
بريطانيا ترفض دفع تعويضات للأفغان الذين تعاونوا مع القوات البريطانية في أفغانستان
آلاف الأفغان كان ينتظرون في طوابير للفرار على متن رحلات الإجلاء عند خروج القوات الأجنبية في 2021
ترفض وزارة الدفاع البريطانية تقديم تعويضات مالية لآلاف المواطنين الأفغان، الذين سُرّبت بياناتهم الشخصية كمتعاونين مع القوات البريطانية، بعد أن تركتهم في أفغانستان أثناء انسحابها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لبي بي سي، بأن الوزارة "ستدافع بقوة ضد أي إجراء قانوني أو تعويض لهؤلاء"، مضيفاً أن هذه "مطالبات افتراضية".
وأفادت صحيفة التايمز البريطانية، أن وزارة الدفاع "لن تُقدم" تعويضات صغيرة مقدما للأفغان الذين تم الكشف عن بياناتهم في فبراير/شباط 2022.
تم تسريب أسماء وتفاصيل أكثر من 19 ألف شخص تعاونوا مع القوات البريطانية أثناء وجودها في أفغانستان، كانوا يحاولون الفرار خوفا من انتقام محتمل لحركة طالبان التي استعادت السيطرة على البلاد في 2021.
وأرجع المتحدث باسم وزارة الدفاع السبب وراء قرار عدم دفع التعويضات، إلى المراجعة المستقلة بتكليف من وزير الدفاع جون هيلي، تُعرف باسم مراجعة ريمر، والتي خلصت إلى أن "وجود اسم الشخص الأفغاني في جدول البيانات المسربة لا يعني بالضرورة أنهم سيتعرضون للاستهداف (من جانب طالبان)".
وأعلن هيلي، هذا الأسبوع، عن رفع المحكمة العليا البريطانية أمراً قضائيا سابقا فرض حظراً مشدداً على نقل ونشر التقارير المتعلقة بتسريبات أسماء الأفغان.
جاء قرار المحكمة بعد انتهاء مراجعة ريمر، التي خلصت إلى أنه "لا توجد أدلة على نية طالبان شن حملة انتقامية ضد المسؤولين السابقين".
ورفعت شركة بارينغز للمحاماة، أكبر دعوة قضائية للمطالبة بتعويضات، وهي الممثل القانوني لأكثر من ألف عميل أفغاني، بحسب صحيفة التايمز.
ومن غير الواضح عدد هؤلاء العملاء الموجودين حالياً في أفغانستان.
AFP
وزير الدفاع البريطاني هيلي قال أمام البرلمان إنه هناك برنامجاً سرياً لنقل آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع القوات البريطانية
جاءت واقعة التسريب عندما أرسل مسؤول، لم يُكشف عن هويته، جدول بيانات المواطنين الأفغان عبر البريد الإلكتروني خارج نطاق الفريق الحكومي الذي يفحص طلبات إعادة توطين الأفغان ونقلهم إلى بريطانيا، وانتشرت بعدها قوائم البيانات على نطاق واسع.
تم الإعلان عن التسريب في أغسطس/آب 2023، عندما ظهرت أسماء تسعة أفغان تقدموا بطلبات للانتقال إلى بريطانيا على فيسبوك.
أحد المتضررين من التسريب يدعى أحمد، وهو اسم مستعار، عمل مع الجيش البريطاني في أفغانستان، وبالفعل تم نقله إلى بريطانيا حرصاً على سلامته.
وقال أحمد لبرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4، إنه اكتشف يوم الثلاثاء، وجود أسماء أفراد عائلته في أفغانستان، على قائمة البيانات المسربة.
وأضاف أن أقاربه "ينتقلون من منزل إلى منزل" و"يتخفون" لحماية أنفسهم.
ونفى فكرة أن الحصول على تعويض قد يُصلح الوضع، مضيفاً: "أول ما نحتاجه من الحكومة ونتوقعه، هو أن تتخذ إجراءات سريعة وتُحضر عائلاتنا إلى بريطانيا أو إلى بلد ثالث يشعرون فيه بالأمان".
وأضاف أن الوضع "مزعج ومقلق" للعائلة.
ورغم سيطرتها على البلاد تواجه قيادة طالبان عزلة دولية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء. لكن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بالحكومة الأفغانية الحالية، وظلت السفارة البريطانية في كابول مغلقة منذ سيطرة طالبان على السلطة عام 2021.
وتوصلت بي بي سي الأسبوع الماضي، إلى أن مواطناً أفغانياً هو من سرب الأسماء التسعة على فيسبوك، للانتقام من رفض الحكومة البريطانية طلب الانتقال من أفغانستان، وعرضت عليه الحكومة مراجعة سريعة لطلبه مقابل حذف المنشور.
وأدت عملية تسريب البيانات هذه إلى تسريب معلومات أكثر من 100 مسؤول بريطاني، بينهم أفراد من القوات الخاصة وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6).
منذ انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، انتقل أكثر من 36 ألف أفغاني إلى بريطانيا، وبعد التسريبات يواجه أكثر من 16 ألف شخص من بينهم الخطر، وفقاً لما أكدته وزارة الدفاع البريطانية لبي بي سي.
أنفقت الحكومة البريطانية حتى الآن 400 مليون جنيه إسترليني على خطة إعادة توطين الأفغان.
لكن تتوقع الحكومة أن ترتفع التكلفة الإجمالية لإعادة توطين جميع الأفغان إلى ما بين 5.5 و6 مليارات جنيه إسترليني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
"النظام الإيراني يظهر بشكل أكثر صلابة بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية" - مقال رأي في الغارديان
EPA المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "وسع من الحملات ضد خصومه" من طهران إلى موسكو وغزة، ننقل في جولة الصحافة لهذا اليوم تساؤلات بشأن فعالية السياسات الدولية القائمة، وحدود القوة، وتبعات الصمت، في وقت تبرز فيه إشارات إلى تحوّلات ملحوظة في مواقف بعض الدول الغربية وشعوبها تجاه حلفاء تقليديين. ونبدأ هذه الجولة، من مقال نشرته صحيفة ذي غارديان البريطانية، للكاتب سايمون تيسدال، يتناول الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت إيران في يونيو/حزيران 2025، واصفاً إياها بأنها "مغامرة كارثية لم تُحقق أياً من أهدافها، بل أدّت إلى نتائج عكسية خطيرة، داخل إيران وخارجها". يبدأ تيسدال مقاله بتسليط الضوء على تصاعد الإعدامات في إيران، حيث تُنفَّذ أحكام الإعدام شنقاً، وغالباً بعد محاكمات صورية، مع استخدام التعذيب وانتزاع الاعترافات القسرية. وينقل عن الأمم المتحدة قولها "إن أكثر من 600 شخص أُعدموا هذا العام، ما يجعل إيران الأولى عالمياً من حيث عدد الإعدامات قياساً بعدد السكان". ويرى الكاتب أن هذا التصعيد يأتي في سياق حملة قمع أوسع أعقبت الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، التي راح ضحيتها أكثر من 900 شخص، معظمهم من المدنيين، وأصيب خلالها ما يزيد على خمسة آلاف. ويشير المقال إلى أن الهجوم، الذي قادته إسرائيل وشاركت به الولايات المتحدة، "لم يُسفر عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية كما زُعم"، ولم يُسقط النظام، ولم يُوقف برنامج تخصيب اليورانيوم، "بل إن النظام ظهر أكثر صلابة، حيث ردّ المرشد الأعلى علي خامنئي بحملة اعتقالات واسعة، واتهامات بالخيانة ضد خصومه، وبتوسيع استخدام عقوبة الإعدام". ويُورد الكاتب حالة السياسيين المعارضين بهروز إحساني ومهدي حسني، حيث يقول إنهما أُعدما الأسبوع الماضي، "بعد محاكمات لم تتجاوز خمس دقائق"، في خطوة أدانتها منظمة العفو الدولية بوصفها محاولة لقمع أصوات المعارضة في أوقات الأزمات السياسية. ويضيف تيسدال أن البرلمان الإيراني يناقش حالياً مشروع قانون لتوسيع نطاق تطبيق عقوبة الإعدام، بينما تُوجَّه الاتهامات بالعجز الأمني لا إلى القيادات، بل إلى "عملاء داخليين"، بعد استهداف اجتماع أمني سرّي أُصيب فيه الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان. Getty Images "البرلمان الإيراني يناقش حالياً مشروع قانون لتوسيع نطاق تطبيق عقوبة الإعدام" ويُحذّر المقال من أن الهجوم أدّى إلى تداعيات إقليمية ودولية، من بينها: تعليق إيران للتعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتوسيع الفجوة بين واشنطن وأوروبا، وتقوية شوكة المتشددين الإيرانيين، وإعطاء مثال خطير لدول أخرى مثل روسيا لمهاجمة جيرانها دون محاسبة. ويؤكد تيسدال أن الضربة استندت إلى خوف وافتراضات لا إلى معلومات مؤكدة، "إذ لم تُقدِّم إسرائيل ولا الولايات المتحدة دليلاً قاطعاً على أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي"، بينما تؤكد طهران أنها لا تمتلك، ولا تنوي امتلاك، مثل هذا السلاح، وتُصرّ على أن تخصيبها لليورانيوم مخصّص لأغراض مدنية. ويستحضر الكاتب رسالة تحذيرية كتبها المفكر الفرنسي مونتسكيو في كتابه "رسائل فارسية" قبل أكثر من 300 عام، يتخيّل فيها ظهور أسلحة دمار شامل ستُدان يوماً ما من قبل العالم بأسره، ويرى تيسدال أن هذا السيناريو تحقق جزئياً، لكن الالتزام الدولي يظل هشاً. ويخلص الكاتب إلى أن الطريق إلى السلام لا يزال مفتوحاً، إن اختارت الولايات المتحدة وإسرائيل خفض ترساناتهما النووية، وإن توقفتا عن تهديد إيران، وإن دعمتا جهود إنشاء اتفاق نووي إقليمي، كما دعا إليه وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف. "هل بات دونالد ترامب يدرك أخيراً طبيعة بوتين؟" إلى صحيفة الإندبندنت والتي ترى في افتتاحيتها أن الرئيس الأمريكي/ دونالد ترامب بدأ يُدرك بوضوح أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "ليس رجل صفقات، بل زعيم يتغذّى على الحرب ويُؤمن بإحياء فكرة روسيا العظمى"، وهو ما يجعل إنهاء الحرب في أوكرانيا "رهناً بإرادته وحده". وتقول الصحيفة إن ترامب أخطأ حين ظنّ أنه قادر على إقناع بوتين بوقف الحرب عبر صفقة تجمع بين الإطراء، والتلويح بالقوة، وتقديم تنازلات، لكن ما اتضح لاحقاً هو أن الكرملين غير معنيّ بالتفاوض، "بل بحاجة مستمرة للصراع لترسيخ سلطته الداخلية، حتى لو كان الثمن سفكاً مستمراً للدماء". وترحّب الصحيفة بإشارة ترامب الأخيرة إلى أنه يُمهل روسيا "10 إلى 12 يوماً" لتفادي مزيد من العقوبات، رغم أن مواعيده غالباً ما تكون متقلّبة، لكنها تعتبر أن المعنى السياسي وراء هذه الرسالة واضح: "لا مجال للمهادنة مع موسكو". وتصف الصحيفة السجال العلني بين ترامب وديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، وحليف بوتين ، بأنه مؤشر على انقطاع قنوات التفاهم بين واشنطن وموسكو، وهنا توضح "بأن التوتر بلغ ذروته" بعد أن أمر ترامب بإرسال غواصتين نوويتين أمريكيتين إلى منطقة "قريبة من روسيا"، رداً على تحذير ميدفيديف من مغبة التورط المباشر في نزاع نووي. وتُشدّد الصحيفة على أن ترامب أخطأ سابقاً حين هدّد بسحب الدعم الأمريكي عن أوكرانيا، لكنه لم ينفّذ ذلك، -لحسن الحظ-، كما ترى الصحيفة، بالرغم من أن حجم الدعم الحالي لا يزال غير واضح تماماً، إلا أن رمزية الموقف الجديد تُشير إلى تغير في إدراك ترامب لخطورة المرحلة. Getty Images "ترامب أخطأ سابقاً حين هدّد بسحب الدعم الأمريكي عن أوكرانيا، لكنه لم ينفّذ ذلك، لحسن الحظ" وتلفت الصحيفة إلى أن محاولة عقد صفقة مع بوتين ربما كانت تستحق المحاولة في البداية، لكنها كلّفت واشنطن الكثير على مستوى القيم والمبادئ، خصوصاً عندما تعرّض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى مشهد وصفته الصحيفة بـ"المسرحية المُهينة" في البيت الأبيض في فبراير/شباط 2025. وتضيف أن ترامب ربما يكون قد أدى دوراً في تنبيه الأوروبيين إلى مسؤولياتهم في الدفاع عن قارتهم، لكنه لا ينبغي أن يفعل ذلك على حساب حقّ الشعوب الحرة في مقاومة العدوان. وتؤكد الصحيفة على المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، أن يحمل واجباً أخلاقياً لا يتجزأ في الدفاع عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وتقول إن الحرب يُمكن أن تنتهي في لحظة، لو أراد بوتين ذلك فعلاً، وأن ترامب بات أخيراً يرى بوضوح أن استمرار النزاع سببه الأول هو الكرملين، بحسب ما جاء في الإندبندنت. صهيوني مسيحي: "إسرائيل بحاجة إلى أن تفتح عينيها" وفي نيويورك تايمز، كتب ديفيد فرينش – وهو محامٍ عسكري سابق خدم في العراق ويصف نفسه بأنه "صهيوني مسيحي" – أن إسرائيل، رغم حقها الكامل في الدفاع عن نفسها بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قد ذهبت بعيداً في عمليتها العسكرية في غزة، "إلى حدٍّ بات يُشكّل خطراً أخلاقياً واستراتيجياً على وجودها". ويرى الكاتب أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنّته حماس كان مشروعاً قانوناً، تماماً كما كان رد الولايات المتحدة وحلفائها على تنظيم داعش، لكنه يؤكد على "أن المعاناة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون تخطّت حدود الضرورة العسكرية، وأن المجاعة التي تلوح في الأفق ليست نتيجة حتمية، بل خطأ سياسي وأخلاقي جسيم". ويستند فرينش في تقييمه إلى بيانات المساعدات التي نشرتها نيويورك تايمز، والتي تُظهر أن حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة كان قد تجاوز 200 ألف طن شهرياً قبل أن توقف إسرائيل دخولها في مارس/آذار، ثم تراجع إلى مستويات شبه معدومة. وحتى بعد رفع الحظر في مايو/أيار 2025، كما يقول الكاتب، يرى فرينش أن الكميات لم تعد إلى الحد الأدنى المقبول، ويشير إلى أن الطريقة التي تُوزَّع بها المساعدات اليوم تزيد من معاناة المدنيين، خصوصاً كبار السن، والمرضى، والأطفال الذين يضطرون لعبور مناطق عسكرية خطرة. ويضيف أن إسرائيل، في ظل انهيار حكومة حماس وسيطرة جيشها على القطاع، باتت الجهة الوحيدة القادرة على تنظيم توزيع المساعدات، لكنها اختارت استبعاد الأمم المتحدة دون إيجاد بديل فاعل، "تاركة السكان في حالة عجز تام عن تلبية أبسط احتياجاتهم الغذائية". ويحذّر فرينش من أن إسرائيل تفعل بالضبط ما تريده حماس: "إذ إن معاناة المدنيين تُغذّي دعاية الحركة، التي لطالما اختبأت خلف المستشفيات والمساجد والمدنيين عمداً، لتعقيد أي رد عسكري"، وفق قوله. Getty Images "إسرائيل تقف في لحظة قوة عسكرية قصيرة الأمد، لكنها ضعيفة على المدى الطويل، وسط تراجع كبير في دعم الرأي العام الغربي لها" ويرى الكاتب أن إسرائيل تقف في لحظة قوة عسكرية قصيرة الأمد، لكنها ضعيفة على المدى الطويل، وسط تراجع كبير في دعم الرأي العام الغربي لها. ويُحذّر من قراءة هذا التراجع كدعم لحماس، فحتى الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي طالبا حماس بالتخلّي عن السلاح، والإفراج عن الرهائن، وتسليم السيطرة على غزة. ويؤكد أن إسرائيل لا تستطيع تحمّل خسارة الدعم الغربي، فهي رغم امتلاكها سلاحاً نووياً، لا تتمتع بالاستقلال الاستراتيجي الذي تحوزه دول مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا. ويرى أن التحوّل في السياسة الأمريكية قد يُصبح خطيراً، خصوصاً إذا بات دعم إسرائيل مشروطاً بهوية الحزب الحاكم في البيت الأبيض. ويقول: "أوقفوا المجاعة في غزة، لا تتحدثوا عن ضم الأراضي، واحموا المدنيين"، مشيراً إلى أن "هزيمة حماس لا تتطلب تجويع طفل واحد".


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
سوريا: اشتباكات مع الأكراد في الشمال، وإسرائيل تهاجم أهدافاً في الجنوب
AFP دخان قُرب سدّ تشرين في منبج - 10 يناير/كانون الأول 2025 شهدت منطقة ريف منبج بمحافظة حلب شمالي سوريا، قصفاً مدفعياً، مساء السبت، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الجيش السوري وثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة، وفق ما ذكرت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء. وتبادل الجيش العربي السوري من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، الاتهامات بالوقوف وراء هذا القصف. وقال الجيش السوري إن قواته تمكنت من صدّ عملية تسلُّل قامت بها عناصر من قسد إلى إحدى نقاط انتشاره في ريف منبج. وأضاف الجيش أن قواته تقوم بتنفيذ ضربات "دقيقة" استهدفت مصادر النيران، وأنها تمكنت من رصد راجمة صواريخ ومدفع ميداني. على الجانب الآخر، اتهمت قسد في بيان لها، الجيش السوري "بقلب الحقائق وتضليل الرأي العام، بما لا يخدم أمن واستقرار البلاد". وقالت قسد إن "فصائل غير منضبطة" تابعة لقوات الحكومة الانتقالية في سوريا هاجمت مناطق آهلة بالسكان في ريف مدينة دير حافر، على مناطق التماس في مواصلة لاستفزاز قوات قسد التي استخدمتْ حقها المشروع في التصدي لتلك الهجمات، وفق بيان نشرته وكالة هاوار للأنباء. وأضافت قسد بأنها "تمارس أقصى درجات ضبط النفس تجاه الهجمات والاستفزازات المتكررة من جانب تلك الفصائل التابعة للجيش السوري"، الذي اتهمته بالرغبة في التصعيد. "اتفاق لَمّ الشمل" ويلقي هذا الهجوم بظلاله على اتفاق أبرمه رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، مع قائد قسد، فرهاد عبدي شاهين المعروف بـ (مظلوم عبدي)، في مارس/آذار 2025، ينُصّ على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية القائمة في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطار وحقوق النفط والغاز. ويستهدف هذا الاتفاق لمّ شمل الوحدة السورية بعد 14 عاماً من الحرب الأهلية، على أنه لم يحدّد آلية الاندماج لقوات قسد ضمن الجيش السوري. وكانت قسد اشترطت في السابق أن يأتي انضمامها على هيئة "تكتُّل"، لكن دمشق ترغب في أن يأتي الدمج على هيئة أفراد. وتسيطر قسد، التي تلقى دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية، على نحو رُبع الأراضي السورية، والتي تضمّ أبرز حقول النفط والغاز. ويمثل الأكراد أكبر أقلية غير عربية في سوريا، بنسبة تناهز 10 في المئة من سكان البلاد. وكان سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2025، قد أثار مخاوف البعض من احتمال مواجهة البلاد شبح التقسيم بين المكونات المختلفة للشعب السوري، ومن بينهم الأكراد. وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية، الشهر الماضي، إن على قسد أن تبرهن على التزامها بالاتفاق الذي أبرمته مع الحكومة السورية، وفقاً للوكالة الفرنسية للأنباء. وتنظر أنقرة إلى قسد باعتبارها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور. وتراقب قوى إقليمية الأوضاع في سوريا عن كثب، وسط تخوفات من حدوث أي تصعيد. السويداء: تصعيد جديد EPA قال مصدر أمني لقناة الإخبارية السورية، الأحد، إ"ن مجموعات خارجة عن القانون خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء وهاجمت قوات الأمن الداخلي، وقصفت عدة قرى في ريف المحافظة". وأضاف المصدر أن خروقات وقف إطلاق النار من قبل تلك المجموعات في ريف السويداء، "أدت إلى استشهاد عنصر من الأمن الداخلي وإصابة آخرين". وأشار المصدر إلى أن "هذه الهجمات تأتي بالتزامن مع السعي الحكومي لإعادة الاستقرار والهدوء إلى محافظة السويداء تمهيداً لعودة الخدمات ومظاهر الحياة فيها". وتأتي هذه الهجمات بعد يوم على عقد لجنة التحقيق في أحداث السويداء اجتماعها الأول برئاسة وزير العدل، مظهر الويس وفق القناة السورية. وتعد هذه الهجمات خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة في 19 يوليو/ تموز الماضي، وينص على "دخول قوات الأمن الداخلي لحماية المواطنين وإعادة بسط الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة التي عانت من جرائم المجموعات الخارجة عن القانون، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية والخدمية للسكان". "وسائل قتالية بحوزة إسرائيل" في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مصادرة ما وصفه بأنه "وسائل قتالية" في منطقة جنوبي سوريا، وفقاً لمتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي. وفي منشور على صفحته عبر موقع إكس، قال أدرعي إنه في ضوء متابعة استخباراتية مُسبقة، داهمتْ قوات تابعة للجيش الإسرائيلي "أربع مناطق بشكل متزامن، وعثرت على وسائل قتالية" بحوزة أشخاص يُشتبه في اتجارهم بالسلاح ميدانياً في منطقة قرية حضر، إحدى قرى جبل الشيخ في مرتفعات الجولان، جنوبي سوريا. وفي 22 يوليو/تموز 2025، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته كانت قد ألقت القبض على عدد من تجار السلاح في مداهمة ليلية جنوبي سوريا. ونوّه أدرعي إلى انتشار قوات الفرقة 210 من الجيش الإسرائيلي "في الميدان للعمل على منع تموضع عناصر إرهابية على الحدود السورية ولحماية مواطني دولة إسرائيل". ولم يصدر من سوريا أي تعليق إلى الآن على هذه التحركات الإسرائيلية.


الوسط
منذ 8 ساعات
- الوسط
مسؤول روسي يُغضب ترامب ويلوح بـ"اليد الميتة"، فكيف تعمل؟
Getty Images نموذج لقنبلة نووية سوفياتية (AN-602) المعروفة أيضاً باسم قنبلة القيصر، في معرض في موسكو في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023 "على ترامب أن يتذكر مدى خطورة اليد الميتة الأسطورية". عبارة لوح بها الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف للولايات المتحدة، أثارت غضب البيت الأبيض وذكرت بجدالات "الحرب الباردة". تصريح ميدفيديف وهو حالياً نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، جاء بعد مهلة تحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. تصريحات "استفزازية" و"حادة" Getty Images الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف في 7 يناير/كانون الثاني 2020 وأعلن ترامب، الجمعة، أنه أمر بنشر غواصتين نوويّتين، رداً على تصريحات "استفزازية للغاية" أدلى بها مسؤول روسي. قالت مستشارة مركز الدراسات الدولية الروسي إيلينا سوبونينا لبي بي سي، إن تصريحات ميدفيديف كانت "حادة جداً"، مشيرة إلى أنه ألمح لإمكانيات روسيا وامتلاكها لأسلحة نووية. وبالرغم من أن تصريح ميدفيديف "خرج عن الحدود"، لكن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خفض من التوتر وأبدى انفتاح موسكو على الحوار مع واشنطن واستمرار المفاوضات مع أوكرانيا، وفق سوبونينا. ما هو نظام "اليد الميتة"؟ Getty Images أنظمة صواريخ روسية باليستية عابرة للقارات في الساحة الحمراء خلال عرض عسكري في وسط مدينة موسكو، في 9 مايو/أيار 2019 تصف وكالة (تاس) الروسية "اليد الميتة" بأنه نظام ردع نووي ويوفر ضربة نووية انتقامية واسعة النطاق عند التعرض لهجوم. سُمي النظام في الاتحاد السوفياتي بـ"المحيط"، أما الدول الغربية فسمته خلال الحرب الباردة في القرن الماضي بـ"اليد الميتة". وبعض المصادر الإعلامية تُعرّف "اليد الميتة" بنظام تحكم آلي بالأسلحة النووية طوّره الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الباردة للتحكم بترسانته النووية، كما أنه نظام قيادة روسي شبه آلي سري مصمم لإطلاق صواريخ موسكو النووية في حال النيل من قيادتها في ضربة قاضية من "عدو". ووصفه خبير عسكري أمريكي بـ"آلة يوم القيامة". تقرير "نيويورك تايمز" في 1993، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مقابلة مع الخبير الأمريكي في الشؤون العسكرية الروسية روس بلير، قال فيها إن روسيا تمتلك نظاماً حاسوبياً قادراً على إطلاق ترسانتها النووية تلقائياً في زمن الحرب، إذا كان القادة العسكريون ليسوا على قيد الحياة أو غير قادرين على توجيه المعركة. ووصف براون الذي أجرى عشرات المقابلات المطولة مع ضباط ومسؤولين عن الترسانة الروسية ومعداتها الملحقة، النظام بـ"آلة يوم القيامة". وأثارت المقابلة جدلاً في حينه، حول مدى صحة وجود هذا النظام. وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية أصدرت تقريراً في 2017، أشارت فيه إلى أن أنظمة القيادة والسيطرة الروسية صُممت لأسوأ السيناريوهات. وأوضح أن تلك الأنظمة موجودة لتمكين نشر أوامر الإطلاق أثناء التعرض لهجوم نووي من خلال أنظمة عدة، بما في ذلك نظام "المحيط". "تُحافظ موسكو على نظام (المحيط) المُصمم لضمان إمكانية إصدار أمر إطلاق انتقامي عند تعرض روسيا لهجوم نووي"، وفق التقرير. في 2011، أجرى قائد قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية سيرغي كاراكاييف مقابلة مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" المحلية. وقال المسؤول العسكري الروسي إن نظام "المحيط" كان موجوداً في الاتحاد السوفياتي، مشيراً إلى أن "النظام يعمل ولا يزال حياً". "وصف مثير" Getty Images نموذج لغلاف قنبلة ذرية سوفياتية في معرض في موسكو في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023 المحلل العسكري الروسي سيرغي شاشكوف قال لبي بي سي، إن هذا النظام يسمح بإطلاق الصواريخ الباليستية النووية الروسية على أهدافها حتى لو دمرت كل مراكز القيادة، وبشكل آلي. لكن شاشكوف أبدى شكوكه حول الروايات المتعلقة بالنظام، قائلاً "لا يوجد شيء موثوق". أما سوبونينا، رأت في حديث مع بي بي سي، أن تسمية ووصف النظام "مثير" ويُذكَر في الأفلام والآداب ولدى بعض الخبراء. وقالت سوبونينا إن نظام "اليد الميتة" يعد نظام مراقبة على الأسلحة النووية لضبط هذه الأسلحة، وضمان عدم حدوث إطلاقات بالصدفة أو عن طريق الخطأ. "المصطلح نفسه لا يعكس حقيقة الأمر"، وفق سوبونينا. تحدثت الموسوعة البريطانية (بريتانيكا) عن جدل بشأن وجود النظام، وقالت إن مسؤولين سوفييت سابقين أكدوا وجود نسخة شبه آلية من النظام تنقل سلطة إطلاق الصواريخ إلى مجموعة صغيرة من ضباط الخدمة في مخبأ تحت الأرض، في حالة وقوع أزمة. وأضافت الموسوعة، أن مسؤولين آخرين نفوا ذلك أو رفضوا التعليق. وأشارت الموسوعة إلى أن كتاب "اليد الميتة: القصة غير المروية لسباق التسلح في الحرب الباردة وإرثه الخطير" الصادر عام 2010، للصحفي الأمريكي ديفيد هوفمان الحائز على جائزة بوليتزر، تضمن أدلة بشأن النظام. كيف تعمل "اليد الميتة"؟ Getty Images غواصة صواريخ باليستية نووية (TK-208) قبالة سانت بطرسبرغ، في 26 يوليو/تموز 2017 وقال تقرير منشور في صحيفة "روسيسكايا-غازيتا"، الروسية الحكومية إن وكالات الاستخبارات الأجنبية لم تتمكن على مدى عقود من الزمن، إلا من تحديد المبادئ العامة لتشغيل النظام. يقول الخبير الأمريكي بلير في 1993، إن النظام الروسي مصمم ليُشغل من قبل قادة عسكريين في حالة الأزمات، ومن الناحية النظرية لن يبادر النظام بالتحرك إلا إذا اكتشفت أجهزة الاستشعار الخاصة به هجوماً نووياً على موسكو. "النظام يعمل دون إشراف بشري يُذكر، ويمكنه إرسال رسائل مشفرة عبر آلاف الأميال إلى القوات العسكرية، وإطلاق صواريخ نووية بدون مساعدة بشرية"، وفق بلير الذي أضاف أن النظام "عرضة للخطأ". "يُقال إن قلب النظام موجود في مخابئ عميقة تحت الأرض جنوب موسكو وفي مواقع احتياطية"، وفق نيويورك تايمز. وتضيف الصحيفة: "في حالة الطوارئ، يُرسل المسؤولون العسكريون رسالة مشفرة إلى المخابئ، مُفعّلين بذلك اليد الميتة"، في حالات أزمات معينة، ثم "يُرسل النظام إشارات منخفضة التردد عبر هوائيات تحت الأرض إلى صواريخ خاصة". بعد ذلك "تحلّق هذه الصواريخ عالياً فوق صواريخ ومواقع عسكرية الأخرى، وتعطي أوامر الهجوم إلى الصواريخ والقاذفات، وكذلك عبر محطات الراديو، إلى الغواصات في البحر". وقال موقع "ميليتاري" الذي يغطي أخبار الجيش الأمريكي، إن النظام يُطلق صاروخاً موجهاً مزوداً برأس حربي لاسلكي ينقل أوامر الإطلاق إلى القواعد النووية الروسية، حتى مع وجود تشويش لاسلكي. أما كاراكاييف قال في 2011: "عندما تكون هناك حاجة لضربة انتقامية، ولا توجد طريقة لإرسال إشارة إلى جزء من منصات الإطلاق، يمكن أن يأتي هذا الأمر من النظام". تشير وكالة "سبوتنيك" الروسية التابعة للحكومة، إلى تحديثات طرأت على النظام تمكنه من اكتشاف إطلاق صواريخ باليستية باتجاه روسيا بواسطة الأقمار الاصطناعية، وتُسرع بإصدار التعليمات للأجهزة الأخرى المسؤولة عن صد الهجوم الصاروخي. وأكد كاراكاييف أن النظام يمكنه تدمير الولايات المتحدة خلال نصف ساعة، لكنه قال "أعتقد اليوم لن تقوم روسيا ولا الولايات المتحدة بتدمير بعضهما البعض".