
«فوبيا» عيادات الأسنان!
محمد الهتار.
منير هرساني
نور الهدى حجازي
خالد شيبان
سلامة الفم، أحد أهم جوانب صحة الإنسان، ومع ذلك يعد الخوف من طبيب الأسنان من بين أكثر اضطرابات الصحة النفسية انتشاراً بين الناس في العالم، ونتيجة لذلك يتردد البعض في التوجه إلى عيادة طبيب الأسنان لتلقي العلاج، وهذا التردد لا يقتصر على الصغار بل حتى مع الكبار، ولهذا لا تقتصر الفوبيا على جنس أو سن معينة، ويعتبرون عيادة الأسنان، مكاناً لمصدر الخوف والقلق فيضطرون إلى تناول المسكنات، هناك دراسات أشارت إلى أن 80% من الأمريكيين، يعانون من القلق والخوف من زيارة طبيب الأسنان، و9% منهم يتجنبون زيارته. وأشارت دراسة نشرتها المجلة الأوروبية لطب الأسنان إلى أن 2.7% من الرجال و4.6% من النساء حول العالم، يعانون من فوبيا الذهاب الى عيادات الأسنان، وأشار موقع الصحة النفسية (Very Well Mind)، إلى أن المصابين بالفوبيا يدركون أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يملكون قدرة التغلب على مشاعرهم ويستسلمون لآلامهم مهما تفاقمت حالاتهم، والأدهى من ذلك، أن بعض الدراسات، أشارت إلى أن البعض يصرح علناً أنه يكره شيئاً اسمه «عيادة الأسنان»! وأنهم يفضلون تناول المسكنات من الصيدليات على دخول عيادات الأسنان وارتفاع أصوات صراخهم ودخولهم في نوبات رعب وبكاء وفقدان هيبتهم.
وعزا أطباء أسنان لـ«عكاظ»، الفوبيا إلى تعرض المصابين في مراحل طفولتهم للعديد من التجارب المؤلمة التي انعكست على نفسياتهم، وجعلتهم يكرهون التوجه إلى عيادات الأسنان والحال نفسه ينطبق على آخرين استمعوا إلى مواقف لبعض مراجعي العيادات صوروا لهم ألواناً من الخوف واصفين لهم أن ما حدث لهم مؤلم ولا يُحتمل، فانعكس ذلك على نفسياتهم، وباتوا يعيشون في رهاب الفوبيا ويخسرون صحتهم وأسنانهم في مراحل مبكرة من حياتهم.
«عكاظ» ناقشت أسباب الخوف من عيادات الأسنان لدى البعض وكانت البداية:
«أنا لا أحب دكتور الأسنان» هكذا قال الثلاثيني عادل محمد: منذ طفولتي وأنا أخشى عيادات الأسنان، فما زلت أتذكر أول مرة دخلت فيها عيادة الأسنان كنت في السادسة من عمري بصحبة والدي -يرحمه الله- الذي أجلسني في حضنه ممسكاً بيدي، فيما كانت الممرضة تمنعني من إغلاق فمي حتى أنني في المرة الثانية التي عاودت فيها عيادة الأسنان كنت تحت الخوف من غضب والدي وأُصبت بجرح في فمي، وكانت تلك المرة هي الأخيرة في حياتي.
صرخات وآهات واستسلاميروي ناصر علي، مواقفه مع آلام وأوجاع الأسنان، ويقول: أنا مستعد أن أتحمل ألم السن والضرس على ألا أخطو خطوة واحدة إلى عيادة الأسنان وأجلس مستسلماً للطبيب وهو يحفر في أسناني، فقد ذهبت ذات يوم مع شقيقي الذي يكبرني بـ20 عاماً إلى طبيب الأسنان وكنت في الـ15 من عمري، رأيت وسمعت ما لم أرَه وأسمعه في حياتي من صراخ وتوسلات وخوف ورعب، ولمست ذلك عن قرب عندما دخلت مع شقيقي العيادة ورأيته وهو يتوسل الطبيب بأن يعطيه مخدراً ينسيه ألم الحفر ويجعله ينام، ولكن الطبيب حاول تهدئته وعالج أخي بطريقة الكرّ تارة والفرّ تارة.. أخي يصرخ فيتوقف الطبيب، ثم يعمل الطبيب وأخي يستسلم، «ومن يومها قلت توبة».
ويقول عبدالله الحربي: لا تذكروني بما حدث معي وشاهدته قبل سنوات في عيادة الأسنان، رأيت فيها ما لم أرَه في أفلام الرعب من روائح كريهة لحفر الأسنان وأصوات مكائن نشارة وحديد وحركات وتلوٍّ كالثعبان وآهات وصرخات.. هذه المواقف جعلتني أنأى عن الذهاب إلى عيادات الأسنان، وأتحمل ما يأتيني بين الحين والآخر من آلامها وأصبحت أداويها ببعض المسكنات.
فيما يقول نايف محمد: لا يمكن أن نستغني عن مراجعة طبيب الأسنان سواء لنا أو لأولادنا، وفي نظري أن طبيب الأسنان هو بوابة تجميل ابتساماتنا ومن الضروري أن نراجعه ونستسلم لكرسيه وعلينا أن نبتعد عن سماع المبالغات.
دوخة واضطراب بالمعدة
استشاري طب الأسنان الدكتور منير هرساني قال لـ«عكاظ»: إن رهاب الأسنان أو فوبيا طبيب الأسنان هو خوف شديد أو غير منطقي من زيارة طبيب الأسنان، أو أن الخضوع لعلاجات الأسنان قد يكون مرتبطاً بتجارب سابقة مؤلمة، الخوف من الألم، الإحساس بفقدان السيطرة، أو حتى الخوف من الأدوات والروائح المرتبطة بعيادات الأسنان، ومن أعراضه تسارع نبضات القلب، التعرق الزائد، ضيق التنفس، الغثيان أو اضطراب المعدة، الشعور بالدوخة أو الإغماء.
أما الأعراض النفسية فهي القلق الشديد قبل الموعد، ونوبات الهلع عند دخول العيادة.
وعن النصائح لتفادي الخوف من طبيب الأسنان يقول الدكتور هرساني: البحث عن طبيب متخصص في التعامل مع المرضى القلقين، طلب موعد في الصباح الباكر لتقليل فترة التوتر قبل الزيارة، ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل، الاستماع إلى الموسيقى أو تشغيل البودكاست«» أثناء الجلسة لتشتيت الذهن، اصطحاب شخص داعم مثل صديق أو فرد من العائلة، استخدام إشارات يتفق عليها مع الطبيب لإيقاف العلاج عند الشعور بعدم الراحة.
وعن كيفية التخلص أو علاج فوبيا أطباء الأسنان، يرى استشاري طب الأسنان الدكتور هرساني، أن ذلك يكون تدريجياً بداية من زيارة العيادة دون تلقي علاج، ثم التدرج في العلاج. ويشير إلى وجود بعض الأدوية المخففة في عيادات الأسنان التي تهدئ المريض، وعلى المريض اختيار طبيب متخصص في حالات القلق، والتحدث معه مسبقاً عن المخاوف، والاتفاق معه على طريقة لإيقاف
العلاج عند الشعور بعدم الراحة، واستخدام تقنيات التنفس والاسترخاء أثناء الجلسة، وعلى الطبيب أن يتحدث مع المريض بطريقة هادئة ويطمئنه قبل بدء العلاج، ويشرح له طريقة العلاج ويوضح له حالته الصحية مع أسنانه.
مشاهدة رسوم متحركةالدكتور هرساني أشار إلى طريقة لخلق بيئة تشجيعية للذين يعانون من صعوبة النوم في الليلة التي تسبق موعد فحص الأسنان، خصوصاً الأطفال من خلال إخبارهم بتجارب إيجابية عن طبيب الأسنان، وقراءة كتب أو مشاهدة رسوم متحركة عن أهمية العناية بالأسنان، واستخدام الألعاب التمثيلية على أن يلعب الطفل دور الطبيب، ومكافأة الطفل بعد الزيارة بهدية صغيرة أو نشاط ممتع، واختيار طبيب أسنان للأطفال يكون ودوداً ويستخدم أسلوباً مشجعاً. وعن الأوقات الأفضل لزيارة عيادات الأسنان، قال استشاري طب الأسنان الدكتور هرساني: يفضل تحديد المواعيد في الصباح الباكر، التي يكون فيها الشخص أكثر راحة وأقل توتراً، مع تجنب الفترات التي يكون فيها الشخص مرهقاً أو بعد يوم عمل طويل، فيما يفضل للأطفال اختيار الأوقات التي يكونون فيها نشطين وغير متعبين، فرهاب طبيب الأسنان حالة شائعة، لكنها قابلة للعلاج عبر إستراتيجيات بسيطة وعملية.
«الغاز المضحك»..
هل هو الحل؟
أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة نور الهدى حجازي، عرّفت فوبيا طبيب الأسنان بالخوف المفرط، إذ يعانى بعض الأشخاص من القلق والاضطراب الشديد عند التفكير في الذهاب إلى طبيب الأسنان، ويعود ذلك إلى التاريخ العائلي، فالعامل الوراثي من بين الأسباب وكذا سماع البعض عن تعرض لصدمات مثل الأحداث المؤلمة من سوء معاملة أو عنف عند زيارة الطبيب. وتزرع العوامل البيئية الخوف لدى الأطفال في مرحلة طفولتهم وتستمر معهم، وفى الغالب تكون قصصاً خيالية مخيفة يسمعونها في أوساط العائلة والأقارب كوسيلة عقاب.
وعن أعراض الخوف من طبيب الأسنان النفسية والجسدية قالت أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة حجازي لـ «عكاظ»: تتمثل في البكاء، القلق، الأرق ومشاكل النوم، الدوخة وفقدان الوعي، التعرق، خفقان القلب وصعوبة التنفس، وبعض اضطرابات المعدة، وتترتب على ذلك آثار صحية تتمثل في الإصابة بتسوّس متقدم في الأسنان والتهاب عصب السن، وخراجات، وفقدان الأسنان.
وعن دور طبيب الأسنان في التخلص من هذه الفوبيا قالت الدكتورة حجازي: التحدث مع المريض وتهدئته ومحاولة إزالة حاجز الخوف، وشرح الأجهزة والتقنيات الحديثة في طب الأسنان التي تساعد في العلاج دون ألم، وأن يشارك الطبيب المريض في الخطة العلاجية، ومع استخدام الغاز المضحك (nitrous oxid) للحد من قلق المريض ومساعدته على الاسترخاء، وفي بعض الأحيان اللجوء إلى علاج الأسنان تحت التخدير الكلي.
ويُنصح الآباء والأمهات بالوقوف والبقاء بالقرب من أطفالهم أثناء وجودهم وجلوسهم على كرسي العلاج داخل العيادة، وإذا استدعى الأمر الجلوس على كرسي العلاج واحتضان أطفالهم لتعزيز شعورهم بالدعم النفسي.
التخويف بالعيادة
أخصائي تقويم الأسنان الدكتور خالد شيبان، أرجع لـ«عكاظ»، خوف البعض من عيادات الأسنان إلى خوضهم بعض التجارب التي ربما تعرضوا لها خلال حياتهم أو سمعوا بها من بعض أقاربهم أو أصدقائهم، وتحولت تلك القصص والمواقف إلى مخاوف وصلت إلى درجة الرعب، وبالتالي بات هؤلاء يعيشون بحالة من الذعر عند التعرض لأي شيء يتعلق بالأسنان، ولا يطيقون طرق أبواب عيادات الأسنان إلا عند الضرورة القصوى، ومثل هؤلاء يحتاجون إلى استشارة نفسية للتغلب على معاناتهم، والأهم من كل ذلك ألا نلجأ كآباء وأمهات إلى تخويف أبنائنا من طبيب الأسنان وتصوير عيادته على أنها عيادات خوف لهم، فبعض الأمهات يلجأن إلى أسلوب التخويف «تجلس هادي وألا أوديك دكتور الأسنان يخلع ضرسك»، هذه طريقة خاطئة ومنفّرة وسلبية على نفوس أطفالنا، والحال نفسه ينطبق على اصطحاب الأطفال إلى عيادة الأسنان عند خلع سن أو ضرس.
ويرى الدكتور شيبان ضرورة أن تتوفر في عيادة الأسنان شاشة لعرض أفلام الكارتون للأطفال وحتى للكبار من خلال أفلام جاذبة أو موسيقى هادئة تلهيهم وتشتت انتباههم، وأن يراعي طبيب الأسنان عدم الشروع في العلاج وبالذات مع الأطفال؛ الذين يظهر عليهم الخوف والرعب من المرة الأولى، وأن يجعلها مراجعة تعارف وصداقة بين المريض والطبيب لكسب ودّه وإزالة الخوف والرعب.
أخبار ذات صلة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد السعودية
رُهاب الكُتب
يختلف رُهابُ الكتب عن مفهوم الخوف من الكتب في أن الثاني يعني مجرد الخوف من الأفكار التي تتضمنها دون أن يتحول ذلك إلى حالة مرضية هي التي تسمى حينها رُهاب الكتب أو فوبيا الكتب (bibliophobia). ويتكون هذا المصطلح من شقين؛ الأول (biblio) ويعني كتاب، والثاني (phobia) ويعني الخوف المرضي وغير المنطقي من أمور لا تثير الخوف عادة، كالخوف من الظلام أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن الضيقة أو الخوف من بعض الحشرات. ويأخذ رُهاب الكتب أشكالًا متنوعة؛ منها الخوف من الكتب كأجسام؛ من لمسها أو الاقتراب منها أو حتى من وجودها في مكان ما أو من دخول مكتبة. ورغم غرابة هذا التوصيف بالنسبة للبعض، فإن هذا هو بالضبط ما يجعله يأخذ اسم (رُهاب)، حيث هو (خوف مرضي وغير منطقي). وقد يبرر المصاب به ذلك بخوفه من جراثيم قد تكون عالقة به، أو من غبار ملتصق به يمكن أن يتسبب له بأمراض في الصدر، أو رائحة كريهة تنبعث من الكتب القديمة. وربما يخاف البعض من الكتب القديمة لاعتقاده بتضمنها أسرارًا أو طاقة غريبة أو أرواحًا من الماضي، قد تؤثر في حياته، وقد تكون الأمية أحيانًا أحد أسباب الرهاب. ومن أشكال رُهاب الكتب الخوف من قراءة الكتب (أو حتى التفكير في ذلك) لا لمسها، فيسمى حينذاك (رهاب قراءة الكتب)، يصاب به البعض إما لتجربة سيئة قديمة في أيام الدراسة، أو لصعوبة في فهم مضامين بعض الكتب مثل الكتب الفلسفية، أو بسبب محتوياتها؛ كما هو في الكتب التي تتحدث عن الرعب والقتل، كما قد يكون هذا الرُّهاب خوفاً من القراءة العلنية فقط. أما ما يحصل عند مواجهة هذه المشكلة، فيتراوح بين مجرد القلق من ذلك، إلى التعرُّق، إلى تزايد نبضات القلب، إلى ارتعاش اليدين أو الجسم كله، أو الذعر والهروب من مكان وجود الكتب أو المكان الذي تُذكر فيه القراءة. ولا يُعد هذا النوع من الرُّهاب شائعًا في العالم، لكنّ هناك أعداداً تعاني منه، وقليل منهم يتوجه للعلاج منه في حين يصمت كثيرون عن ذلك. وهناك بالطبع علاجات مناسبة لهذا المرض، أبرزها اليوغا، والتأمل، والتعرض التدريجي المتكرر للكتب. ويجب أن يعي الجميع أن هذا الرهاب ليس دلالة على ضعف داخلي في المصاب به أو عدم نضج. ومن أشكال الفوبيا المتعلقة برهاب الكتب (رهاب الورق) (Papyrophobia)، الذي يعني الخوف من لمس الورق أو الكتابة عليه أو الخوف من الإصابة بجروح منه. وهنا يقتصر الخوف على قراءة الكتب الورقية. ولا توجد مشكلة لدى المصابين به في القراءة الرقمية، لكن قد تمتد هذه المشكلة إلى الخوف من الأوراق في الأمور الأخرى مثل الأكياس والمناديل الورقية، وهو ما قد يجعل حياة المصابين به صعبة نتيجة وجود الأوراق في كل مكان من حياتهم.


عكاظ
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- عكاظ
تبخير وتدبيس وتقشير البروستاتا !
أيمن السليماني. محمد الهتار. أحمد توفيق. ماجد سجيني سرطان البروستاتا، ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال، يبدأ مع البلوغ، وينتهي بمرحلة الشيخوخة، ويكون نموه بطيئاً، وهو غدة صغيرة بحجم حبة الجوز، تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم، وظيفتها الأساسية إنتاج السائل المنوي. وقدرت بعض الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى الذكور المراجعين لعيادات المسالك البولية، تكون مراجعاتهم لعلاج مشكلات البروستاتا التي تشخص بحسب الأطباء المختصين الذين تحدثوا إلى «عكاظ» إلى ثلاثة تشخيصات؛ التهابات حادة ومزمنة تبدأ بالحدوث بدءاً من مرحلة البلوغ، فيما يظهر التضخم الحميد بعد سن الخامسة والأربعين، وتتمثل أعراضها في صعوبة التبول أو ضعف تدفق البول، والحاجة المتكررة للتبول، خصوصاً في الليل، والشعور بألم أو حرقة أثناء التبول، ووجود دم في البول أو السائل المنوي، وألم في أسفل الظهر أو الحوض. أنت ثمانيني.. انتبه ! قال الأطباء المختصون: إن مسبباتها تختلف بحسب نوع المشكلة؛ منها التقدم في العمر كأحد أهم عوامل الإصابة، وإن المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا لا تظهر أي أعراض، والسبب أن الورم يكون صغيراً ومحصوراً في غدة البروستاتا، وعندما يبدأ السرطان في النمو والانتشار تظهر الأعراض، وتختلف فترة العلاج بحسب نوع الإصابة وفترات التنويم بالمستشفى ونوعية العلاج. ويطالب الأطباء المختصون عبر «عكاظ»، بأهمية زيادة الوعي بمسببات المرض، وكيفية معالجته في ظل ارتفاع معدلات الإصابة به عن السنوات السابقة، وعزوا المرض إلى الإفراط في تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة واللحوم المصنعة ومنتجات الحليب والتدخين. وأشارت الإدارة العامة للتثقيف الإكلينيكي بوزارة الصحة، إلى أن تضخم البروستاتا يصيب نحو 8% من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و40 عاماً، ويصيب نحو 80% من الرجال في عمر الثمانين، وأن عوامل الخطورة تتمثل في التقدم بالعمر، والتاريخ العائلي، والإصابة بداء السكري، أو مرض القلب، والسمنة. الدواء.. الجراحة.. الإزالة الاستشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور أيمن عيسى السليماني، أوضح لـ«عكاظ» أن سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال، وعادة ما يكون بطيء النمو. والبروستاتا غدة صغيرة بحجم حبة الجوز، تقع أسفل المثانة وأمام المستقيم.وتختلف مسببات سرطان البروستاتا بحسب نوع المشكلة، وتشمل: تضخم البروستاتا الحميد، وهو تضخم غير سرطاني يصيب معظم الرجال مع تقدمهم في العمر، والتهاب البروستاتا، وهو التهاب يمكن أن يكون حاداً أو مزمناً، وينتج عن عدوى بكتيرية في الغالب، أما سرطان البروستاتا فهي خلايا سرطانية في غدة البروستاتا. ويمكن أن تكون طبيعة الخلايا التي قد تنمو في البروستاتا حميدة أو خبيثة، فالخلايا الحميدة غير سرطانية، ويمكن أن تسبب مشاكل صحية مثل تضخم البروستاتا الحميد، أما الخلايا الخبيثة السرطانية، فيمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وأوضح استشاري المسالك البولية الدكتور أيمن السليماني، أن نشأة الأورام الحميدة للبروستاتا تحدث نتيجة لتضخم غير طبيعي في غدة البروستاتا، والتضخم ليس سرطانياً، ويمكن أن يسبب مشكلات في التبول. وعلاج تضخم البروستاتا الحميد يعتمد على شدة الأعراض، وتشمل خياراته الأدوية لتخفيف أعراض التبول، والجراحة لإزالة جزء من غدة البروستاتا في الحالات الشديدة. كيف تكتشف الورم؟ رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور السليماني، أكد أن الخلايا السرطانية الخبيثة للبروستاتا تحدث عندما تبدأ غير الطبيعية في النمو والانتشار خارج غدة البروستاتا، والعلاج يعتمد على مرحلة السرطان وعمر المريض وصحته العامة، ومن الحلول الجراحة لإزالة غدة البروستاتا، والعلاج الإشعاعي لقتل الخلايا، والعلاج الهرموني لتقليل مستويات الهرمونات التي تغذي الخلايا السرطانية، والعلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. والخلايا السرطانية للبروستاتا تنتشر وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الأوعية الدموية والجهاز الليمفاوي. وأكثر الأماكن شيوعاً لانتشار سرطان البروستاتا هي: العظام، والغدد الليمفاوية، والرئتان، والكبد. وأوضح استشاري المسالك البولية الدكتور السليماني، عدة طرق لفحص وتحديد درجة الإصابة بسرطان البروستاتا، منها فحص البروستاتا الشرجي، حيث يقوم الطبيب بفحص غدة البروستاتا من خلال المستقيم، واختبار مستضد البروستاتا النوعي، وهو اختبار دم يقيس مستوى بروتين PSA الذي تنتجه غدة البروستاتا، وخزعة البروستاتا بأخذ عينة من أنسجة البروستاتا لفحصها تحت المجهر، والفحوصات التصويرية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي، وذلك لتحديد مدى انتشار السرطان. الشباب يتعافون.. أسرع استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور السليماني، يرى أن التقدم في عمر الإنسان، يشكل أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بمشكلات البروستاتا، وأن المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا قد لا تظهر فيها أي أعراض، والسبب يعود إلى أن الورم يكون صغيراً ومحصوراً في غدة البروستاتا، وعندما يبدأ السرطان في النمو والانتشار تظهر الأعراض، ووقت التعافي بعد الجراحة يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الجراحة، فمثلاً «كحت» البروستاتا بالمنظار يحتاج للبقاء ثلاثة أيام بالمستشفى، وتبخير البروستاتا يحتاج إلى يوم واحد، والقسطرة البولية لمدة 10 أيام، أما تدبيس البروستاتا فيحتاج إلى بقاء المريض يوماً واحداً، والخروج دون قسطرة، وإزالتها بالفتح الجراحي يحتاج إلى خمسة أيام، وفي حال استخدام الليزر ثلاثة أيام، وبالنسبة للجراحة الروبوتية غالباً ما تسمح بالتعافي أسرع من الجراحة المفتوحة التقليدية، وعموما المرضى الأصغر سناً والأكثر صحة عادةً يتعافون بشكل أسرع. وبالنسبة للتعافي قد يستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، إذ يتمكن المريض من استئناف الأنشطة الخفيفة، أما التعافي الكامل فقد يستغرق عدة أسابيع أو أشهر حتى يستعيد المريض وظيفة التبول الطبيعية وممارسة واجباته العادية. وعن التخلص من مرض البروستاتا بالمضادات الحيوية قال استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور السليماني: المضادات الحيوية تستخدم لعلاج التهاب البروستاتا الناتج عن عدوى بكتيرية، أما تضخم البروستاتا الحميد وسرطان البروستاتا فهما ليسا ناتجين عن عدوى بكتيرية، وبالتالي لا يمكن علاجهما بالمضادات الحيوية. هل تؤثر على الإنجاب ؟ استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور أحمد توفيق يقول: قدرت بعض الدراسات أن أكثر من 50% من المرضى الذكور المراجعين لعيادات المسالك البولية يستهدفون علاج مشكلات البروستاتا. وبصفة عامة يمكن تقسيم مشكلات البروستاتا الشائعة الى ثلاثة تشخيصات شائعة هي: (حادة و مزمنة تبدأ من مرحلة البلوغ)، و(تضخم حميد يظهر بعد سن الخامسة والأربعين)، و(أورام الخبيثة بالبروستاتا). ويعرف استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور توفيق، البروستاتا بأنها غدة تحيط بالجزء الداخلي من مجرى البول، وتقوم بوظيفتين أساسيتين هما دفع السائل المنوي أثناء القذف للأمام، وإفراز جزء كبير من ذلك السائل به مواد منظمة لحركة الحيوانات المنوية. وعن تأثير استئصال البروستاتا على صحة الرجل يقول الاستشاري الدكتور توفيق: إن أكثر الحالات التي تستدعي استئصالها جراحياً أو بالمناظير هي المتضخمة، سواء كان التضخم حميداً أو خبيثاً، والاستئصال بسبب التضخم الحميد (وهو الأكثر شيوعاً) لا يؤثر على واجبات الرجل، ولكن يصاحبه نقص شديد في حجم السائل المنوي، ونقص القدرة على الإنجاب، أما استئصال سرطان البروستاتا الخبيث، فيتم بطريقة قد تؤثر على واجبات الرجل لفترة طويلة وقد تمنع الإنجاب. زيت القرع والنخيل المنشاري ويصنف استشاري أمراض المسالك البولية الدكتور توفيق، الالتهابات إلى أربعة أنواع: أساسية حادة، مزمنة بكتيرية، ومزمنة غير البكتيرية (وتشكل 95% من المرضى)، والنوع الأخير قد يكتشف بالصدفة ودون أعراض، مشيراً إلى وجود بعض المستخلصات العشبية للعلاج مثل: زيت بذور القرع، وزيت النخيل المنشاري، التي قد تقلل من أعراض البروستاتا، منبهاً إلى أن الجلوس وعدم الحركة لفترات طويلة وبطريقة متكررة يتسبب في حدوث احتقان أو التهاب مزمن في البروستاتا، وهذا ما أكدته بعض الدراسات التي أشارت أيضاً إلى أن بعض أدوية البروستاتا قد تسبب نقصاً في السائل المنوي، وتمنع الإنجاب، لذا يجب تغييرها حتى لا تؤثر على فرص الإنجاب. احرصوا على التشخيص المبكر عن أعراض البروستاتا، قال استشاري جراحة المسالك البولية والمناظير الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة جدة الدكتور ماجد منصور سجيني لـ«عكاظ»: إنها أعراض مختلفة سواء كانت تضخماً حميداً أو التهابات أو سرطان البروستاتا فقد تتسبب في بعض الأحيان في حرقان في البول أو صعوبات في التبول أو تكرار التبول، وخصوصاً في الليل أو انحباس البول أو وجود نزيف أو دم وغيرها، وقد لا تكون هناك أي أعراض في المراحل الأولى. ومن أبرز عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة: التقدم في العمر، والعوامل الوراثية والتاريخ العائلي، لذلك فإن الفحص الدوري يعتبر خطوة مهمة لتشخيص وعلاج مختلف أمراض البروستاتا، خصوصاً أن المرض لا يظهر أي أعراض في مراحله المبكرة، لذلك يجب الالتزام بإجراء الفحص السنوي للبروستاتا الذي يتضمن تحليل مستوى البروستاتا في الدم، وفحص المستقيم الإكلينيكي بعيادة المسالك البولية بواسطة الطبيب؛ لما له من أهمية كبيرة في التشخيص في مراحله الأولى، وذلك لتحقيق السيطرة التامة على المرض والحد من حدوث مضاعفات أو تطور المرض وانتشاره، وبالتالي تقليل معدلات الوفيات الناتجة عنه. ويطالب استشاري جراحة المسالك البولية الدكتور سجيني، بتعزيز التوعية الصحية لما لها من التأثيرات الواضحة على الرجال، خصوصاً مع التقدم في العمر، ونظراً إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا عن السنوات السابقة أصبح من الضروري زيادة الوعي عن مختلف أمراض البروستاتا وأعراضها وطرق تشخيصها، وأحدث أساليب العلاج المتاحة، مع أهمية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، فبعض الدراسات تشير لأهمية عدم الإفراط في تناول الدهون المشبعة واللحوم المصنعة ومنتجات الحليب، وتجنب السمنة وزيادة الوزن والتدخين، والتأكد من عدم الإصابة بانخفاض مستوى فيتامين (D) بالدم، الذي يعتبر مهما جداً للوقاية من كثير من الأمراض والأورام. نزيف وآلام بمنطقة الحوضالأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة جدة الدكتور سجيني، استعرض أحدث التقنيات العلاجية لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، وسرطان البروستاتا، ويرى أن هذه التقنيات الأكثر فعالية منها التبخير أو التدبيس أو تقشير البروستاتا بالليزر، إلى جانب استخدام الروبوت أو جراحات الرجل الآلي كأحدث التقنيات العلاجية الجراحية المتوفرة حالياً لاستئصال البروستاتا الكلي أو الجذري الخبيث، التي تعتبر من العمليات الدقيقة والمتطورة، التي تقلل بشكل كبير أو تمنع حدوث مضاعفات ما بعد العملية، مثل: الضعف الجنسي أو سلس البول بعد خضوع المريض للعملية الجراحية. ويشدد استشاري المسالك البولية الدكتور سجيني، على أهمية الالتزام بإجراء الفحص الطبي والتحاليل دورياً للرجال مرة كل عام بعد سن الخمسين للكشف المبكر، وعدم التردد في استشارة الطبيب المختص عند ظهور أي أعراض بولية أو نزيف بولي أو آلام بمنطقة الحوض أو آلام بالعظام وغيرها لتقييم الحالة. أخبار ذات صلة


عكاظ
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- عكاظ
«فوبيا» عيادات الأسنان!
محمد الهتار. منير هرساني نور الهدى حجازي خالد شيبان سلامة الفم، أحد أهم جوانب صحة الإنسان، ومع ذلك يعد الخوف من طبيب الأسنان من بين أكثر اضطرابات الصحة النفسية انتشاراً بين الناس في العالم، ونتيجة لذلك يتردد البعض في التوجه إلى عيادة طبيب الأسنان لتلقي العلاج، وهذا التردد لا يقتصر على الصغار بل حتى مع الكبار، ولهذا لا تقتصر الفوبيا على جنس أو سن معينة، ويعتبرون عيادة الأسنان، مكاناً لمصدر الخوف والقلق فيضطرون إلى تناول المسكنات، هناك دراسات أشارت إلى أن 80% من الأمريكيين، يعانون من القلق والخوف من زيارة طبيب الأسنان، و9% منهم يتجنبون زيارته. وأشارت دراسة نشرتها المجلة الأوروبية لطب الأسنان إلى أن 2.7% من الرجال و4.6% من النساء حول العالم، يعانون من فوبيا الذهاب الى عيادات الأسنان، وأشار موقع الصحة النفسية (Very Well Mind)، إلى أن المصابين بالفوبيا يدركون أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يملكون قدرة التغلب على مشاعرهم ويستسلمون لآلامهم مهما تفاقمت حالاتهم، والأدهى من ذلك، أن بعض الدراسات، أشارت إلى أن البعض يصرح علناً أنه يكره شيئاً اسمه «عيادة الأسنان»! وأنهم يفضلون تناول المسكنات من الصيدليات على دخول عيادات الأسنان وارتفاع أصوات صراخهم ودخولهم في نوبات رعب وبكاء وفقدان هيبتهم. وعزا أطباء أسنان لـ«عكاظ»، الفوبيا إلى تعرض المصابين في مراحل طفولتهم للعديد من التجارب المؤلمة التي انعكست على نفسياتهم، وجعلتهم يكرهون التوجه إلى عيادات الأسنان والحال نفسه ينطبق على آخرين استمعوا إلى مواقف لبعض مراجعي العيادات صوروا لهم ألواناً من الخوف واصفين لهم أن ما حدث لهم مؤلم ولا يُحتمل، فانعكس ذلك على نفسياتهم، وباتوا يعيشون في رهاب الفوبيا ويخسرون صحتهم وأسنانهم في مراحل مبكرة من حياتهم. «عكاظ» ناقشت أسباب الخوف من عيادات الأسنان لدى البعض وكانت البداية: «أنا لا أحب دكتور الأسنان» هكذا قال الثلاثيني عادل محمد: منذ طفولتي وأنا أخشى عيادات الأسنان، فما زلت أتذكر أول مرة دخلت فيها عيادة الأسنان كنت في السادسة من عمري بصحبة والدي -يرحمه الله- الذي أجلسني في حضنه ممسكاً بيدي، فيما كانت الممرضة تمنعني من إغلاق فمي حتى أنني في المرة الثانية التي عاودت فيها عيادة الأسنان كنت تحت الخوف من غضب والدي وأُصبت بجرح في فمي، وكانت تلك المرة هي الأخيرة في حياتي. صرخات وآهات واستسلاميروي ناصر علي، مواقفه مع آلام وأوجاع الأسنان، ويقول: أنا مستعد أن أتحمل ألم السن والضرس على ألا أخطو خطوة واحدة إلى عيادة الأسنان وأجلس مستسلماً للطبيب وهو يحفر في أسناني، فقد ذهبت ذات يوم مع شقيقي الذي يكبرني بـ20 عاماً إلى طبيب الأسنان وكنت في الـ15 من عمري، رأيت وسمعت ما لم أرَه وأسمعه في حياتي من صراخ وتوسلات وخوف ورعب، ولمست ذلك عن قرب عندما دخلت مع شقيقي العيادة ورأيته وهو يتوسل الطبيب بأن يعطيه مخدراً ينسيه ألم الحفر ويجعله ينام، ولكن الطبيب حاول تهدئته وعالج أخي بطريقة الكرّ تارة والفرّ تارة.. أخي يصرخ فيتوقف الطبيب، ثم يعمل الطبيب وأخي يستسلم، «ومن يومها قلت توبة». ويقول عبدالله الحربي: لا تذكروني بما حدث معي وشاهدته قبل سنوات في عيادة الأسنان، رأيت فيها ما لم أرَه في أفلام الرعب من روائح كريهة لحفر الأسنان وأصوات مكائن نشارة وحديد وحركات وتلوٍّ كالثعبان وآهات وصرخات.. هذه المواقف جعلتني أنأى عن الذهاب إلى عيادات الأسنان، وأتحمل ما يأتيني بين الحين والآخر من آلامها وأصبحت أداويها ببعض المسكنات. فيما يقول نايف محمد: لا يمكن أن نستغني عن مراجعة طبيب الأسنان سواء لنا أو لأولادنا، وفي نظري أن طبيب الأسنان هو بوابة تجميل ابتساماتنا ومن الضروري أن نراجعه ونستسلم لكرسيه وعلينا أن نبتعد عن سماع المبالغات. دوخة واضطراب بالمعدة استشاري طب الأسنان الدكتور منير هرساني قال لـ«عكاظ»: إن رهاب الأسنان أو فوبيا طبيب الأسنان هو خوف شديد أو غير منطقي من زيارة طبيب الأسنان، أو أن الخضوع لعلاجات الأسنان قد يكون مرتبطاً بتجارب سابقة مؤلمة، الخوف من الألم، الإحساس بفقدان السيطرة، أو حتى الخوف من الأدوات والروائح المرتبطة بعيادات الأسنان، ومن أعراضه تسارع نبضات القلب، التعرق الزائد، ضيق التنفس، الغثيان أو اضطراب المعدة، الشعور بالدوخة أو الإغماء. أما الأعراض النفسية فهي القلق الشديد قبل الموعد، ونوبات الهلع عند دخول العيادة. وعن النصائح لتفادي الخوف من طبيب الأسنان يقول الدكتور هرساني: البحث عن طبيب متخصص في التعامل مع المرضى القلقين، طلب موعد في الصباح الباكر لتقليل فترة التوتر قبل الزيارة، ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل، الاستماع إلى الموسيقى أو تشغيل البودكاست«» أثناء الجلسة لتشتيت الذهن، اصطحاب شخص داعم مثل صديق أو فرد من العائلة، استخدام إشارات يتفق عليها مع الطبيب لإيقاف العلاج عند الشعور بعدم الراحة. وعن كيفية التخلص أو علاج فوبيا أطباء الأسنان، يرى استشاري طب الأسنان الدكتور هرساني، أن ذلك يكون تدريجياً بداية من زيارة العيادة دون تلقي علاج، ثم التدرج في العلاج. ويشير إلى وجود بعض الأدوية المخففة في عيادات الأسنان التي تهدئ المريض، وعلى المريض اختيار طبيب متخصص في حالات القلق، والتحدث معه مسبقاً عن المخاوف، والاتفاق معه على طريقة لإيقاف العلاج عند الشعور بعدم الراحة، واستخدام تقنيات التنفس والاسترخاء أثناء الجلسة، وعلى الطبيب أن يتحدث مع المريض بطريقة هادئة ويطمئنه قبل بدء العلاج، ويشرح له طريقة العلاج ويوضح له حالته الصحية مع أسنانه. مشاهدة رسوم متحركةالدكتور هرساني أشار إلى طريقة لخلق بيئة تشجيعية للذين يعانون من صعوبة النوم في الليلة التي تسبق موعد فحص الأسنان، خصوصاً الأطفال من خلال إخبارهم بتجارب إيجابية عن طبيب الأسنان، وقراءة كتب أو مشاهدة رسوم متحركة عن أهمية العناية بالأسنان، واستخدام الألعاب التمثيلية على أن يلعب الطفل دور الطبيب، ومكافأة الطفل بعد الزيارة بهدية صغيرة أو نشاط ممتع، واختيار طبيب أسنان للأطفال يكون ودوداً ويستخدم أسلوباً مشجعاً. وعن الأوقات الأفضل لزيارة عيادات الأسنان، قال استشاري طب الأسنان الدكتور هرساني: يفضل تحديد المواعيد في الصباح الباكر، التي يكون فيها الشخص أكثر راحة وأقل توتراً، مع تجنب الفترات التي يكون فيها الشخص مرهقاً أو بعد يوم عمل طويل، فيما يفضل للأطفال اختيار الأوقات التي يكونون فيها نشطين وغير متعبين، فرهاب طبيب الأسنان حالة شائعة، لكنها قابلة للعلاج عبر إستراتيجيات بسيطة وعملية. «الغاز المضحك».. هل هو الحل؟ أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة نور الهدى حجازي، عرّفت فوبيا طبيب الأسنان بالخوف المفرط، إذ يعانى بعض الأشخاص من القلق والاضطراب الشديد عند التفكير في الذهاب إلى طبيب الأسنان، ويعود ذلك إلى التاريخ العائلي، فالعامل الوراثي من بين الأسباب وكذا سماع البعض عن تعرض لصدمات مثل الأحداث المؤلمة من سوء معاملة أو عنف عند زيارة الطبيب. وتزرع العوامل البيئية الخوف لدى الأطفال في مرحلة طفولتهم وتستمر معهم، وفى الغالب تكون قصصاً خيالية مخيفة يسمعونها في أوساط العائلة والأقارب كوسيلة عقاب. وعن أعراض الخوف من طبيب الأسنان النفسية والجسدية قالت أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة حجازي لـ «عكاظ»: تتمثل في البكاء، القلق، الأرق ومشاكل النوم، الدوخة وفقدان الوعي، التعرق، خفقان القلب وصعوبة التنفس، وبعض اضطرابات المعدة، وتترتب على ذلك آثار صحية تتمثل في الإصابة بتسوّس متقدم في الأسنان والتهاب عصب السن، وخراجات، وفقدان الأسنان. وعن دور طبيب الأسنان في التخلص من هذه الفوبيا قالت الدكتورة حجازي: التحدث مع المريض وتهدئته ومحاولة إزالة حاجز الخوف، وشرح الأجهزة والتقنيات الحديثة في طب الأسنان التي تساعد في العلاج دون ألم، وأن يشارك الطبيب المريض في الخطة العلاجية، ومع استخدام الغاز المضحك (nitrous oxid) للحد من قلق المريض ومساعدته على الاسترخاء، وفي بعض الأحيان اللجوء إلى علاج الأسنان تحت التخدير الكلي. ويُنصح الآباء والأمهات بالوقوف والبقاء بالقرب من أطفالهم أثناء وجودهم وجلوسهم على كرسي العلاج داخل العيادة، وإذا استدعى الأمر الجلوس على كرسي العلاج واحتضان أطفالهم لتعزيز شعورهم بالدعم النفسي. التخويف بالعيادة أخصائي تقويم الأسنان الدكتور خالد شيبان، أرجع لـ«عكاظ»، خوف البعض من عيادات الأسنان إلى خوضهم بعض التجارب التي ربما تعرضوا لها خلال حياتهم أو سمعوا بها من بعض أقاربهم أو أصدقائهم، وتحولت تلك القصص والمواقف إلى مخاوف وصلت إلى درجة الرعب، وبالتالي بات هؤلاء يعيشون بحالة من الذعر عند التعرض لأي شيء يتعلق بالأسنان، ولا يطيقون طرق أبواب عيادات الأسنان إلا عند الضرورة القصوى، ومثل هؤلاء يحتاجون إلى استشارة نفسية للتغلب على معاناتهم، والأهم من كل ذلك ألا نلجأ كآباء وأمهات إلى تخويف أبنائنا من طبيب الأسنان وتصوير عيادته على أنها عيادات خوف لهم، فبعض الأمهات يلجأن إلى أسلوب التخويف «تجلس هادي وألا أوديك دكتور الأسنان يخلع ضرسك»، هذه طريقة خاطئة ومنفّرة وسلبية على نفوس أطفالنا، والحال نفسه ينطبق على اصطحاب الأطفال إلى عيادة الأسنان عند خلع سن أو ضرس. ويرى الدكتور شيبان ضرورة أن تتوفر في عيادة الأسنان شاشة لعرض أفلام الكارتون للأطفال وحتى للكبار من خلال أفلام جاذبة أو موسيقى هادئة تلهيهم وتشتت انتباههم، وأن يراعي طبيب الأسنان عدم الشروع في العلاج وبالذات مع الأطفال؛ الذين يظهر عليهم الخوف والرعب من المرة الأولى، وأن يجعلها مراجعة تعارف وصداقة بين المريض والطبيب لكسب ودّه وإزالة الخوف والرعب. أخبار ذات صلة