
بيان الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين
صدر بيان عن الرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين (المملكة العربية السعودية وجمهورية فرنسا) ورؤساء مجموعات العمل التابعة للمؤتمر (البرازيل، وكندا، ومصر، وإندونيسيا، وإيرلندا، وإيطاليا، واليابان، والأردن، والمكسيك، والنرويج، وقطر، والسنغال، وإسبانيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية) تاليًا نصه:
نعرب عن بالغ قلقنا إزاء التصعيد المستمر والتطورات الأخيرة التي استدعت تعليق مؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، حيث تؤكّد هذه الأحداث صحة التحذيرات حول هشاشة الوضع بالمنطقة، والحاجة الملحة إلى استعادة الهدوء، واحترام القانون الدولي، وتعزيز العمل الدبلوماسي.
ولا يسعنا في هذا الظرف الدقيق سوى إعادة التأكيد على التزامنا الكامل بأهداف المؤتمر وضمان استمرار أعماله وتحقيق أهدافه، وعليه فسوف يعلن الرؤساء المشتركون لمجموعات العمل عن موعد انعقاد مداولات المؤتمر المستمرة في القريب العاجل، وذلك للاستفادة من إسهامات مجموعات العمل للوصول لالتزامات دولية واضحة ومُنسَّقة تعكس عزمنا تطبيق حل الدولتين.
إن الوضع الراهن، يتطلب علينا أكثر من أي وقت مضى أن نضاعف الجهود الداعية لاحترام القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، وتعزيز السلام والحرية والكرامة لجميع شعوب المنطقة. كما نعيد التأكيد على استمرار دعمنا غير المتزعزع لكافة الجهود الرامية لإنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تطبيق حل الدولتين، وضمان الاستقرار والأمن لجميع الدول في المنطقة.
أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الألماني الدكتور يوهان دافيد فاديفول، في برلين اليوم، محادثات موسّعة ركزت على جهود إنهاء التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وبحث الصفدي وفاديفول خلال المحادثات سبل تطوير العلاقات الثنائية، وزيادة التنسيق إزاء التحديات الإقليمية.
أكّد الصفدي وفاديفول عمق ومتانة علاقات الصداقة الأردنية الألمانية، وضرورة تعزيز آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات ثنائيًّا وفي إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، أكّد الصفدي أهمية الحوار الشامل الذي أجراه مع نظيره الألماني، وقال: 'في وقت تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا يتطلب منا جميعًا أن نعمل معًا من أجل إنهاء التصعيد، ومن أجل وقف الحرب، ووقف الدمار الذي يدفع المنطقة برمتها باتجاه الهاوية، وبما ينعكس على الأمن والسلم الدوليين'.
وأكّد الصفدي متانة علاقات الصداقة الأردنية الألمانية المبنية على الاحترام المتبادل، والإيمان المطلق بضرورة العمل المشترك من أجل الأمن والسلام والاستقرار.
وقال الصفدي إن العلاقات الأردنية الألمانية تتقدم نحو المزيد من التعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والدفاعية وغيرها، 'وفي جهودنا المشتركة من أجل العمل على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.'
وثمّن الصفدي دور ألمانيا في تقديم الدعم للاجئين في المنطقة عبر منظمات الأمم المتحدة، وعبر دعم مباشر لهؤلاء اللاجئين، وتحديدًا في الأردن، حيث إن الأردن هي أكبر دولة مستضيفة للاجئين في العالم، نسبة إلى عدد السكان.
كما أشار الصفدي إلى التعاون في مواجهة الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، وفي إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال الصفدي إن 'المملكة كانت وستبقى شريكًا لكم ولأصدقائنا في الاتحاد الأوروبي وفي المجتمع الدولي، من أجل إنهاء دوامات العنف والحروب والصراعات في المنطقة، والعمل من أجل تحقيق الأمن والسلام العادل.'
وشدّد الصفدي على أن 'أولوياتنا هي وقف التصعيد الآن بين إسرائيل وإيران. والحرب لن تحقق أمنًا وسلامًا لأحد، الحرب ستدفع باتجاه المزيد من الصراع في المنطقة بانعكاسات خطيرة على العالم برمته.'
وقال: 'نحن نرفض العدوان الإسرائيلي على إيران، كنا حذّرنا من أنه خرق فاضح لقوانين الشرعية الدولية وتصعيد خطير في الوقت الذي كان هنالك مفاوضات بين الولايات المتحدة وبين إيران من أجل التوصل لحل للملف النووي الإيراني.'
وأضاف الصفدي 'كلنا مجمعون على أننا لا نريد لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًّا، نحن في المملكة موقفنا الثابت والدائم بضرورة بناء منطقة شرق أوسط خالية من كل السلاح النووي، ومن كل أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي ندعم المفاوضات التي كانت جارية من أجل التوصل لحل هذه القضية، ونؤكّد دعمنا أيضًا لكل الجهود المبذولة من أجل العودة للمفاوضات للتعامل مع الملف النووي، وللتعامل مع كل القضايا التي تسبب التوتر والصراع في المنطقة.'
وشدّد الصفدي على أن الحرب لن تحقق شيئًا سوى دفع المنطقة نحو هاوية المزيد من الصراع، وأكّد أن قصف المنشآت النووية، وخصوصًا تلك التي تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية خرق للقانون الدولي.
وقال الصفدي إن 'دعوتنا الواضحة هي وقف هذه الحرب، والعودة إلى المفاوضات من أجل التوصل لحل دبلوماسي لهذا الصراع.'
وقال الصفدي: 'نحن نريد للعلاقات في المنطقة أن تكون مبنية على أساس احترام القانون الدولي، احترام القانون الدولي الإنساني، احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والعمل معًا من أجل تحقيق السلام الذي يضمن الأمن للجميع.'
وقال الصفدي 'إنه في الوقت الذي نشهد فيه الحرب تتفاقم بين إيران وإسرائيل، ما تزال الكارثة في غزة تتفاقم نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة أيضًا.'
وقال: 'نحن كنا من اليوم الأول ندعو وما زلنا ندعو من أجل وقف هذه الحرب، والتوصل لاتفاق تبادل يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، ويعالج الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم في غزة.'
وشدّد على أنه 'في الوقت الذي تركز فيه الجهود على إنهاء التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران، يجب ألّا ينسى العالم أن ثمة قتلًا يوميًّا في غزة، بالأمس فقط أكثر من حوالي ١٠٠ فلسطيني ارتقى في غزة نتيجة العدوان، وهذا أمر يجب ألّا ينسى، يجب أن تستمر الجهود من أجل وقف العدوان على غزة أيضًا، والتوصل لوقف لإطلاق النار.'
وأكّد الصفدي أهمية الجهود التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة لتنفيذ اتفاق تبادل، ودعم الأردن لها.
كما حذّر الصفدي من خطورة ما يجري في الضفة الغربية المحتلة حيث أكد بقوله: 'هنالك حرب أخرى تجري في الضفة الغربية نراها تتبدى يومًا بعد يوم عبر إجراءات إسرائيلية لا شرعية تقوض حل الدولتين الذي أتفقُ معك معالي الوزير بأنه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.'
وقال الصفدي 'لا بد من أن نحمي حل الدولتين، وإذا لم يكن الوقت الآن هو لتنفيذ حل الدولتين، فبالتأكيد، بما أننا نجمع على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، فعلينا أن نستمر في جهودنا من أجل أن نحمي حل الدولتين، وأن نبقي على جدوى تنفيذه عبر وقف الإجراءات التي تقوضه من استيطان إلى مصادرة للأراضي إلى محاصرة للاقتصاد الفلسطيني.'
وقال الصفدي 'أيضًا أود أن أؤكّد، كما أكّد جلالة الملك في الأمس في ستراسبورغ بأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية مستمرة في القيام بكل ما نستطيعه من أجل أن نحمي هذه المقدسات، أن نحفظ حرية العبادة في هذه الأماكن، وأن نحفظ القدس أيضًا، مدينة ذات رمزية كبيرة للأديان السماوية الثلاثة، بحيث تكون مدينة سلام، لا مدينة حرب.'
وقال الصفدي: 'إن الجهد الأردني مستمر بالتعاون مع شركائنا في ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة، وبالتأكيد بالتنسيق مع أشقائنا في المنطقة، من أجل أن نرفع هذا الكابوس عن منطقتنا، أن ننهي هذه الكوارث التي تعرض أمننا جميعًا للخطر، أن نتقدم باتجاه سلام حقيقي، سلام يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، في حريته، سلام يحفظ أمن واستقرار كل دول المنطقة، وأيضًا سلام يحفظ الأمن لفلسطين ولإسرائيل، لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، ولنعمل جميعًا من أجل بناء المستقبل الذي يعيش فيه كل شعوب المنطقة، فلسطينيون وإسرائيليون وكل الشعوب بأمن وسلام واستقرار.'
وأكّد الصفدي أن 'الحرب لن تحقق السلام، الحرب لن تحقق الأمن، وحده السلام العادل الذي يلبي الحقوق، الذي يحفظ حقوق الجميع، هو الذي يحفظ الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، وهذا أمر مستمرون في المملكة في العمل من أجله.'
إلى ذلك قال الصفدي إنه بحث ونظيره الألماني الأوضاع في سوريا وشدّد على أن 'سوريا تمر في مرحلة مهمة، ثمة حكومة جديدة تعمل على إعادة بناء الوطن السوري الحر المستقل السيد الذي يحفظ حقوق جميع أبنائه.'
وقال الصفدي إن الأردن يثمّن اتفاق سوريا وألمانيا إنشاء مجلس تعاون اقتصادي، وأضاف الصفدي 'نعتقد أن هذه خطوة مهمة نشجعها، لا بد من أن نسهم جميعًا في إيجاد الظروف التي تتيح للحكومة السورية الجديدة إعادة بناء سوريا الآمنة المستقرة التي لا تشكل خطرًا على أحد، وأعتقد أن هذه الخطوة من ألمانيا خطوة مهمة وخطوة مؤثرة، وستساعد في توفير الحياة الكريمة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والخراب والدمار، ونحن مستعدون أيضًا نعمل معكم في هذا السياق من أجل دعم هذه العملية.'
وقال الصفدي إن محادثاته مع فاديفول تناولت الأوضاع في لبنان، 'ونحن متفقون على ضرورة دعم أمن واستقرار وسيادة لبنان، وتوفير الدعم الذي يستحقه لبنان في هذه المرحلة التي يسير فيها نحو إعادة البناء، ونحو استرداد دور مؤسساته وتفعيلها، بحيث تكون الدولة هي الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح، وهي التي تحمل المسؤوليات.'
وقال الصفدي: 'في كل هذه الملفات ثمّة تحديات كبيرة، لكن أيضًا أود أن أؤكّد بأن ثمّة تعاونًا كبيرًا بين الأردن وألمانيا من أجل حلها. نريد الشيء ذاته، نريد السلام، نريد الأمن، نريد التنمية، نريد الاستقرار بمنطقتنا وللعالم، وسنستمر في العمل لتحقيق ذلك.'
وأكّد الصفدي على الدور المحوري لألمانيا، وعلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها معالي الوزير، من أجل الإسهام في تحقيق هذا الهدف، وقال: 'لكم في الأردن شريك من أجل تحقيق هذا الأمن وهذا السلام، ونشكركم على جهودكم، وأؤكّد مرة ثانية على أن جلالة الملك، حفظه الله، يرى العلاقة مع ألمانيا علاقة استراتيجية، علاقة مؤثرة، علاقة لا تسهم فقط في تعزيز التعاون الثنائي، ولكن أيضًا تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.'
وفي ردٍّ على سؤال قال الصفدي إن 'ثمّة إجماعًا عربيًّا على رفض العدوان على إيران، وعلى رفض الحرب بشكل عام سبيلًا لحل الصراعات'، وأضاف 'نعتقد أن حل الصراعات يكون ويجب أن يكون عبر الأدوات الدبلوماسية، وعبر المفاوضات المستندة إلى القانون الدولي وإلى القانون الدولي الإنساني وإلى ميثاق الأمم المتحدة الذي يعرف شركاؤنا الأوروبيون أكثر من غيرهم أهمية التزامهم لأن هذه القوانين كلها انبثقت من أزمة أوروبية وباتت هي المرجعية التي يجب أن نعمل جميعًا وفقها.'
وقال الصفدي إن الحوار مع نظيره الألماني 'كان حوارًا بين شركاء، بين أصدقاء. نريد الهدف ذاته، نريد أن نحقق الأمن والسلام والاستقرار. أعتقد نحن متفقون على ضرورة العودة إلى الدبلوماسية سبيلًا لحل كل الخلافات ولحماية المنطقة.'
وقال الصفدي إن ما يجري في الشرق الأوسط ينعكس على أوروبا، وبالتالي لا بد من 'حماية محيطنا المشترك من تبعات حرب ستكون كارثية بتداعياتها على الجميع، ونرى دورًا رئيسًا لأوروبا في هذا المجال.'
وقال الصفدي إن الأردن يشجع الانخراط ما بين الترويكا الأوروبية( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) وما بين إيران من أجل محاولة فكفكة هذه الأزمة، والتقدم نحو وعد الحل السلمي لها.'
وقال الصفدي إن 'دور الولايات المتحدة دور أساسي أيضًا، ونحن كنا دعمنا، وما نزال ندعم مفاوضات أمريكية إيرانية من أجل التعامل مع الملف النووي الإيراني.'
وأضاف الصفدي 'لنكن صريحين، المنطقة تقف الآن على هاوية انفجار كبير منذ حوالي أكثر من عام ونصف، ونحن نرى الحرب الإسرائيلية على غزة متفاقمة ومستمرة، ونرى المجاعة الإنسانية تتفاقم، ونرى كل منظمات الأمم المتحدة تشير إلى أن ثمّة خروقات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهذا يجب أن يتوقف. فما نطرحه هو إنهاء للتصعيد، العودة إلى المفاوضات، ليس فقط فيما يتعلق بالملف الإيراني الإسرائيلي، ولكن أيضًا فيما يتعلق بجذور الصراع في المنطقة، وهي القضية الفلسطينية، وقف الحرب على غزة، السماح بإدخال مساعدات فورية وكافية عبر منظمات الأمم المتحدة من أجل توزيعها على غزة، إيجاد السبل التي تضمن الأمن للجميع الفلسطينيين والإسرائيليين، واتخاذ خطوات عملية فاعلة من أجل حل الصراع بكلّيته عبر تنفيذ حل الدولتين، لأن لا بديل عنه.'
وقال الصفدي: 'ما الذي تريده إسرائيل من استمرار الحرب على غزة الآن؟ علينا أن نفكر وقُلتُها وأكررها لشركائنا في الاتحاد الأوروبي، ما يروجه بعض الساسة الإسرائيليين من أنهم محاطون بدول تريد تدميرهم، هذا كلام يثبت التاريخ وتثبت الوقائع أنه كلام عارٍ عن الصحة. ما نريده جميعًا في المنطقة هو التوصل لسلام عادل ودائم يحفظ حقوق الفلسطينيين وأمنهم واستقرارهم، ويحفظ أمن إسرائيل ويضمن قبولها في المنطقة'.
وشدّد على أن 'هذا هو الطرح العربي الذي يعود للعام ٢٠٠٢. وهذا هو الطرح الذي ما نزال متمسكين به، كل من يدعي بأن الدول العربية تريد تدمير إسرائيل يخالف الواقع الذي يؤكّد أن كل الدول العربية تريد أن تنخرط في جهد سياسي حقيقي من أجل تحقيق السلام العادل الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين، ويحفظ أمن إسرائيل أيضًا.'
وقال الصفدي: 'إن الدول الأوروبية التي نعتز بشراكتنا وصداقاتنا معها، إذا أرادت أن تدعم إسرائيل، فعليها أن تدعم وقف الحرب، أن تدعم التوجه باتجاه تحقيق السلام العادل، لأن الاستمرار في الحرب من منطلق استراتيجي لن يحقق شيئًا سوى تكريس العداء وتكريس الكراهية وتكريس الرفض للآخر، وهذا لن يحقق سلامًا، فدعم حقوق شعوب المنطقة كلها بأن تعيش بسلام يكون عبر دعم التوصل لحلول سياسية على أساس القانون الدولي، تضمن حقوق جميع الأطراف.'
وأكّد الصفدي أنه 'ثمة شريك في العالم العربي من أجل تحقيق هذا الهدف، لا نرى شريكًا في إسرائيل الآن من أجل تحقيق هذا الهدف. ونحن نريد، ومستمرون في العمل مع شركائنا من أجل إيجاد الأفق السياسي الحقيقي الذي يخلص كل شعوب المنطقة من الدمار والقتل، وموقفنا الواضح في كل الدول العربية بأننا ندين قتل المدنيين بالمطلق، ونريد لكل المدنيين أن يعيشوا بأمن وسلام، بحيث لا يكون فرق بين حياة وحياة، الكل سواسية، والكل لهم نفس الحقوق.'
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني الدكتور يوهان دافيد فاديفول إن هناك شراكة وطيدة تجمع بين ألمانيا والأردن، إضافةً إلى استمرار التنسيق حيال المسائل الإقليمية، وخصوصًا القلق الملح من توسع التصعيد في الشرق الأوسط.
وأثنى فاديفول على جهود الأردن في تجهيز رحلة خاصة لمساعدة ١٨٠ مواطنًا ألمانيًّا في السفر عبر عمّان إلى ألمانيا.
وأشار إلى أهمية الوصاية الهاشمية في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتأكيد على مصلحة الأردن المشروعة في أن تكون الضفة الغربية مستقرة وآمنة.
وأشاد بجهود المملكة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالتنسيق مع المنظمات الأممية، مؤكّدًا دعم بلاده لهذه الجهود في إنهاء المعاناة والكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
كما أكّد فاديفول التزام ألمانيا بالسعي من أجل تنفيذ هدف حل الدولتين، والتعاون والتنسيق مع الأردن كشريك قوي لتحقيق هذا الهدف، قائلًا: 'بالنسبة للحكومة الألمانية، من الواضح تمامًا أن غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تبني الركن الأساسي لدولة فلسطينية مستقبلية'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 41 دقائق
- الغد
قراءة مبكرة لأفول الزمن الراديكالي
في خضم التصعيد الإسرائيلي الإيراني الأخير، يتجه الشرق الأوسط نحو منعطف فارق، ليس بفعل القصف المتبادل أو الطائرات المسيّرة فحسب، بل لأن هذا التصعيد يكشف عمق التحولات التي بدأت تعيد صياغة الإقليم وموقعه في النظام الدولي الجديد، وفي قلب هذا المشهد، تبدو الزعامات الراديكالية القديمة، كزعامة بنيامين نتنياهو نفسه، غريبة عن الزمن الجديد، بل معرقلة لمنطقه، وهذا سيتضح بعد انقشاع كل ذلك الدخان. اضافة اعلان المواجهة مع إيران، بكل رماديتها وتشعباتها، ليست معزولة عن التوازنات التي بدأت ترتسم بعد حرب أوكرانيا، مرورًا بتطورات غزة، وانتهاءً بتحولات عالم المعرفة والتكنولوجيا. المنطقة، التي كانت لقرن كامل مجرد هامش للعبة الكبار، أصبحت الآن رقعة رئيسية، لكن بلغة مختلفة تمامًا: لغة الغاز، والداتا، والبرمجيات، والتكامل الإقليمي، والمجال صار متاحا لدول فيها أن تصبح لاعبا دوليا لا إقليميا وحسب. وفي هذا المشهد الجديد، لا مكان لزعماء راديكاليين يصرون على استعادة صراعات الماضي بلغة الحديد والنار، دون أن يفهموا أن الزمن لم يعد زمن البندقية فقط، بل زمن الكود والمصفوفات والطاقة الذكية. نتنياهو، الذي كتب في 1995 كتابه "مكان تحت الشمس"، لم يخرج منذ ذلك الحين من أيديولوجيا حديدية ترى في القوة العسكرية والاحتلال والسيطرة على الأرض الأسس الوحيدة لأمن إسرائيل. الكتاب كان – وما يزال – وثيقة تعكس بنية تفكير حزب الليكود، التي ترى في الضفة الغربية امتدادا توراتيا لا يجوز التخلي عنه، وتعتبر أن إقامة دولة فلسطينية تشكل خطرا وجوديا وليس فرصة سياسية. هذا المنطق، الذي طُبّق لاحقا حرفيا عبر سياسات الضم الزاحف، وتوسيع المستوطنات، وتهويد القدس، والعبث اليومي بالبنية الديمغرافية للضفة، أنتج نموذجا راديكاليا لا يختلف في جوهره عن خصومه الأيديولوجيين في طهران أو غزة. الفرق الوحيد هو أن نتنياهو يتحدث لغة الغرب ويقف على منصة ديمقراطية، بينما يحمل في داخله ذات المنطق الإقصائي: "نحن أو لا أحد". في المقابل، يقدم الملك عبد الله الثاني في كتابه "الفرصة الأخيرة" قراءة ذكية ومبكرة لعقل نتنياهو، ويصفه بأنه "ضرب المعتدلين العرب"، أي أنه قوض فرص التحرك العربي نحو تسوية عادلة. الملك، الذي قرأ مبكرا ديناميكيات التحولات، أدرك أن الزعيم الإسرائيلي ليس مجرد شخصية سياسية يمينية، بل هو خطر على الإقليم برمته لأنه يفكر بعقلية "الدولة القلعة"، ومفهوم القلاع المنعزلة لا يتسق مع منظومة العالم الجديد ولا الإقليم قيد التشكيل حاليا. ومع تصاعد موجات التغير العالمية، لم يعد ممكنا احتواء تلك الراديكالية ضمن إطارها المحلي فقط، العالم يتغير بطريقة لا تحتمل القادة الذين يفكرون بأدوات القرن العشرين، فنحن أمام منظومة علاقات دولية جديدة، لم تعد محكومة فقط بالجغرافيا والسيادة، بل تحكمها القدرة على الدخول في شبكات الإنتاج الرقمي، وإدارة الموارد الذكية، وحجز موقع في سلاسل الإمداد التكنولوجية. باختصار، في شرق أوسط يتغير، ويتصالح مع ذاته، وينشغل بموقعه في اقتصاد المعرفة، لا مكان لزعامات تعيش في ذاكرة الصراع الوجودي، وتحكم بعقلية استيطانية ترى في كل تسوية مؤامرة. نتنياهو هو آخر الراديكاليين في زمن ما بعد الراديكالية. للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
الحرس الثوري يكشف تفاصيل ضربة مستشفى سوروكا في إسرائيل -صور
أعلن الحرس الثوري الإيراني ، الخميس، استهدافه مركزًا للاستخبارات والقيادة الإسرائيلي قرب مستشفى سوروكا، وفقا لبيان نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. ويبدو أن الهدف، وهو مجمع غاف يام نيغيف التكنولوجي، يقع على بُعد أقل من ميل واحد من المركز الطبي . وأضافت الوكالة: 'كان الهدف الرئيسي للهجوم قاعدة القيادة والاستخبارات الواسعة للجيش الإسرائيلي (IDF C4i) ومقر استخباراته العسكرية، الواقع في مجمع غاف يام التكنولوجي، بجوار مستشفى سوروكا في بئر السبع'. ويصف موقع الحديقة التكنولوجية نفسه بأنه 'مركز البحث والتطوير الأكثر تطورًا في إسرائيل… بجوار حرم جامعة بن غوريون وفرع C4i التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي'. ويذكر أن مديرية C4i هي وحدة النخبة التكنولوجية في الجيش الإسرائيلي. وكان المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، قد قال بتصريحات سابقة نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية: إذا أصابت بعض صواريخنا مناطق سكنية، فذلك لأن الكيان الصهيوني قد خلق تشويشا لتحويل مسار الصواريخ عن إصابة الأهداف العسكرية وهو ما يمنع صواريخنا في الواقع من إصابة المراكز العسكرية وخاصة مقر وزارة الحرب الصهيونية وبالطبع، لم يكتب لها النجاح رغم كل هذه الحيل'. وأضاف: 'لقد أعلن قائد الثورة الإسلامية للعالم والكيان الصهيوني بشكل واضح وقال للشعب الإيراني أيضاً بأننا سنجعل هذا الكيان يندم بالتأكيد على ما فعله'.


رؤيا نيوز
منذ 5 ساعات
- رؤيا نيوز
الصفدي يبحث مع نظيره الفرنسي العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة
يبدأ نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، زيارة عمل إلى باريس، يلتقي خلالها وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة.