logo
بريطانيا ترفض دفع تعويضات للأفغان الذين تعاونوا مع القوات البريطانية في أفغانستان

بريطانيا ترفض دفع تعويضات للأفغان الذين تعاونوا مع القوات البريطانية في أفغانستان

الوسطمنذ 7 أيام
EPA
آلاف الأفغان كان ينتظرون في طوابير للفرار على متن رحلات الإجلاء عند خروج القوات الأجنبية في 2021
ترفض وزارة الدفاع البريطانية تقديم تعويضات مالية لآلاف المواطنين الأفغان، الذين سُرّبت بياناتهم الشخصية كمتعاونين مع القوات البريطانية، بعد أن تركتهم في أفغانستان أثناء انسحابها.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لبي بي سي، بأن الوزارة "ستدافع بقوة ضد أي إجراء قانوني أو تعويض لهؤلاء"، مضيفاً أن هذه "مطالبات افتراضية".
وأفادت صحيفة التايمز البريطانية، أن وزارة الدفاع "لن تُقدم" تعويضات صغيرة مقدما للأفغان الذين تم الكشف عن بياناتهم في فبراير/شباط 2022.
تم تسريب أسماء وتفاصيل أكثر من 19 ألف شخص تعاونوا مع القوات البريطانية أثناء وجودها في أفغانستان، كانوا يحاولون الفرار خوفا من انتقام محتمل لحركة طالبان التي استعادت السيطرة على البلاد في 2021.
وأرجع المتحدث باسم وزارة الدفاع السبب وراء قرار عدم دفع التعويضات، إلى المراجعة المستقلة بتكليف من وزير الدفاع جون هيلي، تُعرف باسم مراجعة ريمر، والتي خلصت إلى أن "وجود اسم الشخص الأفغاني في جدول البيانات المسربة لا يعني بالضرورة أنهم سيتعرضون للاستهداف (من جانب طالبان)".
وأعلن هيلي، هذا الأسبوع، عن رفع المحكمة العليا البريطانية أمراً قضائيا سابقا فرض حظراً مشدداً على نقل ونشر التقارير المتعلقة بتسريبات أسماء الأفغان.
جاء قرار المحكمة بعد انتهاء مراجعة ريمر، التي خلصت إلى أنه "لا توجد أدلة على نية طالبان شن حملة انتقامية ضد المسؤولين السابقين".
ورفعت شركة بارينغز للمحاماة، أكبر دعوة قضائية للمطالبة بتعويضات، وهي الممثل القانوني لأكثر من ألف عميل أفغاني، بحسب صحيفة التايمز.
ومن غير الواضح عدد هؤلاء العملاء الموجودين حالياً في أفغانستان.
AFP
وزير الدفاع البريطاني هيلي قال أمام البرلمان إنه هناك برنامجاً سرياً لنقل آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع القوات البريطانية
جاءت واقعة التسريب عندما أرسل مسؤول، لم يُكشف عن هويته، جدول بيانات المواطنين الأفغان عبر البريد الإلكتروني خارج نطاق الفريق الحكومي الذي يفحص طلبات إعادة توطين الأفغان ونقلهم إلى بريطانيا، وانتشرت بعدها قوائم البيانات على نطاق واسع.
تم الإعلان عن التسريب في أغسطس/آب 2023، عندما ظهرت أسماء تسعة أفغان تقدموا بطلبات للانتقال إلى بريطانيا على فيسبوك.
أحد المتضررين من التسريب يدعى أحمد، وهو اسم مستعار، عمل مع الجيش البريطاني في أفغانستان، وبالفعل تم نقله إلى بريطانيا حرصاً على سلامته.
وقال أحمد لبرنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4، إنه اكتشف يوم الثلاثاء، وجود أسماء أفراد عائلته في أفغانستان، على قائمة البيانات المسربة.
وأضاف أن أقاربه "ينتقلون من منزل إلى منزل" و"يتخفون" لحماية أنفسهم.
ونفى فكرة أن الحصول على تعويض قد يُصلح الوضع، مضيفاً: "أول ما نحتاجه من الحكومة ونتوقعه، هو أن تتخذ إجراءات سريعة وتُحضر عائلاتنا إلى بريطانيا أو إلى بلد ثالث يشعرون فيه بالأمان".
وأضاف أن الوضع "مزعج ومقلق" للعائلة.
ورغم سيطرتها على البلاد تواجه قيادة طالبان عزلة دولية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء. لكن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بالحكومة الأفغانية الحالية، وظلت السفارة البريطانية في كابول مغلقة منذ سيطرة طالبان على السلطة عام 2021.
وتوصلت بي بي سي الأسبوع الماضي، إلى أن مواطناً أفغانياً هو من سرب الأسماء التسعة على فيسبوك، للانتقام من رفض الحكومة البريطانية طلب الانتقال من أفغانستان، وعرضت عليه الحكومة مراجعة سريعة لطلبه مقابل حذف المنشور.
وأدت عملية تسريب البيانات هذه إلى تسريب معلومات أكثر من 100 مسؤول بريطاني، بينهم أفراد من القوات الخاصة وجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6).
منذ انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، انتقل أكثر من 36 ألف أفغاني إلى بريطانيا، وبعد التسريبات يواجه أكثر من 16 ألف شخص من بينهم الخطر، وفقاً لما أكدته وزارة الدفاع البريطانية لبي بي سي.
أنفقت الحكومة البريطانية حتى الآن 400 مليون جنيه إسترليني على خطة إعادة توطين الأفغان.
لكن تتوقع الحكومة أن ترتفع التكلفة الإجمالية لإعادة توطين جميع الأفغان إلى ما بين 5.5 و6 مليارات جنيه إسترليني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ليست رأس الهرم الديني، ماذا نعرف عن "مشيخة العقل" لدى الدروز؟
ليست رأس الهرم الديني، ماذا نعرف عن "مشيخة العقل" لدى الدروز؟

الوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوسط

ليست رأس الهرم الديني، ماذا نعرف عن "مشيخة العقل" لدى الدروز؟

Getty Images أحد وجهاء شيوخ الدروز من المرتبة الثانية مع أعضاء جيش الثوار بقيادة جنبلاط في لبنان عام 1958 بعد الاشتباكات الدامية الأخيرة في السويداء بسوريا، حيث الكثافة السكانية الدرزية، برز اسما الزعيمين الدرزيين الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حكمت الهجري، وكلاهما يحمل اللقب الديني شيخ العقل، إضافة إلى الشيخ سامي أبو المنى. فماذا تعني "مشيخة العقل"؟ ومتى نشأت؟ ولماذا؟ العقل لدى الدروز Getty Images النجمة الخماسية التي تمثل المبادئ الدرزية جاء في كتاب "مناقب الدروز في العقيدة والتاريخ" للدكتور سامي أبو شقرا نقلاً عن الشيخ عبد الغفار تقي الدين قوله: "لقد جعل الله للوجود علة وسبباً يتنزه به عن المباشَرة لإبداع الكائنات بذاته، هذه العلة هي العقل". ويقول شيخ العقل السابق في لبنان، نعيم حسن، إن العقل بالنسبة للموحدين "هو في المحل الأرفع، يقترن بالشرع الحق ويقود الإنسان بنوره". وأضاف في كتابه (الدليل إلى التوحيد) أن الدروز يُطلقون لقب "العقّال" على من وَعَوا عن الله أمره ونهيه وعملوا بمراده، وآمنوا أن العقل يجب أن يتوافق مع الشرع. ويقول سعيد أبو زكي، أستاذ التاريخ والأخلاق بالجامعة اللبنانية الأمريكية، إنه كان يطلق على المتدينين "العُقّال" ومفردها عاقل، على عكس "الجُهّال". ولا يقتصر لقب العُقال على الرجال، حيث يُطلق أيضاً على المرأة الدرزية المتدينة "العاقلة". وهناك "نساء عاقلات يبرزن بالتقوى والفضيلة الدينية، فيُكرّمن ويُقصدن أحياناً للمشورة، ويطلق عليهن لقب الست"، بحسب أبو زكي الباحث في تاريخ الدروز. وذكر أبو زكي في حديث خاص لبي بي سي أنه عند وفاة إحدى هؤلاء العاقلات، يُدفنّ بمدفن خاص، وتُنصَب عليه شواهد تذكر بعض فضائلهن، فيصبح مزاراً دينياً، ضارباً مثالاً بالست فاخرة البعيني من قرية مزرعة الشوف في القرن التاسع عشر؛ ومع ذلك فالدرزيات لا يتقلدن مناصب لا روحية ولا قانونية. ويؤكد أبو زكي، مؤلف كتاب "مشيخة عقل الدروز في لبنان: بحث في أصولها ومعناها وتطورها"، على أن المنصب الديني يرجع إلى "مسلك العقل"، وهو المسلك الديني الروحي لدى الدروز، الذي يُعنى بـ"تنمية وتهذيب الطبيعة العاقلة لدى الإنسان وإيصالها إلى كمالها". ما الحاجة إلى مشيخة العقل؟ Getty Images الشيخ عارف حلاوي من أهم مراجع الدروز حول العالم ظهرت فكرة "مشيخة العقل" خلال الحقبة العثمانية في لبنان، في القرن الثامن عشر، وكان يطلق على كل مرجعية دينية في قرية أو منطقة؛ حيث كان جبل لبنان مقسماً إلى مقاطعات بها مجموعة من القرى، وكان في كل قرية مرجعية أو أكثر. ويقول أبو زكي، وهو أيضاً باحث في تاريخ الدروز، إن لقب "شيخ العُقّال" بدأ يظهر في المصادر اللبنانية للدلالة على المرجعيات الدينية لدى دروز جبل لبنان. وفي القرن التاسع عشر صار يمسى "الرئيس الروحي". وبعدها حدث تطور سياسي؛ حيث بدأ الدروز يفقدون الحكم في جبل لبنان بعد عام 1825، وحاول الأمير بشير الثاني الشهابي، الذي حكمت سلالته لبنان ما بين (1247-1697)، إدخال نفوذه على الرئاسة الروحية. وبحسب أبو زكي، كان رد فعل الدروز أنهم أنشأوا "مشيخة عقل" كمنصب له وظائف إدارية محدّدة تختص بالأوقاف والأحوال الشخصية، وحيّدوا الرئاسة الروحية، التي هي الولاية الدينية، عن اللقب. ويقول المؤرخ اللبناني الدكتور صالح زهر الدين في كتابه (تاريخ المسلمين الموحدين الدروز)، إن "مشيخة العقل من المناصب الكبرى الحساسة والمسؤولة في البلاد؛ حيث كان يهابها الحكام، خاصة الشهابيون؛ لأهميتها وتأثيرها ووزنها الفاعل على كل الصُعد". ومع ذلك، يقول أبو زكي إن لقب "شيخ العقل" لم يشع استعماله داخلياً لدى الدروز إلا بعد عام 1861، خلال الحكم "المُتصرّفي"، وهو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية بعد ما يعرف بالفتنة الطائفية الكبرى بين الدروز والموارنة. هل هو رأس الهرم الديني؟ يقول الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في سوريا، في حديث خاص لبي بي سي إن مشيخة العقل هي رأس الهرم الرّوحي لطائفة الموحدين الدروز، وشيوخها هم أئمة هذه الطائفة، أو بمعنى آخر هم "المرجعية الدينية العليا" لديهم. في المقابل، يؤكد سعيد أبو زكي، الأكاديمي والباحث المتخصص في تاريخ الدروز، أن مشيخة العقل تأتي حالياً في المرتبة الثالثة في الهرم الديني لدى الدروز؛ فهو "شيخ يُنتدب من قبل رجال الدين". وتأتي في المرتبة الثانية طبقة من الشيوخ تلبس عباءة خاصة مقلمة باللونين الأبيض والأسود، تميزها عن بقية رجال الدين، ولا يُطلق عليهم لقب بعينه، لأنه بحسب أبو زكي فإن رجال الدين الدروز لديهم "نفور من الألقاب" بشكل عام. Getty Images أحد شيوخ الدروز اللبنانيين من المرتبة الثانية بالعباءة المقلمة بالأبيض والأسود، في حاصبيا بلبنان أما رأس الهرم الديني لدى دروز لبنان، ولدى الكثير من الدروز في المنطقة حالياً، فهو الشيخ أمين الصايغ، وليس له لقب رسمي، لكنه يعد فعلياً المرجع الروحي الأعلى. ويختار الرئيس الروحي الأعلى أو رأس الهرم الروحي هؤلاء الشيوخ من المرتبة الثانية؛ "حيث يقدم في نواحي بلاده بعض الأعيان بآلية بسيطة غير محددة تنسجم مع تعلقهم بالزهد". وضرب الباحث اللبناني مثالاً كأن يدعو المرجع الأعلى إلى عقد حلقة ذكر في إحدى خلوات البلاد، وعند اكتمال الوفود، يتوجه إليهم بخطاب ديني قصير يبرز فيه فضل واحد أو أكثر من المشايخ الحاضرين، بالاستناد إلى فضيلتهم الدينية. ويطلب هذا الإمام الأعلى من هؤلاء المُختارين لبس العباءة المقلمة، فتتحقق بذلك فكرة "الإشهار"؛ لكن أبو زكي يقول إن إقناع هؤلاء الشيوخ بقبول العباءة غالباً ما تكون مسألة صعبة؛ لتخوفهم من الجاه الاجتماعي المرافق. ويعد هؤلاء الشيوخ "مرجعيات عرفية" كما يقول الباحث اللبناني، حيث يثق الناس في تجردهم الديني وحكمتهم، كما يرجع إليهم القادة السياسيون. وتتمحور وظيفتهم حول رعاية النشأة الروحية في مسلك العقل، كل في حيزه الجغرافي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود. وفي الوقت الذي يُتوارث فيه لقب "شيخ العقل" في عائلات محددة، إلا أن الرئاسة الروحية العليا لا تعرِف الوراثة، كما يقول أبو زكي، كما تغيب عنها الأضواء الإعلامية. الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ شيوخ العقل في بلاد الشام موقع جامعة القديس يوسف في بيروت الدكتور الشيخ سامي ابو المنى، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان بالنسبة للبنان، يتولى منصب مشيخة العقل في الوقت الحالي الدكتور سامي أبو المنى، الذي اختِير للمنصب عام 2012، بعد إعلان من الشيخ نعيم حسن لانتخاب شيخ عقل جديد لطائفة الموحدين الدروز، خلفاً له.‏ وتضم مشيخة العقل في لبنان حالياً شيخ عقل واحد يتمتّع بالحقوق والامتيازات ذاتها التي يتمتّع بها رؤساء الطّوائف اللّبنانيّة الأُخرى، من غير استثناء أو تمييز، بحسب نص القانون الصادر عام 2006. أما في السابق، فكان هناك شيخا عقل: شيخ للفئة الجنبلاطية، وشيخ للفئة اليزبكية من الدروز، لرعاية الأوقاف الدينية لعُقّال الدروز، وكهيئة إشراف على تطبيق الأحوال الشخصية عند قضاة المذهب، أي كهيئة استئناف، بحسب أبو زكي. ويُعدّ القبول بمنصب شيخ العقل تنازلاً نهائياً من صاحب المنصب عن أي وظيفة أو مهنة أو حرفة؛ فلا يجوز قانونياً الجمع بين منصب شيخ العقل وأيّ منصب آخر من أيّ نوع كان، باستثناء المناصب الفخرية. ويتولّى شيخ العقل رعاية شؤون طائفة الموحّدين الدّروز الرّوحيّة، وإدارة مصالحها الدينية والاجتماعية، كما يمثّلها رسمياً لدى السلطات العامة وبقية الطوائف. وتساعده في تنفيذ مسؤوليّاته هيئة دينية استشارية تتكون من ستة شيوخ، يعينهم شيخ العقل خلال الشهر الأول من تاريخ تسلمه مهام منصبه، على ألا تربطه بأي منهم علاقة ما أو صِلة قربى حتى الدّرجة الرابعة. ومع ذلك، يقول سعيد أبو زكي إن هذا القانون "يعبر عن الواقع التنظيمي لمنصب شيخ العقل، لكن التنظيم الديني الحقيقي، يقع خارج مجال هذا القانون، فهو تنظيم عرفي روحي. ولا يُسمح لشيخ العقل بالتدخل بالقرارات الدينية التي هي من اختصاص مشايخ البلاد". Getty Images الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا أما في سوريا، فيقول الشيخ يوسف جربوع، في حديث خاص لبي بي سي إن الحاجة إلى مشيخة عقل في سوريا ظهرت بعد هجرة بعض الدروز إليها، وتحديداً إلى جبل العرب أو جبل حوران قبل نحو 300 عام. ومع ذلك، فإن بداية وجود الدروز هناك لم تكن تستدعي وجود مرجعية أو مشيخة، نظراً لقلة عددهم، بحسب شيخ العقل الذي تحدث لبي بي سي. ويقول الكاتب تيسير أبو حمدان في كتابه "الدروز مسلكاً ومعتقداً" إن الحاجة إلى المرجع الروحي في جبل العرب، ظهرت عندما وجد حاكم الجبل حمدان الحمدان أنه لا بد من وجود من يتولى أمور الطائفة دينياً ويرعى شؤونها الشخصية. وقد وقع الاختيار على الشيخ ابراهيم الهجري، "لنبوغه وصلاحه وتقواه"، بحسب أبو حمدان، ليصبح مؤسس الرئاسة الروحية في الجبل، وتصبح بلدته (قنوات) المركز الديني للطائفة في الجبل وكان ذلك عام 1803. وقد ظل الشيخ إبراهيم الهجري الشيخ الروحي الأوحد طيلة حياته؛ لكن بعد وفاته، اختار الدروز عائلتين أخريين هما عائلة جربوع من مدينة السويداء، وعائلة الحناوي من بلدة (سهوة بلاطة)، إلى جانب عائلة الهجري. Getty Images الشيخ حكمت سلمان الهجري (في المنتصف) وقد توارثت العائلات الثلاثة المشيخة، باختيار الزعماء والحاضرين من هو أصلح من أسرة المتوفي، بإلباسه عمامة وعباءة المشيخة في يوم الوفاة أو بعدها بقليل. وبحسب أبو زكي، فقد تمركزت مشيخة آل الهجري في قنوات والريف الشمالي والغربي للسويداء، في حين استقرت مشيخة آل حناوي في سهوة البلاط والريف الجنوبي، أما مشيخة آل جربوع فهي في مدينة السويداء والقرى المجاورة. ويضيف أبو زكي أن دروز جبل حوران، اصطلحوا على تراتبية اجتماعية عرفية تضع مشيخة آل هجري في المقام الأول، ثم مشيخة آل جربوع في المقام الثاني، وبعدها مشيخة آل حنّاوي في المقام الثالث، وهي تراتبية معنوية لا دخل لها في الوظائف الدينية والاجتماعية والسياسية التي يتساوى فيها الثلاثة. وتشير المصادر التاريخية في القرن التاسع عشر، إلى كون مشيخة آل هجري لها المكانة الأولى بين الثلاثة، وهو ما يفسر اللقب الرسمي الذي يستعمله الشيخ حكمت الهجري في وقتنا الحالي، باعتباره "الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز" وهو لقب لا يستعمله شيخا العقل الآخران، بحسب الباحث اللبناني أبو زكي. Getty Images رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف كما عرفت أرض فلسطين التاريخية ، الديانة الدرزية قبل نحو 1000 عام، بحسب أبو زكي. وقد اعترفت إسرائيل بالطائفة الدرزية كطائفة مستقلة عام 1957، فأنشِئت رئاسة روحية بنفس مفهوم شيخ العقل، برئاسة الشيخ أمين طريف، الذي جمع بين هذا المفهوم وبين كونه المرجعية الدينية العليا للدروز هناك، كما يقول الباحث اللبناني أبو زكي، وهو جد الشيخ موفّق طريف، الرئيس الروحي الحالي للدروز في إسرائيل. Getty Images الشيخ أمين طريف، شيخ العقل في فلسطين عام 1928 وأخيراً هناك الرئاسة الروحية لعدد قليل من الدروز في الأردن ، في مناطق مثل الأزرق ووادي السرحان، قبل أن ينتقل بعضهم إلى عمّان والمناطق الحضرية الأخرى مع تَشكُّل الدولة. ويقول الكاتب اللبناني فاروق غانم خدّاج، في مقال له إن معظم دروز الأردن "جاءوا من جبل الدروز في سوريا ومن فلسطين، بحثاً عن الاستقرار في ظل ظروف سياسية متقلبة". ويرأس دروز الأردن حالياً الشيخ أبو أشرف عجاج مهنّا عطا، الذي تعد مشيخته مشيخة دينية واجتماعية سياسية، بحسب أبو زكي، الذي أضاف لبي بي سي أنه بحسب الموروث الشفهي المحلي، فإن جده الكبير، كان أول من استوطن الزرقاء في شمال الأردن وأسس لتوطن الدروز هناك في أواخر القرن الثامن عشر. Getty Images أحد العُقال الدروز في الأردن، ممن لجأوا من جبل الدروز في عام 1926 وهناك تعاون بين مشيخة عقل الدروز في الدول المختلفة، وهو "تعاون ديني عقائدي واجتماعي" مع الحفاظ على استقلال كل منطقة بإدارة شؤونها بنفسها، على حد تعبير الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل سوريا. وقال الشيخ جربوع لبي بي سي إن "ذلك يرجع إلى كون كل مرجعية تخضع لأنظمة سياسية مختلفة في البلدان الثلاثة"، مؤكداً أن كل مرجعية لم تتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للمرجعيات الأخرى، رغم أن البرنامج العقائدي واحد. ومن أوجه التواصل بين المؤسسات الدرزية في مختلف الدول، ما ذكره أبو زكي أنه في عام 1934، حدثت أزمة في فلسطين ضد الشيخ أمين طريف، جد الشيخ الحالي، فبادر أعيان مشايخ لبنان إلى الصلح وحل الأزمة. وفي عام 1947، عندما حدث نزاع داخلي بين دروز جبل حوران فيما عُرف بالثورة الشعبية الثانية ضد بيت الأطرش، سافر الشيخ أمين طريف إلى دمشق لحل النزاع وحقن دماء الدروز.

جيفري إبستين: لقاء مسؤول من وزارة العدل الأمريكية وغيلين ماكسويل يشعل الجدل بشأن القضية
جيفري إبستين: لقاء مسؤول من وزارة العدل الأمريكية وغيلين ماكسويل يشعل الجدل بشأن القضية

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

جيفري إبستين: لقاء مسؤول من وزارة العدل الأمريكية وغيلين ماكسويل يشعل الجدل بشأن القضية

Getty Images صورة تجمع جيفري إبستين وغيلين ماكسويل اجتمع مسؤول بارز في وزارة العدل الأمريكية، يوم الخميس، مع غيلين ماكسويل، شريكة جيفري إبستين، في ظل تصاعد الضغوط على إدارة ترامب للإفراج عن ملفات ذات صلة بشبكة اتخذت الاتجار في الجنس نشاطاً لها، كان يديرها إبستين الممول المثير للجدل. نُظم الاجتماع في مدينة تالاهاسي بولاية فلوريدا، حيث تقضي ماكسويل عقوبة السجن لمدة عشرين عاماً على خلفية إدانتها في قضايا الاتجار في الجنس. وأفاد ديفيد ماركوس، محامي غيلين ماكسويل، لشبكة سي بي إس نيوز، الشريك الأمريكي لبي بي سي، بأنه لن يدلي بأي تعليق بشأن "جوهر" النقاشات التي جرت في الاجتماع، بيد أنه صرّح بأن "الأسئلة كانت كثيرة، وقد استغرق اللقاء اليوم بأكمله". وأضاف: "أجابت (غيلين) عن كل سؤال وُجّه إليها. لم ترفض الإجابة عن أي منها، ولم تمتنع مطلقاً". وقال نائب المدعي العام، تود بلانش، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بأنه يعتزم التحدث إلى ماكسويل بشأن أي معلومات قد تعرفها عن أفراد آخرين يُحتمل أن يكون إبستين قد ساعدهم في ارتكاب اعتداءات جنسية على فتيات. كما أعرب ماركوس للصحفيين عن "امتنانه" لحضور بلانش من أجل استجواب ماكسويل وطرح الأسئلة عليها. وقال: "إنها المرة الأولى التي تُقْدم فيها الحكومة على هذا الأمر، لذا فقد كان يوماً إيجابياً". تأتي هذه المستجدات في ظل تجدد الاهتمام بغيلين ماكسويل، البالغة من العمر 63 عاماً، والمدانة بالاتجار في الجنس وتقضي عقوبة السجن لمساعدتها جيفري إبستين في الاعتداء على فتيات قاصرات. وتزايدت مطالبات الرأي العام، من بينهم أنصار الرئيس الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وأعضاء من الكونغرس، بضرورة إفراج وزارة العدل عن الملفات المرتبطة بقضية إبستين. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، يوم الأربعاء، أن المدعية العامة، بام بوندي، أخطرت ترامب، خلال إفادة جرت في شهر مايو/أيار، بأن اسمه ذُكر في مستندات تابعة لوزارة العدل مرتبطة بقضية إبستين. ونفى البيت الأبيض صحة تلك الأنباء ووصفها بأنها "أخبار كاذبة". ولا يعد وجود اسم ترامب في الوثائق دليلاً على ارتكاب أي عمل جنائي، ولم يُوجه إليه أي اتهام فيما يتعلق بقضية إبستين. وكان ترامب قد تعهد، خلال حملته الرئاسية في العام الماضي، بالإفراج عن مثل هذه الملفات المتعلقة بإبستين المعروف بعلاقاته الواسعة. بيد أن مؤيديه أبدوا استياءهم من تعامل الإدارة مع القضية، لا سيما تقاعسها عن تقديم ما يعرف باسم "قائمة عملاء" إبستين. ووفقاً لمذكرة صدرت في بداية الشهر الجاري، أعلنت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي عدم وجود مثل هذه القائمة. وتوفي إبستين في زنزانته في نيويورك عام 2019 أثناء انتظار محاكمته بتهمة الاتجار في الجنس، بعد إدانته سابقاً بمحاولة استغلال قاصر للدعارة، واعتُبر موته بمثابة انتحار. ومنذ ذلك الوقت، راجت نظريات المؤامرة بشأن تفاصيل جرائمه وظروف وفاته. وفي يوم الأربعاء، صوتت لجنة فرعية بمجلس النواب الأمريكي على استدعاء وزارة العدل للحصول على تلك الملفات، على أن يصدّق رئيس اللجنة على ذلك. كما أصدر الجمهوريون في لجنة الرقابة بمجلس النواب أمر استدعاء لغيلين ماكسويل للإدلاء بشهادتها عن بُعد من السجن في الحادي عشر من أغسطس/آب. وحذّر رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، من عدم إمكانية الثقة بشهادة ماكسويل، التي ساعدت إبستين لسنوات في استغلال الفتيات جنسياً، وعدم اعتبارها دقيقةً وموثوقاً بها. وقال محاميها، ديفيد ماركوس، لبي بي سي إن المخاوف المثارة "لا تستند إلى أساس"، وأنها إذا قررت الإدلاء بشهادتها بدلاً من تفعيل حقها الدستوري في عدم الإدلاء بأي تصريح، "فستقدم شهادة صادقة، كما أكدت دائماً على ذلك". وفي الأسبوع الماضي، طالبت وزارة العدل قاضياً فيدرالياً بالإفراج عن شهادات لجنة المحلفين الكبرى التي تعود لسنوات مضت والمتعلقة بتحقيق جرى عام 2006 في فلوريدا بشأن إبستين، إلا أن قاضياً في الولاية رفض يوم الأربعاء نشر هذه الوثائق للعامة.

اشتباكات حدودية بين تايلاند وكمبوديا، وروايات متباينة لما حدث
اشتباكات حدودية بين تايلاند وكمبوديا، وروايات متباينة لما حدث

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

اشتباكات حدودية بين تايلاند وكمبوديا، وروايات متباينة لما حدث

AFP أفادت السلطات التايلاندية بمقتل 12 شخصاً على الأقل، في اشتباكات بين القوات التايلاندية والكمبودية على الحدود المتنازع عليها بين البلدين. يُمثل هذا القتال تصعيداً لنزاع بين الجارتين الواقعتين في جنوب شرق آسيا، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من قرن. وقال الجيش التايلاندي إن معظم الضحايا مدنيون من ثلاث مقاطعات تايلاندية، مشيرا إلى أن هناك أيضاً عدداً من الإصابات. ولم تؤكد كمبوديا بعد ما إذا كانت قد تكبدت أي خسائر بشرية. وتبادل الجانبان إطلاق النار في وقت مبكر من صباح الخميس، حيث زعم كل منهما أن الآخر هو من أشعل فتيل الصراع. وتصاعدت الأمور بسرعة، حيث اتهمت تايلاند كمبوديا بإطلاق الصواريخ، بينما نفذت بانكوك غارات جوية على أهداف عسكرية كمبودية. وأغلقت تايلاند حدودها مع كمبوديا، بينما خفضت كمبوديا علاقاتها مع تايلاند، متهمة جيشها باستخدام "القوة المفرطة". وطلبت الدولتان من مواطنيهما الموجودين قرب الحدود مغادرة تلك المناطق، حيث أجلت تايلاند 40 ألف مدني إلى أماكن أكثر أماناً. وقال سوتيان فيوتشان، أحد سكان منطقة "بان دان" في مقاطعة بوريرام التايلاندية القريبة من الحدود الكمبودية، لبي بي سي: "القتال خطير للغاية. نحن بصدد الإجلاء". وأعلنت السلطات التايلاندية مقتل 11 مدنياً - بينهم طفلان في الثامنة من العمر وآخر في الخامسة عشرة من العمر - بالإضافة إلى عسكري واحد في مقاطعات سورين، أوبون، راتشاثاني، وسريساكيت. وقدّمت تايلاند وكمبوديا روايات متباينة لما حدث. وتزعم تايلاند أن الصراع بدأ بنشر الجيش الكمبودي طائرات بدون طيار، لمراقبة القوات التايلاندية قرب الحدود. وتقول كمبوديا إن الجنود التايلانديين هم من بدأوا الصراع، عندما انتهكوا اتفاقاً سابقاً بالتقدم نحو معبد للخمير والهندوس قرب الحدود. ويعود تاريخ النزاع إلى أكثر من مئة عام، عندما رُسمت حدود البلدين بعد الاحتلال الفرنسي لكمبوديا. وتحولت الأمور رسمياً إلى عداء في عام 2008، عندما حاولت كمبوديا تسجيل معبد يعود للقرن الحادي عشر، يقع في المنطقة المتنازع عليها، كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وهي الخطوة التي قوبلت باحتجاج شديد من تايلاند. وشهدت المنطقة اشتباكات متقطعة على مر السنين، أسفرت عن مقتل جنود ومدنيين من الجانبين. وتصاعدت التوترات الأخيرة في مايو/أيار الماضي بعد مقتل جندي كمبودي في اشتباك، مما أدى إلى تدهور العلاقات الثنائية إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عقد من الزمان. وخلال الشهرين الماضيين، فرضت الدولتان قيوداً حدودية على بعضهما البعض. وحظرت كمبوديا الواردات من تايلاند، مثل الفواكه والخضراوات، وأوقفت استيراد خدمات الكهرباء والإنترنت. كما عززت الدولتان وجود قواتهما على طول الحدود في الأسابيع الأخيرة. وصرح القائم بأعمال رئيس وزراء تايلاند، فومتام ويشاياتشاي، بأن نزاع تايلاند مع كمبوديا لا يزال "حساساً"، ويجب معالجته بعناية وبما يتماشى مع القانون الدولي. وقال رئيس الوزراء الكمبودي، هون مانيت، إن بلاده ترغب في حل النزاع سلمياً، ومع ذلك فإنه "لا خيار" أمامها سوى "الرد بالقوة المسلحة على أي عدوان مسلح". انحسر تبادل إطلاق النار الخطير بين البلدين بسرعة نسبية. لكن بينما يبدو أن القتال الدائر حالياً لن يتحول إلى حرب شاملة، فإن كلا البلدين يفتقران حالياً إلى قيادة تتمتع بالقوة والثقة الكافيتين للتراجع عن هذه المواجهة. لا يزال هون مانيت، ابن زعيم سابق، يفتقر إلى سلطته الخاصة، ويبدو أن والده، هون سين، مستعد لدفع هذا الصراع إلى أبعد من ذلك لتعزيز مكانته القومية. وفي تايلاند، توجد حكومة ائتلافية هشة يدعمها زعيم سابق آخر، هو تاكسين شيناواترا. كان تاكسين يعتقد أنه يتمتع بعلاقة شخصية وثيقة مع هون سين وعائلته، ويشعر بالخيانة بسبب قرار الأخير تسريب محادثة خاصة أدت إلى تعليق عمل ابنته، بايتونغتارن شيناواترا، كرئيسة لوزراء تايلاند.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store