
العطلة الصيفية... فرصة للأبناء
وحيث توفر العطلة الصيفية فرصة ذهبية للأبناء لتجديد طاقتهم الذهنية والجسدية والروحية، لأنها تمنحهم الراحة من الجلوس المطول في الصفوف الدراسية، وتفتح المجال لاكتشاف مهارات جديدة وتوسيع دائرة معارفهم من خلال الأنشطة المختلفة والنوادي الصيفية، كما أن الابتعاد الموقت عن الدراسة يمكن أن يسهم في تقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية، ويزيد من التوازن النفسي لدى الطفل.
إن ترك الطفل دون توجيه في العطلة قد يؤدي إلى إدمان الأجهزة الإلكترونية أو الانخراط في أنشطة غير مفيدة أو حتى سلوكيات غير سليمة. لذلك من الضروري أن يكون للأهل دور فاعل في تنظيم وقت الأبناء خلال العطلة، ولعل كثرة الجلوس أمام الأجهزة تؤدي إلى مشاكل كثيرة لدى الأبناء مثل بطء التطور الاجتماعي والعاطفي، وتراجع المهارات الاجتماعية، واضطرابات النوم مثل الأرق، وزيادة السمنة بسبب قلة النشاط وقضائهم وقتاً طويلاً أمام الشاشات الإلكترونية دون حركة أو أي مجهود بدني، والتأثير السلبي على قوة الذاكرة والقدرة على التركيز، وتأثر العلاقات داخل الأسرة، وحصول فجوة بين أفرادها لانشغالهم بأجهزتهم الإلكترونية، وزيادة العدوانية والعنف عند الأطفال بسبب التأثر بالألعاب الإلكترونية، وبطء التطور المعرفي وقصور الانتباه وحتى ضعف السمع، أو تأخر النطق، وزيادة الانفعالات ونوبات الغضب.
لذلك، لابد من تنظيم جدول يومي وتحديد وقت للراحة، ووقت للقراءة أو التعلم، ووقت للأنشطة الترفيهية، والمشاركة في الأنشطة والنوادي الرياضية، والدورات التدريبية، التي تساعد في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، والرحلات العائلية حيث قضاء أوقات مع الأسرة في السفر أو الزيارات العائلية يعزز الترابط الأسري ويخلق ذكريات جميلة.
وللعلم، فإن ليس الهدف من العطلة هو ملء وقت الطفل بالأنشطة فقط، بل يجب الحفاظ على توازن بين الراحة والترفيه والتعلم. فالإفراط في أي جانب قد يؤثر سلباً على الطفل. كما يجب احترام رغبة الطفل في بعض الأوقات بالاسترخاء أو اللعب الحر دون قيود.
وفي حالة تقصير أحد الوالدين بمهامه فإن ذلك سيترتب عليه آثار على الأبناء والتفكك الأسري وغياب القيم وروح التسامح، خصوصاً في عصر التكنولوجيا، وما نشاهده في هذه الأيام من مشاكل على الأبناء من ظهور بعض الصور والمشاهد نتيجة طبيعية لفقدان العاطفة والحوار الفعال الجاد من الآباء تجاه الأبناء، وعدم معرفة متطلباتهم واحتياجاتهم المختلفة، ما يجعل الابن يبحث عن إشباع هذه العاطفة في الخارج، وهنا تكمن المشكلة والخطورة.
وإذا لم تكن هناك خطة مكتوبة فلن تكون هناك نتائج، اكتب ما تريد في مختلف مجالات حياتك، والتسويف هو العدو الأول للإنسان، لدرجة أن هناك كتباً خاصة ترشدك للتخلص من هذه الآفة، ومثال على التسويف يقول الشاب عندما أكبر، وبعد أن يكبر يقول عندما أتزوج، وبعد الزواج ينتظر الأبناء، وما هي إلا سنوات ويخرج للتقاعد ويتحسّر على الأيام التي لم يفعل ما كان يفكر فيه، فهل تحب أن تكون مثل هؤلاء الأشخاص، أم أنك ستخطط لحياتك وتستمتع بها أكثر؟
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك». ويذكر ابن القيم رحمه الله مقولة جميلة حيث يقول: «السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها... فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرة شجرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ (الحصاد) يوم المعاد، فعندئذ يتبين حلو الثمار من مرها».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 4 أيام
- الرأي
العطلة الصيفية... فرصة للأبناء
بدأت العطلة الصيفية وهي من أكثر الفترات التي ينتظرها الأبناء بصبر كبير، لأنها تمثل لهم مساحة من الراحة بعد عام دراسي طويل مليء بالواجبات والضغوطات، ومع أن هذه الفترة تمنحهم الفرصة للترفيه والاسترخاء، إلا أنها في الوقت ذاته تحمل مسؤولية كبيرة على عاتق الأهل في كيفية استثمار وقت أبنائهم بشكل مفيد ومتوازن. وحيث توفر العطلة الصيفية فرصة ذهبية للأبناء لتجديد طاقتهم الذهنية والجسدية والروحية، لأنها تمنحهم الراحة من الجلوس المطول في الصفوف الدراسية، وتفتح المجال لاكتشاف مهارات جديدة وتوسيع دائرة معارفهم من خلال الأنشطة المختلفة والنوادي الصيفية، كما أن الابتعاد الموقت عن الدراسة يمكن أن يسهم في تقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية، ويزيد من التوازن النفسي لدى الطفل. إن ترك الطفل دون توجيه في العطلة قد يؤدي إلى إدمان الأجهزة الإلكترونية أو الانخراط في أنشطة غير مفيدة أو حتى سلوكيات غير سليمة. لذلك من الضروري أن يكون للأهل دور فاعل في تنظيم وقت الأبناء خلال العطلة، ولعل كثرة الجلوس أمام الأجهزة تؤدي إلى مشاكل كثيرة لدى الأبناء مثل بطء التطور الاجتماعي والعاطفي، وتراجع المهارات الاجتماعية، واضطرابات النوم مثل الأرق، وزيادة السمنة بسبب قلة النشاط وقضائهم وقتاً طويلاً أمام الشاشات الإلكترونية دون حركة أو أي مجهود بدني، والتأثير السلبي على قوة الذاكرة والقدرة على التركيز، وتأثر العلاقات داخل الأسرة، وحصول فجوة بين أفرادها لانشغالهم بأجهزتهم الإلكترونية، وزيادة العدوانية والعنف عند الأطفال بسبب التأثر بالألعاب الإلكترونية، وبطء التطور المعرفي وقصور الانتباه وحتى ضعف السمع، أو تأخر النطق، وزيادة الانفعالات ونوبات الغضب. لذلك، لابد من تنظيم جدول يومي وتحديد وقت للراحة، ووقت للقراءة أو التعلم، ووقت للأنشطة الترفيهية، والمشاركة في الأنشطة والنوادي الرياضية، والدورات التدريبية، التي تساعد في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، والرحلات العائلية حيث قضاء أوقات مع الأسرة في السفر أو الزيارات العائلية يعزز الترابط الأسري ويخلق ذكريات جميلة. وللعلم، فإن ليس الهدف من العطلة هو ملء وقت الطفل بالأنشطة فقط، بل يجب الحفاظ على توازن بين الراحة والترفيه والتعلم. فالإفراط في أي جانب قد يؤثر سلباً على الطفل. كما يجب احترام رغبة الطفل في بعض الأوقات بالاسترخاء أو اللعب الحر دون قيود. وفي حالة تقصير أحد الوالدين بمهامه فإن ذلك سيترتب عليه آثار على الأبناء والتفكك الأسري وغياب القيم وروح التسامح، خصوصاً في عصر التكنولوجيا، وما نشاهده في هذه الأيام من مشاكل على الأبناء من ظهور بعض الصور والمشاهد نتيجة طبيعية لفقدان العاطفة والحوار الفعال الجاد من الآباء تجاه الأبناء، وعدم معرفة متطلباتهم واحتياجاتهم المختلفة، ما يجعل الابن يبحث عن إشباع هذه العاطفة في الخارج، وهنا تكمن المشكلة والخطورة. وإذا لم تكن هناك خطة مكتوبة فلن تكون هناك نتائج، اكتب ما تريد في مختلف مجالات حياتك، والتسويف هو العدو الأول للإنسان، لدرجة أن هناك كتباً خاصة ترشدك للتخلص من هذه الآفة، ومثال على التسويف يقول الشاب عندما أكبر، وبعد أن يكبر يقول عندما أتزوج، وبعد الزواج ينتظر الأبناء، وما هي إلا سنوات ويخرج للتقاعد ويتحسّر على الأيام التي لم يفعل ما كان يفكر فيه، فهل تحب أن تكون مثل هؤلاء الأشخاص، أم أنك ستخطط لحياتك وتستمتع بها أكثر؟ ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك». ويذكر ابن القيم رحمه الله مقولة جميلة حيث يقول: «السنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها... فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرة شجرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ (الحصاد) يوم المعاد، فعندئذ يتبين حلو الثمار من مرها».


المدى
منذ 4 أيام
- المدى
ناصر الدين ممثلا رئيس الجمهورية زار السفارة الإيرانية معزيا: لبنان حريص على الاستقرار والسلام في المنطقة
قام وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بزيارة السفارة الإيرانية في بيروت معزيا بالشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على الأراضي الإيرانية، متمنيا ان 'يجنب الله الجمهورية الاسلامية الايرانية كل مكروه'، سائلا 'للشهداء الرحمة ولذويهم الصبر والعزاء'. وشدد الوزير ناصر الدين باسم رئيس الجمهورية، على ان 'لبنان يؤكد حرصه على الاستقرار والسلام في المنطقة، ويعول على دور أساسي للمجتمع الدولي في هذا المجال، لمنع كل ما من شأنه تهديد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي'.


الرأي
منذ 5 أيام
- الرأي
أول طبيب كويتي
إنه من «أفاخر» الأطباء ومن أكابر الرجال ومن أعاظم النواب، له في ميدان الطب جولة وله في مضمار السياسة صولة، عالج الناس بطبه وعالج البلد بفكره، فهو طبيب الأبدان وطبيب الأوطان، حياته كانت سلسلة من النجاحات المُستمرة وصفحة من الكفاحات المُمتدة، رغم الظروف الصعبة والعقبات الكثيرة إلا أنه شق طريقه نحو التميز والنجاح والتأثير وصناعة الأفضل لمجتمعه ووطنه. كانت ولادته في عام 1927 ميلادياً في منطقة الدهلة بمدينة الكويت، بدأ تعليمه الأولي في الكتاتيب، تعلم من خلالها مبادئ القراءة والحساب والقرآن الكريم، ثم انتقل للمدرسة الأحمدية وجلس فيها عاماً ثم انتقل إلى المدرسة القبلية وبعدها إلى مدرسة المباركية التي بقي فيها 3 سنوات. كان طالباً نجيباً وتلميذاً ذكياً وشاباً ألمعياً تواقاً للمعالي، قرر بعدها السفر إلى بيروت وذلك لدراسة الطب البشري في الجامعة الأميركية هناك، لم يكن هذا القرار سهلاً، في ظل سيادة الجهل والأمية في تلك الفترة من أربعينات القرن الماضي، وهذا لا شك مؤشر على نبوغه وطموحه العالي! وحول كيفية بداية دراسته في بيروت يقول «في البداية أجري لي اختبار شامل ثم أخذت دروس تقوية في اللغة الإنكليزية وفي ضوء النتائج التي حصلت عليها وضعوني في الصف الثاني الثانوي وخلال سنتين ونصف السنة اجتزت المرحلة الثانوية»· ويضيف قائلاً: «بدأت الدراسة الجامعية في العام الدراسي 1944 /1945 ودرست ثماني سنوات، منها أربع سنوات لدراسة العلوم الطبية وأربع سنوات أخرى لنيل الدكتوراه وتخرجت عام 1952 بتخصص طب عام وجراحة وعملت مباشرة في المستشفى الأميري لمدة عام ونصف العام، ثم ذهبت في دورة إلى لندن لمدة ستة أشهر لدراسة أمراض المناطق الحارة وعدت إلى الكويت عام 1954، وعملت بالأميري حتى عام 1957، حيث قدمت استقالتي وبدأت العمل في عيادتي الخاصة»· إنه الدكتور أحمد محمد الخطيب، أول طبيب كويتي حاصل على شهادة الطب بتاريخ الكويت، وأحد صاغة الدستور ونائب رئيس المجلس التأسيسي الذي أبدع بعمله كطبيب حيث داوى أهل الكويت واشتهر أيما شهرة بإبرته «إبرة الخطيب»، كما عرفه أهل الكويت سياسياً مخلصاً ونائباً وطنياً أحب بلده وأبر بقسمه ولم يحنث به. غادرنا الدكتور الخطيب إلى الرفيق الأعلى عام 2022م عن عمر ناهز 95 عاماً، فرحمة الله تغشاه، وأراه مقعده في الجنة، وجزاه عن الكويت وأهلها خير الجزاء وأحسنه، والبركة في ابنتيه الدكتورة أسيل والدكتورة أريج.