
فوائد دعم الزوج في علاج تقلبات مزاج الحامل؟
أشهر الحمل من أجمل الفترات التي تعيشها الحامل؛ حيث تجتمع فيها لحظات الفرح عند تخيل ابتسامة الرضيع، أو مشهدها وهي تمسح على بطنها لتهدئ من ركلات الجنين، بينما هناك جانب عاطفي مهمل لا يتحدث كثيرون عنه؛ وهو أوقات الحزن المفاجئ، البكاء بلا سبب، الغضب من أبسط كلمة، أو الفرحة المبالغ فيها ، وهو ما يطلق عليه "تقلبات المزاج".
لهذا نتعرف في هذا التقرير على أسباب تقلبات مزاج الحامل، وأشهر مظاهره، ودور الزوج المهم في التخفيف منه، مع الدكتور محسن السيد راضي طبيب النساء والولادة، ومعه نتفهم قيمة تأثير الكلمة الحنونة من الزوج، ودعم الأم أو الأخت، واحترام المساحة الخاصة للحامل، وكلها أمور تصنع فرقًا كبيرًا في استقرار الحامل العاطفي.
أسباب تقلبات المزاج أثناء الحمل
التغيرات الهرمونية
تقلبات المزاج ليست دلالًا أو مبالغة، بل هي تفاعل طبيعي ومعقد لعدة عوامل؛ منها أن مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون ترتفع بسرعة في الثلث الأول من الحمل، هذه الهرمونات تؤثر مباشرة على مراكز المشاعر في المخ، فتجعل الحامل أكثر حساسية، وأقل قدرة على التحكم في ردود أفعالها.
القلق بشأن المستقبل
أسئلة كثيرة تدور في ذهن الحامل ومنها: هل سأكون أمًا جيدة؟ كيف ستكون الولادة؟ هل سيتغير زوجي بعد قدوم الطفل؟
مما يضيف ضغطًا نفسيًا حادًا قد يؤدي لتقلب المزاج.
التغيرات الجسدية والتعب
الإرهاق، غثيان الصباح، الأرق، وألم الظهر كلها أعراض جسدية تستنزف الطاقة وتضعف الصبر، ما يؤدي إلى ردود فعل عاطفية حادة، تغيرات في العلاقة الزوجية والاجتماعية، كما أن بعض النساء يشعرن أن الشريك لم يعد يتفهمهن كما في السابق، أو أن المجتمع لا يقدر تعبهن، مما يزيد الإحساس بوحدة وانفعال الحامل.
أشهر مظاهر تقلبات المزاج خلال الحمل
البكاء المفاجئ عند مشاهدة إعلان تليفزيوني عاطفي.
الغضب والقلق الزائد بسبب تأخر الرد على رسالة ما.
الحزن دون سبب واضح.
الشعور بالذنب بعد الانفعال.
الحماس المفرط لمشروع منزلي أو شراء ملابس للطفل ثم فقدان الاهتمام فجأة.
هذه الحالات ليست "جنونًا"، بل مؤشرات واضحة على أن المشاعر أثناء الحمل لا تسير على وتيرة واحدة.
خطوات بسيطة يدعم بها الزوج زوجته
أنصت لها وتحدث معها
قد تكون الزوجة الحامل مرتبكة وخائفة ومتعبة، وكل ما تريده هو أذن منصتة ومنتبهة، وشخص بجانبها تستطيع الاستناد عليه وقت الحاجة، وكثيراً ما تنسى الزوجة الحامل أن الرجل يشعر بالقلق أيضاً؛ لأن الولادة ثم الإنجاب، تُعد مرحلة جديدة في حياته وسيصبح أباً.
احتوِ تقلباتها المزاجية
التغيرات الهرمونية التي تحدث للحامل وتستمر معها لأشهر، تقترن معها بالإرهاق والتعب والشعور العام بعدم الراحة، الحامل تشعر بأن حياتها قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه، ما يجعلها متقلبة المزاج أثناء الحمل؛ فهي سعيدة في لحظة وفي الثانية تبكي.
وهنا لا يستطيع الزوج مساعدتها أو تدعيمها فيما تعانيه بشكل تام، لكن يمكنه أن يكون لها سنداً، بأن يربت على كتفيها ويحتضنها وهي تتحدث معه وتبكي أمامه.
ساعدها في الأعباء المنزلية
ومن أفضل طرق الدعم للمرأة الحامل هو مساعدتها في الأعمال المنزلية، وتحمل بعض المهام عنها؛ حتى تتمكن هي من الحصول على قسط من النوم، وحتى لا يعم المنزل حالة من الفوضى .
شاركها زيارة الطبيب
يمكن أن يتمثل دعم الزوج من خلال الذهاب معها إلى الطبيب لإجراء فحوص الحمل، وهذه المشاركة تطمئن الزوجة الحامل وتشعرها بالأمان والاهتمام؛ خاصة لحظة سماع نبضات قلب الطفل أو رؤية صورته على الشاشة لأول مرة.
أضف لها عادات صحية جديدة
أقوى دعم للزوج تجاه زوجته الحامل يتمثل في محاولته إضافة عادات صحية جديدة؛ مثل ممارسة الرياضة، والعمل على تغيير العادات السيئة التي لا تتناسب وحالة الحمل، كما يمكن للزوج مساعدة زوجته في المطبخ، أو قيامه بمهام الطبخ بديلاً عنها في بعض الأوقات، ما يشعرها بالتضامن والمشاركة والاهتمام.
أخبرها بحبك واهتمامك
مع التغيرات الجسدية الكثيرة التي تحدث للحامل أثناء فترة الحمل، تصبح الحامل أقل ثقة بنفسها، وأكثر حساسية تجاه من ينظر إليها، وخاصة الزوج رفيق رحلتها، لهذا على الزوج ألا ينسى إطراء زوجته، خاصة في الوقت الذي تجد الحامل صعوبة في التأقلم مع علامات التمدد أو زيادة الوزن التي تطرأ على جسدها أثناء الحمل.
أخبرها أنها لا زالت جميلة في عينيك
في تلك المرحلة تحتاج المرأة من زوجها أن يخبرها أنها جميلة، وأن يثني عليها ويشعرها بالثقة في النفس، يذكرها بحبه لها بكل مناسبة، مما يساهم في تحسّن حالتها النفسية ويقلل من تغيراتها المزاجية الطارئة.
كيفية تعامل الحامل مع تقلبات مزاجها
تقبّلي نفسك أولًا: أهم خطوة هي أن تتصالحي مع نفسك، وتفهمي أن ما تمرين به طبيعي، لا تجلدي ذاتك حين تبكين، ولا تحاولي كبت الغضب، المشاعر تحتاج للخروج حتى لا تتحول إلى ضغط داخلي مؤلم.
تحدثي عن مشاعرك: كلامك مع زوجك أو صديقتك أو طبيبتك مهم جدًا، أحيانًا مجرد الفضفضة تخفف التوتر، وإن لم تجدي من يسمعك، اكتبي مشاعرك في دفتر أو سجل صوتي على هاتفك.
نظّمي يومك ونامي جيدًا: قلة النوم تسرق من طاقتك وقدرتك على التحمل، حاولي النوم مبكرًا، واقطعي فترات اليوم براحة ذهنية ولو قصيرة، الروتين الهادئ يقلل من الانفعالات.
مارسي الرياضة الخفيفة: كالمشي نصف ساعة يوميًا، أو اليوغا الخاصة بالحمل، تساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يقلل نوبات الغضب أو الحزن.
تجنبي الكافيين الزائد والسكريات: فتغذيتك تؤثر على مزاجك، وأكثري من الأطعمة الغنية بـ"الأوميجا 3" والماغنسيوم، مثل المكسرات والأسماك والبقوليات،هذه العناصر لها تأثير إيجابي على كيمياء الدماغ.
ارفضي مالا ترضين وقولي "لا" بدون إحساس بالذنب: إن لم تكوني في مزاج يسمح لك بالزيارات، أو لم ترغبي في التحدث عن حملك طوال الوقت، من حقك أن ترفضي بلطف، ولا تضغطي على نفسك لإرضاء الآخرين.
تواصلي مع الحوامل الأخريات: صديقاتكن أو زميلات بالعمل، أو مع المجموعات الإلكترونية أو جلسات التوعية، فهي تُشعرك أنك لستِ وحدك، وأن ما تمرين به ليس غريبًا أو مخيفًا.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
إذا استمرت نوبات الحزن أو البكاء لأيام طويلة دون تحسّن.
إذا شعرتِ أنك غير قادرة على القيام بمهامك اليومي.
إذا راودتك أفكار سلبية عن نفسك أو طفلك أو المستقبل.
إذا انسحبتِ تمامًا من محيطك ولم تعودي ترغبين في التواصل.
هذا لا يعني أنك "ضعيفة" بل أنك إنسانة تحتاج دعمًا نفسيًا مؤقتًا، مثل الاحتياج لمضاد حيوي عند الإصابة بالعدوى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- كش 24
فوائد دعم الزوج في علاج تقلبات مزاج الحامل؟
أشهر الحمل من أجمل الفترات التي تعيشها الحامل؛ حيث تجتمع فيها لحظات الفرح عند تخيل ابتسامة الرضيع، أو مشهدها وهي تمسح على بطنها لتهدئ من ركلات الجنين، بينما هناك جانب عاطفي مهمل لا يتحدث كثيرون عنه؛ وهو أوقات الحزن المفاجئ، البكاء بلا سبب، الغضب من أبسط كلمة، أو الفرحة المبالغ فيها ، وهو ما يطلق عليه "تقلبات المزاج". لهذا نتعرف في هذا التقرير على أسباب تقلبات مزاج الحامل، وأشهر مظاهره، ودور الزوج المهم في التخفيف منه، مع الدكتور محسن السيد راضي طبيب النساء والولادة، ومعه نتفهم قيمة تأثير الكلمة الحنونة من الزوج، ودعم الأم أو الأخت، واحترام المساحة الخاصة للحامل، وكلها أمور تصنع فرقًا كبيرًا في استقرار الحامل العاطفي. أسباب تقلبات المزاج أثناء الحمل التغيرات الهرمونية تقلبات المزاج ليست دلالًا أو مبالغة، بل هي تفاعل طبيعي ومعقد لعدة عوامل؛ منها أن مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون ترتفع بسرعة في الثلث الأول من الحمل، هذه الهرمونات تؤثر مباشرة على مراكز المشاعر في المخ، فتجعل الحامل أكثر حساسية، وأقل قدرة على التحكم في ردود أفعالها. القلق بشأن المستقبل أسئلة كثيرة تدور في ذهن الحامل ومنها: هل سأكون أمًا جيدة؟ كيف ستكون الولادة؟ هل سيتغير زوجي بعد قدوم الطفل؟ مما يضيف ضغطًا نفسيًا حادًا قد يؤدي لتقلب المزاج. التغيرات الجسدية والتعب الإرهاق، غثيان الصباح، الأرق، وألم الظهر كلها أعراض جسدية تستنزف الطاقة وتضعف الصبر، ما يؤدي إلى ردود فعل عاطفية حادة، تغيرات في العلاقة الزوجية والاجتماعية، كما أن بعض النساء يشعرن أن الشريك لم يعد يتفهمهن كما في السابق، أو أن المجتمع لا يقدر تعبهن، مما يزيد الإحساس بوحدة وانفعال الحامل. أشهر مظاهر تقلبات المزاج خلال الحمل البكاء المفاجئ عند مشاهدة إعلان تليفزيوني عاطفي. الغضب والقلق الزائد بسبب تأخر الرد على رسالة ما. الحزن دون سبب واضح. الشعور بالذنب بعد الانفعال. الحماس المفرط لمشروع منزلي أو شراء ملابس للطفل ثم فقدان الاهتمام فجأة. هذه الحالات ليست "جنونًا"، بل مؤشرات واضحة على أن المشاعر أثناء الحمل لا تسير على وتيرة واحدة. خطوات بسيطة يدعم بها الزوج زوجته أنصت لها وتحدث معها قد تكون الزوجة الحامل مرتبكة وخائفة ومتعبة، وكل ما تريده هو أذن منصتة ومنتبهة، وشخص بجانبها تستطيع الاستناد عليه وقت الحاجة، وكثيراً ما تنسى الزوجة الحامل أن الرجل يشعر بالقلق أيضاً؛ لأن الولادة ثم الإنجاب، تُعد مرحلة جديدة في حياته وسيصبح أباً. احتوِ تقلباتها المزاجية التغيرات الهرمونية التي تحدث للحامل وتستمر معها لأشهر، تقترن معها بالإرهاق والتعب والشعور العام بعدم الراحة، الحامل تشعر بأن حياتها قد تغيرت بشكل لا رجعة فيه، ما يجعلها متقلبة المزاج أثناء الحمل؛ فهي سعيدة في لحظة وفي الثانية تبكي. وهنا لا يستطيع الزوج مساعدتها أو تدعيمها فيما تعانيه بشكل تام، لكن يمكنه أن يكون لها سنداً، بأن يربت على كتفيها ويحتضنها وهي تتحدث معه وتبكي أمامه. ساعدها في الأعباء المنزلية ومن أفضل طرق الدعم للمرأة الحامل هو مساعدتها في الأعمال المنزلية، وتحمل بعض المهام عنها؛ حتى تتمكن هي من الحصول على قسط من النوم، وحتى لا يعم المنزل حالة من الفوضى . شاركها زيارة الطبيب يمكن أن يتمثل دعم الزوج من خلال الذهاب معها إلى الطبيب لإجراء فحوص الحمل، وهذه المشاركة تطمئن الزوجة الحامل وتشعرها بالأمان والاهتمام؛ خاصة لحظة سماع نبضات قلب الطفل أو رؤية صورته على الشاشة لأول مرة. أضف لها عادات صحية جديدة أقوى دعم للزوج تجاه زوجته الحامل يتمثل في محاولته إضافة عادات صحية جديدة؛ مثل ممارسة الرياضة، والعمل على تغيير العادات السيئة التي لا تتناسب وحالة الحمل، كما يمكن للزوج مساعدة زوجته في المطبخ، أو قيامه بمهام الطبخ بديلاً عنها في بعض الأوقات، ما يشعرها بالتضامن والمشاركة والاهتمام. أخبرها بحبك واهتمامك مع التغيرات الجسدية الكثيرة التي تحدث للحامل أثناء فترة الحمل، تصبح الحامل أقل ثقة بنفسها، وأكثر حساسية تجاه من ينظر إليها، وخاصة الزوج رفيق رحلتها، لهذا على الزوج ألا ينسى إطراء زوجته، خاصة في الوقت الذي تجد الحامل صعوبة في التأقلم مع علامات التمدد أو زيادة الوزن التي تطرأ على جسدها أثناء الحمل. أخبرها أنها لا زالت جميلة في عينيك في تلك المرحلة تحتاج المرأة من زوجها أن يخبرها أنها جميلة، وأن يثني عليها ويشعرها بالثقة في النفس، يذكرها بحبه لها بكل مناسبة، مما يساهم في تحسّن حالتها النفسية ويقلل من تغيراتها المزاجية الطارئة. كيفية تعامل الحامل مع تقلبات مزاجها تقبّلي نفسك أولًا: أهم خطوة هي أن تتصالحي مع نفسك، وتفهمي أن ما تمرين به طبيعي، لا تجلدي ذاتك حين تبكين، ولا تحاولي كبت الغضب، المشاعر تحتاج للخروج حتى لا تتحول إلى ضغط داخلي مؤلم. تحدثي عن مشاعرك: كلامك مع زوجك أو صديقتك أو طبيبتك مهم جدًا، أحيانًا مجرد الفضفضة تخفف التوتر، وإن لم تجدي من يسمعك، اكتبي مشاعرك في دفتر أو سجل صوتي على هاتفك. نظّمي يومك ونامي جيدًا: قلة النوم تسرق من طاقتك وقدرتك على التحمل، حاولي النوم مبكرًا، واقطعي فترات اليوم براحة ذهنية ولو قصيرة، الروتين الهادئ يقلل من الانفعالات. مارسي الرياضة الخفيفة: كالمشي نصف ساعة يوميًا، أو اليوغا الخاصة بالحمل، تساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يقلل نوبات الغضب أو الحزن. تجنبي الكافيين الزائد والسكريات: فتغذيتك تؤثر على مزاجك، وأكثري من الأطعمة الغنية بـ"الأوميجا 3" والماغنسيوم، مثل المكسرات والأسماك والبقوليات،هذه العناصر لها تأثير إيجابي على كيمياء الدماغ. ارفضي مالا ترضين وقولي "لا" بدون إحساس بالذنب: إن لم تكوني في مزاج يسمح لك بالزيارات، أو لم ترغبي في التحدث عن حملك طوال الوقت، من حقك أن ترفضي بلطف، ولا تضغطي على نفسك لإرضاء الآخرين. تواصلي مع الحوامل الأخريات: صديقاتكن أو زميلات بالعمل، أو مع المجموعات الإلكترونية أو جلسات التوعية، فهي تُشعرك أنك لستِ وحدك، وأن ما تمرين به ليس غريبًا أو مخيفًا. متى يجب طلب المساعدة الطبية؟ إذا استمرت نوبات الحزن أو البكاء لأيام طويلة دون تحسّن. إذا شعرتِ أنك غير قادرة على القيام بمهامك اليومي. إذا راودتك أفكار سلبية عن نفسك أو طفلك أو المستقبل. إذا انسحبتِ تمامًا من محيطك ولم تعودي ترغبين في التواصل. هذا لا يعني أنك "ضعيفة" بل أنك إنسانة تحتاج دعمًا نفسيًا مؤقتًا، مثل الاحتياج لمضاد حيوي عند الإصابة بالعدوى.


LE12
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- LE12
هرمون التستوستيرون عند النساء.. دوره الحيوي وتأثيره على الصحة
{ transform: translateZ(0); -webkit-transform: translateZ(0); } تشير الدكتورة ليديا بينديوكوفا أخصائية . وتقول: 'ينتج هرمون التستوستيرون بكميات أقل لدى النساء منه لدى '. وتوضح الدكتورة بينديوكوفا أن هذا الهرمون يُنتج بشكل رئيسي في الغدد الكظرية والمبايض، حيث يلعب دورا فعّالا في تنظيم الدورة الشهرية بالتزامن مع هرموني الإستروجين والبروجسترون . وتضيف: 'يعتمد مستوى الهرمون في الدم على عمر المرأة، لكنه قد يتأثر بعوامل متعددة تشمل : نمط الحياة النظام الغذائي النشاط البدني الأدوية التي تتناولها المرأة ' وتشرح الطبيبة: 'يخضع مستوى الهرمون لدى الشخص السليم لتقلبات يومية، حيث يتبع الإيقاع اليومي (الساعة البيولوجية)، فيبلغ ذروته في الصباح الباكر وينخفض بشكل ملحوظ مع اقتراب المساء '. كما تؤكد أن تركيز الهرمون لدى المرأة يتغير وفقا لمراحل الدورة الشهرية المختلفة، مشيرة إلى أن المستوى الذي يتجاوز 1.72 نانومول/لتر يُعتبر مرتفعا لدى النساء في الفئة العمرية بين 18-50 سنة . وتوضح الدكتورة أن إنتاج هرمون التستوستيرون يبدأ قبل مرحلة البلوغ بتركيزات منخفضة، ثم يتقلب مستواه خلال مرحلة البلوغ ما بين 0.52 إلى 1.72 نانومول/لتر. ومن الجدير بالذكر أن مستويات الهرمون قد : ترتفع خلال فترة الحمل لتصل إلى 3-4 أضعاف المستوى الطبيعي تنخفض بشكل ملحوظ مع بداية انقطاع الطمث وتنصح الخبيرة النساء اللواتي يشتبهن بوجود فرط أندروجينية (زيادة الهرمونات الذكرية) بمراجعة طبيب الغدد الصماء لإجراء الفحوصات اللازمة التي تشمل : قياس مستوى الهرمون في الدم فحص الغلوبولين الرابط للهرمونات الجنسية (SHBG) فحوصات أخرى متخصصة وتشير إلى أن متلازمة تكيس المبايض تُعد السبب الأكثر شيوعًا لفرط الأندروجين عند النساء، بينما قد تعود الأسباب الأخرى إلى : اضطرابات خلقية في قشرة الغدة الكظرية أورام المبيض أو الغدة الكظرية ويترافق ارتفاع مستوى التستوستيرون مع مجموعة من الأعراض المميزة : اضطرابات الدورة الشهرية (وقد تصل إلى انقطاعها) توقف عملية الإباضة وما ينتج عنه من مشاكل في الخصوبة تغيرات في المظهر الخارجي تشمل : نمو شعر زائد وفق النمط الذكوري (على الوجه، الصدر، البطن) ظهور حب الشباب زيادة إفراز الدهون في الجلد تساقط الشعر وفق نمط الصلع الذكوري المصدر: صحيفة 'إزفيستيا '


الأيام
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- الأيام
الجنس: هل ينتهي بعد انقطاع الطمث؟
Getty Images يُعَدّ انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل، والتقلبات المزاجية الحادة - بعضاً من الأعراض التي تواجهها النساء في فترة انقطاع الطمث. وبالنسبة للعديد من النساء، قد تبدأ هذه التغيرات قبل عشر سنوات من انقطاع الطمث، وهي المرحلة المعروفة بفترة "ما قبل انقطاع الطمث".سوزان، امرأة في منتصف الأربعينيات من عمرها وتعيش في فانكوفر بكندا، تمر الآن بهذه المرحلة، وتقول: "أصبح الجماع مؤلماً للغاية. رغم أنني ما زلت أشعر بالرغبة الجنسية إلا أن الألم يبعدني عن ممارسة العلاقة، لم أكن أدرك ما الذي يحدث، ولأكون صادقة، استغرق الأمر وقتاً قبل أن أخبر طبيبتي عن ذلك".ومع ارتفاع متوسط عمر البشر، قد تعيش المرأة ما يقارب ثلث حياتها بعد انقطاع الطمث.ويُعرف انقطاع الطمث بتوقف الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض مستويات الهرمونات، مما يُشير إلى نهاية مرحلة الإنجاب لدى المرأة، وقد يصاحبه العديد من التغيرات الجسدية والنفسية.وتقول الدكتورة عزيزة سيساي، وهي طبيبة عامة ومتخصصة في التثقيف الصحي في المملكة المتحدة، إن جفاف المهبل الذي يمكن أن يسبب ألماً أثناء الجماع، هو نتيجة مباشرة لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين. وتضيف: بما أن الحديث عن الحياة الجنسية يُعَدُّ من المحرمات في العديد من الثقافات، "لا تزال هناك نساء يعتقدن أن الألم أثناء الجماع أمرٌ طبيعي، وأنه من مسؤوليتنا كنساء في العلاقات الجنسية تحمُّل هذا الألم لإرضاء شركائنا".وتضيف الدكتورة عزيزة أنه بسبب هذه المعتقدات، قد لا تلجأ العديد من النساء إلى الطبيب مباشرةً لمعالجة هذه المشاكل، و"قد تستمر معاناتهن في صمت". الهرمونات والأعراض الخفية يُعتبر هرمون الأستروجين المسؤول الرئيسي عن الرغبة الجنسية، إلى جانب هرمون التستوستيرون الذي تفرزه المبايض. وعندما تبدأ مستويات هذه الهرمونات في الانخفاض، تشعر النساء بتغيرات في رغبتهن الجنسية.روزي، التي تبلغ من العمر 45 عاماً وتعيش في ألمانيا، خضعت لعملية استئصال الرحم في سن الثلاثين بعد تشخيصها بسرطان المبيض، وأدى هذا الإجراء إلى انقطاع الطمث المبكر بشكل مفاجئ.وقالت في حديثها مع بي بي سي إن التغيرات التي مرت بها كانت جذرية، وتوضح: "كنت أستمتع بالجنس كثيراً، وفجأة اختفت المتعة تماماً، لم أعد أشعر بأي تحفيز جسدي".وتقول الاختصاصية النفسية والمعالجة الجنسية في كاليفورنيا، الدكتورة نازانين معالي، إن النساء اللواتي يمررن بفترة انقطاع الطمث يتوجهن إليها في أغلب الأحيان بسبب نقص الرغبة الجنسية والألم أثناء الجماع.وتوضح قائلةً: "في العديد من الحالات، يشعرن بالعجز. لكن هناك العديد من النساء اللائي يرغبن في ممارسة الجنس، لكنهن ببساطة لم يعدن مهتمات بالجماع".وليس جفاف المهبل أو انخفاض الرغبة الجنسية فقط هما ما يجعلان النساء أقل رغبةً في هذه المرحلة من حياتهن، فبالنسبة لياس، البالغة من العمر 49 عاماً والمقيمة في المملكة المتحدة، كانت التهابات المسالك البولية المتكررة سبباً لفقدانها الرغبة في ممارسة الجنس.وتقول لبي بي سي: "فقدت تماماً اهتمامي بالجنس لأنه في كل مرة يتبعه التهاب مؤلم للغاية"، وتضيف أن الأطباء لم يشخّصوا مشكلتها حتى فترة طويلة، على أنها مرتبطة بانقطاع الطمث.وتوضح الدكتورة سيساي أن التهابات المسالك البولية تُعَدُّ من الآثار الجانبية لانخفاض مستويات هرمون الأستروجين، وتضيف: "عندما يفكر الناس في الأستروجين، غالباً ما يتبادر إلى أذهانهم الدورة الشهرية أو الجوانب التناسلية فقط، لكن الأستروجين هو هرمون قوي يعمل في مختلف أنحاء الجسم".وتوضح أنه "مسؤول عن ترطيب المهبل والإحليل، وعندما تنخفض مستوياته، تصبح الأنسجة المحيطة بالإحليل رقيقة وجافة وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى".وفي العديد من الثقافات، يُنظر إلى الحياة الجنسية للمرأة على أنها مرتبطة بالإنجاب فقط، وهو ما يؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأن حياة المرأة الجنسية تنتهي بعد انقطاع الطمث.وتضيف الدكتورة معالي أن اهتمام المرأة بأن تبدو في مرحلة الشباب قد يجعل هذه المرحلة من حياتها صعبة، حيث "تشعر بعض النساء بالحزن". لكنها تؤكد أن بعض النساء اللاتي يترددن عليها "يبدأن أفضل تجربة جنسية في حياتهن بعد انقطاع الطمث". Getty Images يتوفر العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) بعدة أشكال، مثل الحبوب، واللصقات، والمواد الهلامية. ما هي العلاجات المتوفرة؟ ووفقاً للدكتورة معالي، "توجد حلول لجميع تحديات انقطاع الطمث، وهناك العديد من التدخلات الطبية وغير الطبية التي يمكن أن تساعد النساء في مواصلة حياة جنسية نشطة والاستمتاع أكثر".تعيش هالديتا، البالغة من العمر 65 عاماً، في لندن، وتقول إن حياتها الجنسية ازدهرت مع انقطاع الطمث، الذي تزامن مع طلاقها، وتضيف لبي بي سي: "انفصلت في سن 43، وبدأت أعراض ما قبل انقطاع الطمث تظهر عليّ في سن 45-46. شعرتُ بسعادة غامرة، أخيراً تحررتُ. في الواقع، بدأتُ أتمتع بحياة جنسية صحية ومثيرة للغاية في ذلك الوقت".وعندما يتعلق الأمر بشغف الحياة الجنسية، فإن نصيحة الدكتورة معالي الأهم هي "إعادة تقييم نمط حياتك الجنسية". تقول "جميعنا لنا تصور لما ينبغي أن يكون عليه الجنس وما هو الجنس الجيد، ولكن مع تغير أجسامنا، نحتاج إلى تطوير وتعديل هذا النمط الذهني. في هذه المرحلة من حياتك، اسأل نفسك: ما هو الجنس الجيد بالنسبة لي؟".كما تؤكد على أهمية المداعبة واستكشاف المتعة غير الاختراقية. "قد تُؤدي التغيرات في أنسجة المهبل إلى انخفاض حساسيتها، لذا يمكن أن يساعد استخدام ألعاب جنسية مثل الهزازات في تحسين التجربة".إذا كانت أعراض انقطاع الطمث تؤثر سلباً على حياتك الجنسية، تنصح الدكتورة عزيزة سيساي "بالاستشارة الطبية، وتغيير الطبيب إذا لزم الأمر، وعدم الاستسلام أو الشعور بالحرج".وتؤكد الدكتورة سيساي أن "العلاج الهرموني البديل (HRT) هو الخيار الأمثل، ويتوفر بعدة أشكال: اللصقات، الجِل، والحبوب، وقد لا يُسمح لبعض النساء باستخدام الهرمونات التي تنتقل عبر مجرى الدم مثل الحبوب، ولكن هناك دائماً علاجات موضعية يمكن استخدامها مباشرة على المهبل".نيدا التي تعيش في نيوزيلندا، لم تستطع تناول حبوب العلاج الهرموني البديل بسبب إصابتها بالسرطان، تقول: "لكنني تلقيت علاجاً موضعياً عندما أصررت على رغبتي في العلاج الهرموني البديل لتحسين حياتي الجنسية. وتشخيصي بنوع خبيث من السرطان جعل الأطباء لا يعطون حياتي الجنسية الأولوية".توضح الدكتورة عزيزة أن هناك أيضاً علاجات متاحة دون الحاجة لوصفة طبية، مثل المرطبات والمرطبات المهبلية، لكنها تنصح بالتحقق من مكوناتها لتفادي أي حساسية.بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضعف في عضلات قاع الحوض، فإن العلاج الطبيعي متوفر. ومع ذلك، ما تنصح به الدكتورة سواء في فترة انقطاع الطمث أو سواها، هو "تغيير نمط الحياة: ممارسة الرياضة، تناول الفاكهة والخضراوات، التقليل من شرب الكحول أو الامتناع عنه تماماً، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على الوزن".ومن أبرز الأمور التي تُشدد عليها الدكتورة سيساي أهمية العناية بالنفس، إذ ترى أن "العناية بالنفس ليست أنانية. حاولي أن تزيلي التوتر من بيئتك. كثيراً ما تحاول النساء تحمّل الكثير كما لو كنّ خارقات. اطلبن المساعدة، وإذا لم تشعرن بالرغبة في طلبها، فاقبلنها على الأقل عندما تُعرض عليكن".