاع فى اليمن لا يمكن أن يحسم عبر إجراءات أحادية، أيًا كان الطرف الذى يتخذها. ما نحتاج إليه هو حل سياسى يأتى نتيجة مفاوضات جادة وبحسن نية، وبدعم من جهد دولى منسّق، وبينما يمكن للدول الأعضاء اتخاذ إجراءات أحادية، لا نزال بحاجة إلى تضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم عملية السلام التى تقودها الأمم المتحدة. أواصل انخراطى مع جميع المعنيين، مع الأطراف اليمنية والجهات الإقليمية والمجتمع الدولى بشكل واسع، للحفاظ على التركيز على ما هو جوهرى: معالجة جذور النزاع من خلال الحوار والمضى نحو سلام عادل ودائم. ■ كيف تنظر الأمم المتحدة إلى الاحتجاز التعسفى والمطوّل لموظفيها والعاملين فى المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية من قبل الحوثيين؟ – إن الاحتجاز التعسفى والمطوّل لموظفى الأمم المتحدة، وزملائنا العاملين فى المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدنى من قبل أنصار الله، أمر غير مقبول الإطلاق، وعلى كل المستويات.هؤلاء هم أشخاص كرّسوا حياتهم لخدمة الآخرين، وغالبًا فى بيئات خطرة وصعبة. دورهم لا يقتصر على الجانب المهنى فحسب، بل هم أمهات وآباء، وأبناء وبنات، يعملون بدافع إنسانى عميق وبروح من الخدمة تجاه مجتمعاتهم. ورغم ذلك، فقد جرى احتجازهم لأشهر، فى انتهاك للقانون الدولى ولأبسط مبادئ الكرامة الإنسانية.لقد أثرت هذه القضية فى كل القنوات المتاحة لى، ناقشتها بشكل مباشر مع أنصار الله، ومع الأطراف الإقليمية، ومع الشركاء الدوليين. وكنت واضحًا بأن احتجاز أشخاص مهمتهم الوحيدة هى مساعدة اليمنيين لا يقوّض فقط العمل الإنسانى، بل يهدد أيضًا مصداقية الجهود المبذولة لتحقيق السلام فى هذا البلد. شهدنا مؤخرًا بعض عمليات الإفراج، وأنا أرحب بها، إلا أنها غير كافية. لا يزال الكثيرون خلف القضبان، ولا تزال العديد من العائلات تنتظر بفارغ الصبر، دون أن تعرف متى أو ما إذا كان أحباؤهم سيعودون إلى منازلهم.أقولها بكل وضوح: تدعو الأمم المتحدة إلى الإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع المحتجزين من موظفى الأمم المتحدة، والدبلوماسيين، وأفراد المجتمع المدنى، والعاملين فى المجال الإنسانى. ■ ماذا عن مشاركة النساء اليمنيات فى صنع السلام فى اليمن؟ – إن الدور الحيوى الذى تلعبه النساء اليمنيات فى عملية السلام ليس مسألة شكلية، بل ضرورة، وعلى مدى السنوات، قادت النساء الجهود الرامية للتوسط فى النزاعات المحلية، ودعم مجتمعاتهن وتعزيز الصمود فى وجه الحرب والمعاناة. ومع ذلك، لا تزال أصواتهن غائبة عن طاولات المفاوضات السياسية وعملية السلام الرسمية فى الكثير من الأحيان، وهذا غياب لا يمكن تحمّله من موقعى، ومن منظور الأمم المتحدة، فإن أى عملية سلام لا تشمل النساء، هى عملية ناقصة، وأى مخرجات تنجم عنها تظل مهددة بعدم الاستدامة.إن العملية الحقيقية الشاملة هى المسار الوحيد نحو تحقيق سلام واستقرار دائمين فى اليمن، ويجب أن يكون مستقبل اليمن – إذا أردناه عادلًا وسلميًا ومستدامًا- مستقبلًا تشارك النساء فى صياغته على قدم المساواة. لقد شارك مكتبى مع مئات من الجهات الفاعلة اليمنية، بمن فيهم النساء والشباب وزعماء القبائل والفئات المهمّشة، سواء داخل اليمن أو خارجه، من خلال حوارات مباشرة وافتراضية، ومجموعات تركيز، وحملات تواصل، لضمان ألا تكون النساء مجرد حاضرات، بل فاعلات فى التأثير فى المسارات الثلاثة: السياسى، والاقتصادى، والأمنى. أنا ملتزم بضمان إدماج وجهات نظر النساء فى كل مرحلة من مراحل صنع السلام، ولن أتوقف عن دفع الأطراف نحو هذا الاتجاه. ■ ما الحل الأمثل لإنهاء الحرب؟ – معظم اليمنيين الذين أتحدث معهم لا يطلبون المعجزات؛ إنهم يطلبون سلامًا يمكنهم الوثوق به، ومستقبلًا يستطيعون من خلاله إعادة بناء حياتهم بكرامة، وللوصول إلى ذلك، علينا أن نكون صريحين: لا يوجد هناك حل سريع.إن إنهاء هذه الحرب يبدأ بوقف إطلاق نار دائم على مستوى البلاد، يحترمه جميع الأطراف ويلتزم به. لقد كان اليمنيون واضحون بهذا الشأن، وهو أولوية قصوى، وقد التزمت الأطراف بذاتها بوقف إطلاق النار فى ديسمبر عام ٢٠٢٣. ولكن لكى يستمر ذلك لا بد أن يستند إلى ما هو أقوى من تفاهم متبادل، هو يحتاج إلى الثقة، والثقة لا تبنى بين عشية وضحاها، بل تترسخ من خلال الانخراط المستمر، وتدابير بناء الثقة، والجهود الصادقة لخفض التوترات على الأرض.ولهذا السبب، أنا وفريقى على تواصل دائم مع الجهات العسكرية والسياسية فى جميع أنحاء اليمن، نحن ندعم الحوارات التى تفتح المجال أمام مقترحات عملية، تشمل إعادة فتح الطرق، وحل النزاعات المحلية وجهًا لوجه، والحفاظ على التنسيق الفعال من خلال قنوات مثل لجنة التنسيق العسكرى التى أنشئت خلال هدنة ٢٠٢٢. قد تبدو هذه الأمور بسيطة لكنها تمنع الكثير من سوء الفهم الذى قد يؤدى إلى التصعيد. السلام لا يعنى فقط غياب القتال، بل يعنى أيضًا وجود الاستقرار والفرص والعدالة. ولهذا فإن التعافى الاقتصادى يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع وقف إطلاق النار. لا بد من دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وضمان تدفق الوقود، واستمرار الخدمات الأساسية. لقد قدمنا مقترحات فنية للمساعدة فى استقرار الاقتصاد واستعادة القدرة الشرائية، خاصة للفئات الأشد ضعفًا، بمن فى ذلك النساء اللواتى لا يزلن الأكثر تضررًا.وبالطبع، نحن بحاجة إلى عملية سياسية جامعة، تتيح لليمنيين من مختلف الخلفيات والمناطق والهويات فرصة حقيقية لتشكيل مستقبلهم. فهكذا يبنى السلام المستدام. لكن لا يمكن لأى من ذلك أن ينجح دون دعم قوى من الأطراف الإقليمية والدولية. كما أن وحدة مجلس الأمن تظل أمرًا جوهريًا. قد يبدو هذا العمل وكأنه هدف بعيد المنال، لكنه فى الواقع ممكن وواقعى تمامًا. فاليمنيون لا يستحقون أقل من ذلك. إن التزامى والتزام الأمم المتحدة، هو الاستمرار فى المضى قدمًا بصبر وتصميم وتواضع، لأنه حتى فى أحلك الظروف، يظل السلام دائمًا هدفًا ممكن التحقيق. – فى أواخر عام ٢٠٢٣، اتفقت الأطراف على مجموعة من الالتزامات، تشمل: وقف إطلاق نار شاملًا على مستوى البلاد، واتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية والإنسانية العاجلة، والبدء فى التحضير لعملية سياسية جامعة. بطبيعة الحال، تغيرت البيئة منذ ذلك الحين. لقد أصبح الوضع الإقليمى أكثر توترًا، لا سيما فى البحر الأحمر، ما صعب إحراز التقدم، لكنه فى الوقت ذاته، أكد بشكل واضح مدى الحاجة الملحّة للعودة إلى مسار سياسى يشمل وقف إطلاق نار مستدام، واقتصاد فعال، وعملية سياسية تجمع اليمنيين معًا ليقرروا مستقبلهم بأنفسهم.

تباين موقف الكيانات والمكونات الحضرمية السياسية حول طبيعة العلاقة مع المملكة العربية السعودية سنة 1936
تباين موقف الكيانات والمكونات الحضرمية السياسية حول طبيعة العلاقة مع المملكة العربية السعودية سنة 1936

اليمن الآن

timeمنذ 28 دقائق

  • اليمن الآن

تباين موقف الكيانات والمكونات الحضرمية السياسية حول طبيعة العلاقة مع المملكة العربية السعودية سنة 1936

مسعود عمشوش تعددت اليوم الكيانات السياسية أو شبه السياسية في حضرموت. وتباينت مواقف تلك الكيانات الحضرمية من الرغبة في إقامة علاقة متميزة ومتينة مع المملكة العربية السعودية، التي شارك عدد كبير منهم في بناء نهضتها منذ القرن التاسع العشر، ومنحت هي في الماضي الجنسية لعدد كبير منهم. وفي الحقيقة من الواضح أن الحضارم لم يتفقوا، لا أمس ولا اليوم، حول طبيعة العلاقة التي يودون أن تربطهم بالجارة. وفي كتابنا (المستكشف هاري سانت جون فيلبي ورحلته إلى حضرموت) أبرزنا ذلك التباين من خلال عرض ردود فعل سكان حضرموت تجاه الزيارة التي قام بها لحضرموت فيلبي سنة 1936، الذي رأى فيه الحضارم حينها مبعوثا رسميا للملك عبد العزيز بن سعود إليهم، على الرغم من أنه، من خلال متابعتنا لسيرة حياة فيلبي، تبَيَّن لنا أن كثيرا من خياراته ومواقفه نبعت أصلا من رغبته في استكشاف الجزيرة العربية بشكل عام والربع الخالي بشكل خاص. وتبيّن لنا أيضا أن قراءته ومتابعته لتجارب المستكشفين الغربيين الآخرين أقنعته بضرورة التقرب من ابن سعود (سيد الجزيرة العربية) سياسيا ودينيا. ولاشك في أن علاقة فيلبي بالملك عبد العزيز كانت من أهم العوامل التي ساعدته على زيارة مناطق كثيرة في الجزيرة العربية لم يستطع زيارتها أحد من الرحالة الذين سبقوه. فخلال رحلاته الكثيرة في مختلف أجزاء الجزيرة العربية استثمر فيلبي علاقته بالملك ابن سعود إلى أقصى درجة. وفي كثير من المواقف المثيرة التي يضع نفسه فيها لم يستطع أن يُخلـِّص نفسه ومرافقيه إلا بالتأكيد أنه مبعوث الملك ابن سعود. هذا ما حدث له مثلا عند مروره بقرية ضبوع أثناء زيارته لحضرموت التي، حسب زعمه قام بها دون أن يستأذن ابن سعود. فعند وصوله إلى ضبوع كتب فيلبي "وجدناها خالية من سكانها الذين هاجروا إلى وادي صرو القريب. وقابلنا على مشارف القرية خمسة رجال من بدو ضبوع. وقد أجبرونا على التوقف. وأصبحنا بالفعل تحت رحمتهم، ذلك أن السيارة الأولى كانت قد تعرضت لمشكلة في أنبوب توصيل البترول مما اضطرنا للانتظار مدة نصف ساعة لإصلاحه. كانت مطالب الرجال الخمسة - على الرغم من أننا نصطحب اثنين من قبيلتهم- هي دفع رسوم الطريق، وهذا إجراء غير قانوني، وعندما أخبرتهم أنني ممثل لابن سعود تراجع الرجال عن مطالبهم فورا".(بنات سبأ، ص350) وفي نواحي شبوة توغل فيلبي في منطقة تابعة للنسيين. وحينما سأله صالح، شيخ القبيلة، عن سبب مجيئه رد قائلا: "جئت إلى هنا لدعوة تلقيتها من قبيلة همام وعشيرة الجردان. وكان الهدف من المجيء إشاعة الحبور والسرور في نفوس هؤلاء الذين قدموا لي الدعوة، وليس لدي وقت أضيعه في زيارة أحد بدون دعوة. وأريد أن أرجع إلى نجران ومن هناك إلى ابن سعود". وعندما سأله صالح: "عند مجيئك هنا هل تمثل وتتحدث باسم ابن سعود؟" رد فيلبي: "لكن بدون نفوذ ابن سعود لن أستطيع أن أتنقل في هذه البقعة كما فعلت الآن؛ فاسم ابن سعود جواز سفر آمن لأي شخص في الجزيرة العربية. انظر إلى نجران، كانت قبائلها في الماضي مجرد قطاع طرق، لكنها الآن أكثر الناس طاعة في رعية ابن سعود الذي قال لهم إنه لا يرغب في شيء منهم، وإنه مسئول عن بسط الأمن والطمأنينة والسلام ومنع ارتكاب الجرائم. فالويل لمن ينتهك الحرمات ويرتكب الخطايا التي تلحق الضرر بالآخرين، ففي هذه الحالة لن يتهاون ابن سعود في تطبيق الشريعة الإسلامية". وقاطعه صالح قائلا: "كما تعلم، نحن أناس أحرار، ولا نعترف بسيد علينا إلا الله سبحانه وتعالى. وأهالي بيحان والعوالق وبعض عشائر خليفة لهم علاقات مع حكومة عدن، لكن نحن لا تربطنا بها أي صلة. نحن أحرار ولسنا تحت حماية أحد".(بنات سبأ، ص418-419) بالإضافة إلى ذلك، لم يتردد الحاج عبد الله فيلبي أن يعطي وعودا كثيرة باسم الملك عبد العزيز بن سعود لمختلف عشائر حضرموت وشبوة وقبائلها. فخلال زيارته لقبيلة همام في شبوة تعهد للناس أنه سيقنع الملك بإعفائهم من الرسوم وكافة الإجراءات المفروضة على الحجاج. ووضح ذلك قائلا: "هناك موضوع فيه كثير من الأهمية عند عشائر النسيين وهمام وبقية العشائر التي تسكن في هذه المناطق؛ وهو الحج. ففي الظروف الراهنة يتوجب على هؤلاء الأقوام أن يدفعوا رسوم الحج. وكانت رعية ابن سعود معفاة من هذه الرسوم. وناقشني عبد الله في هذا الموضوع وتعهدت لهم بأنني لن آلو جهدا في إيجاد موافقة تسمح لأفراد عشيرة همام في الحج القادم (فبراير 1937) فور وصولها نجران بالمرور دونما مساءلة عن الجوازات والرسوم وهم في طريقهم إلى مكة لتأدية فريضة الحج. أما بالنسبة للمستقبل، فإن بوسع ممثلي هذه القبيلة مقابلة الملك في مكة ولعمل الترتيبات الضرورية للحج. وهذا التصرف تمت الموافقة عليه وتأييده من قبل ابن نشمي حاكم نجران الذي أبلغته به".(بنات سبأ، ص422) ومن الواضح أن وعود فيلبي تلك كانت مجرد وسيلة اتبعها فيلبي لجذب الناس إليه وتحفيزهم على تسهيل مروره في مناطقهم وإعطائه المعلومات التي يحتاجها. ويعترف بذلك صراحة حينما يكتب: "طلب مني أفراد عشيرة النسبيين أن تشملهم المنحة المؤقتة التي أعطيت إلى عشيرة همام بالسماح لهم بالسفر إلى الأراضي المقدسة دونما إجراءات سفر ورسوم طريق. فقلت لهم: إنني لا أستطيع أن أتعامل مع كل فرع من فروع القبيلة على حده، وإنه إذا شعرت أثناء سفري خلال الوادي - وادي بيحان- أن فروع قبيلتهم قد أظهرت مشاعر ود كتلك التي أبدتها عشيرة همام فسوف تشملهم هذه المكرمة المؤقتة لتسهيل السفر إلى الحج".(بنات سبأ، ص423) وبالإضافة إلي تسهيلات إجراءات الحج استطاع فيلبي أن يجذب اهتمام سكان وادي حضرموت بمشروع تعبيد (طريق الحج) البري الذي ناقشه باستفاضة خلال لقاءاته مع السلطان علي بن منصور الكثيري، وكرس له الفصل العاشر من كتابه (بنات سبأ). وقد كتب فيلبي في مفتتح هذا الفصل: "أثار إعجابي أثناء إقامتي بحضرموت الاهتمام الشديد الذي أبداه الجميع بمختلف طبقاتهم الاجتماعية برحلتنا بالسيارة عبر الصحراء من نجران السعودية إلى اليمن، ذلك أن هذه الرحلة أثبتت إمكانية السفر إلى مكة بالسيارة كبديل مفضل على الرحلة الشاقة بالجمال إلى ساحل البحر، ومن ثم بالباخرة إلى جدة. ولعل الحجيج من النساء هن الأكثر تضررا من السفر بالباخرة بسبب إجراءات الحجر الصحي. وقد تأكد لي بأنه لو تم فتح طريق بري يكون ملائما لحركة السيارات فإن الآلاف من المسلمين سيؤدون الفريضة سنويا بدلا من المئات الحاليين. وقد تمت مناقشة الموضوع بإسهاب في تريم".(بنات سبأ، ص363) ولاشك في أن قدوم فيلبي من المملكة العربية السعودية برفقة عددا من المسلحين السعوديين، ووعوده لسكان المنطقة بإعفائهم من رسوم الحج ودخول أراضي المملكة العربية السعودية، قد جعل جميع السكان يرون فيه مبعوثا شخصيا لابن سعود، مكلفا باستطلاع آرائهم، ومعرفة إذا كانوا يرغبون في إقامة علاقات أوثق مع السعودية. لذلك فقد طلب منه معظم السكان أن ينقل رغباتهم وهمومهم ومخاوفهم إلى الملك عبد العزيز بن سعود. ومن الواضح أيضا أن ردود فعل سكان حضرموت - سلاطين ورعايا- تجاه زيارة فيلبي كانت متباينة. ويعكس تباينها - في المقام الأول- اختلاف المصالح والمواقف. ففي مدخل العبر، مثلا، يلاحظ فيلبي أن الناس لم يبدوا أي تحفظ أو استياء تجاه وصول (مبعوث ابن سعود) إلى أراضيهم. "بل على العكس تماما كان هناك الكثير من المديح والثناء على ابن سعود". (بنات سبأ، ص97) و"في شبوة، مثلما حدث في العبر، كانت أخبار قدومنا قد سبقتنا بزمن طويل، وكان أمام الناس الكثير من الوقت ليحددوا ما إذا كانوا يرغبون في إقامة علاقة أشد قربا مع ابن سعود أم لا. وقد أخبرهم مبارك بأننا قادمون بعده مباشرة واستقبلونا بشرف عظيم. ولذلك لم أندهش كثيرا - على أي حال- عندما سمعت صالحا في هذه الدقائق القليلة الأولى من تعارفنا يعرب عن أمله في ألا نتعجل الرحيل. وتحدثوا عن ابن سعود بإعجاب ومودة غير زائفة. وفي الوقت نفسه أشاروا بصورة واضحة إلى الحالة المستديمة للنزاعات الداخلية الضروس التي يعيشونها. إنها القصة المعتادة للعداوات الدموية والثأر الذي لم ينته. إنهم يريدون الهدوء والسلام حتى يزرعوا أرضهم بقليل من الأمل في أنهم سوف يتمتعون بالحصاد بدون إزعاج. وقد قال صالح إنهم ليسوا الوحيدين الذين يتذمرون من ذلك، بل جميع القبائل في المنطقة المجاورة. وأردف قائلا "إنهم جميعا يريدون مقابلتك ورؤيتك، ويريدون خطابات من ابن سعود تضمن أمنهم من أي هجوم". ولم أشك لحظة من هذا اللقاء الأول في أن مثل هذه الأمور قد نوقشت بالفعل قبيل قدومنا. وعلى أي حال اندهشت قليلا من حديثهم معي بصراحة فور أن وطأت أقدامنا هذه الأرض. وليس عندي بالطبع أي سلطان لكي ألزم الملك بأي سياسة أو إجراء. ولكني اقترحت بالفعل أنه بوسعهم أن يختاروا مندوبين عنهم لإرسالهم لمناقشة الأمور مع الملك، ويستطيع هؤلاء الممثلون أن يسافروا معي أثناء رحلة العودة. ومن هذا الاقتراح نشأ قرار صالح نفسه بان يرافقني عند العودة إلى نجران ثم إلى مكة".(بنات سبأ، ص 220) وبالقرب من بلدة العقدة الواقعة شرقي مدينة شبام التقى فيلبي بسالم بن جعفر بن مرعي بن طالب - أحد آل كثير العائدين من المهجر- الذي قال له: "على ابن سعود أن يتدخل بين الحكومات المحلية المتنافسة من أجل السلام والأمن في البلاد". ويعلق مبعوث ابن سعود "إن ملك العرب ليس لديه نية للامتلاك والكسب في أي اتجاه. وهو فخور باستقلاله الخاص والأمن الموجود في بلاده. وهو دائما مستعد لمساعدة جيرانه من العرب ليتمتعوا بالسلام والاستقلال". بنات سبأ، ص237) وحتى في تريم، يقول فيلبي إن السيد محمد بن علي بن الشيخ أبي بكر، أحد زعماء السادة العلويين، "لم يخف رغبته الشخصية في أن يرى ابن سعود حاكما مطلقا أو سيدا باسطا سلطته على حضرموت، وليس لديه تحفظات تجاه وجهة نظره هذه". كما استمع فيلبي - في تريم- للسيد عيدروس الذي "صب في أذنه الحكاية الطويلة لكوارث حضرموت ومصائب الحضارمة التي لا يمكن علاجها إلا بتدخل يد قوية. وابن سعود فقط هو الذي يستطيع علاج علل حضرموت". وقد رد عليه فيلبي: "أنت تطلب من ابن سعود أن يمنحكم الأمن. إن ابن سعود – وهذه الحقيقة – نشر نعمة الأمن في كافة ربوع بلاده حتى أقصى حدودها. انظر لحالتي؛ لقد خرجت لتوي سالما من سوريا إلى حضرموت، وفي طول رحلتي لم أسمع طلقة رصاص واحدة حتى وصلت أول قرية في بلدكم. كما أن ابن سعود – وهذه هي الحقيقة – يرغب في أن يرى العرب في كل مكان ينعمون بالأمن والرخاء والاستقلال. لكن بالنسبة للتدخل في شئون الحكومات التي تجاوره، فذلك أبعد ما يكون عن تفكيره. ولا يشتهي بوصة واحدة من أراضيها. فهو بالتأكيد لا يطمع في بلدكم حضرموت، ولا في أي أراض أخرى. وبالنسبة للأمن فانتم وحكوماتكم تملكونه بأيديكم وعليكم أن تسعوا إليه وترسوا دعائمه. وعليكم أولا أن ترغبوا في الأمن إن كنتم تريدون تحقيقه، لأن (الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)".(بنات سبأ، ص262-263) وقد ضمّن جهاز المخابرات البريطانية جزءا من تقرير كتبه السيد حسن بن سالم العطاس عن اتصالات الحضارم تلك بفيلبي في الوثيقة رقم: 38A التي جاء فيها: (وثيقة رقم: 38A ، التاريخ: 13 ديسمبر 1938، الموضوع: معلومات مستقاة من تقرير عن السيد حسن بن سالم العطاس: حينما كان يقيم في جيزان سافر مستر فيلبي في البلاد قبل عامين مع 70 جندياً سعودياً، وبما أنه اصطحب جنوداً سعوديين، فقد استنتجنا أن فيلبي واحد من الموثوقين لدى ابن سعود، ولذلك طلبنا منه أن ينقل رسالتنا إلى جلالة الملك ابن سعود ومفادها أن عليه أن يضم بلادنا إليه، ولكن الله وحده يعلم ما إذا كان فيلبي قد نقل رسالتنا إلى جلالته أم لا. لقد صدقناه لأنه كان مصحوباً بجنود سعوديين واعتقدنا أنه مسلم صادق، وخادم مخلص لابن سعود". ولاشك في أن زيارة فيلبي إلى حضرموت قد أظهرت إلى السطح بقايا الخلافات بين السلطان القعيطي والسلطان الكثيري، وكذلك آثار الصراع العلوي الإرشادي الذي برز في جزر الهند الشرقية، المهجر الشرقي للحضارم، وأصدائه في حضرموت نفسها. وهذا ما يبيّنه التقرير الذي رفعه السلطان القعيطي إلى حكومة عدن في مطلع شهر أكتوبر من عام 1936، والذي يحاول فيه السلطان أن يقدم زيارة فيلبي لحضرموت وكأنها تلبية لدعوة من (الإرشاديين الكثيريين). وتلخص إحدى وثائق المخابرات البريطانية التقرير القعيطي على النحو الآتي: " وثيقة رقم 25A ، التاريخ: 22 أكتوبر 1936، كاتب الأصل: عدن الموضوع ملخص المخابرات السياسية رقم 506 عن الأسبوع المنتهي في7 أكتوبر 1936 6052. تسلمنا تقريراً من فخامة سلطان الشحر والمكلا يفيد أن المستر فيلبي نشر دعاية في صالح الحكومة السعودية، وزعم أن رجال القبائل ما وراء البر انخرطوا جميعهم في اتفاقية مع الحكومة السعودية، وأن الحكومة السعودية على استعداد لتقديم مساعدات إلى حضرموت إذا طالب الناس بها. وأكد فخامة السلطان لمقر البعثة هنا أنه لا توجد علاقة بينه وبين الحكومة السعودية، وأنه لا يرغب في خلقها، وأنه يرحب بزيارة أي بعثة لحضرموت بعد حصولها على أذن من الحكومة البريطانية ومنه، وأنه لا يرحب بالزيارات التي قامت بها البعثات المسلحة لحضرموت من دون أذن مسبق. وأفاد السلطان أيضاً أن للإرشاديين في حضرموت وجاوا بعض الروابط مع الحكومة السعودية، وأن معظمهم من آل كثير، وربما تكون لهم يد في وصول فيلبي إلى حضرموت، لأنه ومع الوقت الذي وصل فيه فيلبي إلى حضرموت، ظهرت إفادات من الإرشاديين الكثيريين في ساحل وداخل حضرموت تحتوي على نداء صريح للمواطنين بالانضمام لعلم الحكومة السعودية". وفي الحقيقة كان من السهل على فيلبي أن يلمس امتعاض سلاطين آل كثير - في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين- من الاتفاقية التي أبرمت بينهم وبين السلطنة القعيطية وبريطانيا عام 1918. وقد حاول فيلبي أن يفسر هذا الامتعاض في كتابه، قائلا: "الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية لم تكن في مصلحة سلاطين آل كثير، مما ملأ صدور جيل كامل منهم بالضغينة والبغضاء. مع العلم أنه - أي الجيل الحديث- لم يستوعب تماما الظروف والملابسات التي أدت إلى إبرام الاتفاقية. ولم يكن هناك أدنى شك في أن سلاطين آل كثير سوف يضعون حدا من جانبهم لهذه الاتفاقية. والمسألة كلها مسألة وقت وأسلوب. وقد تطرق بعض المتحدثين بصراحة إلى إمكانية تدخل ابن سعود لتسوية هذا النزاع، غير أنه كان واضحا للجميع انه لابد أولا من تصفية الضغائن والحسابات التي تسبب فيها البريطانيون قبل وضع حد نهائي للخلافات القعيطية/الكثيرية. وأثناء إقامتي في تريم كان الجميع يأملون تدخل ابن سعود لوضع خطة ترضي الجميع وتؤدي في نهاية المطاف إلى السلام والأمن والاستقرار". (بنات سبأ، ص353-354) وقد ربط المؤرخ السيد جعفر محمد السقاف - في مقالة له نشرها في عدد جريدة (الجزيرة) السعودية الصادر بتاريخ28/2/1428 هـ، بعنوان (مبعوث الملك عبد العزيز إلى حضرموت: عبد الله فيلبي 1355 - 1936)، بين "إدراك جلالة الملك عبد العزيز لأطماع الاستعمار البريطاني في بلاد حضرموت وبين إرساله مبعوثه عبد الله فيلبي إليها عام 1355 - 1936، حيث وصل عبد الله فيلبي إلى سيؤن فرمى عصفورين بحجر واحد: اكتشاف وتمهيد طريق صحراوي بين البلدين من جهة، ونصح سلطان حضرموت وأهلها للحيلولة دون بسط بريطانيا حمايتها على حضرموت. غير أن ظروف الحرب العالمية الأولى أسقطت حضرموت لقمة سائغة لبريطانيا." وفي تلك المقالة يورد السقاف نص خطاب مقتضب وجهه السلطان على بن منصور إلى الملك عبد العزيز - وذلك على الرغم من أن اتفاقية عام 1918 مع القعيطي وبريطانيا تمنعه من ذلك. وذكر في هذه الخطاب أن الرسالة الفعلية يحملها عبد الله فيلبي شفهيا. وهذا نص الخطاب: الحمد لله وهو المستعان وعليه التكلان، من سيؤن في غرة شهر رجب سنة 1355، حضرة صاحب العظمة جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أدام الله عزه. وبعد: فإني أهدي لجنابكم العالي سلاما عاطرا وتحية مباركة عربية، وأتمنى لكم صحة جيدة وسعادة وهناء، وأشعركم بأن الشيخ المحترم عبد الله فيلبي قد وصل إلينا من الدرب الذي نتمنى تعبيده بمساعدتكم، وقد امتزج بنا وعلم بعض أحوال قطرنا، وهو خابركم شفاهيا. وأسأل الله أن يأخذ بيدكم إلى ما فيه خير للجزيرة وأهلها وأن يجمعنا وإياكم على خير. وفي الختام تقبلوا فائق الاحترام". أما سكان المكلا، عاصمة السلطان القعيطي، فيبدو أن زيارة فيلبي لحضرموت واهتمامه بـ(طريق الحج) البري قد أزعجهم، إذ أنهم رأوا أن طريق السيارات إلى المدن المقدسة يمكن أن يؤثر في نشاط الميناء. وقد عبروا لفيلبي عن قلقهم ذلك خلال اجتماعهم به في منزل السيد سالم المحضار، شقيق الوزير حامد المحضار الذي كان يرافق السلطان في إحدى جولاته الخارجية. وفي الاجتماع "انحصر النقاش حول الموضوع الذي ظل يفرض نفسه في كل جلسة: وهو طريق السيارات الجديد، والذي يعني الكثير جدا لمدينة المكلا، التي لديها مصالح كثيرة فيما يتعلق بموضوع الحج عن طريق البحر. وربما تكون فكرة استخدام حجاج وادي حضرموت للطريق البري الجديد غير مقبولة للعديد من الذين استمعوا إلى ما قلت. وكان بين الحضور رجل في منتصف العمر، ومن الواضح أنه تعرض لتجربة مريرة أثناء رحلته إلى مكة، لهذا كان أكثر الحاضرين صراحة في التعبير عن قناعته الشخصية بأن لا أحد من الحجاج الحضارمة على استعداد لاستعمال طريق السيارات البري حتى ولو كان أقل تكلفة مالية من الطريق البحري الحالي". (بنات سبأ، ص323) كما يبرز موقف أقطاب السلطنة القعيطية المختلف عن موقف السلطان الكثيري ورعاياه في ثنايا الحوار الساخن الذي دار في تلك الجلسة نفسها بين فيلبي وقاضي المكلا الشيخ محمد باجنيد. وقد سرد فيلبي المناقشة قائلا: "من الواضح تماما أن الرجل كان منزعجا من احتمال ضم حضرموت إلى الأراضي التابعة لنفوذ ابن سعود. وحاولت طمأنته بعدم النية في الإقدام على هذا الأمر. غير أنني أوضحت له بجلاء تام عدم قبولي بأن حضرموت مخلاف (مقاطعة) تتبع لليمن. واقترحت أنه إذا حصرنا المناقشة في السياق التاريخي وحده يمكن أن تقودنا إلى القول بأن فلسطين يهودية واسبانيا عربية. ومن المؤكد أن المستمعين كانوا يؤيدون وجهة نظري بأن حضرموت دولة مستقلة الآن. وهي لا تنتمي إلى اليمن أو السعودية. وهاجمني القاضي ووصفني بأنني رجل هزيل وجائع. يبحث عن شكوى ومظلمة، لكنه تخلى عن عداوته قبل قليل من مغادرته المجلس". (بنات سبأ، ص323) أما السلطان صالح بن غالب القعيطي نفسه، الذي عاد لتوه من إحدى سفراته في فترة وجود فيلبي في المكلا فقد كان حذرا، وتحفظ في الإفصاح عن أي موقف لفيلبي الذي كتب عنه: "في حقيقة الأمر، السلطان لا يتحدث كثيرا، ولا يخلو من انعدام الشفافية والعاطفة والحميمية. ومع ذلك فقد كان انطباعي عنه أنه ودود وحريص على القيام بواجباته تجاه رعاياه. وكان شغوفا لسماع أخبار ابن سعود، وما يجري داخل الجزيرة العربية. لكن، من جانبه، ليس لديه الكثير ليقوله عن إسفاره. كما أنه لم يتطرق أبدا خلال المناسبات التي جمعتنا سويا إلى مناقشة أي موضوع حساس أو شائك، ذلك أنه مدرك تماما لموقف سلطات عدن تجاهي. ولكنه لم يشر أبدا إلى أنه يعرف هذا الأمر". (بنات سبأ، ص330) ومن المثير أن يورد فيلبي وجهة نظر أحد موظفي السلطان صالح بن غالب القعيطي بعد انتهائه مباشرة من الحديث عن موقف السلطان وتحفظه. وتبدو لنا وجهة النظر تلك لافتة للانتباه لأنها تنطوي على قدر لا بأس به من التناقض والمراوغة، وتتنافى مع الموقف الحذر للسلطان القعيطي. ولم يتردد فيلبي في الخلط بين رأي ذلك الموظف (السلطاني) وموقف موظف (قعيطي) آخر ليخرج باستنتاجات تؤكد أن الحضارم يفضلون الانضواء تحت راية ابن سعود. وقد صاغ فيلبي استنتاجاته تلك على النحو الآتي: "لقد حدثني أحد موظفي السلطان بصراحة شديدة بأن عرب حضرموت ليسوا مؤهلين للاستقلال، ولا يرغبون حتى فيه، وهم راضون وقانعون باعتمادهم على الحماية البريطانية، إضافة على أنهم سيكونون أكثر سعادة لتعاون ابن سعود إذا تمكن الأخير من تبرير الأمر بحصافة ولباقة مع البريطانيين. ثم واصل محدثي قوله بأن هناك انطباعا عاما بأن السادة آل الكاف يعادون ابن سعود، إلا أن هذا الانطباع بعيد جدا عن الواقع، ذلك أن عرب حضرموت، من بين جميع الشعوب، سيكسبون كثيرا من تدخل ابن سعود لإحلال السلام والأمن بدلا من الفوضى وعدم الاستقرار. ومن هذا المنطلق فلا توجد عداوة بين الفريقين. والاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من هذه الملاحظات العامة واضح تماما: أنهم - أي عرب حضرموت- يدركون تماما أن ابن سعود قد فرض السلام والأمن في المملكة العربية السعودية، وهم يرغبون في إحلال هذا السلام في ربوع بلادهم، وأن الحماية البريطانية لم تتمكن في الماضي ولن تستطيع مستقبلا معالجة المشاكل الناتجة عن الفوضى وعدم استتاب الحكم. كما سألني موظف يحتل وظيفة مرموقة بصراحة تامة عمّا إذا كان في مقدور ابن سعود إرسال كتيبة أو تجريدة صغيرة من الجنود السعوديين في حدود مئتي رجل لفرض الأمن والسلام في حضرموت، وواصل المسئول الكبير قوله بأن حكومة السلطان سوف تتحمل جميع نفقات هذه الكتيبة. وأجبت الرجل قائلا: نعم لكن ماذا سيكون موقف أصدقائكم في عدن حيال هذا الأمر؟. وضحك الرجل. فكلانا يدرك الصعوبات التي تحول دون تحقيق هذا الرجاء. إن الحكومة البريطانية لا تستطيع بسط الأمن والسلام في ربوع حضرموت. اما ابن سعود فهو الوحيد القادر على ذلك بدون شك. هل يقوم البريطانيون بدعوة ابن سعود ليؤدي هذا الدور؟ أبدا". (بنات سبأ، ص331-332) هذا تقديم موجز لموقف الحضارم المتباين حول نوع العلاقة التي يودون إقامتها مع جارتهم المملكة العربية السعودية، الذي برز سنة 1936. والسؤال: ما موقفهم اليوم؟ وما موقف الكيانات السياسية الموجودة في حضرموت؟

"رابطة علماء المسلمين" تدعو علماء الأمة للالتحاق بقافلة الصمود والتحرك البري لكسر حرب التجويع والابادة
"رابطة علماء المسلمين" تدعو علماء الأمة للالتحاق بقافلة الصمود والتحرك البري لكسر حرب التجويع والابادة

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 37 دقائق

  • وكالة الأنباء اليمنية

"رابطة علماء المسلمين" تدعو علماء الأمة للالتحاق بقافلة الصمود والتحرك البري لكسر حرب التجويع والابادة

غزة – سبأ: دعت رابطة علماء المسلمين في فلسطين علماء الأمة للالتحاق بقافلة الصمود والتحرك العاجل لكسر حرب التجويع والإبادة. وقالت في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) اليوم الأحد : في ظل المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، حيث الحصار الخانق، والتجويع الممنهج، والإبادة الجماعية المستمرة منذ شهور، تتقدم رابطة علماء المسلمين – فلسطين بنداء عاجل إلى الضمير الحي في الأمة، وإلى العلماء الربانيين في مشارق الأرض ومغاربها، ليقوموا بواجبهم الشرعي والأخلاقي في نصرة المظلوم، والدفاع عن حياة الأبرياء. وأضافت: نخصّ بالنداء علماء مصر الكنانة، ومشيخة الأزهر الشريف، وشيوخه الأجلاء، للالتحاق بـقافلة الصمود البرية التي تستعد للانطلاق نحو معبر رفح يوم الخامس عشر من يونيو، كصرخة علم وعقيدة وكرامة في وجه آلة القتل والجوع. وتابع البيان: إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وقد حمّلهم الله أمانة الكلمة والموقف، وهم القادرون على تحريك الجماهير، وفتح الأبواب المغلقة، وكسر جدار الصمت والخذلان. وإن تحرك العلماء اليوم، هو فريضة لا تقبل التأجيل، ونصرة لا تحتمل التأخير. وأكدت الرابطة " أن الانضمام إلى قافلة الصمود البرية موقف تاريخي على القادرين من العلماء والدعاة والقيادات الدينية، لما فيه من دفع الظلم ورفع الضرر عن أمة بأسرها". وطالبت "مشيخة الأزهر والعلماء من بلاد المغرب العربي باتخاذ موقف تاريخي والالتحاق بالقافلة الإنسانية، وكسر الحصار المضروب على أهل غزة". ودعت "اتحادات العلماء والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي إلى إصدار فتاوى صريحة تدعو إلى نصرة غزة، ورفض الحصار، وفضح الجرائم التي يرتكبها الاحتلال". وحثت "خطباء المساجد والوعّاظ في كل مكان على تخصيص خطبهم وندواتهم في الأيام القادمة للحديث عن مسؤولية الأمة في الوقوف مع غزة وفضح الحرب القذرة ضد أهلها".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store