logo
رُهاب الكُتب

رُهاب الكُتب

يختلف رُهابُ الكتب عن مفهوم الخوف من الكتب في أن الثاني يعني مجرد الخوف من الأفكار التي تتضمنها دون أن يتحول ذلك إلى حالة مرضية هي التي تسمى حينها رُهاب الكتب أو فوبيا الكتب (bibliophobia).
ويتكون هذا المصطلح من شقين؛ الأول (biblio) ويعني كتاب، والثاني (phobia) ويعني الخوف المرضي وغير المنطقي من أمور لا تثير الخوف عادة، كالخوف من الظلام أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن الضيقة أو الخوف من بعض الحشرات.
ويأخذ رُهاب الكتب أشكالًا متنوعة؛ منها الخوف من الكتب كأجسام؛ من لمسها أو الاقتراب منها أو حتى من وجودها في مكان ما أو من دخول مكتبة. ورغم غرابة هذا التوصيف بالنسبة للبعض، فإن هذا هو بالضبط ما يجعله يأخذ اسم (رُهاب)، حيث هو (خوف مرضي وغير منطقي). وقد يبرر المصاب به ذلك بخوفه من جراثيم قد تكون عالقة به، أو من غبار ملتصق به يمكن أن يتسبب له بأمراض في الصدر، أو رائحة كريهة تنبعث من الكتب القديمة. وربما يخاف البعض من الكتب القديمة لاعتقاده بتضمنها أسرارًا أو طاقة غريبة أو أرواحًا من الماضي، قد تؤثر في حياته، وقد تكون الأمية أحيانًا أحد أسباب الرهاب.
ومن أشكال رُهاب الكتب الخوف من قراءة الكتب (أو حتى التفكير في ذلك) لا لمسها، فيسمى حينذاك (رهاب قراءة الكتب)، يصاب به البعض إما لتجربة سيئة قديمة في أيام الدراسة، أو لصعوبة في فهم مضامين بعض الكتب مثل الكتب الفلسفية، أو بسبب محتوياتها؛ كما هو في الكتب التي تتحدث عن الرعب والقتل، كما قد يكون هذا الرُّهاب خوفاً من القراءة العلنية فقط.
أما ما يحصل عند مواجهة هذه المشكلة، فيتراوح بين مجرد القلق من ذلك، إلى التعرُّق، إلى تزايد نبضات القلب، إلى ارتعاش اليدين أو الجسم كله، أو الذعر والهروب من مكان وجود الكتب أو المكان الذي تُذكر فيه القراءة.
ولا يُعد هذا النوع من الرُّهاب شائعًا في العالم، لكنّ هناك أعداداً تعاني منه، وقليل منهم يتوجه للعلاج منه في حين يصمت كثيرون عن ذلك.
وهناك بالطبع علاجات مناسبة لهذا المرض، أبرزها اليوغا، والتأمل، والتعرض التدريجي المتكرر للكتب. ويجب أن يعي الجميع أن هذا الرهاب ليس دلالة على ضعف داخلي في المصاب به أو عدم نضج.
ومن أشكال الفوبيا المتعلقة برهاب الكتب (رهاب الورق) (Papyrophobia)، الذي يعني الخوف من لمس الورق أو الكتابة عليه أو الخوف من الإصابة بجروح منه. وهنا يقتصر الخوف على قراءة الكتب الورقية. ولا توجد مشكلة لدى المصابين به في القراءة الرقمية، لكن قد تمتد هذه المشكلة إلى الخوف من الأوراق في الأمور الأخرى مثل الأكياس والمناديل الورقية، وهو ما قد يجعل حياة المصابين به صعبة نتيجة وجود الأوراق في كل مكان من حياتهم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رُهاب الكُتب
رُهاب الكُتب

البلاد السعودية

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • البلاد السعودية

رُهاب الكُتب

يختلف رُهابُ الكتب عن مفهوم الخوف من الكتب في أن الثاني يعني مجرد الخوف من الأفكار التي تتضمنها دون أن يتحول ذلك إلى حالة مرضية هي التي تسمى حينها رُهاب الكتب أو فوبيا الكتب (bibliophobia). ويتكون هذا المصطلح من شقين؛ الأول (biblio) ويعني كتاب، والثاني (phobia) ويعني الخوف المرضي وغير المنطقي من أمور لا تثير الخوف عادة، كالخوف من الظلام أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن الضيقة أو الخوف من بعض الحشرات. ويأخذ رُهاب الكتب أشكالًا متنوعة؛ منها الخوف من الكتب كأجسام؛ من لمسها أو الاقتراب منها أو حتى من وجودها في مكان ما أو من دخول مكتبة. ورغم غرابة هذا التوصيف بالنسبة للبعض، فإن هذا هو بالضبط ما يجعله يأخذ اسم (رُهاب)، حيث هو (خوف مرضي وغير منطقي). وقد يبرر المصاب به ذلك بخوفه من جراثيم قد تكون عالقة به، أو من غبار ملتصق به يمكن أن يتسبب له بأمراض في الصدر، أو رائحة كريهة تنبعث من الكتب القديمة. وربما يخاف البعض من الكتب القديمة لاعتقاده بتضمنها أسرارًا أو طاقة غريبة أو أرواحًا من الماضي، قد تؤثر في حياته، وقد تكون الأمية أحيانًا أحد أسباب الرهاب. ومن أشكال رُهاب الكتب الخوف من قراءة الكتب (أو حتى التفكير في ذلك) لا لمسها، فيسمى حينذاك (رهاب قراءة الكتب)، يصاب به البعض إما لتجربة سيئة قديمة في أيام الدراسة، أو لصعوبة في فهم مضامين بعض الكتب مثل الكتب الفلسفية، أو بسبب محتوياتها؛ كما هو في الكتب التي تتحدث عن الرعب والقتل، كما قد يكون هذا الرُّهاب خوفاً من القراءة العلنية فقط. أما ما يحصل عند مواجهة هذه المشكلة، فيتراوح بين مجرد القلق من ذلك، إلى التعرُّق، إلى تزايد نبضات القلب، إلى ارتعاش اليدين أو الجسم كله، أو الذعر والهروب من مكان وجود الكتب أو المكان الذي تُذكر فيه القراءة. ولا يُعد هذا النوع من الرُّهاب شائعًا في العالم، لكنّ هناك أعداداً تعاني منه، وقليل منهم يتوجه للعلاج منه في حين يصمت كثيرون عن ذلك. وهناك بالطبع علاجات مناسبة لهذا المرض، أبرزها اليوغا، والتأمل، والتعرض التدريجي المتكرر للكتب. ويجب أن يعي الجميع أن هذا الرهاب ليس دلالة على ضعف داخلي في المصاب به أو عدم نضج. ومن أشكال الفوبيا المتعلقة برهاب الكتب (رهاب الورق) (Papyrophobia)، الذي يعني الخوف من لمس الورق أو الكتابة عليه أو الخوف من الإصابة بجروح منه. وهنا يقتصر الخوف على قراءة الكتب الورقية. ولا توجد مشكلة لدى المصابين به في القراءة الرقمية، لكن قد تمتد هذه المشكلة إلى الخوف من الأوراق في الأمور الأخرى مثل الأكياس والمناديل الورقية، وهو ما قد يجعل حياة المصابين به صعبة نتيجة وجود الأوراق في كل مكان من حياتهم.

«فوبيا» عيادات الأسنان!
«فوبيا» عيادات الأسنان!

عكاظ

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • عكاظ

«فوبيا» عيادات الأسنان!

محمد الهتار. منير هرساني نور الهدى حجازي خالد شيبان سلامة الفم، أحد أهم جوانب صحة الإنسان، ومع ذلك يعد الخوف من طبيب الأسنان من بين أكثر اضطرابات الصحة النفسية انتشاراً بين الناس في العالم، ونتيجة لذلك يتردد البعض في التوجه إلى عيادة طبيب الأسنان لتلقي العلاج، وهذا التردد لا يقتصر على الصغار بل حتى مع الكبار، ولهذا لا تقتصر الفوبيا على جنس أو سن معينة، ويعتبرون عيادة الأسنان، مكاناً لمصدر الخوف والقلق فيضطرون إلى تناول المسكنات، هناك دراسات أشارت إلى أن 80% من الأمريكيين، يعانون من القلق والخوف من زيارة طبيب الأسنان، و9% منهم يتجنبون زيارته. وأشارت دراسة نشرتها المجلة الأوروبية لطب الأسنان إلى أن 2.7% من الرجال و4.6% من النساء حول العالم، يعانون من فوبيا الذهاب الى عيادات الأسنان، وأشار موقع الصحة النفسية (Very Well Mind)، إلى أن المصابين بالفوبيا يدركون أن خوفهم غير منطقي، لكنهم لا يملكون قدرة التغلب على مشاعرهم ويستسلمون لآلامهم مهما تفاقمت حالاتهم، والأدهى من ذلك، أن بعض الدراسات، أشارت إلى أن البعض يصرح علناً أنه يكره شيئاً اسمه «عيادة الأسنان»! وأنهم يفضلون تناول المسكنات من الصيدليات على دخول عيادات الأسنان وارتفاع أصوات صراخهم ودخولهم في نوبات رعب وبكاء وفقدان هيبتهم. وعزا أطباء أسنان لـ«عكاظ»، الفوبيا إلى تعرض المصابين في مراحل طفولتهم للعديد من التجارب المؤلمة التي انعكست على نفسياتهم، وجعلتهم يكرهون التوجه إلى عيادات الأسنان والحال نفسه ينطبق على آخرين استمعوا إلى مواقف لبعض مراجعي العيادات صوروا لهم ألواناً من الخوف واصفين لهم أن ما حدث لهم مؤلم ولا يُحتمل، فانعكس ذلك على نفسياتهم، وباتوا يعيشون في رهاب الفوبيا ويخسرون صحتهم وأسنانهم في مراحل مبكرة من حياتهم. «عكاظ» ناقشت أسباب الخوف من عيادات الأسنان لدى البعض وكانت البداية: «أنا لا أحب دكتور الأسنان» هكذا قال الثلاثيني عادل محمد: منذ طفولتي وأنا أخشى عيادات الأسنان، فما زلت أتذكر أول مرة دخلت فيها عيادة الأسنان كنت في السادسة من عمري بصحبة والدي -يرحمه الله- الذي أجلسني في حضنه ممسكاً بيدي، فيما كانت الممرضة تمنعني من إغلاق فمي حتى أنني في المرة الثانية التي عاودت فيها عيادة الأسنان كنت تحت الخوف من غضب والدي وأُصبت بجرح في فمي، وكانت تلك المرة هي الأخيرة في حياتي. صرخات وآهات واستسلاميروي ناصر علي، مواقفه مع آلام وأوجاع الأسنان، ويقول: أنا مستعد أن أتحمل ألم السن والضرس على ألا أخطو خطوة واحدة إلى عيادة الأسنان وأجلس مستسلماً للطبيب وهو يحفر في أسناني، فقد ذهبت ذات يوم مع شقيقي الذي يكبرني بـ20 عاماً إلى طبيب الأسنان وكنت في الـ15 من عمري، رأيت وسمعت ما لم أرَه وأسمعه في حياتي من صراخ وتوسلات وخوف ورعب، ولمست ذلك عن قرب عندما دخلت مع شقيقي العيادة ورأيته وهو يتوسل الطبيب بأن يعطيه مخدراً ينسيه ألم الحفر ويجعله ينام، ولكن الطبيب حاول تهدئته وعالج أخي بطريقة الكرّ تارة والفرّ تارة.. أخي يصرخ فيتوقف الطبيب، ثم يعمل الطبيب وأخي يستسلم، «ومن يومها قلت توبة». ويقول عبدالله الحربي: لا تذكروني بما حدث معي وشاهدته قبل سنوات في عيادة الأسنان، رأيت فيها ما لم أرَه في أفلام الرعب من روائح كريهة لحفر الأسنان وأصوات مكائن نشارة وحديد وحركات وتلوٍّ كالثعبان وآهات وصرخات.. هذه المواقف جعلتني أنأى عن الذهاب إلى عيادات الأسنان، وأتحمل ما يأتيني بين الحين والآخر من آلامها وأصبحت أداويها ببعض المسكنات. فيما يقول نايف محمد: لا يمكن أن نستغني عن مراجعة طبيب الأسنان سواء لنا أو لأولادنا، وفي نظري أن طبيب الأسنان هو بوابة تجميل ابتساماتنا ومن الضروري أن نراجعه ونستسلم لكرسيه وعلينا أن نبتعد عن سماع المبالغات. دوخة واضطراب بالمعدة استشاري طب الأسنان الدكتور منير هرساني قال لـ«عكاظ»: إن رهاب الأسنان أو فوبيا طبيب الأسنان هو خوف شديد أو غير منطقي من زيارة طبيب الأسنان، أو أن الخضوع لعلاجات الأسنان قد يكون مرتبطاً بتجارب سابقة مؤلمة، الخوف من الألم، الإحساس بفقدان السيطرة، أو حتى الخوف من الأدوات والروائح المرتبطة بعيادات الأسنان، ومن أعراضه تسارع نبضات القلب، التعرق الزائد، ضيق التنفس، الغثيان أو اضطراب المعدة، الشعور بالدوخة أو الإغماء. أما الأعراض النفسية فهي القلق الشديد قبل الموعد، ونوبات الهلع عند دخول العيادة. وعن النصائح لتفادي الخوف من طبيب الأسنان يقول الدكتور هرساني: البحث عن طبيب متخصص في التعامل مع المرضى القلقين، طلب موعد في الصباح الباكر لتقليل فترة التوتر قبل الزيارة، ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل، الاستماع إلى الموسيقى أو تشغيل البودكاست«» أثناء الجلسة لتشتيت الذهن، اصطحاب شخص داعم مثل صديق أو فرد من العائلة، استخدام إشارات يتفق عليها مع الطبيب لإيقاف العلاج عند الشعور بعدم الراحة. وعن كيفية التخلص أو علاج فوبيا أطباء الأسنان، يرى استشاري طب الأسنان الدكتور هرساني، أن ذلك يكون تدريجياً بداية من زيارة العيادة دون تلقي علاج، ثم التدرج في العلاج. ويشير إلى وجود بعض الأدوية المخففة في عيادات الأسنان التي تهدئ المريض، وعلى المريض اختيار طبيب متخصص في حالات القلق، والتحدث معه مسبقاً عن المخاوف، والاتفاق معه على طريقة لإيقاف العلاج عند الشعور بعدم الراحة، واستخدام تقنيات التنفس والاسترخاء أثناء الجلسة، وعلى الطبيب أن يتحدث مع المريض بطريقة هادئة ويطمئنه قبل بدء العلاج، ويشرح له طريقة العلاج ويوضح له حالته الصحية مع أسنانه. مشاهدة رسوم متحركةالدكتور هرساني أشار إلى طريقة لخلق بيئة تشجيعية للذين يعانون من صعوبة النوم في الليلة التي تسبق موعد فحص الأسنان، خصوصاً الأطفال من خلال إخبارهم بتجارب إيجابية عن طبيب الأسنان، وقراءة كتب أو مشاهدة رسوم متحركة عن أهمية العناية بالأسنان، واستخدام الألعاب التمثيلية على أن يلعب الطفل دور الطبيب، ومكافأة الطفل بعد الزيارة بهدية صغيرة أو نشاط ممتع، واختيار طبيب أسنان للأطفال يكون ودوداً ويستخدم أسلوباً مشجعاً. وعن الأوقات الأفضل لزيارة عيادات الأسنان، قال استشاري طب الأسنان الدكتور هرساني: يفضل تحديد المواعيد في الصباح الباكر، التي يكون فيها الشخص أكثر راحة وأقل توتراً، مع تجنب الفترات التي يكون فيها الشخص مرهقاً أو بعد يوم عمل طويل، فيما يفضل للأطفال اختيار الأوقات التي يكونون فيها نشطين وغير متعبين، فرهاب طبيب الأسنان حالة شائعة، لكنها قابلة للعلاج عبر إستراتيجيات بسيطة وعملية. «الغاز المضحك».. هل هو الحل؟ أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة نور الهدى حجازي، عرّفت فوبيا طبيب الأسنان بالخوف المفرط، إذ يعانى بعض الأشخاص من القلق والاضطراب الشديد عند التفكير في الذهاب إلى طبيب الأسنان، ويعود ذلك إلى التاريخ العائلي، فالعامل الوراثي من بين الأسباب وكذا سماع البعض عن تعرض لصدمات مثل الأحداث المؤلمة من سوء معاملة أو عنف عند زيارة الطبيب. وتزرع العوامل البيئية الخوف لدى الأطفال في مرحلة طفولتهم وتستمر معهم، وفى الغالب تكون قصصاً خيالية مخيفة يسمعونها في أوساط العائلة والأقارب كوسيلة عقاب. وعن أعراض الخوف من طبيب الأسنان النفسية والجسدية قالت أخصائية طب أسنان الأطفال الدكتورة حجازي لـ «عكاظ»: تتمثل في البكاء، القلق، الأرق ومشاكل النوم، الدوخة وفقدان الوعي، التعرق، خفقان القلب وصعوبة التنفس، وبعض اضطرابات المعدة، وتترتب على ذلك آثار صحية تتمثل في الإصابة بتسوّس متقدم في الأسنان والتهاب عصب السن، وخراجات، وفقدان الأسنان. وعن دور طبيب الأسنان في التخلص من هذه الفوبيا قالت الدكتورة حجازي: التحدث مع المريض وتهدئته ومحاولة إزالة حاجز الخوف، وشرح الأجهزة والتقنيات الحديثة في طب الأسنان التي تساعد في العلاج دون ألم، وأن يشارك الطبيب المريض في الخطة العلاجية، ومع استخدام الغاز المضحك (nitrous oxid) للحد من قلق المريض ومساعدته على الاسترخاء، وفي بعض الأحيان اللجوء إلى علاج الأسنان تحت التخدير الكلي. ويُنصح الآباء والأمهات بالوقوف والبقاء بالقرب من أطفالهم أثناء وجودهم وجلوسهم على كرسي العلاج داخل العيادة، وإذا استدعى الأمر الجلوس على كرسي العلاج واحتضان أطفالهم لتعزيز شعورهم بالدعم النفسي. التخويف بالعيادة أخصائي تقويم الأسنان الدكتور خالد شيبان، أرجع لـ«عكاظ»، خوف البعض من عيادات الأسنان إلى خوضهم بعض التجارب التي ربما تعرضوا لها خلال حياتهم أو سمعوا بها من بعض أقاربهم أو أصدقائهم، وتحولت تلك القصص والمواقف إلى مخاوف وصلت إلى درجة الرعب، وبالتالي بات هؤلاء يعيشون بحالة من الذعر عند التعرض لأي شيء يتعلق بالأسنان، ولا يطيقون طرق أبواب عيادات الأسنان إلا عند الضرورة القصوى، ومثل هؤلاء يحتاجون إلى استشارة نفسية للتغلب على معاناتهم، والأهم من كل ذلك ألا نلجأ كآباء وأمهات إلى تخويف أبنائنا من طبيب الأسنان وتصوير عيادته على أنها عيادات خوف لهم، فبعض الأمهات يلجأن إلى أسلوب التخويف «تجلس هادي وألا أوديك دكتور الأسنان يخلع ضرسك»، هذه طريقة خاطئة ومنفّرة وسلبية على نفوس أطفالنا، والحال نفسه ينطبق على اصطحاب الأطفال إلى عيادة الأسنان عند خلع سن أو ضرس. ويرى الدكتور شيبان ضرورة أن تتوفر في عيادة الأسنان شاشة لعرض أفلام الكارتون للأطفال وحتى للكبار من خلال أفلام جاذبة أو موسيقى هادئة تلهيهم وتشتت انتباههم، وأن يراعي طبيب الأسنان عدم الشروع في العلاج وبالذات مع الأطفال؛ الذين يظهر عليهم الخوف والرعب من المرة الأولى، وأن يجعلها مراجعة تعارف وصداقة بين المريض والطبيب لكسب ودّه وإزالة الخوف والرعب. أخبار ذات صلة

أنواع الخوف المرضي (الفوبيا) وأثره على الحياة اليومية
أنواع الخوف المرضي (الفوبيا) وأثره على الحياة اليومية

مجلة سيدتي

time٢٧-٠٢-٢٠٢٥

  • مجلة سيدتي

أنواع الخوف المرضي (الفوبيا) وأثره على الحياة اليومية

الخوف هو شعور طبيعي يحمي الإنسان من المخاطر، ولكن عندما يصبح غير منطقي أو مفرط، فإنه يتحول إلى خوف مرضي أو ما يسمى "فوبيا". الفوبيا هي اضطراب نفسي يتميز بخوف شديد ومستمر من شيء معين أو موقف معين، مما يؤدي إلى تجنب هذا الشيء أو الموقف بأي ثمن، حتى لو لم يكن يشكل خطراً حقيقياً. "سيّدتي" التقت اختصاصية علم النفس فانيسا حداد، واطلعت منها على أنواع الخوف المرضي، أسبابه، وكيفية التعامل معه. ما هو الخوف المرضي أو الفوبيا؟ الفوبيا هي اضطراب قلق يتجلى في خوف غير مبرر من أشياء أو مواقف محددة، مما يدفع الشخص إلى تجنبها بشكل يؤثر على حياته اليومية. تختلف الفوبيا عن المخاوف العادية في شدتها وتأثيرها السلبي على حياة الفرد، حيث قد تؤدي إلى نوبات هلع أو قلق شديد عند التعرض للمثير المسبب للخوف. أنواع الخوف المرضي يمكن تصنيف الفوبيا إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الفوبيا المحددة، الفوبيا الاجتماعية، ورهاب الأماكن المفتوحة. الفوبيا المحددة (Specific Phobias) ترتبط هذه الفوبيا بخوف شديد من أشياء أو مواقف معينة، وتشمل: فوبيا الحيوانات (Zoophobia)، مثل الخوف من العناكب (Arachnophobia)، أو الكلاب (Cynophobia)، أو الثعابين (Ophidiophobia). فوبيا الأماكن المغلقة (Claustrophobia) :الخوف من التواجد في أماكن ضيقة أو مغلقة، مثل المصاعد أو الطائرات. فوبيا المرتفعات :(Acrophobia) الخوف الشديد من التواجد في أماكن عالية. فوبيا الظلام :(Nyctophobia) الخوف غير الطبيعي من الظلام أو التواجد في أماكن مظلمة. فوبيا الطيران: (Aerophobia) الخوف من ركوب الطائرات أو السفر جواً. فوبيا الدم والإبر: (Hemophobia) الخوف من رؤية الدم أو الإبر أو الإجراءات الطبية. الفوبيا الاجتماعية (Social Phobia or Social Anxiety Disorder) يُعرف هذا النوع أيضاً باضطراب القلق الاجتماعي، وهو خوف شديد من التفاعل مع الآخرين أو التواجد في مواقف اجتماعية، حيث يخشى الشخص أن يتعرض للإحراج أو الحكم السلبي من قبل الآخرين. تشمل أمثلة الفوبيا الاجتماعية: الخوف من التحدث أمام الجمهور. الخوف من تناول الطعام أو الشرب أمام الآخرين. تجنّب المناسبات الاجتماعية أو التفاعل مع الغرباء. يمكن أن تؤثر الفوبيا الاجتماعية بشكل كبير على حياة الشخص، حيث قد تؤدي إلى العزلة الاجتماعية وصعوبة تكوين علاقات شخصية أو مهنية. رهاب الأماكن المفتوحة (Agoraphobia) هو الخوف من التواجد في أماكن أو مواقف يصعب الهروب منها، أو التي قد لا تتوفر فيها المساعدة عند حدوث نوبة هلع. يشمل هذا الرهاب: الخوف من الأماكن العامة والمزدحمة، مثل مراكز التسوق الكبيرة أو الأسواق. الخوف من ركوب وسائل النقل العامة. تجنب مغادرة المنزل خوفًا من حدوث نوبة قلق في مكان يصعب السيطرة عليه. غالبًا ما يكون رهاب الأماكن المفتوحة مرتبطًا باضطرابات الهلع، حيث يشعر الشخص بالخوف من التعرض لنوبة هلع في مكان غير آمن. أسباب الخوف المرضي رغم أن الفوبيا قد تبدو غير منطقية، إلا أن لها أسباباً متعددة، منها: التجارب السابقة: قد يكون الخوف نتيجة تجربة سابقة مؤلمة، مثل التعرض لهجوم من كلب يؤدي إلى رهاب الكلاب. العوامل الوراثية: قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بالقلق أو الفوبيا إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني منها. العوامل البيئية: قد ينشأ الخوف بسبب التعرض لمعلومات سلبية متكررة عن الشيء أو الموقف المخيف. الاضطرابات العصبية: قد يكون للدماغ طريقة مختلفة في معالجة الخوف و القلق ، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للفوبيا. كيفية التعامل مع الفوبيا وعلاجها لحسن الحظ، يمكن علاج الفوبيا أو تقليل تأثيرها من خلال بعض الاستراتيجيات العلاجية، ومنها: العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy - CBT) يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الطرق فعالية في علاج الفوبيا، حيث يساعد الشخص على تغيير طريقة تفكيره تجاه المثير المخيف، واستخدام تقنيات لمواجهة الخوف بدلاً من تجنبه. التعرض التدريجي (Exposure Therapy) يعتمد هذا العلاج على تعريض الشخص تدريجياً للموقف أو الشيء الذي يخاف منه بطريقة آمنة وتحت إشراف مختص، مما يساعده على التعود وتقليل ردود الفعل السلبية. العلاج الدوائي في بعض الحالات، يمكن أن تُستخدم الأدوية مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب لتخفيف الأعراض، ولكنها غالباً ما تكون مكملة للعلاج السلوكي. تقنيات الاسترخاء والتحكم في القلق يمكن أن تساعد تمارين التنفس العميق، والتأمل، وتقنيات اليقظة الذهنية (Mindfulness) في تقليل التوتر والسيطرة على نوبات القلق الناتجة عن الفوبيا. أنواع الخوف المرضي: خاتمة الخوف المرضي أو الفوبيا هو اضطراب شائع يؤثر على حياة الكثيرين، ولكنه ليس مستعصياً على العلاج. من خلال الفهم الصحيح لطبيعة الفوبيا والبحث عن طرق فعالة لمواجهتها، يمكن للأشخاص تحسين جودة حياتهم والتغلب على مخاوفهم. إذا كنت تعانين من فوبيا تؤثر على حياتك اليومية، فلا تترددي في طلب المساعدة من اختصاصي في الصحة النفسية ، فالتعامل مع الخوف هو الخطوة الأولى نحو التحرر منه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store