logo
«التهجير» بين الفكرة والفكر

«التهجير» بين الفكرة والفكر

هلا اخبار١٠-٠٢-٢٠٢٥

ارتبطت سياسة التهجير تاريخيًا بالاستعمار وبالإبادة الجماعية لعدد ليس بقليل من الشعوب، ويمكن اعتبار القرن الخامس عشر أو ما سمي 'بعصر الاستكشاف' على يد الاستعمار البرتغالي والاستعمار الإسباني هو البداية السوداء لهذا التاريخ الوحشي، حيث مارست الإمبراطوريتان البرتغالية والإسبانية سياسات إبادة جماعية ومذابح وحشية للسكان الأصليين في الأمريكيتين وأفريقيا وأستراليا بالإضافة إلى آسيا. وقد استمرت هذه السياسات الوحشية ضد الشعوب الأصلية في عشرات الدول في تلك القارات، وفي بعض الدول فيها استمرت حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي. وقد أعقب البرتغال والإسبان كل من الإنجليز والفرنسيين والألمان والهولنديين، وكانت حصيلة هذه الحقب من التهجير والإبادة تتراوح بين 100 إلى 150 مليون شخص، وهي تقديرات تاريخية متواضعة.
لقد جاءت 'إسرائيل' امتدادًا طبيعيًا لذلك الفكر الأوروبي، خاصة أن 'وعد بلفور 1917' كان البداية الرسمية لتطبيق سياسة (الإبادة ثم التهجير ثم التوطين)، وهي التي مورست عمليًا في كل مكان دخله المستعمر الأوروبي، لأن وعد بلفور كان نتاج فكر أوروبي للخلاص من اليهود أو البحث عن حل لما أطلق عليه في أوروبا 'المسألة اليهودية'، والذي جاء بصورة أساسية على حساب الشعب الفلسطيني. حيث كانت تمارس أوروبا سياسات تحقيرية ضد اليهود، ومُنعوا من العمل بالكثير من المهن وعاشوا في أحياء معزولة وفقيرة عن بقية السكان (أحياء اليهود). وكل ذلك كان على خلفية تاريخية – دينية هي واقعة 'قتل السيد المسيح' ومعاقبة اليهود عليها.
في ثنائية الإبادة والتهجير، سنجد أن بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين وكانت بمثابة 'الركن الذهبي' في الخلاص من اليهود من بريطانيا وأوروبا، شجعت ودعمت الحركة الصهيونية ووفرت كل الظروف لاحتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية، ثم سلمت فلسطين رسميًا لها ليبدأ الاحتلال الإسرائيلي. حيث كشفت الوثائق البريطانية عن خطة سميت خطة 'الترانسفير عام 1937″، وأسميها أنا خطة بن غوريون، والتي كان هدفها طرد الفلسطينيين إلى الأراضي العربية المحيطة بفلسطين التاريخية، وهي في الوضع الراهن الأردن وسوريا ولبنان ومصر.
واليوم، وبعد 108 سنوات من وعد بلفور، يأتي وعد جديد بتهجير سكان غزة إلى خارجها، وهو عهد ووعد تدعمه الدولة الأكبر في العالم، وجاء على لسان الرئيس دونالد ترامب. وسؤالي هنا:
هل مثل هذا المقترح هو قابل للتطبيق أم لا؟
يبلغ سكان غزة اليوم أكثر من مليوني نسمة بأقل تقدير، وهم من ناحية عملية يعيشون في ظروف طاردة، وبخاصة في ظل هذا الشتاء القارس القاتل، وعدم وجود أدنى مقومات للحياة، لا ماء ولا مسكن ولا غذاء ولا دواء.
سلفًا، وأنا هنا أجازف بمصداقية رؤيتي السياسية تجاه خطة وزير الأمن الإسرائيلي 'إسرائيل كاتس'، الذي أعدها لتسهيل الخروج الطوعي لسكان غزة، ووفر لهم المعابر والمطارات، وأجزم أنها سوف تفشل فشلًا ذريعًا، وذلك لما يلي:
هؤلاء الغزيون هم في أغلبهم هُجّروا من الأرض التاريخية التي تقوم عليها 'دولة إسرائيل'، وما زالوا هم ومن يعيشون من أمثالهم في الضفة يعيشون كارثة اللجوء ويتوجسون من أي فكرة تبعدهم عن بقعة الأرض الفلسطينية التي يعيشون فوقها، لأن العقيدة الدينية أو الوطنية والثقافية تجرّم القبول بذلك، وبدواخلهم فكرة أخذ الثأر أو العودة والتحرير.
بحكم القسوة والاضطهاد والجبروت الذي عاشه أبناء غزة من قبل الاحتلال منذ 1948 إلى اليوم، فقد أصبح القطاع وأهله 'بيئة مقاتلة' للاحتلال، وتحديدًا بعد عام 2007، وقد أثبت السابع من أكتوبر هذه الفرضية.
أغلب أبناء قطاع غزة هم من الجيل الجديد (16 سنة وما فوق)، وهؤلاء بالنسبة لهم الصمود والقتال في غزة هو أمر إلهي واجب تنفيذه.
أعتقد أن مثل هذه المعطيات، إن توفرت للرئيس ترامب، سوف تجعله يتراجع عن تصريحاته بخصوص دعم نتنياهو بتهجير سكان غزة إلى خارجها، وتحديدًا إلى مصر والأردن والسعودية.
الرئيس ترامب ينظر للعالم باعتباره مشروعًا استثماريًا – عقاريًا، ولكن أتصور أنه بدأ يكتشف أن الأمر مختلف تمامًا وأصعب بكثير مما كان يعتقد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د فوزي علي السمهوري يكتب : ٧٧ عاما ... والنكبة وحرب الإبادة.... بحق الشعب الفلسطيني مستمرة ؟
د فوزي علي السمهوري يكتب : ٧٧ عاما ... والنكبة وحرب الإبادة.... بحق الشعب الفلسطيني مستمرة ؟

أخبارنا

timeمنذ 4 أيام

  • أخبارنا

د فوزي علي السمهوري يكتب : ٧٧ عاما ... والنكبة وحرب الإبادة.... بحق الشعب الفلسطيني مستمرة ؟

أخبارنا : د فوزي علي السمهوري : ٧٧ عاما مرت على نكبة الشعب الفلسطيني بإقتلاعه وطرده خارج وطنه التاريخي ولم يزل يعاني الحرمان من الحرية والعودة إلى مدنه وقراه ويعيش حياة اللجوء التي تحدى ظروفها وتداعياتها فاضحى الأعلى تعليما والاشد تمسكا بوطنه وإنتماءا له . لا يمكن لنا الحديث عن النكبة دون المرور عن أسبابها وظروفها التي اعقبت إنتصار الحلفاء بالحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي بتقاسم نفوذ وهيمنة بين الدول المنتصرة فكان إصدار بريطانيا رمز القوى الإستعمارية عام ١٩١٧ ما يسمى وعد بلفور بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وما يعنيه ذلك ببساطة عن الهدف بإقتلاع الشعب الفلسطيني الأصيل بوطنه وإحلال بديل عنه بمجموعات سكانية غريبة من اصقاع العالم لا يربط بينها سوى إعتناق الديانة اليهودية . الأسباب والظروف : أولا : سقوط الدولة العثمانية وهزيمتها بالحرب العالمية الأولى . ثانيا : تقسيم الوطن العربي إلى دول وإستعمارها عسكريا بموجب إتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو . ثالثا : الإحتلال العسكري البريطاني لفلسطين وإنتزاع قرار من عصبة الأمم بفرض الإنتداب البريطاني بهدف تنفيذ وعد بلفور . رابعا : غياب قوة عربية قادرة على التصدي للمشروع الإستعماري عامة وفي ما يتعلق بالهدف الحقيقي من إحتلال إستعماري إحلالي لفلسطين . النكبة نتيجة لجرائم الإبادة : الشعب الفلسطيني اسوة بباقي شعوب العالم يتمسك بحقه الطبيعي العيش الآمن الحر في وطنه قاوم قوات المستعمر البريطاني وشركائه العصابات اليهودية المدججة بكل انواع السلاح الفتاك بإمكانيات ضعيفة وبعصيان مدني عجز المستعمر عن قمعها والنيل من إرادة الشعب الفلسطيني بالدفاع عن حريته وتحرير وطنه وإستقلاله مما دفعه لتصعيد بتنفيذ مخططه الإجرامي بإستخدام قواته العسكرية مستهدفا المدنيين عبر : ▪︎ تنفيذ عشرات المجازر الوحشية التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإستعماري البريطاني " ما بين عام ١٩١٧ إلى عام ١٩٤٨ " منفردة او بمشاركة وتمكين للعصابات الإرهابية اليهودية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل من السلاح والتي اسفرت إضافة إلى اعمال الإعتقالات التعسفية وإيقاع كافة اشكال التعذيب النفسي والجسدي بمئات من المواطنين عن : ▪︎ تدمير ما يقارب من ٥٣٢ قرية وبلدة فلسطينية . ▪︎ إرتكاب عشرات المجازر بقتل الآف من ابناء الشعب الفلسطيني وأشهر المجازر كفر قاسم ودير ياسين والدوايمة وغيرها . ▪︎ إقتلاع ٩٥٠ الف من مدنهم وقراهم وطردهم خارج وطنهم التاريخي اي جريمة مزدوجة ومركبة " إبادة وتطهير عرقي " . ▪︎ الإعلان عن ولادة " إسرائيل " هذا الكيان العدواني الإستعماري . عدوان حزيران ١٩٦٧ : في ظل غياب مشروع عربي قومي او حتى إقليمي مشترك لتحرير فلسطين منذ الايام الأولى لولادة الكيان السرطاني الإسرائيلي سواء التحرير الكامل او الجزئي بمعنى تحرير ٥٠ % من مساحة ارض الدولة العربية الفلسطينية التي ابقاها قرار التقسيم المجحف بحق الشعب الفلسطيني من ارض فلسطين التاريخية اي القسم الذي إحتلته العصابات اليهودية الصهيونية خلافا وإنتهاكا لقرار الجمعية العامة رقم ١٨١ وفي خضم الخلافات العربية الرسمية البينية جاء العدوان الإسرائيلي في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧والذي أسفر عن إحتلال إستعماري إحلالي للضفة الغربية وقطاع غزة اي باقي ارض فلسطين التاريخية وإحتلال الجولان وسيناء . لم تتأخر سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري بعد إحكام سيطرتها العسكرية على اراض الضفة الغربية وقلبها القدس وعلى قطاع غزة من البدء بارتكاب وتنفيذ سلسلة من الأعمال والسياسات الممنهجة لتغيير الجغرافيا والديمغرافيا وخاصة بالقدس في سياق حرب إبادة وتطهير عرقي من اعمال قتل وتدمير وعقاب جماعي وتقييد حرية التنقل والعبادة وإنتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة ومصادرة للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات التي تمثل بحقيقة الأمر قواعد إنطلاق لميليشيا عسكرية عدوانية تعمل بتخطيط وتمكين ومشاركة وحماية كاملة من قوات سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي في تنفيذ سياسة ممنهجة لتغيير جذري جغرافي بإنتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي ولإتفاقيات جنيف وخاصة الرابعة . لماذا النكبة مستمرة : النكبة مستمرة بعنصريها الرئيسيين : ▪︎ عدم تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لمدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا لقرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ . ▪︎ عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة الداعية لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية التي إحتلت عام ١٩٦٧ وما قبلها مما أدى لإستمرار الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا . ▪︎ تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تنفيذا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى راسها قرار رقم ١٨١ وعشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومنها قرارات ٢٤٢ و٣٣٨ و ٢٣٣٤ . ▪︎ حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ وما ادت إليه من تدمير شبه كامل للقطاع وتهجير قسري متكرر تحت طائلة القتل لحوالي ٩٠ % من سكان القطاع مترافق مع حرمان من مقومات الحياة الأساسية والإنسانية من سكن وغذاء ودواء ومياه نظيفة وكهرباء وضغط وتعذيب باشكاله الجسدية والنفسية إضافة إلى إيقاع ما يزيد عن مائتي الف شهيد ومصاب وفرض حصار شامل بما يعنيه كل ما سبق من تصنيف قانوني دولي بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي بعموم اراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وإن كانت تلك الجرائم حتى الآن بوتيرة اقل وحشية وعنفا . إستمرار النكبة : إستمرار نكبة الشعب الفلسطيني على مدار ثمان عقود دون إيجاد اي أفق حقيقي لحل الصراع بشكل عادل وفق ليس الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بوطنه وإنما وفق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن ١٨١ و١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ و ١٠ / ٢٤ الذي حدد ١٢ شهرا أمام إسرائيل لإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا ولقرارات مجلس الامن المختلفة ومنها ٢٤٢ و٣٣٨ و٢٣٣٤ و٢٧٣٥ يعود لعاملين رئيسيين : الأول : الإنحياز الأمريكي الأعمى للكيان الإستعماري الإسرائيلي وتزويده بكل وسائل القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب . الثاني : عدم إضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته والإنتصار لمبادئ وأهداف الأمم المتحدة وميثاقها بترسيخ الامن والسلم الدوليين عبر إتخاذ الإجراءات والتدابير المنصوص عليها بميثاق الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل تنفيذ فوري لقراراتها تحت طائلة فرض العقوبات التي تبدأ بالمقاطعة السياسية والدبلوماسية وصولا للعزل الكامل وتجميد عضويتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة . في ذكرى مرور ٧٧ عاما على النكبة وأمام خطورة المخطط الإسروامريكي بتصفية القضية الفلسطينية باركانها وبتهجير قسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة تمهيدا للإنتقال إلى الضفة الغربية يتطلب أولا بهدف منع التهجير وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الدول العربية ان تبادر بالتعاون والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي ودول الإتحاد الإفريقي ودول عدم الإنحياز وكافة الدول الصديقة بقطع كافة اشكال العلاقات مع الكيان الإستعماري الإسرائيلي ومع الولايات المتحدة الأمريكية وأن تعمل على تعديل ميثاق الأمم المتحدة بما يحقق اهداف ومقاصد الأمم المتحدة دون إزدواجية وإنتقائية ودون هيمنة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن... الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها ماض في نضاله بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبدعم من احرار العالم حتى الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام ١٩٤٨... إرادة الشعوب لن تهزم وستنتصر وإن طال الزمن .... والإحتلال إلى زوال .... ؟

ديمقراطيات الغرب العنصرية والامبريالية
ديمقراطيات الغرب العنصرية والامبريالية

عمون

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • عمون

ديمقراطيات الغرب العنصرية والامبريالية

صنع الغرب لنفسه من معاناة تجارب شعوبه ومعطيات فلسفته وفكره انظمة سياسية ديمقراطية بعقود اجتماعية توافقية، وهوية مدنية علمانية، وتداول للحكم بين الأحزاب التي تفوز بأصوات الناخبين في صناديق الاقتراع. وجعل السيد الحاكم فيها هو القانون الكافل للحريات الشخصية والسياسية، والعدالة الاجتماعية، والضامن لمأسسة ادارة الدولة والمجتمع وحوكمتها. لكن ديمقراطيات الغرب التي كانت خادمة لشعوبها ودولها لم تكن كذلك في محيطها وبعدها العالمي وعلاقاتها مع دول العالم وشعوبها خاصة النامية والفقيرة منها مدفوعة بهواجس تنافسية وعرقية ودينية كامنة أملتها صراعات بشرية تاريخية طويلة وبائسة. منذ أن تقدم الغرب الديمقراطي ليقود العالم بعد الحرب الكونية الاولى وهو يتعامل مع الدول وبخاصة النامية والفقيرة بسلوك فصامي (انفصام في الشخصية) ينطوي على طبيعة منافقة وشعارات كاذبة عن حقوق الانسان والشعوب والعدالة والمساواة بين بني البشر. وقد طال الشعوب العربية منها الكثير. أفضى سلوك الغرب هذا إلى سياسات استعمارية بغيضة عكست موقفاً عنصرياً فيه استعلاء وهيمنة واستغلال تجاه العديد من الدول النامية والفقيرة وشعوبها. احتلتها واستعمرتها ونهبت ثرواتها وبطشت بشعوبها وتركتها نهباً للجهل والفقر والمرض. فضلاً عن الحاقها بها سياسياً واقتصادياً وإصرارها على إدامة الحاقها بها حتى بعد إنتهاء استعمارها المباشر لها. كعرب لا زلنا نعاني من ديمقراطيات الغرب العنصرية والامبريالية المزيفة. فقد نكثت بعهودها للشريف حسين، وأطلقت وعد بلفور وصنعت الكيان الصهيوني على حساب فلسطين وعذابات شعبها، واستعمرت الدول العربية وقسمتها ونهبت ثرواتها، ولا تزال على حلفها الشيطاني مع الحركة الصهيونية العالمية، وشريكاً لها في جرائمها بحق فلسطين وشعبها خاصة، وبحق الشعوب والدول العربية عامة. وما يزال الغرب بقيادة الولايات المتحدة ماض في تنفيذ مؤامراته في بث الفوضى الخلاقة في العالم العربي والاعلان عن شرق أوسط جديد يقسم ما سبق وقسمه أصلاً من بلاد العرب، وتواصل زعيمة الغرب حالياً القيام بأكبر وأحقر جريمة في التاريخ البشري لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة قتلاً وتدميراً وتجويعاً وتعطيشاً وحرماناً من الدواء والرعاية الصحية.

لقائي مع السّفير البريطاني
لقائي مع السّفير البريطاني

عمون

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • عمون

لقائي مع السّفير البريطاني

كم كنت سعيداً يوم أمس باللقاء الذي جمعنا وسعادة السفير البريطاني Philip Hall في منزله في عمان، بصفتي أحد مبعوثي بريطانيا وعضو جمعية (شيفننغ) الأردنية-البريطانية للمبعوثين، حيث كان لقاءً عفوياً مع سعادة السّفير وعائلته، مع ثلة من الأردنيين المتميزين منهم وزراء سابقين وغيرهم، ممن تقلدوا وظائف هامة في القطاعين العام والخاص، ولمن لا يعلم فإن إضافة عبارة (Chevening Scholar) للسّيرة الذاتية للشخص المبتعث أو الخريج تعني الكثير؛ منها التميز والإبداع حيث لا يتم اختيارهم إلا وفق آلية إختيار دقيقة. على هامش اللقاء؛ وبالرغم من أن هذا الجمع يتعلق فقط بالإجتماع الدوري للمبتعثين والخريجين، فلقد أبديت وجهة نظري الشخصية لسعادة السفير البريطاني على ضرورة حل (معركة غزة) والدمار الذي حلّ بها، ووقف التصعيد العسكري هناك وفي المنطقة، والتأكيد على (ثوابت الأردن) الوطنية والقومية بالخصوص بقيادة (الملك)، وضرورة استمرار الدعم البريطاني لمواقف الأردن، ولمنع (التهجير) وايقاف حرب الإبادة القمعية من الجانب المحتل للأهل في غزة، وحذو الجانب الفرنسي في إمكانية (الإعتراف) بالدولة الفلسطينية هذا من جانب، كما وتطرقت الى ضرورة النظر في زيادة عدد مقاعد المنح الدراسية البريطانية للطلبة الأردنيين المتفوقين من جهة أخرى. لا أعتقد بأن أي دبلوماسي يستطيع البوح بما يجول في خاطره من ردود أفعال لتلك المطالب، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالبحث في أمور أخرى سياسية، لكن بإعتقادي بأن السياسة البريطانية وعبر الزمن تفضل السلم على الحرب، وإن كنا وما زلنا نعاني منه ومنذ أكثر من قرن في المنطقة، وبالذات الفلسطينيين هو جرّاء (وعد بلفور) المشؤوم. خلاصة القول، أتمنى في قادم الأيام أن يتم ترجيح العقل على البندقية، وأن لا تراوح العصا إلا مكانها، وأن نتقن كعرب فنون (الإشتباك الإيجابي) وخصوصاً بعد ذاك الدمار الذي حل بالمنطقة. ولا أرى صوتا فيه عقلانية أكثر من صوت الهاشميين، شئنا أم أبينا فهم الصوت المسموع محلياً ودولياً، وبدونهم قد ننجر الى مراهقات سياسية وعسكرية لتحقيق مآرب وغايات لا تخدم في الوقت الحاضر -جراء عدم الجاهزية- إلا المحتل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store