
السعودية تقود رحلة مذهلة لاستكشاف كنوز البحر الأحمر وفتح أبواب المستقبل
البحر الأحمر ذلك الكنز الطبيعي الذي يمتد على سواحل المملكة بطول يزيد على 1900 كيلومتر، ليس مجرد مسطح مائي، بل عالم ساحر يحتضن شعابًا مرجانية نابضة بالحياة، وجزرًا بكرًا، وأسرارًا جيولوجية كالثقوب الزرقاء، التي تروي قصصًا تعود لملايين السنين.
وضمن رؤية 2030 الطموح، التي أعادت رسم ملامح المستقبل السعودي، تخوض المملكة مغامرة علمية غير مسبوقة لكشف كنوز هذا البحر، مدعومة بمؤسسات رائدة، مثل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ومؤسسة أوشن كويست.
ومن خلال رحلات استكشافية مثل "رحلة العقد" ومسوحات التنوع الأحيائي الشاملة، واكتشافات تغير مفاهيمنا عن الأعماق، تبرز السعودية التزامها بقيادة جهود عالمية لفهم المحيطات وحمايتها.
رحلة العقد: مغامرة علمية غير مسبوقة
في عام 2022، أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية رحلة استكشافية رائدة، أطلق عليها "رحلة العقد"، وهي الأولى من نوعها لإجراء مسح شامل لبيئات البحر الأحمر من منطقة عفيفي جنوبًا إلى خليج العقبة شمالاً.
واستمرت الرحلة 19 أسبوعًا، وشارك فيها 126 باحثًا من 18 جنسية، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، حيث استهدفت الرحلة حماية البيئة البحرية وتعزيز الاستدامة، وإثراء التنوع الأحيائي، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.
وكشفت الرحلة عن اكتشافات مذهلة، منها اكتشاف مداخن حرارية نشطة شمال ضفة فرسان، تعود إلى آلاف السنين، ما يشير إلى حياة بحرية استثنائية.
كما أظهرت تحليلات تسلسل الحمض النووي، وجود أسماك القرش الأبيض الكبير لأول مرة في البحر الأحمر، إلى جانب هياكل ميكروبية ضخمة تبرز التنوع البيولوجي الغني.
#رحلة_العقد: مُبادرة هدفت إلى دراسة التنوع الأحيائي والنظم البيئية في البحر الأحمر، وفازت بـ #جائزة_الأميرة_صيتة لإسهامها في تعزيز الاستدامة. #بحياتها_نحيا pic.twitter.com/A4yuYkgDSt
— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) February 18, 2025
الثقوب الزرقاء: بوابات الأعماق الغامضة!
في أغسطس 2023، أعلن وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، المهندس عبدالرحمن الفضلي، عن اكتشاف أكثر من 20 ثقبًا أزرق على السواحل الجنوبية للبحر الأحمر، والتي تعد ظواهر جيولوجية نادرة، إذ تظهر ككهوف عمودية عميقة على شكل حلقات مرجانية من السطح، وتتخذ شكلاً أسطوانيًا تحت الماء، بأعماق قد تصل إلى مئات الأمتار.
وأظهرت المسوحات أن أعماق بعض هذه الثقوب تتراوح بين 47 و51.5 مترًا، مع دراسات مستمرة لاستكشاف التنوع الأحيائي بداخلها.
ووفقًا للبروفيسور كارلوس دورتي من جامعة "كاوست"، تعد هذه الثقوب "مفاجأة علمية"، لاحتوائها على تكوينات جيولوجية وتنوع أحيائي فريد، فيما يعتقد أنها تشكلت نتيجة ضربات كونية أو انهيارات جيولوجية، ما جعلها ملاذات آمنة للكائنات البحرية.
وتسهم هذه الاكتشافات في تعزيز السياحة البيئية، حيث تعد الثقوب وجهة جاذبة للغواصين، كما تثري المعرفة العلمية من خلال دراسة بيئاتها، في حين يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على حماية هذه الثقوب كجزء من النظام البيئي السعودي، مع خطط لتسجيلها كمواقع تراث عالمي.
الثقوب الزرقاء: من أهم اكتشافات #رحلة_العقد، تضم تنوعًا أحيائيًّا ثريًّا، وتكويناتٍ جيولوجية فريدة.#بحياتها_نحيا pic.twitter.com/1uoY21WaG9
— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) April 2, 2025
اكتشافات بيئية مذهلة: من المرجان إلى السلاحف
لم تقتصر اكتشافات البحر الأحمر على الثقوب الزرقاء، ففي نوفمبر 2024، أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن اكتشاف أكبر موقع تعشيش للسلاحف البحرية في البحر الأحمر، ما يعكس التزام المملكة بحماية التنوع البيولوجي.
وفي أبريل 2025، أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية عن اكتشاف مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع "بافونا" في مياه وجهة أمالا، يتراوح عمرها بين 400 و800 عام.
وتعد هذه المستعمرة، التي تنافس بحجمها أكبر مستعمرة مرجانية في العالم، إحدى أهم الاكتشافات البيئية في المنطقة، ومن المتوقع أن تصبح نقطة جذب رئيسة للغواصين والباحثين.
كما بدأت الشركة عمليات مسح واسعة النطاق لاستكشاف التنوع الأحيائي، مع التركيز على حماية الكائنات المهددة بالانقراض مثل أسماك الحلاوي والسلاحف البحرية، وشملت هذه الجهود دراسة موائل أبقار البحر "الأطوم" باستخدام طائرات بدون طيار، بهدف فهم طرق هجرتها وحماية مناطق الأعشاب البحرية التي تعد غذاءها المفضل.
في اكتشاف مذهل بمياه وجهة @AMAALA 🪸 عثر علماؤنا على مستعمرة مرجانية عملاقة حية تنافس في حجمها الرقم القياسي العالمي، ويُقدر عمرها بنحو 800 عام. دراساتنا مستمرة لكشف أسرار هذا الكنز البحري الاستثنائي في البحر الأحمر 🌊✨.
للمزيد: https://t.co/m4IDHmTj8d pic.twitter.com/YfAtW4PyKn
— البحر الأحمر الدولية (@RedSeaGlobalAR) April 27, 2025
اقرأ أيضًا: أفضل أماكن التخييم والكشتات في ربيع السعودية 2025
أوشن كويست: رؤية سعودية لاستكشاف المحيطات
لدعم الاكتشافات البحرية، أطلقت المملكة العربية السعودية مؤسسة أوشن كويست غير الربحية، لتفتح فصلاً جديدًا في استكشاف المحيطات، متجاوزة حدود العلم لتصبح وعدًا سعوديًا بكشف أسرار الأعماق وحماية كنوز كوكب الأرض.
وتتخذ المؤسسة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست" في ثول بمحافظة جدة مقرًا لها، إذ يعد موقعًا استراتيجيًا يطل على البحر الأحمر، أحد أكثر الأنظمة البيئية البحرية تنوعًا وأقلها استكشافًا في العالم.
وتسعى أوشن كويست، كجزء من رؤية 2030، إلى وضع المملكة على خارطة استكشاف المحيطات العالمية، من خلال تسريع عمليات استكشاف الأعماق، تعزيز الابتكار التقني، وبناء شراكات دولية لتطوير أبحاث المحيطات متعددة التخصصات.
وتتمحور مهمتها حول ثلاث ركائز: استكشاف المحيطات لخدمة البشرية، وتعزيز الابتكار في هذا القطاع، وإشراك المجتمع العالمي في فهم أهمية المحيطات، في حين تتماشى هذه الرؤية مع أهداف عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة 2021-2030، مما يجعل السعودية شريكًا فاعلاً في الجهود العالمية لحماية المحيطات.
#رحلة_العقد: مُبادرة هدفت إلى دراسة التنوع الأحيائي والنظم البيئية في البحر الأحمر، وفازت بـ #جائزة_الأميرة_صيتة لإسهامها في تعزيز الاستدامة. #بحياتها_نحيا pic.twitter.com/A4yuYkgDSt
— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) February 18, 2025
خطة علمية لحماية البيئة البحرية
وفي إطار جهود المملكة المستمرة لحماية البيئة البحرية، أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، قبل أيام خطة علمية شاملة لمسح التنوع الأحيائي، ومتابعة حالته الصحية على امتداد السواحل السعودية للبحر الأحمر.
واستندت الخطة إلى خريطة الحساسية البيئية التي أعدها المركز، حيث صنفت المواقع الساحلية حسب مستويات الحساسية البيئية، مع إعطاء الأولوية للمناطق ذات الحساسية العالية، بهدف تعزيز جهود المسح البيئي وحماية المواقع الحساسة من تأثيرات التغيرات المناخية والأنشطة البشرية.
وتضمنت الخطة تنفيذ عمليات ميدانية شملت مسحًا شاملاً للتنوع الأحيائي في 64 موقعًا ساحليًا، مع متابعة الحالة الصحية للمجتمعات البيولوجية، بما في ذلك الأسماك واللافقاريات.
كما تمت متابعة التغيرات في درجات حرارة سطح البحر عبر 37 موقعًا، باستخدام أجهزة قياس متطورة، لرصد تأثير التغيرات الفيزيائية على النظم البيئية البحرية.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز، الدكتور محمد قربان، أن هذه الجهود تسهم في توفير بيانات علمية دقيقة تدعم برامج حماية التنوع الأحيائي واستدامة النظم البيئية، وتعزز قدرة المركز على تقييم المخاطر البيئية بشكل مبكر.
وأشار إلى أن الاعتماد الكامل على الكفاءات الوطنية في تنفيذ هذا المشروع يعكس توجه المملكة نحو بناء قدرات محلية رائدة.
مسح واستكشاف بيئي شامل لـ 64 موقعًا على سواحل البحر الأحمر بكوادر وطنية من منسوبي المركز لحماية المناطق البيئية الحساسة ودعم استدامة التنوع الأحيائي.#بحياتها_نحيا pic.twitter.com/MNpdgGSim4
— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) April 30, 2025
السياحة البيئية في البحر الأحمر
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحويل البحر الأحمر إلى وجهة سياحية فاخرة ومستدامة، من خلال مشاريع مثل "البحر الأحمر" و"أمالا"، حيث يمتد مشروع البحر الأحمر على مساحة 28,000 كيلومتر مربع، ويضم أكثر من 90 جزيرة بكر، ورابع أكبر حيد مرجاني في العالم.
وقد بدأ المشروع باستقبال الضيوف في عام 2023، مع خطط لتشغيل 16 منتجعًا بنهاية 2025، و50 منتجعًا بحلول 2030، أما وجهة أمالا، فمن المقرر افتتاح المرحلة الأولى منها خلال العام الجاري، وتضم 8 منتجعات ونادي يخوت عالميًا.
نحتفل في #يوم_السياحة_العالمي بجهودنا في استثمار الإمكانات لمستقبل القطاع #للإنسان_والطبيعة. ونؤمن بأن تطوير السياحة لا يعني بالضرورة بناء منتجعات، بل بتعزيز وحماية النظم البيئية، وخلق تجارب لا تنسى للزوار، لذا نتطلع لأن نمنحكم تجربة ساحرة في وجهاتنا قريباً. pic.twitter.com/2MC71msB37
— البحر الأحمر الدولية (@RedSeaGlobalAR) September 27, 2023
وتعزز رحلات الكروز، مثل تلك التي أطلقتها شركة كروز السعودية، بالتعاون مع MSC في 2021، تجربة السياحة البحرية من خلال أنشطة مثل الغوص والتجديف، حيث تعمل وجهة البحر الأحمر بالطاقة النظيفة عبر 760,000 لوح شمسي ومرافق تخزين بطاريات متقدمة، مما يعكس التزام المملكة بالاستدامة، في حين تسهم هذه المشاريع في خلق 70,000 فرصة عمل، وإضافة 22 مليار ريال سنويًا للاقتصاد بحلول 2030.
ومن رحلة العقد إلى اكتشاف الثقوب الزرقاء ومسوحات التنوع الأحيائي، تظهر المملكة التزامًا استثنائيًا بكشف كنوز البحر الأحمر وحمايتها، وبفضل شراكات مع مؤسسات مثل أوشن كويست وجهود الكوادر الوطنية، ترسي المملكة أسسًا لمستقبل مستدام يجمع بين السياحة الفاخرة والحفاظ على البيئة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء السعودية
منذ 2 ساعات
- الأنباء السعودية
بيئي / "الأعمدة البازلتية" في عسير.. منحوتات طبيعية تروي قصة الأرض
أبها 23 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 21 مايو 2025 م واس في أعماق جبال عسير وسهولها، تخطّ الطبيعة أعظم لوحاتها الجيولوجية، وتقف "الأعمدة البازلتية" شامخة كشواهد زمنية تحكي فصولًا من التاريخ البركاني العريق للمنطقة، فهي ليست مجرد تكوينات صخرية جامدة، بل منحوتات طبيعية هندسية، تشكّلت عبر ملايين السنين؛ لتجسّد التقاء الجمال الطبيعي مع عمقها العلمي. وتُعد تكوينات "الأعمدة البازلتية" في منطقة عسير من أبرز الظواهر الجيولوجية النادرة على مستوى المملكة، والتي تجذب أنظار الزوّار والمهتمين بالعلوم الأرضية، حيث تتكون من صخور "البازلت" وهي صخور نارية بركانية نشأت بفعل تدفقات الحمم التي بردت ببطء على سطح الأرض، ما أدى إلى انكماشها وتشققها مكوّنة أعمدة هندسية ذات أضلاع غالبًا ما تكون سداسية أو خماسية أو رباعية، بدقة طبيعية مذهلة. ويؤكد المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبد الله محمد العمري، في حديثه لوكالة الأنباء السعودية (واس): أن منطقة عسير غنيّة بتلك التكوينات، وتنتشر في عدة مواقع مثل: محافظة محايل عسير، ووادي يعوض بمحافظة الحرجة (جبل مشرف)، و(قرن مُجعل) شرق مركز تندحة، ووادي العسران، والمنطقة الساحلية بين القحمة والبرك، والتي تقع ضمن سلسلة الجبل الأسود. وأشار العمري إلى أن هذه التكوينات الجيولوجية كانت معروفة منذ القدم، إذ وصفها الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" بأنها جزء من سلسلة "سراة جَنْب"، الممتدة من شمال ظهران الجنوب إلى شمال سراة عبيدة، التي تعرف اليوم باسم حرة السراة, وتغطي هذه الحرة مساحة تبلغ نحو 700 كم²، وتضم جبالًا شاهقة مثل جبل فِرْواع بارتفاع 3004 أمتار عن سطح البحر، وجبل ظلم بارتفاع 2575 مترًا عن سطح البحر. وبين أن "الأعمدة البازلتية" تشكلت نتيجة تبريد الحمم البركانية وانكماشها الطبيعي مما أدى إلى تكوين أشكال هندسية متنوعة تشمل الأضلاع السداسية والخماسية والسباعية، وتختلف ألوان الأعمدة تبعًا للمكونات المعدنية والكيميائية، حيث يغلب عليها اللون الأسود، وقد تميل إلى الرمادي أو البني المحمر نتيجة وجود معادن مثل الأوليفين والبيروكسين، مبيناً أن تلك التكوينات لا تقتصر على عسير فحسب، بل توجد أيضًا في مواقع عالمية مثل: بوابة العمالقة في أيرلندا، ومنتزه يلوستون الوطني في الولايات المتحدة، وتركيا وآيسلندا. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل أن "الأعمدة البازلتية" تكونت نتيجة لانكماش حراري يحدث عندما تبرد الحمم البركانية وتتصلب، ما يؤدي إلى تكوين شقوق عمودية بزوايا قائمة على سطح التبريد، وغالبًا ما تظهر هذه التكوينات بشكل عمودي، لكنّها قد تنحني أو تميل بحسب ظروف التبريد. وأشار أبا الخيل إلى أن تلك الأعمدة تشبه في تكوينها تشقق الطين عند الجفاف، لكنها تحدث في الصخور النارية، خاصة في البازلت، وقد تظهر أيضًا في صخور الأنديزيت، التراكيت، والريوليت، مبينًا أن تلك التكوينات تعود إلى أعمار جيولوجية تتراوح إلى 30 مليون سنة، وقد وُجدت في الحرات البركانية الغربية مثل حرة البرك، وتُعد هذه الظاهرة ذات أهمية علمية كبيرة، إذ تتيح للباحثين دراسة النشاط البركاني القديم في شبه الجزيرة العربية. وأكد المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية أن "الأعمدة البازلتية" تُعد معلمًا جيولوجيًا فريدًا، يجذب محبي الطبيعة والمهتمين بالعلوم الجيولوجية، وتشكل عنصرًا واعدًا في السياحة البيئية، داعيًا إلى إدراجها ضمن مسارات السياحة الجيولوجية في منطقة عسير. بدوره أكد الباحث والمهتم بالسياحة الجيولوجية في منطقة عسير الدكتور عبدالله بن علي آل موسى، على الأهمية الجيولوجية والسياحية لتلك الظواهر، مبينًا أن تشكّل "الأعمدة البازلتية" يعد جزءًا مهمًا من التراث الجيولوجي لأي منطقة، ويقدّم دليلًا واضحًا على النشاط البركاني الذي شهدته الأرض في العصور السحيقة، مضيفاً أن تواجد تلك التكوينات في منطقة عسير يعكس البنية الجيولوجية النشطة للمنطقة، ويعزز من تحويل تلك المواقع إلى معالم سياحية طبيعية، إضافة إلى بعدها العلمي، خاصة الأعمدة التي تحتوي على نقوش قديمة -كما في قمة قرن القاعة- التي تجسد أبعادًا تاريخية، ربما تشير إلى وجود حضارات أو تجمعات بشرية كانت ترتاد تلك المواقع, وتعد مجالًا خصبًا للباحثين والمهتمين بالطبيعة والتراث الجيولوجي.


صحيفة سبق
منذ 4 ساعات
- صحيفة سبق
الدكتوراه لـ"الزبادين" بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف من جامعة الملك خالد
حصل نايف حسين الزبادين، المعلم بتعليم منطقة نجران، على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الملك خالد في أبها، حيث كان عنوان الرسالة الفلسفة في التربية (تخصص المناهج وطرق تدريس العلوم). "سبق" تبارك للدكتور نايف الزبادين حصوله على درجة الدكتوراه، وتتمنى له التوفيق في حياته العلمية والعملية.


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
مشاهد في سماء السعودية.. اصطفاف القمر وزحل والزهرة فجر غد الخميس
تشهد سماء السعودية ومعظم الدول العربية مشهداً سماوياً بديعاً، فجر غد الخميس 22 مايو، حيث يصطف هلال القمر وكوكبا زحل والزهرة في منظر يمكن مشاهدته بالعين المجردة دون الحاجة لأي معدات رصد متخصصة. وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة، أن الاصطفاف يرصد قبيل الفجر جهة الأفق الشرقي، حيث سيبدو هلال القمر مضاءً من الجهة اليسرى، بينما يرافقه كوكب زحل الذي سيظهر كنقطة ضوئية خافته فيما يتلألأ كوكب الزهرة أسفل المشهد بسطوع شديد يجعله أسطع جرم سماوي بعد القمر، ويستمر هذا الترتيب البصري إلى قبل شروق الشمس وهو ناتج عن انتظام الأجرام الثلاثة على خط وهمي واحد من منظور الأرض دون أن يكون هناك اقتران فعلي بينها من الناحية المدارية. وأضاف: رغم أن هذه الظاهرة ليست نادرة أو ذات أثر مباشر على الأرض، إلا أنها تحمل أهمية علمية وتطبيقية لعلماء الفلك والمهتمين برصد السماء. حيث تتيح هذه الاصطفافات فرصة دقيقة لاختبار صحة النماذج المدارية المستخدمة للتنبؤ بحركات الكواكب والقمر، كما تستخدم في معايرة أجهزة الرصد والتلسكوبات من خلال مقارنة مواقع ولمعان الأجرام المتجاورة بصرياً، وتعد أيضاً فرصة تعليمية لتدريب الطلبة والمهتمين في مجال الفلك على عمليات الرصد والتوثيق وتحليل السطوع الظاهري للأجرام السماوية المختلفة مثل الزهرة الساطع وزحل الخافت نسبياً وهذا التباين البصري يساعد في دراسة خصائص الانعكاس الضوئي والظروف الجوية المحيطة بكل كوكب. وتابع أبو زاهرة تصريحه: يعد هذا الحدث أيضاً مناسبة مثالية لهواة التصوير الفلكي لتوثيق مشهد يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة الكونية، خاصة مع تدرج الألوان الفجرية في الأفق وانخفاض وهج القمر ما يتيح رؤية أوضح للكواكب. أما كوكب زحل، فرغم ظهوره الباهت مقارنة بالزهرة إلا أن موقعه بجوار الهلال يمنح المشهد توازناً بصرياًً فريداً من نوعه. الجدير بالذكر أن مثل هذه الاصطفافات تتكرر بين الحين والآخر لكنها تظل مشروطة بصفاء السماء وخلو الأفق من العوائق لرصدها بوضوح وينصح بعدم تفويت فرصة المشاهدة والاستمتاع بهذا العرض السماوي.